قيد من دهب مشهد اخير

1


 مشهد اخير ....قيد من دهب

فتح جاسر باب تلك الغرفه التي تزينت برسومات الاطفال ليسير بهدوء شديد حينما همست له ماس : هشش

اوما واتجه إليها وهو يسير علي أطراف أصابعه ليهمس بها بخفوت وهو يلقي نظره علي صغيره الذي غفي : نام ؟!

هزت ماس راسها متنهده بعد أن نام واخيرا ....برفق شديد أمسكت بيداه الصغيرة التي تمسكت بملابسها لتفك قبضته من حولها وتضع يداه بجواره وتنحني طابعه قبله حانيه علي جبينه الصغير ....ابتسم جاسر ومال هو الآخر ليقبل صغيرة ولكن أوقفته نظره ماس المحذره : هيصحي !

نظر لها بجبين مقطب : هبوسه

هزت راسها بحزم : ابقي بوسه لما يصحي ....نظر لها جاسر بإصرار ليقبل الصغير لتنظر له ماس بحنق : جاسر انا بقالي ساعه قاعده بنيمه ... اياك تقرب منه 

ضحك جاسر : ما انتي لسه واخده منه بوسه جت عليا 

وكزته بجنبه : اه عشان هو هيحس انك رجعت وهيصحي يلعب ...يلا بقي سيبه في حاله... انا هموت من التعب 

ابتسم جاسر لها : سلامتك ....ازدادت ابتسامته مكرا وهو يهمس : خلاص هبوسك انتي 

ابتسمت ماس بدلال لترفع له ذراعيها : طيب شيلني بقي !

رفع جاسر حاجبه: اشيلك ؟!

أومات له : اه ياجسورة انا مش قادره امشي 

وضع جاسر يداه علي فقرات ظهره : ولا انا قادر اشيل نفسي .....انتفخت وجنتها بحنق : انت بقالك كتير مش بتشيلني ..اوف بقي 

امسك جاسر يدها : تعالي بس ومتتعصبيش ....اقولك انا هسندك لغايه الأوضه

زمت ماس شفتيها بحنق : ايه تسندني دي وانا قدامك عندي خمسين سنه 

نظر لها جاسر بتأمل لقدها الرشيق الذي سرعان ما استعادته بعد ولادتها ليهو رأسه بنظرات لمع بها الاعجاب : قدامي قمر .....

رفعت حاجبها بحنق : بتضحك عليا 

أحاط خصرها بذراعه وقربها الي صدره وتابع بهيام وهو يمرر يداه باغواء علي كتفها : تعالي وانا اثبتلك

هزت كتفها بدلال : شيلني الاول !

نظر لها جاسر متنهدا وهو يتمطأ بجسده المرهق : تعالي ياقلبي اشيلك وامري لله

ابتسمت ماس ولكن سرعان ما انمحت ابتسامتها حينما استمعت لتلك الاصوات ما أن انحني جاسر ليحملها لتحرك راسها ببطأ بعيون متسعه تجاه طفلها الذي صدقت مخاوفها وهاهو قد استيقظ ...!

نظر جاسر إليها بإحباط : اهو صحي ...كان لازم تتحكمي اشيلك ؟!

نظرت له بحنق : وانت كان لازم تقعد ترغي مش كنت شيلتني من الاول ...نظرت له بغيظ وتابعت : شكلك عجزت 

اتسعت عيون جاسر بغيظ : مين ده اللي عجز ....طيب نيمي مارن وتعالي اوريكي مين اللي عجز  

اتجهت ماس الي فراش طفلها تحمله ليتفاجيء جاسر بها تضعه بين ذراعيه : لا نيمه انت !

هز جاسر رأسه سريعا برفض بينما لايستطيع القيام بتلك المهمة الشاقه : لا لا ياماس ...بلاش هزار ...خدي نيميه وانا هستناكي هناك 

هزت ماس راسها بإصرار : لا ...انا تعبت 

نظر لها رافعا حاجبه لتبتسم له بسماجه وتميل عليه بدلال : عشان خاطري ياجسورة .....هو بيسمع كلامك 

يلا بوسه براحتك واتمشي بيه شويه في الاوضه هينام تاني 

نظر لها برفض سرعان ما تعاملت معه بذكاء الانثي لترفع نفسها تجاه أذنه وتهمس له : هلبسلك حاجه فوشيا 

تغيرت ملامح جاسر سريعا ولمعت النظرات العابثه بعيناه لتبتسم له ماس وتعض علي شفتيها : يلا بقي ياجسورة ...انا هروح اجهز علي ما ينام 

هدرت الدماء بعروقه ليهز رأسه بينما تتحرك تفاحه ادم الخاصه به بترقب وهو يهمس : اسود ياماسه 

هزت راسها بخجل محبب : اوك 

تهادت بخطواتها وهي تخرج من الغرفه بينما عيون جاسر التي تكاد تلتهمها تنظر لها باشتياق بالغ ....ما أن خرجت ماس من الغرفه حتي ركضت الي غرفتها وسرعان ما فتحت ذراعيها وارتمت علي الفراش تحتضنه بارهاق شديد وهي تتبرطم ( الامومه مش سهله خااااالص ) 

............

.....

بعد وقت طويل قضاه جاسر يسير ببطء ذهابا وإيابا وهو يحمل طفله ( مارن ) تيبست فقرات ظهره لينظر الي عيون الصغير الجميله بينما يداه الحلوة لا تتوقف عن تلمس ذقنه ووجهه يلاعب أبيه ....ميرو حبيب بابي ما تنام بقي ...هدهد الصغير بين ذراعيه وتابع : يلا بقي ياميرو بابي مش عارف يستفرد بمامي بقاله اسبوع ...شكلي بقي وحش وبتقولي عجزت 

داعب انفه وهو يتابع : نام يلا عشان من وقت ما سيادتك شرفت وانا مش عارف اتلم عليها خالص ....يلا وانا بكره هقعد العب معاك 

لم يفهم الصغير ذو الاربعه اشهر بالتأكيد كلمه مما يقوله أبيه ولكنه كان يضحك ويصدر اصوات من فمه وهو يحرك يداه يلاعب وجهه جاسر .....بعد عده دقائق خفف جاسر من وتيره حركته حينما بدأت جفون الصغير تتهاوي ليبتسم بانتصار ما أن وضعه بفراشه وقد نام اخيرا !

رفع حاجبه وانمحت ابتسامته المنتصره حينما دخل الي الغرفه وتفاجيء بماس قد غرقت بالنوم بوسط الفراش بتلك الطريقه .....اتجه ناحيتها وجلس بجوارها يهمس باسمها : ماس ...ماسه 

لم تستجيب ليبدأ يداعب خصلات شعرها : ماسه ...اصحي 

هزت ماس راسها دون أن تفتح عيونها التي رفضت تماما الاستيقاظ لتهمهم ...مممم

اقترب جاسر من أذنها لتشعر بأنفاسه الدافئه وهو يقول بشغف : مممم ايه ....اصحي ياقلبي يلا والبسي اسود ولا فوشيا مش فارقه 

ضحكت ماس وهي تفتح عيونها الناعسه : انت لسه عندك امل !

رفع جاسر حاجبه ضاحكا وهو يحيطها بذراعيه لتعتدل جالسه : عندي امال مش امل واحد ...انا سمعتي بقت زي الزفت

..زحفت أنامله علي عنقها تجاه كتفها وفتحه صدرها بينما يتابع بحميميه : ...بقي بعد ما كنت بجيب ارقام قياسية في اليوم ...ابقي مش عارف اعمل حاجه اسبوع 

افلتت ضحكه ماس الكسوله لتختطف أنفاسه وهي تتمطأ بكسل : قليل الادب اوي 

مال فوقها وهو يلتقط شفتيها قائلا بشقاوة : يسمع من بوقك ربنا و ارجع قليل الادب  

ابتلع ضحتها بين شفتيه التي التهمت شفتيها بتوق شديد 

قبل أن تتمهل وهو يسند جبينه فوق جبينها يتطلع الي عيونها التي اغلقتها بحالميه وهي تبادله قبلته ...أحاطت عنقه بذراعيها وهمست له : وحشتني ياجاسر 

مال جاسر فوقها يقبلها مجددا : وانتي اكتر ياقلب جاسر 

طالت قبلته مجددا قبل أن تنتزع ماس شفتيها من بين شفتيه وهي تقول : نسيت الاسود و الفوشيا 

هز رأسه ضاحكا وهو يدفن رأسه بعنقها : مش مهم انتي حلوة في أي حاجه !

............

....

بعد وقت طويل رفع جاسر الوساده خلف ظهره ليستند إليها ويجذب ماس اليه لتتوسد صدره العاري ويحيطها بذراعيه واضعا راسها فوق صدره ....تمتمت ماس بنعاس وهي تمرر أطراف أصابعها بين شعيرات صدره : انا تعبت اوي النهارده ....رفعت راسها إليه وتابعت : هو مين اللي قال الام لازم تشتغل 

ضحك جاسر مشاكسا : نصيرة حقوق المراه 

ضحكت وهزت كتفها : انا بقول الام ....عادت تتطلع إليه من جديد وهي تتابع : الأمهات دي بتتعب اوي بصراحه ...ولاد وشغل وبيت وزوج ...خصوصا والبيبي صغير ...انا مش بنام ساعتين علي بعض 

هز رأسه وقبل راسها : معلش ياحياتي هي الدنيا كده 

ابتسمت له واستسلمت للارهاق الذي نالها ليشعر جاسر بها بعد لحظات قد غرقت بالنوم ...برفق شديد وضع راسها فوق الوساده وجذب فوقها الغطاء ليقوم من جوارها باتجاه الحمام وماهي الا لحظات وكان يخرج علي صوت بكاء طفله .... اسرع يخرج وهو يحيط خصره بالمنشفه وقطرات المياه تنساب فوق جسده ولكنه ما لبث أن خطي باتجاه الغرفه حتي وجد ماس تسبقه وتحمل صغيرها ... 

عاد ليرتدي ملابسه لتجده ماس يعود إليها ويمد ذراعه يأخذه منها : هاتيه يا حبيتي 

أعطته ماس له قائله : شكرا يا حبيبي ...دقائق هجهز له الرضعه واجي 

اشار لها وهو ياخذ الطفل الي غرفتهم : خدي شاور وجهزي الرضاعه براحتك ومتشغليش بالك 

بعد أن انتهت اتجهت ماس إليهم لتجده قد وضع الصغير فوق صدره وأحاط به بذراعيه ونام ثنائيتهم لتبتسم إليه بينمابحنان لا تستطيع ماس إنكاره كان دوما بجوارها منذ ان أنجبت طفلهم ...!

.........

....

التغيير سنه الحياه وكل يوم يمر علينا يكون به دوما تغيير ....رفعت ياسمين عيونها بابتسامتها الهادئه تجاه رافت الذي جلس بجوارها وبحضنه اجلس حفيدته ياسمين الصغيرة يهدهدها وهو يشير لها بحديث خاص بينه وبينها عن تلك الأشجار والزهور التي أحاطت بهم بينما لايكل ولا يمل من اخبار تلك الصغيرة عن قصه تلك المزرعه التي يعتبرها حياته ....قالت ياسمين بخفوت : ايه رايك ياعمي ....انا بقول العقد احلي من الاساور 

هز رافت رأسه بحيرة حسمها : بس ليليان بتتخنق لما بيكون حاجه حوالين رقبتها ...خلينا في الاساور احلي 

ابتسمت ياسمين له بينما بالرغم من جموده الخارجي إلا أنه بداخله شخص حنون يحفظ تفاصيل شريكه حياته ....نعم حينما اقتربت منه أدركت أن كل قسوته ماهي الا خوف زائد اخطيء في التعبير عنه ....كان يقسو دوما علي زوجته ولكنها دوما وجدته بجوارها وبظهرها حينما احتاجت إليه وكذلك كان لابنه الذي أدركت ياسمين بتلك السنه التي أصبحت بها أم كيف يكون الخوف علي الابن ....!

اشار رأفت سريعا بطرف عيناه تجاه ياسمين حينما لمح ليليان قادمه من داخل المنزل تجاههم حيث جلسوا بالحديقه : ليليان جايه ...شيلي بسرعه 

أسرعت ياسمين تغلق تلك الرسومات حيث طلب منها رافت تصميم هديه لزوجته بعد أن شجعته ياسمين علي اخراج حنانه وقد تغير بالفعل خاصه مع وجود حفيدته الجميله التي لونت الحياه بقدومها ...

جلست ليليان ووضعت من يدها طبق الطعام الذي جهزته لحفيدتها لتشير الي رافت : هات ياسمين عشان ااكلها يا رافت 

أخذ رافت منديل الطعام من يد زوجته قائلا وهو يربطه حول عنق صغيرته: اكليها وهي في حضني ...

نظر إلي ياسمين بعتاب وتابع : دي غابت عني اسبوع بحاله 

ابتسمت ياسمين له وربتت علي كتفه : حقك عليا ياعمي ...بس صالح كان عنده شغل 

اكتملت تلك الصورة العائليه الجميله بقدوم صالح الذي قبل راس والدته ويد والده ثم وجنه زوجته ومد يداه لطفلته ليه رافت رأسه : محدش هياخدها من حضني 

ضحك الجميع ليجذب صالح مقعد ويجلس بجوارهم يتجاذب أطراف الحديث حتي قال اخيرا لوالدته : ايه يا امي هو مفيش غدا ولا ايه ...انا هموت من الجوع 

أومات ليليان سريعا : كله جاهز ....ايه رايكم ناكل في الجنينه 

هز الجميع راسها لتقوم ياسمين قائله : انا هساعد حضرتك 

رحبت ليليان ليعتدل رافت واقفا وهو يحمل حفيدته قائلا : انا هروح اجيب عماد وعبد الرحمن عشا نتغدي كلنا سوا 

نظر صالح لأبيه بامتنان كبير لهذا الكرم الزائد من جانبه حينما رحب بوجود عماد وعبد الرحمن الذي تحسنت صحته كثيرا بالعيش وسط تلك الخضره والهواء النظيف بعد أن نصحهم الطبيب بهذا ولم تجروء ياسمين علي الطلب من صالح الذي نفذ دون أن تطلب بينما كان خير عوض لها دوما ....هز رافت رأسه وابتسم بينما طفل مثله يستحق الرحمه وتوبه أبيه تستحق المغفره .

............

....

سعلت تهاني قليلا وهي تكرر كلماتها من خلال الهاتف : يابسمه والله دور برد صغير وانا زي الفل ...خليكي انتي في نفسك ومتشغليش بالك بيا 

قالت بسمه بقلق : امتي متاكده يا ماما ... انا بكرة هجيلك اطمن عليكي 

هزت تهاني راسها بإصرار : يا بنتي والله بقولك انا كويسه ...اسمعي الكلام وارتاحي عشان اللي في بطنك 

أقفلت تهاني مع ابنتها لترفع وجهها تجاه فيروز التي دخلت وهي تحمل تلك الصينيه بين يديها وتقول بابتسامه : انا جهزت ليكي شوربه سخنه يا ماما 

ابتسمت تهاني لها قائله : تعبتي نفسك ليه يا بنتي ....انا اكلت خلاص 

هزت فيروز راسها بإصرار وجلست بجوار تهاني تضع لها الليمون فوق الشوربه قائله : وانا تعبت في ايه ...يلا بالهنا والشفا 

تقبلت تهاني اهتمام فيروز بها منذ الصباح بعد أن نالها دور الانفلونزا الموسميه .... حل المساء وفيروز لا تترك جوار تهاني التي قالت : كفايه عليكي كده ...انا بقيت زي الفل 

هزت فيروز راسها : متحاوليش انا قاعده معاكي ومش هسيبك 

هزت كتفها وتابعت : وبعدين انا مفيش ورايا اي حاجه ...اكلت عامر ونايم اهو خليني معاكي 

ضحكت تهاني بمشاكسه : يعني هتفضلي كابسه علي نفسي 

ضحكت فيروز وهزت راسها ليدخل عمران وخلفه مهران الذي حمحم قائلا : الف سلامه عليكي يا مرت عمي 

ابتسمت تهاني له : الله يسلمك ياابني ...

قال عمران وهو يتطلع إليها : كيفك يا ام بسمه ...ابعت اجيب الحكيمه 

ابتسمت له : انا زي الفل ياحاج ملهاش عازة الحكيمه ....رفعت الغطاء من فوقها : انا هقوم اجهز العشا 

أمسكت فيروز بيدها : لا والله ما انتي قايمه ....انا مجهزة كل حاجه وذكيه هتحضر السفرة لعمي ومهران 

ربتت تهاني علي يد فيروز : تسلمي يا بنتي ...بس انا بقيت كويسه ...يلا قومي من جاري روحي شوفي جوزك وابنك 

هزت فيروز راسها وبقيت جالسه بجوارها : لا انا قاعده جنبك 

وبالفعل بقيت جالسه بجوار تهاني التي لا تلبث تخبرها أنها بخير ولكن فيروز أصرت 

لتتفاجيء بها تقول لعمران: معلش بقي ياعمي ..انت تنام جنب مهران النهارده وانا هفضل هنا 

اتسعت عيون مهران الذي حمحم واتجه إليها يوكزها من بين أسنانه : ايه اللي بتقوليه ده ...قومي مرات عمي بتقولك بقيت كويسه 

هزت راسها : مش هسيبها ...نظرت إليه وتابعت : افرض تعبت بليل 

ضحكت تهاني قائله : يابنتي اسمعي الكلام ده كله دور برد 

هزت فيروز راسها متنهده وهي تقول : ولو برضه ....ده البيت وحش اوي من غيرك النهارده لما منزلتيش تحت 

شاكستها تهاني قائله : وهو مين ماسك فيا ومش عاوزين اقوم ..مش انتي

مالت فيروز عليها تحتضن كتفها : ماهو انا خايفه عليكي 

ابتسمت تهاني وربتت علي كتفها قائله بحنان : متخافيش انا زي الفل ...يلا قومي نامي 

ترددت فيروز ليمسك مهران بذراعها قائلا : يلا يا فيروز عاد وسيبيها ترتاح 

قامت من جوار تهاني وهي تقول : لو احتاجتي حاجه نادي عليا علي طول 

ابتسم عمران قائلا : تشكري يا بنتي 

هزت كتفها : علي ايه ياعمي 

اتجهت مع مهران الي شاكسها قائلا : يابوي عليكي ....شويه وكان الحاج هيطردنا ...حد عاد يقول روح نام برا اوضتك  

التفتت له قائله : الله يامهران مش لازم اخد بالي منها 

هزت كتفها وتابعت : وبعدين ماهي بصراحه مش بتسيبني وجمايلها مغرقاني ...يبقي لازم ارد الجميل 

ضحك مهران قائلا : وانتي هتردي الجميل كله النهارده ...انتي عملتي الواجب وزياده ...يلا عاد 

دخلت الي غرفتهم بعد أن اطمأنت علي طفلها ليجدها مهران بعد قليل تتجه الي الخارج مجددا : رايحه فين ؟!

قالت ببديهيه : هطمن عليها 

اتسعت عيون مهران : دلوقتي 

هزت راسها ليسرع يمسك بذراعها : اعقلي عاد ولا عاوزة الحاج يطردنا ....يلا تعالي نامي واستهدي بالله 

نامت بالفعل ولكن منذ الصباح الباكر كانت تسرع تبدل ملابس طفلها وتنزل لتعد الأفطار ثم تعود صاعده وعيناها علي غرفه تهاني المغلقه. .... عقد مهران حاجبيه حينما تقلب في الفراش ولم يشعر بوجودها ليفتح عيناه الناعسه فيجدها تتحرك في الغرفه ذهابا وإيابا ...

؛ مالك يافيروز واقفه كده ليه ؟!

هزت كتفها : مستنيه ماما تهاني تصحي 

رفع حاجبه بعدم فهم : ليه ..عاوزة منها حاجه ؟!

هزت كتفها : لا بس عاوزة اطمن عليها 

فرك مهران وجهه ونظر لها : ماهي زينه واكيد نايمه 

هزت راسها وهي تجلس بجواره علي طرف الفراش : بس هي بتصحي بدري ...ياتري اتاخرت ليه النهارده 

ضحك مهران بمكر وتسللت يداه من حولها بينما يقول بعبث : مش جايز الحاج عمران بيقولها كلمتين سر

نظرت له فيروز بتساؤل: كلمتين ايه ؟!

تعالت ضحكه مهران الذي مال بها للخلف وهو يقول بعبث : تعالي وانا اقولك ...!

............

.....

مدت ليليان يدها امامها لتصدر تلك الاساور العريضه ذات النقوش الفريدة والتي صممتها ياسمين بإتقان لها صوتا تناغم من الفرحه التي اندلعت من داخلها لتلك اللفته التي تفاجات بها من جانب زوجها بينما لم يكن يوما بخيل معها ولكنه مثل الكثير من الرجال لايعرف كم تفعل الهديه الافاعيل بالمراه مهما تكون بسيطه فقد كان يكتفي بجلب كل ما تطلبه دون أن يفكر أنها بحاجه لشيء آخر 

: حلوين اوي يارأفت ....تسلم ايدك 

ربت رأفت علي كتفها بحنان قائلا : مبروكين عليكي ياأم صالح 

التفتت له ليليان بسعاده : ايه المناسبه ؟

هز رافت كتفه : يعني مفيش ...بس قولت انتي عمرك ما طلبتي حاجه فقولت اجيب انا 

وكالعادة لا يراوغ كثيرا ليتابع : وياسمين شجعتني كمان 

ابتسمت ليليان بسعه قائله : ربنا يخليك ليا يا رافت 

ربت علي راسها بحنان : ويخليكي ليا ...نظر لها وتابع : وحقك عليا لو زعلتك قبل كده 

هزت راسها سريعا : انا عارفه طبعك وعشان كده عمري ما زعلت منك ....نظرت له وتنهدت وهي تتابع : يا رافت انت راجل طيب وكريم وشهم وربنا دايما كان واقف جنبك في كل ازماتك عشان انت كنت شهم ووقفت جنب ابويا في ضيقته 

هز رافت رأسه : معملتش الا الواجب ...الله يرحمه كان راجل طيب 

ابتسمت له بفخر قائله : وانت كمان راجل طيب ....كملت جميلك مع عماد ومع الولد الصغير 

هز رافت رأسه قائلا : كفايه ياأم صالح ...انا معملتش الا اللي ربنا أمرنا بيه ....المعروف مش بيروح ابدا 

...........

....

مدت ماس أناملها لتفرك عيونها التي عليها النعاس لتتراجع سريعا وهي تتذكر مكياج عيونها الذي كان علي وشك أن تفسده لتضحك ريم علي هيئتها : بقينا امهات وبنام علي نفسنا 

ضحكت ماس وتمطأت : بتقولي فيها ...ده انا شويه وهنام وانا واقفه ...مارن مش بينام ساعتين علي بعض 

أشارت إلي بطن ريم المنتفخه وتابعت : بكرة تجربي 

دخل ايمن الي مكتب ماس وريم بخطوات متهاديه وصدر منتفخ وهو يقول : عرفت سبب الشده اللي مستر مهاب فيها 

نظرت له ماس وريم بلهفه : قول 

قال أيمن سريعا : عارفين مين ال CEO بتاع الشركه اللي مستر مهاب مخلينا كلنا نتشد ونشتغل عشان العقود بتاعتها طول الاسبوع ده 

وكزته ريم بحنق : ماتنطق وخلص 

ابتسم ايمن بغرور : مش هقول ....من غيري ولا هتعرفوا حاجه 

زجرته ماس : انطق ياايمن بدل ما تكلم رغده واقولها علي غلاستك دي 

هز ايمن رأسه سريعا وهو يتطلع بتوجس الي ماس التي كانت سبب في خطبه ايمن لرغده التي رشحتها له وهو قد ارتاح لها كثيرا وتمت خطبتهم منذ بضعة أشهر .

اسرع ايمن قائلا : شيرين العسال ....عارفين بقي مين شيرين العسال دي ...

زفرت الفتاتان بحنق ليقول سريعا : مرات مستر مهاب ...قصدي طليقته !

وبالفعل لم يكن بالنسبه لمهاب مجرد اجتماع لمناقشة بنود عقد بين البنك وبين شركه عالميه يعقده دوما بل كان تحدي ...تحدي لقاء بينه وبين من اتهمته بالفشل ...! كان بالنسبه له نظره منها يري بها انعكاس نجاحه الذي جاهد به طوال تلك السنوات ...فهو يريد أن يخبرها أنه كان موظف عادي استقلت به وهاهو حينما أراد وصل لتلك المكانه .....استعدادات علي قدم وساق من الجميع طوال اسبوع وتشديد من مستر مهاب لكل التفاصيل ....ليجلس الجميع بغرفه الاجتماعات الانيقه والتي ازدادت اناقه اليوم ولكنها لم تكن أبدا بأناقه تلك المراه الثلاثينية التي عبرت الابواب الزجاجيه خاطفه الأنظار إليها بمدي اناقه ملابسها وطلتها الاثره ....نظرت ماس بطرف عيناها بفضول تجاه مهاب الذي جلس بهدوء اعتادته منه ولكنها لمحت خلف هذا الهدوء توتر بالغ بينما دخلت تلك المراه وهاهو اللقاء ....اعتدل مهاب واقفا وهو يغلق زر من ازرار بدلته الانيقه والتي زادته وسامه تعود الجميع عليه بها ولكنها زائده اليوم ....ابتسامه واثقه قابلتهم بها تلك المرأه التي قالت بود : صباح الخير ....نظرت إلي ساعتها الفريدة وتابعت : اتاخرت خمس دقايق

قال مهاب بثبات ممزوج بعدم الاكتراث والثقه : مفيش مشكله ....اشار الي فريقه وبدأ بتعريفهم إليها لتبتسم شيرين حينما نطق بأسمها : مسز شيرين العسال ال CEO لشركه *** في الامارات ....التفتت شيرين الي الرجلين بجوارها وبدأت بتعريفهم هي الأخري ليبدأ الاجتماع الذي كان ساحه من فرد العضلات من جانب شيرين ومهاب ...نظرت ماس الي مهاب بفخر لا تنكره بينما ارشادات أن يكون النصر حليفه لاتعرف لماذا ولكنه يستحق التقدير وهو بالفعل من أنجح المديرين الذين رأتهم وليس بشهادتها وحدها بل بشهاده الجميع فالبرغم من هيئته الجامده إلا أنه قيادي ناجح يعرف كيف يقود فريق وقد تعلمت منه الكثير وهو أيضا لاتردك أنه تعلم منها الكثير ليس بالعمل بل بأخلاق العمل وقد رأي كيف استطاعت أن تقود قسمها بنجاح بأن تكون قدوة وصديقه للجميع وايضا حازمه وقت الحاجه .... نظرت شيرين الي ثقه مهاب في كلامه وشردت لحظات في ما تحول إليه طوال تلك السنوات ...هزت راسها سريعا تنفض شرودها وقد فاتها جزء هام من الحديث لتتوتر قليلا ولكنها بنفس الوقت تحاول استعاده هيئتها الثابته وهي تلقي ببند من بنود العقد وضح علي مهاب الاستنكار لسماعه وهاهي ماسه تتألق وهي تتدخل بمنتهي الاحترافيه وتشد من موقف مهاب وتختم كلماتها وهي تتطلع الي شيرين بثقه : افتكر كده افضل يا مستر مهاب .... دي plan B اللي حضرتك كنت مجهزها 

لاح طيف ابتسامه فخورة علي شفاه مهاب الذي استعاد هيبته وهو يتراجع للخلف في مقعده الجلدي الوثير يتطلع بعيون لمع بها الانتصار الي فريق شيرين الذي كانت قائدته لديها اخلاقيات الاشاده بمجهود الخصم ليتفاجيء بها مهاب تهز راسها وتبتسم وهي تتبادل النظرات مع فريقها ثم تقول وهي تمد يدها اليه : اتفقنا !

...........

.....

  تابعت مي حديثها مع والدتها التي وقفت تقلب الطعام فوق الموقد : انا لما ماس ترجع هبقي أنصحها ....

التفتت ماجده لها بتحذير : و تنصحيها ليه ...ايه رجعنا تاني 

هزت مي كتفها ضاحكه : اخص عليكي ياماما ...كده برضه ده انا قلبي عليها 

ضحكت ماجده وشاكستها : مي يا قلبي ...ابنك ادم انا اللي ربيته وحتي ماسه ولما تغلبي كنتي دقايق وبتكوني عندي وانا كنت بسيبك تنامي براحتك وأسهر انا وابوكي بيهم متجيش تعملي فيها ناصحه علي البنت اللي طالع عينها في اخر الدنيا لوحدها 

ضحكت مي قائله : ربنا يخليكي ليا يا جوجو. .... والله انا قصدي أنصحها واخليها تكلم جاسر يغير شقتهم ويشتري شقه جنبنا واهو هتبقي جنبك وجنب مامتها وجنبي انا كمان 

هزت ماجده راسها قائله : لا ياحبيتي بلاش نتدخل ...لو جاسر عاوز يغير شقته كان عملها ...هو قال كتير مرتاح هناك 

رفعت مي حاجبها وقالت بمكر ضاحكه : جاسر ده سوسه. ...قاصد يبقي بعيد 

ضحكت ماجده وتابعت تجهيز الطعام الذي أعدته بكميه كبيرة تنتوي إعطاءه لزوجه ابنها حتي لا تنشغل بإعداد الطعام بضعه أيام وترتاح .

وكم أصبحت الحياه اجمل حينما أصبحت العائله اسم علي مسمي والجميع يبذل جهده للوقوف بجوار الآخر بدلا من بذا الجهد في الاذي والحقد 

 ..........

  ...

نظر مهاب بامتنان الي ماس بعد أن عاد إلي مكتبه وتبعته ماس : لو طلبتي مكافاه مليون جنيه 

ضحكت ماس قائله : ده انا كده استغل الفرصه بقي .....مليون جنيه مره واحده 

اوما مهاب قائلا : طبعا ...بس هدفعها من جيبي 

حمحمت ماس مازحه : ماشاء الله .... ده انا كل الشغل ده ومش عارفه اجمع خمسين ألف علي بعض 

ضحك مهاب بصخب ومد يداه أمام وجهها : الله اكبر ..ايه يا مسز ماس انتي هتحسديني

هزت راسها ضاحكه بينما كانت تلك من المرات القليله التي رفعت التكليف بينها وبين مديرها ولكن اليوم نصرهم يستحق الاحتفال ....فهي من داخلها إرادته أن يثبت لطليقته بالفعل أنه ناجح 

: برافو ...طول عمرك شاطرة ياماس 

مد يداه بقلمه الذهبي تجاه تلك الورقه أمامه قائلا : انا كده كده همضي مكافاه مخصوص ليكي

رفع عيناه ومازحها : اهو الخمسين الف يبقوا خمسه وخمسين كويس 

ابتسمت ماس وترددت لحظه قبل أن تضع أمامه تلك الورقه ليخرج صوتها حزين مهما اتفقت مع نفسها علي تلك الخطوة إلا أنها خطوة محزنه في كل الأحوال مهما كانت متصالحه معها : لو حضرتك مصر تكافئني ....امضي ليا علي الورقه دي 

بوغت مهاب وهو يقرء محتوي تلك الورقه ليردد بعدم تصديق : اجازة سنتين !

هزت ماس راسها وتنهدت قائله : حاليا ابني محتاج ليا ....وانا مش عارفه أوفق بين الشغل وبينه وبين حياتي ....سنتين يكون بقي اكبر شويه واقدر وقتها ارجع شغلي وانا مرتاحه 

تفاجيء جاسر هو الآخر بقرارها الذي أخذته بقناعه تامه فطفلها بحاجه اليها وهي في النهايه لن تخسر عملها بل ستأخذ استراحه لتعطي الأولوية لطفلها ....تحمس جاسر كثيرا ورحب بقرارها الذي أراده من داخله ولكنه تعلم من خطاه السابق وتركها بثقه في قراراتها وبالفعل كانت كما عهدها ذكيه تدرك دوما اين ستكون خطوتها التاليه ....!


...........

.....

عقد مكرم حاجبيه حينما عاد ووجد سندس جالسه تسند ظهرها الي المقعد الوثير الذي توسط ذلك المنزل الأنيق للغايه والواصخ عليه الترف تشغل قطعه من الصوف ليقترب منها : بتتعبي نفسك ليه يا حبيتي ؟!

ابتسمت له وهزت راسها وهي ترفع تلك القطعه أمامه : قولت اعمل بلوفر للبيبي 

ضحك مكرم وامسك بالقطعه الجميله بين يداه ثم نظر إلي بطنها بتلهف بينما كل يوم ينتظر ذلك الطفل الذي سيأتي ويخبره بيوم من الايام كيف تحولت حياه ابيه ....كانت سندس فتاه حرفيا يطلق عليها ( قدم السعد ) فقد عمل مكرم مع صالح قليلا ولكنه سرعان ما فكر بمشروع صغير من وحي حماس زوجته لتلك الأعمال اليدويه وفتح لها مشغل صغير لم تترك سندس فتاه الا وعلمتها كل ما تعرفه وكانت هناك تلك المراه التي احسن مكرم إليها بكرم زائد فلم تبخل عليه يوما بالدعاء لتفتح له ابواب السعاده والرزق وبالفعل تحول المشغل الصغير الي مشروع كبير ومصنع وتحولت الحياه وهاهو مكرم رجل كما عهده صالح لايترك يد من يطلب مساعدته ليتشجع ويشاركه ويدمج معه مكتب ياسمين للتصميمات

........

...

وهناك سؤال اخير ...هل تغير جاسر ...؟!

ربما الطبع المتأصل لايتغير بسهوله ولذا حينما ندرك جيدا بوجود طبع غير محبب بداخلنا ليس علينا أن نقول تلك طباعي و لااستطيع تغيرها ولكن عليك أن تعمل علي نفسك دوما بتهذيبها وتغيرها للأفضل فبدلا من الانشغال بعيوب الآخرين علينا الانشغال بأنفسنا ومحاوله العمل دوما علي تغيرها ....!

نظرت ماس الي عقده جبينه وهي تفتح معه أمر عودتها لعملها دون أن تدع له فرصه للتهرب تلك المره : جسورة انا بقالي تلت سنين قاعده في البيت ودلوقتي الحمد لله مارن وريان كبروا وبقي ينفع ينزلوا الحضانه 

نظر جاسر لها لتداعب وجنته وهي تتعلق بعنقه : بليز ياجسورة متقلبهاش خناقه وبعدين مش كفايه هرجع من الصفر تاني بعد ما كنت مديرة 

ضحك جاسر علي نبرته وهز كتفه متنهدا : طالما هتقدري توفقي بين الشغل والولاده معنديش مانع ....

ابتسمت له واحتضنته بحب لتزداد ابتسامتها ولمعه عيونها وهي تعود إلي عملها بعد تلك السنوات لتتطلع الي مكتبها بحنين جارف 

استقبلها مهاب بترحيب : نورتي مكتبك 

ابتسمت له : متشكرة يامستر مهاب 

هز كتفه وتابع بقليل من التأثر : عارف أنه صعب عليكي ترجعي تبدأي من اول وجديد بس كمان انا عارف 

 انك شاطرة وهتوصلي تاني بسرعه ...نظر لها وتابع : واتاكدي انك دائما من المرشحين الاوائل عندي 

هزت راسها ومازحته : الحمد لله عندي واسطه كبيرة 

ابتسم مهاب لها قائلا : انتي مش محتاجه واسطه ابدا ....انتي مجتهده 

أومات ماس له : وحضرتك كمان 

هز راسه وتمني لها التوفيق لتسأله ماس بابتسامه قبل أن يغادر : ادهم بقي عنده كام شهر دلوقتي 

ابتسم مهاب وهو يريها صوره ابنه الصغير علي هاتفه : بقي عشر شهور 

ابتسمت ماس وهي تتطلع الي صوره الصغير برفقه والدته لتقول بابتسامه : سلم ليا علي شيرين كتير 

اوما لها وهو يخرج : يوصل أن شاء الله

تنهدت ماس وجلست الي مكتبها تتطلع حولها بحنين كبير لتبتعلها دوامه العمل يضعه ساعات قبل أن تسرع لتأخذ طفلها من حضانته النهاريه وتتجه الي منزل والدتها حيث سيتناولون جميعا غداء عائلي ليمر الوقت وسط ضحكات وأحاديث ....هزت ماس كتفها والتفتت الي بسمه قائله : انا شايفه ...قبل أن تكمل جملتها قاطعها محمود : وانتي تشوفي ليه .. ؟!

نظر إلي جاسر قائلا : وحياتك ياجاسر تاخد مراتك جنبك شويه وتخليها في حالها انا مش ناقص حقوق النسوان 

انفجر جاسر ضاحكا بينما نظرت ماس إليهم بغيظ مزمجرة بوعيد : ماشي يامهران ...!

اتسعت عيون جاسر الي حاول بصعوبه كبح ضحكته : وهو مهران ماله بس ؟!

زمجرت بغضب : هو اللي قال الكلمه وكلكم مسكتوا فيها .....!

نظرت ماس الي بسمه وقالت سريعا : انا شايفه طبعا انك تشتغلي يابسمه اوعي ترفضي فرصه الشغل دي 

قالت كلماتها وقامت سريعا تركض لتختبيء خلف جاسر بينما لم يلبث محمود أن قفز خلفها يلاحقها .....لتتعالي ضحكات الجميع واولهم جاسر الذي مد كلتا ذراعيه بحمايه حولها وهو يقول لمحمود من بين ضحكاته : خلاص يا حوده عليا المرة دي ..!

زمجر محمود بغيظ : سيبني عليها ياجاسر ...دي مش عاتقه حد !

ضحك جاسر وتابع حمايه ماس التي تقهقه خلفه : حقك عليا ....انا هتصرف معاها .

وها قد اتي وقت الحساب ما أن عادوا الي المنزل ليجلس جاسر متوسدا الفراش باريحيه بانتظارها لتأتي إليه وهي تتهادي بمشيتها وتتطلع إليه بتوجس : مالك قاعد كده ليه ...انا قولت انت نمت 

هز رأسه بابتسامه ماكرة : انام ازاي قبل ما اخد لحوده حقه 

نظرت له باستفهام : ازاي 

غمز بشقاوة قائلا : تعالي وانا اقولك 

ولم يعد هناك للكلام بقيه .

مرت السنوات وسارت الحياه وسط سحب ورديه وآخري رعديه وغيرها هادئه ودوما ما كانت الحياه كالطريق الملتف فكل خطوة نخطوها سنعود إليها لذا علينا جعل خطواتنا تحمل كل ماهو جميل لانه مردود الينا في النهايه وليست الحياه بحد ذاتها هي ما تجلب الينا السعاده بل احباءونا الذين نشاركهم حياتنا هم من يعطونا تلك الحياه لذا فلنجعل جميعنا احباءنا بجوارنا ونبتعد عن كم يكرهنا ولا يتمني لنا الخير .....البعد عن الاذي فضيله وليس ردها بل الصبر والثقه بأن كل شيء مردود 

ابتسمت ماس لتلك الكلمات التي ألقت عليها نظره اخيره قبل أن تنشرها بعد أن استطاعت بصعوبه ايجاد وقت لكتابتها وسط يومها المزدحم لتختم كلمتها بابتسامه واسعه لها مغزي وهي تدون ( الناجحون يصلون للقمه و المتميزون يحافظون عليها أما المتميزون فيصنعون قمما جديده ) ارفقت تلك الصور لياسمين التي حققت نجاح غير عادي بمجالها للتصميم و لم تكن صورها وحدها بل كان لتلك الفتاه التي تغيرت كثيرا وقد تعلقت عيونها بسبب تغيرها الواقف بجوارها .... فهاهو مكرم يبتسم لها بفخر وهي تتحدث عن مشروعها البسيط الذي كان فكره ساندها بها لتعليم الفتيات الفنون اليدويه وهاهي وصلت لنجاح غير مسبوق والفكره أصبحت مشروع مربح وكان لفيروز نصيب بينما شاركت سندس وياسمين بإنشاء معهد لتعليم الفتيات حرف ليشتغلوا بها ....نماذج مشرفه كثيرة تابعت ماس الحديث عنهم وارفاق صورهم التي نظرت لها بفخر وقد كان دوما الامل هو نافذتهم الصغيرة لفتح آفاق واسعه علي العالم الذي لا يجب أن نيأس ونحن نحاول حفر مكان لأنفسنا به .

تمت بحمد الله (6/10/2022) 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

اتمني تكون الروايه حازت علي اعجابكم وهستني زي كل

روايه منكم كلمه تفتكروا بيها الروايه 

وان شاء الله هشوفكم قريب في روايه جديده ....دمتم سالمين

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. اجمل رواية بالتوفيق ان شاءالله

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !