انطلقت تلك الفتاه الشابه بمهرتها التي انعكست اشعه الشمس علي لونها الاسود الابنوسي الاخاذ دون أن تلتفت لنداء والدتها
عقد سليم حاجبيه وخرج باتجاه حور : في ايه ياحور مالها راسيل
زمت حور شفتيها بامتعاض ليرفع سليم حاجبه باستنكار... برضه مفيش فايده ياحور.... تاني موضوع الجواز
هتفت حور بحنق : تاني وتالت والف ياسليم....
نظر لها وبداخله دهشه لا يستوعبها وهو يقول : ليه رافضه بنتك ترفض اللي انتي نفسك رفضتيه زمان
عقدت حور حاجبيها ليتابع سليم بتحذير : مش هجبر بنتي تتجوز طالما مش عاوزة ياحور... وقولتك الكلام ده قبل كدة.....!
نظرت له حور بعدم رضي ليمسك سليم بيدها قائلا وهو يحاول ان يتمسك باعصابه :تعالي ياحور نتكلم بالراحه
جلست حور ليقول سليم بعقلانيه : انا عارف انك خايفه علي راسيل بس ياحور متخليش الخوف يغير شخصيتك.... حور تفتكري لو انا كنت ضغطت عليكي زمان تقبلي جوازنا كان ايه هيكون شعورك....!
رفعت حور عيناها اليه ليضع كلتا يديها بين يديه ويكمل ; حور ياحبيتي... كل الحب اللي بينا ده كان هيبقي كره لو كنت جبرتك علي حاجة انتي مش عاوزاها.. ليه عاوزة راسيل تعيش حاجة زي دي وانتي بتجبريها تتجوز غصب عنها
: انا مقولتش كدة ياسليم... اكيد مش هجبر بنتي تتجوز غصب عنها
تنهد سليم لتكمل حور : انا بس عاوزاها تفكر إنما ترفض الجواز كفكرة لا
نظر سليم الي عيونها بحب ورفع يداه ليمسك بوجهها قائلا بحنان : هي مش رافضه.... هي طالعالك ياحبيتي.... عاوزة تبني نفسها
سيبيها ياحور..... سيبيي بنتنا تبقي نفسها...!!
......
كانت خصلات شعر الفرس الاسود الحالك تتراقص مواكبه خطواته السريعه ومعها كانت خصلات شعر راسيل تنفلت من عقدتها وتتطاير حول وجهها الذي شردت ملامحه ولم تنتبه لتلك السيارة التي ظهرت من العدم او ربما هي من لم تكن منتبهه لها تماما كحال قائدها الذي كان يقود بذهن شارد بعد تلك المقابله التي تردد صداها في اذنه
Flash back
(فارس.... سامحني يااابني.... امك غلطت كتير بس ابوك السبب)
فارس انت ساكت ليه..... مش هترد علي امك
تفاجئت ايمان به يبعد يدها التي وضعتها علي كتفه بجفاء شديد بينما لايري الا ان يدها ملطخة بالدماء
ليهتف بها بغضب : امي تبقي فريده
انصدمت ملامح ايمان لتحاول التحدث ولكن فارس كان الأسرع ليرفع أصبعه امام وجهها قائلا بتحذير : إياك تفكري تنطقي كلمه واحده عليها... انا عارف كل الحقيقه وكل اللي قولتيه كذب..... فريده امي وانتي ولاحاجة
ابويا كان رحيم اوي انه اكتفي بالعقاب ده عليكي.... و اشكري ربنا عشان فريده ربتني كويس والا كنت اخدت حق كل دمعه نزلت من عينها بسببك
مش عاوز اشوفك ولا اسمع اسمك تاني وإياك تفكري تقربي خطوة من امي او من اخواتي والا وقتها انا اللي هقفلك)
Back
انتزع نفسه من شروده بهلع وهو يدعس المكابح لتصدر الإطارات عاصفه ترابيه شديده قبل ان يشعر بالصدمه التي نتجت علي اصطدام ساق الفرس بالسيارة ووقوع راسيل من فوقها....!!
.....
داعب القلق أوتار قلب سليم بينما يتحرك بسيارته بحثا عن راسيل التي انطلقت بفرستها قبل قليل وقد ظن انها ستعود حينما تهدأ ولكن حينما طال الأمر بدأ القلق يسيطر عليه ليخرج للبحث عنها ولكن هاهو قلقه يزداد حينما لم يجدها في مسارها المعهود الذي تقطعه بفرسها خلال الاراضي ثم تعود بعدها وبالفعل كانت راسيل قد انحرفت عن مسارها وتجاوزت مسافات فاصله بين البلدتين حتي حدث ماحدث........!!!
بقلق شديد كان فارس ينحني تجاه تلك الفتاه ذات الخصلات الفاحمه يبعدها عن وجهها الذي سالت عليه تلك الدماء التي انبثقت من جرح جبينها..... ربت علي وجهها بكلتا يديه يحاول افاقتها ولكن بدا الأمر خطير حينما لم يجد استجابه منها.... حملها واخذها الي سيارته بعد ان اخرج هاتفه واتصل بعواد ليأتي لأخذ الفرسه المصابه....!
..........!
شعرت راسيل بألم شديد وهي تحاول فتح جفونها لتخرج من بين شفتيها الرقيقه تأوه جعلت فريده تسرع ناحيتها بينما كانت تلك العينان العسليه القلقه هي اول ما فتحت راسيل عيونها عليها..... جاءها صوت فارس الرجولي من بين غياهب وعيها الذي بدأت تستعيده : انتي كويسه.. ؟
وضعت يدها علي رأسها بألم : انا فين.. ؟
جاءها صوت فريده الهاديء التي جاءت لتقف خلف ابنها : انتي في بيتنا..... اطمني ومتخافيش
رددت راسيل بصوت ضعيف : بيتكم.... ايه اللي حصل
قالت فريده : حصلت حادثه بسيطه وفارس جابك علي هنا
تذكرت راسيل ماحدث لتحاول النهوض بسرعه وهي تهتف بقلق : حوريه ... ايه اللي حصل لحوريه... ؟
ازدادت ابتسامه فريده التي توقعت انه اسم فرسها لتقول ; متقلقيش... حوريه كويسه... انا جبرت رجلها وان شاء الله هتخف خلال ايام
حاولت راسبل النهوض ليقول فارس بجديه : الدكتور قال بلاش تتحركي
نظرت راسيل الي ذلك الشاب لحظة قبل ان تنظر الي فريده التي ابتسمت لها لتقول :
عاوزة اطمن علي حوريه
قالت فريده بابتسامه هادئه : اطمني ياستي حوريه زي الفل.....
نظرت لها راسيل لتبتسم فريده قائلة: واضح اننا الاتنين بنحب الخيل... هي كويسه متخافيش عليها... انا زيك بحب الخيل وجبرت رجلها كويس
انتي بس ارتاحي وبلاش تتحركي عشان الخبطه بتاعه رأسك
وضعت راسيل يدها علي رأسها المتألم كما حال كل جزء في جسدها لتقول باستدراك ; بابا.... بابا اكيد قلقان عليا
قال فارس : انا ملقتش معاكي تليفون ولا حاجة عشان اطمن اهلك.... قوليلي اي اسم او عنوان او تليفون وانا اطمنه
قالت فريده بابتسامه هادئه : انتي مش من هنا...؟
اومأت راسيل : انا تقريبا توهت ..... انا بنت سليم الهاشمي
نظر فارس الي ابيه الذي دخل بتلك اللحظة ليقول بدر : تعالي يافارس نكلم سليم بيه ونطمنه
..........
بقلب لهيف كان سليم يحمل ابنته ويضعها الي احدي السيارات التي توقفت ونزل منها فهد وفارس برفقه سليم
ليلتفت ويمد يده مصافحا بدر الذي وقف بهيبته المعهود وبجواره ابنه قائلا :انا بكرر اعتذاري علي اللي حصل
قال سليم بهدوء : حصل خير
اومأ بدر قائلا : اتشرفت ياسليم بيه
اومأ سليم قائلا : الشرف ليا
قال فارس : الحصان اول ما ينفع يتحرك هجيبها بنفسي لسيادتك
قال سليم بابتسامه : تنور وفرصه نتعرف اكتر علي بعض
غادر سليم ليرمق بدر ابنه فارس بطرف عيناه بينما تعلقت عيناه مع السيارة المغادره ليهمس بمكر : شكلك هتحصل ابوك ياابن الطحان...!
التفت له فارس ليبتسم بدر وهو يتطلع الي الأعلي حيث وقفت فريده في الشرفه ليتذكر كيف جمع حب الخيل بينهم وهاهو ابنه
...........
بقلق شديد كانت حور تتفحص ابنتها... راسيل حييتي انتي كويسه
سليم هات دكتور
قالت راسيل وهي تتمدد علي فراشها الوثير :انا كويسه ياماما اطمني
ربت سليم علي يدها قائلا : تعالي ياحور وسيبها ترتاح...
.......!
تقلبت فريده بكسل بينما تلامس أصابه بدر وجهها برقه وهوو ينطق اسمها بهمس مثير فريده.... فري يلا اصحي ياقمر
هزت راسها وتقلبت للجهه الاخري متمته : لا يابدر خليني نايمه شويه
: فري الساعه عشرة هتنامي اكترر من كدة
قالت بصوت ناعس وهي تفتح عيونها وتتمطأ بكسل : واصحى بدري ليه يابدور
ضحك ومال ناحيتها لتضع راسها علي كتفه وتكمل بدلال : ولادي كبروا ومفيش ورايا حاجة.. خليني انام في حضنك شويه
ضحك وداعب خصلات شعرها قائلا : هو من جهه كبرو فكبرو وقريب اوي واضح اننا هنجوزهم
التفتت له بلهفه : نجوزهم
اومأ بمكرر; اه ولا مش واخده بالك من فارس وبنت سليم الهاشمي
اعتدلت جالسه سريعا بلهفه فهل فاتها شئ بهذا اللقاء لتقول :قول يابدر
ضحك قائلا : اقول ايه ياديدا... ماهو واضح الولد مشالش عينه من عليها واول مرة اصلا يدخل الاصطبل ورايح جاي طول الليل يطمن علي الفرس بتاعتها... واضحه مش محتاجه كلام
لمعت عيون فريده بالسعاده : بس تفتكر يابدر اصلا يكون أعجب بيها بالسرعه دي
هز كتفه قائلا : وليه لا..... البنت بنت ناس وحلوة وانا عن نفسي لو كلمني هروح اخطبها ليه بدون تردد
: بالسرعه دي
: وليه لا..؟
هزت كتفها بحيرة : مش عارفه بس... بس يعني توقعت اصلا فارس موضوع ايمان هيأثر عليه ..... قاطعها بدر قائلا :
فريده وبعدين بقى.... قفلنا الموضوع ده
نظرت له قائلة : طيب قولي ايه اللي حصل بيهم
هز راسه قائلا : لا مش هتكلم في السيرة دي تاني...... خلينا في اللي كنتي بتقوليه من شويه
نظرت له بدلال : بقول ايه..؟
داعب وجنتها بظهر يده : مش كنتي عاوزة تكلمي نوم في حضني
هزت كتفها قائلة : لا نوم ايه...... انا هروح لفارس اقرره واعرف منه كل حاجة
اوقفها بدر سريعا : خدي هنا تعالي رايحه فين
نظرت له ليجذبها اليه : قايمه من غير ما تصبحي عليا
ضحكت بينما يلتهم شفتيها بقبله ملتهبه طالت دقائق قبل ان يتنفس أنفاسها بينما ترك اسر شفتها ليهمس : بحبك يامعذباني
ضحكت بدلال ليقتنص القبله الثانيه
من شفتيها قبل ان يقول : يلا قومي من قدامي بدل مااكمل
عقدت حاجبيها وهزت كتفها بدلال : توء.. فاضل بوسه....... هاخدها انا
ضحك بدر بينما تقفز علي صدره وتقبل كلتا وجنتيه وطرف شفتيه قائلة : بحبك ياابن الطحان
تابعتها ضحكته بينما دخلت للاستحمام لتسرع عائده الي ابنها....
حاولت إخفاء ابتسامتها الماكرة بينما تدخل للاصطبل حيث وجدت فارس يتحدث مع ذلك الطبيب البيطري
: يعني هتخف وترجع زي الاول
اومأ الطبيب : اطمن يافارس بيه اهم حاجة متتحركش عشان العضم يلم
فتحت فريده فمها لتتحدث ولكنها سرعان ما تراجعت خطوتان للخلف خارج الاصطبل حتي انصرف الطبيب لتدخل بعدها معاتبه فارس : بقي مش واثق في كلامي وجايب الدكتور يافارس
حاول إخفاء ملامحه وهو يقول : لا طبعا ياديدا بس قولت الدكتور يبص عليها بصه
ضحكت قائلة :ومش خايف من بدر الطحان
ضحك فارس بمكر قائلا : ماهو انتي طلعتي شطورة وفضلتي برا لغاية مالدكتور مشي
ضحكت فريده بينما تتذكر ذلك الحريق الذي يشعله بدر غيره عليها من الطبيب البيطري الذي منعها من دخوله الاصطبل والتحدث معها تحت أي ظرف
ربتت علي ظهر الفرس الذي لمع جلده الابنوسي أسفل شعاع الشمس المتسرب من تلك النافذه العاليه
لتقول : واطمنت
هز راسه قائلا : اه قال نفس كلامك
ضحكت فريده وتطلعت للفرس قبل ان تقول بخبث : بس تعرف انها حلوة اوي
رمش فارس بعيناه بينما اجتاح الخجل ملامحه والذي تراه لأول مرة وهو يقول بتعلثم : هي مين.. ؟
ضحكت فريده بمكر : حوريه..!
انتبه لحديث امه وخرج من شروده بتلك الحوريه بالفعل ليقول متظاهرا بعدم الاكتراث بينما بدأت فريده بتمشيط ظهر الفرسه :
تعرفي أهلها دول ياماما
قالت فريده بتفكير : والله ياحبيبي معرفهمش شخصيا بس ابوك بيسمع عنهم
اومأ فارس لتنظر له وتكمل : بس شكلهم ناس كويسين
هز فارس راسه ليقول : هي هتخف امتي... ؟
قالت فريده ; يعني ممكن اسبوعين
........
هتفت راسيل بضيق : هو كل حاجة لا... ؟
قالت حور بعقلانيه : لا يا راسيل مش كل حاجة لا بس لو حاجة تنفع هقولك اه
: وايه اللي مش هينفع اني اروح اطمن علي الفرسه بتاعتي
قالت حور بعقلانية تحاول ترويض طباع ابنتها العنيده : اولا لانك لسه تعبانه ثانيا هتروحي لناس منعرفهمش
قالت راسيل بدفاع : انا مش رايحه للناس انا رايحه لحوريه
زمت حور شفتيها بحيرة لا تريد الضغط علي ابنتها اكثر من هذا وايضا لاتعرف ان كان سليم سيقبل بذهابها ام لا
لتقول بمحايده : طيب لما بابا يرجع من القاهرة هكلمه
هزت راسيل رأيها بعناد : لا لو سمحتي كلميه دلوقتي مش هقدر استني كل ده من غير مااشوف حوريه
.........
قالت فريده بلهفه لعواد الذي ابلغها بوجود عائلة سليم الهاشمي بالخارج: طبعا خليهم يتفضلوا.... بسرعه ياعواد
اسرع عواد يفتح البوابه الحديديه للسيارة التي جلبت حور وابنتها بعد ان استأذنت سليم ان تاخدها وتذهب للاطمئنان على فارسها ولم يرفض فهو يحب ابنته كثيرا ويدللها ولا يرفض لها طلب
قالت فريده بصوت عالي : اماني... اماني
أسرعت الشغاله الي فريده لتقول : روحي المطبخ بسرعه جهزي حلويات في عندنا ضيوف
أسرعت الفتاه للاستعداد لتقول فريده : عواد بعد ما يدخلوا بسرعه روح لفارس بيه وقوله ان عندنا عيله سليم الهاشمي
........
بابتسامه واسعه استقبلت فريده حور التي نزلت من السيارة قائلة بتهذيب : متأسفه اننا جينا من غير ميعاد بس راسيل صممت تشوف الفرس بتاعتها لو ممكن
قلت فريده بترحيب : نورتوا البيت..... بيتكم تشرفونا في اي وقت...... اهلا اهلا
استقبلت حور بحفاوة ومدت يدها لتساعد حور في إسناد راسيل التي نزلت بصعربه من السيارة بسبب اصابه قدمها
قالت حور بتهذيب حينما دعتها فريده للدخول : لأ... احنا مش عاوزين نزعجكم احنا بس هنشوف الحصان ونمشي علي طول
هزت فريده راسها : لا والله ميصحش لازم تتفضلوا...
.........
ضحك بدر علي لهفه ابنه مشاكسا : واحده واحده احسن تقع
نظر له فارس شزرا ليتراجع بدر قائلا بهيبته المعهوده : انا خايف عليك
قال فارس بجديه مزيفه : اطمن يابدر بيه مايقع الا الشاطر
ضحك بدر في أثر ابنه الذي طار الي المنزل بلهفه ماان وصل له مرسال امه ان عائلة سليم بمنزلهم
.........
...
قالت فريده : انا حاسه براسيل لاني بموت في الخيل زيها
ابتسمت راسيل لفريده لتقول حور ; اخيرا لقيت حد زيها
دي قلقانه عليها من امبارح ولا كأنها بنتها
; واكتر يامدام حور
: لا مدام ايه... حور بس
قالت فريده بود : يبقي انا كمان فريده بس،
قالت راسيل : ينفع اشوف حوريه
: طبعا ياحبيتي تعالي اتفضلي
دخلت الاسطبل برفقه فريده التي بدأت تريها احصنتها لتنال إعجاب راسيل ويجمع حب الخيل بينهم في حديث طويل .... لتقول فريده اخيرا : انا وحور هنقعد في الجنينه علي ماتطمني علي حوريه براحتك
اومات راسيل التي باشتياق بالغ عانقت فرستها لتربت علي ظهرها : وحشتيني اوي اوي
وقف فارس علي بعد خطوات بينما يتطلع لهذا الشلال الفاحم المتدفق من رأس تلك الفتاه التي كانت تهمس للفرسه وهي تماس عنقها : سلامتك ياحوريه.... ان شاء الله هتخفي وترجعي احسن من الاول.... انتي وحشتيني بس مش هقدر اخدك الا لما تخفي....
حمحم فارس بينما يجاهد للحفاظ على ثباته امام تلك التي اختطفته من اول وهله... استدارت راسيل سريعا لتتطلع اليه بوجهه احمرت تقاسيمه قليلا بينما قال : متقلقيش عليها
نظرت له ليكمل : انا واخد بالي منها كويس... قصدي انا وامي يعني... أصلها... أصلها بتحب الخيل زيك
اومات راسيل بابتسامه ; اه عرفت
اومأ فارس ليقترب خطوة بينما يقول : بتحبي الخيل من زمان
اومات له ليبدا حوار عفوي بينما لأول مرة تجد من يستمع اليها ليندهش كثيرا من نفسه حيث كان أول المعارضين لحديث فريده التي لا يتوقف عن الخيل هي وابيه ليجد نفسه الان اكثر من مرحب بالاستماع الي تلك الفتاه....
تعكزت راسيل قليلا وهي تخرج من الاسطبل باتجاه حور وفريده لتتبعها خطوات فارس
قالت حور : متاسفين مرة تانيه اننا جينا من غير ميعاد
: البيت بيتكم تنورا في اي وقت....
اومات حور بينما احمرت وجنه راسيل حينما قال فارس : واي وقت الانسه راسيل حابه تتطمن علي حوريه تشرف ابعت ليها عواد يجيبها لغايه هنا
: مرسي
قالت فريده بابتسامه لتلك اللمعه بعيون ابنها : فارس مهتم جدا بحوريه متقلقيش
: لا مش قلقانه... الحمد لله ان حضرتك بتحبي الخيل ولحقتيها في الوقت المناسب
قالت فريده بابتسامه : وبدر كمان بيحب الخيل ياراسيل.... تعرفي اصلا اني اتعرفت على بدر بسبب الخيل
نظرت لها راسيل بخجل بينما ضحكت حور : ده واضح انها كانت قصه حب
تنهدت فريده وهزت راسها : ااه كان بيحب الخيل زيي واتقابلنا في سبق
.... نظرت بطرف عيناها الي ابنها وتابعت بمغزي : وواضح ان فارس كمان هيحب الخيل زي ابوه..
ابتسمت فريده بمكر وهي تسأل فارس : انت مش، عاوزها تخف
هز راسه وحمحم قائلا : لا طبعا... بس يعني تاخد وقتها علي ماتخف خالص
ضحكت فريده بينما فهمت نيه ابنها بابقاء الفرس أطول وقت لديهم ليتسنى له مقابله راسيل اكثر حيث خطفت قلبه بالفعل من تلك المرات التي بكل مرة يتعرف عليها أكثر فكم هي شخصيه قويه جميله بالرغم من عنادها
.........
... أوقف فارس سيارته بفناء المنزل ليترجل منها بدر الذي التفت الي ابنه قائلا : مش داخل ولاايه..؟
هز فارس راسه قائلا : هشوف حاجة في الجنينه وراجع
نظر له بدر بابتسامه ماكرة : هي الفرس كل ده لسه تعبانه
قال فارس وهو يتهرب من نظرات ابيه التي تكشف اهتمامه بتلك الفتاه ورغبته بابقاء الفرس أطول وقت ممكن ليراها :
يعني قربت تخف
اومأ بدر قائلا : طيب متتأخرش عشان نتعشى كلنا سوا
اومأ فارس واتجه الي رؤيه الفرسه بينما دخل بدر الي المنزل ......
بكمد جلست فريده تكور قبضه يدها وتضعها علي وجنتها التي احمرت من فرط ضغطها عليها ...
دخل بدر لينظر اليها باستفهام عن جلستها بتلك الطريقه ; فريده مالك..؟
هزت راسها سريعا وهي تغتصب ابتسامه مزيفه ; ابدا مفيش.. حمد الله على السلامة ياحبيبي
ابتسم لها ونظر في ارجاء المنزل قائلا : فين الولاد..... هو سليم لسه مرجعش .. ؟
هزت راسها : لا رجع بس نايم
اومأ لتقول : علي ما تغير هدومك هدخل اشوف العشا
اومأ لها لتسأله : فارس فين..؟
ضحك قائلا : هيكون فين..... في الاسطبل
اغتصبت ابتسامه من بين ثنايا قلبها المتألم ودخلت الي المطبخ لتقوم ابتسام سريعا قائلة : اجهز العشا ياست فريده
اومأت لها لتخونها نظرتها تجاه تلك الفتاه التي جلست الي طاوله المطبخ دون الحركه لتزجرها ابتسام ابنه خالتها قائلة : قومي يامني الست فريده قالت نجهز العشا
اومات مني وقامت بخطي متعثره لتقول فريده : لا... خلاص يا ابتسام..... انا هجهزه
قالت ابتسام : لا ياست فريده متتعبيش نفسك
قالت فريده باصرار : قولت انا هجهزة
تنحت الفتاتان بينما وقفت فريده تعد طعام العشاء...... بعد ان انتهت حملت ابتسام بعض الأطباق حيث غرفه السفره لتقترب مني من فريده تحاول مساعدتها حينما كانت علي وشك حرق يدها وهي تحمل احد الطواجن : ست فريده
ابعدت فريده يدها عنها مزمجرة بحدة : ابعدي وخليكي مكانك
نظرت لها الفتاه برجاء من رد فعلها العنيف لتقول : والله ياست فريده ماليش ذنب....
هنا فقدت فريده السيطرة علي هدوء اعصابها لتقبض علي ذراع الفتاه بعنف هاتفه : اخرسي مش عاوزة اسمع صوتك
قالت الفتاه ببكاء : انا ماليش ذنب.... ده سليم بيه
عضت فريده بقوة علي أسنانها صارخة بصوت عالي نسبيا : قولت اخرسي ..... اخرررررسي مش عاوزة اسمع صوتك وزي ما قولتلك من الصبح مش عاوزة اشوف وشك فاهمه
تركت فريده كل شئ واندفعت الي باب المطبخ لتصطدم بفارس الذي عقد حاجبيه باستفهام لما حدث فأمه ليست من تنفعل هكذا مع احد
ليقول برفق وهو يمسك بها قبل ان تقع : ماما انتي كويسه
اومات وهي تتظاهر بأن كل شئ علي مايرام خاصه امام بدر
........رفع سليم عيناه من فوق حاسوبه حينما دخل فارس اليه ليقول فارس بدون مقدمات : عملت ايه..؟
عقد سليم حاجبيها بعدم فهم : عملت ايه في ايه..؟
زمجر فارس بغضب قلما يظهر عليه فهو شخصيه رزينه هادئه : سلييبيم
.... انطق عملت ايه لماما..؟
زم سليم شفتيه دون قول شئ ليميل عليه فارس مزمجرا : انطق
........
....
هتفت راسيل بانفعال : يووه ياماما مش هنخلص من الموضوع ده
هزت حور راسها قائلة : لا...
قالت راسيل بعناد ; وانا كمان لا.... لا... لا ياماما مش موافقه
هتفت حور راسيل بحزم : اتكلمي معايا بصوت واطي ومتنسيش اني امك
قالت راسيل بقليل من العصبيه : حضرتك اللي متنسيش انك امي يعني مصلحتي تهمك
: وانا بتكلم عشان مصلحتك..... ايه مشكله زياد ابن خالك
قالت راسيل بعصبيه : مفيش فيه اي مشكله بس انا مش قبلاه زوج هو زي اخويا وبس نظرت الي امها بعدم تصديق وتابعت : وبعدين انا مش متخيله اصلا ياماما انك اتكلمتي مع خالو في حاجة زي دي
احمرت وجنه حور لتوميء لها راسيل برفض : ايوة يامامي انا سمعتك وانتي بتقوليله يجوز ابنه ليا
انفلتت أعصاب راسيل لتكمل باندفاع : هو اللي حصل معاكي زمان هتعمليه معايا...هتلعبي بيا زي مالعبوا بيكي..
انفلتت أعصاب حور لتصيح : اخرسي
وضعت راسيل يدها علي وجهها حينما ارتفعت يد حور التي سرعان ماسحبتها دون أن تكمل مادفعها اليه كلمات ابنتها
لتركض راسيل الي غرفتها تسبقها دموعها فتلك اول مرة ترفع امها يدها عليها حتي وان لم تضربها الا انها جرحتها ...
........
تلفتت راسيل حولها قبل ان تتحرك بخفه من خلف حارس البوابه وتركض وهي تضع حقيبتها الصغيرة فوق ظهرها
....... ثارت ثورتها وباندفاع شابه عنيده مثلها لم تتحمل ضغط امها عليها ....!
........
....
رفعت فريده عيناها تجاه تلك القبله الحنونه التي تلقتها علي راسها لتجد ابنها فارس
واقف خلفها ويضع يده فوق كتفها بحنان ناظرا لها تلك النظرة التي اخبرتها انه يشعر بوجعها
حاولت إخفاء دموعها وهي تقول :فارس حبيبي ايه اللي مصحيك دلوقتى
جلست بجوارها يتطلع الي ملامح وجهها الحزين قائلا بدون تفكير : متخافيش
نظرت له ليقول بحنان ورفق : عارف انه زعلك بس متخافيش مش هيكررها تاني
انفلتت دموعها كما انفلتت ذلك البركان من صدرها ; خايفه يطلع زي ابوه
وضع يده فوق يدها قائلا ; متخافيش... هيطلع شبهه ابوه بدر
نظرت له ليكمل : انا اتكلمت مع سليم وهو عرف غلطه لما حاول يقرب من البنت دي بس صدقيني ياماما هو حلف ان مالوش اي نيه وحشه.... هو شاب والبنت حلوة ولفتت نظرة.... طبعا انا مش، ببرر له انا بس بقولك انه مكانش بيفكر كويس لما قرب من الشغاله ووعدني انه مش هيكررها تاني
قالت فريده ; انا معنديش مانع يافارس ولو كانت شغاله وبيحبها اجوزهاله..... بس يعمل كده.... اغمضت عيناها وهذا المشهد الذي ذكرها بهاشم لايتوقف عن التردد بمخيلتها حينما رأت سليم ابنها يتقرب من تلك الفتاه
ربت فارس علي يدها قائلا : متخافيش ياأمي
انا فهمته غلطه وهو مش هيكررها.. وبكرة الصبح هاخد البنت اشغلها عند حد تاني عشان حرام عيشها ميتقطعش
تطلعت فريده اليه قبل ان تقول بحنان ; تعرف انك شبه ابوك اوي يافارس
ابتسم لها قائلا : بتحبيه ياديدا
قالت بجون تفكير ; بدر دنيتي كلها
اومأ بابتسامه واسعه : حيث كده يبقي تطلعي لدنيتك قبل مايصحي لما يحس بغيابك
اومات له ليقول بحنان ورجوله : نامي واطمني انا جنب سليم في كل خطوة
........
.. صعدت فريده ليسحب فارس نفس، مطولا قبل ان يسير بخطي بطيئه في ارجاء الحديقه ويداه مشبكه خلف ظهره
..... عقد حاجبيه حينما اقترب من البوابه بينما استمع لهذا الصوت الاتي من ذلك الشق الصغير المفتوح بوسط البوابه الحديديه حيث وقف عواد يتحدث مع احد من الخارج
قال عواد وهو يتثاءب : ياست لازم أبلغ بدر بيه الاول وبدر بيه نايم... استني للصبح
قالت راسيل : انت عارف انها الفرسه بتاعتي
...... اتجه فارس، ناحيه البوابه : في ايه ياعواد
التفت اليه عواد قائلا : الست بنت سليم بيه الهاشمي جايه تاخد الفرس بتاعها
اومأ فارس بعدم استيعاب ليشير الي عواد ليتنحي جانبا وهو يقول : افتح البوابه ياعواد
اومأ عواد وسرعان ما فتح البوابه ليجد فارس راسيل التي قالت وهي تفرك يدها : لو سمحت عاوزة اخد الفرس بتاعتي
هتف بعدم فهم فماذا اتي بها بمثل هذا الوقت وحدها : دلوقتي
ابتلعت وهي تقول باقتضاب : اه لو سمحت
: في حاجة حصلت
هزت راسها مردده : لا بس اعتقد انها بقت كويسه وانا عاوزة اخدها
حاول فهم شئ فلماذا هي وحدها بمثل هذا الوقت ; طيب اتفضلي تعالي شوفيها الاول بعدين نشوف ينفع تاخديها ولا لا
بلهفه وضعت راسيل يدها علي فرستها وصديقتها منذ أن كانت في العاشرة لتنظر لها بعيونها تخبرها بحزنها وهي تحتضن رأسها
لم يرتاح فارس ابدا لما يحدث وفهم ان هناك شئ ما....
قال فارس : الصبح هبعتلك حد بالفرس
هزت راسها باقتضاب : لا متشكرة متتعبش نفسك انا هاخدها
امتطت راسيل الفرس ليقول فارس : هترجعي بيها لوحدك
اومات له ليهز راسه : بس انا مينفعش اسيبك لوحدك في وقت زي ده.... اصلا سليم بيه ازاي وافق تخرجي لغايه هنا لوحدك
قالت راسيل باقتضاب وهي تتهرب من تلك الاسئله : انا متشكرة اوي
وكزت الفريسه بجانب قدمها لتركض بينما استغرق قارس لحظة قبل ان يمتطي احد احصنه ابيه ويركض به خلفها
...........
...
بكت حور بقهر وهي تلقي نفسها في حضن رسلان... بنتي ضاعت ياعمي.... بنتي ضاعت...!
زمجر سليم بها بغضب شديد : بطلي عياط وقوليلي ايه اللي حصل
تابعت بكاءها بينما نظر له رسلان قائلا : اهدي ياسليم خلينا نفهم
صاح سليم بهياج شديد فقد حذرها من قبل الا تضغط علي ابنتها بتلك الطريقه وهاهو حدث مايخشاه...!
بن ينتظر طويلا بينما دخل فهد مسرعا وهو يقول : مش في الاسطبل
صاح سليم : هات كل الرجاله وخليهم يقلبوا البلد يدوروا عليها في كل شبر
اومأ فهد بينما تحرك سليم بخطوات غاضبه لتمسك حور بيده برجاء : هاتلى بنتي ياسليم... هاتلى بنتي
وبخها سليم بسخط مغالب شفقته علي دموعها : كانت في حضنك وانتي ضيعتيها
.........
.... جذبت راسيل لجام الفرس سريعا بينما سبقها فارس بحصانه القوي ووقف امامها لتصيح به ; ممكن افهم انت جاي ورايا ليه.؟
قال فارس وهو يقترب بخطوات فرسه الواثقه بجراه وينزل منه ممسك بلجام فرسها قائلا : انا اللي عاوز افهم انتي رايحه فين في وقت زي ده.... انتي هربتي من أهلك...؟!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
......... الجزء الثالي من المشهد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك