القاسي الفصل الثاني عشر

1



( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما نسخ أو نشر الروايه علي اي جروب أو منصه لعدم المسائله حيث أن جميع حقوق النشر محفوظة)
 ماان أوقف السيارة حتى ركضت منها الي غرفه ابيها ليتوقف عثمان ينظر في اثرها بحنق شديد 

رفضته..!!...! 

ضرب إطار السيارة بقدمه بغيظ من غباءه فمن تكون بالأساس  ليعرض عليها اسمه ليبرر انه فعل هذا من أجل ادم ليجد صوت اخر يقول انه أراد انقاذها وصوت اخر حتي يصل إلى يوسف وكلها أصوات كاذبه..... فهو بالأساس لايعرف الا انه لم يحتمل ان يري افتراء المرأه عليها بتلك الطريقه ومنه انها الوحيده التي يريدها ادم..... زفر بحنق شديد فلماذا هو مهتم بها لتلك الدرجه...! 

يغلي من داخله ويتجول كالقنبله الموقوته لا يلبث ينفجر بوجهه الجميع منذ عودته الي المنزل ليدخل للاستحمام لعل المياة البارده تهديء من غضبه الذي لايعرف له سبب ولكن عبثا فهاهي كل كلمه نطقت بها تتردد بأذنه ليفرك خصلات شعره بسخط بينما يتجه الي الفراش 

.......... 

... مسحت ليلي دموعها المنهمرة بباطن يدها بينما تكمل بصوتها المتهدج أثر البكاء...متسبنيش يابابا انا ماليش غيرك 

لم يأتيها صوت الا طنين الأجهزة لتتابع بيأس  بابا الدنيا دي وحشة اوي انا مش عاوزة افضل فيها لوحدي.... مش،دي الدنيا اللي كنت بتحكيلي عنها ابدا.. دي غابه كبيرة فيها كل واحد بيحاول يأكل الأضعف منه.... انا معملتش حاجة غير اني أضعف منهم عشان الكل يستقوي عليا....! 

جاهد مهدي دون جدوى لفتح عيناه بينما يتهادي اليه صوت ابنته الباكي لتشدد يداه علي يدها فترفع راسها ببطء تتطلع الي وجهه الشاحب وهي تقول : فتح عينك يابابا وقوم عشان انت اللي هتحميني منهم.... انا محتجالك اوي يابابا... اوي 

........... 

(: انت اللي هتحمي اخواتك ياعثمان من بعدي .. هما محتاجين لك 

بكي الطفل الممسك بيد ابيه : لا يابابا  متسبنيش

هز الرجل راسه بوهن : اوعي تسيب اخواتك ياعثمان... خليك جنبهم واحميهم من الدنيا) 

تعالي تنفس عثمان بينما داهمت تلك الذكريات راسه ماان استمع لحديث ليلي لأبيها ليتذكر كيف تقلب من جنب لآخر دون جدوى لأن يطرق النوم جفونه ليجد نفسه ينساق خلف شئ لايفهم سببه يدفعه للذهاب للمشفي حيث تركها ليبرر الأمر لنفسه انه فقط يريد الاطمئنان علي حاله ذلك الرجل إنسانا وليس اكثر... 

تراجع بضع خطوات للخلف وهو يستعيد جمود ملامحه يبعد تلك الذكريات التي لم ينساها يوما..... منذ تلك الليله وكلمات اييه لاتفارقه وهو عمل بالوصيه لقد قام لحمايه إخوته من غدر الدنيا ولم يتركهم يوما ودموا ما تحمل مسؤوليتهم حتي فقد ندي...! 

اتكورت قبضته بقوة علي هاتفه الذي يمسكه بيده يري نظرات خزلان ابيه في عيناه لانه لم يستطع حمايه اخته الصغيره كما وصاه..... حتي وان كان دون ارادته الا انه يحمل نفسه مسؤليه ماحدث لندى ليظل يجلد نفسه بذنبها...! 

............ 

... 

: حاتم ابعت ليا عربيه إسعاف مجهزة علي مستشفي........ 

استعاد عثمان جمود ملامحه واتجه الي مدير المشفي  بعد ان هاتف حاتم للاستعداد لاستقبال والد ليلى.... 

..... 

عقدت ليلي حاجبيها بدهشه حينما وجدت الأطباء تجهز ابيها لنقله لمشفى اخر كما امر عثمان ; انتوا بتعملوا ايه.؟ 

قال احد الممرضين : هننقله مستشفي تانيه 

ضيقت المسافه بين حاجبيها بعدم فهم ;مستشفي ايه.؟ 

قبل ان تتحدث هي واو غيرها شعرت بتلك اليد تمسك بذراعها لتلتفت اليه ; انت....... انت اية اللي جابك هنا..؟ 

أشار بعيناه للأطباء لاكمال نقل ابيها دون أن يجيب علي اسئلتها 

ابعدت يداه : اوعي سيب ايدي 

ترك يدها لتزفر بحنق : دكتور فهمني واخد بابا علي فين.. ؟

نظر الطبيب لعثمان ثم تابع عمله هو والممرضين لتجد عثمان ياخذها للخارج : في ايه..؟ اوعي تكون هتاذي بابا والله.... .. ابتاعت باقي كلماتها حينما انحني ناحيتها فجأه لتجد وجهه امام وجهها مباشرة بينما قال فقط ; ششششش بطلي كلام 

احتقن وجهها بالحمرة الغاضبه التي كادت تحرقه ليرجع راسه للخلف ويستعيد وقفته ويفرد قامته باعتداد 

نظرت له بغضب شديد حينما كذبها مجددا للخارج بتحاول جذب يدها من يده 

: انت واخدني فين...... اوعي كدة سيب ايدي 

وضعها بسيارته متجاهل حديثها واعتراضها لتقول بغضب : اوعي كدة وقولي واخدني فين.. ؟

صمتت حينما وجدته يتبع سيارة الإسعاف حيث ابيها ليقشعر بدنها فكم هو قاسي باستغلال ضعف الناس يعرف ان ابيها بحاجة لما يفعله الان بنقله لمشفى افضل وأنها ستضطر لقبوله ...! 

بيأس حاولت الاتصال بعمها الذي سافر للبحر الأحمر مضطر لظروف عمله طوال الاسبوع الماضي ولكنه لم يجيب لتغلق الهاتف وتنظر بعيون غائرة بالدموع الي أضواء سياره الإسعاف التي تضوي امامها وسط ظلام الليل.... 

هيبقي كويس 

عقدت حاجبيها والتفتت له لتري جانب وجهه المنحوت كالصخر بينما لم يحرك ساكنا وظل مركزا علي القياده.... هل تغيرت نبرته سألت نفسها.... ماذا يفعل هذا الرجل..؟! 

حمقاء ان ظنت انها ستجد أجابه على هذا السؤال فهو نفسه لايعرف ماذا يفعل..!؟ 

ولكنه لاينكر حقيقه ذلك الشعور الدفين الكي تغلغل بداخله بأنها تشبهه الي حد كبير ماان استمع لحديثها لأبيها فكم كان يتمني ان يكون مثلها بتلك الليله ويترك لدموعه العنان بدلا من ان يجد نفسه مضطر للوقوف بجمود والعمل علي عدم حزن وانكسار عمار وندي.... تلك الليله رأي بها نفس قبل سنوات حينما فقد ابيه ووجد نفسه وحيدا يحمل علي كاهله فقط المسؤليه وليس لديه ادني حق حتي لإظهار دموع او حزن على ابيه فهو رجل....!! نعم ردا ترك ابيه إخوته امامه بعنقه... 

نظرت له وهو يعطي تعليماته لطاقم المشفي بالاهتمام بابيها لتسري تلك الحراره بجسدها فماذا يفكر نفسه... هل يتصدق عليها وعلي ابيها.. ؟! 

ازدادت نظرتها الشرسه تجاهه ماان اتجه ناحيتها بجموده المعتاد وملامحه التي تشبه الصقر لتباغته بهجوم ;  اوعي  تفتكر انك بتكسر عيني باللي بتعمله لبابا ...انا هدفع كل تكاليف المستشفى 

تجاهل مانطقت به قائلا بهدوء : روحي شوفي والدك 

نظرت له ليشيح بوجهه بعيدا لايجد تفسير لنفسه ولا لما يفعله الا انه يريد إيقاف معاناتها... 

ابتلع لعابها ببطء قبل ان يتحرك من امامها ويترك لها المساحه لتنفرد بنفسها لتتجه الي غرفه ابيها والتي كانت مكتظة بالازباء لفحص حالته لتستند الي الحائط خلفها وهي تطبطب علي، كرامتها بأنها ماتزال عاليه فهي لاتقبل صدقه ولا إحسان.... منذ الصباح ستنهي إجراءات بيع الشقه وتدفع كل تكاليف تلك المشفي.... 

.......... 

..! 

قام عمار ببطء من جوار ادم الذي استطاع بصعوبه جعله ينام بعد ان ياس من مجيء ليلي ليحتضن صوره امه وينام ممزق قلب عمار الذي طبع قبله علي جبينه وخرج بهدوء 

نزل الي مكتب أخيه فلم يجده بيتصل به مرارا بلا أجابه.... حسان 

: نعم ياعمار بيه.. ؟

: عثمان فين.. ؟

هز حسان كتفه... ليوميء عمار فهو رجله الاول حاي وان كان يعرف مكانه لن يقول

ليقول حسان باعتذار : صدقني مش عارف ياعمار بيه... هو خرج من ساعتين وحتي مااخدتش حد مننا معاه 

اومأ له ليقول حسان : حضرتك محتاج حاجة ..؟ 

هز عمار راسه وعاد للداخل لتقول هدي : انا طلبت من المكتب زي ما سيادتك أمرت يبعتوا لينا كام بنت نشوفهم عشان ادم 

اومأ لها : بعتوا حد كويس.؟ 

: كلهم كويسين بس حضرتك لازم تقرر 

: تمام بكرة هبقي اقابلهم 

: تحب اجهز العشا

هز راسه : لا ماليش نفس 

......... 

ارتشف القليل من قهوته بينما جلس في ذلك المكتب بانتظار حاتم الذي قال بدهشه : انت لسه هنا ياعثمان 

حاول ان يتحدث بعدم اكتراث وهو يقول ; قلت اشرب معاك قهوة قبل مااروح..... 

رفع عيناه الي حاتم الذي ارتسمت تلك النظرة بعيناه حالته والتي تخبره انه صديقه ويفهمه اكثر من اي شخص آخر ليهرب عثمان ببرود نظراته قائلا : ها... حالته ايه..؟ 

هز كتفه قائلا بمهنيه : للأسف حالته صعبه

: يعني ايه..؟ العمليه مش هتخليه يتحسن 

هز حاتم راسه قائلا : العمليه حاليا تحصيل حاصل... للأسف جه متأخر اوي 

زفر بضيق وانفلتت الكلمات من بين شفتيه : هيموت يعني 

: الأعمار بيد الله 

قال بغضب : انت هتجنني  ...... انت مش قولت حالته صعبه 

; اه بس ربنا قادر على كل شئ 

احنا هنعمل اللي علينا 

صمت ووضع همه بقهوته السوداء بينما يحاول ان يتجاهل ذلك الشعور بالضيق الذي انتابه مؤنب نفسه علي ازدياد معاناتها ان فعلا توفي والدها.. 

: ها.... انتبه لحاتم الذي كان يتحدث بينما كان شاردا 

: ها ايه ياعثمان... انت مش معايا 

: كنت بتقول ايه..؟ 

قال حاتم بخبث ; بسألك مش دي البنت اللي كانت..... قاطعه عثمان بأيماءه مقتضبه من راسه ليقول : ااه... مين دي ياعثمان.. ؟

صمت واعتدل واقفا ليقول حاتم : طبعا هتسكت... ماشي ياعثمان زي ماتحب 

تجاهل حديث صديقه قائلا : اعمل كل اللازم ولو اضطر الموضوع سفره او هات دكاترة من برا 

رفع حاتم حاجبه : للدرجه دي.؟ 

تجاهل تلميح صديقه قائلا : لو في جديد بلغني 

............ 

.... 

فتحت مديحه عيناها بصعوبه بينما بدأت تستعيد وعيها ولكنها قفزت من مكانها حينما شعرت بهذا الشئ الزاحف يلامس قدمها لتصرخ بخوف وهي تتلفت حولها...... انا فين..... انا فين... ياناس... 

صم اذنها صرير ذلك الباب الحديدي الضخم بينما فتحه احد الرجال ودخل منه حسان ليتطلع اليها باشمئزاز بينما تاك الرائحة المقززة تفوح منها لتتطلع حولها بضياع  :انا فين يابيه.. ؟

قال حسان ببرود وهو يتوقف مكانه علي بعد امتار منها  : في المكان الطبيعي المناسب ليكي..... وسط الحشرات والزباله

نعم انها بمستودع ضخم للمخلفات... 

صرخت مجددا بينما لامس جسدها احد الحشرات او الزواحف.....اتجهت لحسان تبكي بتوسل :  ارحمني يابيه 

هتف حسان بصرامه يوقفها : مكانك 

اشمئزت من رائحتها وهيئتها لينظر لها حسان باحتقار : عارفه اول ماشفتك ياوليه انتي افتكرت مين.... ؟

نظرت له مديحه بانكسار ليقول باحتقار واشمئزاز : مرات ابويا...! 

كانت ست قلبها اسود وغلاويه زيك كدة 

واخرتها رميتها في نفس مكانك ده...... اسبوع فضلت فيه لغايه ما اتجننت 

هلعت ملامحها و ركضت اليه تتوسله بخوف ورعب ; لا يابيه ابوس رجلك.. ارحمني 

: ومرحمتيش البت الغلبانه من لسانك الو.... ده ليه 

: غلطت يابيه ومش،هكرر غلطتي تاني 

: انتي كدة كدة غصب عن عين اهلك مش هتكرريها... 

: ارحمني انا اد امك

دفعها حسان بعيدا عن قدمه باشمئزاز : امي مين ياوليه.... قلتلك فكرتيتي بمرات ابويا 

خرج حسان وتركها لتصرخ وهي تحاول ابعاد الحشرات عنها وتبكي بحرقه..... منك لله يابت لبني.... ربنا ياخدك.... انتي السبب 

..!! تكرهها وكل يوم يزداد حقدها عليها أكثر بيننا تتذكر كيف كانت والدتها امرأه جميله مدلله من ابيها بينما هي كانت تتوسل حب مصطفي وقتما كان شاب 

لتتذكر بكل حقد بينما كان دوما مصطفي : كان نفسي اتجوز واحدة زيك يالولو 

ضحكت لبني ومهدي الذي قال : بطل ياواد انت هتعاكسهت قدامي 

: مش مرات اخويا القمر 

حقدها وغلها ازدتد يوميا من روح لبني الحلوة التي كان يحبها الجميع وحتي مصطفي ولكنها لم تفهم يوما انه حب اخوي فهي بمثابه تحت بري له احتضنته هي وأخيه الي ان انهي دراسته وهي من خطبت له مديحه فقد كانت جارتهم وقتها 

وهاهو كبر علها وحقدها وهي تري ملامح لام في ابنتها التي مازالت تحظي بحب الجميع...!! 


.............. 

تعلثمت تلك الفتاه حينما هدر بها عثمان : الشغل مش كامل.. ؟

: اصل...اصلى..... قاطعها بحدة : اصل ايه انتي هتهتهي..... انطقي فين الورق اللي طلبته 

: مشيرة اجازة بقالها يومين وانا معرفتش اكمل.... استشاط غضبا : يعني ايه اجازة ومين وافق لها علي اجازة في وقت زي ده....

: معرفش يافندم 

:روحي وابعتيلي فاروق 

........... 

.... 

تردد عمار قليلا قبل ان يوميء لأدم قائلا : ماشي يا آدم باشا هاخدك عندها 

قفز الطفل بعدم تصديق : بجد 

اومأ له : اه..... يلا خلي هدي تجهزك وانا هروح البس 

اومأ له بحماس ليعود اليه عمار قائلا : بس هتوعدني انك هتاكل الغدا بتاعك كله 

اومأ له ليقول عمار ; اكليه ولبسيه هاخده معايا مشوار 

.......... 

..... 

عقد عثمان حاجبيه مرددا : مشوار ايه..؟ قالت هدي ; مقالش يافندم 

اومأ لها : طيب روحي انتي 

سحب نفس مطولا وزفره وهو يسير ذهابا وايابا بانتظار اجابه عمار علي هاتفه يتساءل الي اين قد أخذ ادم وخرج...... بينما عمار لم يجد امامه مفر من الاستجابه لرغبه ادم برؤيه ليلي ليجد نفسه يتصل بها يسأل عنها وحينما عرف بوجود ابيها بالمشفى اعتذر لأدم ولمن ادم اصر ليفكر بأنه لما لا يأخذ الطفل لرؤيته وفي نفس الوقت يطمئن علي ابيها فهو لم يري من تلك الفتاه الا كل خير....! 

سبق ادم عمار الي الداخل ليتلفت اليه عثمان 

وينحني ناحيته : ادم حبيبي.... انت كنت فين.. ؟

قال الطفل بسعاده : كنت عند ليلي 

عقد عثمان حاجبيه بعدم فهم واعتدل واقفا ينظر الي عمار الذي دخل خلف ادم بتساؤل ليقول عمار ببساطه : اخدته نزور والد ليلي 

قال عثمان لهدي : خدي ادم ادم اوضته 

بعد ذهاب ادم التفت الي أخيه وسري الغضب بنبرته وهو يقول : انت ازاي تعمل حاجة زي دي من غير  ماتقولي.؟ 

قال عمار ومازال محتفظ ببساطة نبرته : وفيها ايه ياعثمان.... الولد هيتجنن عليها مرضتش ازعله

: تقوم تاخده المستشفي 

: محصلش حاجة وكان مبسوط جدا 

نظر الي غصب اخيه بعدم فهم وتابع : بطل بقي تكبر المواضيع... يلا اطلع انت نيمه عشان انا هخرج شويه مع جماعه صحابي 

........... 

.... بقلم رونا فؤاد 

هرع مصطفي عائدا ماان عرف بتهدور حاله أخيه ليتفاجيء بما حدث من مديحه وبكل مادار في غيابه 

نظر الي عيون ليلي بإسف لايعرف ماذا يقول او يفعل لكل مانال تلك البريئة علي يد زوجته الحقوده

: مهما اقول او اعتذر.... قاطعته بربته يدها الحنونه علي يده : متقولش حاجة ياعمي انت مالكش ذنب 

: بسببها هي وابني انتي اتاذيتي كتير واخرتها اذتك في شرفك سامحيني يابنتي 

: انت مالكش ذنب ياعمي... خلاص

: مش خلاص... انا هاخدلك حقك منها

خفضت عيناها بتعلثم قبل ان تخبره بما فعله عثمان ليظل مصطفي بضع لحظات بلا نطق اي كلمه قبل ان تتابع : مقدرتش ياعمي أوافق على جوازه زي دي الرغم من انها كانت الحل الوحيد..... بس مقبلتش علي كرامتي 

اومأ لها بخزلان لضعفه عن حمايه امانه أخيه : عندك حق يابنتي.... اتصرفتي صح 

نظرت لعمها ليوميء لها لتقول بتردد ; طيب انت هتعمل ايه.... ؟! قصدي يعني مش هنعرف هما اخدوها فين.. ؟

نظر بعيدا وهو يقول : وهي كانت اهتمت اخدوكي فين ولا كان ايه ممكن يحصلك.... خلينا في مهدي 

تنهدت بثقل : حالته صعبه... بكرة هيدخل العمليات 

: ان شاء الله يقوم بالسلامه 

ربت علي كتفها بحنان : تعالي يابنتي تروحي ترتاحي وانا هفضل معاه

; معلش ياعمي خليني معاه مش هقدر اسيبه 

........... 

.... 

نظر ادم بعيناه الحلوة برجاء لعثمان : يعني هتاخدني عندها بكرة ياخالو

تنهد عثمان بتسويف : ان شاء الله..... بس نام دلوقتي 

ابتسم الصغير بأمل قائلا : ماشي... وهناخد ليها ورد 

عقد عثمان حاجبيه ; ورد..! 

اومأ ادم ببراءه : اه خالو عمار جاب لها ورد وفرحت اوي بعد ماكانت بتعيط انت كمان هات لها ورد لما تاخدني عندها بكرة

جذب الغطاء فوق ابن اخته الصغير وهو يغالب ذلك الشعور الذي لايفهمه بالغضب من ماسمعه....! ايغار... ؟! لا لا هز راسه برفض تام يغار.... ماهي الغيرة اصلا لتطرق له باب وعلي من بالأساس انه فقط غاضب من أخيه لأخذ ابن اخته لمكان كهذا لايناسب طفل...! 

......... 

بنبره بارده غير مكترثه كان يسأل حاتم في هاتفه ; اية الاخبار.. ؟

: مفيش جديد..... بكرة هيدخل عمليات 

صكت بانتظار اجابه علي سؤال لم يطرحه وحينما طال الصمت قال باقتضاب : وهي.. ؟

قال حاتم بمكر : مين ...؟ 

قال عثمان بقليل من الحده : حاتم... 

!! 

; اه قصدك ليلي 

ابتلع ببطء لسماع حاتم ينطق اسمها بهذا المكر بينما أجاب بهدوء يترقب رد فعل عثمان الذي لأول مره يراه مهتم بفتاه مهما انكر ; كويسه 

قال عثمان باستهجان ; لا ياشيخ 

قال حاتم بمزيد من المكر  : اه كويسه.... وكمان مش مبطله عياط علي ابوها وبقالها يومين نايمه علي الكرسي أدام اوضته.... ارتحت 

قال عثمان باقتضاب ; خليهم يدوها اوضه جنب اوضه ابوها 

: رافضه 

قال بلهجة اكره قبل ان يغلق الهاتف : خليهم يدخلوها بالعافيه.. 

........... 

..... 

وقف مكانه بينما يري أخيه قادم من آخر الرواق وبيده ادم الذي امسكت يده الاخري ليلى...... وقف الجميع مكانهم لحظة قبل ان يركض ادم.. خالو.... 

التفت عمار الي عثمان الذي لم يستطع مغالبه ذلك الصوت الذي دفعه للذهاب للمشفي باليوم التالي حينما لم يجد أخيه وآدم وتوقع انه اخده اليها ولكنهم لم يكونوا بالمشفى.... وهاهم يأتون من الخارج وكم احترق بداخله لرؤيه ثلاثتهم.. اين كانوا 

: عثمان... انت جيت تطمن علي والد ليلى..؟ 

نظر عثمان الي عمار ببرود متجاهلها تماما وهو يقول بنبرته البارده ; انا كنت في اجتماع مجلس إدراة المستشفي 

يخبرها انه لا يهتم وهي لاتريد اهتمامه بالأساس لتقول موجهه الحديث لعمار : متشكرة علي اللي عملته ياعمار .... بعد اذنك هدخل اطمن على بابا 

اومأ لها عمار لتنحني تقبل ادم الذي تعلق بعنقها وقبلها قبل ام يعود ممسك بيد عثمان الذي نظر لعمار : كنت فين.. ؟

: ابدا... مرضتش اخلي ادم في المستشفي زي ما قلت فأخدتهم خرجنا شويه  

غضب شديد اجتاح ملامحه لايعرف سببه بينما تابع عمار بهدوء : يلا ولا لسة الاجتماع مخلصش

سار هو أخيه للخارج ليقول : لا سيب ادم هيركب معايا 

قال عمار : تمام 

نظر عثمان الي ادم الجالس بالخلف ليجد نفسه يسأله ; مبسوط ياادم انك خرجت مع خالو

قال الطفل بسعاده ; اه.... جدا 

ابتلع وهو يسأله : ورحت فين بقى يابطل..؟ 

: خالو اخدنا نتغدي في...... أصل ليلى كانت زعلانه اوي عشان بباها ومش عاوزة تاكل زيي

صرخ بعقله ماذا يفعل هل يستدرج طفل صغير ليجيب علي أسئلته الغاضبه التي لايعرف لها سبب... 

ضحك عمار بداخله لايصدق انه كان يوما سيري أخيه كاليوم ..... ليقسم انه يشعر بشئ تجاه تلك الفتاه ان لم يكن بالفعل يغار عليها.....!.... 

....... 


: انسه ليلي... الفتت بدهشة تجاه اسامه الذي ظهر من العدم خلفها قائلا بمغزي : 

الف سلامه لوالدك 

قالت بصوت خفيض : الله يسلمك 

: انا عارف ان الوقت مش مناسب بس اظن في اسئله كتير لازم اعرف اجابتها 

قالت بتعلثم :  معنديش كلام اقوله 

قال اسامه بثبات : لا في..... 

عقد مصطفي حاجبيه : مين حضرتك..؟ 

: المقدم اسامه المنياوي... 

: خير.. ؟

:كل خير... ياريت تتفضل معايا انت والانسه 

ارتجفت بداخلها ليربت مصطفي علي يدها ويسأل الضابط : نتفضل فين..؟ 

قال اسامه ; علي القسم.... لازم اخد اقوالك بخصوص البلاغ اللي كنت مقدمه بخطف بنت اخوك 

نظر الي ليلي بمغزي وتابع : اظن انها بخير ومكانتش مخطوفه من عثمان الباشا..... صمت لحظة وتابع تأثير كلامه عليهما : جوزها...!! 

ربت مصطفي علي يدها وهما يسيران خلف الضابط هامسا :  متخافيش 

.......... 

.... 

جلس اسامه علي مكتبه وامامه ليلي ومصطفي ليقول اخيرا بعد ان يأس من معرفه شئ لغموض تلك الأحداث : طالما ده كل كلامك... تقدري تتقضلي انتي ياانسه 

نظر الي مصطفي وتابع: بس انت هتفضل معانا شويه ياباشمهندس

هلعت ملامحها بخوف علي عمها من ميه الضابط الذي تابع    : متأسف مضطر اوجهه ليك تهمه البلاغ الكاذب....!! 


............. 

.... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اقتباس.... 

: وافقي عشان اعرف اساعد عمك و اطلعه 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !