قيد من دهب الفصل السادس والخمسون

0


 الفصل السادس والخمسون 


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

كل مرة ينتهي الأمر بجفاء وبعد أكثر من قبله فهاهي ماس تغادر وبداخلها كلماته لا تتوقف عن التردد بعقلها والتي لا يوجد لها إلا معني واحد ( تسير وفقا لما يريد وبالمقابل يفعل لها ما تريد ) حتي وان كان هذا ما سيحدث فلم يكن عليه نطقه بتلك الهيمنه ... لم يكتفي بكل ما حدث بينهم ومازال متمسك بكل تفكيره وعقيدته وكبره وغروره ..كل شيء لديه قيمه بخلاف ما بينهما الذي لا يراه يستحق أن يتوقف ولو قليلا مع نفسه ويري ما وصلوا إليه ...!

ليس عناد منها ولكن خوف ....خوف بالغ من تكرار كل ما مر بينهما بمجرد عودتها له طالما لم يري بنفسه اي خطأ ...!

دار جاسر حول نفسه بغضب شديد فهاهي مجددا 

رفضت محاولته ...!

دفع كل الاشياء من فوق طاوله الزينه بغضب شديد وهو يراها عنيده نفس عنادها معه قبل الزواج ...نفس الرفض ونفس الرغبه بالابتعاد باختلاف المبررات ...!

كل مرة هو من يطلب القرب وهي من تبتعد !

فعل كل ما عليه ولن يفعل المزيد ....!

مبررات لا تدخل عقل طفل صغير تتذرع بها لتبقي بعيده عنه أو بالاحري لتجبره علي أن يفعل ما تريد هي ...لا لن يكون طوع بنانها وهي تلوي ذراعه ...لن يفعلها الا لأنه يريد هذا فلتبتعد كما تريد ...! 

خرجت ماجده من المطبخ تهرول حيث كانت قد وقفت تعد الطعام وبداخلها امل في عوده المياة الي مجاريها بين ابنها و زوجته لتتفاجيء بتلك الاصوات العاليه التي صدرت عن تحطيم شيء 

اتسعت عيونها وهي تري جاسر واقف بوسط الغرفه بوجهه منتفخ ومحتقن بالغضب وقد حطمت يداه ما طالته لتقول بهلع وهي تتلفت حولها : 

جاسر في ايه مالك ياابني وماس فين ؟!

حاول جاسر السيطرة علي غضبه ليفرك وجهه ويتجه الي خارج الغرفه متجاوز والدته

وهو يقول باقتضاب : مشيت 

خابت ملامح ماجده من رده لتتجه خلفه قائله بعتاب :: وليه ياابني سبتها تمشي ؟!

صمت جاسر ولكن حركه جسده المتشجنه وهو يرتمي جالس علي الاريكه كانت ابلغ رد علي ماجده التي هزت راسها وجلست بجواره تضع يدها علي كتفه وهي تقول برفق تلك النصيحه التي يسديها إليه الجميع ولكنه لا يستمع إليها ليس عنادا منه ولكن لأنه حقا لا يعرف كيف ينفذها فهو بكل مرة يلتقي بها تخرج الأمور عن سيطرته وفي النهايه يجد الفجوة تزداد بينهم خاصه وهو يراها تعاند معه ولا يراها خائفه من تكرار تلك المشاكل بينهم لذا هي متمسكه بأن سبب أخطاءه وكعادته يفهمها بطريقته لذا لا يصل معها الي اي طريق 

: كنت سايسها شويه ياجاسر وتعالي علي نفسك عشان ترجعلك 

انتفض جاسر وصاح بغضب دون إرادته افرغه في والدته نابع من إحساسه بعجزة عن تنفيذ تلك الكلمات البسيطه من وجهه نظر الجميع ولكن في قاموسه هو يعجز عن تنفيذها بينما يراها تلوي ذراعه : أنشأ لله ما رجعت.... خلاص انا مش عاوزها ومش عاوز حد تاني يتدخل في الموضوع ده 

انصدمت ملامح ماجده ليس من غضبه ولكن من تلك الكلمات التي لاتصدق أنه نطق بها تجاه علاقته بماس 

فأبنها لا يتخلي بتلك البساطه ابدا عن زوجته ... فهل انتهي الحب الذي وقف أمام الجميع وتمسك به ووصل بينهم الحال الي طريق مسدود 

فرك جاسر وجهه بغضب من نفسه بينما فقد تماما السيطرة علي نفسه ليقول باعتذار لوالدته :انا مش قصدي اتعصب عليكي ياامي  

ربتت ماجده علي كتفه بحنان : ولا يهمك ياحبيبي انا مش زعلانه الا عليك وعلي بيتك  

زفر جاسر بحنق ووضع رأسه بين يداه لحظه قبل أن يرفعها تجاه والدته التي بدأت تحدثه بهدوء شديد بينما تتعمد أن تذكره بمقدار أخطاءه التي ارتكبها والتي مازال يرتكبها : هي ماس غلطت معاك في ايه ياابني عشان تطلقها ؟! 

اشاح جاسر وجهه المحتقن بصمت لتتابع ماجده : اي اتنين بيحصل بينهم مشاكل وهي طلبت تتطلق وغلطت معاك بس انت كمان متنتهاش وطلقتها يبقي انت كمان غلطان مش كده !

انفجر جاسر بغضب : لا مش كده ....طلقتها مش عشان طلبتها طلقتها عشان هي حسستني أنها عاوزاها ...!

ابتلعت ماجده ببطء بينما تري مقدار فوران أعصاب ابنها لتقترب منه وتقول برفق : انا عارفه انك زعلان ومتضايق أنها مرجعتش وفاكرها عاوزة تبعد عنك بس لا ياجاسر ماس بتحبك هي بس كرامتها مجروحه 

اشاح بوجهه برفض لتصديق تلك الكلمات فهو حاول أكثر من مره ولكن ماجده لم تيأس وتابعت : هي لسه واخده علي خاطرها منك و بتدلع وعاوزة تشوف غلاوتها عندك مش اكتر ياحبيبي ....نظرت إلي ملامح وجهه المتعبه من بعدها والتي يخفيها خلف غضبه برفق وتابعت : واقف ليها ند بالند ليه ياابني ...انت الكبير وانت الراجل 

قاطعها جاسر لينهي الحديث : ماما لو سمحتي ...

هزت ماجده راسها وتابعت حديثها برجاء : اسمع كلام امك مره ... ياجاسر انت طبعك حامي وهي شبهك ...انت مش بتفكر أن كل زعلها ده عشم وغلاوة وفاكر إنه عاوزة تبعد عنك عشان كده مش عارف تصالحها ...بدل الاماكن هتعرف أنها بتتصرف زيك لأنها شبهك 

اقتربت منه ووضعت يدها بحنان علي كتفه وتابعت : شوف لما ماس بتتكلم مع ابوك بيعرف يفهمها ويهديها ازاي عشان ابوك هادي و بيسمعها وينزل لتفكيرها ...انت سايسها زي ما بيعمل ابوك ...خدها واحده واحده ..ياحبيبي صعب علي اي واحده جوزها يطلقها بطريقتك دي ...ياريتك كنت طلقتها وانت بتتخانق معاها كلانا قالت لحظه غضب إنما أنت كلمت أهلها وروحت للماذون طلقتها يعني قاصد وعشان كده هي زعلانه ... بالك لو هي مش بتحبك كنت ولا هتفرق معاها ... بس هي بتحبك ومش عاوزة منك الا انك تطيب خاطرها وتقولها أن الطلاق ده كان لحظه شيطان وترد كرامتها قدام أهلها 

هز جاسر رأسه برفض : زهقت من الكلام وهي مش عاوزة تسمعني .... حاولت معاها كتير

قالت ماجده بتشجيع : حاول تاني 

صمت جاسر بينما يري أنه بكل محاوله ينهي الأمر بكارثه كما حدث قبل قليل ليهز رأسه : مستحيل 

تنهدت ماجده وتابعت بأسي : ليه يا جاسر ...ده انا قلبي بيتقطع ومش بعرف انام من الذنب اللي حاسه بيه ناحيه البنت دي ....نظر جاسر الي والدته التي قالت باعتراف : 

انا كنت واقفه قصاد جوازك منها ومش بس كده .. كنت دايما سيئه الظن بيها وظلماها وكنت بوقع بينكم مش هنكر 

تهكمت شفاه جاسر من اعتراف والدته التي تابعت وهي تهز راسها : بس حق ربنا القلم اللي اختك ادتهولي بتصرفاتها فوقني وخلاني اعرف غلطتي في حقها ... 

خجلت ماجده من باقي حديثها ولكنها قالته لتكفر أن ذنبها وتفتح راس ابنها : جاسر تقدر تقولي عيبها ايه مراتك 

عقد جاسر حاجبه بعدم فهم لتتابع ماجده : ايه ...ليها تفكير ساعات بيكون مختلف عن تفكيرك ...بترد عليك ....مش بتسمع كلامك ساعات.... ماسكه في شغلها طيب ماهو اختك بتسمع كلامك جوزها ومش بتشتغل وماشيه زي ما الكتاب ما قال قدامه بس شوف في ضهره وضهرنا عملت ايه ...!

انت بلسانك قولت انك ظلمت ماس وجيت عليها وهي سكتت وقتها وقبلت كل ظلمك ليها حتي من غير ما تعرف السبب ... قولت انك مشيت ورا كلام اختك وكرهتها بسبب كلام اختك الغلط عنها ....نظرت إلي ملامح جاسر التي بدأت تلين لتتابع : ياجاسر 

انت حقيت نفسك علي غلطتك في حقها قدامنا كلنا واعترفت انك السبب في موت ابنها وهي سكتت وحتي متعرفش سبب تصرفاتك ...ليه بقي مستكتر عليها تطيب خاطرها وتتحمل زعلها منك ....ياجاسر ياابني دي 

قلبها انكسر علي موت ابنها وفضلت معاك ومتعرفش أن اختك السبب .....افتكر أنها في عز ما كنت بتتخانق معاها نطقت كلمه حق وبرئت اختك قدام جوزها ومتكلمتش علي عمله اختك اللي ملهاش سبب ولا مبرر ...اختك اللي راحت وقعت بينها وبين اخوها وقالت علي اللي كان بينكم وبرضه كل ده غدر في ضهرها  

تنهدت ماجده وتابعت : اعد ليك ايه ولا ايه ياجاسر بجد انا مش بعرف ابص في عينيها وانا عارفه أن اختك السبب  

ربتت علي يده وتابعت برفق : حتي لو هي زي ما بتقول مزوداها شويه معاك معلش المس ليها العذر حتي لو علي ضياع ابنها ....انا شوفت حرقه قلبها يوم ما شافت العيل علي ايد مني الشغاله اعذرها ياحبيبي ...

افلتت تنهيده حاره من قلب جاسر لتقول ماجده بعتاب لطيف : ليه ياجاسر قلبك قسي عليها كده ....ده انت كنت بتقف قدامي عشانها دائما ومكنتش بتتحمل عليها الهوا ....ضحكت وتابعت : ايه بقي ... هو محدش يقدر يزعلها غيرك ولا ايه ...

نظر جاسر لها لتبتسم ماجده له وتتابع : 

طلع عقلك برا الموضوع وبلاش تحسب وتفكر عشان هي مش في حاله طبيعه بعد الي حصل ليها  

اتحملها وهي لما هتبقي كويسه هتتحملك زي ما اتحملتك واتحملت تصرفاتي وتصرفات اختك معاها قبل كده ...

ماس بنت جدعه متخسرهاش اكتر من كده .... لو ليا غلاوة عندك راضيها ياجاسر ورجعها ....

صمت جاسر لتقول ماجده بتشجيع : ايه رايك انا هكلم أبوك ونروح كلنا علي بيت اهلها ابوك يتكلم مع شريف ويعتذرله وانت خد ليها هديه وطيب خاطرها وان شاء الله ترجع معانا 

هز جاسر رأسه : مش هينفع 

انزعجت ملامح ماجده : ليه ياجاسر ؟!

تنهد جاسر واشاح بوجهه بينما كلمات ماجده ريما جاءت بوقتها لتجرف كل تفكيره الي جهه أخري ويعود ليري ما اقترفه بحقها من اثام بل وزادها بتهديده لها بزواجه من أخري ليسخر من نفسه بينما وقع الكلمه فقط غريب علي أذنه فما بالك بالفعل الذي يستحيل أن يفعله : انا عارف انها مش هترضي ...خليها شويه تهدي وبعدين هروح اصالحها 

نظرت له ماجده لتتبين صدقه ليهز جاسر رأسه : هصالحها ياامي 

اوما لها جاسر لتربت ماجده علي كتفه قائله : طيب يلا أنا هسيبك وهروح

هز جاسر رأسه قائلا : انا هروح حضرتك 

أوقف جاسر سيارته اسفل منزل والدته التي قالت بعتاب طفيف : مش هتطلع تسلم علي ابوك 

هز جاسر رأسه : معلش ياماما عندي شغل 

ترجته ماجده : عشان خاطري ياجاسر ..ده نفسيته زي الزفت عشانك انت واختك 

صعد جاسر لتدخل ماجده الي زيدان الغرفه تخبره بوجود جاسر بالخارج ..

: معلش يازيدان انت عارف ان جاسر خلقه ضيق شويه بس طيب وانت نفسك لما كنت في سنه كنت كده بالسياسه فهمه غلطه وهو هيسمعلك 

قام زيدان علي الفور لرؤيه ابنه وهو يهز رأسه بينما بالرغم من غضبه من تصرفات ابنه إلا أنه اشتاق اليه 

نظر زيدان الي جاسر نظرة حملت ما يريد قوله من عتاب عما اوصل إليه حياته بعدم سماعه إليه ولكنه لم يقل شيء حتي لا يزيد عليه 

نظر إليه قائلا : عامل ايه ياجاسر ؟!

اوما جاسر باقتضاب قائلا : الحمد لله ...اخبار صحه حضرتك ايه ؟!

هز زيدان رأسه قائلا : الحمد لله 

قامت ماجده قائله : انا هقوم اجهز الغدا واسيبكم تتكلموا مع بعض 

لم يستطيع زيدان منع نفسه من التحدث مع ابنه مجددا بالرغم من قراره أنه لن يتدخل 

ليقول بتمهل وهو يري حاله ابنه : ناوي علي ايه ؟

نظر جاسر الي ابيه باستفهام : في ايه يابابا ؟

قال زيدان بهدوء : في حياتك 

صمت جاسر فهو لا يعرف اجابه لهذا السؤال بينما كل شيء تعقد لينظر زيدان إليه قائلا : خسرت اد ايه لما فضلت تكابر وتعاند ؟! 

شايف خسايرك اكتر ولا مكاسبك دلوقتي ...

وضع جاسر راسه بين يديه بصمت بينما أبيه محق ووالدته محقه ووجع قلبه وعتابه له محق ولكن كيف السبيل بعد ما قاله لها قبل قليل 

تعالي رنين جرس الباب لتتجه إليه ماجده تفتح  

نظرت مي الي والدتها بتردد بينما شعرت بالاختناق ولم ترد شيء إلا الجلوس مع والدتها والحديث معها مثل سابقا ...ابتسمت ماجده الي ادم وحملته وهي تقول لمي باقتضاب من خلف قلبها : تعالي يا مي  

ركض ادم تجاه جاسر الذي تهللت اساريرة وهو يري الطفل الصغير ليميل عليه يحمله ويقبله 

دخلت مي إليهم بتردد لتقول وهي تضع عيناها علي الأرض : السلام عليكم.... ازي حضرتك يابابا

ازيك ياجاسر 

اكتفي كل منهم بهز رأسه ليعتدل زيدان واقفا وهو يقول : انا هدخل ارتاح 

بنفس اللحظه اعتدل جاسر واقفا موجهه حديثه الي والدته : عاوزة حاجه ياماما ؟

تعكرت ملامح ماجده لانفلات عقد عائلتها لتشير بعيونها بتشجيع لمي أن تلحق بأخيها وتحاول أن تعتذر منه 

أسرعت مي خطوتين تجاه جاسر تناديه : جاسر.  

التفت جاسر إليها بصمت لتقول باعتذار : جاسر انا مكنش قصدي كل ده يحصل ...نظرت إلي عيناه وتابعت بصوت مختنق : انت اخويا الوحيد وعمري ما كنت اتمني يحصلك كل ده بسببي ..... كنت شايفه دايما انك كتير عليها ....هزت كتفها وتابعت بأسف : 

معرفش ليه ......بس فكرة أنها بتخلي الكل يحبها ويسمع كلامها خلتني اغير منها غصب عني ....فكرت هتضايق منها مش اكتر بس عمري ما فكرت يوصل الموضوع لكده 

هز جاسر بصمت وانصرف لتتجه ماجده إليها بتوبيخ : 

ايه اللي بتقوليه ده ...بتفتحي ليه في اللي فات 

هزت مي كتفها بيأس : اقول ايه ياماما بقول الحقيقه 

اشاحت ماجده برأسها بعدم رضي : قولي له متزعلش وخلاص من غير ما تفتحي في اللي فات 

شعرت مي بالانكسار وبعدم رغبه عائلتها بوجودها لتأخذ طفلها بعد قليل وتنصرف وهاهي ماجده أيضا لم تتمسك بها بينما كل ما شغلها هو الحديث مع زيدان  

: احنا لازم نتدخل يا زيدان .....الموضوع بيكبر بينهم 

تنهدت وتابعت بحسره : دي جت تجري عليه لما عرفت أنه تعبان وقولت خلاص هيتصالحوا بس معرفش ايه اللي حصل وخلاهم يتخانقوا تاني ...والله البت طيبه وبنت حلال 

تهكم زيدان قائلا : وهي المشكله فيها ولا في ابنك 

هتفت ماجده باحتدام : اهو طبعه بقي احنا هنفضل نسلخ فيه لغايه امتي 

قال زيدان بعدم رضي عن دفاع ماجده عنه : لغايه مايعقل ......ده راجل ولازم يعرف غلطته 

تقدري تقولي ليا هيعمل ايه فيها قدام عياله طالما طول الوقت صوته عالي 

قالت ماجده بتسويف : ماهو يا زيدان هيكون هدي أن شاء الله لما ربنا يكرمه بعيل ....وبعدين هو يعني مجنون طول الوقت بيزعق ...اهي الحياه شويه وشويه وكل واحده عارفه طبع جوزها 

قال زيدان بعقلانية : وهو كمان ادري بطبعه ولازم يتحكم في نفسه إنما يفضل يكابر ويقول مغلطتش ده كلام تاني هتفت ماجده بتنهيده عميقه : والحل 

قال زيدان بحزم : هو اللي لازم يلاقي الحل مش احنا ! 

.....


غزي الخوف ملامح سلمي التي لم تعرف ماذا تفعل وهي تنظر إلي تلك الحقيبه التي تحوي تهمه لا تقوي عليها 

فهذا الماكر الخبيث استغلها اسوء استغلال وهي بطمعها أصيبت بالعمي 

وبعد تفكير مضني في حل تأمن به شرور زياد هاهي تنظر هنا وهناك وتتلفت حولها بينما تاكدت أن لا احد خلفها 

وهاهو من وسط الناس يظهر من كانت تنتظره ! 

نظر مكرم إليها بينما اخفي ببراعه فضوله حينما اتصلت به وأخبرته أنها تريده بأمر هام وكل ما توقعه هو شيء يخص زياد بينما يدرك علاقته بها ...

قال دون مقدمات : خير ؟!

ابتلعت سلمي وتلتفتت حولها مجددا قبل أن تطمئن أن لا احد يتبعها لتقول : انا واقعه في مشكله كبيرة اوي ومحدش غيرك هيقف جنبي..... نظرت إليه وتابعت : انت طول عمرك جدع يامكرم ارجوك اقف جنبي 

رفع مكرم حاجبه باستفهام : مشكله ايه ...؟! 

أخبرته سلمي بما حدث ليدب الشك في رأس مكرم بينما يدرك جيدا ماهي تلك الفتاه وما علاقتها بزياد الذي ظن أنه يحيك أمر ليورطه به ولذا ارسل تلك الفتاه إليه 

قال مكرم ببرود : و مبلغتيش ليه عنه ؟!

قالت سلمي برفض : ابلغ ازاي وانا معايا تهمه زي دي ....ده ممكن يلبسهالي أو يقول اني شريكته ...

هز مكرم رأسه ببرود : وانا ايه علاقتي بالموضوع ده ؟!

قالت سلمي برجاء : عاوزاك تقولي اعمل ايه ....انا مستحيل انفذ اللي هو قاله واللي انا مش عارفه هو ناوي علي ايه فيه ...منين عاوز ينتقم منها ومنين مش عاوز ياذيها ...دفعت خصلات شعرها للخلف وقالت بتوتر : هو الخطه اللي قالي عليها عشان ياسمين اكيد فخ لحاجه تانيه ...انا لولا سمعته كان زماني ....قاطعها مكرم بتهكم : كان زمانك ملبسه الموضوع لياسمين ...مش كده ؟!

هزت نظرات سلمي وقالت باعتراف : غصب عني يا مكرم ...فكرت لما هسمع كلامه هيتجوزني 

تهكم مكرم منها بنظراته لتقول سلمي برجاء :  

اعمل ايه يا مكرم 

انا مرعوبه ياتري مرتب ليا ايه ؟!

ضيق مكرم عيناه وسألها : فين الشنطه دي ؟!

: خبيتها في بيت واحده صاحبتي  

اوما مكرم قائلا : طيب سيبيني وانا هفكر واقولك تعملي ايه بس بشرط ... خطوة بخطوة تقوليلي هو ناوي علي ايه ؟!

أومات سلمي بامتنان : شكرا يا مكرم ...انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه 

........


دخلت مي الي منزلها بصمت لتجد مالك يعد حقيبته 

ابتلعت وهي تسأله: انت مسافر ؟!

اوما باقتضاب : اه هخلص ورق رجوعي هنا واخلص باقي شغلي اسبوع وراجع 

قالت مي بأسي بينما الوحده والشعور بالنبذ يفتك بها من كل من حولها : اسبوع !

اوما مالك بصمت لتقول : طيب اجي معاك انا وادم 

أراد أن يستجيب لنبرتها ولكن عقله ابي فهو لن يكون بموضع المغفل مجددا ...لقد صبر علي تصرفاتها طويلا ولكن بأخر مرة سوء تصرفها طال آخرين 

ليقول : مفيش داعي 

........

تمددت ماس وياسمين كل منهم علي فراشها بصمت وحزن أصاب قلبيهما بالكمد بينما الشعور بالظلم يتغلغل بروح كل منهما ويفتك بها لتستيقظ ماس بعزيمه مكسورة وتقرر البقاء بالمنزل عكس ياسمين التي قررت متابعه حياتها وعدم النظر للوراء ....

.........

نظر مهران الي فيروز التي وقفت خلفه تضع عباءته علي كتفه وتنظر له بنظرات ماكرة 

التفت اليها قائلا بفطنه : بتبصي ليا كده ليه ؟!

ضيقت فيروز حاجبيها وهتفت بغيظ : متغاظه منك عشان عملت عليا الفيلم بتاع تعب جاسر وخليتني شريكه معاك واضحك علي صاحبتي 

ضحك مهران قائلا وهو يربت علي يدها : ميبقاش قلبك اسود .... ده كله عشان يرجعوا البعض ...يعني النيه خير 

لوت فيروز شفتيها متبرطمه : خير ...!! صاحبك ده ميجيش من وراه خير ابدا 

رفع مهران حاجبه : ولازمته ايه كلامك ده ....جاسر ابن حلال وراجل جدع ولاهو اول والاخر واحد يزعل مراته 

انفجرت فيروز به بغيظ : وهو اللي يزعل مراته المفروض يعمل ايه ...؟!

اوما مهران قائلا : يراضيها ويصالحها طبعا 

تهكمت شفاه فيروز بحنق : يعني ميروحش يتجوز عليها !

ضيق مهران عيناه بعدم فهم : يتجوز !

أومات فيروز بحنق : اه ...صاحبك بدل ما يصالحها ويراضيها قالها هتجوز عليكي !

اتسعت عيون مهران بصدمه ليبرطم بداخله بينما الجمت الصدمه لسانه : الله يكسفك ياابن اللواء ...! 

.......

...

ابتسمت ياسمين الي تلك المراه التي جلست امامها تتطلع بإعجاب الي تلك التصاميم التي تعرضها عليها وتقول بإعجاب : تحفه ...بجد تحفه ...انا محتارة اختار ايه ولا ايه 

قالت ياسمين بعمليه وهي تشير الي أحد الصور : ده حلو جدا وهيليق مع الخاتم 

أومات المراه باقتناع : تمام هختار تصميمك 

أومات ياسمين لتشير الي أحد العمال معها : هنبعت ده للتنفيذ لمدام رنا 

صافحت المراه ياسمين وانصرفت لتجلس ياسمين وهي تستند بوجهها الي يدها بوجوم ....تطلعت من خلال الزجاج الخارجي للمحل لتجد صالح يوقف سيارته بالخارج 

اخذت نفس عميق وتاهبت للقاءه : خير ياصالح 

نظر صالح الي وقفتها المتأهبه قائلا بعتاب : كده برضه يا ياسمين ...انتي تعملي فيا كل ده 

ازداد عتاب كلماته وهو يتابع : توقعت انك اكتر واحده فهماني في الدنيا وانك هتفضلي واقفه جنبي عشان عارفه كويس اوي الظروف اللي كانت كلها ضدنا 

رمشت ياسمين باهدابها وهي تقول بعتاب مماثل : وانا معملتش كده ؟!

اوما صالح قائلا : عملتي ....بس في الاخر بعدتي عني مع انك عارفه أسبابي 

أبعدت ياسمين عيونها عن عيناه وهي تتذكر كلماته لتقول : كفايه احملك مشاكلي اكتر من كده ...انت عملت عشاني كتير 

قال بعتاب : ياسمين انتي حياتي ولو كلامي زعلك فأنا قولته من غيرتي عليكي مش اكتر لما قارنتي بيني وبينه 

نظرت ياسمين إليه لتلتقي عيناه بعيونها لحظات قبل أن تهتز نظراته حينما سألته ياسمين : طلقتها ؟!

ابتلع صالح ببطء بينما كانت تلك الشعره التي تفصل ما بين رجوعها ومابين ثباتها علي موقفها ...

لتعيد سؤالها مرة أخري : طلقتها ياصالح ؟!

حاول صالح التبرير ولكن اي مبرر ستفهمه تلك التي وعدها كل تلك الوعود وهاهو لم ينفذ اي منهم ....مازالت أخري زوجته حتي بعد كل ماحدث ..!

ليقول صالح بتبرير واهي : ياسمين انا قولتلك هطلقها 

تهكمت ياسمين بمرارة وهي تشيح بنظراتها عنه : ومطلقتهاش ...! 

قبل أن ينطق بكلمه أخري كانت ياسمين تدير وجهها لتعود الي عملها وكل دماءها تموج بغيره قاتله بينما من وجهه نظرها لم يعد هناك أي سبب لإبقاء امراه أخري بعصمته ....!

قال إنه سيطلقها ولم يفعل فلماذا تقتنع بكلام بينما الفعل أشد وقعا ...!

قالت وهي تخفض عيونها : لو سمحت ياصالح انا مش هتكلم معاك في أي حاجه الا لما علي الاقل تنفذ وعدك ليا .! 

واضحه للغايه في طلبها ولا يستطيع المجادله ....بعد أن وصل صالح الي سيارته تذكر أنه لم يعطي لها هاتفها ليستدير ويعود إليها ...! 

عقدت ياسمين حاجبيها حينما تفاجات بمكرم يدخل الي المحل لتسرع إليه تسأله بقلق : مكرم . .بابا كويس ؟!

اوما مكرم : بخير ...انا بس حاولت اتصل بسيادتك بس معرفتش اوصل ليكي وكنت عاوزك في موضوع مهم 

أومات وأشارت له ليجلس ولكن قبل أن يتحرك مكرم كان صالح يقتحم الصورة وبغضب بالغ اندفع بعروقه فور رؤيته لمكرم كان يهاجمه بانفعال : انا مش قولتلك ابعد عنها .. !

قال مكرم بهدوء : انا عاوز ياسمين هانم في موضوع مهم ولولا كده مكنتيش جيت 

هتف صالح بحنق : موضوع ايه اللي بينك وبينها ؟! 

قال مكرم بنفس الهدوء موجهها حديثه لياسمين وهو يحاول أن يتجنب اشتباك بينه وبين صالح ؛ بعد اذنك يا يا ياسمين هانم هبقي ارجع وقت تاني 

فتكت الدماء الحارة بعروق صالح ليندفع تجاه مكرم بغضب اعمي يمسك بتلابيبه ويلكمه بقوة في وجهه : بقولك كلمني انا .... انا جوزها ...! 

صرخت ياسمين بهلع واسرعت تقف أمام مكرم وهي تبعد صالح عنه وتترجي مكرم أن يهدأ : مكرم عشان خاطري اهدي ...

فرك مكرم فكه بغضب وعيناه ترسل نظرات ناريه تجاه صالح الذي استشاط غضبا من رجاءها له ليجذب يدها بحنق بعيدا عن مكرم : انتي هتتحايلي عليه ...تعالي وخليه يوريني يقدر يعمل ايه 

نظرت ياسمين الي مكرم برجاء الا يتهور بينما أصيب صالح بجنون الغيرة لينقذ الموقف وصول الحاج ابو النجا الذي قال بهدوء : تعالي يا مكرم معايا الورشه نشرب قهوة 

اخذ مكرم الي الورشه بالخلف لتلتفت ياسمين الي صالح توبخه علي سوء تصرفه : انت ايه اللي عملته ده ؟! 

نظر لها صالح باحتقان مزمجرا : انا مش قولتلك الف مره ميكونش ليكي اي علاقه بمستنقع القذاره دة ولا لسه مش مكفيكي كل المشاكل اللي حصلت لينا بسببهم ....امسك ذراعها بغضب وتابع : اييييه اللي ممكن يكون بينك وبينه وانا معرفهوش 

انتفخ وجه ياسمين بالغضب وتدافعت الكلمات من عقلها ولكن لسانها لم ينطق بشيء بل جذبت ذراعها من يده ونظرت له بكل غضب وهي تضغط علي حروفها : انا مش هجادل تاني مع واحد شكاك زيك .....اطلع برا ياصالح !

تركته واقف مكانه بصدمه بينما اتجهت الي حيث جلس ابو النجا مجددا وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال .... مازال نفس الرجل الذي لم ينسي الماضي بل ولا يترك مناسبه الا ويذكرها بكل ما فعله من أجلها والذي لن تنساه ولكن تذكيره لها بما فعله يجرحها ....لقد وقف أمام العاملين بصوت عالي عليها وتطاول عليها بتلك الاتهامات الجارحه فماذا تنتظر أكثر ! 

اشار ابو النجا الي أحد العاملين : روح هات عصير بسرعه 

جلست ياسمين في أحد المقاعد ليقول مكرم باعتذار : انا اسف يا ياسمين هانم ....والله انا جاي في موضوع معهم ولولا كده مكنتش جيت 

قالت ياسمين وهي تحاول تهدئه انفعالها : ولا يهمك يا مكرم محصلش حاجه ....خير !

........

.... 

بغضب شديد هتف جاسر بمهندس التوكيل : اسمع يااابن ال.... انا كل ده لسه بتعامل معاك باحترام بس يا ..

شكلك عاوز تشوف الوش التاني 

تعلثم الرجل قائلا : ياباشا انا قولتلك معرفش حاجه عن الراجل اللي اتفق معايا الا اسمه و شكله اللي وصفته لحضرتك 

نظر له جاسر بغيظ وامسك بتلابيبه : يبقي هلبسك الليله كلها 

هز الرجل رأسه : لا ابوس ايدك ...انا عندي عيال صغيرين 

لكمه جاسر بغضب في وجهه : وعيالك الصغيرين دول كنت بتاكلهم بفلوس تمنها موت غيرك ..

هز الرجل رأسه بخوف : انا بس زورت التقرير 

امسك جاسر بتلابيبه بوعيد : قدامك يومين ...تكون جايب ليا اي معلومه عن الراجل ده والا قسما بالله ما هتشوف الاسفلت تاني ...!

دفعه بغضب ليدخل إليه اللواء حازم : ايه ياجاسر مالك متعصب ليه ؟!

استعاد جاسر ثباته وهو يقول : ابدا يافندم كنت بتشغل علي قضيه 

اوما حازم قائلا : طيب انا عاوزك تسيب كل حاجه انت شغال عليها حاليا عشان عندك مهمه الاسبوعين اللي جايين في الصعيد 

عقد جاسر حاجبيه : مهمه ايه ؟!

قال حازم بشرح ؛ في مجموعه تبع القضيه اللي كنت شغال عليها استغلت الجبل و .....

انهي حازم كلماته قائلا : عاوزك تخلص المهمه دي ياجاسر 

اوما جاسر وقبل بتلك المهمه وهو يفكر بأنها فرصه له ليبتعد قليلا بعد أن أيقن بأن اي محاوله منه مجددا ستقابل برفض من جانبها ستزيد الأمور سوء .


.........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

نظرت ياسمين الي مكرم باستفهام لتساله بتوجس : ليه ؟!

اخفي مكرم كل ما يعرفه واكتفي بتحذير ياسمين : انا مش عارف هو ناوي علي ايه بس الافضل معلش الفتره دي بلاش تكوني هنا في المحل ...ده افضل لغايه ما اعرف هو ناوي علي ايه 

تنهدت ياسمين وهزت راسها بينما هي بكل الاحوال اتخذت قرار وهاهي تخبر به ابو النجا بعد انصراف مكرم 

عقد ابو النجا حاجبيه قائلا : ليه يابنتي ؟! 

هزت كتفها قائله : معلش ياحاج لو سمحت نفذ طلبي رجع له نصيبه باسمه 

ارتسمت ابتسامه هادئه علي شفاه ابوالنجا الذي قال بأبويه : زعلك حفيد الهمشري ؟! 

هزت راسها بكذب ولكن لمعه الدموع في عيونها أخبرت الرجل الذي قال برفق : طيب انا مش عاوز اعرف زعلك في ايه بس عاوزك تعرفي ان ابوكي ابو النجا واقف جنبك ....المحل ده اعتبريه بتاعي 

هزت راسها قائله بإصرار : معلش ياحاج ...انا هكون مرتاحه اكتر لو سبت المحل وبدأت في أي مكان تاني 

ابتسم الرجل قائلا : غالي والطلب رخيص ... عندك الف مكان اختاري اللي يعجبك 

هزت راسها بامتنان : مش عاوزة اتعب حضرتك ...انا هشوف اي مكان 

هز رأسه بإصرار : وتحرميني من تصميماتك .... والله ما يحصل 

ربت علي يدها وتابع : اسمعي ...انا بنتي الصغيرة زينه ماسكه محل ليا في مول من المولات الكبيرة من بكرة هيكون شغلك معاها واهو اللي اسمه زياد مش هيعرف طريقك هناك 

ابتسمت ياسمين بحماس وشكرت الرجل كثيرا ...ليتنهد الرجل بسره ويدعوا لها بصلاح الحال.


...........

...


اسبوع مر علي ماس وهي لا تبارح المنزل بل ولا تبارح غرفتها بينما صدرها يموج بالقهر والكمد كلما وصلت إلي نفس النتيجه بأنها من ستتنازل أن إرادت أن تبقي معه ... تمزقت بين شقي الرحي وتنازعت روحها بين كرامتها الجريحه وبين كل ثوابتها التي ترفض الهزيمه ولا تري الطلاق هو الحل ....! 

فالطلاق هو اسهل كلمه تقال ولكن واقعيا لا يوجد اصعب منها ..ليس فقط بسبب المجتمع أو سواه بينما لا تهتم ماس لهم قيد انمله ولكن لأن الفراق أو الانفصال والطلاق ليس إلا هزيمه واستسلام منها ....وثيقه توقع بها فشلها في اداره حياتها ووقتها لن يكون نطق أن السبب هو جاسر مفيد ....تنهدت بثقل وهي تتذكر مكالمه ماجده لها والتي لا تتوقف كل يوم عن الاتصال بها في محاوله منها لتهدئه الأمور طوال هذا الأسبوع 

: حقك عليا انا ياماس ...انتي عارفه أن جاسر طيب وبيحبك ...والست مكانها بيتها ...البعد طول اوي بينكم والبعد جفا 

قالت ماس بثقل : ياطنط فات الاوان جاسر مش عاوز يعترف أنه غلط في حقي 

قالت ماجده بعقلانيه : وهو في راجل بيعترف بغلطه ياماسه ...يابنتي الراجل زي العيل الصغير بالسياسة تكسبيه 

قالت ماس باحتدام : وفيها ايه لما يعترف أنه غلط في حقي ....تنهدت وتابعت : ياطنط انا لو رجعت دلوقتي يبقي انا بقوله طريقتك صح وكررها تاني .....غص حلقها وهي تكمل وكأنها تحدث نفسها : انا كل مره كنت بقول لنفسي اني هتنازل وهاجي علي نفسي عشانه وعشان حياتنا وحتي دلوقتي في كل مره اشوف فرصه للصلح بينا اقول هو بس يمشي خطوة وانا همشي عشر خطوات قصاد خطوته وهرضي بس هو بيصعبها اكتر ومستكتر عليا حتي خطوة واحده 

هزت ماجده راسها : اكيد لا يابنتي ...هو بس ...قاطعتها ماس : ياطنط بلاش تدافعي عنه 

: مش بدافع يابنتي والله بس انا صعبان عليا ونفسي ترجعوا لبعض 

صمتت ماس بينما ينتحب قلبها هي الاخري ولا ترغب بشيء قدر عودتهم وكما قالت لماجده أن سار فقط خطوة ستسير مقابلها عشر خطوات ...فقط تشعر بأنه يريد أن يتنازل عن كبره وغرورة من أجلها 

تنهدت ماجده قائله : طيب والحل يابنتي 

قالت ماس بكمد : ملهاش حل 

حاولت ماجده ترضيه ماس : يا بنتي الامور مش بتتاخد كده ....ايه رايك انا وعمك هنجيب جاسر ونيجي نصالحك وترجعي بيتك 

هزت ماس راسها بإصرار : معلش ياطنط 

حاولت ماجده أثناءها طوال هذا الأسبوع ولكن بلا جدوي خاصه بعد غياب جاسر من الصورة بعد أن قرر اشغال نفسه بمهمته وكذلك اختفي صالح بعد تلك الخسارة الكبيرة التي تعرض لها أبيه بعد حريق نشب باحدي مخازنه واضطر علي أثرها أن يعود ليري ما يمكنه عمله لإنقاذ الوضع ....!

... ...

عقد رافت حاجبيه وهو يسرع يتواري خلف تلك الستارة 

بينما يري مها تتلفت حولها بهذا الوقت المتاخر وهي تتجه الي احدي جوانب الحديقه وتتحدث مع هذا الخيال الذي جعل عيون رافت تتسع وهو يتبين من هو ...أنه هارون !

تسلل رافت بهدوء الي الشرفه الخلفيه وسط الظلام 

ليقف خلفها يستمع إلي تلك الهمسات التي لم يتبين منها شيء إلا بعد أن تعالت قليلا وتحولت الي جدال دار بين مها وبين هارون الذي زمجر بغضب : اسمعي يا بت انتي ....انتي طلعتي مش ساهله خالص وانا اكلت من كلامك ده كتير ...قولتي أن حماكي هيعوض خسارة ابوكي وانك هتعرفي ترجعي ليا باقي فلوسي 

زفرت مها بحنق : مش لما يكون ليك فلوس اصلا عند بابا 

تهكم هارون : دلوقتي مبقاش ليا فلوس عند ابوكي بعد ما خلصت مصلحتك مني ...!

ولا ناسيه اني سمعت كلامك وفضلت اضارب في حماكي عشان متقومش له قومه تاني طول الشهر اللي فات ...ايه بعد ما اتحقق المراد بقيت ماليش عندك حاجه 

زجرته مها بحنق وهي تتلفت حولها : وطي صوتك واسكت خالص ولا انت عاوز تفضحنا 

رفع هارون حاجبه : لو خايفه من الفضيحه تنفذي كلامك ليا ....قولتي تنتقمي منهم وتاخدي اللي تقدري عليه وبعدين تتجوزيني ...انا نفذت وحرقت المخازن وضربت له الموسم اللي كان معتمد عليه وانتي لسه بتماطلي 

تهكم وتابع : ولا لما رجع حبيب القلب قلبك حن له 

اشاحت مها بوجهها وهتفت بغل وحقد : ولا حن ولا حاجه ....انا بس لسه مشفتش غليلي منهم 

نظر هارون الي جانب وجهها بينما انسابت الدماء الحارة بعروق مها التي ازداد حقدها وغلها من صالح ومن الجميع وهي تري نفسها الضحيه التي تحملت كل شيء من اجله بينما هو حتي لم يلتفت إليها لترمي كل عقلانيه تفكيرها وادميه روحها ولا تفكر بشيء إلا الانتقام الذي عمي عيونها فتضع يدها بيد هارون لعل الانتقام يشفي نيران قلبها ....!

لكل مننا اختياراته حتي وان أجبرته عليها الظروف إلا أن الاختيار يبقي من حق الإنسان وهو وحده من يقرر في أي جانب يقف ...اي جانبه الخير ام الي جانبه السيء .....وهاهي مها اختارت الانتقام طريق عكس مي تماما التي اختارت من إصلاح نفسها طريق بعد ندم علي ما أصابها ...!


..........

...

نظرت مي من خلال فتحه العين السحريه التي تتوسط باب المنزل لتري جارتها التي لم ترتاح لها ولكنها بنفس الوقت لا تدع لها أي مساحه للابتعاد وتحاول دوما التقرب منها بود مصطنع تشعر مي بداخلها أن وراءه شيء مازالت لا تفهمه ...!

فتحت مي الباب لتبتسم نورا لها قائله : مساء الخير 

أومات مي : مساء النور ...في حاجه ؟!.

هزت نورا راسها وسمحت لنفسها أن تدخل دون أن تنتظر دعوه من مي التي عقدت حاجبيها من تلك الاريحيه التي تتعامل بها معها : انا قولت شكلك سهرانه لوحدك وزهقانه زيي فقولت نتسلي سوا 

نظرت مي لها بعدم فهم لتتابع نورا وهي تجلس وتضع ساق فوق الأخري فتظهر بياض بشرتها من خلال فتحه تنورتها الطويله : اصل انا واخده بالي ان حضرة الضابط بقاله اسبوع مش موجود وبشوفك قاعده في البلكونه بليل فقولت اجي اقعد معاكي نتسلي شويه 

بالرغم من استغراب مي لتطفل تلك المراه إلا أنها تجاوزت عنها وتفهمت أنها ربما تشعر بالملل مثلها ....!

  ........

....


انصدمت ملامح مها بينما خطت أقدامها الي داخل المنزل وهي تتسلل علي أطراف أصابعها لتتفاجيء برأفت يقف أمامها ويفتح الانوار لعلها تضيء ظلام عقله الذي انخدع طويلا بتلك الفتاه 

من نظرات رافت لها تيقنت أنه عرف كل شيء لتحاول نطق كلمه ولكن جوفها لم يسعفها بينما قال رافت بعتاب ممزوج بنظراته المستنكرة : بعد كل اللي عملناه عشانك تعملي فينا كده ... ؟! بقي دي جزاه المعروف 

حاولت مها الدفاع عن نفسها : غصب عني ياعمي .... صالح دمر حياتي بعد ما بنيت كل حياتي عليه واتحملت عشانه كل ده 

زمجر رافت بها بحده : اخرسي ....اخرسي ومتجبيش سيرة ابني علي لسانك .....ابني اللي انا دمرته ومسمعتش رفضه وجيت عليه وعلي مراته اللي طلع ضفرها برقبتك 

عقد صالح حاجبيه حينما نزل الدرج علي تلك الأصوات ليقف بعدم فهم يتطلع الي رافت الذي اندفع تجاه مها يعنفها : بعد كل اللي عملته عشانك تعملي كده ....تكوني انتي السبب في حريق مخازني ...انا اللي اخدتك بيتي بدل ما تترمي في الشارع ....انتي شيطانه زي ابوكي ..

اسرع صالح تجاه أبيه : بابا في ايه ؟!

انهمرت دموع مها بينما تستمع الي حقارتها من لسان رأفت الذي كان يحكي ما عرفه لابنه .... انصدمت ملامح صالح بينما لم يفكر يوما أن يصل تفكيرها الي تلك الدرجه ....! 

شهقت مها بهلع حينما أصدر رافت حكمه : اتصل بالبوليس ياصالح وبلغ عنها هي والكلب التاني ...!

...........

انتفضت مي من مكانها صارخه وهي تدفع يد نورا بعيد عنها : انتي اتجننتي ...!

نظرت نورا التي تجرأت وتلمست جسد مي وهي تقول بخبث : اكيد حضرة الضابط وحشك ....تعرفي أن انا عمري ما حسيت اني مبسوطه مع عبد العزيز ....كان اد ابويا واصلا مكنش له في الموضوع ده ....اقتربت أكثر وهي لا تتوقف عن النظر إلي جسد مي : بس طبعا تلاقي جوزك حاجه تانيه .....أبعدت مي يدها وهتفت بغضب وهي مازالت غير مصدقه محاوله تلك الفتاه التي قالت بتعلثم : انا ....انا مش قصدي ..انا بس

صرخت مي بها وهي تجذبها من ذراعها وتدفعها تجاه الباب : انتي تخرسي خالص وتطلعي برا بيتي يا زباله ....برااا

نظرت نورا بغل الي مي التي دفعتها خارجا وصفقت الباب بعنف خلفها وصدرها يعلو ويهبط بخوف لم تنكره وهي تجد نفسها وحيده أمام موقف كهذا ...ركضت الي هاتفها لتتصل بأول من تحتاج إليه ليشعرها بالأمان ولكن أصابعها توقفت وجثت علي ركبتها تبكي وهي تتخيل رد مالك الذي سيلومها أو ربما يكذبها وحتي ابيها لايريد أن يتحدث معها لتعتصر عيونها ببكاء بينما هي من وضعت نفسها بتلك الصورة السيئه بعيون الجميع ..! 

..........

.....

علي بعد بضعه أمتار أوقف مكرم سيارته يتابع سلمي التي تظاهرت بتنفيذ تعليمات زياد بالضبط ودخلت الي المحل ولكنها خرجت بعد قليل وعيناها مثبته علي مكرم الذي ابتسم وهو يفشل خطه زياد ليوم اخر ليهتاج زياد بغضب وهو يهتف بسلمي : انتي بتتصرفي من دماغك ؟!

قالت سلمي متظاهرة بالبرءاه : انت مش كل اللي يهمك اني البسها الشنطه باللي فيها ...انا بقي شوفت أن النهارده وقت مناسب اوي وروحت فعلا بس ملقتهاش فرجعت

هتف زياد بغضب : يعني ايه ملقتيهاش ؟!

قالت سلمي متظاهرة بالبراءه : يعني ملقتهاش يا حبيبي 

ضيق زياد عيناه بغيظ : والشنطه ؟!

قالت بمكر : معايا يا حبيبي ...متقلقيش خبيتها عند واحده صاحبتي 

هتف زياد بغضب : ازاي تعملي كده انا مش قولت لك تسبيها في المحل وخلاص  

قالت سلمي بخبث : ماهو انا لو سبتها مش ياسمين اللي هتلبس التهمه ...ده الحاج ابو النجا 

انتفخ وجهه زياد بالغضب بينما أراد بالفعل التخلص من هذا الرجل وسلمي بنفس الحجر لتتابع سلمي بمكر : 

متقلقش يا حبيبي ...اول ما هلاقي ياسمين هنفذ الخطه بالضبط وهحط الدهب المسروق في المحل ليها زي ما قولتلي 

اغلق زياد الخط بغيظ لتبتسم سلمي بمكر فهاهي حصلت علي تسجيل اخر له ولكنه مازال ناقص ...! 

.........

.... 

فركت مي يدها وهي تخطو للمرة الألف تجاه غرفه مالك ولكنها تعود مجددا للخارج بينما ياكل التردد قلبها الذي يخشي رد فعل يزيد من قهرها منه 

تريد أن تركض إليه وتخبره بما حدث من تلك الفتاه ...تريد أن يطمئنها ويأخذ بحقها كما اعتادت منه دوما ولكنها الآن أصبحت تخاف.... تخاف كثيرا ان يخذلها عكس ما اعتادت منه لذا تراجعت ...

رأي مالك وجومها وصمتها ووخذه قلبه عتابا علي جفاءه الذي زاد معها ولكنه برر ثباته علي موقفه أنها لم تحاول حتي التقرب منه ولا معاتبته علي جفاءه وكأنها بالفعل تستحق مما أكد شكوكه ناحيتها 

اشتاق اليها واعترف كما اعتاد صراحه مع نفسه أنه يحبها وهذا شيء لا ينكره لذا وجع قلبه منها كان أضعاف 

زفر واتجه خارج الغرفه ليجدها جالسه بصمت بجوار طفلها الذي يشاهد التلفاز 

التفتت له ليتعلثم مالك وهو يخفي بعيناه اشتياقه لها ورغبته أن تتشجع هي وتأخذ الخطوة ولكن نظره عيونها الصامته واجهته ليقول : عاوز قهوه لو سمحتي 

أومات مي وقامت سريعا تعدها له بينما جلس مالك بجوار ادم يلاعبه.... وضعت مي القهوة بتردد تتساءل أن جلست معهم سيتضايق ام لا لتتذكر تحذيره الواضح الا تبقي بمكان هو متواجد به وبانكسار شعورها بالذنب تقبلت عقابه لتتجه الي خارج الغرفه 

شعر مالك بالاحباط بينما ابت كرامته أن يبدأ هو ليبحث سريعا عن شيء يقوله لها : .. روحتي ميعاد الدكتور 

التفتت مي له ولم تري تلهفه لها بل استمعت فقط الي جفاء نبرته التي خالفت شعور قلبه لتهز راسها : لا 

عقد مالك حاجبيه و اطال الحديث وهو يسألها : لا ليه ؟! 

هزت مي كتفها قائله : الحمد لله انا كويسه فقولت مفيش داعي 

قال مالك برفض : مفيش حاجه اسمها كويسه ....احجزي ميعاد وانا هاخدك 

اومات مي وانقطع الحديث فلم يجد ما يقوله ولم تجد مي بنفسها القوة لتخالف قراره وتنصرف الي غرفتها 

............

.....

شخص نرجسي لا يقبل بالمفاوضات بالرغم من اعترافه أن كل من حوله محقين واولهم هي ولكنه لايريد أن ينحني الا حينما يتأكد أنها ستوافق علي عودتهم .... وهاهو كما قالت له يعرف الطريق الصحيح ولكنه مازال يدور من حوله دون أن يطرقه ! 

نظر مالك الي جاسر الذي فاجأه بزيارته لمكتبه بعد أن فشل في رؤيتها لدي عودته فهي لا تذهب الي عملها وهو لا يجروء علي الذهاب لمنزلها يعد حديث شريف 

ليغلب الحنين نبرته وهو يسأل مالك بعد أن تحدث معه قليلا في أي موضوع : ماس عامله ايه يا مالك !؟

هز مالك كتفه باقتضاب قائلا : كويسه 

نظر له جاسر وكبرياءه يمنعه من السؤال مجددا ولكن اشتياقه غلبه ليبدأ بالانحناء طواعيه وهو يكرر سؤاله :  

انت متاكد انها كويسه ؟!

قال مالك متعمد البرود بينما عجز عن فهم سبب تمسك جاسر بموقفه تجاه أخته بعد كل هذا البعد 

: اه بتسال ليه ؟

هز جاسر كتفه : يعني ....روحت البنك بالصدفه بس لقيت أنها إجازة 

أشار مالك بيده قائلا : عادي واخده إجازة كام يوم 

نظر له جاسر بضيق من اقتضاب إجابته التي لا تشفي تعطشه لمعرفه اي شيء عنها : هي تعبانه 

هز مالك رأسه : لا قولتلك أنها كويسه  

صمت جاسر ليرفع مالك رأسه إليه متنهدا ويقول بمباشرة : بتسال عنها ليه ياجاسر ....؟!

نظر له جاسر : مش عاوزني اسال عنها 

هز مالك رأسه : عاوزك تعرف الاول انت عاوز ايه .... 

عاوز تسأل عنها وعاوز تشوفها بس مش عاوز تبين ده 

مع أن عادي جدا وطبيعي تكون عاوز تسأل عنها وكمان تكون عاوزها ترجعلك بس اللي انا شايفه أنك مش عاوز كده 

زفر جاسر بضيق هاتفا : انا مبقتش عارف انا عاوز ايه ....

اه يامالك عاوزها ترجع ليا بس مش هتحمل ترفض مره تانيه وعشان كده بعدت 

ضيق مالك عيناه قائلا : جاسر انت مش ملاحظ أن الموضوع طول اوي 

هتف جاسر بامتعاض : قولتك حاولت 

هو مالك رأسه : محاوتش بجد 

اقعد مع نفسك وقرر انت عاوز ايه ....عاوزها ترجعلك ولا خلاص تعبت 

تنهد مالك وتابع : وعلي فكرة 

كلامي ده مش ليك لوحدك ...لا كمان لصاحبك ولغايه ما كل واحد فيكم ياخد قرار محدش فيكم يفكر يقرب من واحده منهم 

عقد جاسر حاجبيه بتأهب : قصدك ايه !!

قال مالك بجديه : انت فاهم قصدي ياجاسر كفايه اوي كده .... انت وصالح جرحتوهم جدا 

نظر إليه بحده وتابع : تقدر تقولي صاحبك لما طلق البنت التانيه مفكرش ليه يرجع يصالحها 

لم يقل جاسر شيء ليتابع مالك : 

عشان متوقع أنها ترفض وانت كمان متوقع ماس ترفض ...دخلت الكرامه وكل واحد اختار كرامته يبقي كمل في اختياراتك وبلاش حتي تسال عنها 

قاسي مالك ولكنه مضطر بينما يري ذبول أخته أمامه وقاسي جاسر ايضا علي نفسه ولكنه مضطر بينما غلبته نرجسيه طباعه فهو 

نعم يريد رؤيتها ولكنه لا يعرف ماذا يقول لذا تواري خلف البعد كما حال صالح بالضبط ولكن مبررات صالح مختلفه بينما يدرك أنه جرحها !

........

...

وقفت بسمه خلف ذلك العمود الحجري الكبير وابتسامه واسعه كللت محياها بينما تستمع الي موافقه ابيها وآخيها علي طلب شريف يدها الي محمود الذي زينت الابتسامه وجهه 

تعالت زغاريد تهاني وملئت ارجاء المنزل لتربت فيروز علي كتف بسمه وتهمس لها : مبروك 

قالت بسمه بفرحه غامره : الله يبارك فيكى 

اتجهت تهاني تجاه الفتيات لتهمس لبسمه : يلا تعالي خدي الحلويات دي دخليها ليهم 

ارتجفت خطوات بسمه وهي تدخل الي البهو الكبير لترتفع عيون محمود تجاهها يسترق لها بضع نظرات بينما التزمت بسمه بالنظر الي الأرض حتي كادت تقع متعثره بثوبها الطويل لتقول هويدا سريعا وهي تمسك بها : علي مهلك يا بنتي 

ارتجفت شفاه بسمه بخجل لتبتسم لحماتها المستقبليه وهي تصافحها وتجلس بجوارها بخجل لتبتسم ماس لها وتبارك لها ولأخيها بحب 

...........

....

زفر جاسر بضيق شديد بينما قاد كل تلك المسافه لرؤيتها بينما أتت مع عائلتها لطلب بسمه ولكن مالك حال بين حديثه معه وحتي لم يلمحها الا لحظه نزولها من السيارة وتوجهها الي داخل منزل عائله مهران ...! 

وهاهو صالح يلقي نفس المصير من مالك حينما اتي الي بابها ليعتذر ليبلغه أنها لا تريد رؤيته ...!

جلس جاسر وصالح مع مهران بينما بقيت فيروز فقط حلقه الوصل بينهم بعد أن أغلق مالك أمامهم كل الابواب ...! 

هز جاسر رأسه ونظر الي مهران قائلا : لا بقي ماهو انت هتوافق يعني هتوافق 

رفع مهران حاجبه : وده ليه ؟!

هز جاسر كتفه : وترفض ليه يا سيدي .... الواد انا اضمنه برقبتي 

تدخل صالح بلهفه : وانا هضمنه من جاسر 

اشار لهم مهران بخبث : وانا مش رافض الواد انا رافض الوقت ....احنا اتفقنا الجواز كمان شهرين 

هز جاسر رأسه سريعا : شهرين ليه .....خير البر عاجله 

اوما صالح موافقا : طبعا.... وبعدين انت متشغلش بالك بأي حاجه ....انا وجاسر هنقف نظبط كل حاجه للفرح 

هب مهران واقفا : فرح كمان .....احنا لسه بنتفق !

هز جاسر رأسه في محاوله لاقناع مهران التي أخذها هو وصالح سبب لرؤيه الفتيات 

:اتفاق ايه ....محمود ده بقولك هضمنه برقبتي واعتبر اي شروط ليكم اتنفذت 

اوما صالح قائلا : ولو متنفذتش ...احنا هنفذها ...مش كده ياجاسر 

اوما جاسر سريعا لينفجر مهران ضاحكا ....اه منك انت وهو يا بووووي ...التفت الي صالح قائلا : طيب هي اخت العريس واكيد جايه ...انت بقي ضامن منين أنها تيجي 

قال صالح بثقه : ماهو انت هتخلي مراتك تصمم تعزمها 

رفع مهران حاجبه وهز رأسه : وانتوا فاكرين حاجه هتتغير برضه ماهي كانت قدامه وأخوها منعه يشوفها 

ضيق جاسر عيناه بوعيد مبطن لإنهاء البعد بينهم الذي انهكه : كل حاجه هتتغير ....يا انا يا دماغها الناشفه .... نظر إلي مهران وتابع بمغزي خفي : انت بس هتشغل مالك عنها وانا هكمل الباقي 

ابتسم صالح لجاسر وغمز بشقاوة وهو يفكر في تنفيذ خطته بالاستفراد بالفتيات بعد تلك الحصانه التي حاوطت ماس وياسمين تجاههم

هز مهران رأسه برفض : لا يابوي انسي أن اتصدر لواحد منكم تاني 

هتف صالح برجاء : خليك جدع يا مهران انت مش عاوز تقدم ميعاد الفرح يبقي خلينا نشوفهم علي الاقل 

هز مهران رأسه برفض ووجهه حديثه لجاسر : مستحيل ... ده من جبروته رايح يقولها اتجوز عليكي وتقولي تاني اتصدر ليكم ....لا انسي انت وهو 

اللي عاوز يراضي مراته يتصرف هو 

هتف جاسر بضيق : ماتسمع الكلام بقي يامهران .....وانت هتعمل ايه يعني ..خلي مراتك تخرج معاهم 

رفع مهران حاجبه : وبعد ما تخرج معاهم 

قال جاسر متنهدا : ولا حاجه ...والله ما هقرب ولا حتي اتكلم معاها ...انا بس عاوز اشوفها 

خفتت نبرته وهو يتابع برجاء : وحشتني يامهران ومش عارف اشوفها 

تنهد مهران قائلا : ما هو انت اللي منشف دماغك 

روح كلمها وقولها الكلام اللي بتقوله ليا دلوقتي لو سمعته هترجعلك 

هز جاسر رأسه : مش هتسمع ولا هترجع يا مهران انا عارفها 

نظر له مهران بتأثر : واخرتها يا جاسر هتفضل كده 

هز جاسر رأسه بضياع : مش عارف اعمل ايه يامهران .... نظره الكره اللي بقيت بشوفها في عينها بتقتلني 

بتوريني اد ايه أنها مرتاحه في حياتها من غيري 

بتقهر وانا شايف أن فراقنا واجعني انا وبس 

فرك رأسه بقوة وتابع : مش قادر ولا عارف اعيش من غيرها ....وهي عاشت حياتها وانا مش معاها 

ربت مهران علي يده : بتمثل يا بوي. .... نظر له جاسر وهز رأسه ليقول مهران : اسمع مني ....كل ده تمثيل من كتر ما اتوجعت انك طلقتها

: وهو انا متوجعتش .....غصب عني بس هي اللي قالت مش عاوزاني 

تنهد مهران قائلا : ماهو انا اخاف اتصدر ليك تاني تقول كلمه من كلامك ليها وقتها فيروز هتطبق في رقبتي 

هز جاسر رأسه : قولتلك مش هكلمها 

نظر صالح إليه قائلا : خليك جدع بقي ....! 

رفع مهران حاجبه : ناوي علي ايه انت كمان 

قال صالح بجديه : ناوي اصالحها 

هز مهران رأسه بعدم اقتناع ليؤكد صالح : انا عارف غلطي في حقها والله وناوي اصالحها 

رفع مهران حاجبه ؛ ولما هو كده مروحتش صالحتها ليه قبل كده 

تنهد صالح قائلا : كنت عاوز انهي موضوع مها من اساسه واهو الحمد لله خلص 

وكزه مهران قائلا بمشاكسه : امك دعيالك ...خلصت منها وعرفت المصايب بتاعتها

رفع جاسر حاجبه بتهكم : علي اساس أبويا اللي كان عمال يقوله اتجوزها 

التفت إليه صالح بغيظ هاتفا : وحياه ابوك المرة اللي جايه وفر نصايحك لنفسك ...


علي مضض قبل مهران بعد أن اوصاهم العشر وصايا 

وبعد رجاء من فيروز وافقت ماس التي لم تكن تشعر بأي رغبه في مبارحه المنزل كما حال ياسمين التي اكتفت بالعمل وهي بالمنزل أيضا ولكن مع إلحاح فيروز وافقوا علي الخروج سويا ....!.


تلفت مهران حوله بضع مرات لتلتفت إليه فيروز تسأله: بتدور علي حاجه يامهران ؟!

اوما لها وهو يصف سيارته بمكانها : اه تليفوني ..... هاتي تليفونك اتصل عليا 

أومات وسرعان ما أخرجت له هاتفها ليطلب مهران رقمه وهو يبتسم لها ببراءه يخفي بها مكره ليتعالي رنين هاتفه بجيبه فتزداد ابتسامته البريئه : ده كان في جيبي ....مع اني دورت عليه 

أومات له بابتسامه : معلش 

ابتسم لها قائلا وهو يضع الهاتف بيدها : انا اللي معلش ....يلا ادخلي لصحابك وانا هلف شويه وارجعلك 

أومات فيروز وخطت الي ذلك المطعم لتزداد ابتسامتها وتشير سريعا الي ياسمين التي جلست الي أحد الطاولات 

تصافحت الفتاتان بود لتجلس فيروز وتضع هاتفها علي الطاوله بعفويه .....

اسرع مهران يلتفت حوله قبل أن يدخل الي تلك السيارة المتوقفه جانبا ....هتف صالح بحنق : اتاخرت كده ليه يامهران 

همس مهران سريعا وهو يغلق صوت هاتفه : ههششش

اوما له صالح الذي نظر إلي جاسر الجالس أمام عجله القياده بصمت وعيناه مركزة علي مرأه السيارة 

لحظات ودق قلبه بقوة بينما لمحها .... دون إرادته انطلقت زفره حارة من داخل صدره بينما لم تتحرك عيناه عن التطلع إليها والي كل انش بها .... جميله بل فاتنه كما اعتادتها ......لم يتغير شيء ماعدا تسريحه شعرها الذي رفعته للاعلي بانسيابية لاقت بها كثيرا واعطتها سن اكبر .... ابتسم علي عفويتها التي لم تتغير بينما كادت تتعثر بأحدي درجات السلم الرخامي .....أسرعت ماس تستعيد وقفتها وتتمهل قليلا وهي تكمل الدرجات الباقيه وهاهي بالداخل مع فيروز وياسمين .......

اشار جاسر الي مهران سريعا : علي الصوت شويه 

قرب مهران الهاتف الموضوع وسطهم هو وصالح وجاسر قائلا : اعلي حاجه ....اقفل شباك العربيه جنبك واحنا نسمع 

اوما جاسر وضغط زر اغلاق النافذه وعاد ليستمع وهاهو ما ينتظره .....تمهلت ماس وهي تجيب بهدوء بالغ لا يمت لتلك العصبيه التي واجهتهه بها اخر مره : بالعكس انا كويسه جدا ومرتاحه جدا جدا ....كده احسن وحياتي احسن من غيره 

قالت فيروز وهي تهز راسها : بس انتي بتحبيه

هزت ماس راسها : كنت ....دلوقتي بقي عادي زيه زي غيره ....! 

احتقن وجهه جاسر ليضغط علي أصابعه بقوة بينما يتابع باقي حديثها وهاهو دور صالح ولكن ياسمين لم تكن بنفس هدوء ماس لتقول بغضب شديد : انا بكرهه ومش طايقه حتي اسمع اسمه يافيروز فبلاش تجيبي سيرته ...! 

انضم صالح الي جاسر لينظر كلاهما الي مهران حينما اتي دور فيروز بالحديث وهاهي تلقي اشعار عنه لتتسع ابتسامه مهران وينظر إليهم بصدر منتفخ : امال يا بوي ده انا الحته الشمال 

ظهر الغيظ بعيون جاسر وصالح ولكن ماهي الا لحظه وكان صوت فيروز يتعالي : دماغه قفل بس مضطرة استحمله واسايسه 

انفجر صالح وجاسر ضاحكين علي وجهه مهران الذي ضيق عيناه بغيظ وهو يتبرطم لنفسه ( ماشي ياست البنات ) 

نظرت فيروز الي ياسمين قائله بجديه : بس يا ياسمين صالح يستحق فرصه تانيه ....دي مها طلعت مش سهله خالص 

اشاحت ياسمين بوجهها دون قول شيء لتتابع فيروز : 

بصراحه انا مش مستوعبه بعد كل اللي عمله معاها تطلع زباله كده ...بس الحمد لله اهو ربنا بين حقيقتها 

قالت ياسمين بخزلان : مبقاش فارق معايا ....خلاص مبقاش فارق معايا غير نفسي 

هزت راسها وتابعت : انا تعبت وشوفت كتير وحقي ارتاح ....تعبت من جرحه ليا كل شويه وهو عارف أنه الوحيد اللي كلمه منه بس ممكن تجرحني ومع ذلك مش بيفكر قبل ما ينطق كلامه ده ....ازدادت الغصه بحلقها وهي تتابع : انا عارفه ومقدره كل اللي عمله عشاني بس لما بيفكرني بيه بحس اد ايه انا قليله وحمل عليه 

تأثرت ملامح صالح لسماع صوتها وشعر بضأله نفسه امامها لتقول ياسمين اخيرا وهي تأخذ نفس عميق : 

كفايه انا مش عاوز اتكلم عنه .... 

أومات ماس وربتت علي يدها لتبتسم ياسمين وتقول بحماس : انا عندي خبر حلو ليكم 

نظرت لها فيروز وماس لتقول بسعاده : 

عبد الرحمن هيقدر يخرج من المصحة قريب 

تهلل وجهه الفتيات لتتابع ياسمين : ومش بس كده انا اتكلمت مع بابا ووعدني أنه هيبدا من جديد وكمان اخد بيت ليا انا وعبد الرحمن وهنعيش فيه كلنا 

قالت ماس بعتاب : هتسبيني  

قالت لها ياسمين بامتنان : كتر خيرك اوي كده ...بجد ياماس انا لو كان ليا اخت مكنتش هتقف معايا زيك كده 

أومات فيروز : والله ياماس انتي اجدع بنت شوفناها ولو في حاجه حلوة في علاقتي بمهران فهو اني اتعرفت عليكي 

ابتسمت ماس لهم بخجل : انا اللي مبسوطه جدا اننا عرفنا بعض

ساد الصمت للحظات لتقول فيروز بتردد : ماس 

التفتت ماس لها لتقول : نعم 

قالت فيروز : علي فكرة جاسر كان كل ده في ماموريه 

قاطعتها ماس بنبره قاطعه : مش عاوزة اعرف حاجه عنه 

نظرت لها فيروز لتتابع ماس بحزن شديد غلف ملامحها : انا متوجعتش من حد ولا من حاجه اده .... كل مرة قلبي بيخوني ويفكر فيه ويقولي أنه بيحبني وان كل اللي عدي علينا مش هيتكرر وهو بيخذلني اكتر .....تنهدت وتابعت بقهر شديد : اليوم اللي قولت له فيه الكلام ده لومت نفسي الف مره وندمت اني جرحته مع اني وقتها كنت مجروحه اوي ومكنتش عاوزة حاجه منه إلا كلمه أن كل ده مش هيتكرر تاني ...علي قد ما كان كلامي قاسي عليه علي قد ما كان نفسي يحس اد ايه انا مجروحه وموجوعه ... كل ما افتكر الايام اللي عدت عليا وانا بحاول أفهمه واتكلم معاه وهو مش مديني أي فرصه بكره نفسي وبلومها اكتر اني كنت السبب في كل ده وفي الاخر ابني راح بسببي انا .... كنت بس عاوزاه يقولي أن مش انا لوحدي سبب موت ابننا وان ربنا هيعوضنا .... وقتها وانا قاعده أعاتب نفسي وافكر ازاي اصالحه 

كان هو بيطلقني و مفكرش حتي يقول اني قولت الكلام ده من ورا قلبي .... اختار كرامته وانا مفكرش فيا ....يومها كان نفسي اسامحه ومش بس اسامحه لا كان نفسي امسح من جوايا كل اللي حصل وكان عندي استعداد بس اعمل كده ازاي وهو طلقني قدام اهلي بالطريقه دي ... كل مرة أقوله انت غلطت في حقي ليتني بس كلمه حقك عليا بدل انتي كمان غلطانه لاني عارفه اني غلطانه بس الفرق اني اتعلمت من غلطي وان شاء الله مش هكرره بس هو مش شايف نفسه غلطان وده خلي الخوف جوايا يزيد لدرجه بقي بيني وبينه حيطه اسمها اللي فات .... كل ما هنتخانق غصب عني هفتكر كل اللي حصل وهخاف يتكرر ... وضعت يدها علي بطنها بأسي وتابعت : ولو ربنا كرمني بطفل تاني هبقي خايفه يضيع مني تاني .....غشت الدموع عيونها وتابعت : انا مطلبتش المستحيل ...كل اللي كنت عاوزاه حقي فيه ...حقي فيه وعليه أنه يكون سندي وأماني في الدنيا ....انسابت دمعه حاره من عيونها وتابعت : انا مش بفكر الا فيه هو ومش مستنيه حاجه إلا أننا نرجع لبعض بس غصب عني خايفه عشان لو جرحني تاني بجد قلبي هيفقد إيمانه ان حبنا اقوي من كل اللي عدي علينا ....!

.........

...

فرك جاسر وجهه يخفي لمعه عيناه وغصه حلقه بعد أن أخذ الهاتف ونزل به ليقف وحده يستمع إلي شكوي قلبها منه ليشعر بمقدار قسوته عليها وغباء أحكامه التي أصدرها دون أن يستمع لقلبها ...تمني لو بإمكانه الان الركض إليها والاعتراف بكل ما تريد سماعه ولكنه لم يتجرء علي تلك الخطوة كما فعل صالح الذي تفاجئت به ياسمين امامها ...!

.......


نظر داغر الي ريم التي هزت كتفها وتابعت : هو ده كل اللي حصل 

هز داغر رأسه قائلا : انا مصدقك ياريم ومكنتيش محتاجه تحكي ليا كل التفاصيل دي 

قالت ريم وهي تهز راسها : معلش يا داغر عشان نبدا مع بعض صح كان لازم تعرف كل حاجه 

ابتسم لها قائلا : يعني موافقه نكتب الكتاب اخر الشهر 

أومات ريم بخجل : موافقه 

......

في اليوم التالي كانت ماس قد اخذت قرارها بعد أن جاش صدرها بكل ما بداخله ورأت الصورة واضحه وكيف كانت طلباتها بسيطه للغايه وكيف كانت المستحيل بالنسبه اليه وانتهي الأمر ...!  

ضحكت ريم قائله : ايه ...ايه ؟! 

ما انا قولتلك هنكتب الكتاب اخر الشهر 

هزت ماس راسها قائله : سمعت بس مش ده سؤالي ...مش شايفه انك اخدتي الخطوة دي بسرعه ...يعني انتوا متعرفوش بعض لسه 

تنهدت ريم قائله بشجن : واللي عرفته عمل ايه ... بصراحه ياماسه تعرفيه قبل الجواز أو لا مش فارقه مادام مبدأ أنك موافقه تشاركيه حياتك موجود وبصراحه انا ارتحت له جدا 

أومات ماس بابتسامه : وانا كمان ...شكله gentle man ولطيف 

ضحكت ريم بمشاكسه قائله : فينك ياجاسر تسمع بتقول ايه علي واحد تاني عشان تقتلها ونخلص

ضحكت ماس قائله : انتي بتقولي فيها ...هيقتلني فعلا 

نظرت بها ريم بمكر : طيب ايه انتي بقي... ؟!

هزت ماس كتفها بقله حيله : معرفش 

قالت ريم وهي تهز راسها : لا انتي عارفه 

نظرت لها ماس باستفهام : عارفه ايه ؟! 

قالت ريم وهي تنظر إلي ماس : عارفه انك تقدري تروضي جاسر 

نظرت لها ماس باستفهام بينما لم تقل ريم تغيير ولكن ترويض .....ترويض لطباعه الصعبه 

لتتابع : يعني انتي عارفه طبعه وكمان عارفه ومتاكده أنه بيحبك وعشانك هيعمل اي حاجه بس مش بالعناد 

مالت عليها وغمزت بشقاوة : يعني بشويه دلع علي شويه حنيه هتاخدي عنيه ليه بقي مختارة الطريق الصعب 

قالت ماس متنهده : عشان نفسي من جواه يكون عارف أنه لازم يتغير شويه عشاني وعشان حياتنا ....انا مش بطلب منه المستحيل... علي الاقل يتحكم في عصبيته اللي وصلتنا اني اخاف حتي اتكلم معاه عشان المشاكل 

رفعت ريم حاجبها باستفهام : مكنتيش تعرفي تمتصي غضبه ده ياماس 

قالت ماس وهي تهز راسها : جايز كنت هعرف بالدلع والحنيه زي ما قولتلي بس من جوايا هحس اني بلعب بيه وبعامله أنه طفل مش راجل مسؤول 

هزت ريم راسها قائله : مش بتلعبي بيه ولا حاجه ...بس بتتعاملي معاه بذكاء الانثي اللي ربنا اداهولك ....  

الست هي الاحتواء 

قالت ماس باستنكار : وانا مين يحتويني 

.....ريم انا مش زعلانه من جاسر علي قد ما انا زعلانه من نفسي اللي مبقتش عارفاها ....انا مبقتش عارفه اقف قصاده ولا اسكت واتنازل ولا اتمسك بحقي 

مبقتش بعمل حاجه الا اني اقبل منه اي حاجه عشان نعدي يومنا من غير مشاكل 

وانا تعبت ومش عاوزة ارجع اعيش كده ...معنديش استعداد ارجع اعيش معاه وهو زي ما هو مجرد قيد عليا وعلي حياتي اللي المفروض أنه يشاركني فيها مش تكون حكر له 

عقدت ريم حاجبيها : عمرك ما كنتي متشائمه 

قالت ماس بغصه حلق : عشان يأست منه خلاص ... جاسر بيخلص كل حاجه بصوته العالي 

قالت ريم بدفاع : حرام انتي ظلماه

هزت ماس راسها : انا كنت بظلم نفسي عشان لما بسكت بيسوق فيها ولما اتكلم بنعمل مشكله وكل ده جه علي اعصابي 

وضعت يدها علي بطنها بحزن وقهر : وابني دفع التمن 

ربتت ريم علي يدها بحنان : دي أراده ربنا ياماس جاسر حرام يتحمل اللوم كله 

قالت ماس بانفعال : ضغط عليا ورفض يديني فرصه أكلمه 

تابعو ريم دفاعها : معلش هو غصب عنه اتفاجيء باللي حصل وكمان كانت كذا مشكله بينكم حاصله

استنكرت ماس هاتفه : انتي بتدافعي عنه ليه... انا صاحبتك 

قالت ريم بسماحه : وعشان انتي صاحبتي بقولك الكلام ده .... طبعه وانتي عارفاه ...سايسيه شويه 

هزت ماس راسها برفض : مش مضطره كل مره اجي علي نفسي 

قالت ريم بتوضيح : مقولتش كده بس بقول طالما دخلنا في حيطة سد يبقي الدور عليكي تغيري الطريق .... علي الاقل اديله فرصه 

هزت ماس راسها باستنكار : إديته فرص كتير ....غص حلقها وتابعت ::جرحني اوي اما طلقني بالبساطه دي ...كنت مكسورة من اللي حصل ليا وبدل ما يقف جنبي طلقني .....لمعت الدموع في عيونها وتابعت : انا قولتها مره واحده بس وهو مترددش ونفذ .... 

انسابت دمعه ساخنه من عيونها وتابعت : كان نفسي ياخدني في حضنه ويقولي متزعليش ....كان نفسي يقولي كل اللي حصل مش هيتكرر ...كان نفسي يفتكر ليا اي لحظه حلوة تخليه يتمسك بيا ويفهم اني كنت مجروحه مش اكتر 

قالت ريم بتفهم وهي تربت علي كتفها : حاولي تنسي كل اللي فات ...عشان كل ما تفتكري هتشيلي منه اكتر 

قالت ماس بأسي : ولو نسيت تضمني منين أنه ميرجعش يعمل آللي علمه تاني ...نظرت لها وتابعت وهي تمسح دموعها : ياريم جاسر قضيه خسرانه !

عقدت ريم حاجبيها : يعني ايه ؟! 

قالت ماس بثبات : يعني انا هتطلق منه ! 


......

وبالفعل كانت قد اخذت قرارها ولكنها عجزت عن اخبار والديها به بينما كانوا بالفعل يستعدون للسفر لأداء فريضه العمرة لذا قررت أن تخبرهم لدي عودتهم بقرارها أو الاصح بعد أن نكون قد نفذته ....! 

عقد جاسر حاجبيه باستنكار شديد حينما طلبه والده وأخبره بالطلب الذي طلبته ماس منه بعد أن جاءت إليه هذا الصباح بعد سفر والديها وطلبت منه أن يتدخل ليجعل جاسر يطلقها ...قرار صعب ولكنها أخذته بينما أعطته الكثير من الفرص وكانت علي استعداد أن تمهله المزيد لو فقط رأت منه بادره بينما جاسر فقط تمهل بضع ايام حتي تهدأ ويرتب لقاء للصلح بينهم حتي تفاجئ بوالده يطلبه ويبلغه بطلبها والذي لم يعارض فيه بينما هو متأكد بأن جاسر ما أن يدرك حقا انها ستضيع من يده سيتحرك فورا 

وهاهو لم يستمع لباقي حديث أبيه وكان يسرع الي منزلها ....تفاجئت ماس به امامها لتنطلق اسمه : جاسر !

نظر لها جاسر بعتاب شديد ممزوج بحريق قلبه الذي التاع من الفراق : عاوزة تسبيني ياماس ..؟!

اه من حرقه نبرته واه من سؤاله بينما الموت لديها وفراقه واحد ولكنه من دفعها لهذا ...

أبعدت ماس عيونها وقالت بنبره حاولت أن تكون ثابته : لو سمحت ياجاسر نفذ طلبي ...انا بجد تعبت من المشاكل ومش عاوزة نتخانق ...رفعت عيونها إليه وتابعت برجاء اخترق قلبه : لو ليا عندك خاطر واكراما للي كان بينا خلينا ننفصل بهدوء ومن غير مشاكل ...بجد انا مبقتش قادره اواجهك اكتر من كده 

لم تسعفه كلمات بينما كان بتلك اللحظه طفل لايصدق أن والدته ستترك يده ليكرر سؤاله بعتاب أشد : عاوزة تسبيني ياماس ...!

هزت راسها وابعدت عيونها عنه وقد انفلتت الكلمات من شفتيها : مش عاوزة اكرهك ...

هز جاسر رأسه وامسك بذقنها لتنظر اليه وهو يقول بثقه : متقدريش تكرهيني ....حتي لو حاولتي ...متقدريش 

حاولت ابعاد يداه ولكنه تمسك بوجهها واجبر عيونها علي النظر إليه وهو يتابع بحنين : وانا مقدرش ابعد عنك ولا اعيش من غيرك 

حاولت التهرب من عيناه لتبعد يداه عنها وهي تقول : لازم نبعد ...احنا بنجرح بعض اكتر 

هز رأسه واسرع يدخل خلفها قائلا بوعد صادق : مفيش بعد ولا جرح ولا زعل ...خلاص ياماسه انا عرفت غلطتي ووعد مني هتغير عشانك ....

نظرت له ماس لحظه بعدم تصديق لتري كل هذا الصدق بعيناه 

نظر لها برجاء : ساعديني اتغير ....حبيني وغيريني بأيدك 

هل تثق به مجددا ....! هل تركض خلف وعوده التي بالفعل ركض قلبها دون استئذان ناحيتها ...هل تعود مرة أخري بكامل أراده قلبها الي قيوده الذهبيه التي عادت لتلمع ببريق خاطف مجددا حتي أنها بدأت ترسم مجددا ذكريات حلوة امتزجت مع سيل ذكرياتهم الحلوة التي عاشتها برفقته والتي غزت كل كيانها لتلمع عيون جاسر بالرضى لرؤيه بريق عيونها يلمع من جديد ليتشجع ويقترب منها بكامل خطواته وليس بخطوة واحده : ماسه انتي حياتي .....توقف امامها وامسك بكتفها لتسري الدماء بعروقها من لمسته بينما يتابع : فاكره لما كنت بقولك انتي حياتي كنتي بتردي تقولي ايه ؟!

افلتت الكلمات من قلبها قبل لسانها : انت قلبي ياجاسر ...

ابتسم جاسر وتنهد بحبور وهو يجذبها الي ذراعيه يحيطها لتستمع الي دقات قلبه : وانتي قلبي وحياتي وأغلب حاجه عندي في الدنيا ....ارجعيلي ياماسه انا مش قادر اعيش من غيرك 

أغمضت ماس عيونها للحظات لاتصدق أن ما تسمعه واقع وأنها وصلت واخيرا لما تمنته لتفتح عيونها ببطء وهي تذكر نفسها للمره الالف بكل كلام عقلها الذي حاول بوهن السيطرة علي قلبها لتبعد نفسها من بين ذراعيه سريعا وتحاول التمسك برفض واهن : انت هترجع تاني تجرحني 

هز رأسه بوعد : قولتلك غيريني علي ايدك ...!

هزت رأسها بأسي: معنديش استعداد تخزلني تاني 

نظر لها بعتاب : للدرجه دي الشك ملئ قلبك من ناحيتي 

تنهدت ماس وحاولت التمسك برفضها : غصب عني خايفه اتعلق بيك تاني 

نظر لها بعتاب لتخفض عيونها وتشير الي الباب : لو سمحت ياجاسر ابعد عني وكفايه كده  

هز رأسه : مش هبعد و مش هسيبك 

قالت بأسي : فات الاوان 

هز رأسه : انتي اللي خلتيني اعمل كدة ببعدك عني ....

نظرت له بعتاب : وانت مغلطتش

اوما باعتراف : غلطت واتعاقبت ببعدك 

اشاحت بوجهها : بلاش كلامك ده 

نظر لها بمكر : بيأثر عليكي 

قالت وهي تهز راسها باعتراف : بتخدع فيه وبرجع افوق...لو سمحت كفايه بقي وامشي  

هز جاسر رأسه و اسرع الي الباب وبسرعه كان يدير به المفتاح يوصده ويسحبه سريعا ويضعه بجيبه قائلا : مش همشي الا وانتي معايا ....انا بحبك ومش هبعد عنك ابدا وانتي بتحبني ولسه حالا معترفه بده....صح ياماس ...لسه قائله اني قلبك 

عقدت ماس حاجبيها بغضب : انت بتعمل ايه...؟!

افتح الباب 

هز جاسر رأسه وتركز الشر بعيناه وهو يقترب منها بمكر : ها بقي كنتي بتقولي ايه ...؟!

زفرت ماس وهي تتراجع خطوتين للخلف هاتفه : جاسر ...!!

رفع حاجبه بعبث : جاسر حاف كده 

تهكمت ماس بغيظ : لا جاسر بالكاتشب ولا extra cheese 🧀🧀

عقد جاسر حاجبيه بغيظ من تهكمها ليقول ساخرا : لا بالمكرونه اللي مش بتعرفي تعملي غيرها ...!

اتسعت عيون ماس وبرقت بالغضب لتهتف به وهي تحيط صدرها بذراعيها : والله غيرك كتير يتمنوا اعملهم المكرونه اللي مش عجباك 

ضيق جاسر حاجبيه وسرعان ما أشتعلت نيران الغيرة بعيناه ليتجه إليها وسرعان ما يجذبها إليه ليرتطم جسدها البض بعضلات صدره القويه فتتسارع انفاس ماس من قربه الذي ازاده وهو يميل ناحيتها ويداه تتسلل حولها بينما يهمس بجوار اذنها التي أخذ يداعبها بشفتيه و هو ينطق بهمس خطير تلك الكلمات : ويبقوا مين بقي الكتير دول ....! 

بثقه لا تحتاج إلي إثباتها كانت تقول : بص حواليك وشوف 

سرعان ما احمر وجهه بنيران غيرته مزمجرا : ماس متجننيش

نظرت له ماس ببرود مصطنع : ولو جننتك هتعمل ايه ؟!

لم يتردد جاسر لحظه لتشهق ماس ما أن جذبها جاسر إليه بذراعيه لتجد نفسها أمام صدره بينما مال جاسر عليها وسرعان ما امتزجت أنفاسهم الحاره والتي ازدادت سخونه بينما اشتعلت نيران الاشتياق بكيان جاسر الذي همس بمشاعر : وحشتيني يا ماسه ...كفايه عليا اوي كده ....والله اتربيت علي ايدك .... بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ...شاكسها وهو يداعب طرف أنفها : يلا نرجع بيتنا عشان الكنبه وحشتني ...! 

تمسكت ماس بثباتها بينما وضعت يدها علي صدره لتلمس دقات قلبه المتزايدة بقوة من قربها فتسرع تبعد يدها التي جعلت كل انش بها يرتجف بينما بصعوبه بالغه حاولت السيطره علي نبرتها وهي تقول بتوبيخ : ايه اللي بتقوله ده .....؟!

رفع جاسر حاجبه بنظره ماكره : بقول الحقيقه 

عاد ليقترب منها ولكن ماس سرعان ما هربت من أمامه بضع خطوات وهي تقول : متقولش حاجه ويلا اتفضل برا 

: بتطرديني 

أومات ماس : اه ....يلا اتفضل بدل ما تحصل مشكله لو محمود رجع ولقاك هنا 

استنكرت ملامح جاسر من وجود قيود علي علاقته بحبيبته ليقول برفض وإصرار : طيب مش همشي ياماسه 

رفعت حاجبيها : ياسلام 

اوما واتجه ليجلس علي الاريكه قائلا بسماجه : اه وادي قعده 

انتفخت وجنه ماس بالغضب : لا ده انت زودتها اوي ...بقولك قوم ويلا برا 

هز جاسر رأسه بينما عيناه لا تفوت النظر إلي كل انش بها بدأ من تموجات شعرها التي اشتاق لتلمسها بانامله والي استنشاق رائحتها المعبقه برائحه الفواكه لتنزل عيناه الي عيونها وملامح وجهها يلتهمها باشتياق جارف بينما هامت عيناه يتطلع إليها بحنين وهو يتنهد صارخا بداخله كم يعشق تلك القصيره وتسلب كيانه 

أبعدت ماس عيناها عن نظراته واتجهت ناحيته بتوبيخ : انت بتبص ليا كده ليه ؟!

التوت شفاه جاسر بمكر بينما يقول بنبره لعوب : وحشتني ايام كنبه حبنا !

اتسعت عيون ماس بينما تدفقت الدماء الي وجهها ليستمتع جاسر برؤيه ارتباكها ليقوم تجاهها بإصرار علي إيقاظ مشاعرها تجاهه والتي يري كم تخفيها عنه ....

أسرعت ماس تتراجع للخلف بضع خطوات ما أن وجدته يقترب لترفع إصبعها أمام وجهه محذرة : وبعدين معاك ... امشي بدل ما هتصل حالا بمحمود 

ابتسم جاسر لها بمكر وزاد من اقترابه : ولا يهمني !

ثانيه مضت ومعها خطوة اخري اقتربها جاسر من ماس قبل أن تنتفض حينما استمعت لحركه المفتاح بالباب لتنظر بفزع الي جاسر الذي سرعان ما تغيرت ملامح وجهه وهو يتبرطم بحنق : يا نهار اسود ...اخوكي رجع !

ضيقت ماس عيناها ونظرت له بغيظ قبل أن تكون بكتفه هاتفه من بين اسنانها : اعمل ايه انا دلوقتي ؟!

تلتف جاسر حوله هاتفا : خبيني في أي حته !!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !