نظر عمر الي صمت وسيله وشرودها الذي طال ليسألها وعيناه تتطلع لعيونها التي لاح صفاءها اسفل ضوء الشمس لترتسم ابتسامه فوق شفتيه بينما لاول مرة يتطلع لمثل هذا تفصيل بفتاه ... ملامحها عيونها شعرها حتي ذلك الصمت الذي أعطاها جاذبيه كلها اشياء جديده يراها بها أو بأي فتاه
: مالك يا سيلا ؟
تحركت عيناها ببطء تجاهه لتصطدم بنظره عيناه التي ارتسمت بداخلها اعجاب لطيف لتهز كتفها وهي تخفض عيناها بخجل : مفيش ..
هز رأسه بإصرار : قولي بتفكري في ايه ؟!
مجددا هزت كتفها ولكن تلك المره انفلتت تنهيده من صدرها وهي تقول بشجن: بفكر في بابا
نظر لها برفق وأكمل جملتها : كان نفسك يكون معاكي دلوقتي
لاحظ حركه شفتيها المتوترة بينما حقا لاتعرف أن كان هذا ما تريده أو ما جاش به صدرها
لتقول بتشتت : اكيد كان نفسي يكون موجود ...بس ...بس
تنهدت مجددا لينظر لها عمر بتلهف عما جعلها بتلك الحاله التي لم يعتاد عليها : اتكلمي يا سيلا ....مالك يا حبيتي ايه مضايقك ؟
اشرقت ابتسامه هادئه من بين غيوم الحزن التي ارتسمت علي وجهها لتجد قلبها يلتجأ إليه وتتحدث مطولا : بفكر لو مكانش انفصل عن ماما ....هزت كتفها وتابعت بتأثر : كان نفسي اتكلم معاها عنك ...اخد رأيها واحس انها فرحانه اني هتجوز ... صمتت لحظه قبل أن ترتجف شفتيها وهي تتابع بأسي : يعني زي اي بنت وامها ..!
تغيرت كل ملامح وجهها بينما دون أن ترتب كانت تتابع : من عشر سنين انفصلت هي وبابا ....وقتها كان عندي ١٤ سنه ..عيشت وقت صعب اوي
ابتلعت رمقها وتابعت : كانوا بيتخانقوا زي اي اتنين بس اخر خناقه كانت النهايه ....بابا كان بطبيعه شغله بيسافر في المواقع وبيغيب كتير عن البيت وانا فكرت وقتها
إن دي خناقه زي اي خناقه بس وقتها بابا كان عصبي جدا ...حتي ...حتي أنه أول مره يمد أيده علي ماما
ساب البيت ونزل وانا جريت علي ماما اللي كانت بتعيط جامد اوي ....غص حلقها بقوة بينما تجسد هذا المشهد امامها وهي تتابع : فكرتها بتعيط أنه ضربها بس ...بس مفكرتش ابدا أنها كانت بتعيط من الافترا والاتهام اللي اتهمه لها
عقد عمر حاجبيه ولم يعلق بشيء بل تابع بصمت ما ستكمله لتتابع وسيله بخزي شديد : اتهمها أن هي بتخونه
خانتها دمعه حارقه انسابت من عيونها فوق وجنتها الناعمه ولكن قبل أن يمد عمر يداه ليمسحها تزاحمت الدموع بعيونها وانسابت بغزارة فوق وجنتيها بينما تتابع بقهر : اونكل طلعت ابن خالتها ....كان بيسافر دائما واوقات كان بيجي يزورنا ...عادي زي اي قريب
مشوفتش منه اي حاجه وحشه بالعكس حتي علاقته ببابا كانت كويسه ....اتفاجأت اليوم ده بعيله ماما في بيتنا ...فكرت أنهم جايين بعد خناقه بابا وماما وتوقعت أنها اشتكت لعيلتها .... اخدتني ماما في الاوضه عشان مسمعش بس صوت بابا كان عالي واتصدمت وانا بسمع اتهامه ليها بحاجه زي دي .... ارتجفت شفتيها ورفعت عيناها الباكيه تجاه عمر تسأله بوجع قلب : بس عارف ايه صدمني اكتر ؟!
اوما لها عمر لتتابع وهي تفرك يديها التي انتابتها تلك الرجفه : اتصدمت من ثقه أهلها فيها وازاي جدو وقف قدام بابا يقوله استحاله بنتي تعمل كده
حتي اونكل طلعت وقف في وش بابا وبصوت كله احتقار قاله ازاي تفكر كده ..... كلهم وثقوا في ماما الا هو .....بكت وتابعت بسخريه مريرة : ده حتي وصل بيه الحال أن يشك اني بنته
عقدت حاجبيها بقوة وتابعت : كلهم صدقوها ماعدا هو وكأن عنده دليل قوي .....التوت شفتيها بتهكم بينما تتابع : والدليل اللي كان عنده مجرد رساله من مرات اونكل طلعت بتقوله أن ماما بتخونه
رفعت يدها وضمت كلتا اصبعها بينما تتابع بقهر : حته رساله خلته يشك فيها ....بس رساله !
مسحت كلتا وجنتيها من دموعها ورفعت عيناها تجاه عمر تتابع بنفس السخريه المريرة : بابا صدق وحتي مفكرش لحظه قبل ما يحكم عليها والغريب هو اللي اكتشف الموضوع كله ....اونكل طلعت عرف أن مراته اللي بعتت الرساله وخلاها تقول قدام الكل اللي عملته واللي كان بسبب غيرة فارغه ....كورت قبضتها بحنق وتابعت : تغير من انسانه فتدمر حياتها باتهام بشع زي ده
سحبت نفس عميق واغمضت عيونها تتمالك نفسها بعد تلك الذكري المؤلمه ليتطلع لها عمر برفق بالغ بينما لم يفكر أنها عاشت شيء كهذا
التقت عيناها بعيناه لتجيب عن سؤاله عما حدث بعدها ببساطه وكأنه النهايه الطبيعيه : صممت تنفصل عن بابا وهو عشان يضغط عليها تتراجع عن الطلاق اخدني منها ....هزت كتفها وتابعت : بس ماما متراجعتش بالعكس كرهته وكرهت اي حاجه تربطها بيه ....حتي أنها بعد وقت صغير اتجوزت اونكل طلعت ...
أومات وتابعت : شافت أن ده اكبر عقاب لبابا ....أنها تتجوز اللي صدقها و جري ورا الحقيقه ....
فضلت وقتها مع بابا اللي مهما ندم عمره ما فكر ابدا يعتذر وحتي سيرة ماما محدش بقي يجيبها
عاشت حياتها مع جوزها وحتي ربت بناته بعد ما اخدهم من امهم اللي طلقها بعد اللي عملته وده كان ابسط حاجه ترد بيها له الجميل ....عدت السنين وفكرت اني نسيت اليوم ده حتي مكنتش بفكر مين فيهم صح ومين غلط ...ساعات كنت بدي بابا العذر واقول الغيرة اتحكمت فيه وساعات تانيه بلوم عليه أنه لو كان حكم عقله وقلبه كان لا يمكن يصدق حاجه زي دي عن مراته وام بنته اللي عاشت معاه علي الحلو والوحش
ومقدرتش ولا يوم الومها علي انها بعدت عني .... اتظلمت وكان هتتظلم اكتر لو اتنازلت ورجعت له بعد اللي حصل وعشان كده مش زعلانه منها ...
كنت لما باجي اسكندريه مع بابا نزور تيته كانت من ورا بابا بتاخدني ازور ماما
ارتسمت ابتسامه علي شفتيها بينما تتابع : طبعا كان بيبقي عارف بس كان بيعمل نفسه مش عارف ...يعني ابسط حقوقها بعد اللي عمله أنها تشوفني وكان وقتها بيسبني مع تيته كام يوم عشان اشوف ماما براحتي ....سنه ورا سنه والمسافات بينا بقت بتكبر ....لغايه ما بقيت احس اني مجرد ضيفه
هزت راسها وتابعت بإقرار : مقدرش اقول انها كانت بتزعلني أو تضايقني ...بالعكس كانت كويسه جدا معايا ...حتي اونكل طلعت كان بيعاملني كويس هو وبناته ....بس برضه كنت بحس نفسي ضيفه أو دخيله علي حياتهم وعشان كده لما بابا مات وتيته قالت ليا اعيش مع امي مرضتش وعيشت معاها هنا في اسكندريه ....انا وتيته لوحدنا واكتر اتنين محتاجين لبعض .... ساعات كتير ببقي محتاجه لامي زي اي بنت ....زي دلوقتي محتاجه اوي امي وحاسه اني وحيده ...!
برفق شديد كان عمر ينظر إليها قائلا بحنان لاول مره يظهره : انتي مش لوحدك بعد كده ...انا جنبك
نظرت إليه ولمعت الدموع بعيونها بتأثر لحنان كلماته ليتابع عمر بابتسامه مشجعه : انتي مش محتاجه حد ....شدد علي باقي كلماته وكأنه يخبر نفسه بها قبل أو يخبرها هي : انا وانتي مش محتاجين حد ....هنبدا حياتنا مع بعض من غيرهم ....احنا مش محتاجين حد ..!
نظرت إليه ورسمت ابتسامه فوق وجهها وكأنها بها تتخطي كل وجعها وهو أيضا ابتسم لها بينما يعرف أن كلماته تلك لنفسه هو ....لن يحتاج لأحد من عائلته وسيؤسس لنفسه عائله. ....!
ظل ينظر إليها مطولا بينما لم يستطع لسانه اخراج كلمه حتي أنه لم يجد كلمه مناسبه ليقولها لها لتلتقي عيونهم لحظه بعدها ترتدي وسيله نفس قناعه بالتهرب من إظهار حزنها و مشاعرها وعلي الفور كانت تقول بصوت مرح : طبعا نفسك اتسدت بعد الكأبه بتاعتي
هز رأسه وقال بحنان وهو يمد يده ليضعها فوق يدها بعفويه : لا
سحبت يدها من أسفل يده بخجل بينما تبتسم له وتتابع بمرح تخفي به حزنها الواضح : فهمت بقي ماما كشرت ليه لما سألتها عن بابا
اوما وابتسم لها وعاد الصمت ليخيم عليهم مجددا بينما يستغرب عمر تأثره أو رغبته في إبعاد هذا الحزن عنها وهو من يكن ليشعر بالملل لسماع حديث طويل من فتاه ولم يكن ليكمله أما معها فالحديث دوما له بقيه
.............
.....
نظر ايهم الي غرام لتتوقف عيناه لدي تلك الاهداب الكثيفه الزائفه التي كللت عيناها وقد ارتسمت خطوطها بالاسود الفاحم لتعطي عيونها جمال متقن لم يجذبه ابدا مقدار تلك اللمعه التي لمحها بعيونها بسعاده بريئه كطفله صغيرة اخذها ابيها لشراء ملابس العيد بينما نظرت إليه
بخجل لا يتناسب مع تلك الصورة التي بدت عليها بتلك المساحيق التي تكاد تخفي ملامحها وتلك الملابس المنمقه للغايه بينما بدي كم أنها لا تشعر بالارتياح بها مهما بدت أنها فاتنه بها ... خفضت عيونها تجاه مختلف الهواتف التي وضعها البائع امامها قبل أن ترفع عيناها تجاهه مجددا وتغيب بالتطلع الي هالته ....ليست مجرد هاله رجل وسيم بل هاله رسمتها له بخيالها الطامح للحنان والراغب بالاحتواء ....اخذها ليحضر لها ما طلبته عزه كأي امرأه عرفها من قبل يلبي طلباتها لتلبي طلباته ولم يكن أبدا بالرجل البخيل بل يدرك جيدا أن الهدايا من الرجل للمرأه شيء لابد منه ليشعرها بأنوثتها ويدللها دون النطق بشيء بينما غرام رأت به حنان واهتمام بتفصيل صغير جرحها من والدتها وقرر أن يداويها ويعوضها به ....كل منهما قرء الاخر وفقا لما يريد ووفقا لما اعتاد عليه ....مرت بحياته نساء كثيرة ويعرف للتعامل معهم طريق معين لا يتبع سواه وهي لم يمر بحياتها من يهتم بها لذا ركضت خلف اهتمام لا تدرك سببه وفسرته كما يطمح قلبها وخيالها ...
خرجت نبره ايهم الرخيمه بينما يقول : اختاري !
تعلثمت بخجل وهي تخفض عيونها عن عيناه : مش بعرف فيهم ...اختار انت
دون سؤالها مره اخري اشار الي أحد الهواتف قائلا : هناخد ده
اوما البائع بتهذيب : تمام يااستاذ
بقيت واقفه مكانها بينما اتجه ايهم ليدفع ثمن الهاتف ويدون الفاتورة لتلتقط اسمه : ايهم عبد الحميد
ولم تلتقط باقي الاسم ولم تهتم كما لم يهتم ايهم بسؤالها عن باقي اسمها ليكتب الفاتورة باسمه هو
خفضت عيناها الي يدها التي تفركها بتوتر وخجل وسعاده لم تشعر بها من قبل ... الكثير والكثير من المشاعر تتدفق الي قلبها منذ أن قابلته قبل ساعه ليأخذها بسيارته لطريق لم تسأله عنه ووجدت نفسها معه ليشتري لها الهاتف ..... وضع ايهم الفاتورة بداخل علبه الهاتف واعطي لها الكيس الأنيق دون قول شيء لتقول بصوت غلفه الخجل وهي تأخذه. منه : شكرا
لم يهتم ايهم بل سار الي الخارج وهي خلفه ليركب مجددا سيارته وينطلق بها ....
نظر إلي يدها التي كورتها بحجرها ثم رفع عيناه ببطء يتطلع الي ملامح وجهها الجانبيه قبل أن يتوقف جانبا
ويلتفت إليها : جعانه .... انا جعان ...تعالي ندخل نتعشي
أومات بلا تفكير بل إن السعاده تراقصت بداخلها وهي لأول مره تعيش شيء كهذا ....تخرج برفقه رجل ليتناولان الطعام سويا ...شيء لم يمر عليها ....فقط اعتادت علي حمل المسؤوليه ولم تعتاد أن تعيش حياتها هي فقط دون التفكير في الآخرين
تلفتت حولها بانبهار الي المكان الذي اخذها إليه
بينما ايهم لم يقل الكثير ....ما المانع من التغيير
تبدو فتاه بسيطه مثلما وصفتها عزه لذا لم يمانع من التسريه عنها فهو بالرغم من صمته إلا أنه يعرف دوما ان المراه يجب أن تكون لها معامله خاصه ...كلما اشعرتها بأنوثتها كلما أعطتك منها ....وهو انسان كان دوما راقي في تعامله مع المراه ....سخر من نفسه وهو يفكر بشيء كهذا ...يتزوج بتلك الطريقه ويتحدث عن الرقي
اوما لنفسه بينما يصحح جملته ( راقي في التعامل معها وليس في مشاعره تجاهها ) بعد زوجته كل النساء بحياته لغرض واحد ....غرض تعرفه جيدا لذا يخطو معها تلك الخطوة دون تردد أو تفكير من اي عواقب وهاهو يخطو تلك الخطوة برفقه غرام التي كانت ما تزال مأخوذه بسحر كل ما تعيشه معه حتي الآن ....رجل يتعامل معها بتلك الطريقه ... لم تكن تحلم يوم بشيء كهذا أو دعنا نصحح الجمله أيضا ( جفاف حياتها ماثل جفاف أحلامها لذا لم يكن لديها احلام وما إن ظهر شيء. مختلف بحياتها ركضت خلفه ظنا منها أنه الحلم المنشود )
دخلت غرام بتردد خلفه بينما خطي بضع خطوات يفسح لها المكان لتدخل الي هذا المنزل .....هل تسأل لماذا أتت الي هنا او تظل تحيا في أحلامها البلهاء وكأن ما يحدث شيء طبيعي وان وجودها معه بمنزل لا تعرف شيء لا يدعو للخوف أو حتي التساؤل ....!
.............
....
نظر عمر الي وسيله التي انتظرت منه اجابه علي سؤالها لتعيده مره اخري : عاوز تتجوزني عشان الموقف اللي حصل ياعمر ولا فعلا حبيتي وعاوز نكون مع بعض في الحياه
لم يفكر في سبب إلا أنه شعر برغبته أن تكون في حياته لذا استصعب الرد ولكن ما أكده : لا مش عشان الموقف ده يا وسيله ....نظرت له باستفهام لتدفعه لتحصل علي اجابه تريح عقلها الذي مازال لا يستوعب طلب كهذا ويرفض الاعتراف بما يخبره به قلبها : امال !؟
هز عمر كتفه : قولتلك حسيت اني عاوز اتجوزك
ضحكت وسيله بخفه بينما تخفي صدمه عقلها من إجابته : بس كده ؟!.
اوما لها ونظر في عيونها بينما لم يعد هناك بد من اعطاءها الاعتراف الذي تريده والاحتفاظ لنفسه بالاسباب ....لا يفهمه أحد لذا اعتاد أن يقدم لهم ما يريدون سماعه وهاهو يخبرها أن شعوره هو فقط ما دفعه لطلب الزواج منها وهي لاتراه سبب كافي لذا فليعطيها الأسباب
: من اول ما اتكلمنا مع بعض وانا اتشديت ليكي ....كل يوم بحس اني عاوز اقرب منك اكتر ....برتاح معاكي ومعجب بكل حاجه فيكي ومن غير ما افكر كتير بعد ما حسيت كل ده معاكي الطبيعي اتجوزك
ربما لم يخطيء في وصفه لما يشعر به تجاهلها ولكنه أخطأ في الاصرار أنه يقول تلك الكلمات لها فقط لترتاح وان بداخله لا يوجد سبب لزواجه بها إلا مجرد إحساسه أنه يريدها أن تكون في حياته ....ظلمها وظلم إحساسه بها والذي كان كما وصفه بالضبط وتعجل كثيرا بتلك الخطوة التي كانت ستأتي ولكن بالوقت المناسب وايضا هذا اعتراف أدركه بعد شهور طويله من تذكره لتلك الكلمات بينهم ....
سحبت وسيله نفس عميق بينما تحاول أن تهديء من دقات قلبها التي تسارعت بعد سماع تلك الكلمات
لتقول بتردد : بس ...بس يعني انت مش احسن لو تاخد وقت شويه تفكر تاني
هز عمر رأسه قائلا بجديه : مش محتاج افكر يا سيلا ....انا عارف نفسي وعارف انا عاوز ايه
نظر لها بعتاب وتابع : انتي اللي شكلك عاوزة وقت
هزت وسيله راسها بينما صعب عتابه عليها قول حقيقه خوفها وارتباكها من تلك السرعه التي تطورت بها علاقتهم : لا مش كده
نظر إلي عيونها باستفهام : امال ايه ؟!
ابتلعت رمقها ببطء كما ابتلعت نظراته عيونها لتري بداخلها كم هو بالفعل بحاجه اليها ...
..................
....
تطلع ايهم مطولا اليها لتبدأ أنفاسه تتثاقل بينما امسك بمنديل أخرجه من جيب سترته وبرفق مرره فوق شفتيها يزيل احمر الشفاه الذي راودته تلك الرغبه بإزالته عن شفتيها التي أراد أن يتناولها بين شفتيه دون احمر شفاه ....
فقط يريد يذوق شفتيها التي بدت اكثر اثاره دون أي شيء فوقها ....اجفلت غرام من فعلته واندفعت الحمره الي وجهها وسرعان ما خفضته ليمد ايهم أنامله برقه اسفل ذقنها يرفع وجهها إليه ويتابع ما يفعله ولكن تلك المره بأطراف أنامله التي تلمست شفتيها ترسم خطوطها بلمسه ساحره لتلتهم عيناه شفتيها قبل شفتاه وهو يتطلع إليها بينما اكتنزت بحمره طبيعيه حددت منحنياتها لتبدو مغريه في نظره أكثر مما كانت بأحمر الشفاه
دق قلبها بجنون من لمسه أنامله التي أخذ يحركها فوق شفتيها برفق لتغمض عيناها بوجل شديد تحاول ايجاد القدره بداخلها لتتحكم بسيل تلك المشاعر بداخلها ....هناك من بعيد خلف تلك السحابات الورديه التي تزاحمت بخيالها صوت ناقوس يدق بقوة ويحاول أن ينبهها ولكن كلما حاولت الاستماع لصوت الخطر كان صوت دقات قلبها المتسارعه يطغي علي اي صوت .....
فيضان من الاحاسيس والمشاعر داعب قلبها وكيانها لاول مره وهي تعيش شيء حلمت به .....ارتجفت أنفاسها بينما شعرت بتلك الأنفاس الساخنه تداعب وجنتيها لتحاول ان تفتح عيونها ولكن رعشه عاتيه انتابت جسدها حينما لامست كلتا يداه خصرها يقربها إليه ليلامس جسدها صدره العريض ....واه من هذا احساس قلب عالمها الذي لم يعد يدرك شيء مما حوله وكلما حاول صوت الناقوس أن يعلو من أسفل كل تلك الأصوات الطاغيه كلما باغتتها كلمات فيفي التي رسمت فوقها احلام ورديه ولم تدري انها رسمت احلام زائفه ستسقط مع اول نسمه هواء ....
أنها تكون مع رجل جعلها تعيش مشاعر اهتمام لاول مره تشعر بها وكم كانت صدفه ان يشعرها ايهم بمثل هذا الاهتمام الذي بالغت في تقديره فهو رجل اشتري هديه لامراه وأخذها لتناول العشاء قبل أن يقضي رغبته بها بينما هي ظنته فارس الاحلام الذي احضر لها نجمه من السماء الورديه التي مازالت تحلق بها فلم تجد بنفسها القدره علي أبعاده أو السيطرة علي دقات قلبها أمام تلك المشاعر التي داعبت قلبها لاول مره
بينما اختطف أنفاسها وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه ....
لتستجيب له دون ادني مجهود فقد دخل إليها من الباب الصحيح وهو حاجتها للاهتمام و الاحتواء فحصل من شفتيها الجاهله علي استجابه زادت من أثارته وهي تاركه له شفتيها يتذوقها كيفما يشاء ......!
............
....
نظرت جوري إلي ابيها الذي مد ذراعه لها قائلا بحنان : تعالي ياجوجو
قامت من مكانها واتجهت الي ابيها الذي سرعان ما امسك بيدها واجلسها بجواره علي طرف فراش المشفي
ابعد شعرها عن وجهها ورفع ذقنها إليه بحنان بينما يسألها : زعلانه ليه ؟!
هزت راسها وقالت برقه : مش زعلانه
ابتسم لها ومال يداعب وجنتها : امال الوش الجميل ده مكشر ليه
هزت راسها ليباغتها بسؤاله الماكر : زعلانه علي الجحش ابن البحيري ....؟!
.........
...
عقد صالح حاجبيه باستفهام : يعني ايه هتشتغلي ...انتي مش اترفضتي
هزت ثراء راسها وقالت بكذب : كلموني وقالوا إني اشتغلت
لم يفهم صالح شيء ليضيق عيناه يحاول أن يتبين كلامها وعلي الفور كانت ثراء تتابع بنبره فخيمه لا تقبل الجدل : ربنا أراد يا بابا وفوق اراده ربنا مفيش سؤال
وهاهي ترتدي عباءه الايمان الزائفه بينما كانت أول من اعترض علي اراده الله وركضت تحيك الخطط بمشروعيه حللتها لنفسها واقنعت نفسها انها تستحق تلك الوظيفه وما فعلته مجرد طريق لايهم ما دام يوصلها لهدفها
..........
...
قال سيف بعقلانيه : نستني كام يوم وانا هسافر لعاصم واتكلم معاه وان شاء الله ترجعوا لبعض
نظر مراد الي ابيه بامتعاض : لسه هستني
اوما سيف بحزم : اه هتستني ولا عاوز تحاول تتكلم معاها كلمه تانيه وتضايقها و الموضوع
يتعقد ...اسمع الكلام الافضل اننا نستني
هز مراد رأسه : لا يابابا مش هقدر استني
زفر سيف بضيق : وكنت طلقتها ليه لما مش قادر علي بعدها
زفر مراد هو الآخر : اهو اللي حصل بقي يابابا ....قولتلك كنت بهددها وخلاص
التفت له سيف بحنق : وادي آخره تهديدك ....رفع إصبعه أمام وجهه ابنه وتابع : اسمع يا مراد انا حاليا هسكت ومش هتكلم في اللي عملته معاها ولا اسألك ايه اللي وصل الموضوع بينكم لكده بس ده عشان انت تقعد مع نفسك وتحاسبها وتشوف انت عملت ايه غلط وتصلحه
ترك ابنه وغادر لتسرع نور تجلس بجوار ابنها قائله بصوت خفيض : مراد متمسمعش كلام ابوك
نظر لها بعدم فهم لتشير تجاه قلبه وتتابع: اسمع كلام قلبك ....نظر لها لتهز راسها له بتشجيع : سافر لها يا حبيبي ...حسسها انك مش قادر علي بعدها
كلام ابوك عاقل زياده عن اللزوم واوقات الست بتبقي مش عاوزة العقل وعاوزة جنان الحب ...سافر لها ووريها جنانك
تسربت الابتسامه لوجهه مراد الذي هتف بتشجع : ده انا هوريها هي وأبوها الجنان اللي علي حق
ضحكت نور وغمزت له :
لا وريها هي وأبوها مالكش دعوه بيه خالص ....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
بكرة أن شاء الله الجزء التاني من الفصل
تسلم ايديك كالعادة مبدعة جدا
ردحذفايوه بقي علي جنان مراد اللي هيطلع 💃🏻💃🏻💃🏻
ردحذفتسلم ايديكِ يا رونا البارت تحفة 😍😍
تحفه
ردحذفالرواية جميلة اووى ببقي منتظرة البارت كل يوم من الروايات الي تشدك و تخليكي تتفاعلي معاها و عايزة تعرفي اية هيحصل و الصراحة انتي مبدعة و كل روايتك ممتعة
ردحذف❤❤❤❤❤
ردحذفتحفه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه
ردحذف😍😍😍😍
ردحذفرووعة
ردحذف💜💜💜
ردحذفروعه تسلم ايدك يا رونا ومبسوطه أن مراد هيحكم قلبه بس ياريت عاصم يخف عليه شوايه
ردحذف❤❤❤
ردحذففين الجزء الثاني
ردحذففين الجزء الثاني 🥺🥺
ردحذفغرام راحت فى طريق صعب هى الخسرانة الوحيدة فيه
ردحذفشكل مراد حيتجنن عاصم
ردحذف😗😗😗
ردحذف