روايه قيد من دهب ...الفصل الاول

0








ابتسامه حالمه ارتسمت علي شفتيها تزامنت مع انطلاق تنهيده خافته من ثنايا صدرها وهي تنظر إلي جانب وجهه المنحوت .... لقد تبددت كل مخاوفها عن الزواج ...؟! التفت جاسر إليها حينما شعر بعيناها تتطلع له ليبتسم لها بحب وسرعان ما كان يمسك بيدها يحتويها بين يديه بينما يسألها بحنان : خايفه هزت راسها بابتسامه بينما تجيب بثقه : مش خايفه وانت جنبي رفع يدها الي شفتيه يقلبها برقه قائلا : وانا جنبك علي طول يا ماستي ابتسمت له بحب واحتضنت ذراعه واغمضت عيناها للحظات بينما بدأت تلك الطائرة بالاقلاع ومع انطلاق الطائرة كانت تنطلق سيول من الذكريات الي عقلها ...... تلك الذكريات التي شكلت ماضيهم سويا ثلاث سنوات .... !! ثلاث سنوات حملت الكثير من كل شيء... الكثير من الحب والكثير من المشاكل والكثير من الغيرة والكثير من الخوف وايضا الكثير من السعاده .....سعاده لم تكن لتشعر بها مع رجل سواه .... نعم تعترف بهذا كما اعترف بأن مخاوفها كانت دوما تقف عائق بينهما .... نعم ربما لم تكن واثقه من أنها ستتجاوز مخاوفها من الحياه برفقه طباعه الصعبه ولكنها كانت واثقه من أنها ستكون سعيده معه ..... فبالرغم من كل ما مضي عليهم إلا أنها لم تحب سواه ولم تشعر بسعاده الا معه ..... عقلانيه لتعرف أن ليس كل الحب باللون الوردي ... وان هناك لابد من وجود عقبات ومشاكل فتلك طبيعه النفس البشريه باختلاف الطباع والشخصيات وعدم قبول كل شخص مايقبله الاخر ومتعايشه مع ذلك ولكن جاسر هو من لا يصل لتلك القناعه فهو يري اختلافهم بسبب عنادها معه ولايدري أنه فقط اختلاق شخصيتها والتي إن لم تكن هكذا لما احبها غرقت في تلك الذكريات طوال رحله عودتهم من شهر عسلهم والذي لم تكن لتحلم أن يكون أفضل بينما اغرقها حب ودلال ....ثلاث اسابيع اختفت خلالها المشاكل والعصبيه والغيرة وبقي الحب والسعاده وكأنها ثلاث سنوات ....اختفت كل تلك المخاوف حينما قررت أن تقاومها وان تخطو الي القفص الذهبي برفقته ..... كل هذا حدث حينما راودت تلك الابتسامه الخجوله شفتيها بينما تعترف له (أيوة بحبك ومقدرش ابعد عنك ) كان هذا جوابها بعد أن أقسمت بذلك اليوم أنها نهايه طريقهم معا ....... ولكن قبل أن تصل الي تلك النهايه اسرع عقلها بشريط ذكرياتها الي البدايه.... تلك البدايه التي مازالت تفاصيلها محفورة بذاكرتها وتتذكرها وكأنها بالأمس لاتستطيع ان تنسي نظراتها له ماان رأته لأول مرة..... كان كبطل من أبطال تلك الروايات التي تقرأها في مراهقتها ....وكأنه خرج للتو متجسدا في صورة رجل وسيم ذو هيبه وطله أثره وشخصيه واضح قوتها من نظراته الواثقه ... كانت في الثامنه عشر... صغيرة مراهقه بشعر اسود متناثر حول وجهها البريء والبري بنفس الوقت ..... كان أخيها مالك يتقدم لطلب يد اخته مي وكان أول لقاء عائلي بينهم لتجتذب نظره ليس بجمالها الفائق فهي ليست هكذا ولكنها تحمل كاريزما جذابه تلمع بعيونها ابتسم وهو يصافح مالك وعائلته مرحبا ليقدمه لأبيه : جاسر زيدان الريدي... زميل وهنبقي اهل ان شاء الله ابتسم ابيها ورحب به بينما نظرت اليه ماس لتنخطف دقات قلبها من اول وهله ...فقد دخلت للتو عامها الأول الجامعي لتكون كأي فتاه بسنها يأثرها رجل مكتمل الرجوله بينما الشباب في مثل سنها لم تنجذب لأحدهما بشخيصه سطحيه... وكأن هناك شرارة لامست كلاهما ....مرت عليه الكثيرات ولكن تلك الفتاه جذبته بعفويتها و جمالها البري بينما ذلك المرح يقفز من عيونها وهي تشاكس بكلمه هنا وكلمه هناك لم تعد تدري بأي ارض تقف بينما تراه للمرة الثانيه... تلك المرة سيتوقف قلبها حينما لحظت الإعجاب بعيناه في حفل زفاف أخيها فهاهي جميله بفستان أنيق يلائمها عكس ما اعتادها فقد كانت انثويه للغايه...ولكن قبل أن يندفع للمزيد كان يبعد هذا الإعجاب عن عيناه فهي صغيرة....!! وقف معتدا بقامته المديده متألق ببدلته السوداء التي عززت من بياض قميصه المشدود فوق عضلات جذعه القوي بينما يحدث نفسه وهو يختطف النظر إليها .... صغيرة للغايه ليحدث نفسه انها في الخامسه عشر بالنسبه له حتي وان كانت بالثامنه عشر الا انه يراها اصغر كثيرا بشخصيتها المليئة بالحماس .... حماس وبرائه وعفويه فتاه صغيرة تقول ولا تهتم ..... كل مرة يراها بها يقنع نفسه أنها صغيرة لتجتذبه ولكن ماذا يفعل فقد امر الحب والقلب اطاع ليقع بحبها بينما لم يجد سبب لأن يقاوم تلك المشاعر خاصه وهو يري مقابل لها في نظراتها ..... لم تفارق تفكيره بكل مرة يراها كزهرة بريه وسط عائلتها .....مثلت حلم جميل لم يكن يحلم بفتاه سواها ...... وقع بحبها بكل ماتحمله الكلمه من معني فهاهو لايتوقف ساعات عن الحديث معها ... يسرع اليها ماان ينهي مهمته لرؤيتها ... عشقها بكل تفاصيلها ..شخصيتها وجمالها كل شيء بها ولم تكن بأقل منه فكيف لا تعشقه وهو يتحلي بكل صفات الرجوله ..... ابتسم برقه وهو يصافحها لأول مرة لتضيع يداها الصغيرة بين يداه الكبيرة ليسرق دقه اخري من دقات قلبها وهي تلامس يده.... ايام وهي لا تتوقف عن الحديث عنه مع صديقتها المقربة ريم ....كيف أنه شخص جذاب يصعب عدم الوقوع في حبه ....ولكنه من لم يكن يتحدث مع أحد عن تلك المشاعر التي أخذت في قلبه يوم بعد يوم ... ولا حتي مع نفسه التي قد تتهمه بالجنون ايقع في حب فتاه في الثامنه عشر....! وها هو اليوم عيد ميلادها التاسع عشر وكم يهتم ابيها وكل عائلتها من أجلها بتلك المناسبه اليوم ....أنها بالنسبه للجميع مزعجه ولكنها الصغيرة المميزة بينهم فهي المدلله بين اثنين أشقاء رجال ....مالك ومحمود .... ابيهم شريف بدران لواء شرطة متقاعد بالرغم من حزمه الا ان حزمه لا يطالها بكثير من الأمور ..... رفعت ماس عيناها بعد اطفاء الشموع فتقابلت عيونها بعيناه و هنا سلمت قلبها بالكامل له.... تمهل طوال تلك الاشهى وحاول الا يسير خلف قات قلبه التي تبعثرها تلك الفتاه ولكن الي اين الهروب ...ليكون عيد ميلادها هو أول يوم يعترف لها بحبه ....وتتوالي الايام ... اول يوم جامعه بالعام الجديد وضعت تلك السلسله الرقيقه التي أهداها لها بعيد ميلادها حول عنقها بينما كلماته تتردد في أذنها ... كان نفسي تكون دبله رفعت عيناها إليه بدهشة ...هل بتلك السرعه .... دبله..؟! اوما جاسر بينما سبق اعترافه لنفسه بحبها قراره بطلبها للزواج ...: ااه ياماس .... انا بتمني اليوم اللي الناس كلها تعرف بعلاقتنا ....ولا مش عاوزة تتجوزيني داهمت الحمرة وجهها بينما تبعد خصلات شعرها المموجه خلف أذنها : ااه...بس ...بس يعني بالسرعه دي هز كتفه : ونستني ليه ....؟! انا بحبك توترت دون ارداتها لتقول بتعلثم بينما باغتها طلبه : بس بابا... يعني مش....هيوافق اتجوز دلوقتي خالص تغيرت ملامح وجهه فقد ظنها ستوافق علي الفور : عارف أن لسه قدامك تخلصي دراستك بس ... نتخطب علي الاقل هزت راسها بتوتر : بس انا خايفه عقد حاجبيه بتساؤل: خايفه ؟؟ اخفت خوفها الحقيقي بينما طالما فكرت بمصير تلك الخطط التي وضعتها لمستقبلها أن تزوجت : لو اتكلمت مع بابا ومالك هيعرفوا أن في بينا حاجة ولو بابا رفض وقتها مش هعرف اشوفك تاني لم يبدو الاقتناع واضحا علي ملامحه : وهو احنا هنفضل نعرف بعض في السر اندفعت الدماء لوجهها لتفرك يدها بتعلثم : مش سر ....بس يعني مؤقتا لغايه ما تخلص الدراسه وبعدين احنا بنشوف بعض في نطاق العيله وكده رفع حاجبه هاتفا : وفيها ايه لما نكون مع بعض بصورة رسميه هزت راسها بهروب : مفيهاش...بس زي ما قولتلك بابا هيرفض ارتبط قبل ما اخلص دراستي علي مضض قبل عام بعد عام ولكنها كانت تخفي ان خوفها الاكبر هو ذاك الشعور بداخلها ان الاقتراب منه خطير... متملك غيور متهور يتشاجر معها لاتفهه الأسباب..... تحب رومانسبته ولكنها تخاف كثيرا من عصبيته التي بأقل موقف تظهر ...حتي وان كان اعتراض علي ملابسها ....اليوم ترتدي بنطال من الجينز مع تيشيرت ابيض وحذاء رياضي وتترك لشعرها المموج العنان.. بسيطة ولكنها لاتدري انها جميله للغايه بعيناه لذا كان يعترض ولم يكن مجرد اعتراض بل مشاجرة .... هو يري كيف يبدي ذلك التيشيري منحنيات جسدها بينما هي تراه لبس بسيط مناسب لفتاه بسنها ليهتف بامتعاض.... ميتلبش تاني ...!!! وتتوالي الاعتراضات... ككل فتاه بالبدايه كانت تحب الغيرة ولكن بكل موقف ومناسبه تتكرر لتري وجهه اخر عصبي مندفع جعلها تضيع وسط تحكمات لا نهائية .... وقد كان حفل تخرجها كارثة فستان.....!!! سيقتلها.... كما انها تقف برفقه أصدقائها وتضحك ...... ابتسامتها وضحكتها كل شيء يراه ملك له وحده ولايريد لأي شيء أو شخص يشاركه بها .... يالله ماذا يحدث... شد وجذب بينهما وبالنهاية يغلب حبها له فسرعان ما تغفر وتنسي وتغدو في طريقهما وسرعان ما تأتي عاصفه أخري ....عاصفه تدرك أن سببها ليس سفرها مع عائلتها وانما إصرارها أن تعمل .....وكيف يطلب منها بالأساس الا تعمل ...هل درست لتمكث بالمنزل ...لا واين هي وحياتها ومستقبلها الذي تخطط له منذ أن كانت بالجامعه ....قبلت بوظيفه بأحد البنوك ولكنها بدايه الطريق ....أما بالنسبه له فقد كان أول صدام حقيقي بينهم برفض تام وهيمنه رجل شرقي لايريدها أن تعمل كما رأي والدته وكما فعلت أخته ولكنها أصرت بعناد ليرضخ لها بعدم اقتناع ... ولكنه ليس ممن يرضخون لذا صمت مؤقتا وهاهو مارد غيرته يخرج من داخله ويعصف مستغلا الفرصه ما أن رأها بهذا الفستان الصيفي الذي ترتديه اي فتاه : لا عقد حاجبيه : لا يعني اية... ؟ : يعني لا ياجاسر.... مش هغير اللي انا لابساه هدر بغضب من نبرتها : يعني ايه...؟! انتي مش شايفه نفسك قالت بهدوء يحمل اصرار مبطن : لا شفت نفسي قبل ما انزل وبابا وماما كمان شافوني ومحدش اعترض أشار بكتفه بانفعال : انا ماليش دعوة بحد.... اللي انتي لابساه مش عاجبني.... وانتي عارفة كويس رأي انك تلبسي كدة تمسكت برأيها بعناد : اللي انا لابساه فستان عادي خالص بيتلبس علي البحر مفيش فيه اي حاجة واظن انك تشكر ربنا اني ملبستش مايوه رفع حاجبه بعصبيه ; والله.... اومات له ببرود ; اه وفيها اية.... الاوتيل كله مايوهات هنزل بجلابيه مثلا تهكم ساخرا : علي اساس اني هسمحلك ...التوت شفتاه بسخط واضح : ولا زي موضوع الشغل اللي انا بالعافيه بالعه رفعت اصبعها بغضب : جاسر بطل نبرتك دي..... مسمهاش مش هتسمحلي ....وبعدين موضوع الشغل قفلناه و اظن انك اقتنعت برأيي نظر اليها دقائق فهي تغيرت ونبرتها تغيرت نضجت فتاته الصغيرة وتمردت عليه ولكن اتتمرد علي حبه...؟! تابعت حينما وجدته صامت : انا ليا رأي وشخصيه واختيارات لازم تحترمها زي ما انا بحترم رايك واختياراتك.. ...مش كل حاجة تحكم زفر بنفاذ صبر ; واني أرفض تلبسي عريان وجسمك يبقي باين ده تحكم اومات بعناد : بطريقتك دي .... اه تحكم ضيق عيناه يطالع تحديدها له ليوميء لها قائلا بعصبيه ; طيب انا كدة ومش هتغير ياماس هتفت بعنفوان : يعني اخبط دماغي في الحيط.. مش كدة نظر اليها دون قول شئ لتقول ; لا بقي ياجاسر مفيش حاجة اسمها انا كدة ومش هتغير.... انت لازم تتغير التفت اليها بحاجب مرفوع متساءلا : وأية الجديد ؟! رفعت عيناها اليه قائلة باصرار ; الجديد اني مبقتش العيله الصغيرة اللي بتسمع الكلام وتنفذه من غير نقاش ارتسمت ابتسامه مستخفه علي شفتيه ;بقيتي ايه..؟ تجاهلت استخفافه بها لتقول بحزم : بقي ليا شخصيه ورأي رفع حاجبه باستهجان بينما التوت شفتاه بابتسامه ساخره : ودي بوادر الكتب اللي سيادتك بتقريها والاجتماعات الفاضيه مش كدة احتقن وجهها بالغضب : قصدك ايه ..؟! تهكم منها باستخفاف :شخصيه ...كيان ...أي هبل وكلمتين حفظتيهم من كام ست فاشله وكام كتاب جايه تطبقيهم عليا اتقدت عيونها بالغضب من استخفافه بها : هبل ....؟! أومأ بهيمنه :اه هبل واعتبري نفسك اخر مرة هتحضري الاجتماعات دي رفعت عيناها التي برقت بالتحدي :وده قرار مين نظر لها بثبات :قراري تجرأت نبرتها وانفلت لسانها بينما اعماها الغضب : وانت مين عشان تقرر بدالي ..؟! احتقن وجهه بالغضب الشديد من مغزي كلماتها ليقول بنبره منفعله : عندك حق ماهو اصل انا اللي غلطان اني اخدت برأيك واستنيتك كل ده عشان في الاخر جايه تقوليلي صفتك ايه ..... حاولت التحدث وتصحيح معني كلماتها التي نطقت بها لحظه انفعال ولكنه لم يسمح لها ليتابع بأيماءه من رأسه : تمام عندك حق ....... انا ماليش صفه في حياتك تعلثمت : جاسر انا مقصدتش انا بس انفعلت من كلامك وأسلوبك اللي مش بيتغير زفر بانفعال قائلا : انا كدة ومش هتغير ياماس..... يا تقبليني زي ما انا ..... يا افهم انك بتنهي اللي بينا قطبت جبينها باستجهان ; اللي بينا... ؟! اشاح بوجهه قائلا :اه لانه واضح انه مبقاش عاجبك نظرت له بعدم تصديق .....هل ينهي حبهما ؟! :جاسر رفع يده لتصمت... مفيش جاسر .....شوفي اية اللي اتغير فيكي قبل ما تتكلمي... انا نفس الراجل اللي عرفتيه من سنين وانتي اللي بتتغيري كل يوم انا كدة ومش هتغير ياماس .... انا بغيرتي وتحكماتي في كل حاجة تخصك.... متأسف لو مش هقدر ابقي طرطور عشان أعجب شخصيه سيادتك الجديده تركها وانصرف..... ولكن تلك المرة لم تكن ككل مرة فقد شعر أن عليه إلا يرضخ لها أو لقلبه لذا ابتعد.... وهي ظلت تموت وتتلوي اسبوع وهو بعيد عنها يضغط عليها لتتراجع ولكنها ستسمر نعم ستستمر بالرغم من الاشتياق الذي ينهش بقلبها ....!! فما الخطيئه الكبري التي ارتكبها أنها دافعت عن كيانها وشخصيتها مالم تفعل شيء خاطيء .....تدرك أن ثورانه اتخذ هذا المنحني وتلك المعاني المبطنه بعد موضوع إصرارها علي عملها وعن تلك الندوه التي حضرتها .. لتتذكر كلام بعض الفتيات التي تعرفت إليهم عن طريق تلك الصفحه التي من حين لأخر تدون بها بعض من أفكارها عن أنه مجتمع ذكوري ...وهي بالفعل تصدق كلامهم الان ....نعم إنه مجتمع كذلك لتتذكر كيف نالت سخريه كبيرة منه حينما نشرت لها احدي الصفحات بالصدفه تغريده وحصلت علي ملايين التفاعلات وبعدها تواصلت معها أحدي الفتيات ودعتها لتحضر أحد تلك الاجتماعات عن حقوق المرأة بالمجتمع ......وهو جن جنون وهاهو بعد تلك المشاجره اتخذها حجه ليمنعها من الذهاب مجددا.... تنهدت بيأس وهي تفكر ... لماذا لا تكون ما حلمت أن تكونه ..ما الخطيئه الكبري في أنها تمسكت بأن تكون ذات كيان أو أن توسع آفاقها ...؟! كل كلامه المبطن واستخفافه بها ( هبل ....كتب ......وكلمتين حفظتيهم من كام ست فاشله وكام كتاب جايه تطبقيهم عليا..) اهذا هو رأيه بها ...مجرد عقل فارغ اي شيء قادر علي التأثير به ...... تحب القراءه ومن حين لأخر كانت تكتب بعض خواطرها في يومياتها ... ومن هنا اتت تلك الكلمات التي نالت إعجاب الكثير ماعدا هو ....!! تشعر بألم أنه خذاها بينما كانت تتوقع منه أن يكون أول داعميها ... اااه من ابتعاده وكم لا تقوي عليه ..... خفضت بيأس عيناها التي تعبت من كثرة تلفتها حولها بانتظار رؤيته... لتهمس لنفسها باحباط انه لن يأتي وتحاول التغلب علي صوت قلبها الذي يخبرها انه سيأتي ككل عام..... ثلاثه اعوام مضت منذ أن وقعت بحبه وبكل عيد ميلاد لها يكون أول من تري وجهه حينما تطفيء شموع عيد ميلادها لتتجدد امنيتها كل عام بأن يعم التفاهم علي حياتهم ...فهو الشيء الوحيد الذي ينقصهم .....فقط بعض التفهم من جانبه ولكنها تدرك أن رأسه يابس كالصخر وهاهو .... هذا العيد لم يكن بجوارها ...!! بينما علي الجانب الاخر كان هو جالس وبيده تلك السيجارة التي ماان تنظفيء حتي يشعل غيرها...يفكر انها لم تعد تحبه كالسابق... تغيرت كثيرا...! لم تعد تلك الفتاه التي تهيم به حبا كما كانت بل أصبحت تراه قيد عليها...! كل شئ بها تغير....نبرتها...عنادها.... تمردها الذي يزداد يوما بعد يوم .... تحديها له بكل شيء ووقوفها أمامه ندا له ......كل شئ يخبره انها لم تعد تحبه كالسابق .....!! لايستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثرر.... ان كانت تري حبه قيد فليحررها اذن من قيوده...! اليوم ستتم الثانيه والعشرون وهو ليس برفقتها.... لن يري جمال وجهها علي ضوء الشموع كما اعتاد بكل عيد ميلاد لها منذ ثلاث سنوات ......هذا العيد لن تترك كل من حولها وتسرع سرا تلتقي به وبلهفه تاخذ هديته....... قلب بين يداه تلك العلبه التي تلألأ بداخلها ذلك الخاتم الذي كان سيطلب به يدها لتكون تلك هديه عامها الثاني والعشرون بعد ان انتظر ثلاث اعوام طويله بناء علي طلبها أن ينتظر انتهاء دراستها ووصولها لسن مناسب ليطلب يدها.....! ليحدث نفسه ساخرا بينما لم يعد لديها المزيد من الحجج لتهرب ..... فهاهي أنهت دراستها وبدأت بالعمل بل وأصبحت من المدافعين عن حقوق المرأة .....!! لوي شفتيه بسخط وأغلق العلبه والقاها بجواره بحنق وتبددت تلك الصورة التي رسمها بخياله وهو يطلب زواجها من والدها اليوم بعد انتهاء حفل عيد الميلاد ليتذكر ماحدث بينهم اخر لقاء وهذا الكلام الذي دار بينهم ومنذ يومها لم تحاول التحدث إليه وتركته يبتعد بعد أن ظنها لا تقوي علي ابتعاده ..... ولكن هيهات فإن كان هو عنيد فهي اعند ....فقد تعلمت العناد علي يداه .....أطفأت ماس شموع عيد ميلادها بينما تشعر بألم شديد يراود قلبها لابتعاده عنها فبالرغم من كل مايفعله الا انها تحبه...!! هي فقط تكره غيرته وتحكمه التي تجعلها تقف أمام حائط صلب من قوه شخصيته وصلابتها وتخاف من تلك القيود التي يفرضها عليها بحكم تلك الغيرة ....... فهو يقيد قلبها بحبه مهما فعل.... تحب به كل شئ فقط لو يخفف قليلا من تلك القيود التي يزيدها حولها يوما بعد يوم وكأنها غير كافيه ليزيد عليها كل يوم المزيد ...... انه ليس بحاجة ابدا لتقيد حبهما بشروط او قيود...... انها تحبه ولاتري بالرجال سواه ولو تكلمت مع الف غيره..... !! لاتريد من غيرة ان يلمسها مهما ارتدت....!! تضحك مع الجميع ولكنه وحده من يضحك له قلبها قبل شفتيها...!! تراه وحده ولاتري سواه ولا تريد منه سوي احتواءها وتفهمها ..... غيرته المجنونه التي تجعله هذا الشخص المهوس تخنقها...... تحكماته.... وسيطرته تجعلها تشعر انها سجينه ..... تريد أن تكون لها شخيصه ورأي مثله ...... كرهت.... لا تفلعلي... لاتذهبي... لاترتدي ( واقفه مع مين.... بتكلمي مين.... خارجة مع مين .... مفيش خروح... مفيش صحاب... مفيش لبس.. مفيش.. مفيش ) وكأنه لايثق بها... سنوات ولم تستطيع ابدا تقبل تلك التحكمات التي تزداد ولا تقل بينما لا يعطي ولو مجال صغير لتتفهم بينهما ....أما رأيه واما لا شيء .... سنوات تمضي وتكبر وتنضج شخصيتها ولم تعد تلك الفتاه الصغيرة التي تخضع دون أن تفهم فقط لأنها واقعه بالحب... تريد أن تكون كيان مستقل بجواره وليست تابع له كلما اختنق قلبها وضاق عليها كانت تتمسك بالامل في حبه .....فاليوم حفل عيد ميلادها وهو لن يفوته... ظلت نظراتها معلقه بالباب فلابد وأنه ككل عام سيدلف بأي لحظة ليكون وجهه اول وجه تراه بعد ان تطفيء شمعه عيد ميلادها بعد ان تتمني ان يجتمعوا سويا..... ولكنه لم يأتي....!! اول مرة يفوت عيد ميلاد لها.. اجتاحت الغصه حلقها وشعرت بمراره شديدة بينما نفذ تهديده لها وابتعد عقاب لها من وجهه نظره علي تمردها ولكنه لا يدري أنه يعاقبها علي شيء ليس بيدها فلو كانت شخصيه غير تلك لما وقع بحبها ..... حاولت الابتسام امام صديقاتها واحتضنها ابيها بحب وحنان : كل سنه وانتي طيبه ياحبيبه قلب بابا قالت بابتسامه ; وحضرتك طيب قبلها مجددا وهو يقول : انا عند وعدي.. وهديتك اهي قفزت بسعاده واحتضنت ابيها بينما يرفع لها مفتاح تلك السيارة الصغيرة التي اشتراها لها : ربنا يخليك ليا يااحلي اب في الدنيا قال مالك أخيها وهو يعطيها هديته ; كل سنه وانتي طيبه يا احلي ماسه قبلت أخيها : وانت طيب ياحبيبي ابتسمت لمي زوجه مالك أخيها التي قالت ببرود واضح بينما لم يكن للود طريق بينهما :كل سنه وانتي طيبه ياماس : وانتي طيبه يامي قبلت ابن أخيها الصغير ادم ثم أخيها الاخر محمود واصدقاءها لتتلقي تهنئات عيد ميلادها... ولكن تنقصها اهم تهنئه ....منه هو. ..... بعد انتهاء حفله عيد ميلادها بكمد جلست علي فراشها تفكر انه بالفعل لم يأتي ومازال متمسك بموقفه.... وهي تتلوي لابتعاده لتمسك هاتفا بحنق وتختار بضع صور لها من حفل عيد ميلادها وهي سعيدة وتضحك وتنشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي ليري انها مثله تماما لاتهتم لأبتعاده .. حسنا لايهم ستريه انها تعيش حياتها وسعيده ايضا...فقد استفز عقلها الأنثوي ....... بعد قليل توالت التعليقات والإعجاب بها......ومعها توالت انفاس جاسر الساخنه وهو يتطلع الي صورها من خلال هاتفه ..... فستان جديد تسريحه جديدة ولكنها مازالت نفس الفتاه الصغيرة التي تشعر بقهر عدم وجود حبيبها بعيد ميلادها ..... ثلاث اعوام ....! وهو بجوارها واليوم لأول مرة يغيب قاصدا .....!! ازداد الجفاء والبعد بينهما لأسبوع اخر بينما انتوي كل منهما الا يتخذ خطوة من وجهه نظره تنازل ...... لتأتي مناسبه أخري ستجمعهم ....عيد ميلاد ابن أخيها الصغير ادم أغلقت مي الهاتف وتنهدت بارتياح لتسالها رغده صديقتها بإحباط :مش جاي؟! هزت مي رأسها بابتسامه واسعه :الحمد لله عقدت رغده حاجبيها :ليه كدة يامي.... قولتلك اتحايلي عليه اتسعت عيون مي باستنكار .....: اتحايل عليه...!! انا ماصدقت أنه من نفسه مش جاي عقدت رغده حاجبيها بتساؤل : ليه يامي .... قالت مي وهي ترتب بعض الاشياء بالخزانه :عشان أنا ببقي حاطه ايدي علي قلبي كل مناسبه احسن مالك ياخد باله ويعرف أن جاسر مرتبط بأخته لوت رغده شفتيها بسخط : انا لو منك اخليه يعرف....خليه يلمها بعيد عن جاسر تهكمت مي :بالبساطه دي..... ده مالك هيقلب الدنيا وانا اللي هروح في الرجلين ربتت علي كتف صديقتها ببرود بينما تدرك قصه الحب الفاشله التي تعيشها علي اطلال أخيها بانتظار أن يلتفت إليها وتابعت : وبعدين يارورو وقتها جاسر اكيد هيخطبها فورا ....يعني في كل الاحوال خسرانه التفتت لها رغده بعدم تصديق : ياسلام أومات مي : طبعا وانتي مش عارفه جاسر ولا ايه تمسكت رغده بوجهه نظرها : لو عاوز يخطبها كان خطبها من زمان ...انا مازالت عن رأيي أنه بيتسلي لوت مي شفتيها : اه ياخوفي التسليه تيجي علي دماغي ......مي ( كان هذا صوت مالك الذي عاد للتو من أحدي مأموريات عمله كضابط ) همست مي لرغده : هشش مالك رجع خرجت إليه : أيوة ياحبيبي : خلصتي كل حاجة أومات : اه ...انا ورغده ظبتنا كل حاجة اوما لها : طيب انا هاخد دوش وانزل اروح لماما وبابا اطمن عليهم وهرجع نظرت له باستفهام : مش هتتغدي ربت علي كتفها : هتغدي معاهم نظرت له بغيره : وانا قال بهدوء : حبيتي انا بقالي اسبوعين مشفتهمش وكمان انتي عارفه ظروف تعب ماما زفرت بضيق : ماهو انا برضه بقالك اسبوعين مشفتنيش تنهد قائلا : مي حبيتي ....معلش كلها كام ساعه وياستي لو هتزعلي يلا البسي وتعالي معايانروح كلنا نتغذي سوا ونرجع علي عيد الميلاد هزت راسها بضيق واشاحت برأسها : لاطبعا مش هينفع لسه ورايا حاجات كتير وبعدين رغده هنا مش هينفع اسيبها وانزل قال وهو يتجه للداخل : براحتك ...... دخل مالك الي منزل عائلته ليقابل وجهه ماس المقطب: ماس ياقمر مالك؟! هزت كتفها : أبدا تلفت حوله : هي ماما فين أشارت لغرفه والدتها : نايمه عقد حاجبه : ليه نايمه دلوقتي صمتت ليقول باستفهام : طبعا تعبت تاني ومحدش قالي قالت ماس بحنان : ماهو ياحبيبي بابا قال بلاش تزعجك وانت مسافر وهي الحمد لله بقت احسن اوما لها ودخل ليري والدته بينما وقفت ترتدي ملابسها وهي تفكر انه لن يأتي كما فعل بعيد ميلادها فهو سيتمسك بعناده ....بالرغم من أن كلامها صحيح ولكنه قرر الذهاب متعللا لنفسه أن اليوم عيد ميلاد ابن أخته بالرغم من أنه لايريد الاعتراف أنه اشتاق اليها ويريد رؤيتها ............ همست مي ببضع كلمات بإذن ماجده والده جاسر التي التفتت بابتسامه بارده تستقبل ماس: اهلا لم تعير ماس انتباه للمراه أو لمي التي دوما تغار من اي شيء وتفتعل معها المشاكل خاصه بعد معرفتها بأمر ارتباطها بجاسر تغيرت ملامح مي حينما استمعت لصوت جاسر بينما يرحب به مالك ...لتسرع خارج المطبخ بينما تسرع رغده تهندم من هيئتها ... ركض أدم الي خاله الذي اعطا تلك السيارة الضخمه التي أحضرها له ليحمله جاسر : كل سنه وانت طيب ياحبيب خالو بطرف عيناه لمحها تنظر له بينما تأهب كل انش بها اشتياقا له لتتفاجيء به يتجاهلها تماما بعد أن قال ببرود ؛ ازيك دون حتي أن ينطق باسمها ..... جلس برفقه العائله وتابع تجاهله لها ابتسمت رغدة بينما قالت مي بخبث : ايه رايك في رغده بالحجاب ياجاسر سخنت انفاس ماس بالغيرة بينما اوما بتهذيب قائلا : حلوة ...مبروك ابتسمت رغدة بانشكاح لتغتل ملامح ماس تلك الحيه هي صديقتها التي لا تترك فرصه الا وتدخلها بعيناه ولم تكن تقلق الا تلك المرة بيننا تلاعبت علي اوتار غيرته وهو يريد أن يثبت لها أن سواها يريدونه انتبهت الي حديث تلك الفتاه التي تابعت برقه ::انا قولتله يابابا قضيه ايه اللي امسكها بس هو مصمم قالت ماجده بابتسامه واسعه : مالوش حق الاستاذ كمال ده انتي رقيقه ....بسكوته يارورو مجرمين ايه وقضايا ايه التفتت الي ابنها وتابعت جذب انتباهه : ولا ايه ياجاسر اوما دون انتباه لتزفر ماس .....اه لو تمسك به ستطبق بعنقه ولن تتركه لتمر ثلاث ساعات وهي تكاد تختنق لتقوم تساعد مي بالتنظيف بعد الحفل .....بينما التملق يزداد لتلك الفتاه التي ترشحها ماجده كعروس لابنها بكلامها وتلميحها المبطن قامت هويدا والدتها برفقه أبيه تستأذن للذهاب ليقول مالك سريعا : انا هوصلكم يابابا ...حضرتك جيت من غير عربيه قال ابيها ممازحا : ما انا مكنتش قادر اسوق واهو ماس هتبدأ دروس السواقه عشان منتعبكش ياحبييبي نظرا مي بغل فهاهي تلك الفتاه حظيت بسياره بينما كانت تخطط أن يساعد حماها زوجها بتغيير سيارته.... قالت ماس لوالدتها : ماما ....استني شويه هخلص مع مي همست هويدا : لا ياماس ...انا تعبانه أومات وقالت لأبيها : ماشي هبقي احصلكم يابابا اوما شريف قائلا : متتاخريش ياحبيبتي قال مالك : خليها تبات عندنا والصبح هوصلها اوما شريف : تمام تجاهلت سخافه رغده ومي لتتدخل للمطبخ تجمع الآلاف من الاكواب والاطباق الفارغه وتضعها بكيس كبير. تابعت ماتفعله وهي تتجنب الخروج حيث بقيت بعض اصدقاء مي وامها وأبيها وجاسر الذي لم تتوقف رغده عن محاوله اثاره إعجابه بهدؤها وأخلاقها وكأنها تخبره انا تلك الفتاه التي يجب أن ترتبط بها .... غسلت يدها وجففتها ثم خرجت للشرقه التنفس لتتفاجيء بصوته يأتي من خلفها : عاجبك اللي وصلنا له...؟! لم تنتبه إليه بينما كان جالس يدخن سيجاره بأحد اركان الشرفه التفتت له بهجوم : المفروض انا اللي اسألك.... عاجباك رغده ؟ تهكمت شفتاه دون قول شيء لتتابع بشراسه جميله لاينكر أنها تروقه: ياحرام مش عاوزة تشتغل وكأنها بتقولك اتفضل انا الزوجه المثاليه اللي هتمشي برأيك و شورتك ....إنما ماس ايه ...صمتت ولم تتابع حديثها ليعتدل جاسر واقفا ويتجه إليها قائلا وهو يضيق عيناه : أيوة سيبك من كل اللي قولتيله .....كملي ماس ايه ؟ التقت عيناه بعيونها وتابع : ماس ايه وبقت عاوزة ايه واتغيرت ليه هتفت بانفعال : متغيرتش ياجاسر بس شيء طبيعي شخصيتي تتكون وتتغير ....... فيها ايه اني أوسع مجال دراستي وشغلي فيها ايه لما تقولي حاجة اتناقش معاك فيها واعترض لو مش عجباني تحركت عضلات فكه بينما مازالت تتحدث بنفس الطريقه وكأنه عدو لها وليس حبيبها ويخشي عليها من الهواء ليهتف بانفعال : دايما شايفه اني بلغيكي في حين اني بخاف عليكي وده اللي عمرك ما بتشوفيه قالت بدفاع : ماهو بابا بيخاف عليا بس بيشجعني دون أن يقصد خرجت نبرته ساخرة : بيشجعك علي ايه ..؟! عملتي ايه وانا وقفت فيه ضد مصلحتك ..... اصلا الف واحدة بتنزل كلمتين هبل ....خلاص بقيت محررة المراه سخنت أنفاسها لتقول بعصبيه : بطل تستخف بيا هز كتفه : مش بستخف بيكي....انا بخليكي تشوفي الواقع .....نظر لها وتابع بجديه ::ياماسه انا مش ضد دراستك والا مكنش استنيت كل ده عشان تخلصيها رفعت حاجبها : امال انت ضد ايه؟! قال بجديه : ضد الكلام الغريب بتاع تلغيني وكياني انا مش بعمل كدة انا بغير عليكي ..... وانتي مش بتراعي غيرتي مع ان انا نبهتك الف مرة تاخدي بالك من لبسك وخروجك وأعتقد أن ده حقي بس انتي ماشاء الله مش عامله ليا حساب وانا زي الطرطور مش قادر افتح بوقي عشان سيادتك بتتلككي كل يوم بحجة شكل اني اطلبك ويكون ليا حقوق عليكي تعلثمت : مش بتلكك نظر إليها بحصار : امال بتعملي ايه ....ليه كل شويه تقولي نأجل موضوع جوازنا حاولت شرح وجهه نظرها ليقاطعها بغضب : يلا دوري علي حجه جديده. .... قالت بعصبيه : مش محتاجه حجه .... شوف انت بتتعامل ازاي معايا في أي موقف ....بس مش بتسمع غير نفسك وصوتك العالي هتف بغضب : قولتلك انا زي ما انا ومش هتغير انتي اللي اتغيرتي صوتهم الذي بدأ يعلو اجتذب والدته لتتجه إلي الشرفه لتري ما يحدث .....قالت بدهشة : جاسر انت هنا هز رأسه لتنظر ماجده إلي ماس بخبث : انتو بتتخانقوا هز جاسر رأسه بينما ينظر إلي ماس باتهام بينما ترضي بأن تكون علاقتهم بالسر ليقول بتهكم واضح : لا هنتخانق ليه ......انا كنت بتكلم غير التليفون احتقن وجهه ماس ليزفر جاسر وهو يتجه للخارج : انا نازل ياماما عاوزة حاجة قالت ماجده : هتمشي ليه .....اقعد نتعشي كلما سوا ... جوز اختك زمانه راجع وماس ورغده و بابا هنا قال باقتضاب : لا ماليش نفس ..... سلام انصرف جاسر لتنظر لها والدته بمغزي : عامله ايه ياماس قالت ماس ببرود ::كويسه ياطنط قالت بمكر : مالك .....هو جاسر ضايقك ؟! هزت كتفها : لا خالص قالت ماجده بخبث : ما انا بقول برضه كده .....اصلا مفيش بينكم حاجه عشان تتخانقوا...مش كدة ولا ايه أومات ماس وهي تضغط علي أعصابها : اكيد سحبت حقيبتها واتجهت للباب لتقول مي : انتي رايحه فين ؟! : مروحه : مش قولتي هتباتي معانا قالت ماس باقتضاب : لا عشان مش هسيب ماما لوحدها : بس مالك هيزعل : هبقي اكلمه بأصابع عصبيه اتصلت بجاسر بينما استقلت تلك السيارة التي طلبتها ليرن الهاتف مرة ....اثنان... ثلاثه ... لم يجيب ليجيب بصوت بارد في المرة الرابعه: خير قالت بهجوم : مخلصناش كلامنا قال بحزم : كلامنا خلصان انا مش هتكلم الا لما يكون ليا صفه ووجود...غير كدة انسي يكون في بينا كلام تاني ...!! اغلقت الهاتف دون قول شيء ليشعر بالضيق لما قاله لها وبعد قليل يعاود الاتصال بها ولكنه وجد هاتفها مغلق انتبهت ماس من شرودها الي ذلك الطريق الذي سارت به السيارة لتقول بجبين مقطب : انت دخلت من هنا ليه قال بنبرة لم ترتاح لها : الطريق ده احسن لم تنتظر لتضع يدها علي المقبض : هنزل هنا قال السائق بخبث : ليه ؟! هتفت بغضب وهي تفتح الباب : قولت هنزل هنا أوقف السيارة لتلقي بالمال علي المقعد وتنزل سارت وهي واجمه تفكر في ما يحدث بينهما ....ثلاث سنوات ولم يصلوا سويا الي تفاهم ...... انتبهت بعد بضع دقائق أنها نسيت هاتفها بالتاكسي لتتلفت حولها تفكر .....ماذا تفعل ...... ضيق مالك عيناه : مشيت ؟؛ قالت مي : اه : وهتمشي ليه ...اكيد انتي ضايقتيها هزت مي رأسها سريعا : لا طبعا وانا هعمل لها ايه ....حتي اسال ماما والله ما عملت حاجة وهي من نفسها نزلت قالت ماجده : أيوة يامالك ياابني .... اخدت بعضها ونزلت قالت مش عاوزة تسيب والدتك لوحدها اتصل مالك بأخته ليهب القلق بعروقه حينما وجد هاتفها مغلق بنفس اللحظة كان جاسر يتصل باخته مي بينما قلق علي ماس هو الآخر حينما وجد هاتفها مغلق بعد مكالمتهم اتسعت عيناه بقلق حينما أخبرته مي أنها انصرفت منذ وقت طويل : في ايه ياجاسر ؟! ليقول سريعا وهو يغلق : مفيش يا مي ......هكلمك بعدين انتاب مالك القلق ليقول بحنق لزوجته : نزلت امتي؟! قالت مي : من ساعه زم شفتيه بقلق : يعني كان زمانها وصلت .....وبابا قالي موصلتش اتجه الي الباب بقلق لتسرع مي خلفه ولكنه انصرف .....زفرت بضيق متبرطمه : شايفه ياماما ...مفيش من ورا الزفته دي الا المشاكل ....اهو دلوقتي تخترع حوار وتقول اني مشيتها اتصلت مي بأخيها لتبدأ بهجوم : جاسر ....اظن ان انا ماليش في الموضوع اللي بينك وبين ماس عشان أنا مش عاوزة مشاكل تفاجيء بكلامها ليقول : في ايه يامي . قالت بحقد : العادي بتاع الست ماس .....مشاكل من وراها .... هتف جاسر بغضب : سألتك في ايه ....ردي من غير حوارات زفرت مي قائله :'صممت تروح واهي لسه موصلتش وكمان تليفونها مقفول ومالك مولع الدنيا مفكر اني مشيتها .....لم يبقي ليستمع كلمه ليغلق الهاتف وسرعان ما يتحرك بسيارته باندفاع كما تحرك قلبه من بين جنبات صدره ..... قال شريف بقلق. بينما علم من ابنه أنها لم تعود حينما اتي الي المنزل للبحث عنها : يارب جيب العواقب سليمه اتصل جاسر بمالك يحاول أن يبدو ثابتا وهو يقول : مي كلمتني وقالت ليا اللي حصل ..... وصلت لحاجة قال مالك بضيق ::لا ..... قال جاسر : انا كلمت واحد في التقنيات هيتتبع التليفون بتاعها وانا بدور في الطريق عليها .... بنفس اللحظة كانت ماس تدخل من الباب ليتعالي صوت محمود وشريف ...ماااس تنهد مالك ليقول لجاسر : وصلت ياجاسر الحمد لله حاول التقاف أنفاسه ليفشل أن يخفي اهتمامه وقلقه وهو يسأله : هي كويسه..... ايه اللي حصل قال مالك : هفهم منها واكلمك ....شكرا ياجاسر تعبتك علي جمر ملتهب كان في انتظار محادثه مالك الذي اتصل بعد أن اطمئن علي اخته ليقول لجاسر : ابدا ياسيدي نسيت تلفونها في التاكسي هز جاسر رأسه بينما يقلب هاتفها بين يديه : انا وصلت للتليفون قال مالك : بجد. اوما جاسر : اه ...انا تحت البيت انزل خده مني : طيب تمام شكرا ياجاسر اغلق جاسر الهاتف وهو يتذكر بينما أطبق علي عنق سائق التاكسي الذي قال بدفاع عن نفسه : والله يا باشا معرفش لقيتها بتقولي نزلني ..نزلتها وبعدين لقيت التليفون ورا علي الكرسي ... تفاجات به بعد ساعه يرسل لها رساله : انزلي : انزل فين يا مجنون ارسل مجددا : انا تحت البيت انزلي التفتت حولها وهي تتسلل علي اطراف أصابعها لتنزل إليه .... قبل ان تفهم شيء تفاجات به يحتضنها الي صدره ......دفعته بكتفه بينما تفاجات بفعلته : بتعمل ايه يا مجنون تجاهل اي شيء تقوله ليمسك بوجهها بين يديه قائلا بحنان : انتي كويسه ؟! داعبت الابتسامه وجهها الذي احمر خجلا .... اه ....بس ابعد كده ضحك بمكر هاتفا : فصيله ...!! انا بحضنك حضن بريء ضحكت هي الأخري وكأن كل ما كان بينهما من مشاحنات تبخر وبقي فقط حبهما لتقول بخجل ؛ هو في حضن بريء اوما بابتسامه وهم باحتضانها مجددا : اه تراجعت وانفلتت ضحكتها : لا ابعد كدة ..... نظر إليها قليلا بينما يتأملها ليقول اخيرا بجديه : ايه اللي حصل هزت كتفها : مفيش نسيت التليفون رفع حاجبه : بس كده ولا السواق ضايقك هزت راسها بتعلثم : لا قال بإصرار : امال نزلتي ليه فجاه..... الواد ده عملك حاجة هزت راسها بينما عادت غيرته لتظهر : لا لا زم شفتيه بإصرار : ماس احكيلي اللي حصل هزت كتفها : والله مفيش اي حاجة . ... انا بس خفت لما لقيته غير الطريق فنزلت سخنت أنفاسه الغيورة دون إرادته : وايه اللي خلاكي تركيب تاكسي اصلا وتمشي هتفت بضيق : اتخنقت بعد ما اتكلمنا مع بعض هتف بانفعال : تقومي تروحي بليل لوحدك سحبت نفس مطول : جاسر متكبرش الموضوع...اصلا محصلش حاجة قال بانفعال : الموضوع كبير .....مفيش بنات بتنزل في وقت كده لوحدها أغمضت عيناها للحظه ثم مررت أصابعها في خصلات شعرها بيأس هاتفه : هو مينفعش ابدا نتكلم من غير خناق قالت كلماتها وانصرفت ليركل جاسر سيارته بحنق ....محقه بأن مشاجرتهم زادت كثيرا وهو أيضا محق في خوفه وغيرته عليها .....!! عادوا لنقطه الصفر وعاد الجفاء ليسري بأرض حبهما مجددا ... اليوم التالي كان اول يوم درس قياده لها وهاهي قررت أن تثير جنونه لتتعمد أن تخبر مي بينما هي واثقه أنها لن تتردد لحظه في أخباره ان كان يبرر كل شيء بغيرته ...حسنا فليحترق بنار الغيرة حقا .....هكذا رددت ماس لنفسها تتحداه بينما لن تحتمل المزيد من الجفاء .... فركت ماس يدها قليلا بينما ابتسم لها ذلك الشاب يطمئنها قائلا ؛ متقلقيش الموضوع سهل ابتسمت قائله : هو انا عندي فكرة.... بس يعني مسوقتش لوحدي قبل كدة ابتسم مجددا وهو يفتح لها باب السيارة : متقلقيش صرير سيارة قوي جعل قلبها يتنفض كما انتفض الشاب من جوارها .... : انزلي..... كان هذا صوته الصارم بينما فتح باب السياره التي لم تتحرك من مكانها حاول الشاب التحدث ولكن نظره جاسر الساخطة اخرسته فهو لن يدخل مع هذا الحائط البشري بخناق ...زمجر جاسر بغضب اعماه لمجرد أنها برفقة شاب وحدها بالسيارة .... اعترضت ماس وهو يسحبها من ذراعها : انت ايه اللي بتعمله ده.....؟! زمجر بغضب وهو يدفعها الي سيارته : ششش مش عاوزو اسمع صوتك هتفت بغضب شديد متمرده : هو اية اللي مش عاوز اسمع صوتك لا هتكلم وبراحتي كمان...وبعدين انت مالك ومالي ...انت مشقولت اللي بينا انتهي أوقف السيارة والتفت لها بغضب هاتفا : وانتي بتعاقبيني هزت كتفها ببراءته تخفي مكرها : اكيد لا ...قولتلك بتعلم السواقه ضرب المقود بيده : انتي ازاي تركبي عربيه لوحدك مع واحد متعرفيهوش رفعت حاجبها باستنكار لكلماته : عربيه اية.... ولوحدي اية ... انا بتعلم السواقة مش خارجة معاه تهكم ساخرا : والله أومات بحنق شديد وهي ترفع إصبعها بوجهه : اه... وقلتلك قبل كدة اسلوبك الهمجي ده تبطله انا خارجة بعلم بابا اتعلم السواق زم شفتيه وضرب المقود بيده هاتفا بانفعال ... والبأف اللي قدامك مالوش وجود ولا لازمه قالت بعصبيه : جاسر لو سمحت بلاش الكلام ده التوت شفتيه بتهكم قائلا : امال عاوزاني اقول اية آلتف لها بكامل جسده وتابع باتهام : هو ده اللي مبقاش عاجبك فيا....عاوزاني اسيبك تروحي وتجي علي مزاجك تلبسي اللبس اللي يعجبك وكل الرجال تبص عليكي نظر لها باستخفاف وتابع ساخرا : هي دي شخصيتك الجديده ... احتقن وجهها بالغضب : ده اللي بس فهمته من كلامي تابع سخريته : هو كلامك له معني تاني أومات بإصرار : ايوة......كلامي معناه انك تحترم رايي صرخ بها بصوت جهوري اخافها : في ايييييية..... رايك في اني ابقي طرطور ولا اني ماليش أي حكم عليكي و اني افضل اقابلك في السر واخون علاقتي بصاحبي اغمضت عيناها بينما امتزجت كل المشاكل ببعضها ولا سبيل لحل كل عقده بمفردها ازدادت حده نبرته بينما تابع : اية الصح في اي حاجة بقيتي بتقوليها وبتعمليها دلوقتي ....ايه اللي مخليني مكمل معاكي وانا مش بسمع من كلامك الا شخصيتي ورأيي .....احتدت نظراته وتابع إلقاء التهم : تلت سنين وانا بطلب منك نتجوز وانتي بتأجلي بأي حجة... لغاية ما لقيت نفسي مش راجل عنده ٣٠سنه لا عيل بيقابل البنت اللي بيحبها في السر من ورا أهلها حاولت الدفاع عن نفسها : مش حجج هتف بإصرار : لا حجج.....نظر إليها وتابع بحزم : حجج وخلاص مبقتش عاوز اسمعها قبل ماتنزلي من العربيه هتكوني واخده قرارك .... اما هتكوني موافقة اجي بكرة اخطبك اما هتكوني موافقه انك تكوني اخت صاحبي وجوز اختي وبس حاولت التحدث بينما حسم الأمر بهذا القرار : جاسر الموضوع مش بيتاخد كدة هتف بنبرة قاطعه : انتهي ياماس.... اختاري حاولت اكتساب الوقت بتحاول انتشال رأيها من وسط تفكيرها المبعثر : انت زي عادتك بتضغط عليا رفع حاجبه وزم شفتيه حتي كاد يسحق أسنانه أسفلها... بينما تكمل : طبعا انت واخد قرارك وانا ماليش رأي لم يتزحزح ولم يقل كلمه بينما القي بقراره لتكمل ساخره انت اتعودت انك لوحدك صاحب القرار....امال لما نتجوز هتعمل اية؟! ظلت تهذي وتهذي وهو صامت دون قول شيء حتي أوقف السيارة امام منزلها ومعها توقف سيل كلماتها لتنظر اليه فتجده جامد كالصخر بارد كلوح ثلج قال دون أن ينظر إليها : قرارك ؟! ابتعلت لعابها تنظر له دون قول شيء لترتسم ابتسامه ساخره علي شفتيه قائلا : واضح انك مش محتاجه تقرري ... : محتاجه وقت رفع حاجبه ومازالت نبرته الساخرة هي المسيطرة ليقول : اي واحدة مكانك المفروض تكون مستنيه تتجوز الراجل اللي المفروض بتحبه من ٣ سنين ...إنما انتي لسه محتاجه وقت ....للاسف انا مبقاش عندي وقت ليكي اكتر من كدة ....... فتحت ماس عيونها وعادت للوقت الحالي بعد هذا السيل الطويل من الذكريات علي لمسه يد جاسر الحنونه ....حبيتي وصلنا ....حمد لله على السلامه لمعت عيناها وهي تنظر له ليبتسم لها .....كل ده نوم ضحكت بينما تردد بخفوت : كل ده بحلم غادرت الطائرة برفقته بينما مازال الحلم في بدايته ومازالت هناك الكثير من الذكريات التي عادت لتراودها من جديد في طريقهم الي منزلهم .......فقد كان باليوم التالي جالس برفقه عائلتها يطلب يدها رسميا وقد قررت أن تخطو معه الي نهايه الطريق فلتري هل سيتغير أم لا ...... .......... بينما في تلك المزرعه الخضراء كان هناك ذلك المنزل الذي امتد علي طول أحد جوانبها بينما صدع بكاء ياسمين يمزق نياط القلوب ........زم رأفت شفتيه بضيق واضح بينما تحاول ليليان خفض صوتها وهي تقول بشفاه مرتشعه ....ياحبيتي يا بنتي تابع رأفت مكالمه زوجته الهاتفيه بتركيز ممزوج بالغضب جاهدت ليليان أن تتفاداه ولكن كيف وقد خانتها دموعها وبكت دون إرادتها حزنا علي ابنه اختها ....ياسمين ..... تعالي صوته الجهوري ما أن أغلقت ليليان الهاتف ....انا قولتلك الف مرة علاقتنا بأختك وبنتها انتهت ....فاهمه أنتهت ..... حاولت ليليان التحدث : يا رافت اسمعني هتف بانفعال شديد : مش عاوز اسمع حاجة ......مش كفايه اللي عملته وهي عايشه كمان بنتها هتكمله عقد صالح حاجبيه حينما دخل من باب المنزل وتفاجيء بتعالي صوت والدته ووالده ......في ايه يابابا ؟! في ايه ياامي ... نظرت ليليان الي ابنها بانكسار ليصيح رافت : في أننا تاني رجعنا لأختها وعمايلها السودا .........نظر إلي ليليان بغضب حارق وتابع بصوته الذي رج اركان المنزل .. ... في أنها لسه بتدافع عن اختها بعد اللي عملته حاولت الدفاع : يا رافت انا بس بقول البنت ملهاش ذنب في اللي عملته حنان الله يرحمها ....البنت مظلومه وأبوها منه لله رماها الرميه دي صاح رافت بهجوم : واحنا مالنا....... مش ده ابوها ....ابوها اللي الهانم اختك سرقت ابوكي زمان عشانه .....مش هي اللي اخدت كل حاجة وكان ابوكي هيترمي في الشارع ويموت بحسرته لولا أني مسمحتش بكده وقفت جنبه وعمري مافي يوم حسسته أن المال مالي واخرتها جت الهانم لتاني مرة عشان تاخد حقها في الميراث احتقن وجهه ليليان فزوجها محق بعد كل ما فعلته اختها الراحله ليتابع رأفت باحتراق : فلوسي وشقايا اخدته وادته للسكري جوزها ودلوقتي جايه تقوليلي بنتها ... نظر لها وتابع بتحذير : قسما بالله لو سمعت اسم اي حد من العيله دي لهكون بأيدي راميكي ليهم وقف صالح متجمدا مكانه يتطلع في أثر أبيه الذي خرج عاصفه بينما ارتمت والدته علي الاريكه تبكي قهرا علي ابنه اختها ومافعله ابيها بها .... حاول مواساه والدته : اهي يا ماما هتفت ايلان بدموع : ياسمين بتموت ياصالح كل يوم وهي متجوزة الراجل ده ..... صعبانه عليا ومش عارفه اعمل ليها حاجة ..... ابوها منه لله رماها وانا مفيش في ايدي الا اني اسمعها ...ابوك حتي مش راضي اني اسمعها ... بحرقه قلب تابعت : اااااه ياصالح لو تشوف حالتها دون إرادته انفلت لسانه : شوفتيها تراجع سريعا : قصدي يعني قابلتيها هزت راسها بقهر : هشوفها ازاي ....هي بس بتكلمني في التليفون وشوفت وشها وجسمها في الفيديو .....اه لو تشوف اللي المفتري جوزها عمله فيها اشاح بوجهه دون قول شيء يربط علي قلبه حجر.....فهي تركته وتزوجت بالرجل الثري ... ........ وفي منزل آخر كان هناك حريق اخر ولكن بهمسات بين الأم وابنتها هتفت فيروز بغضب : يعني ايه ياماما هتكلميه.... ايه محتاج اللي كلام قالت وداد تحاول تهدئه ثورة ابنتها : يابنتي ده عمك قالت فيروز بغضب شديد : وهو عشان عمي يتحكم فيا ويمنعني من دراستي قالت وداد برفق ::ياحبيبتي انتي خلصتي دراستك هتفت فيروز برفض : والماجستير ......وداد ...التفت وداد الي هذا الصوت الخشن الذي اتي من خلفها لتنظر إلي عم ابنتها بخضوع بينما قال فاروق بصوت خشن موجهه حديثه الي ابنه اخيه المتمردة : مالك يابنتي صوتك عالي ليه اشاحت فيروز بوجهها : ابدا ياعمي بتكلم مع امي رفع حاجبه : بتتكلمي معاها في ايه تجرأت قائله : حاجة متخصكش اتسعت عيون وداد بخوف بينما لوي فاروق شفتيه بسخط : مكنتش اعرف ان ابوكي معرفش يربي بس وماله اربيكي انا التفتت له فيروز بحده : انا ابويا ...قاطعها فاروق مزمجرا : وقفي كلام ....ولا انتي اللي هتدافعي عن اخويا الله يرحمه ....اسمعي يابت انتي ...حالك ده مش عاجبني وهنا مش زي مصر ...هنا في كلمه واحده تسمعيها وهي كلمتي انا .....فاهمه التفت الي وداد وزجرها : عندنا هنا بنكسر للبت ضلع يطلع لها اربعه وعشرين نظرت له وداد بخوف ليتابع : خلص الكلام.... معندناش بنات تدخل وتخرج علي كيفها هتفت فيروز بغضب : ودراستي : خلصت صفق الباب خلفه بعنف لتنظر فيروز بحقد لخضوع وضعف والدتها أمام عائله ابيها منذ أن وطأت أقدامهم هذا المنزل وتلك البلدة بالصعيد لتهتف بغضب : انا مش ممكن اقعد في السجن ده : يابنتي : ماما قراري نهائي احنا هنمشي من هنا قالت وداد بهلع : نروح فين ....نقعد في الشارع قالت فيروز : نرجع بيتنا قالت وداد بقهر : بيت ايه ....انتي يابنتي عارفه أن بعد موت ابوكي مبقاش لينا مكان ولا دخل وعشان كدة جينا هنا عند عمك قالت فيروز برفض للخضوع : هشتغل وهصرف علينا قالت وداد : يابنتي بصي حواليكي.... احنا قاعدين في بيت عامل ازاي ..نسيبه ونروح للبهدله قالت فيروز بعنفوان : مش بيتنا ...ده سجن : يا بنتي سجن ايه بس ....ربتت علي كتف ابنتها وتابعت : احنا عايشين معززين مكرمين ولو علي الدراسه اهو عمك قال مفيش منها داعي وانتي لازم تسمعي كلامه نظرت الي فيروز والدتها بعدم تصديق : يعني ايه ....مش هتحاربي عشاني قالت والدتها باستنكار : احارب ...!! يابنتي اكبري وبطلي كلام الانشاء اللي حفظاه ....الواقع ده أصبح حياتنا نظرت الي والدتها بخزلان مردده : حياه قهر وذل انتي موافقه عليها هزت كتفها باستسلام : مقداميش اختيارات خفضت عيناها بخزلان مرددة : قدامك بس انتي اخترتي السهل .........
 قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
  ايه رايكم وتوقعاتكم

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !