بساط السعاده الفصل الرابع

3


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

خرجت وصال من غرفه ابيها بالمشفي بعد أن انتهت من الاطمئنان علي وضعه مع الأطباء الذين بدأو معه خطه العلاج الكيميائي...اغلق دياب مكالمته والتفت إليها لتتجه إليه بابتسامه ممتنه واسعه : شكرا يا دياب ....ربنا يخليك لينا ... ده بابا هيفرح اوي لو شافك 

تجاهل دياب اخر ما نطقت به واكتفي بالتعليق علي أول جزء بينما يقول بحنان : تعيشي واي حاجه تعوزيها اطلبيها مني علي طول ده حقك 

نظرت له وصال بعتاب بينما ابتعد عن اي حديث يخص ابيها لتقول له : علي فكره يا دياب بابا طيب اوي و بيحبك هو بس .....قاطعها دياب باشاره من يده قائلا : متكمليش يا وصال ...خلينا في المهم ... هتعملي ايه دلوقتي ؟

تنهدت وصال وقالت بإصرار : مفتكرش في حاجه اهم من اننا نقرب بينك وبين بابا ....نظرت له برجاء وتابعت : يا دياب السنين بتمر وحقه عليك انك تكون جنبه 

افلتت زفره ضائقه من صدر دياب هاتفا : حقه عليا عملته 

قالت وصال باعتراض : حقه عليك مش فلوس وبس 

هتف دياب بنبره قاطعه : انا اديتك انتي الفلوس عشانك انتي وبس ..اقفلي الموضوع ده وردي عليا هتعملي ايه ...هتعاودي معايا ولا هترجعي البيت 

نظرت له وصال بعتاب واشاحت بوجهها : هفضل هنا في المستشفي جنب بابا 

اوما دياب دون جدال بينما جادل معها كثيرا لتخبره بقرار لا يمكن الجدال به وهو أنها لن تترك ابيها في آخر أيامه 

ليقول برفق : عاوزة حاجه ؟

لم تجد ضير من المحاوله مجددا لتهز راسها وتجرب حظها مره اخري لتقول : عاوزة يا دياب 

نظر لها باهتمام : اؤمري 

قالت برجاء : عاوزاك تدخل لبابا تشوفه ....انت بقالك سنين مشفتهوش ازاي قادر ترفض تشوفه وهو في الحاله دي 

قال دياب باقتضاب وهو يربط علي قلبه حجر : زي ماهو قدر ميشوفنيش ....لو ليا معزه عندك متتكلميش تاني في الموضوع ده 

مال ليربت علي كتفها وتابع بيقين : ولو علي السنين هتعدي زي ما عدت قبل كده ...نظرت إليه ليهز رأسه ويتابع : السنين عدت وانا مسألتكيش ازاي عدت عليكي وانتي بعيد عن امك يبقي متسأليش 

صمتت وصال ونكست راسها الي الأرض ليقول دياب وهو يتحرك الي خارج المشفي : السلام عليكم 

رددت بصوت خافت وخيالها يأخذها الي عدد كل تلك السنوات : وعليكم السلام!

تنهدت وهي تردد لنفسها أن عددهم عشر سنوات .....نعم هو محق السنوات تمضي وستمضي 

.........

.....

بعتاب ونظرات غاضبه رمقت تلك المراه الخمسينيه ابنها الذي فتح الباب ودخل لتنهي محادثتها بالهاتف الذي تضعه علي أذنها قائله : حقك عليا انا يا عليه ....اول ما يوصل هتكلم معاه 

تجاهل ماجد حديث والدته الهاتفي واتجه الي غرفته ولكن ما هي إلا بضع دقائق وكانت تندفع خلفه بغضب شديد هاتفه : ايه اللي انت عملته مع خطيبتك ده يا ماجد ؟!

قال ماجد بعدم اكتراث وهو يخلع سترته : عملت اللي كان لازم اعمله من اول ما شوفت قله ذوقها وادبها مع وصال 

احتدت ملامح مجيده وصاحت بانفعال : يبقي كلام خالتك صح والعانس دي كانت حاطه عينها عليك 

اتسعت عيون ماجد بغضب هاتفا : اميييي ايه اللي بتقوليه ده ....وصال بنت عمي وعيب اوي الكلام ده وحرام كمان تقولي عنها حاجه زي دي 

هتفت مجيده باحتدام : انت هتعلمني العيب يا ماجد ...انا امك وانا اللي خليتك دكتور مش هتيجي علي اخر الزمن تعلمني 

هتف ماجد بتهذيب : العفو يا امي انا بلفت نظرك 

اتجه ليقف امامها وتابع بدفاع : يا امي ميصحش اللي نانسي عملته وانا كنت بعدي كتير لما كانت بتتكلم بيني وبينها إنما قدام بنت عمي تقول كده عيب وكان لازم اخد معاها موقف 

هتفت مجيده بعصبيه : خايف اوي علي مشاعر بنت عمك  ومش عامل اي حساب لبنت خالتك وخطيبتك 

قال ماجد بعصبيه : عشان غلطت ولو كان العكس ووصال هي اللي غلطت مكنتش هسكت 

اقترب منها وتابع برفق : يا ماما افهميني ....نانسي بنت متدلعه ومعندهاش ذره ثقه في نفسها وهي اللي حطت نفسها في موقف زي الزفت مع وصال وتطاولت عليها ومع ذلك البنت مردتش

رفعت مجيده حاجبها بسخط : كفاياك دفاع وكلام عنها ...وبعدين بنت عمي بنت عمي ....ايييه هو كان عمل ليك ايه عمك 

نظر ماجد الي والدته بعتاب : انتي هتعملي زي بابا وتنسي افضال عمي عليا لما كان سبب في المنحه اللي سافرت اكمل بيها دراستي 

اشاحت مجيده بوجهها هاتفه : عادي يعني معملش المستحيل ..انت كنت شاطر وتستاهل 

زفر ماجد بضيق من جدل لن يصل به الي اي طريق سواء مع والدته ولا مع والده من قبلها بينما أنكروا فضل عمه الذي وقف بجواره وساعده 

لتزفر مجيده بضيق وتتابع : سيبك بقي من الحوارات دي ودلوقتي حالا تروح لبنت خالتك تصالحها 

نظر لها ماجد برفض : مستحيل ..انا خلاص اخدت قراري 

هتفت مجيده بغضب : لو معملتش كده لا هتكون ابني ولا اعرفك 

زفر ماجد بينما خرجت والدته وصفقت الباب خلفها بقوة ليجلس ماجد علي المقعد خلفه ويمسك هاتفه ويتصل بوصال ليعتذر لها عما بدر من نانسي ولكنها لم تجيب .

.........

