مشهد من الفصل القادم ....قيد من دهب
الأربعاء 1 يونيو 2022
1
مساء الفل .... بعد مختلف ردود أفعالكم علي جاسر واللي أغلبها اتفق أنه المخطيء الوحيد والمذنب عن قصد بسبب عيوبه ....تعالوا نشوف عن قرب إحساسه ونبعد شويه عن مثاليه أنه مكنش يسمع التسجيل لأننا في الواقع محدش مننا هيعملها .....نحاول نبدل الاماكن وبكرة أن شاء الله نشوف باقي الصورة مع باقي الفصل ويوم الجمعه يكون في مناقشه في أحداث الروايه علي جروب الفيس بوك .....مستنيه رايكم ومناقشتكم
دمتم سالمين
( مع تعليقاتكم عن النكد في الروايه بشارككم احساسي بأنها من أكثر الرويات اللي فعلا استنزفت طاقتي وجدانيا لأنها ملامسه للواقع ....جايز للبعض تكون تقيله ولكن حبيت اضيف ليا عمل بيجسد ولو قليل من مشاعرنا واحساسينا المختلفه بعيد عن فانتزايا الروايات المتبع فأعذروني )
نزلت ماس سريعا الي جاسر الذي هامت ملامحه بينما استمع لما قالته عنه .....دقيقه او ربما بضع دقائق حملت فيها كلام طحن عظامه ...بعد كل ذلك الحب بينهم وهي لاتراه الا رجل عصبي لا يفهمها تخشي الحديث معه ...رجل قيدها بحياته ...رجل لا تراه رجل تستند إليه حينما احتاجت لأحد يقف بجوارها وهرعت الي أخيها ...
فرك وجهه بقوة بينما يريد أن ينسي ما استمع إليه. ....يريد أن يمحو صوتها الذي يتردد بعقله بلا توقف .....سيجن وهو يتخيل أنها لاتراه الا بتلك الصورة .. هل هو كذلك بالفعل ...هل حياتها معه جحيم .... قربه منها يخنقها وحياتها معه تقيدها ....هذا هو كلامها الذي نطقت به ولا يحتاج لأي تفكير أو شك ....ضرب مؤخره رأسه بوساده المقعد خلفه بضع مرات وهو يتذكر كلامها ومع كل كلمه يري ابتسامتها العاشقه ونظراتها المحبه وكلامها له ...كل هذا كذب ؟!
لا تحبه أن كانت تراه بتلك الصورة مستحيل أن تحبه أو أن تكون أحبته يوم من الايام وهي تراه بتلك الصورة ....ماذا كان يظن ...؟! الم تكن هي من تراوغ دوما في زواجهم وتخترع الف حجه وسبب لعدم زواجهم ....الم تكن هي من أخبرته أنها تخاف من الزواج به وهو من كان يموت شوقا ليجمعهم بيت وحياه .....ظنها تحبه كما عشقها وليس احبها فقط ولكن الآن كل تلك المشاهد اجتمعت برأسه وامتزجت بصوتها ليتذكر كل موقف لها معه أرادت به الابتعاد وآخرهم وقت سفره ...كان محق وهو يشعر أنها لاتريد الذهاب معه وهاقد تبينت الحقيقه واتت معه مجبره .....!
غضب شديد اجتاح كيانه ولكنه لايستطيع أن يعرف من ماذا يغضب تحديدا ...هل لأنها أخفت شيء عنه واخفت أنها بمشكله تسببت بحالتها الايام الماضيه وهو سألها كثيرا ولم تخبره ...ام يغضب من صورته التي تحملها عنه ....ام من زيف مشاعرها تجاهه .....
تهكم من نفسه بمراره غص حلقه بها فهو لا يستطيع ابدا الغضب منها بسبب مشاعرها تجاهه أو صورته في خيالها فهي لا تملك سلطان علي تلك المشاعر ابدا .....مرارا وتكرارا اخذ يعنف نفسه بل ويسخر منها وهو يري كم كان مخدوع في ثقته العمياء بحبها له والذي لم يكن إلا زيف فمن يحب لايري عيب أو عوار بشخصيه محبوبه وهي لا تري عيب واحد بل تري عيوب كثيره أجبرت علي أن تتحملها بزوج مثله قيدها بحياته ....!
فتحت ماس باب السيارة بجواره وابتسامتها تسبقها بينما لم تتخيل بلحظه ما يفكر به أو يعانيه بسبب تلك الكلمات التي سمعها والتي حملت نصف حقيقه مشوهه شتت وقلبت كيانه وحياته ...!
: حبيبي اتاخرت عليك
انتبه جاسر لها ليظل لحظات يحدق إليها بصمت وأصوات رأسه تقرع كالطبول بينما لم يعد يري بها إلا زيف بكل شيء ...ابتسامتها له ونطقها لكلمه حبيبي لم تعد تعني له شيء إلا زيف ...!
استغربت ماس صمته تلك اللحظات لتربت علي كتفه وتناديه: جاسر ....اجفل دون إرادته من لمسه يدها الي كتفه ليبعده عن يدها ...لاحظت ماس حركته العفويه ولكنها لم تشك ولو للحظه بما يدور في عقله ....اندهشت ماس كثيرا من حالته لتعقد حاجبيها باستفهام قلق : جاسر مالك ياحبيبي ....انت كويس ؟!
اوما لها بصمت لتقول ماس وهي تداعب وجننته برقه غافله عما حيك من وراء ظهرها بنيه خبيثه دمرت حياتها وحياه جاسر الذي كان بالفعل مثل تائه وسط زحام وقد ظن أنه طوال هذا الوقت متشبث بيد نصفه الاخر ليجد نفسه في النهايه متشبث بوهم ....!
: لو مكشر عشان اتاخرت عليك متزعلش يا حبيبي ...اونكل زيدان الكلام معاه مش بيخلص ....انا بحبه جدا وبحب اتكلم معاه ....تابعت حديثها الذي لم يلتقط جاسر منه شيء بينما كان صوتها وملامحها ممزوجه بتلك الصورة التي رسمتها مي له .....ملاك هي ام شيطان ...؟!
أدار جاسر السياره وتحرك بها بنفس الصمت وماس لا تتوقف عن الحديث بينما سرت الراحه في أوصالها بعد طوال عناء وقد ظنت أن كل شيء انتهي واستيقظت من هذا الكابوس المزعج الذي خيم علي روحها لأيام طويله وقد استحقت أن ترتاح .....اجتذب نظرها تلك الأشياء الموضوعه بالمقعد الخلفي حينما اوقف جاسر السيارة أسفل المنزل لتنقل نظرها بين تلك العلبه وبين جاسر قبل أن تقول بحماس وفرحه عارمه : جاسر انت جبت ليا لاب توب
أسرعت تستدير وتمسك بتلك العلبه بفرحه شديده لتري تلك الحقائب الورقيه بجوارها بينما لم تطق صبرا واسرعت بفضول تفتحها وتري محتوياتها لتتسع عيناها وينشرح قلبها من لفتته الحنونه بينما احضر الكثير من الأشياء والملابس لطفلهم القادم لتنقض عليه تحتضنه بفرحه شديده : جاسر حبيبي ...هي دي المفاجاه
....احتضنت الملابس واحتضنته مجددا بينما تخشب جسده من قربها لأول مره في حياته ولم يتخيل يوم من الايام أن يشعر بالنفور من قربها ولكن دون إرادته نجحت مي في جعله يشعر بالشك في مشاعرها تجاهه لذا يري أنها مزيفه ولذا لا يحتملها ....غلبت فرحتها احساسها بأن هناك شيء خاطيء به بينما اجتاح قلبها شعور جارف بالذنب تجاهه وأدركت مقدار خطأها في إخفائها شيء عنه لتفكر ان تخبره حينما يصعدون الي منزلهم ....
جذبت ماس بعض الحقائب وهي تقول : هات الباقي يا حبيبي ...
أسرعت تسبقه بينما ظل جاسر جالس مكانه بالضبط كشخص مضروب علي رأسه ومازال تحت تأثير الصدمه ....عقدت ماس حاجبيها حينما وجدته لم يلحق بها وظل بالسيارة لتشير له : جاسر ...يلا
اوما وجذب باقي الحقائب وصعد خلفها لتدخل ماس الي المنزل بحماس شديد ....سعادتها لا توصف وراحتها اجتاحت أوصالها وقد وعدها مالك أن يحل تلك المشكله وهاهي تعود الي منزلهم بل وهاهو جاسر لم يتردد في تقديم مفاجاه حقا جلبت السعاده علي قلبها
تنهدت وهي تخطو الي داخل المنزل بينما تقول باشتياق : ياااه ياجاسر البيت وحشني اوي .....التفتت إليه بينما ظل واقف مكانه كالصنم وكل ما يفعله هو النظر إليها عله يتبين حقيقه تلك الفتاه التي عشقها حد النخاع وعقله وقلبه يرفضون أن تكون مخادعه ولكن أذنه ترفض التصديق أن هناك شيء كاذب بكل ما قالته عنه .....مالت ماس عليه بدلال قائله : طبعا انت وحشتني اكتر
ضحكت وتابعت بمرح : عارفه انك بتغير من الهوا وجايز تغير من بيتنا عشان بقول وحشني
أسرعت تفتح محتويات تلك الحقائب التي بعثرتها هنا وهناك من فرط حماسها بينما انشرح قلبها بقوة وهي تري تلك الملابس الصغيرة الغايه بالجمال
: حلوين اوي ياجاسر .....أمسكت بفستان وردي جميل لتحتضنه : تحفه .....هلبسه لبنتنا في أول خروجه بعد ما أولد .....ضحكت وتابعت تخيلاتها : طبعا هتقولي مفيش خروج انتي لسه تعبانه ...بس انسي يااستاذ مش هقعد في البيت وهخرج انا وانت وبنتنا كل week end
تنهدت وتابعت : يااه ياجاسر امتي اشوف بنتنا
وضعت يدها علي بطنها بحماس : فاضل ست شهور بالضبط ....
بعد حماس كبير وحديث كثير لم يقل جاسر به كلمه واحده انتبهت ماس اليه لتسأله : جاسر حبيبي انت ساكت ليه ؟!
هز رأسه قائلا : ابدا ....بسمعك
ابتسمت له بدلال : رغايه اوي انا ....ضحكت ببراءه وتابعت : معلش بقي ياجسورة الهرمونات طالبه كلام .....نظرت له وتعلقت بعنقه قائله : مرسي يا حبيبي علي المفاجاه دي
نظر لها وظل علي حالته حتي لاول مره لا يجد ذراعه تمتد حولها كما يفعل دوما بحركه لا إراديه كلما اقتربت منه يجد ذراعاه تحيط بها ....نظرت إلي علبه الكمبيوتر المحمول اخيرا لتقول بعتاب عاشق : حبيب ده غالي اوي كلفت نفسك ليه ....بتاعي كان هيتصلح
صمت ولم يقل شيء بينما سحبه عقله الي تلك الذكري التي تناساها بمنتهي الغباء ولم يفكر بحياتها السريه التي اخفتها عنه بعملها ....فاضت تخيلاته ليتنهد باحتراق وهو لايريد التمادي بتلك الصورة البشعه عنها والتي دون إرادته لم يتوقف عقله عن رسمها .....
قالت ماس وهي تتلفت حولها تجمع الاشياء وتحتضنها : بكرة هرتب كل الهدوم دي في الدولاب بتاعي عشان كل يوم ابص ليهم ....
ابتسمت وتابعت : ايه رايك نعمل بيتزا ونسهر
انا هدخل اخد شاور واطلع نعملها سوا
تركته غارق بتفكيره المشلول وهي اتجهت الي غرفتها بخطوات مشتاقه لتضع الحقائب جانبا وتقف أمام الخزانه تختار شيء ترتديه لتبدو جميله في عيناه بينما لم تري في جمال قلبه وعشقه لها مثيل وهو يسعي دوما لاسعادها ....عاشقه له بكل تناقضاته التي ستمر كسحابه صييفيه الي زوال وسيبقي حبهم ققط...نظرت إلي هاتفها الذي اهتز بحقيبتها لتخرجه سريعا وتجيب علي مالك بصوت خفيض : ماس انا كلمت مهاب وفهمت كل حاجه ....متقلقيش الموضوع بسيط وان شاء الله هيخلص كله ....بكره اعملي حسابك هعدي عليكي الساعه عشره اخدك ونروح النيابه تحطي اقوالك وارجعك البيت تاني
ترددت ماس وقد عادت تلك الدقات المرتجفه تغزو قلبها وهي تهمس لأخيها : بس ازاي هخرج .... هقول ايه لجاسر ؟!
قال مالك وهو يزفر بعدم رضي : قوليله اي حاجه ....بس اعملي حسابك انك تحكي له علي كل حاجه في اقرب وقت ولو عاوزه اني أكلمه ....هزت ماس راسها قائله : لا انا هقوله يامالك
اوما لها قائلا : تمام يا حبيتي ...خدي بالك من نفسك ويلا تصبحي علي خير
أمسكت بالهاتف وزاغ تفكيرها قليلا تحاول استجماع شجاعتها لاخباره ولكن خوفها من فقدان تلك الفرحه التي تشعر بها اعجزها وحطم شجاعتها بينما تتخيل أن ينقلب كل شيء بلحظه وتواجهه غضب جارف منه ...لو يتفهم قليلا ستخبره ....جذبت ملابسها واتجهت الي الاستحمام بعقل مشتت ما بين أخباره وعدمه ....قلبها لا يريد المزيد من الخلاف والجفاء بعد أن عاد يتذوق السعاده وعقلها يوكزها بمدي كونها جبانه وكاذبه لتغرق بأفكارها وحيرتها كما غرقت خصلات شعرها بالمياه المنهمرة فوق راسها......
دخل جاسر الي الغرفه بخطي بطيئه مهزومه ليتطلع حوله الي تلك الغرفه التي جمعتهم وتراوده المزيد من الذكريات ولكنه لم يسمح لها بالتدفق ليهز رأسه وكأنه يبعد تلك الأفكار عن رأسه الذي يجب أن يقرر خطوته التاليه....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تابعة لقسم :
جاسر دا لازم يتربي
ردحذف