تنهدت ونظرت له برجاء لعله يستمع لها :ممكن تسمعني
: لا اللي عندي قلته.... هتفضلي هنا لغايه مااقرر العكس
: وهتقرر امتي.. ؟ مش،من حقك تربط مصيري وحياتي بظهور واحد ندل عمره ما هيظهر
: ولما انتي عارفه كدة دافعتي عنه ليه وخلتيه
يهرب
قالت بمراره : عشان غبيه بتخدع في الناس
كنت فاكراه هيخلصنا كلنا
نظر لها بتهكم : هو فعلا خلاصك في ايده... انتي هنا لغايه مايظهر
نظرت له ليتبادل معها النظرات التي تخبرها انها امام جبل لن يهتز ولن يغير قراره....!!
ضاق صدرها وتنفست بصوت مسموع فهي لاتستطيع ابدا ان تعود الي هذا السجن... لاتستطيع ان تترك أباها وكل هذا دون ذنب
لتقول بضياع ممزوج بيأس منه أن يتراجع عن قراره بتجميد حياتها رهنا بوصوله ليوسف : ولو مظهرش... ؟
احتدت نظراته لمانطقت به.... لا يظهر..؟! ويظل ثأر اخته نار تكوي صدره كل لحظة وليس فقط كل يوم... ان مانطقت به بعيد عن أي منطق او تفكير فهو سيصل اليه ولو اضطر للنزول لسابع ارض
نظرت الي صمته المشتعل وكررتها باصرار اكبر ; لو مظهرش.... هتفضل حابسني.. ؟
سألها كذئب ماكر وهو يتطلع الي اصرارها علي اختفاء يوسف الدائم ; وايه اللي مش هيخليه يظهر... اية الارض هتتشق وتبلعه
هزت راسها : معرفش... بس لو كان هيظهر كان ظهر
غلت الدماء في عروقه وبدأت الشكوك تساوره عن معرفتها شئ ليقول بتأكيد مهددا : هيظهر....!! لو في سابع ارض هشقها وهجيبه..... ازدادت نظراته قتامه بينما يكمل بوعيد جحيمي وهو ينظر لها :ووقتها مش هرحمه... هدفعه تمن عملته غالي اوي
نظرت الي مقدار غضبه المشتعل بينما يتوعد ابن عمها..... الذي مهما فعل يظل ابن عمها عمها مصطفي الذي كان اب لها لتتذكر طيبته وحنانه عليها طوال عمرها فينطق لسانها بتردد : مكنش يقصد تموت
وهنا.....!!
انفجر البركان.....!!
بأقل من رمشه عين كان يلتف بكامل جسده ناحيتها ويقبض علي ذراعها بكلتا يديه مزمجرا بغضب مخيف : وانتي عرفتي منين.... ؟
تلجلج لسانها بخوف : قالي مكنش يقصد....
صرخ بها وهو يهزها بعنف غير عابيء بالالم الذى اجتاح جرحها الحديث بسبب عنف حركته : هو ايه اللي مكنش يقصده....الكلب مكنش يقصد يكون سكران ويخبط عربيتها.... مكنش يقصد يسيبها بتموت ويهرب... ابن ال.....ده انا هطلع روحه بأيدي وهعذبه زي مااتعذبت..... هقتله وهرمي جثته للكلاب ومش هيكفيني لحظة ألم خلاها تعيشها.....التهبت نظراته وصارت مرعبه بينما اشتدت يداه حول ذراعها بعنف شديد : ومش بس هو... اي حد له يد في اللي حصل لها
خافت وتألمت ملامحها بينما تابع بتهديد : لو عرفت انك اللي كنتي معاه وقتها مش هرحمك لا انتي ولاحد من عيلتك كلها
حاولت نزع ذراعها منه وهي تقول بخوف :قولتلك مكنتش معاه
دفعها للخلف مزمجرا : امال ميييين.... مييين اللي كانت معاه.. انطقي
قالت بخوف من عصبيته وأنفعاله ; معرفش والله ومااعرف اي حاجة
هتف بحقد ; يبقي متنطقيش كلمه مكنش يقصد دي قدامي تاني بدل مااقطع لسانك
اغروقت عيناها بالدموع من الألم الذي انتاب جسدها بينما تقول بوهن غلب عليها : حرام عليك كفايه بقي... انا ماليش ذنب
انفلتت اعصابه من عقالها ليهتف بغضب ظاهري ولكن بداخله كان قهر ووجع ; وندي مكانش لها ذنب... مكانش ليها اي ذنب انها تموت بالطريقه دي علي ايد حيوان مستهتر غص حلقها وبالرغم من كل مافعله الا ان تلك الكلمات لامست قلبها فهو محق لم يكن هناك ذنب لتلك الفتاه ان تموت بتلك الطريقه ولكنه قدرها وعمرها واخيها يرفض قبول هذا...!
تابع بغضب شديد ووعيد : تمن دم اختي كلكم هتدفعوه لغايه مايقع في ايدي ابن ال.... الظالم والمظلوم هيدفعوا التمن لغايه مايظهر المجرم الحقيقي... انتي... ابوكي... عمك غيره وغيره مش اغلي عندي من شعرايه واحده منها
وفري دموعك وواوعي تفكري ان في حاجة في الدنيا هتخليني ارجع في كلامي...
امسكت بدموعها داخل اهدابها الكثيفه وهي تستمع لكلامه الذي يقطر ظلما وجبروت لتزيح مابقي من دموعها من فوق خدها بظهر يدها قائلة بكبرياء: متهددنيش
غالب تأنيب ضميره لرؤيه حالتها وهو يقول بجمود : انا مبهددش انا بنفذ كلامي...
تركها ونزل من السيارة مناديا بصوته
الجهوري : حسااااان
اسرع حسان اليه ليقول بنبره أمره : خدها
نظرت اليه بيأس والي حسان الذي تسألت نظراته الي اين يأخذها تحديدا... هل لتلك الغرفه مجددا ام للاهتمام بأبن اخته
ليقول باقتضاب ; رجعها مكان ماكانت لغايه ماتخف
هل بعد كل مافعله يتصدق عليها بالرحمه.... لا... لن تبقي ابدا أسيره وكل لحظة تبقي بها بأسره تضيع من حياه ابيها
فتحت باب السيارة ونزلت سريعا باتجاهه : لا لا.... كفايه بقي ظلم انا مش هروح في اي مكان الا بيتي.....
حاول حسان الإمساك بذراعها لتدفعه وتصرخ رافضه ; قلت مش هروح اي حته.. سيبني بقي حرام عليك
كان قد سار بضع خطوات متجاهل صراخها الذي تعالي ليتجمع بعض الحرس علي صوتها يتطلعون اليها والي عثمان بترقب لرد فعله بينما اكملت ; انت ايييه مفيش عندك رحمه بقولك ابويا بيموت.... سيبني ارجع بيتي واعتبرني مربيه لأدم وانا هكون هنا كل يوم اهتم بيه
قال بتهكم ; وبعد مايتعلق بيكي تسيبيه
هزت راسها بعيون راجيه : مش هسيبه
رفع حاجبه ساخرا : والضمان.... ؟!!
نظرت اليه لاتعرف اي ضمان تستطيع تقديمه له واي ضمان بالأساس يطلب لتزداد نظراته سخريه بينما تابع ; فاكره انك هتمسكيني من ايدي اللي بتوجعني عشان ادم....
عقدت حاجبيها من تفكيره المعقد لتهز راسها : لا.. انا
نظر لها بغرور قائلا : انتي اية.... انتي ولاحاجة.. مش محتاجين خدماتك
احتقن وجهال بالغضب فكيف يكون بذلك الغرور الزائف وكأنه مالك الكون..... أشار لحسان ليأخذها واستدار يتابع طريقه
فدفعت ليلي يد حسان بعيدا عنها وقاومته حينما أراد سحبها للسيارة....صارخه باصرار قلت مش هروح مكان غير بيتي.... سبيني ياحيوان
زمجر حسان وهو يحاول الإمساك بذراعيها لتدفعه بعيدا عنها وبجرأه تسحب ذلك السلاح من حزامه وترفعه بوجهه مهدده : متلمسنيش ياحيوان بدل مااقتلك انت واللي مشغلك
توقف حسان مكانه وتجمد الجميع مكانهم رافعين سلاحهم متأهبين بينما التفت عثمان لها ببطء يتطلع اليها لتسدد ليلي السلاح ناحيته قائلة : هقتلك لو مقلتش ليهم يسيبوني
تأهب رجاله باسلحتهم ليشير لهم بانزال الاسلحه بينما تقدم منها بضع خطوات بارده غير عابيء بالسلاح المسدد اليه ليقف امامها تماما قائلا بجمود : عثمان الباشا مبيرجعش في كلمه قالها
نظرت له واهتزت نظراتها اما نظراته دون ارادتها فهي امام جبروت فولاذي قد حكم عليها بالاسر ولن يتراجع
ارتفع جانب شفيته بابتسامه متهكمه وعيناه لاتفارق النظر لعيونها التي اشتعلت غاباتها الخضراء بالنيران الثائرة لتكون اول من يقف امامه يوما بتلك الجرأه ليقول بتحدي وهو يقف امامها مباشره ; اضربي مستنيه ايه....
ظلت مكانها ودون ارادتها اهتزت يدها التي تحمل السلاح الثقيل لاتستطيع فعلها فهي فقط تهدد بقهر وهو ليس ممن يخافون التهديد...!
دون ادني مجهود كان يأخذ السلاح من يدها قائلا باستخفاف : سيببه من ايدك بدل ماتتعوري ياشاطره
لمعت دموع القهر بعيونها التي رشقته بنظراتها الغاضبه ليقابلها ببرود جليدي بينما أشار بطرف عيناه لحسان لتنفيذ ماقاله وبالفعل دقائق وكانت تعود مجددا لأسرها ...!! .. تعود وبداخلها نمره مجروحه هزمها جبروته وقوته.. ذلك القاسي الذي لاتفلح معه توسلات او حتي تهديدات
لاشئ يسير الا وفقا لارادته .....!
...................
نظرت لها نجوي بشفقه علي شحوبها الذي يزداد كل لحظة ..... يومان دون أن تاكل او تأخذ الدواء وهي لاتستطيع اجبارها اكثر فحتى السيرم المغذي كانت تنتزعه من ذراعها غير عابئه بوجعها او بذراعها الذي انجرح من كثره مانزعته
.........!! لتقف امامها عاجزه
كما هو حال ليلي التي وقفت عاجزة امام جبروته بعد اصدار حكمه الظالم عليها وكان كل ذنبها انها وقعت بطريقه...!
نظرت ليلي الي حسان الذي قال باقتضاب : تعالي معايا
نظرت له بعيون شرسه فهي ليست لعبه بيدهم يحركونها كما يشاءون :هتاخدني فين.. ؟
قاد السيارة دون قول شئ متجاهل ثورتها وغضبها وحتي بكاؤها الصامت حتي وصل الي الوجهه التي أمره بها عثمان بعد مااخبرته الممرضه بمافعلته وما سيترتب عليه أن ظلت بتلك الحاله...!
......!!
نزل مصطفي من سيارته متوجهها الي منزل صديقه علام ليدخل بخطي متخاذله
: ايه يامصطفي طمني مهدي عامل ايه دلوقتي... ؟
هز راسه قائلا : اهو زي ماهو مفيش جديد
عقد علام حاجبيه قائلا : طيب وبعدين يامصطفي انت هتفضل كدة.. ؟
هز مصطفي كتفه قائلا : مش عارف اعمل ايه ياعلام.... كل مهدي ما يفوق يسأل علي ليلي
وببقي مش عارف اقوله ايه..؟
جلس متهالكا علي الاريكة قائلا : اقوله بنتك اتخطفت بسبب ابني وياعالم ايه اللي حصل لها
هز راسه وتابع بأسي : هيموت لو عرف حاجة زي دي
ربت علام علي كتف صديقه قائلا : متقولش كدة... ان شاء الله ليلي ترجع
: ترجع ازاي بس.... الراجل واصل وعنده نفوذ ده حتي البوليس مقدرش يدخل بيته والغلبانه مرة واحدة بس اتصلت بيا ومن ساعتها مسمعتش صوتها... قلبي بيتقطع عليها مشافتش يوم حلو..... منك لله يايوسف
: وهو يوسف ذنبه ايه..؟ الراجل كان هيقتله
قال مصطفى بحياديه : وهي دافعت عنه تكون دي جزاتها.. كان أول ماهرب راح بلغ عن كل الي حصل.... محامي كبير كان هيطلعه منها ولا اول ولااخر حادثه ولو غلطان يدفع تمن غلطته إنما يسيب امه وبنت عمه في ايد الراجل ده ويقول يلا نفسي يبقي يستاهل اللي يجراله.... انا مخلفتش راجل ياعلام....!
..........
: مديحه
التفتت مديحه التي كانت بالسوبر ماركت تتبضع لتلك المرأه جارتها قائلة : سوسن ازيك.. ؟
: انتي اللى عامله ايه يامديحه.... فينك مش باينه
تنهدت مديحه قائلة : اهو في الدنيا.. ؟
عقدت سوسن حاجبيها قائلة : مالك يامديحه هو صحيح اللي سمعته
نظرت الي سوسن تسألها بتوجس ; سمعتي ايه...؟
قالت سوسن بتعلثم : ان يعني... يوسف وليلى يعني اتجوزو و.... و..
شهقت ; يوسف اتجوز مين... ؟! ايه الكلام ده
: مش انا الي بقول... الناس اللي مش بتسيب حد في حاله قاله انه هرب واتجوزها عشان
انت رافضه جوازهم
هزت راسها بشده : لا طبعا ابني مش هربان..
: امال ايه الي حصل.؟ وليه ليلي ويوسف وحتى مصطفي، مش، باينين
قالت مديحه بكذب : مفيش اي حاجة من دي.... يوسف سافر
نظرت لها سوسن بشك لتتابع بتأكيد : اه سافر يشتغل برا وابوه زعلان ومتأثر علي سفره وقاعد مع واحد صاحبه كام يوم يغير جو
نظرت لها المرأه بعدم تصديق لتسالها : وليلي؟
قالت مديحه : ولااعرف عنها حاجة وحتي ابني سابها قبل مايسافر
شهقت المرأه : سابها...!! سابها ازاي
لوت مديحه شفتيها : زي الناس ياسوسن... هي من الاول مكناتش لايقه لابني
: وراحت فين
; وانا اعرف منين..؟
: ازاي بقي
: زي مابقولك.... اخدت شبكه ابني ومشفتش وشها من ساعتها
لوت شفتيها وتابعت بظلم وافتراء :اهو تلاقيها شافت لها شوفه تانيه
هزت سوسن راسها باستنكار : شوفه ايه أخص عليكي يامديحه دي ليلي تعتبر زي بنتك وحق ربنا مشفناش منها حاجة وحشة ولا من امها الله يرحمها
قالت مديحه بمغزي : امال راحت فين.. ؟!
: يامديحه مش جايز حصل لها حاجة انتو ازاي تسيبوها
زفرت من دفاع سوسن عن تلك الفتاه لتقول ; وهنعمل لها ايه... ده عمها مسابش مكان مدورش، عليها فيه وحتي ابوها سايباه مرمي في المستشفي
فتحت سوسن فمها لتتحدث ولكنها صمتت وهي تقول بدهشه : هي مش دي ليلي. ؟
أدارت مديحه راسها بسرعه حيث اشارت سوسن لتري ليلي تنزل من تلك السيارة السوداء الانيقه : فين... ؟
: اهي اللي نازله من العربيه اللي هناك..؟
قالت بتهكم اسود : اهوو شفتي ياسوسن نازله من عربيه راجل غريب قدام البيت ببجاحه وتقوليلي مشفتش حاجة وحشه
قالت المرأه بدفاع : تعالي نشوف في ايه الاول وبعدين نحكم.. ؟
قالت مديحه بسرعه : لا خليكي انتي انا هشوف
: طيب اطمن عليها
: انا هطمنك ياسوسن
اسرعت مديحه تنتوي لليلي ولكنها سرعان ماتجمدت مكانها حينما رأت حسان من كان بالسيارة لتتواري سريعا عن مرمي بصره وتنتظر ان يغادر
لم تصدق ليلي نفسها حينما أوقف حسان السيارة امام باب منزلها لتنظر له بتساؤل ولكنه قال باقتضاب : انزلي.....
نظر لها وتابع بمغزي ; مش كنتي عاوزة ترجعي بيتك.... ولاتحبي ترجعي مكان ماكنتي
قالت بعدم تصديق :انت..... انتوا... انتوا خلاص هتسيبوني
رفع حاجبه مرددا : اول مرة الباشا يرجع في كلامه... اشكري ربنا وياريت متطلعيش في سكته مره تانيه
نظرت له لحظة قبل ان يشير لها أن تنزل فتسرع ليلي تغادر السيارة ومنها الي منزلها الذي واخيرا عادت اليه.....!
لم تصدق فعليا انهم تركوها لتصعد الي منزلها بقلب مرتجف ولسان ينطق بالشكر لربها ...!!
...........
; وبعدين ياطارق هتسيب حفيدك
نظر لها طارق بكمد لتتابع فاتن : لازم نرفع قضيه وناخد حفيدنا من عيله الباشا.... ده لحمنا ودمنا مش، هنسيبه ليهم
احتقن وجهه طارق وانفجر بعد طول صمت حاولت فيه فاتن لأيام دفعه لأخذ ادم من عثمان : ومن امتي ادم لحمك ودمك... مش ده ابن مدحت اللي عمرك ماحبتيه.. مش ده اللي خلتيني ارميه وعمرك ماحنيتي عليه بعد موت امه دلوقتي افتكرتيه ولا هو الورث...!
ارتجفت نظراتها لتقول بتعلثم : ورث ايه ياطارق انا برضه
: ايوة انتي يافاتن... ولا فاكراني مش فاهمك الولد احلو في عينك لما ابوه مات وعاوزاه عشان تورثي... بس لا مش هسمحلك ولا هعمل في حفيدي اللي عملتيه في ابوه
ادم عاوز يعيش معايا هيعيش فوق دماغي..... عاوز يفضل في بيت اهل امه اللي متربي وسطهم مش هحرمه منهم كفايه انه اتحرم من أمه وابوه واوعي تفكري اني هصدق انك هتبقي احن عليه من اخوات امه اللي مش بيتحملوا عليه الهوا
نظرت له بغل : بقي كل ده شايله في قلبك ليا وساكت ياطارق ولا ابن سميرة... اغلي عندك من ولادي طول عمره
هتف بقهر وهو يضع يداه علي قلبه ; واهو عمره خلص وريحك منه خالص..... ارتاحي يافاتن بقي وسيبي مدحت في حاله عند ربه
وارتاحي اكتر واتاكدي ان الورث اللي بتحملي بيه مستحيل توصلي له ابني كان دكتور بمرتبه.. الفيلا والعربيه والمستشفى بتوع عيله مراته.... عاش ياحبيبي بيحاول يكون بكرامته قدامهم ومياخدش مليم منهم بلاش تشوهي صورته وتحاولي تستغلي موته بحدة ابنه
ازدادت نبضات قلبه واحتقن وجهه امام انفغاله الشديد ليضع يده علي قلبه متألم قبل ان يتهاوي علي الارض
هرعت مي من غرفتها حيث كانت تستمع من خلف الباب لمشاجرة امها وابيها : بابا.. بااابا
قالت فاتن : اطلبي الدكتور بسرعه وشوفي اخوكي فين.. ؟
.........!
نظرت المربيه الجديده ندي الي ادم ثم الي هدي بقله حيله ; برضه مش عاوز ياكل يامدام هدي
هتفت هدي :حاولي يابنتي معاه...
: ولد عنيد اوي
اقتربت هدي من ادم لتقول بحنان ; ادم حبيبي كل لقمه واحده وتعالي نلعب
: مش عاوز... ليلى فين.. ؟
تنهدت ولم تجد مفر من أخبار احد وعثمان ليس بخيار متاح فهي ليست بحمل عصبيته لذا اتجهت الي عمار..!
الذي هز راسه بقله حيله وهو يجاهد مع هذا الصغير ككل يوم فقط لابتلاع لقمه صغيره تسد رمقه...!
..........
فتحت ليلي الباب لتجد مديحه امامها تطالعها بنظراتها الفضوليه
:خير
قالت مديحه بتهكم ; كل خير ياهانم.... كنتي فين كل ده
نظرت لها ليلي بسخريه : علي اساس مش عارفه كنت فين
: لا عارفه بس جيتي ازاي... كنت فاكرة خلصت منك وخلصوا عليكى
قالت ليلي ببرود : اهو ربنا خلف ظنك
توجست مديحه بخوف علي ابنها : وعملتي ايه عشان يسيبوكي..... اوعي تكوني قلتي مكان يوسف
طالعتها ليلي بسخريه ; وهو انا اعرف مكانه...!
هتفت مديحه بحده : بنت انتي بطلي لف ودوران وقولي سابوكي ازاي وليه الراجل وصلك لغايه هنا.... اقطع دراعي اما كنتي وصلتيهم ليوسف
قالت ليلي بشراسه : وهو انا ندله ولا قليله الأصل زيك انتي وابنك....
نظرت لها مديحه بغل لتقول ليلي :من هنا ورايح مالكيش دعوه بيا كفايه اللي حصلي بسببك انتي وابنك.... فاهمه
صفقت الباب بوجهها وعادت للداخل لتخلع ملابسها وتتدخل لأخذ دوش تزيل به كل مامر عليها وياليت الماء قادره علي ازاله كل شئ من ألم ووجع واهانه وقهر تعرضت له..... ولكنها ممتنه... ممتنه كالعاده وراضيه فهاهي خرجت من تلك المحنه بسلام.. ستنسي كل مامضى عليها وتتابع حياتها... مررت يدها ببطء على هذا الجرح الذي توسط بطنها لتزداد وتيره انهمار دموعها الصامته وتهز راسها لنفسها بأنها ستنسي نعم ستنسي فليس امامها طريق للماضي قدما الا النسيان نسيان همهما ووجعها فليس لديها من تستطيع مشاركته همومها.. ليس لديها الاابيها ومن أجله ستقف علي قدمها
.......
.. بقلم رونا فؤاد
قال عثمان باقتضاب دون أن يرفع عيناه عن الأوراق التي امامه ; نفذت اللي قلت عليه
اومأ له ; تمام ياباشا رجعتها بيتها
; عرفت حاجة جديدة
: ابدا ياباشا.... ابوه زي ماهو عند صاحبه بتاع الماكس والوليه امه مش بتخرج من البيت ومحاولتش تشوفه وصحابه ومعارفه عنينا عليهم
ضرب المكتب بقبضته لتهتز نظرات حسان بينما صاح بغضب ; تقصد الارض انشقت وبلعته
: ابدا ياباشا بس
قاطعه بعصبيه شديده : بس ايه ياحسان.... الظاهر مبقتش اد شغلانتك
قال حسان : ياباشا اديني وقت
هتف بعصبيه : اخدت وقت كتير ياحسان
لو موصلتش للواد ده مش عاوز اشوف وشك تاني
: انا راجلك ياباشا
قال بسخريه ; راجل زي قلتك عشان مش عارف توصل لصرصار زيه
: ياباشا الواد حويط اوي حتي امه وابوه مش فارقين معاه ده غير البت خطيبته سابها لينا زي ماانت شايف
; انت هترغي ياحسان.. اتصرف شوف اي سكه توصلك له
: هنوصله ياباشا ..... هو اكيد مستخبي ومستني الدنيا تهدي...وانا بطمنه لغايه ماهو بس يطلع رأسه من الحفره اللي هو فيها وهجيبه تحت رجلك
اومأ له ليقول باقتضاب : سامح اخباره ايه..؟
هز حسان راسه ; زي ماهو
اشاح بوجهه ; ومراته وابنه.؟
;في عنينا ياباشا.
دخل عمار الي مكتب أخيه بوجهه مكفهر ليقول عثمان لحسان : طيب روح انت
التفت الي أخيه :في ايه ياعمار.؟
زفر عمار قائلا : هنعمل ايه مع ادم... هتسيبه مفلوق من العياط من اول مايصحي لغايه ماينام.... فين البنت
احتدت ملامح عثمان من ذكر تلك الفتاه التي كانت الاولي التي تتحداه والاولي التي تواجهه بل والابشع انها الاولي التي يحتاج اليها وهو من لو كان آخر نفس له معلق بيد امرأه لايطلبه ولكن الان الأمر متعلق بصغيره .....!
عثمان بسألك فين البنت..؟
هدر بحدة : في داهيه مالك.. ومالها..؟
قال عمار بانفعال : هيكون مالي ومالها.... ادم عاوزها... مش،بيسأل غير عنها
هتف بحدة رافض ان يري كلام أخيه عن كون القدر وضع الفتاه امامه وجعل ادم دون عن سائر الجميع يتعلق بها : يعني ايه عاوزها...... ايييه من غيرها الدنيا هتتهد ومين دي اصلا عشان يسأل عنها.... شوف اي زفته تانيه تاخد بالها منه..... هات عشر مربيات ياعمار... اتصرف
سحب عمار نفس عميق يري ثوره أخيه لمجرد سؤاله عن تلك الفتاه ماهي الامحاربه لضميره الرافض الاعتراف انه ظلم تلك الفتاه : ماشي ياعثمان
...... تركه وخرج ليزيح عثمان ماعلى مكتبه بغضب... غضب من كل شئ وأولها انه رضخ لارادتها وتركها مخالف كلامه ومتراجع عنه لأول مرة..... كور قبضته بغضب فهي بالرغم من ضعفها وقله حيلتها امامه الا انها استطاعت جعله يغير قراره حينما توقفت عن تناول الأكل تاركه نفسها للموت..... عذبه ضميره دون ارادته وقض مضجعه متذكر كل ما حدث ليتركها...... يتركها لأنها كانت أول من جعله يتذكر وجود ضمير او احساس بداخله...احساي بالذنب او الشفقه او حتي تلك الصورة لتحديها له... أحاسيس لأول مرة يشعر بها وكانت علي يد نوع لايكره في حياته شئ مثلما يكرهه وجوده.... النساء...!!
...........
جلس وليد واسند ظهره للخلف قائلا :والله يااسامه باشا الموضوع كله غريب
مفيش اي حاجة تربط البنت دي او اي حد من عيلتها بواحد زي عثمان الباشا ولا من قريب ولا من بعيد
عقد اسامه حاجبه بتساؤل : يعني هيخطفها كدة من غير سبب.. ؟
: وانت ايه اللي ماكد لك انه خطفها.... مجرد اتهام عمها له مش دليل
: معاك بس احساسي بيقولي عنها مش كداب وموضوع كسره الكمين ورفضه ان حد يفتش بيته بياكد الاحساس ده ليا
: معاك ان في شويه شك بس برضه تفتكر هيخطفها ليه...
: يكون بيحبها مثلا ولا عاوز ينتقم من أهلها
ضحك وليد قائلا : لا لا يااسامه ده انت مخك راح بعيد اوي.... ان واحد زي عثمان الباشا يحب واحده ويخطفها دى حكايه اغرب من الخيال لأنه اكيد مش محتاج يعمل كدة... اي عيله تتمني واحد زيه لبنتها ثانيا موضوع الانتقام ده معتقدش برضه لان البنت ملهاش حد غير ابوها وده مريض وفي المستشفي وعمها راجل مسالم وفي حاله
تنهد اسامه واستدار بمقعده للنافذه بتفكير ليقول بعدها بحيره : طيب وحادثه اخته ياوليد نعرف ايه عنها
قال وليد ; حادثه بشعه بس مفيش فيها شئ مريب و اتقفلت ضد مجهول.. مجرد اتنين سكرانين اتسببوا ان العربيه تحيد عن الطريق وللأسف اخته وجوزها ماتوا
ضيق عيناه مجددا بتفكير قبل ان يقوم نت مقعده قائلا : فين عنوان البنت دي.؟
سأله وليد بدهشه : بتسأل عن عنوانها ليه.؟
: هات العنوان بس...
....
غلت مديحه وهي تقطع الغرفه ذهابا وايابا بتفكير : ياتري سابك ازاي..... ياخوفي يكون وصل ليوسف عشان كدة ساب البومه دي
زفرت بحده واتجهت مجددا لمنزل ليلى
طرقت مديحه على الباب مجددا بعنف لتفتح ليلي الباب بغضب : عاوزة ايه..؟
: بتطرديني يابنت لبني بقي دي آخره معروف عمك.... ده لولاه كان زمانك انتي وابوكي متوا من الجوع
احتقن وجهه ليلي بالغضب من معايرة تلك المرأه لها ولابيها بتلك الطريقه لترد بشراسه ; لا وانتي الصادقه لولا معروف ابويا كان زمانك انتي اللي ميته من الجوع.... طالعتها باشمئزاز وتابعت ; بس معروف ابويا عمي رده كويس اوي مينفعش اتكلم إنما انتي مش هقول غير منك لله
زجرتها مديحه : بقي بتدعي عليا يابنت لبنى
هتفت ليلي : متجبيش سيرة امي
ويلا اتفضلي
امسكت مديحه ذراعها بقوة مزمجرة ; لا مش ماشيه الا لما اعرف سابك ازاي..... وصل لابني
نظرت لها ليلي بغضب وانتزع ذراعها من يدها : لا بس هيوصله قريب
احتقن وجهه مديحه بالغضب لتدفعها بعنف للخلف : ده بعيد عن أحلامك يابنت لبنى
بعد اغلقت ليلي الباب بعنف خلفها وهي تضع يدها علي جرحها الذي المها وبشده
تعالت الطرقات علي الباب مجددا لتشحن غضبها وتتجه اليه ظنا منها انها مديحه مجددا لتتوقف مكانها ماان رأت ذلك الشاب امامها.... توقف عينا اسامه تلقائيا علي تلك الفتاه ذات الشعر المموج بفعل المياة التي كانت ماتزال عالقه فوقه أثر الاستحمام بينما تعلقت عيناه بعيونها الخضراء الجميله... ابعد عيناه عن عيونها التي تساءلت عمن يكون ليحمحم قائلا : ليلي مهدي
اومأت بدهشه فمت يكون ذلك الشاب ليقول : انا المقدم اسامه المنياوي....
تسمحيلي اتكلم معاكي دقايق
عقدت حاجبيها بدهشه : تتكلم معايا.... خير بخصوص ايه
قال بهدوء : خير طبعا بس اكيد مش هنتكلم علي الباب... اسمحيلي ادخل
قالت بتردد ; بس... بس انا لوحدي
قال بابتسامه هادئة : متقلقيش مش هاخد من وقتك اكتر من دقايق
ترددت قليلا قبل ان تفسح له المجال ليدخل
قائلة : اتفضل
: انا هدخل في الموضوع على طول
نظرت له ليقول بدون مقدمات
: كنتي فين ياانسه ليلي الفترة اللي فاتت
تفاجأت بسؤاله لتقول : نعم
قال بشرح ; عمك كان قدم بلاغ بخطفك وانتي ظهرتي دلوقتي لازم نفهم
نظرت له بتعلثم لا تعرف ماتقوله فقد تفاجأت ليفهم اسامه بحدسه الأمني ان هناك ما تخشاه ليقول مطمئنا ; انسه ليلى اطمني وقولي ليا كل حاجة ومتخافيش
هزت كتفها بتعلثم : وانا هخاف من ايه
قال بمكر مقصود : من عثمان الباشا
فتحت فمها ورفعت عيناها اليه : ها
قال لها بثقه : اكيد عارفه هو مين
هزت راسها بلا ليسالها : يعني متعرفيش مين ده
: لا
:ولا حتي سمعتي الاسم قبل كدة
: لا
عقد حاجبيه قائلا : ازاي..... حد معلوماتي انه كان خاطفك
صمتت لحظة وعي تفكر هل تخبره بكل شئ ام لا لتتذكر ابيها وما قد يحدث له ان أبلغت عن هذا الرجل..... ابتلعت لعابها قائلة : لا مكنتش مخطوفه ضيق عيناه وقد فهم انها تخفي شئ
: امال كنتي فين
قالت بكذب ; عند واحدة صاحبتي اقصد قريبتي
: وتبقي مين قريبتك دي.؟
: ليه.؟
قال اسامه وعيناه علي يدها التي تفركها بتوتر : انا الظابط وانا اللي بسأل
اومات له قائلة : ايوة بس دي حاجة خاصه بيا
هز راسه : لا لازم نتأكد عشان نقفل المحضر
: واحده في القاهرة مش هنا
نظر لها اسامه مطولا يحاول فهم ماتخفيه تلك الفتاه ليقول اخيرا :انسه ليلي لو خايفه من حاجة ثقي فيا
هزت راسها وابعدت عيناها عن عيناه : مش خايفه من حد... وهخاف ليه اصلا
قال بتأكيد : ده اللي بأكده ليكي..... مفيش حاجة تخليكي ولا حد يخليكي تخافي.... انا هضمنلك الحمايه
لولا ابيها ولولا انها رأت مقدار تفوذه وحبروته لكانت اخذت حقها لذا تنهدت قائلة : متشكرة بس انا فعلا مش خايفه
: لو الراجل ده بيهددك... قاطعته قائلة :
قلت لسيادتك اني معرفهوش اصلا.
: ومعنديش فكرة كمان عمك ليه اتهمه هو بالذات
هزت راسها : للأسف لا
اومأ لها بتصديق مزيف ليقول : عموما ده تليفوني فكري في كلامي وانا هستني مكالمتك
اغلقت الباب لتتجه الي فراشها ترتمي فوقه وتغرق في سبات لم يدوم الا ساعه بالرغم من حاجتها الشديده للراحه الا ان الوجع كان أكبر من احتمالها.. قامت ببطء من فراشها تبحث عن أي مسكن ولكنها لم تجد شئ..... لم يكن هناك شئ في المنزل... لا طعام ولا دواء ولا شئ لتسير ليلي بخطي بطيئه وتجلس علي احد تلك المقاعد الخشبيه بشرفه المنزل المطله علي البحر وتنظر امامها بشرود والحزن يخيم علي ملامحها حتي بدأ الفجر بالبزوغ لترفع عيناها الي السماء برجاء
ارتدت ملابسها ونزلت الدرج لتتوقف قليلا امام ننزل عمها تريد رؤيته والاطمئنان عليه ولكنها لاتريد رؤيه مديحه لتتابع خطواتها فهو مؤكد ليس موجود والا لكان صعد اليها بالأمس حينما شعر بعودتها....!!
..............
...
اعدت مديحه قهوتها وهي تتذكر ذلك الشاب الذي نزل من شقه ليلي بالأمس والذي قضت الليله كلها تتساءل عن هويته غير مرتاحه لما حدث بالأمس.... سواء من عودتها او من نزول ذلك الشاب الغريب من منزلها...!
امسكت هاتفها تعبث به وهي تتوعدها قائلة : ماشي يابنت لبني مسيري اعرف مخبيه ايه..؟
بعد عده مرات لم يجيب فيها مصطفي علي مكالمتها كالمعتاد لترسل له رساله انها تريده بامر هام ليقول بضيق : خير.. ؟
قالت بعتاب مزيف ; كده برضه يامصطفي... كل ده مش عاوز ترد عليا
:عاوزة ايه..؟
; عاوزة اطمن عليك .... كان علي وشك إغلاق الخط لتقول سريعا : طالما مش عاوز تكلمني تعالي شوف بنت اخوك وعمايلها
قال بلهفة : ليلي..... هى رجعت
قالت بتهكم وغيظ :ده اللي فارق معاك أغلق الهاتف وأسرع للمنزل
.........
... بقلم رونا فؤاد
طاطأت هند راسها بأسف وهي تقول :
اسقه ياليلي.... بس انتي غبتي فجأه وانا كلمتك كتير وتلفونك كان مقفول فاضطريت اجيب حد غيرك يشتغل..... حاليا انا مش محتاجة أعين حد تاني بس وعد مني لو احتجت حد هتكوني اول واحدة
اومات لها بتفهم لتقول : متشكرة يامدام هند
لتنظر لها هند مجددا بأسف .. قامت ليلي من مكانها : طيب استأذنك انا
اوقفتها هند : استني ياليلي
التفتت لها لتمد يدها لها ببعض الأوراق الماليه قائلة : دول مرتب الايام اللي اشتغلتيها
هزت ليلي راسها بعزة نفس ; لا متشكرة يامدام هند
: يابنتي دول حقك انا مش بديكي حاجة من جيبي... ده تمن شغلك
اومات لها بابتسامه وأخذت الأموال بخجل لتخرج وتسحب نفس عميق قبل ان تتجه لابيها للمشفي لتطمئن عليه وهي تفكر جديا بأنها يجب ان تنفذ قرارها ببيع الشقه لتحل مشاكلهم الماليه خاصه بعدما أخبرها الطبيب بأن حاله ابيها بحاجة لعمليه قريبا وهي بحاجة للمال....
....
بتردد كبير وقفت مكانها قبل ان تشير الي ذلك التاكسي وتمليه العنوان وهي تفكر انها ستفعلها علي اي حال.... ليس من أجل اي شئ إلا عيون ذلك الصغير الذي طالما هون عليها ماكان يحدث لها....
عقد الحارس حاجبيه قائلا : نعم
قالت بتعلثم ; كنت عاوزة اشوف ادم
قال الحارس بدهشه : تشوفيه ليه
هزت كتفها باصرار : لو سمحت عاوزة بس اطمن عليه
هز راسه : مقدرش ادخلك الا بأمر من عثمان باشا....
التفتت الي تلك السيارة التي كانت تتجه الي البوابه لترجع خطوة للخلف بينما يفتح الحراس البوابه الكبيره
توقفت السيارة بجوارها تماما لتهدر دقات قلبها بجنون واثقه انها وقعت بقدمها مجددا في بئر ذلك الرجل العميق لتتفاجيء بصوت اخر يتساءل بدهشه :انتي.. ؟!
انزل عمار زجاج سيارته الداكن لتضع ليلي يدها علي قلبها بامتنان فلم يكن ذلك الوحش لتقول برجاء : لو سمحت كنت عاوزة اشوف ادم
اومأ لها قائلا : اه طبعا اتفضلي
نظر له الحارس بشك ليزجرة عمار بنظراته ويقول لها ; اتفضلي تركبي ادخلك لغايه جوه
قالت بوجنه حمراء خجله من لطف ذلك الشاب ; مفيش داعي
عاد باصرار كلامه : اتفضلي
ترجل بخفه من سيارته وأشار لها لتتقدمه قائلا : ادم هيفرح اوي لما يشوفك
ابتسمت له برقه : وانا كمان نفسي اشوفه اوي
اومأ لها لينادي بصوته : هدي..
: نعم ياعمار بيه
: خدي الانسه اوضه ادم
اومات له واتجهت امام ليلي التي قالت برقه : متشكره انك سمحتلي اشوفه
ابتسم لها فمن منهم يشكر الاخر بينما عادت الضحكه لوجهه ادم الذي قفز من مكانه بسعاده ماان رآها : ليلي
احتضنته بحنان : وحشتني اويى
: وانتي كمان.... كنتي فين..؟
ابتسمت له ; كنت في بيتي
: بيتك بعيد اوي كده عشان تتأخري عليا كل ده
ابتسمت له ليقول : طيب ماتجي تعيشي معايا هنا..... بيت خالو كبير اوي
أفلتت ضحكتها الناعمه لتقول بمرح ; لا كله الا بيت خالو.. خليني في بيتي احسن
أفلتت ضحكه عمار هو الاخر لتلتفت اليه فيشير لها بتهذيب ; متأسف بس غصب عني كلامك ضحكني
ضحكت هي الاخري مردده : علي رايك... هم يضحك وهم يبكي
قال عمار بأسف : لا والنبي بلاش عياط... خليكي في ضحكتك الحلوة دي
احمرت وجنتها خجلا لتخفض عيناها سريعا وكذلك فهل عمار الذي قال : هسيبكم مع بعض
: تعالي العب معانا ياعمار
قال عمار بحنان ; بعدين ياحبيب عمار... دلوقتي العب مع ليلى
...........
...
دار عماد حول نفسه بينما قالت مروة بعيون جاحظة ; السواق عايش
اومأ لها بغيظ من ابنته : اه يامروة... عايش
عشان كدة عثمان سكت وقفل الفضيه
ناوي يوصل للي عملها بطريقته
: بس ياحبيبي انت بتقول السواق في غيبوبه
: ومسيرة يفوق ويقول علي كل حاجة...
فركت يدها بتفكير ; وهو يعرف نادين منين.؟
; اهو هيعرفها بأي طريقه......
طرقت علي الطاوله باظافرها تفكر قبل ان تقول : طيب ماتخلص منه
عقد حاجبيه والتفت لها بعدم تصديق : اموته..؟! انتي بتقولي ايه يامروة
: فيها ايه ياعماد... لازم تحمي نفسك
: ايوة يامروة بس مش هقتل واحد مالوش ذنب
: وافرض زي مابتقول فاق وعرف يوصل ليك
قال عماد بحدة : ساعتها عثمان هيخلص عليا
تنهدت قائلة بحقد ; كله من بنتك المستهتره
كانت نادين ادخل من الباب حينما سمعت لكلام مروة لتقول : مين دي اللي مستهترة يازباله
هدر عماد بغضب : نادين الزمي حدك
: مين اللي يلزم حدوده انا ولا حته السكرتيرة بتاعتك
احتدت ملامح مروة لتنظر الي عماد لحظة قبل ان تنظر مجددا الي نادين قائلة بتعالي : ماهي حته السكرتيرة تبقي مرات عماد الراوي كمان ياحلوة
تجمدت نادين مكانها ; انتي بتقولي ايه..؟
نظر لها عماد بغضب لتقول باسف مصطنع : سوري ياحبيبي هي اللي استفزتني
: اه يابنت ال..... بقي انتي اتجوزتي ابويا ياشحاته يازباله
; احترمي نفسك يابت انتي احسنلك
هتف عماد بغضب في كلاهما : اخرسوا انتوا الاتنين... مروة يلا امشي انتي دلوقتي وانتي كنتي فين
قالت نادين بغضب ; هكون فين في الزفت النادي
قالت مروة بتهكم ; نادي ايه في مصيبتك
نظرت لها نادين بوعيد ليقول عماج من بين أسنانه ; مروة قلت امشي يلا
طفرت مروة وسحبت حقيبتها مغادره ليتلفت الي ابنته قائلا : ها عرفتي الفيديو فين
هزت راسها : مش عاوز يقول
تنهد عماد قائلا : يعني مفيش قدامي غير اني
اجوزك لواحد زي ده
قالت ببرود : مش فارقه.... اعمل اي حاجة المهم اخلص من المصيبه دي
..........
...
نظر خالد ومي وفاتن للطبيب الذي قال للأسف جلطه ادت لفقدان النطق
بكت مي : بابا...
............
قبلت ليلي جبين ادم الذي غفا علي ساقها لتضعه بفراشه وتخرج بهدوء من الغرفه
كان عمار جالس بالبهو حينما نزلت ليعتدل واقفا ماان رآها
: ادم نام
ابتسم لها قائلا ; متشكر اوي
بادلته الابتسامه ; على ايه..؟
: انك اهتميتي بأدم
: انا اللي متشكرة انك سمحت ليا بده
ابتسم لها قائلا : تشرفي في اي وقت
اومات له واتجهت الي الباب ليوقفها قائلا : استني هوصلك
هزت راسها ; لا مفيش داعي
: ازاي بقي الوقت اتأخر
: متتعبش نفسك
سحب مفتاح سيارته واتجه الي الخارج قائلا : مفيش اي تعب
استغربت كثيرا كيف يكون شاب لطيف مهذب مثله اه لهذا الوحش الجبار ليختطف عمار نظرة جانبيه لها قبل ان يسالها : تسمحيلي أسألك انتي جيتي ليه بعد كل اللي شفتيه من عثمان
قالت بدون تردد : عشان ادم
اومأ لها : تعرفي انه اتعلق بيكي اوي ومكنش بيبطل سؤال عنك
; وانا كمان حبيته اوي وحسيت انه قريب مني... تنهدت قائلة بشجن : انا زيه اتحرمت من امي وحاسة اوي باحساسه
اومأ لها وغص حلقه قائلا : الله يرحمها ندي سابت فراغ كبير.....
قالت بأسف : الله يرحمها
أوقف سيارته أسفل منزلها لتقول : متشكرة
ابتسم لها قائلا : علي ايه.... انا اللي اسف علي اللي حصل
هزت راسها قائلة بشجن : حصل خير
رفع حاجبه بعدم تصديق لردها ; خير فعلا..؟!
اومات له بقناعتها الشخصيه لتقول : اكيد خير... ربنا دايما بيعمل لينا الخير.... جايز مكنش شايفاه دلوقتي بس مسيري اشوفه انه خير
ابتسم لها قائلا بصدق : منطقك حلو اوي
: ده منطق ربنا
;و نعم بالله
........!
نظرت مديحه من شرفه المنزل لتجد ليلي تنزل من سياره عمار لتقول بشفاه ملتويه :
والله عال....!! جايه مع راجل وراجعه مع راجل تاني
اتجهت الي الباب لتوقف ليلي قائلة : مين ده اللي كنتي معاه
قالت ليلي بغضب : وانتي مالك
هتفت مديحه بصوت عالي ; بنت انتي اتعدلي
فتحت ليلي فمها لتتحدث ولكنه صمتت سريعا ماان رأت عمها يسرع ناحيتها ماان سمع صوتها... ليلى
ارتمت بحضن عمها الدافيء : عمي
قال بحنان وهو يغالب دموعه : حمد الله علي السلامه يابنتي
لوت مديحه شفتيها ; ليه راجعه من الحج.. نظر لها مصطفي شزرا لتتابع : اسأل الهانم مين اللي راجعه معاه في نصاص الليالي
نظر مصطفي لليلي ثم الي مديحه بتحذير ولكنها تابعت : وشوف كمان مين اللي كان عندها امبارح بليل
: مديحه
قالت بحدة : بلا مديحه بلا زفت.... اهي عندك اشبع بيها
نظرت ليلي لعمها الذي صعد برفقتها بتحكي له كل ماحدث ليسالها اخيرا... مقلتيش للظابط ليه.. ؟
: خلاص ياعمي مفيش داعي نعمل مشاكل مع واحد زي ده اكتر من كدة
: ولما هو كدة رحتي بيته ليه
: الولد صعبان عليا ياعمي
: ايوة ياليلي بس اللي عملتيه مينفعش... الراجل ده جايز ياذيكي
:اخوه طيب اوي غيره خالص... ان شاء الله اللي اسمع عثمان ده مش هيعرف اني رحت
وبعدين ياعمي انا بعمل خير وربنا عمره ما هيضيعه
........!
في اليوم التالي تكررت زيارتها لآدم وقد اطمئن عمار ان أخيه ينهي اعماله ولن يعود قبل المساء...!
تراجعت للخلف بضع خطوات ماان تفاجأت بتلك العيون تنظر لها بشراسه وقد تفاجيء بها بمنزله : انتي بتعملي ايه هنا..؟
قالت بخوف وتعلثم : انا... انا
تدخل عمار قائلا بدفاع عنها : جايه تشوف ادم
هتف بسخريه وغضب : جاية تشوف ادم ولا تتجسس وتشوف ايه الاخبار
قال عمار بجبين مقطب من سؤ ظن أخيه : ايه اللي بتقوله ده ياعثمان
أشار لاخيه بحدة : متدخلش انت....التفت اليها هاتفا بانفعال : وانتي بسألك جايه هنا ليه واوعي تقولي لأدم
هزت كتفها ورفعت عيناها تجاهه قائلة بتحدي : بس انا فعلا جايه لآدم
التوب طرف شفاه بسخريه ; علي اساس انك تعرفيه..... احتدت نظراته وامسك ذراعها بقوة مزمجرا ; مالك وماله.... اسمعي يابت انتي الشويتين دول متعملهمش عليا...
نزعت ذراعها من يده وتدخل عمار بحده يبعده عنها مستنكرا ; عثمان ايه اللي بتعمله ده.... ده بدل ماتشكرها انها بتاخد بالها من ادم بعد كل اللي عملته فيها
اشتعلت نظرات عثمان بالغضب لتتراجع ليلي سريعا ناظره لعمار برجاء ان يصمت : انا اسفه اني جيت
زمجر بحدة : متكرريهاش تاني
اومات له وسارت باتجاه الباب ليوقفها صوته الاجش بنبره أمره ; استني عندك
توقفت مكانها والتفتت له لتجده يخرج من جيبه بضع أوراق ماليه قائلا : خدي، دول
نظرت له باستهجان: ايه ده..؟
قالت بعنهجيته التي لا تلائم سواه : تمن خدمتك لادم
نظرت له من أعلى الي أسفل قائلة بغضب :وفرها لنفسك
اغتلت ملامحه ليقول من بين أسنانه : مش عاوز اشوف وشك هنا تاني.. فاهمه
قال عمار بغضب : عثمان انت بتقول ايه
اسرع خلفها ; ليلي استني
اسرعت ليلي تغادر فعاد عمار لاخيه معاتبا ; انت اللي اللي بتعمله ده يااخي... عيب كدة ياعثمان
قال ببرود : انت مش بتقول خدمت ادم... يبقي تاخد تمن خدمتها... محدش له افضال علينا
: مش كل حاجة بالفلوس ياعثمان
انت جرحتها ومعتقدش انها هتجي تاني بعد اللي عملته
: ان شالله ماجت
: بس ادم... قاطعه بغضب :
ادم بيها ومن غيرها هيعيش..... مش محتاج واحدة عشان يكون كويس
: ايوة ياعثمان بس هو حبها وعوضته شويه عن غياب امه
: وبعد مايتعلق بيها هتسيبه وقتها هيعمل ايه
: ليه بتقول كدة..؟
; عشان ده اللي هيحصل......
الستات ملهاش امان.... تهكمت شفتيه ليخفي غضبه الدفين ; اذا كانت امك سابتك هي هتفضل معاه
غامت عينا عمار بالذكريات ليهز راسه قائلا : مش كلهم امك
هتف باصرار : كلهم واحد.....
سامع ياعمار كلهم صنف واحد
نظر له عمار بتعب من راسه اليابس وطبعه الجاف ليكمل عثمان بتحذير : لو البنت دي دخلت هنا تاني حسابك هيكون معايا
تنهد عمار بقله حيله قائلا : وهنقول لأدم ايه... ده انا ماصدقت اتحسن اليومين اللي ليلي جت فيهم
تكورت قبضته بغضب ; االي عندي قلته
: عثمان انت بتعاقب ادم بذنب كرهك للستات
التهبت نظرات عثمان الحاده ليخفض عمار عيناه قائلا بتراجع : اسف.. مقصدش انا بس مش شايف داعي انك تحكم انها متدخلش هنا طالما وجودها في مصلحه ادم
عشان خاطره ياعثمان
نظر له عثمان وزم شفتيه بغضب فهاهو للمرة الثانيه يتراجع عن كلمته بسبب تلك الفتاه...!
............
....
هز مصطفي راسه قائلا : لا ياليلي مش،هتبيعي البيت
: ارجوك ياعمي انت لازم تساعدني اقنع بابا مش، ترفض
: لا يابنتي
قال برجاء : ارجوك ياعني لو بتحبني بجد أقنعه معايا..... ده الحل لكل مشاكلنا
قال مصطفي ; اسمعيني ياليلي.... انا طلبت قرض وان شاء الله هدفع تكاليف العمليه اول ما يتوافق عليه
: لا ياعمي...... كفايه عليك لغايه كدة
: ياليل ابوكي السبب في كل اللي انا فيه واللي بعتله ده ميجيش حاجة في اللي عمله ليا
: ربنا يخليك ليا ياعمي... بس لو سمحت خليني علي راحتي
: انتي اللي لو سمحتي كفايه كلام في الموضوع ده وتعالي ندخل نطمن عليه
........
دون ارادتها تزامن ازدياد حاله ابيها سوء بعدم ذهابا لأدم الذي تأثر كثيرا لغيابها والذي فسره عمار والقي سببه علي مافعله عثمان مع ليلى ذلك اليوم والذي قررت تجاهله لأجل عيونا ادم .....!!
بينما نظرات عثمان كانت تخبره بثقه ان كلامه كان بمحله الا يأمن لامراه فهاهي تركت الطفل بعد تعلقه الشديد بها
ولكن إثبات نظريته كان ضحيتها ذلك الطفل الصغير الذي انهارت امامه كل الفرضيات والثواب فهاهو بكل جبروته وقوته يقف عاجزا امام ادم الذي زهد كل شيء ليكون اول من لايمتثل لارادته حتي وان قسي عليه
ليبصق الطفل الطعام الذي أجبره عليه وينهار بنوبه بكاء
: ااادم
ارتعب الطفل من نبرته ولكنه ازداد في البكاء متمتم بأكثر كلمه تؤلم قلبه الذي لا جود له : عاوز مامي....!
انحني عمار علي ادم يحتضنه وهو ينظر لعثمان بعتاب قاسي ليخرج تاركا الغرفه ويتجه الي مكتبه يحطمه بقوة عاجزا عن الاهتمام بما بقي له من اخته
دخل عمار بعد قليل اليه : عثمان
: مش عاوز كلام
:امال عاوز ايه... عاوز ايه ياعثمان من طفل زيه.... عاوزه يأكل ويبقي كويس... يضحك ويلعب ولا كأن حاجة حصلت
نظر له عثمان بغضب ليتابع عمار : وانا كمان عاوزه يبقي كدة.... بس مش باللي بتعمله
انت بتقسي عليه
: اسيبه يموت من قله الاكل
: ماهو بيموت الف لحظة من قله حنان امه..... حتي البنت اللي اتعلق بيها حرمته منها
: عماااار متجيش سيرتها تاني....
ازدادت قبضه عثمان علي طرف مكتبه ليقول عمار بنبره لينه : لا هجيب..... ومش بس هجيب سيرتها انا رايح اجيبها هي شخصيا
سحب عمار مفتاح سيارته ; استني هنا انت رايح فين.. ؟
قال عمار ; قلتلك رايح لها..؟
: انت اتجننت
:ماهو انا مش هقف اتفرج على ادم وهو بالحاله دي
: هتروح تشحت منها اهتمام لابن اختك
: مستعد اروح للجن عشان خاطر ادم
: ادم مش محتاج لها ولا لغيرها
: غلطان ياعثمان... ادم محتاج لحنان يعوضه عن حنان امه ولاقاه في البنت دي..... عشان خاطر ادم خليها تجي تاخد بالها منه
قال بعناد : لا..... هجيبله بدال المربيه الف
: بس هو عاوزها هي
: قلت لا يعني لا
....!!
بعناد ولاثبات وجهه نظره كان يصطحب ادم لذلك المطعم الشهير الذي يعشقه كل الأطفال ليجلس ادم به واجما يتطلع للأطفال برفقه أمهاتهم فيشعر عثمان وكأنه تبقي طعنه بقلبه ويدرك فداحه خطأه باحضاره له بمثل هذا المكان الذي فتح جروح غائرة والهب حنين الطفل لامه بينما قال بشحن : انا ومامي كنا بنلعب هناك علي طول
نظر عثمان تجاه منطقه الألعاب التي امتلئت بالأطفال وامهاتهم بعيون لمعت بها الدموع
احتضن عثمان ادم الباكي قائلا : ادم انت راجل كبير.... انت ادم الباشا مينفعش تعيط
نظر له الطفل بعيناه الجميله : هو الراجل مش بيبقي عاوز مامته
فرك عثمان وجهه بقله حيله ليسحب نفس مطولا لايعرف بماذا يجيب الطفل الذي تابع بوجيعه اكبر ; مامتك فين ياخالو..... عند ربنا مع مامي
قبض عثمان علي يده ماان اتي ادم علي سيرة امه ولكنه تمالك نفسه وهو راسه
ليقول ادم : انت وانا وليلى وخالو عمار مفيش عندنا مامي.... بقينا لوحدنا
قال عثمان بحنان لايراه الا هذا الصغير : انت مش لوحدك..... انا وعمار معاك ومش هنسيبك ابدا
: ابدا
ابتسم له : ابدا
: انا بحبك ياخالو
: وانا بموت فيك ياقلب خالو..... اطلب مني اي حاجة.. اي طلب وانا انفذه ليك بس توعدني تاكل وتبطل عياط
نظر له الطفل بحيرة قبل ان يقول : هو كان طلب واحد..... بس انا عارف انه مينفعش
نظر له عثمان بتشجيع : اطلب اللي انت عاوزه ولو ايه هجيبهولك
قال الطفل بدموع : انا كنت عاوز
مامي بس عارف انها خلاص راحت عند ربنا ومينفعش تيجي.... ينفع ليلي تبقي معايا بدالها
صكت الطفل بينما توالت التغييرات علي وجهه عثمان من حزن واسي الي غضب وحنق فهل يستبدل امه بتلك الفتاه التي تقوده كل الطرق اليها
: انت زعلان مني انا اسف ياخالو...بس انا بحبها اوي... هي شبه مامي
ربت علي كتفه : هتاكل وانا هجيبهالك
قال الطفل بحماس : هاكل مع ليلي
: لا دلوقتي تاكل
هز ادم راسه : لا انت بتضحك عليا
............
فتحت ليلي الباب لتتفاجيء بآخر شخص تتوقعه امامها...... ذهب اليها بقدمه نعم..... تراجع عن قراره وكلامه نعم.... ولكن هل اهتز غرورة... ؟!!.... ابدا..!
نظرت له شررا : انت.!
قبل ان تنفعل اكثر وقعت عيناها علي ادم الذي سرعان ماترك يد عثمان وركض اليها ; حبيبي ادم
: ليلي وحشتيني اوي
: وانت كمان
: انا خليت خالو يجيبني عندك لما اتاخرتي عليا
: غصب عني ياحبيبى
لم يتحمل الوقوف اكثر امامها غيظا من رضوخه وذهابع لها بقدمه ولكن ماذا يفعل امام رجاء، الصغير..... نظر اليها بغضل بينما يري خطورة تعلق ادم بها
وضع تلك الاكياس من يده قائلا : اكليه وانا هستني تحت
تطلعت ليلي أكياس الطعام الكثيرة التي وضعها بينما احضر طعام يكفي لعشرة أشخاص وليس مجرد طفل ليشعرها مرة اخري بالاهانه..... فهل ظن انها لاتستطيع تقديم طعام لطفل اني لبابها..
صعد بعد فتره ليقف امام الباب قائلا بجنود :
فين ادم
: نايم
دخل ليحمل الصغير الذي فتح عيناه ايري بهما سعادته
اتجه للباب ليغادر لتوقفه لدي وصوله للباب مشيرة للاكياس التي احضرها :خد دول معاك.... نظرت له بكبرياء،وتابعت : الحمد لله عندي اكل...
نطر لها بغيظ من كبرياءها الزائف ثم
مد يداه الي جيب سترته وأخرج منها رزمه ماليه لتقطب ليلي جبينها تتطلع اليه بينما مد يداه اليها بهم لتقول باستهجان ; ايه ده..؟!
قال بنبرته المتعجرفه : تمن وقتك ....لو عاوزة اكتر اطلبي
هدرت الدماء في عروقها واحمرت وجنتها غضبا لتطالعه بتعالي وكبرياء وهي تدفع بيده بعيدا قائلة : مش كل حاجة ليها تمن ياباشا.....
قال ببرود وهو يتطلع لعيونها بنظرات القاتمه : غلطانه كل حاجة ليها تمن
تمهلت نظراته وتابع وهو يضغط على أسنانه .... حتي انتي...!
انتفخت وجنتها غضبا لتطالعه باحتقار هاتفه :
لولا ادم كنت رديت عليك....!
نظر لها باستخفاف بينما بادلته النظرات المتحديه وهي تقول : اتفضل.... معنديش وقت اضيعه معاك
اجتقن وجهه بالغضب ليقبض علي يد ادم ويسحبه مغادرا صافقا الباب خلفه بعنف جعلها تنتفض
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اقتباس
امسك ذراعها بقوة مزمجرا : انطقي كان عاوز منك ايه الضابط
اية رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك