السابع والخمسون ...قيد من دهب
الخميس 1 سبتمبر 2022
1
ضيقت ماس عيونها ونظرت الي جاسر الذي تبعها سريعا الي غرفتها ووقف برفقتها خلف الباب الذي أوصدته سريعا ما أن استمعت لصوت مفتاح أخيها يدور بباب المنزل .....لتتمهل لحظه وتعقد جبينها تتساءل باستهجان علي سبب تلك اللحظات التي ركضت بها بدقات قلب متسارعه : انت مسخبي في اوضتي ليه اصلا ؟! رفع جاسر حاجبه ببلاهه واضحه : ها ....انتي اللي خبتيني وكزته ماس بكتفه بغيظ من ماحدث : ها ايه .... مش انت اللي قولت خبيني ؟! افلتت ضحكه جاسر علي هذا الوضع قائلا : اعمل ايه ...جننتيني ومبقاش فيا عقل و اول ما سمعت كلمه اخوكي مفكرتش في حاجه ....رفع حاجبه وهو كتفه : كله منك ومن توترك ...حسستيني اني بعمل حاجه غلط مش واقف بتكلم مع مراتي وكزته ماس بغيظ هامسة من بين اسنانها : هشش وطي صوتك محمود هيسمعك ابتسم جاسر بسماجة وهو يداعب وجنتها المنتفخه : ما يسمع وفيها ايه انا قاعد مع مراتي رفعت حاجبيها : ياسلام ..بعد ايه يااستاذ ....ما كنا فضلنا قاعدين برا إنما وانت دلوقتي في اوضتي أقوله ايه ..! رفع حاجبه وهو كتفه قائلا : وفيها ايه لما اكون في أوضتك وانا غريب زفرت ماس وهزت راسها بحيرة قائله : لا طبعا هتحرج ...اسكت بقي ياجاسر وخليني امشيك قبل ما محمود يشوفك رفع حاجبه باستنكار : ايه تمشيني دي وانا قطه هتسربيها نظرت له بغيظ : وقته ده ..هشش محمود بينادي عليا ... تعالي صوت محمود وهو يتجه الي الرواق المؤدي لغرفتها : ماس .....ماسه ...انتي فين ؟! أشارت ماس الي جاسر باصبعها فوق شفتيها أن يصمت لتفتح الباب بهدوء وهي تقول : انا في اوضتي يا حبيبي وكزها جاسر الواقف خلف الباب بحنق في خصرها مزمجرا من بين أسنانه : ايه حبيبي دي .... ماتقولي اسمه عادي نظرت له ماس بغيظ هاتفه بهمس : وده وقت غيره ...اسكت زم جاسر شفتيه بحنق متبرطما : اسكت ..والله هوريكي علي طوله لسانك وكزته ماس بهمس : هشش اقترب محمود لتقف ماس أمامه مستنده الي إطار باب غرفتها حيث اختبيء جاسر خلفه لتقول وهي تهديء أنفاسها المتوتره : ايه ياحبيبي رجعت بدري ...مش قولت هتسهر مع صحابك بعد الجيم هز محمود كتفه وهو يتمطأ : لا مش قادر يا ماسه وكمان قولت بلاش اسيبك لوحدك ابتسمت له قائله : متشغلش بالك انا كويسه يا حبيبي اوما لها قائلا : طيب انا هدخل اخد دوش واريح شويه هزت راسها ليتجه الي غرفته وتعود ماس الي داخل الغرفه لتواجهه عيون جاسر التي نظرت لها شزرا وهو يزمجر بامتعاض : حبيبي حبيبي ...ايه ما تراعي أن انا واقف اتسعت عيون ماس لتزمجر به من بين اسنانها بهمس : انت بتتكلم جد ....غيران من اخويا اوما جاسر بقناعه تامه : اه طبعا بغير ...جذبها بأحدي ذراعيه إليه فجاه ليرتطم جسدها الرشيق بعضلات صدره بينما ركز نظراته الغيورة فوق ملامحها يتطلع لها بحب لايتنازع معه شعور آخر كما لايتنازع داخله شعور تملكه وغيرته الشديده لأنها باختصار له هو وحده ارتبكت ماس من قربه وتسارعت دقات قلبها بالتزامن مع دماءها التي هدرت بسرعه في عروقها بينما ازدادت لمعه عيونها حينما دغدغ غرورها الأنثوي وهو يتطلع إليها بمثل تلك النظرات التي امتزج فيها الحب مع الشغف والاشتياق الملتهب بنيران التملك ليعلن بسيطرة تامه حقوقه وهو يقول بفرمان لايقبل النقاش : حبيبي دي تتقال ليا انا وبس ... ! عضت ماس علي شفتيها بحركه عفويه لتجتذب نظرات جاسر تجاه شفتيها بنظرات لمع لها المكر ليميل تجاهها ويغمض عيناه وهو يمني نفسه بتذوق تفاحته الشهيه لتنتبه ماس الي شفتاه التي لامست شفتيها برقه بينما بدأت أنفاسه تدغدغ أنفاسها ودون إرادتها التي تهفو لقربه غالبت نفسها ووضعت يدها علي صدره هامسه بأنفاس ثقيله : جاسر بتعمل ايه ...؟! فتح عيناه وقد جذبته بقوة من تحليقه العالي بسماء صافيه بلا غيوم فقط سماء ورديه يحلق بها هو وهي ليضيق عيناه بغيظ هاتفا : ده وقت اسئله...؟!. قالت بخجل محبب وهي تخفض عيونها من أمام نظراته : وهو ده وقت اللي بتعمله ؟ اوما وهو يقربها من صدره أكثر لينعم بقربها قائلا بهيام : اه وقته ...وحشتيني ياماسه قالت بدلال وهي تضع يدها فوق صدره تتلمس دقات قلبه المتزايدة : بجد ياجاسر اوما لها : اوي ياماسه ...نظر لها وغمز بشقاوة وهو يميل ناحيتها : هاتي بوسه اتسعت عيناها وافلتت ضحكتها المتغنجه : ايه ده حد يقول كده داعب جانب وجهها وهو يقول : امال يقول ايه .... قالت بخجل وهي تهز كتفها : ميقولش اوما بعبث وهو يميل تجاه شفتيها أكثر : عندك حق ميقولش ....يعمل صح صمتت بخجل لتشعر بملامسه شفتاه لشفتيها بقبله ناعمه وكأنه عطشان وجد للتو مياة عذبه يتلذذ بتذوقها ولكنه ما أن قارب علي الارتواء الذي يحلم به حتي انتفضت ماس من بين ذراعيه سريعا حينما أتاها صوت محمود ... ماس انتفضت ماس وهي تقول بارتباك وتعلثم : نعم يامحمود زفر جاسر بضيق وبدأ يتبرطم لتهمس له ماس أن يصمت لتتجه الي باب الغرفه وتفتح الباب قليلا : نعم يامحمود قال محمود وهو يفرك شعره بالمنشفه : ما تعملي ليا طبق مكرونه من ايدك الحلوة دي عشان جعان اوي أومات سريعا : حاضر قال وهو يلقي بالمنشفه علي أحد المقاعد الموضوعه بجانب الممر : انا هقعد برا اتفرج علي التلفزيون علي ما تخلصي اتسعت عيون ماس : برا اوما محمود بدهشه : اه في حاجه هزت راسها بتعلثم : لا خالص ..بس شيل الفوطه مكانها هز محمود رأسه ضاحكا : هو ماما سابتك مكانها ضحكت ماس وعادت الي غرفتها تتنفس بارتباك وتنظر الي جاسر بحنق مفاجيء وهي تتساءل : محمود قاعد برا هتمشي ازاي بقي دلوقتي هز جاسر كتفه بهدوء قائلا : لا مش همشي رفعت حاجبها بدهشه : نعم اوما جاسر لها وتمدد علي فراشها الصغير باريحيه قائلا : اه فكرت وقررت اني مش همشي .... احنا لسه مخلصماش كلامنا سألته باستفهام : كلام ايه!؟ قال وهو يبتسم لها بهدوء : كل الكلام اللي عندك ... انا جيت اهو وهقعد اسمعك هزت ماس راسها : لا مش وقته.....اتجهت إليه تجذب يداه ليقوم من فوق فراشها : وبعدين قوم كده انت بتعمل ايه ترك جاسر يدها ووضع كلتا يداه خلف رأسه قائلا : هريح شويه ياماسه انتي تعبتيني اوي اليومين اللي فاتوا ومكنتش بنام فعاوز ارتاح هزت راسها : ترتاح فين ....لا مش هينفع نظر لها : ليه مش هينفع ...كده كده محمود برا ومش هينفع أخرج يبقي ارتاح احمر وجهها بحيرة بينما وضعت بهذا المأزق لتقول : اعمل ايه دلوقتي ؟! قال جاسر بهدوء : روحي اعملي المكرونه واعملي حسابي معاكي رفعت حاجبها : دلوقتي بقيت بتحب المكرونه غمز لها قائلا : وحشتني اوي .... افلتت ابتسامتها الراضيه لتجد قدماها تنساق الي المطبخ تبدع في تجهيز الطعام بينما لم يكن بالها في مزاج اروع ....أنه امامها يعتذر ويقر بخطاه وينتظر أن تتحدث والاكثر من كل هذا هو هدوء بحره الغائم الذي كادت تغرق بعواصفه طويلا ...تنهدت بارتياح وسعاده وهي تتذكر تلك اللحظات بينهم والتي ذكرتها كم تعشق هذا الرجل بكل عيوبه قبل مميزاته ....ربما ترفضها ولكن حبها له يجعلها تقبل المساومة أن قدم عطاء افضل بأنه سيتغير من أجلها وكم ابدع في اختيار كلماته ( غيريني علي ايدك ) .... لم يكن هناك كلمات افضل من تلك ليتحلي بمثاليه لا تمت له بصله أن وعدها أنه سيتغير لأنها تدرك طباعه وتحفظها جيدا كما تحفظ كل تفاصيله ... لا تنكر أنها تحبه ومن فرط عشقها له لا تريد أن تطغي عيوب شخصيته علي هذا الحب ليدفعها الي كراهيته وكراهيه طباعه فقط لاتريد منه إلا أن يكون هين لين معها فتطيب جراحها بلينه وحنانه وتطيب حياتهما معا أن وجد الاحتواء واللين وسهوله المعشر طريق بينهم ....أعطاها هدف مجددا وهو يوكل مهمه وقضيه تغيير طباعه لها ليوقظ بداخلها شعله شغفها ......قضيه وكم تعشق أن تكون صاحبه قضيه وهدف ...! ابتسم محمود لها وهو يعتدل من جلسته المتمدده علي الاريكه أمام التلفاز ليقول وهو يتناول الطبق الشهي من يدها : تسلم ايدك أومات له بابتسامه : بالهنا والشفا : انتي مش هتأكلي معايا هزت راسها بتعلثم وهي تقول : لا هأكل في اوضتي عشان بعمل شويه شغل اوما محمود وهو يبدأ بتناول الطعام : ماشي ... : تصبح علي خير : وانتي من أهله ياحبيتي بهدوء دخلت الغرفه وهي تحمل الطعام لها ولجاسر ليبتسم جاسر لها بسعه وهو يوسع لها المكان لتضع الطعام علي الفراش بوسطهم : تسلم ايدك نظرت له بصفاء عاد ليمليء نظرات عيونها ليمسك جاسر بيدها ما أن جلست بجواره ويقربها من شفتيه ويضع بداخلها قبله داعبت كل حواسها .....خفق قلب ماس وتطلعت إليه مطولا بينما فاض قلبها بحبه فقط من أجل تلك اللحظات التي خطب فيها ودها بجداره لتتساءل لماذا لم يفعل هذا من قبل ....؟! لماذا لم تكن نهايه كل خلاف بينهم حديث هاديء وعتاب ينتهي بطيب خاطر بينهم هم الاثنين ...؟! لماذا لا تكون الحياه بتلك البساطه بينما كل منهما لا يستطيع جرح الآخر عن عمد أو ايذاءه .... نظر جاسر الي صمتها وعدم تناولها الطعام ليسألها برفق : ساكته ليه ياماسه ؟ تنهدت ونظرت له بتردد أن تتحدث عما يجول بخاطرها بتلك اللحظه لتحسم قرارها وهي تقول : بفكر نظر لها باستفهام : بتفكري في ايه يا حبيتي ؟! هزت كتفها قائله : حاجه غريبه ؟ نظر لها باستفهام لتتابع :يعني بصرف النظر عن كل اللي عيشناه وكل اللي جرحني منك الا اني في اللحظه دي حاسه اني مبسوطه ومرتاحه..... حاسه اني بحبك واني مفقتده وجودك في حياتي ومش عاوزة افتكر ولا افكر في حاجه الا احساسي ده ابتسم جاسر لها وقال ببساطه ورجاء : طيب ما تعملي كده ....سيبك من كل اللي فات وخلينا في دلوقتي خفضت عيونها وارتسمت شبه ابتسامه علي طرف شفتيها بينما تقول باعتراف بخوفها : وبعد كده هيحصل ايه ؟! عقد حاجبيه بعدم فهم لتناقض كلماتها بينما من لحظه كانت تخبره أنها سعيده والان عادت لتختفي ابتسامتها : يعني ايه ؟ تنهدت ماس وبدأت تتحدث بكلمات بها قليل من التشتت ولكنها نابعه من كل أحاسيسها : يعني ياجاسر انا مش هنكر اني لسه خايفه اللي حصل بينا من خلافات تتكرر تاني ...قبل أن يقول شيء كانت تشرح له بهدوء وهي تمد يدها تضعها فوق يده تتلمس منه التفهم : جاسر انا عارفه انك جايز من جواك تكون زهقت وحاسس اني زودتها وعشان انا عارفاك كويس عارفه انك عاوز كل حاجه بينا ترجع زي الاول ..... اي مشكله بينا بالنسبه ليك بتعدي وخلاص بس انا لما عملت كده ظلمتك لأن مع كل مشكله كان بيفضل جوايا تراكمات عكسك ودي حاجه مش بارادتي بس انت بتعرف تتجاوز وتنسي إنما أنا لا أو بمعني اصح مش في كل الخلافات بحس انها خلصت طالما الأساس لسه متغيرش ..... نظرت إلي عيناه التي بدي الانزعاج بها لتتابع برجاء : جاسر انا مش عاوزة ده يتكرر تاني ...عاوزة نشوف ايه اللي بيضايقني ويضايقك ونحاول منكررهوش..... انا جوايا حاجات كتير لسه فاكراها وزعلانه منك فيها ومش عاوزة افتكرها بس غصب عني بفكر فيها وبقي في خوف جوايا أنها تتكرر هز جاسر رأسه وطمأنها قائلا : مفيش حاجه هتكرر متقلقيش هزت راسها بابتسامه راضيه وهي تقول بأمل : مش قلقانه طالما من جواك علي الاقل هتحاول أن اللي حصل بينا ميتكررش نظرت له وتابعت بشجاعه : انا مش هكرر غلطي ومش هخبي عنك حاجه وانت ياريت تسمعني مهما تكون المشكله بينا ... ده اللي انا عاوزاه منك ...بس تكون هادي وتسمعني وتخليني احكيلك علي كل حاجه من غير ما اخاف من رد فعلك قال بدفاع عن نفسه : انا مش بخوفك ...اصلا عمري ما تطاولت عليكي ياماس وخليكي حقانيه أومات له : منكرش ده بس برضه انت بتخوفني ياجاسر برك فعلك الجامد وصوتك العالي ....انت لما بتتعصب مش بتتفاهم ولا بتسمع ... هزت راسها وتنهدت وهي تتابع : انا معنديش مشكله نتخانق بس خناقنا يكون مناقشه مش مهم مين فينا غلطان المهم أنك متجيش عليا زي ما كنت بتعمل .... خفضت عيونها وتابعت بعتاب : ياجاسر انا قلبي زعلان منك اوي ومش قادره انسي قسوتك عليا وتجاهلك ليا ولولا اللي حصل للبيبي كنت هتفضل مخاصمني وقتها ....! غامت عيناه بتلك الذكريات ولكن قبل ان يقول شيء كانت تقول بهدوء وتفهم : انا عارفه انك وقتها زعلت اني خبيت عنك بس والله كان خوف من رد فعلك مش اكتر ..... كنت استنزفت من المشاكل اللي كانت بينا وانت قبلها بكام يوم كنت كاسر اللابتوب بس عشان ايميل عادي جدا ....ازاي بقي كنت هتشجع واتكلم معاك ....رفعت عيناها إليه وتابعت بجديه : جاسر انا مش بعمل حاجه غلط وبحترمك في وجودك وعدمه وعلاقتي بزمايلي احترام ومفيش فيها حاجه بس تعليقك علي كل حاجه خلاني أتجنب المشاكل واخبي عنك .....و حاجه صغيرة في حاجه صغيرة بقيت اخليها عنك خلتني كدابه وانا مش كده ....كنت حاسه بالذنب اني بخبي عنك وحاسه بالخوف اني احكيلك .... كل ده لخبطتي وخلاني مبقتش لاقيه نفسي عشان أنا مش كده ....حاولت نتكلم بس انت مدتنيش فرصه وبعد اللي حصل كان قلبي مجروح اوي منك وجيت انت كملت عليا لما طلقتني وبعد كده كل مرة نتكلم تقلب خناقه ومكابرتك انك حتي تعترف بغلطك في حقي كانت بتجرحني اكتر وكأن ماليش حق ازعل انك طلقتني بالطريقه دي بعد كل اللي بينا .... كل ده غير احساسي بالذنب أن ابني ضاع بسببي وبسبب مشاكلي معاك اللي متحملهاش.... ... انا متلخبطه ومبقتش عارفه ازعل منك ولا من نفسي بس النتيجه أن ابننا راح وحياتنا اتدمرت وبعدنا عن بعض ... تعذبت نظراته التي رأت في نظراتها مقدار معاناتها النفسيه لتختم ماس كلماتها وهي تقول برفق : الحمد لله على كل حال مكنش مكتوب لينا بس انا غصب عني بفكر كده ....وكان لازم اقولك عن كل اللي حاسه بيه عشان أنا مش محتاجه منك الا انك تطمني أن كل اللي مرينا بيه مش هيتكرر تاني تنهدت وتابعت : جاسر اوما جاسر لها دون جدال وهو يجذبها ناحيته ويقبل راسها قائلا : حقك عليا انا جيت عليكي كتير ابتسمت براحه بعد أن أفرجت عن كل مكنونات صدرها لترفع راسها إليه وتنظر إليه قائله : من قلبك ضربها بخفه علي مؤخرة راسها : لا من لساني يا لمضه ابتسمت له ليقبل وجنتها ويربت علي وجهها بحنان قائلا : متزعليش مني هزت راسها بابتسامه هادئه : مش زعلانه ابتسم لها قائلا : يعني خلاص هترجعي معايا البيت هزت راسها برفض ليعقد حاجبه بعدم فهم : وده ايه ؟ قالت وهي تهز كتفها : لازم بابا يوافق الاول ارجع معاك قال باستنكار : وهو هيرفض ليه هزت كتفها : معرفش رفع حاجبه باستهجان مزمجرا : نعم ! ضيقت عيناها بتحذير من بدايه عصبيته : ايه ياجاسر احنا لسه بنقول علي العصبيه بتاعتك هتف بحنق وهو يصك أسنانه : وهي فين العصبيه .... ده انا هرتكب جريمه واخطفك لو مرجعتيش معايا ضحكت ماس وقالت بدلال : لو هتتهور زي الافلام وتخطفني ... اوك موافقه رفع حاجبه : لا والله ضحكت قائله وهي تربت علي كتفه بدلال : يا حبيبي انت زعلان ليه دلوقتي .....المهم اننا اتصالحنا صح ولا ايه اذابته بدلالها ليغرق بنظرات عيونها ونعومه كلماتها وهو يهز رأسه لتتابع ماس برقه : احنا عدينا اكبر مرحله وانت خلاص اقنعتني نرجع لبعض ....دلوقتي بقي فاضل بابا تقنعه عشان سيادتك طلقتني قدام بابا يبقي لازم ترجعني بموافقته هز رأسه بامتعاض : وانا لسه هنقعه ياماس ... داعبت وجنته قائله : معلش يا حبيبي .... كلها اخر الاسبوع ويرجع أن شاء الله وقتها كلمه وهو هيسألني موافقه وانا هقوله هفكر ضيق عيناه بغيظ : لا والله هزت كتفها بتمنع : اه لازم افكر ...نظرت إليه بمكر وتابعت : وخصوصا انك قولت ناوي تتجوز عليا لو مرجعتش .... داعب جانب وجهها بنعومه قائلا : ميبقاش قلبك اسود دي كلمه كده قولتها من غيظي منك مكنتش قاصد بيها حاجه ....شاكسها وهو يتابع : وبعدين هو انا قادر عليكي لما اقدر علي غيرك رفعت حاجبها بغيظ : هو ده السبب بس هز رأسه بمكر : لا نظرت له بابتسامه عابثه : امال ايه السبب ؟ : انتي عارفه هزت راسها بدلال : لا ..قول رفع يدها الي شفتيه يقبلها قائلا : بحبك ياستي ومش عاوز غيرك تزهقني في حياتي عقدت حاجبيها بغيظ : بقي كده ...! جذبت الطبق من يده هاتفه : طيب هات الاكل بقي وقوم روح نظر لها بعيون متسعه : بتاخدي الاكل من ايدي ياماسه أومات بحنق محبب : اه عشان ازهقك بجد ضحك وعاد يأخذ طبق الطعام من يدها : طيب هاتي عشان أنا جعان نظرت له بحب : بجد يا حبيبي جعان اوما لها لتقرب إليه الطعام : طيب كل ...اعملك حاجه تانيه ابتسم لها بسعه ونظر إليها بحب وهو يقبل يدها مجددا : تسلم ايدك تنهدت ماس براحه وهي تتناول برفقته الطعام وتتبادل معه الحديث بهدوء شديد غلف علاقتهم وحياتهم قامت من جواره قائله بهمس : استني اشوف محمود دخل اوضته ولا لا عشان تخرج زفرت وهي تعود إلي غرفتها : ده نام علي الكنبه برا غمز لها جاسر بشقاوة : حلو اوي هفضل معاكي للصبح هزت ماس راسها : لا طبعا انت لازم تمشي .... هز رأسه : همشي ازاي واخوكي قاعد برا ...بصي بقي انا هفضل هنا وبعدين انتي اكيد عندك لسه شريط الذكريات تعالي كملي كلام معايا واهي فرصه تقولي كل اللي جواكي هزت ماس راسها : لا اتكلم انت : اقول ايه ؟! : قول أنا ضايقتك في ايه !؟ هز رأسه قائلا : بصراحه مش فاكر ومش عاوز افتكر وانتي قولتي انك فهماني وعارفه أن انا كل مشكله بينا عكسك بنساها لما بتعدي ...فتح ذراعه لها : تعالي في حضني نتكلم عشان انتي وحشتيني نظرت له ماس مطولا ليسالها جاسر : مالك يا حبيتي بتبصي ليا كده ليه قالت ماس سؤالها البريء : هو انت بجد هتتغير ياجاسر رفع حاجبه بتفكير بينما فهم كل ما عنته بكلماتها وأدرك أنه اوصلها الي كل هذا ولكنه متاكد بأنه لم يقصد تعمد سوء الطبع وأنه فقط طبع متأصل بداخله ليقول بجديه : والله ياماسه ده يتوقف عليكي انا قولتلك غيريني ... انا مكنتش قاصد ااذيكي ولا ازعلك مني ابدا .... هي بتيجي كده معايا ....بغير ساعات بتعصب ساعات وبس عشان كده انا هستني منك توقفيني وتعاتبيني وقتها وتلفتي نظري لما اضايقك نظرت له بشك : وانت هتسمعني وقتها ولا هتكون عصبي وصوتك عالي تنهد قائلا : وقتها لما اهدي ابقي كلميني ... زمت ماس شفتيها وعاد الوجوم يكسو قسمات وجهها بينما هو رفض أن يعدها بوعود ورديه وفقط أراد أن يعبر عن تفكيره حتي لا تعود وتنصدم بعدم وفاءه بوعده لها بالرغم من أنه سيكون حريص أكثر الا يصلوا لتلك المرحله ....قالت ماس بوجهه معكر : طيب ياجاسر ماهو احنا ....قاطعها جاسر قائلا برجاء : ماسه بلاش نسبق الأحداث عشان هبقي كداب لو قولتلك هعمل ايه وقتها ولا هيكون ايه الموقف عشان أنا مش عارف فعلا ...... خلينا لما يحصل حاجه وقتها نفكر وان شاء الله كل اللي حصل مش هيتكرر .... تنهد وتابع وهو يجذبها الي حضنه ويقبل جبينها : خلينا في دلوقتي ....خليكي في حضني ومتفكريش في حاجه ...! ......... ..... بالفعل استغرقت ماس بنوم عميق عكس ياسمين التي تمددت علي ظهرها وبقيت تتطلع الي سقف الغرفه حتي الصباح بينما كان هذا هو حالها طوال الأيام الماضيه ...صامته وشارده لاتعرف في ماذا هي تفكر ولكنها شارده وعقلها ممتليء بكل شيء ....ذكريات واسئله وقرارات وتراجعات .... مر وقت طويل عليها وهي تاخذ كل خطوة أو قرار في حياتها وفقا لما تحكمها به الظروف وآخرهم هو عودتها الي منزلها برفقه صالح الذي أيضا حكمته ظروف لتعترف لنفسها أنها ...نعم عادت الي منزلها ولكنها لم تعد إليه فمازالت على موقفها الي أن تقرر ماذا تريد ...! لتتذكر كيف عادت معه قبل عده ايام Flash back لم يستغرق صالح اي وقت للتفكير ليتجه إليها مباشره بعد جلستها برفقه ماس وفيروز ويرفض اي رفض من ناحيتها ويصر علي التحدث معها بينما يعترف بكل أخطاءه .... لم يمهلها وقت وسرعان ما كان يتحدث بلا مقدمات : ياسمين انا عارف انك زعلانه مني بس جربي تحطي نفسك مكاني وتجاوبي علي سؤالي انا قصرت في ايه ....غلطاتي انا عارفها زي ما انا عارف كويس اني مكنتش قاصد كل حاجه فيهم وعارف ان الظروف هي اللي حكمت .....اقترب منها وتابع بتأثر : ياسمين انا عمري ما فكرت ابعد عنك بس الظروف حكمت علينا بالبعد زمان ....بعدها انا وانتي اتعذبنا وكل واحد قدره اتحط في ايد شخص تاني واتربط بيه من غير ما يختار مها ولا زياد الاتنين دخلوا حياتها وخروجهم مكانش سهل بس اللي فاضل هو احنا وبس وهما خرجوا من حياتنا ...بلاش نخليهم يحكموا علينا تاني بالبعد بسبب اللي حصل لينا بسببهم ....ابويا عرف الحقيقه بس متأخر وده مش هيغير من الوضع حاجه الا أنه اتصدم من جزاه المعروف ...عارف اني كنت سلبي وكان في قرارات لازم اخدها بس قدري أن الظروف كانت اقوي مني كذبي عليكي هو الوش التاني لتمسكي بيكي ...خبيت عنك عشان خوفت اجرحك ....ياسمين انا ماليش غيرك معاكي انتي بكون انسان تاني انسان قوي قادر علي اي حاجه متبعديش عني واديني فرصه اخيره قال الكثير والكثير والتقطت أذنها الكتير كما افلت منها الكثير كلما راودها ذلك الالم الذي سيطر عليها بينما لم تعد تعرف مصدره ولكنها تشعر أنها ليست بخير حينما بدأت تمتزج اصوات ومشاعر مختلفه بداخلها ولكن اشدهم كان هو هذا الالم الذي ارتسم جليا علي وجهها وسرعان ما لاحظه صالح الذي هتف بهلع وهو يري شحوب وجهها متزامن من تألم ملامحها : ياسمين ...! امسك يدها التي تحولت إلي كتله من الجليد لتتسع عيناه بخوف وهو يهتف بقلق : ياسمين انتي كويسه ؟! فقط هزت راسها بينما شعرت بالعالم يدور من حولها ولم تعد تري شيء سوي دوامات سوداء أفاقت منها بعد وقت طويل حينما بدأ عقلها يستفيق شيئا فشيئا لترمش بعيونها بضع مرات وتحاول بصعوبه فتح جفونها الثقيله .....استغربت هذا الضوء الابيض الهادئ حولها لترفع جفونها أكثر تحاول تبين اين هي وماذا حدث .... بخوف اتسعت عيونها حينما رأت تلك الغرفه الغريبه عنها والتي كان اللون الأبيض هو السائد بها لتقول بصوت ضعيف ...انا فين ..؟ اقتربت منها الممرضه سريعا لتعقد ياسمين حاجبيها برعب وتتفافز دقات قلبها بضلوعها ما أن قالت المراه : انتي في المستشفي ؟ هتفت بخوف شديد على طفلها : مستشفي ليه ..ابني حصل له ايه ؟! اقترب صالح منها سريعا ما أن دخل الي الغرفه ليطمئنها ؛ متخافيش ابننا كويس ..انتي بس تعبتي شويه والدكتور قال الافضل تفضلي يوم في المستشفي قالت بصوت متحشرج بينما جف حلقها : صالح قول الحقيقه ...ابني كويس قال بحنان وهو يربت علي خصلات شعرها : اه والله اهدي بس انتي لسه تعبانه سألته بصوت ضعيف : ايه اللي حصل ؟ أخبرها باغماءتها وماحدث لها لينهي حديثه بعيون ملئها القلق : وقفتي قلبي يا حبيتي ....حمد الله على السلامه هزت راسها : الله يسلمك بس قولي بجد البيبى كويس اوما لها بابتسامه هادئه وهو يمرر يده علي يدها بحنان : اه والله كويس جدا الحمد لله ...انتي بس الإرهاق وقله الاكل مع التوتر العصبي اثر عليكي وانتي اللي تعبانه .... الدكتور قال ترتاحي وتاخدي شويه محاليل وكلها ساعه يطمني عليكي ونخرج قبل أن تقول شيء كان يتابع حديثه بنبره لا تقبل الجدل : ياسمين لو سمحتي من غير نفاش ولا جدال احنا هنخرج من هنا علي بيتنا ...قبل أن تقول شيء كان يتابع : عارف انك زعلانه بس خاليا خلينا في صحتك وصحه ابننا ممكن ..!! لم تجادل معه بل اختارت صالح طفلها كما انها ايضا لن تبقي بمنزل عائله ماس الي الابد ...لذا عادت معه وهو لم يحاول فتح اي حديث مادامت لم تعطيه فرصه وظل يعمل علي راحتها تلك الايام لتستعيد صحتها ليمر يومان وهي ترتاح نفسيا وجسديا وهو بجوارها ولكنه لا يتخطي مساحه سماحها حتي تعطيها له ........... .... في الصباح فتحت ماس عيونها علي وجهه جاسر النائم بجوارها لترتسم ابتسامه هادئه علي شفتيها وتأخذ وقتها وهي تنظر إليه بينما اشتاقت لاستقبال صباحها برفقته ... اشتاقت لرائحته وانفاسه الناعمه التي تداعب وجنتها بينما كل حديثهم ليله أمس مر بذهنها وداعب الرضي أوصالها ... في حين أن لم يكن الانفصال خيار لها فكان حديثهم ومحاوله حلهم مشاكلهم هو اختيارها وطريقها الافضل .... كما اخبرت نفسها بأن الانفصال استسلام وهي لم تصل إلي تلك المرحله التي يكون الاستسلام في قضيه خاسرة هو خيارها فقضيه حياتها تستحق المحاربه لآخر رمق وهو في النهايه يحبها وتدرك جيدا طباعه فهو ليس أكثر من طفل مشاكس بصورة رجل يرفض الاعتراف بمشاكسه طباعه.... هي فقط أرادت أن تخبره أن من وقت للآخر عليه أن بعترف بخطئه فتلك فضيله عليه التحلي بها ادارت راسها الي الساعه الموضوعه بجوارها لتراها أصبحت السادسه اعتدلت جالسه ومررت يدها علي كتف جاسر توقظه بصوت هامس ....جاسر قوم الصبح طلع هز رأسه وتابع نومه واستدار يحتضن خصرها ويقربها إليه بينما ارتاح اخيرا وحظي بنوم هاديء حينما كانت بجواره كررت ماس نداءها توقظه : جاسر قوم بقي يلا قبل ما محمود يضحي هتف بصوت ناعم دون أن يفتح عيناه برفض منه أن يبتعد عنها : ماسه انتي مزعجه اوي كفايه سريرك الصغير ده مش عارف انام طول الليل وكزته بغيظ ... قولتلك نام علي الأرض وانت صممت تنام جنبي فتح نصف عين يتطلع لها ويقول باستنكار : انام علي الأرض لا يا شيخه ...ده بدل ما تقوليلي وحشتني نام جنبي سرت حمره طفيفه بوجنتها بينما هي بالفعل اشتاقت له والي هيئته وهو مستيقظ بخصلات شعره المبعثره فوق جبينه العريض والي نبره صوته الناعسه لتهز كتفها : مش انت اللي مش عاجبك سريري اعتدل جالسا ونظر إليها وهو يحيط كتفها بذراعه ويداعب خصلات شعرها الناعمه بيده الأخري قائلا : طيب ايه رايك تجهزي نفسك ونرجع البيت لسريرنا وكنبتنا ضحكت ماس بخجل : يادي الكنبه ....! مالت عليه وداعبت وجنته برقه : جسورة قولتلك مش هينفع الا لما بابا يرجع عقد حاجبيه ونظر لها برفض لتمرر يدها علي عقده جبينه : وبعدين في التكشيرة دي ...كلها اسبوع هتف بامتعاض : وهو اسبوع قليل ... مال ناحيتها يداعب وجنتها بشفتيه هامسا بهيام : ياقلبي وحشتيني اوي استجابت لمداعبته وقبلت وجنته باشتياق قائله بنعومه : وانت كمان وحشتني بس معلش بقي ....اتحمل شويه اوما لها علي مضض لتشاكسه بشقاوة وهي تقوم من جواره : واهو عشان متبقاش تطلقني تاني اتسعت عيون جاسر برفض هاتفا : لا متجبيش الكلمه دي تاني ....ولا تاني ولا عمري عاوز الكلمه دي تتكرر بينا لأي سبب هزت راسها ليكرر تحذيرة برجاء : ماشي ياماسه عمرك ما هتطلبي مني حاجه زي دي تاني هزت راسها وقالت بمغزي : مع انها كانت كلمه وخلاص وانت اللي نفذت بس ماشي اوما لها ومرر يداه علي وجنتها بحنان قبل أن يميل ويقبل طرف شفتيها : حقك عليا غلطه ومش هكررها ابتسمت له : وعد اوما لها وعاد يضمها إليه لتستكين ماس قليلا بين ذراعيه قبل أن تهمس له : جاسر يلا بقي عشان تمشي قبل ما محمود يصحي ؛ مع اني مش عاوز ابعد عنك بس مضطر قام من جوارها والتقط قميصه يضعه فوق صدره العاري متسائلا : انتي هتعملي ايه النهارده : هلبس كمان شويه وانزل الشغل قال جاسر بحماس ::طيب ايه رايك تجهزي دلوقتي واخدك نفطر سوا وبعدين اوصلك الشغل أومات سريعا ...بجد ضحك قائلا : اه عجبتني اللعبه ... رجعنا نتقابل في السر ضحكت ماس بحماس واسرعت الي خزانتها تنتقي ثيابها لتخرجها وتضعها علي الفراش ولكنها ما أن استدارت ووجدته جالس علي مقعدها حتي قالت : ايه ده انت هتقعد وانا بلبس اوما لها : امال هروح فين ؟! ضحكت ماس بخجل : لا مش هينفع غمض عينيك رفع جاسر حاجبه ضاحكا : لا وغمض عيني ايه .... ده أنا جوزك قالت بدلال : برضه غمض عينيك لغايه ما البس اوما جاسر لها لتبدأ ماس بخلع ملابسها ولكنها ما أن استدارت لتتأكد من إغلاقه لعيونه حتي وجدته خلفها يحيطها بذراعيه ويلصق ظهرها بصدره الذي تقافزت به دقات قلبه لوعه واشتياق ....تناول شفتيها بين شفتيه بقبله دامت لوقت طويل بينما جابت يداه منحنيات جسدها لتزداد حرارة جسده وتبدأ شفتاه بالتهام عنقها الناعم بقبلات حارة انست ماس ماحولها للحظات طويله حتي بدأ جاسر يخفف من وطأه قبلاته ويحاول السيطرة علي نفسه ...أسند جبينه فوق جبينها وتطلع الي عيونها بحب هامسا : بحبك ياماسه ومش عاوز ابعد عنك تاني تنهدت ماس هامسه بصوت ناعم : وانا بحبك ومش عاوزاك تبعد عني ... صبر نفسه بقبله أخري قبل أن يدعها من بين ذراعيه لتهمس وهي تتسلل الي خارج الغرفه : استني اشوف محمود .... أسرعت علي أطراف أصابعها تفتح له الباب وتشير له ليخرج وسرعان ما لحقت به ..... كمراهقه كانت تمسك بيداه طوال الطريق ليتناولوا الافطار سويا وهو لايتوقف عن اسماعها كلمات الحب والغزل لتشعر ماس بشعور جارف بالسعاده بينما تجددت كل مشاعرها تجاهه كانت تطير من سعادتها وهي تلوح له وتدخل الي عملها وكأنها عادت مراهقه مجددا تقع في غرامه من جديد ولم يكن جاسر بأقل منها سعاده بينما شعر بأن عليه أن يعوضها عن كل ما بدر منه من اخطاء في حقها ...تستحق أن يفهمها كما تفهمه وكما لم يفعل أحد سواها حتي هو نفسه لا يفهم اسبار نفسه واغوارها كما تفعل هي .. ! انقضت فترة الصباح علي ماس وريم يتحدثون كل واحده منهم علي ما تعيشه حاليا لتقول ريم بامتنان : بصراحه مش قادره اوصفلك انا مبسوطه اد ايه ... حلو اوي العوض ياماس لو كنت اعرف ان داغر مكافاه تعبي السنين اللي فاتت في حياتي مكنتش اشتكيت يوم ابتسمت ماس بتأكيد : كل فترة صعبه بتمر علينا ربنا بيعوضنا الحمد لله غمزت ريم لها : يعني خلاص نسينا اللي فات وفتحنا صفحه جديده مع جاسر باشا أومات ماس قائله : مع اني متاكدة أن مشاكلنا مش هتخلص بس ايه المشكله اننا كل فترة ننسي ونفتح صفحه جديده قالت ريم بحاجب مرفوع : ماكنت بقول كده ايه وتقولي لا خلاص .....ايه اللي اتغير ضحكت ماس قائله : اللي اتغير أنه عمل إيداع ... عقدت ريم حاجبيها ضاحكه بعدم فهم : إيداع لايه قالت ماس : اشرحلك .... شوفي بقي ياستي كل واحد جواه كده حاجه زي رصيد البنك عندنا طول ما انتي بتسحبي من رصيدك هيحصل ايه ضحكت ريم قائله : هفلس واشحت قالت ماس :: مابالك بقي لو اخدتي قروض : كده هدخل السجن قالت ماس : طيب لو كل مرتين تلاته سحب عملتي مرة إيداع قالت ريم بتلقائيه: الدنيا هتظبط أشارت ماس بيدها : بالضبط ...... ده حالنا كلنا في تعاملنا مع بعض ..... نسحب طاقه وحب ومشاعر اللي قدامنا بس في نفس الوقت لازم نعمل ايداع قصادها عشان الرصيد ميخلصش جاسر بقي كان اخد رصيده وسجل قروض بس مش هنكر حاجه مهمه ضحكت ريم قائله : ايه يا استاذه الاقتصاد قالت ماس متنهده : زي ما تقولي كده كان حاطط علي جنب كام شهاده استثمار فيها كل ذكرياتنا الحلوة وكل حاجه حلوة عملها معايا ولما الرصيد خلص اتسند عليهم وده اللي جدد رصيده عندي .... رفعت ريم حاجبها قائله : بصي مع اننا دخلنا الدنيا في بعضها بس انا فهمت والمهم انك مبسوطه وأنكم رجعتك لبعض .......... ... عكس ماس كانت فترة الصباح ثقيله وطويله علي مي التي بدأت تشعر بالالم اسفل ظهرها بعد أن قضت وقت طويل حامله ادم الذي لم يتوقف عن البكاء وقد استيقظ بمزاج معكر من بقاءه في المنزل طوال تلك الايام التي مضت علي كلاهما بملل .... فكرت بالاتصال بمالك لتسأله عن موعد عودته من سفره ولكنها تراجعت بينما يكتفي باتصال صباحا واخر مساء للاطمئنان ويكون بكلمات مقتضبه ...تعرف انها تستحق معاملته وتستحق جزاءها الذي كان من جنس عملها وتصالحت مع نفسها بهذا ولكن دون إرادتها شعرت بالشفقة علي نفسها وقررت الا تفرض وجودها علي أحد سواء عائلتها أو مالك لتقضي أيامها وحيده برفقه طفلها ........ ....ابتسمت ياسمين بسعه وهي تتطلع الي ملامح أخيها البريء بينما تمهل صالح وهو يحمله ويضعه فوق فراشه الصغير بوسط تلك الغرفه بالمنزل الذي أصر صالح علي تجهيزه بالكامل واستبدال المنزل الذي اشتراه عماد بمنزل اخر مريح وقريب منهم لتكون عائلتها بجوارها .... ربتت ياسمين علي شعر أخيها وسألته بحنان : عاوز حاجه يا عبد الرحمن هز الصغير رأسه ليجلس صالح بجواره ويقول برفق وحنان : شوف بقي انا جبت لك ايه نظر عبد الرحمن الي صالح الذي أعطاه اللوح الالكتروني واخذ يساعده ليكتشفه بينما حرص علي توفير كل سبل الراحه لهذا الصغير الذي حكم عليه بالبقاء قعيد الفراش بسبب مرضه العضال ... خرجت ياسمين وتركت أخيها برفقه صالح لتتجه حيث جلس عماد بصمت بينما رأي مقدار حقارة أفعاله بأقرب من له سألته بسماحه : عاوز حاجه يابابا هز رأسه قائلا : تعالي اقعدي معايا جلست ياسمين بجواره : نعم نظر لها برجاء : مسمحاني يا بنتي قالت ياسمين بغصه حلق : ليه بتقول كده يابابا ....مش خلاص قفلنا الماضي ده هز رأسه : انا عايش في عذاب ضمير مش هيخلص ...انا عذبتك كتير واذيتك وجوزك وقف جنبي مع اني مستاهلش .....ابن حلال اوي عمري ما تخيلت يعمل كده.... تنهد عماد بثقل وتابع بحسره وهو يري شريط أفعاله : بس هيجيبه منين وأبوه عمل كده مع جدك بعد اللي عملته فيه انا وامك زمان ازدادت غصه حلق ياسمين وهي تري أفعال صالح التي طوقت عنقها بحسناته لتقول : بابا خلاص انسي اللي فات وخلينا في دلوقتي ...شوف ربنا عوضنا بأن عبد الرحمن خرج من المصحه وقدر يعيش في وسطنا دمعت عيون عماد بحسره : امك كان نفسها تشوف اليوم ده .... انسابت دمعه من عيون ياسمين : ربنا يرحمها قال عماد بقلب منكسر : يارب يا بنتي ....يارب يسامحها ويسامحني نظر إلي ابنته وتابع بوعد جاد : انا هعيش اللي فاضل من عمري احاول اعوضك انتي واخوكي عن اللي عملته .....تنهد وتابع : ولو ربنا كرمني هرجع لرأفت كل اللي اخدته منه زمان وكمان هعمل صدقه بحق جدك الله يرحمه يمكن ربنا يغفر لينا انا وامك ........... نظرت ياسمين الي جانب وجهه صالح في طريق عودتهم الي منزلهم القريب ...انه لا يتوقف عن العطاء ووضع الجميل يلو الاخر فوق كتفها حتي عجزت عن النطق بعتاب له ..... حقها أن تعاتبه لانه جرح قلبها ولكن بكل مرة يطوقها جميله فلا تستطيع .... ! دخلت الي المنزل لتتجه الي غرفتها ولكن يد صالح أوقفتها : ياسمين التفتت له : نعم قال بعيون معاتبه : هنفضل متخاصمين لغايه امتي ؟!....قبل أن تجيب كان يقربها منه وينظر الي عيونها ويتابع : انا احترمت طلبك ومساحتك ومن وقت ما رجعتي وانا قابل اكون في جنب وانتي في جنب طالما أننا في نفس البيت بس غصب عني مش قادر اكمل كده ....ياسمين انا بحبك ومش قادر اشوفك حزينه كدة وانا عارف اني السبب ....متزعليش مني عشان خاطري ...شوفي ايه يرضيكي وانا اعمله نظرت له ليتابع بعيون لمعت لها الدموع وهي لاتعرف كيف يمكن أن تعاتبه بعد كل ما يفعله معها : كفايه اوي كل اللي بتعمله عشاني هز صالح رأسه وقال برقي اخلاق : اوعي تقولي كده ....ياسمين انا جرحتك وحقك تعملي كل اللي يرضيكي واوعي تقولي اللي عملته معاكي عشان ده واجبي تجاهك نظرت له بقلب يدرك أنه احسن الاختيار ....بينما تابع صالح : طلعي كل اللي عملته برا كلامنا وقولي ليا انتي لسه زعلانه مني صمتت لينظر لها صالح بانتظار الاجابه ....ترددت ولكنها قالت ::اه ياصالح زعلانه ....زعلانه منك عشان جرحتني واللي جرحني اكتر اني مقدرتش اتكلم ولا اعاتبك ...زعلانه أن كل ما يمر علينا يوم حلو بقي بيخوفني اكتر عشان مبقتش مطمنه للدنيا وبقيت عارفه انها هتغدر بينا ...زعلانه من الدنيا أنها بتيجي عليا مع اني مش طالبه حاجه الا اني اعيش راضيه ومبسوطه ابتسم صالح لها وضمها إليه وربت علي شعرها بحنان : حقك عليا .... المره دي متخافيش من حاجه وانا جنبك ....انا بحبك اوي يا ياسمين. .... جايز الظروف دائما كانت ضدنا وكل اللي مرينا بيه خلاكي تخافي بس المره دي أن شاء الله مفيش خوف من حاجه ..... انا عارف أن قلبك طيب وهيسامحني ويديني اخر فرصه ..... انا زيك عمري ما كان ليا طلبات الا اني اعيش مرتاح وراحتي لقيتها معاكي ......دلوقتي كل حاجه الحمد لله اتحلت ...نظر لها وتابع : جايز مكانش ليا يد في الحل بس ربنا كان عالم نيتي وعشان كده دبر الأمور ....انا عارف اني كنت سلبي اوقات بس ربنا كان عالم بنيتي وعشان كده كان حله احسن بكتير من حلول العباد .... أومات ياسمين : ونعم بالله نظر لها صالح : يعني مسمحاني أومات ياسمين بقلب صافي ليميل يقبل جبينها ويعدها : وانا وعد مني عمري ما هزعلك ولا هخليكي تحسي تاني بأي خوف ...ارمي بس انتي حمولك فوق ضهري واطمني وضعت ياسمين راسها فوق صدره ليحتضنها صالح بحنان ويسمع تنهيده قلبها الراضي والذي فاض برضاه بمجرد سماع تلك الكلمات رفع صالح وجهها إليه قائلا : حيث بقي نسينا اللي فات في ضيوف مستنيه نعزمهم عندنا : مين .؟! : بابا عرف قيمتك وكل يوم يكلمني عاوز بنفسه يعتذر ليكي ....ايه رايك نعزمهم علي الغدا يوم هزت راسها : مش مستني رأيي ....اكيد موافقه ..... دخل مهران الي المنزل بعد الضهيره ليخلع عباءته ويضعها علي ظهر المقعد وهو يتلفت حوله حينما لم يجد أحد جالس بالبهو اتجهت إليه سعاد : عاوز حاجه يامهران بيه ؟! سألها مهران : فين الست فيروز ؟ : في المطبخ مع الست تهاني اوما لها لتساله محداا : عاوز حاجه يابيه : لا روحي شوفي شغلك قام مهران واتجه إليهم ليستمع الي صوت جدال بين تهاني وفيروز التي التفتت إليه ما أن رأته : السلام عليكم : وعليكم السلام قالت تهاني : علي ما الحاج يرجع يكون الغدا جاهز يامهران هز مهران رأسه : براحتك يا مرات عمي ...انا طالع اريح شويه قالت تهاني بجبين مقطب لفيروز : يلا سبيي اللي في ايدك وروحي شوفي جوزك هزت فيروز راسها باقتضاب هي الأخري واتجهت خلف مهران لتساله : تحب اعملك قهوة هز رأسه وتمدد علي الفراش قائلا : لا لما الحاج يرجع نتغدي كلنا سوا هزت راسها واتجهت لتجلس بجواره تناديه : مهران : نعم : هو انت زعلان مني هز رأسه : لا : بجد نظر لها بطرف عيناه قائلا بمغزي : لا باخدك علي قد عقلك افلتت ضحكتها وهي تتذكر سماعه لحديثها مع ماس وياسمين : علي فكرة كنت بهزر اوما بعدم اقتناع : ماشي يا ست البنات قالت بدلال وهي تمرر يداها علي جانب وجهه : مادام قولت ست البنات تبقي مش زعلان .....وبعدين ماهو انا مزعلتش منك وانت عامل فيا مقلب التليفون عشان صحابك ضحك مهران قائلا : عشان الخير مش عشان صحابي بس تنهدت قائله : تفتكر جاب نتيجه هز كتفه : مش ياسمين روحت مع صالح قالت فيروز : روحت عشان تعبانه بس معرفش اتصالحوا ولا لا قال مهران بتفاؤل : هيتصالحوا أن شاء الله قالت فيروز بتمني : عقبال جاسر وماس اوما مهران : متقلقيش هيتصالحوا تردد قبل أن يحك ذقته ويسالها : امال سامع صوتك انتي ومرات عمي كان عالي .....خير رفعت حاجبها بغيظ وهي تتذكر حديثها مع تهاني لتقول : خير بس هي لازم تضايقني وخلاص سألها بتوجس : ليه كده ؟! قالت فيروز بغيظ : تخيل يامهران مصممه تسمي البيبي لو جه ولد عمران وانا عماله اقنع فيها أن الموضوع ده قديم وراحت عليه وان الولد يتسمي علي اسم جده خلاص انتهي وهي مصممه روحت قولتلها اخر ما زهقت أن انا أمه وحقي اسميه راحت فتحت فيا صمت مهران لتنظر له فيروز بتوجس : مش كده ولا ايه يامهران نظر لها مهران : ها ضيقت فيروز عيناها بغيظ : ها ايه ..مش انا أمه حقي اسميه قال مهران بتسويف متهربا من الحديث : كل عيل بيجي باسمه ....! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ايه رايكم و توقعاتكم بكره أن شاء الله باقي الفصل .....
بجد روعه ماس وجاسر كانوا محتاجين يتكلموا عن إلى جواهم
ردحذف