وقفت دنيا أمام المرأه تمرر قلم الشفاه الأحمر علي شفتيها المكتنزة بعد أن خططت عيناها باللون الاسود لتبزر جمالها وهي تستعد لمجيء دياب ..... اخذت روبها الحريري تضعه فوق قميصها القصير وعقدت حزامه حول خصرها وهي تتجه الي خارج الغرفه تنتوي الذهاب الي المطبخ لتنهي اللمسات الأخيرة علي العشاء الذي جهزته 

...: مساء الخير يا أمه مهجه 

قالت مهجه وهي تنهي اغلاق زجاجه الحليب الذي تعده لاحفادها : يسعد مساكي يا دنيا ...انتي لسه منمتيش

هزت دنيا راسها قائله : لا يا امه مستنيه دياب عشان اجهز له العشا

رمشت مهجه باهدابها للحظه وابتلعت ما كانت تنتوي قوله وهي تنهي ما كانت تفعله وتتجه الي خارج المطبخ قائله باقتضاب : ابقي تعالي خدي العيال لما يناموا 

عقدت دنيا حاجبيها بعدم فهم بينما ظنت أن حماتها ستأخذ الاطفال أو تولي بهيه بهم كما تفعل دوما معها 

لتسرع خلف حماتها هاتفه : والعشا بتاع دياب ياامه 

تنهدت مهجه ولم تجد بد من اخبارها : دياب اتعشي من بدري 

ازدادت عقده جبين دنيا بعدم فهم : اتعشي ...!! هو رجع اصلا 

اومات مهجه دون قول شيء لترفع دنيا عيناها للاعلي حيث غرفه بهيه وهي تقول بتوجس : رجع امتي واتعشي امتي وفين ....عند بهيه !

اومات مهجه ولكن قبل أن تندفع الكلمات المستنكره من شفاه دنيا كانت مهجه تقول بتحذير : ميفرقش معاكي هو فين ...قولتلك يروح مكان ما يرتاح وبلاش تعملي مشاكل 

هتفت دنيا بصوت غاضب : مشاكل ...ده انا مش هعمل غير المشاكل 

حاولت مهجه تحذيرها ولكن لم تستمع إليها وسرعان ما كانت تسرع الي الاعلي بينما زفرت مهجه بضيق واتجهت الي الغرفه حيث بقي الطفل الذي يريد أن يتناول الحليب وينام لتترك ابنها يتولي أمر زوجتيه وتتجه الي من هم بحاجه اليها 

رفع دياب رأسه باستنكار شديد تحول بلحظه الي غضب ما أن تعالت تلك الطرقات علي الباب مع صوت نداء دنيا الغاضب : افتحي ...افتحي يا خطافه الرجاله !

اهتزت نظرات بهيه التي أسرعت تبعد دياب عنها وتمد يدها الي جوارها وترتدي عباءتها علي عجل ولكن يد دياب اوقفتها وهو يرمقها بنظره عدم رضي وكأنها ممسوكه بجرم ما 

: رايحه فين يا بهيه ؟!

قالت بتعلثم وهي تحاول أخذ العباءه التي أبعدها من يده : هلبس وافتح الباب 

زجرها بنظراته هاتفا بنبره حازمه : مكانك 

تراجعت دنيا للخلف ما أن فتح دياب الباب ووقف بقامته المديده امامها بوجه ينذر بعاصفه .... ابتلعت ببطء للحظه خائفه من نظراته لتقول بعتاب : انت ناوي تبات عندها زي امبارح 

لم يعقب دياب علي كلمه مما قالت لتشهق دنيا بمفاجأة حينما انقض علي ذراعها يمسكها بعنف مزمجرا : عيدي كنتي بتقولي ايه من شويه !.

قالت دنيا بصوت متعلثم : كنت بقولك هتبات عند .....قاطعها بصوت غاضب جهلها تنتفض من مكانها : مين اللي بتقولي عنها خطافه رجاله !

استجمعت دنيا شجاعتها بينما تهتف بصوت عالي : الست بهيه .... اللي اخدتك مني 

ازدادت قبضته قوه علي ذراعها مزمجرا : اخرسي واياك تتكلمي كلمه زياده عن بهيه فاهمه 

هزت دنيا راسها وهتفت باندفاع غاضب : لا مش فاهمه وحالا لو مجتش معايا ورحمه امي لهكون واخده عيالي وسايبه البيت 

اسرعت بهيه تتدخل بتلك اللحظه لتقول بلهفه ورجاء : استهدي بالله يا دنيا 

التفت دياب الي بهيه بغضب بينما تابعت برجاء : كل اللي انتي عايزاه هيحصل بس اهدي وبلاش تحرميني من العيال ...انتي عارفه أن روحي فيهم 

بجحود هتفت دنيا : ابقي هاتي انتي يااختي عيال تديهم روحك 

انشطر قلب دياب لتلك النظره الكسيرة التي ارتسمت بعيون بهيه لتشهق دنيا ما أن انقض علي ذراعها ودفعها صارخا بصوت جهوري : طيب يمين بالله ما انتي قاعده فيها ... !

اهتزت نظرات دنيا وتسمرت أقدامها بالأرض للحظه قبل أن تنتفض من مكانها بينما صاح دياب بغضب شديد مجددا :  سمعتي ولا عاوزة تسمعيني وانا برمي عليكي اليمين 

تدخلت بهيه بسرعه تضع يدها فوق فم دياب تترجاه : لا يا اخويا عشان خاطري اخزي الشيطان ... دنيا مكانتش تقصد وانا مسامحاها ...حقك عليا انا 

ابعد دياب يدها عن فمه بغضب لتتفاجيء به يجذبها إليه ويقبل راسها باعتذار :  انتي اللي حقك عليا يا ست الناس ...ادخلي اوضتك 

التفت الي دنيا التي رمت بعيونها تجاه حماتها التي توقفت اعلي الدرج تتابع ما يحدث تناجيها أن تتدخل ولمن مهجه بقيت صامته تصدق بنظراتها علي قرار ابنها 

وجاء التصديق الأكبر من دياب الجد الذي خرج من غرفته بعد أن استمع لكل ما دار ليتجه الي بهيه التي انسابت الدموع علي وجنتيها قائلا برفق يطيب خاطرها : اسمعي كلام جوزك يا بنتي وادخلي اوضتك 

التفت إلي دياب وتابع : خدها بيت اهلها وقول لابوها علي اللي عملته وفهمه أن مبقاش ليها عيش في بيتنا بعد قله الربايه اللي عملتها ..!

اخذت مهجه بهيه الي غرفتها لتقول برفق وهي تربت علي كتفها : متزعليش يا بتي ربنا كرمه كبير وهيكرمك بحق كسره خاطرك 

قالت بهيه بصوت باكي : مش زعلانه منها يا امه ..... هي برضه غيرانه انا زعلانه أن العيال تتفرع من ابوهم ومننا 

قالت مهجه متنهده بينما أوجعها قلبها علي ابنتها : متزعليش ربنا موجود والعيال بابوهم أو من غيره هيتربوا .....نظرت إلي بهيه وتابعت : وبعدين يا بتي بلاش تبقي طيبه كده بزياده جوزك عمل الصح ...هي فاكره بتلوي دراعه بالعيال .

هتفت بهيه بقهر : وهي العيال دي شويه يااما لما نتنازل عشانهم ...ده انا روحي هتروح مني لو بعدوا عني 

قالت مهجه برفق شديد وهي تكفف دموع بهيه : بعد الشر عنك يابهيه ....هيرجعوا ياغاليه ...متقلقيش دياب استحاله يسيبهم يبعدوا عننا .


...........

...


ضيقت احسان عيناها بخبث بينما استمعت إلي حميده حماتها تخرج من غرفتها وهي تكمل عقد طرحتها الحريريه حول راسها : يلا يا هادي انا جاهزة

اعتدل هادي واقفا يهم بالخروج برفقه والدته لتسرع احسان ناحيتهم تقول ببراءه مزيفه : انتي خارجه يا امه حميده ؟

قالت حميده وهي تهز راسها :اه يا احسان رايحه اشوف نشوي

جاءت فرصتها لتضع لاخت زوجها العمل الذي أخذته من قدورة لتقول سريعا : طيب انا هلبس بسرعه واجي معاكي يا امه 

هزت حميده راسها قائله : لا يا احسان خليكي انتي مع هادي وانا هرجع بليل 

صممت احسان علي الذهاب معهم وعدم تفويت الفرصه لتقول برجاء : انا مخلصه كل حاجه ورايا وسي هادي مش بيرجع الا اخر الليل ....عشان خاطري يا امه حميده اجي معاكي اشوف نشوي ...وحشتني اوي 

بصفاء نيه لم تمانع حماتها لتقول : طيب يلا البسي بسرعه واهو هادي يقعد شويه مع أخته ونتغدي سوا 

التفت هادي الي والدته بضيق : لازمتها ايه تيجي معاكي ...قولت هوصلك وارجع

قالت حميده برجاء : معلش يا هادي ...اهو تشوف اختك 

اسرعت احسان تخفي في ملابسها تلك الزجاجه الصغيرة التي اعطتها لها قدورة ليدخل هادي الغرفه بحنق هاتفا بعد أن تأخرت : كل ده بتعملي ايه ...بقالي ساعه مستني 

هتفت بتعلثم وهي تعدل من عباءتها : ابدا يااخويا انا خلاص جهزت 

زفر بضيق واتجه الي جانب الغرفه ليجثو أمام أحدي ادراج الخزانه يفتحه ويأخذ منه بضع رزم ماليه ويعيد إغلاقه ويغادر الغرفه إلي الأسفل حيث انتظرت والدته  

قاد بصمت الي منزل أخته وطوال الطريق وعيون احسان الخبيثه تلمع بالحقد كلما توقف أمام أي مكان يشتري لأخته كل ما لذ وطاب حتي امتلئت حقيبه السياره بكل شيء إلي أن توقف أمام ذلك المنزل ذو الباحه الكبيرة بالبلده المجاورة لينزل ويأخذ يد والدته ويركض أحد الصبيه الذي يعملون لدي زوج أخته يحمل الاشياء من السياره 

ابتسمت حميده وفتحت ذراعيها تجاه ابنتها التي اتجهت إليها ببطء وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخه بوهن : اهلا يا امه

احتضنها أخيها بحنان لتقول نشوي : تسلم ايدك يا هادي ...كلفت نفسك كتير 

قال بحنان : مفيش حاجه كتير عليكي 

حاولت أحسان أن تخفي حقدها وتبعد عيناها التي رشقت ببطن نشوي التي اتجهت إليها بترحيب : اهلا اهلا يا سونه ... وحشتيني 

بادلتها احسان الاشتياق الزائف بأحضان وقبلات 

قالت حميده وهي تساعد ابنتها علي الجلوس : تعالي اقعدي يا حبيتي وبلاش تقفي كتير علي رجلك

قالت نشوي بترحيب : حاضر يا امه هقعد بس هعمل ليكم حاجه تشربوها 

هزت حميده راسها : متتعبيش نفسك 

أصرت ابنتها ولكن قبل أن تتحرك كانت امراه خمسينيه بوجه بشوش تتجه ناحيتهم ترحب بهم : يا اهلا يا اهلا ...البيت نور يا حميده ...اهلا يا هادي ياابني 

ازيك يا احسان 

رحبت حماه نشوي بعائله زوجه ابنها واسرعت توقف نشوي عن الحركه ؛ يووه هو انا روحت فين ... خليكي قاعده وانا هجيب كل حاجه 

تابعت احسان بحقد كل شيء حولها واستكترته علي تلك الفتاه من منزل جميل تعيش بينما لم تري أنها في منزل افضل منه ومن ملابس لديها مثلها الكثير ولكن علي نشوي رأتها اجمل من اي شيء تمتلكه ....

ومن حماتها التي تهتم بها وتعاملها بلطف وحتي زوجها المحب كل شيء حول أحسان يخص نشوي يبعث الحقد بداخلها وآخرهم بطنها المنتفخه التي لا تتمني شيء قدر رؤيتها مقهورة علي فقدان ما بداخلها ...!

مر الوقت وأصر هادي علي الذهاب وتركهم ولكن زوج أخته أصر علي تناوله الغداء برفقتهم

لتتدخل احسان بمساعده مزيفه تصر علي تجهيز الغداء مع حماه نشوي لتقف تساعدها في المطبخ بأمل أن تتحين الفرصه لتضع السحر الذي تحمله في أرجاء المنزل 

لتتلفت حولها وتلقي هنا وهناك ما أعطته لها قدورة واخيرا تضع بضع قطرات في طعام نشوي 

واخيرا تريد أن تضع في غرفته المسكينه نشوي التي وقفت بجوارها تقول بامتنان : تعبتي نفسك يا سونه 

قالت احسان بابتسامه وود زائف : فين التعب ده ....وضعت يدها الخبيثه علي بطن نشوي وتابعت : عقبال ما اتعب يوم ما تقومي بالسلامه 

قالت نشوي بود : عقبالك يا حبيتي قريب 

هتفت احسان بحقد من بين اسنانها : تسلمي يا حبيبتي

ابتلعت وتابعت بينما تريد بأي طريقه أن تصعد الي غرفه نشوي : حلوة اوي العبايه دي ...جبتيها منين ؟!

قالت نشوي بابتسامه : دي أمه صفاء جابتها ليا وهي راجعه من الحج 

قالت احسان وهي تجز علي اسنانها: حلوة اوي ... ياريت كانت من هنا كنت جبت زيها 

هتفت نشوي سريعا بكرم زائد: متغلاش عليكي ...هطلع اجيب ليكي اختها بس لونها زهري لسه ملبستهاش 

تلهفت احسان للصعود برفقه نشوي ولكنها تفاجأت بهادي أمامهم يسأل أخته : رايحه فين ؟!

قالت نشوي بسماحه: هطلع انا وأحسان ثواني الاوضه وراجعين

لم يفهم هادي لتقول احسان بتوضيح : دي بس هتديني اخت العبايه دي 

احتقن وجه هادي بالغضب الذي سدده بنظرات قاتله الي احسان هاتفا : وتاخدي منها عبايتها ليه 

قالت نشوي بود حتي تلطف الأمور : أمه صفاء جايبه ليا كذا واحده ولسه ملبستهمش 

نظر هادي الي احسان بغضب وأمسك ذراعها يدفعها أمامه : عندها كتير ولو عاوزة غيرها تشتري 

أمسكت نشوي بذراع أخيها برجاء قائله : وفيها ايه يا هادي ...بقولك عندي كتير 

قال هادي بحزم : ازودهملك يا حبيتي ..بس احسان عندها كتير ...نظر إلي احسان بحنق وتابع يزجرها : ولا ايه ؟!

اومات احسان سريعا بخوف من نظراته : اه ...هي نشوي اللي صممت اخدها مع اني قولتلها هادي جايب ليا كتير

لم تمانع نشوي كلمات زوجه أخيها حتي لا يحدث بينهم خلاف لتصدق علي حديثها : اه يا اخويا قالت كده بس انا صممت 

دفع هادي احسان أمامه قائلا : يلا عشان الناس برا مستنيه الغدا 

لم تحتمل أن تفوت الفرصه وتغادر دون إتمام مهمتها 

لتقول بخبث وهي تمد يدها الي يد نشوي التي كانت تقدم لها بها الحلوي بعد الغداء : الله حلوه الاسوره دي اوي يا شوشو 

ابتسمت نشوي بسماحه قائله : اتفضليها يا سونه 

تابعت احسان ببرود دون أن تأخذ في الاعتبار عيون حماتها التي انتبهت الي ما قالته ولا الي نظرات هادي التي تكاد تفتك بها :  مش كان ليها عقد 

اومات نشوي لتقول سريعا : طيب وحياتك وريهولي اصلي عاوزة اجيب زيه 

قالت نشوي بترحيب : تعالي معايا فوق الأوضه 

احتقن وجه هادي بالغضب ليقول : مش وقته ...يلا عشان نلحق نرجع عندي شغل 

تدخلت صفاء حماه نشوي قائله بود : لسه بدري يا هادي ...خدي يا شوشو مرات اخوكي وريها اللي هي عاوزاه

اغتلت ملامح هادي بينما هتفت حميده لتخفي حرجها : مهما تجيب دهب برضه تقولك ده حلو وده معرفش ايه 

ضحكت صفاء قائله بلطف : اهو كل الحريم كده يا حميده. .... كل يوم والتاني تطلع حاجه جديده احلي من اللي قبلها مش زي ايامنا كان عقد الزيتون والحلق الأدوار...

بالك انتي انا لما صفوان يجيب حاجه لبت من البنات لازم يجيب ليا زيها 

ضحكت حميده وهي تخفي حرجها من زوجه ابنها : وماله ...يعيش ويجيب ليكم 

دخلت احسان الي غرفته نشوي التي فتحت الباب وقالت بترحيب : ادخلي يا سونه 

انشغلت نشوي بإخراج علبه الذهب الكبيرة من خزانتها لتضعها علي طاوله الزينه تقلب بين محتوياتها لتخرج العقد وإحسان سرعان ما استغلت الفرصه لتضع ما أعطته لها قدروة ...!


حك هادي ذقنه بضيق وسدد نظرات قاتله تجاه احسان التي تهربت منها وهي تسرع لتجلس بجوار حماتها التي أيضا زجرتها بنظراتها .....توعكت معده نشوي لتضع يدها علي بطنها بألم فسرعان ما يهب الجميع ناحيتها بقلق : مالك يا نشوي ؟!

تحاملت الفتاه علي نفسها وهتفت : انا كويسه بس شويه مغص 

في اول فرصه بعد أن اطمأن هادي علي أخته كان يستأذن ويأخذ زوجته و والدته عائدا 

ليمضي الطريق بصمت جعل احسان تنسي فعلتها ولكن هادي لم ينسي فما أن انفرد بها في المنزل 

لتتفاجيء احسان به يسألها بغضب : انتي محرومه من حاجه 

هزت احسان راسها سريعا : لا يااخويا خيرك مغرقني 

امسك هادي ذراعها بعنف مزمجرا : امال ايه اللي عملتيه عند نشوي ....بتبصي ليها وكأنك معندكيش أضعاف اللي عندها ....عبايه ايه ودهب ايه 

لأول مره تراه غاضب بتلك الطريقه بينما اندفع الي الخزانه يفتحها علي وسعها ويجذب بعشوائيه بعض الملابس المعلقه ويلقيها بوجهها : كل ده اييييه ....اندفع الي علبه الذهب الكبيرة الموضوعه بجانب الخزانه وفتحها لها ....وده كله ايه ....قاصده تصغريني ؟!

هزت احسان راسها بخوف وهي تتراجع للخلف من أمام بركان غضبه المتفجر : ابدا يااخويا ده انا لساني يتقطع لو قولت كده ...ده انا ....انخرست احسان وماتت الكلمات علي شفتيها بينما نظر لها هادي وهو يضيق عيناه هاتفا :

فين السلسله ؟!

ارتجف قلب احسان داخل صدرها حينما نظر لها هادي باستفهام  لتهتف بتعلثم : سلسله ايه ؟!

قلب هادي عيناه وهو يشير إلي عنقها الذي لأول مره تتركه فارغا بلا حلي : السلسله اللي قولتي هتجبيها بدل اللي اتقطعت 

انحبست انفاس احسان بصدرها بينما لاول مره يسألها عن شيء كهذا لتقول بسرعه وهي تستدعي اي كذبه : اااه..السلسله ....دي ...دي هنا في ...قصدي نسيتها عند امي وانا بفرجها عليها لما اشتريتها 

ابتلعت بتوتر شديد بينما رمقها بتلك النظره الثاقبه والتي تشعرها بأنه يقرء ما يدور بعقلها بينما يقول : تروحي تجيبيها منها وتوريهالي 

اومات احسان وهي تحاول اخفاء توترها : حاضر ...حاضر يا اخويا 

اقتربت منه وحاولت أن تضع يداها علي كتفه برجاء : حقك عليا والله ما كنت اقصد ...انا بس كنت بجبر بخاطر نشوي وبقول الحاجه حلوة ماشاء الله 

نظر لها هادي بسخط وابعد يدها عن كتفه بينما لم يحتمل لمستها : اياك تكرريها 

اومات احسان : حاضر ..حاضر

نظر بحنق الي الغرفه المبعثرة هاتفا : يلا لمي كل ده  

اومات احسان وهي تلتقف أنفاسها ما أن اتجه خارج الغرفه لتنتفض علي صوت صفقه الباب العنيفه ولكنها لم تبالي وقد وصلت إلي مبتغاها ظنا منها أنه الخلاص من تلك الفتاه وما تحمله !

تنهدت حميده بصمت بينما استمعت إلي صوت ابنها يعنف زوجته علي فعلتها الغير لائقه وهي كانت متاكده أنه لن يمررها لها لذا لم تتدخل ....نزل هادي بوجه غاضب ليجلس بجوار والدته التي قالت بهدوء : متعصبش نفسك يا هادي ...

هتف هادي بسخط : ازاي يا امه متعصبش ...بتتكلم وكأني حارمها من حاجه 

هزت حميده راسها قائله : متقولش كده يا حبيبي ...هي شافت عز الا علي ايدك ...روق دمك واستهدي بالله 

..........

...

جلس هادي خلف مكتبه بالوكاله التي تعج بالناس امامه يتحدثون عن المزاد القادم ولكن عقله شارد ولم يكن يستمع إلي أي كلمه فقط ينظر إلي دياب وكأنه يري به تلك التي شغلت عقله ..... يريد أن يعرف من يكون ذلك الرجل ؟!

عاد بالمساء بوجه متعكر لتنتفض احسان من مكانها بينما صاح هادي بصوت غاضب بعد أن تناول بضع لقيمات : فين الشاي ؟! 

اسرعت احسان تقوم من مكانها بخطوات متعثره وهي تترك ما بيدها وتنزل الي المطبخ بخطي متعثره : حالا هعمله 

زفر هادي في أثرها متبرطما : لسه هتعملي ....بقالي ساعه مستني ! 

أسرعت تتجه الي المطبخ بتوجس من غضبه المستجد ... يتعصب لأتفه الاسباب ويتعامل معها باقتضاب حتي أنها لا تشعر به ينام الي جوارها بينما يخرج ما أن يأتي المساء 

طرقت باصابعها علي الطاوله الرخاميه وهي تتساءل عن هذا التغيير ...بالطبع عقله وقلبه مشغول بتلك التي عادت لتداهم حياته ولكن ضيق أفق احسان اخذها الي سبب اخر فكانت تتلفت حولها قبل أن تميل تجاه أحد الإدراج وتخرج منها زجاجه صغيرة تضع منها بضع قطرات علي الشاي وتقلبه وهي تضعه أمام زوجها  : الشاي يا سي هادي

نظرت احسان إليه وهو يتناول الكوب ويرتشف منه ناظرا إليها باستفهام : جبتي السلسله من امك 

ارتجف قلب احسان بصدرها وابتلعت ببطء بينما تقول بتوتر : لا ....الصبح بكره هجيبها 

نظر لها بوعيد وهو ينهي كوب الشاي قائلا : بكره تجيبي السلسله 

انهي حديثه واتجه الي الأسفل 

لتتبعته إلي الأسفل وهي تفرك يدها تفكر ماذا ستفعل بينما دفعت لقدورة كل ما أخذته منه لشراء الذهب 

ليتوقف هادي بمنتصف الدرج ويلتفت إليها : ماشيه ورايا ليه ؟!

قالت بتعلثم : ابدا يا اخويا قولت تحتاج حاجه 

اشار لها بضيق : مش عاوز حاجه 

اومات له واسرعت تنزل هاتفه : هروح اشوف أمه حميده لو عاوزة حاجه  

اتجه ليجلس بجوار والدته التي توسطت أحدي الارائك الكثيرة بوسط البهو الكبير لتقول بترحيب : تعالي يا هادي اقعد معايا 

نظرت احسان الي حميده التي لم تمرر فعلتها بالأمس لتقول بود زائف : عاوزة حاجه يا امه 

قالت حميده وهي تشيح بوجهها عنها : اعملي ليا كوبايه شاي 

قالت احسان وهي تسرع الي المطبخ : من عيني 

جلس هادي بجوار حميده التي نظرت له باهتمام متساءله : مالك يا ولدي ...حاجه مضايقاك 

هز رأسه دون قول شيء لتضع حميده يدها علي ساقه بحنان : عندك مشكله في الشغل 

هز رأسه قائلا : لا يا امه كل حاجه تمام 

لم تكد حميده تسأل سؤالها التي بينما تفاجئت بابنها يعقد  حاجبيه بقوة وسرعان ما تلوت معدته وشعر بالغثيان ليقوم ركضا تتبعه شهقه والدته القلقه: ايه يا هادي مالك ياابني !!

اسرعت احسان تخرج من المطبخ علي صرخه حميده التي أخذت تطرق علي الباب بقلق : مالك يا هادي ...؟! 

خرج هادي بعد أن غسل وجهه يحاول أن يقف باستقامه بينما يتحامل علي الالم الشديد الذي غزي معدته

لتسرع حميده تمسك بذراعه : مالك يا ابني 

بقلق وخوف اقتربت احسان منه : سلامتك يا هادي 

قال هادي بهدوء لوالدته  : انا كويس 

تركهم واتجه الي غرفته لتلتفت حميده بنظرات ساخطه تجاه احسان التي تراجعت بخوف من نظرات حماتها بينما سألتها باتهام :ماله هادي .... اكل ايه تعب معدته كده ؟!

قالت احسان بخوف : ولا حاجه يا امه ....ده ...ده 

بس شرب كوبايه شاي !

فركت حميده يدها بحنق بينما نفس المشهد تكرر مع ابنتها بالأمس ولكنها لم تربط بين الحدثين لتقول لها بغضب : بسرعه اغلي شويه نعناع يروق معدته 

اسرعت احسان تنفذ ما طلبته حماتها التي صعدت تطمأن علي ابنها .

........

..........

نظرت وصال الي هاتفا الذي يرن برقم ابن عمها ولكنها لم تجيب لتشعر بالاسي علي نفسها وهي تتذكر نعت تلك الفتاه لها بالعانس .....مجتمع مقيت يحكم علي هذه وتلك ويحملها ما لايد لها به سواء من تأخر زواج أو تأخر إنجاب وكأن الأمر بيدها .....تنهدت بثقل وهي تنظر تجاه ابيها الراقد في ثبات منذ أن تلقي جرعه العلاج وتفكر كيف كان من الممكن أن تتزوج وتبتعد عنه وقد ارتبطت حياتها بحياته ...ربما كان هذا ما حاولت إقناع نفسها به طوال سنوات أنها ترفض الزواج من أجل ابيها حتي لا تنبش في الماضي الموجع لقلبها وهي تذكر السبب الحقيقي ....لم يطرق باب قلبها أحد سواه !

ابتلعت ببطء وشعرت بخيوط خفيه تلتف حول قلبها وتنعقد حوله بقوة تعتصره لتلك الذكري البعيده التي لم تتطرق لها منذ زمن بعيد .....هادي !

حاولت كما اعتادت أن تمرر تلك الذكري بابتسامه باهته وكأنها ذكري حلوة مرت ولكن تلك المره لن تستطيع فهو لم يكن مجرد ذكري بل كان الحبيب الاول والاخير .....كان من كانت معه تشعر بأنها شابه بكل حيويه وإشراق ومن بعده أصبحت أخري بعقل زائد وشخصيه رزينه تكبرها بسنوات فمرت عشرينات عمرها منطفئه حتي وصلت إلي سن يناسب عقلها .....بعده لم تعيش تلك المشاعر ولم تعد تفكر بها ولم يطرق باب قلبها اخر وكأنها وهبت كل ما مضي له وحده ....ذلك الخائن الذي لا يستحق أن تعيش علي ذكراه ....!!!

تذكرت اخر ما نطقت له به قبل عشر سنوات 

Flash back 

هتف هادي باستنكار : خاين !!!

صاحت وصال بدموع تحجرت بعيناها بينما تلكم قلبه بقبضتها : أيوة خاين ....خونت كل اللي بينا في لحظه رفعت عيناها إليه ولم تبكي ابدا دموعها أمامه بل نظرت له بثقه وقوه وهي تهتف به بيقين : وهتندم عمرك كله علي اللحظه دي !

تركته وغادرت وهي تقنع نفسها أن يقينها سيتحقق وأنه سيندم ولكن يبدو أن الندم لم يطرق بابه لحظه 

لتعود من تلك الذكري وترتسم ابتسامه ساخره علي شفتيها بينما تحدث نفسها ... اكيد نساكي وعايش حياته مع مراته وعياله 

بالطبع لا تعرف عنه شيء ولم تهتم لمعرفه شيء يكسر قلبها الذي جمعت شظاياه ورممتها طوال سفرها الذي باغتها والدها به في خضم تلك الأحداث ورحبت بالبعد بينما كل الخيوط بينهم تمزقت حينما علمت بزواجه !

.........

....

اليوم فقط طرق ذاكرتها ولكنها لا تدري انها لا تبارح عقله وتفكيره منذ أيام طويله ....حاول بشتي الطرق إقصاء طيفها وذكرياتهم بعيدا عنه ولكن عبثا وكأنه استعذب التذكر حتي وان به وجع قلبه ليجد ساقه تأخذه الي المجري المائي الذي كانوما يلقاها عنده ...تمدد فوق الارض الزراعيه ورفع عيناه الي نجوم السماء التي انارتها وترك العنان لصورتها أن تجتاح كل كيانه .....!

تلك السمراء التي آخذت عقله الذي كاد ينفلت عقاله طوال تلك الليله بعد أن لم يجد لتهديده لها صدي 

فبعد أن نطق باخر ما نطق به : يبقي انتي اللي اخترتي يا بنت الناس !

لم تعقب أو تقل شيء أو تسأله عن عواقب اختيارها بسماع قرار والدها وعدم مخالفته ....لم تفعل وهو شعر أن تهديده لها واهيا فماذا ممكن أن يفعل ...اختارت ابيها وعليها أن تري عاقبه اختيارها .....يبتعد عنها ربما ولمن كيف وهو يركض خلف قلبه الذي امتلكته ووجد نفسه امامها بعد ليله طويله مضنيه 

تفاجئت وصال به وهي تخرج من باب الجامعه واقف امامها ينظر لها بغضب اخفي به عتابه وبرع في اخفاءه وهو يسألها ويحاصرها بسؤاله : مشيتي امبارح ومعرفتش ردك 

مجددا يضعها بين شقي الرحي ويتعجل اجابه يعرفها وكأنه لا يريد للهدنه اي محل بينهم 

لتبعد عيناها عن عيناه وتقول بصوت خافت : انت عارف ردي يا هادي 

رفعت حاجبه بسخط : يعني لسه عند كلامك انك تمشي كلام ابوكي 

احتدمت نبره وصال والتفتت له بعصبيه : عشان ده الصح .....ازدادت نبرتها عصبيه وهي تتابع : انا مش فاهمه انت ازاي مصمم اني أخالف قرار بابا واتجوز من غير موافقته......دون أن تقصد لوحت بيدها أمام وجه بينما تملكت منها العصبيه وهي تتابع :  واصلا ليه فجاه غيرت كل اللي كنا متفقين عليه وقررت نتجوز وانت عارف كويس أن لسه بدري علي ما اخلص دراستي وكنت موافق ...فجاه كده بقي كلام جدي صح وابويا غلط ولو مسمعتش كلامك يبقي تقولي انتي اللي اختارتي وتاخد موقف اني انا اللي غلطانه مع انك انت اللي اتسرعت وبدل ما تتفاهم مع بابا وتحاول تثبت له أن قراره غلط أكدته له وانت بتتعامل معاه بأسلوبك الغريب ده ! 

عقد هادي حاجبيه وهتف بانفعال بينما أخذ حديثها أنه نقد واضح له : غريب !!

اومات وصال بينما ماج صدرها بكل ما حدث وبتام الصورة الجديده التي رأتها به أو بالآحري لم تكن جديده بل صورة أوسع حاول ابيها أن يريها لها حتي لا تحكم بما تراه منه كحبيب بل تراه كإنسان كاملا وتقبله بعيوبه قبل مميزاته 

حاولت لا تنكر أنها حاولت أن لا تقول شيء أو تعلق ولكن لا تعرف لماذا لم تنجح محاولتها ووجدت لسانها ينفلت بهذا النقد الذي تجلي امامها وأصبحت تراه بوضوح وكأنها تراه لأول مره 

لتنفلت منها الكلمات بدون ترتيب : أيوة غريب ....زي اللي بتعمله دلوقتي 

.... انت جاي ليا الكليه بالجلابيه ؟! 

عقد هادي حاجبيه بعدم استيعاب ولم يمنع لسانه من التعليق المستنكر بسخط  : اول مره تشوفيني بيها ولا بتستعري مني يا وصال 

هزت راسها سريعا وتنهدت بثقل بينما كل الضغوط حولها جعلت عقلها مشتت : لا طبعا يا هادي مقصدش كده انا بتكلم في العموم ....انت مش بتفكر وبتعمل كل حاجه الايام دي باندفاع من غير ما تشوف ممكن يكون نتايجها ايه ...زي كلامك بالطريقه دي مع بابا وتقليلك منه .....

ضيق عيناه باستفهام : يعني ده كل اللي تقصديه 

اومات وصال ليتابع برفض : لسانك بيقول حاجه وعينك بتقول حاجه .....اتكلمي مخبيه عني ايه

نظرت له برفق وهي تشذب كلماتها : يا هادي أنا عمري ما حسيتك متكبر ولا معلم بتتكلم بالماده بس قدام بابا اتعاملت كده وده صدمني ....

اشاحت وصال بعيناها تتهرب منه للحظات قبل أن تتابع  : انا شوفتك 

نظر لها باستفهام : شوفتيني .....؟

اومات وصال وهتفت بحنق : شوفتك في الوكاله 

رفع حاجبه يستمع إليها لتتغير نظراته بينما تنهي حديثها : معرفش يا هادي بس حسيتك واحد تاني ...واحد معرفهوش .. شوفت المعلم هادي !

التوت شفاه هادي بالسخرية: وانا كنت قولتلك اني دكتور 

ما انا معلم !

مجددا تهربت بعيناها من عيناه تحاول أن تفهمه وجهه نظرها : اه بس معايا مكنتش بتبقي كده 

فهم أو لم يفهم فقد سبق السيف العزل وضربت بمقتل إحساسه بالنقص امامها وهي لا تنكر أنها اختارت اسلوب تفاهم يناجي العقل لا يصل إليه فهو ليس ممن يتحاورون بتلك العقليات لتحاول عبثا أن تتابع شرحها بأنها فقط تفاجئت بتلك الصورة الكامله وتحتاج وقت لأن تعيد صياغتها بعيونها وهو عليه بذل الجهد لجعل ابيها يري شيء غير الصورة التي رسمها بعيونه عنه 

:هادي .....موضوع جوازنا دلوقتي محكوم عليه بالرفض من جهه بابا وانت قدامك طريق طويل عشان تحاول تغير نظرته ليك 

اخفي وجع قلبه من كلماتها التي فهمها أنها بلطف تحاول إنهاء ما بينهما ليقول بسخريه : بس انا ماليش في السكك الطويله ...انا عاوز اقصر الطرق .... عاوزاني ولا لا يا وصال 

مجددا نفس الضغط وقتل الحوار بالتسرع والاندفاع 

لتنفلت زفره من صدرها وتهز راسها بيأس من رأسه اليابس : مفيش فايده فيك ...مصمم علي اللي في دماغك 

اوما هادي بحنق : بقيتي شايفه فيا العبر يا بت الدكتور 

انزعجت ملامحها من نعته لها بتلك الكلمات ولكنها لم تقل شيء لتمر لحظات صمت بينهم انهاها وهو يسألها مجددا : اخر قولك 

نظرت له باستنكار من إصراره الذي لن يزيد الأمر إلا تعقيدا ليهتف بغضب متزايد : آخره قولك يا بنت الدكتور .....هتيجي معايا دلوقتي وتنفذي كلام جدك ولا هتفضلي في طريقك لوحدك وتنفذي كلام ابوكي 

نظرت له بعتاب واستنكار : انت بتهددني انك تبعد عني ؟! 

اشاح بوجهه وهتف بإصرار رافض الدخول في أي جدال : اخترتي ايه ؟!

لم تجيب بكلمه بل بخطواتها التي ابتعدت عنه لينشطر قلب كل منهما بينما أخذ العناد يغزل في طريق البعد أشواط فلم يري نظرتها الحزينه وهي تلتفت إليه بأمل أنه مازال واقفا مكانه ولم تري نظرته المنكسره وهو يتمني أن تتوقف وتعود تجاهه ليتابع كل منهم طريقه دون اراده قلبه بل يدعس علي قلبه بقوة فزعا لكرامته ....!

وياله من فزع قرره بلحظه اندفاع مقررا أخذ ثأر كرامته علي الفور كمن يمسك صورة غاليه عليه بلحظه غضب يمزقها وكأن بها الشفاء من أوجاع الكرامه دون أن يدري أنه سيبكي علي تلك الصورة لاحقا ويتمني لو تمهل 

فكان يطرق اول باب أمامه وكأن البديل سيغنيه عنها 

نظر ذلك التاجر الكبير تجاه هادي الذي فاجأه : قولت ايه يا ابني 

قال هادي دون لحظه تراجع : بطلب منك بنتك الكبيرة يا حاج عبد الباسط 

ابتلع الرجل بثقل ليعقد هادي حاجبيه ظنا منه أن الرجل سيرفض ليحمحم عبد الباسط قبل أن يقول : انت تعرف بنتي الكبيرة سلوي 

هز هادي رأسه قائلا بتهذيب : كفايه أنها بنتك يا حاج 

ابتسم الرجل لهادي وربت علي كتفه : تشكر يا ابن الاصول ...بس 

نظر له هادي باستفهام : بس ايه يا حاج ....شايفني مش قد نسبك  ؟!

هز الرجل رأسه سريعا قائلا : لا يا ابني العفو ...انت تشرف اي عيله بنسبك ...انا ..انا بس 

احمر وجه الرجل يبحث عن كلمات مناسبه ليحاول اخراج نفسه من الحرج قائلا وهو يبتلع غصه حلقه : انا اقصد ايه رايك تطلب اختها الصغيرة سميرة 

نظر له هادي بعدم فهم : الأصول يا حاج اطلب الكبيرة 

صمت عبد الباسط ولاحت ملامح غريبه علي وجهه لينظر له هادي باستفهام قائلا : طيب ما تفهمني يا حاج ....في حد متكلم علي الكبيرة 

هز عبد الباسط رأسه ونظر الي هادي مطولا قبل أن يقول بغصه حلق : لا يا ابني ....الحكايه ومافيها أن بنتي الكبيرة سلوي بعافيه....مريضه يا هادي بقالها سنين 

استرسل الرجل بالحديث عن ابنته المريضه بمرض الفشل الكلوي وكيف أنها تخضع للعلاج منذ سنوات حتي أنها قامت قبل عده اشهر بعمليه لزرع الكلي 

انتهي الرجل من حديثه بتنهيده حزينه من صدره : اهي جنب امها تاخد بالها منها وربنا يتولاها برحمته 

لم يفكر هادي مرتين وهو ياخذ قراره دون تراجع : انا عاوزها يا حاج 

نظر له عبد الباسط بعدم استيعاب : بعد اللي قولته

اوما هادي قائلا : وماله يا حاج ...هي المريضه ملهاش تكمل حياتها ....انا طلبتها واللي قولته زود غلاوتها مش قلل منها وبنتك هتكون في عنيا 

نعم هكذا انتوي أن تكون في عيناه ولكن قلبه ليس عليه سلطان كما لم يكن لوصال علي قلبها سلطان ..قلبها الذي تحطم لشظايا بذلك اليوم الذي لم تعيش بحياتها حزن مثله ....مر شهر علي لقاءهم لم تخطو قدمها الي البلده تنتظر رد فعل منه علي ابتعادهم ولكنها لم تكن تدري ان هذا هو رد فعله ...الزواج من أخري 

ومن دون سائر الايام اختارت هذا اليوم ....الليله التي تسبق زواجه لتستقبلها الانوار الملونه بكل انش من بدايه البلده وهي تنظر حولها دون أن تدري ان تلك الانوار هي انوار زواجه ....!

لاحت علي مهجه ملامح المفاجاه الممزوجه بالحزن الشديد الذي لم تفسره وصال بتلك المقابله الحزينه من جانب والدتها وكأنها لم تكن تريدها أن تأتي وبالطبع لم تكن تتمني مهجه أن تنصدم ابنتها صدمه كتلك 

: وصال ايه اللي جابك 

قالت وصال بعتاب : ايه يا ماما هو انا موحشتكيش ؟!

هزت مهجه راسها واحتضنت ابنتها تربت علي كتفها وكأنها تواسيها : وحشتيني اوي يا وصال .... انا بس ...انا بس استغربت انك جيتي 

اومات وصال ونظرت الي والدتها باستفهام بينما ما تزال واقفه لدي الباب ولا تدخلها لتقول وصال بفطنه : هو انتي خايفه جدي يتضايق من وجودي 

هزت مهجه راسها ودون إرادتها لمعت الدموع بعيونها لتقول وصال بقلق : مالك يا ماما ...في ايه ؟!

نظرت مهجه الي ابنتها للحظات قبل أن يعتصر الالم قلبها وهي تقول : هادي هيتجوز بكره يا وصال !

صاعقه ....نعم صاعقه نزلت عليها لتبقي لحظات طويله واقفه مكانها بلا رد فعل ...فقط ترمش بعيونها تحاول استيعاب ما استمعت إليه ...وصال يا بنتي متزعليش ...هو الخسران ....هو ...ماتت الكلمات علي شفاه مهجه بينما اندفعت وصال تركض من امامها 

حاولت مهجه اللحاق بها ولكنها ما أن دخلت لتحضر طرحتها وعباءتها حتي كانت وصال قد غادرت 

: الف مبروك يا معلم هادي 

تعالت التهنئه من العاملون لديه ليهز هادي راسه لهم ويلوح بيده : تعيشوا يا رجاله 

بقي يتلقي التهاني بكل خطوة يسيرها تجاه وكالته وعلي الجانب الآخر هناك تلك العيون التي وقفت أمامه تتطلع إليه كيف يتلقي التهاني والدموع متحجرة بعيونها 

بدأت خطواته تتباطيء حينما تقابلت عيناه مع عيونها وكم كانت لحظه يصعب وصفها بكلمات ..... شعر بأنه ذبحها بتلك اللحظه وعزاءه الوحيد أنه يأخذ ثأر كرامته أو هكذا خدعه عقله وهو يجنب قلبه بعيدا 

قلبه الذي أخذ يهتز بداخل صدره مع كل خطوه يخطوها تجاهها ..... سارت بعيدا وهو خلفها حتي توقفت خارج الوكاله لتلتفت إليه وتتوقف أمامه وبلحظه تمحي كل الالم والعتاب الذي تشعر به وتتجلي السخريه بنظراتها وهي تهنئه : مبروك يا عريس ... مش كنت تعزمني ؟!

جرحته سخريتها واراد الدفاع عن نفسه ليهتف بعنفوان: انتي السبب ؟!

نظرت له وصال بغل شديد هاتفه : انت اللي خاين !

هتف هادي باستنكار : خاين !!!

صاحت وصال بدموع تحجرت بعيناها بينما تلكم قلبه بقبضتها : أيوة خاين ....خونت كل اللي بينا في لحظه عشان عنادك وغرورك 

رفعت عيناها إليه ولم تبكي ابدا دموعها أمامه بل نظرت له بثقه وقوه وهي تهتف به بيقين : وهتندم عمرك كله علي اللحظه دي ! 

تركته وغادرت وهي تقنع نفسها أن يقينها سيتحقق وأنه سيندم وهاهو بالفعل كل لحظه يندم ويتجرع مراره فراقها .....عاد من ذكرياته الطويله مع بدايه شروق الشمس ليقوم من فوق الأرض الزراعيه ويتجه بخطي مرهقه الي المنزل .....أغمضت احسان عيناها سريعا متظاهره بالنوم ما أن شعرت بمجيئه بينما جافاها النوم طوال الليل وهي تفكر ماذا ستفعل في موضوع العقد !

........

...

دخل دياب الي الغرفه حيث بقيت بهيه تبكي في فراشها ليجلس بجوارها ويفتح ذراعها لها أن تقترب ...قبل جبينها بحنان قائلا : كفاياكي بكي يا بهيه 

قالت بهيه بدموع : العيال هيوحشوني 

قال دياب برفق : وقت ما تتوحشيهم هجيبهم لحد عندك 

قالت بهيه بعتاب : وكان لازمته ايه يا سيد الناس 

قال دياب بحزم رافضا : مقبلش عليكي كلمه وحشه وهي لازم تتأدب 

.........

....

تلفتت احسان حولها ثم عادت الي داخل غرفه حميده التي تظاهرت بتنظيفها 

قبل أن تخطو سريعا تجاه الخزانه لتقلب بين العلب الكبيرة الموضوعه بارضيه الخزانه وتأخذ إحداهما والتي لم تري حماتها ترتدي منها شيء منذ وقت طويل لتجذب اول ما وقعت يداها عليه وهو عقد مجدول بحبات تشبه حبات الزيتون ...أخذته سريعا واخفته داخل ملابسها ثم أعادت كل شيء كما كان وتابعت تنضيف الغرفه ثم اتجهت إلي الخارج لتتابع أعمالها المنزليه وكأن شيئا لم يكن إلي أن انتهت ثم ارتدت ملابسها وقالت لحميده : بالاذن يا امه حميده ...هطل علي امي ساعه زمن وراجعه 

اومات حميده لتنسل احسان سريعا وتتجه الي منزل قدوره التي نظرت لها باستنكار وهي تمد يدها إليها بهذا العقد : اعمل بيه ايه ؟!

قالت احسان سريعا : هاتي الفلوس اللي ادتها ليكي وخدي بدالهم العقد 

هزت قدورة راسها باستنكار : وانا اعمل ايه بالعقد ده 

قالت احسان بتشجيع : بيعيه ...ده تمنه غالي اوي 

هزت قدروة راسها برفض : ميخصنيش غالي ولا رخيص انا مش جمل سين وجيم وحقي واخدته 

هتفت احسان برجاء : يا قدورة بقولك لازم اشتري سلسله عشان هادي سألني علي الفلوس 

هزت قدورة كتفها بلا مبالاه ؛ مش مشكلتي يا احسان ....بيعيه انتي واتصرفي انا حقي خلاص اخدته 

نظرت لها احسان بكمد : بقي كده يا قدورة 

اومات قدورة قائله بحاجب مرفوع : كده يا عيون قدورة. ومتنسيش باقي الفلوس اللي عليكي لما تيجي المره اللي جايه 

نظرت لها احسان بحنق لتتجاهل قدورة نظراتها وتتابع : علي ما تجهزي الفلوس اكون جهزت ليكي عمل يرجع هادي خاتم في صباعك عشان شكل العمل بطل طالما سألك علي الفلوس 

بالطبع ماكره تلاعبت علي وترها الحساس والخوف من فقدانه لتهز راسها هاتفه : هجيبلك اللي انتي عايزاه بس رجعيه زي ما كان 

خرجت واتجهت رأسا الي الصائغ الذي نظر إلي العقد مليا قبل أن يقول : عاوزة تبعيه ليه يا ست أحسان 

قالت احسان وهي تلوي شفتيها : يخصك في ايه هو انا جايه الصاغه ولا جايه القسم عشان سين وجيم ....يلا خده واديني السلسله دي 

تنهد الصائغ قائلا : ولا سين ولا جيم ...انا بس بقول خساره عقد زي ده ...مش هتلاقي زيه 

جذبت احسان العقد من يده وهتفت بغضب وهي تعتدل واقفه : هاته ...انا غلطانه اني جايه انفعك 

أوقفها الصائغ قائلا : خلاص يا ست أحسان تعالي ومتزعليش ....شوفي هتختاري ايه ؟!

أشارت إلي سلسله ثقيله بضع ادوار مزينه بالجنيهات الذهبيه لتاخذها بدلا من العقد وينقدها البائع الفارق المالي الذي وضعته بحقيبتها الصغيره وعادت قريرة العين ....مالت أمام هادي بابتسامه واسعه تريه العقد الذي لمع حول عنقها الظاهر من فتحه قميصها الذي أظهر مفاتنها بسخاء وهي تقول بدلال : ايه رايك يا هادي ...حلو 

اوما هادي دون أن ينظر لتقترب منه ومجددا تحاول اغراءه بدلال اكبر وهي تتلمس صدره بحراره: انت لسه زعلان مني .....مررت يدها علي صدره من خلال فتحه الجلباب الفضفاض الذي يرتديه وتابعت باغواء : حقك عليا يا سيد الرجاله 

ابعد هادي يدها عنه واتجه الي الشرفه يجلس بها لتنظر احسان في أثره بحنق وهي تكاد تجن من تغييره التام معها بتلك الطريقه ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

أن شاء الله فصل جديد بكره او بعده 

كل سنه وانتوا طيبين وبخير 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. إحسان ديه واطيه اوي

    ردحذف
  2. إحسان دى مصيبه ودنيا قليله اصل

    ردحذف
  3. الفصل روعه وفيه احداث كتير ووصال صعبانه عليا وهادي اتسرع وإحسان اخرتها سوده

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !