بساط السعاده الفصل الثاني عشر

11


 


هم هادي بالرحيل بينما يملي عيناه بنظره طويله الي وصال التي اخذتها والدتها بحضنها ليوقفه دياب الكبير قائلا : استني يا هادي عاوزك في كلمتين 

اوما هادي دون جدال : أوامرك يا حاج 

اشار له دياب الكبير قائلا : يلا بينا علي الوكاله نتكلم هناك ونشوف هنعمل ايه في اللي حصل لتلاجات الجهه الشرقيه 

هز هادي رأسه وقال ببساطه : بلغني يا حاج اللي حصل ولو علي الخساره انا متحملها كلها 

رفع دياب الكبير حاجبيه حينما عقد دياب حاجبيه وهو يقول : و ده ليه .. الخساره خسارتنا كلنا وتتقسم علينا 

قال هادي بهدوء وبساطه : عليا المره دي يا دياب ...واحد يا بوي مش هتفرق 

التفت إلي دياب الكبير وتابع : متشغلش بالك بأي خساره يا حاج ...ادار نظره الي وصال وتابع بابتسامه : احنا النهارده عاوزين نفرح بخبر رجوع الدكتورة 

أدارت وصال عيناها بعيدا عن نظراته التي سرعان ما سيطر عليها أمام نظرات دياب الغاضبه والذي هتف باحتدام : مش نقطه فرح هي يا هادي ....ده شغل والشغل شغل والخساره والمكسب بالنص ده الاتفاق 

نظر دياب الكبير بحنق الي حفيده ليقول هادي وهو ينهي الجدل : وانا قولت هتحمل الخساره يا دياب 

التفت إلي دياب الكبير الذي كان الحديث علي هواه ليقول : ماشي يا هادي تعالي الوكاله نتكلم هناك 

ابتسم هادي له قائلا : حاضر يا حاج ...بس ارجع البيت اغير هدومي وااكل لقمه واحصلك ..تابع بعفويه وهو ينظر مجددا الي وصال : انا بقالي كام يوم مدخلتش البيت 

ازدادت عقده جبين دياب وهو يهتف بتأهب بينما لعبت به الظنون عن كون هادي كل تلك الأيام يتبع أخته 

: وكنت فين الايام دي ؟!

ابتلع هادي ببطء لينقذه تدخل الجد الذي هتف بحفيده : صالحنا ايه كان فين يا دياب ....سيب الراجل يشوف مصالحه ويلا خد اختك وادخلوا جوه 

زفر دياب ورمق هادي بنظره تحذيريه تفادتها وصال وهي تدخل برفقه والدتها التي تحيطها بذراعها ...!

..........

....

سبقتهم بهيه قبل قليل لتصعد وهي تحمل حقيبه وصال وتتجه الي غرفه الصغار تفتح الباب وتضع الحقيبه ارضا وتهم بالاتجاه للنوافذ لتفتحهم بينما دوما ما تترك دنيا كل النوافذ مغلقه فلا يدخل الضوء ولا الهواء ...! 

غلت المراجل برأس دنيا التي تجاهلها الجميع 

وهم يرحبون بتلك الفتاه التي لاتعرف اي رياح ألقتها عليهم 

لتعض علي شفتيها بغيظها من تلك الاخت التي رحب بها الجميع لتهتف بغل شديد ( هو انا كنت قادره علي مهجه و بهيه لما تيجي واحده تانيه تعمل فيها ست البيت )

أدارت راسها حيث صعدت بهيه لتتبعها الي الاعلي باندفاع متأصل  لتري ماذا ستفعل ... لتتفاجيء بها  داخل غرفه أطفالها ... اندفعت دنيا من باب الغرفه وبدون مقدمات كانت تهتف بسخط : بتعملي ايه هنا ؟!

قالت بهيه ببساطه : بهوي الاوضه عشان الدكتورة تطلع ترتاح فيها

رفعت دنيا حاجبها الرفيع باستنكار :  من اولها هتاخد اوضه عيالي ...!

اسرعت بهيه تجاه دنيا توكزها وهي تهمس من بين اسنانها : عيب يا دنيا ايه اللي بتقوليه ده 

تجرأت دنيا لتدفع يد بهيه بعيدا عنها وتضع يدها بخصرها وهي تهتف بعنفوان : ايه اللي بقوله عيب ...نظرت إلي مهجه وتابعت باتهام : دون عن كل الاوض اخدتوا اوضه عيالي ....حسهم في الدنيا يا اختي ولا ايه 

قالت بهيه برفق وهي تبتلع قله لياقه دنيا خشيه من أن تسمعهم وصال وتشعر بالحرج : طبعا حسهم في الدنيا ....النهارده بس الدكتورة هتقعد هنا وبكره أن شاء الله اكون جهزت ليها اوضه تانيه 

هزت دنيا راسها وهتفت بقله تهذيب : دكتورة علي نفسها يا اختي مش عليا ...تشوف ليها حته تانيه 

نظرت لها بهيه بغضب مكتوم : وطي حسك واتكلمي معايا عدل ..أنا ساكته بس عشان الدكتورة متسمعش 

نظرت لها دنيا بجرأه هاتفه : ما تسمع هو انا هخاف .....

اوضه عيالي محدش هياخدها 

هتفت بها بهيه بحنق من بين اسنانها : وهو احنا هناخدها نعمل بيها ايه وهما اصلا العيال بيناموا فيها !

صاحت دنيا بصوت غاضب : ميخصكيش ....دي اوضتهم وبيت ابوهم 

زجرتها بهيه بغضب : عيب اختشي ابوهم لو سمع مش هيسكت وأمه مهجه اللي قالت اطلع الشنطه هنا ....متنسيش أن الدكتورة صاحبه البيت واحنا ضيوف 

التفتت لها دنيا وهي تلاعب حاجبيها بجرأه وتهتف بها ساخره : اتكلمي عن نفسك يا ابله بهيه ...انا هنا ام العيال و صاحبه بيت جوزي يعني مش ضيفه عند حد 

يلا بقي خدي الشنطه دي واطلعي برا 

زمت بهيه شفتيها بينما أخفت انكسار خاطرها والاخري تعايرها بأطفالها ونظرت الي دنيا بضع مرات تفكر بأنها لن تمرر لها قله تهذيبها وتطاولها عليها قبل أن تزفر بضع مرات وهي تبحث عن ثبات انفعالها وتفكر أن الوقت غير مناسب لشجار بينما عادت وصال للتو لذا قصرت طريق الشر وحملت الحقيبه واتجهت الي غرفتها وهي تهتف لدنيا بينما تمر بجوارها : انا هسكت بس عشان خاطر رجعه الدكتورة بس كل كلمه قولتيها انا مش هعديها وهقول لأمه مهجه و هتحاسبك عليها 

ضحكت دنيا بجرأه ساخره بالرغم من استغرابها لبهيه التي هددتها لأول مره : يا امه ..خوفت !!

التقت نظرات كلاهما لتري دنيا أن بهيه تلك المره لن تصمت لذا فكرت بأن عليها أن تسبقها لذا ما أن اتجهت بهيه الي غرفتها وأخذت تهيئها لتبقي بها وصال حتي أسرعت الي الأسفل لتشكو لدياب قبلها !

........

....

هتف الجد باحتدام : هو اللي قال !

هز دياب رأسه بحنق : يقول اللي هو عاوزة .... ايه يا جدي هو من أمتي حد بيمشي كلمته علينا 

نظر له دياب الكبير بسخط : متزودهاش يا دياب .... الراجل قال متحمل الخساره فين أنه مشي كلمته علينا 

نظر إليه باستنكار وتابع : لهو اخد مني حاجه غصب عني 

اشاح بيده وتابع : عاوز يتحمل الخساره يتحملها ملناش صالح 

افلتت الكلمات الغاضبه من شفاه دياب الذي فسر موقف هادي جيدا : ويبقي له فضل علينا يا حاج وكاسر عنينا 

انتفخ وجه دياب الكبير بالغضب من تلميح حفيده ليضرب المكتب بقبضته : بزياده كلام ماسخ يا دياب ....نظر إليه بانفعال وتابع : التلاجات بتاعته وهو اللي يتابعها والمحصول بتاعنا اللي راح يتحمله ده اخر قولي ومش عاوز كلمه كمان 

انتفخ وجه دياب بالغضب وحذرته نظرات جده من قول شيء آخر ليسحب عباءته من فوق ظهر المقعد ويلقيها علي كتفه ويندفع خارج الباب ليوقفه جده : رايح علي فين يا دياب 

هتف دياب بسخط : رايح الوكاله !


خرج من غرفه مكتب جده ليقابل دنيا التي أسرعت ناحيته وهي تستحضر دموعها وضعفها : الحقني يا دياب 

عقد حاجبيه وسألها بصوت حاد : في ايه يا بت ؟!

قالت دنيا وهي تشهق بالبكاء : ابله بهيه بهدلتني و اتوعدت ليا أنها مش هتخليني في البيت انا والعيال 

ضيق عيناه بضيق : انطقي علي طول ايه اللي حصل ؟!

أخبرته بما حدث بطريقتها : انا كل اللي قولته لها أن الدكتورة وصال ميصحش تقعد في اوضه العيال وكأننا مش عاملين ليها حساب وان ايدي في أيدها نفرش ليها اوضه الضيوف وهي مسكتتش بهدلتني وقالت إنها هتقولك وتقول لأمه مهجه اني مش عاوزة الدكتورة تقعد في اوضه العيال وفضلت تتوعدني وقالت صبرك عليا دياب يمشي وانا وأمه مهجه هنوريكي شغلك ....

احتدت نظرات دياب وهتف باستنكار بينما لا يصدق أن بهيه تفعل شيء كهذا ولكنه تلك المره لن يدافع عنها وسيتركها تدافع عن نفسها : يعني هي قالت لك كده ؟!

اومات دنيا وهي تقترب منه  : 

أيوة يا دياب ....واهو انت خارج وهي هتستفرد بيا هي وأمه مهجه ...امسكت بذراعه وتابعت بوهن زائف : حوشهم عني يا دياب انا مش قدهم ....نظرت له بجانب عيناها بمكر وتابعت : انا عاوزة اربي عيالي وانت شوفت هي ازاي كل مره تخليك تتقلب عليا 

...........

نظرت مهجه الي بهيه باستفهام بينما قادت وصال الي غرفتها وفتحت بابها وهي تقول بترحيب : اتفضلي ....نورتي الدنيا كلها يا دكتورة 

قالت وصال بحب : شكرا يا بهيه بس بلاش دكتورة دي هو انا مش زي اختك 

قالت بهيه بتبجيل : وانا اطول يا دكتورة 

ربتت وصال علي كتفها وقالت بحب ؛  أنا اللي اطول تبقي ليا اخت حلوة وطيبه زيك 

بقي الاستفهام بنظرات مهجه لبهيه التي نظرت لها أن تتمهل وستخبرها بالسبب ولكن وحدهم لتقول مهجه : ربنا يخليكم لبعض 

قالت مهجه لابنتها التي لم تعرف لأول وهله لمن تكون تلك الغرفه  : معلش بقي ياوصال النهارده ريحي هنا في اوضه بهيه وبكره تكون اوضه مخصوص جاهزة ليكي 

تدخلت بهيه سريعا بينما تقول  : لو كنا نعرف انك جايه كنا وضبنا ليكي اوضه تشرح القلب بس ملحوقه انا دلوقتي هفضي اوضه الضيوف وافرشها ليكي زي ما قلبك يحب

هزت وصال راسها وهي تعقد حاجبيها : لا ..لا انا هقعد في أي مكان وانتي خليكي في اوضتك يا بهيه 

قالت بهيه بترحيب : ودي تيجي ده انتي فوق دماغنا 

والاوضه هتنور بيكي 

هزت وصال راسها بإصرار : لا مش هتسيبي اوضتك...انا هقعد في أي اوضه 

تبادلت مهجه وبهيه النظرات لتصر بهيه عليها : والله ما يحصل 

تنهدت وصال هاتفه : ارجوكي يا بهيه ...مش هكون مرتاحه وانا واخده اوضتك وبعدين انتي هتروحي فين 

قالت بهيه بسماحه: اي حته متشغليش بالك بيا 

أصرت وصال علي رفضها لتقول بهيه : هنام في اوضه مصطفي وعلي 

ابتسمت وصال ما أن سمعت عن الاطفال لتقول باشتياق : هما فين صحيح ...انا نفسي اشوفهم 

قالت بهيه سريعا : حالا هجيبهم ليكي ..اصلهم كانوا نايمين لما وصلتي 

قالت وصال وهي تتجه الي حقيبتها : طيب يبقي هاخد شنطتي واقعد انا معاهم في اوضتهم 

ابتلعت بهيه بتوتر وهزت راسها : لا ازاي بقي ...مش هتعرفي تنامي من دوشتهم ..

هزت وصال راسها وابتسمت: لا خالص ..انا اصلا بحب الاطفال اوي 

فهمت مهجه أن هناك شيء لتتدخل وتنهي الجدل : طيب ارتاحي هنا وغيري هدومك وبعدين نبقي نشوف تحبي تقعدي فين 

اومات وصال مؤقتا بينما احتاجت بالفعل أن تأخذ دوش وترتاح قليلا من تعب الطريق لتقول مهجه بحب : يلا حبيتي ادخلي اتسبحي وانا وبهيه هنجهز ليكي لقمه 

تلاقيكي علي لحم بطنك ...ابتسمت لها والدتها بحب وتابعت : تحبي تاكلي ايه ؟!

قالت وصال بابتسامه بينما استعذبت وجودها وسط عائلتها  : كله من ايدك حلو يا ماما 

.......

ما أن خرجت بهيه من الغرفه حتي سألتها مهجه بلهفه : في ايه .. انا مش قولتلك حطي شنطه وصال في اوضه العيال علي ما نجهز اوضتها 

اومات بهيه قائله : حصل يا امه بس ..بس 

زجرتها مهجه بنفاذ صبر : بس ايه. ..؟!

فتحت بهيه فمها لتقول : دنيا معجبهاش ....صمتت بهيه وانتفضت حينما تعالي صوت دياب يناديها 

لتنظر الي مهجه بتوجس قبل أن يتعالي صوتها : نعم يا دياب 

اسرعت تنزل الدرج وسرعان ما لحقت بها مهجه التي وقفت تتابع ما يحدث 

تفاجأت بهيه بنبره دياب الهجوميه بينما يسألها باتهام تعمده: ايه الكلام اللي سمعته ده ؟!.

عقدت بهيه حاجبيها ونظرت الي دنيا ثم مجددا إلي دياب وهي تتساءل عما قالته تلك الفتاه وجعله غاضب بتلك الطريقه لتسأله بعدم فهم : سمعت ايه يا اخويا !

أصابت غضبه بسهم حارق من نطقها لتلك الكلمه ( اخويا )

ليهتف بغضب مشيرا الي دنيا : اللي قولتيه لدنيا 

لا تنكر أن الالم اعتصر قلبها ووقفت مكانها لايسعفها فعل أو قول بينما اعتادت منه أن يكون درعها ولا يسألها كما يفعل الآن وبهذا تفادت كل ما كانت توقعها به تلك الخبيثه ولكن اليوم يسألها وكأنها متهمه 

ولا ينكر دياب أنه تعمد هذا حتي يري رد فعلها وكيف ستدافع عن نفسها 

لتتدخل مهجه برفض لما يفعله ابنها والذي استغربته منه ولم تعرف سببه : في ايه يا دياب مالك موقفها قدامك تحقق معاها وكانك ظابط المركز 

اشار دياب الي والدته بحزم : امه انا بسألها هي وهي ترد 

هتفت مهجه باحتدام : ترد علي ايه مش تقول إنت سمعت ايه عشان ترد عليه 

التفت دياب بخبث تجاه دنيا التي تهللت اساريرها وهي تراه لأول مره يدافع عنها 

: عيدي تاني اللي قولتيه ليا ....ازداد مكر نظراته وتابع : ولا خايفه ؟!

بجراه هتفت دنيا : اخاف من ايه ... انت جوزي ولا يمكن ترضي ليا الاهانه ولا تيجي عليا 

احتقن وجه مهجه بالغيظ من كيد تلك الفتاه لترفع بهيه عيناها تجاه دياب الذي نظر لها باتهام لم تفهم مغزاه والذي كان بأنها ليست مثل تلك الفتاه التي تدافع عن حقها به بينما ارتضت بهيه أن تكون في موقف المتهم 

وهي تستمع الي كلمات دنيا التي لم تخشي وهي تكذب بكل حرف بها وفقط اخر ما نطقت به كان الصحيح وهو وعيد بهيه لها دون أن تذكر سببه الحقيقي 

التفت دياب الي بهيه ونظر لها رافعا حاجبه بالرغم من أنه لا يصدق دنيا ولكنه أراد من بهيه أن تكذبها وتدافع عن نفسها ولكنه وجدها صامته كالعاده لا تدافع عن حقها 

وضعت دنيا يدها في خصرها وهتفت ساخره وهي ترفع حاجبها بشماته في بهيه : ايه يا ابله بهيه ساكته ليه ...طبعا عشان كلامي صح 

استجمعت بهيه قوتها لتمنع دموعها التي كانت علي وشك الانهمار بينما نظرت إلي دياب الذي خزلها ولم يدافع عنها لأول مره وهو كذلك نظر لها بنفس الخزلان لأنها لم تدافع عن نفسها لتتدخل مهجه بغضب تهتف بها : اتكلمي بأدب ومتقفيش تحطي ايدك في وسطك وانتي بتتكلمي  

رفعت دنيا حاجبها وهتفت ساخره وهي تنزل يدها من خصرها  : اهو نزلت ايدي يا امه ... ردي عليا بقي يا ابله بهيه 

نظرت مهجه الي صمت دياب بغيظ افرغته في دنيا 

وهي تهتف بها بسخط : باين أن مفيش فايده فيكي واللي عمله دياب اخر مره مخلاكيش ترتجعي 

سرعان ما استدعت دنيا ضعفها وهي تهتف بمهجه : وانا عملت ايه يا اما ....انتي دايما جايه عليا إنما ابله بهيه لا 

دائما واقفه في صفها .. التفتت الي دياب وتابعت : اهو شوفت بنفسك يا دياب ..كلهم عليا 

احتقن وجه مهجه بالغضب لتنظر الي دياب وتهتف به : ايه يا دياب ساكت ليه وموقف الحريم قدام بعضهم ...!

رفع دياب عيناه الغاضبه تجاه بهيه وهتف بمغزي : مستني اسمع منها حصل الكلام ده ولا محصلش 

هتفت مهجه بدفاع اعمي عن بهيه : من غير ما تسمع طبعا محصلش وهو انت مش عارف بهيه ولا ايه 

بالطبع يعرفها ويعرف أنها لن تدافع عن نفسها في وجوده بينما اعتادته أن يكون درعها الحامي لذا استشعر قسوته عليها والتي لاحت في عيونها وهي تنسحب راكضه بينما لم تحتمل أن تقف أمامه وتمسك دموعها أكثر 

لتزم مهجه شفتيها بغضب ونظرت له بتأنيب قائله : اول مره تكون أنت اللي كاسر خاطرها 

اسرعت مهجه خلف بهيه لتطيب خاطرها بينما 

نظرت دنيا بشماته في اثر بهيه وسرعان ما التفتت الي دياب قائله دون تفكير في كلماتها  : ربنا يخليك ليا يا دياب ...اول مره تنصرني عليها 

ابتعد دياب عنها خطوة ونظر لها هاتفا بغضب : ومين قال إني صدقت كلمه من اللي قولتيها 

اهتزت نظرات دنيا بعدم فهم ليزم دياب شفتيه بحنق ويهتف من بين أسنانه بنبره أمره : حالا تطلعي تفضي اوضه العيال لوصال وحسك عينك تضايقي بهيه أو تتكلمي مره تانيه بقله ادب قدامي أو قدام امي 

: انا ...قاطعها دياب بسخط : انتي تنفذي وانتي ساكته ...يلا !

بخطوات مسرعه تحركت دنيا من أمامه بينما للتو صفعها وهي تتبين المسرحيه الهزليه التي قام بها فقط من اجل بهيه ليحرك حبها له ...فهمت مقصده وفهمت أن ليس لها مكان هنا الا المكان الذي تغرس أظافرها وتنتزعه منهم !

.......

..


تلفتت حميده حولها حينما استمعت لهدير تلك السياره بالاسفل لتسرع تجاه النافذه وتتأكد ظنونها أن هادي عاد ... أسرعت تجاه نشوي التي كانت جالسه علي الفراش تحتضن رضيعها تهتف بها :  قومي بسرعه من هنا 

قامت نشوي بعدم فهم لتجد حميده تندثر بالاغطيه وهي تهتف بنشوي ؛ قولي لاخوكي امه عيانه 

لم تفهم نشوي شيء : عيانه ايه يا امه ...انتي الحمد لله كويسه 

زجرتها حميده من بين اسنانها ؛ اعملي اللي اقولك عليه وانتي ساكته ..يلا انزلي وقولي له أمي عيانه 

.......

..........


نظرت صديقه الي عليوه بتوسل : البت هتموت يا عليوه ...ابوس ايدك خليني اوكلها لقمه 

هتف عليوة بسخط : مش هتدوق الزاد الا لما تقر عملت ايه خلت هادي يرميها كده 

قالت صديقه برجاء : هتقول يا اخويا بس خليني اوكلها لقمه 

نظرت إلي ابنها وقالت برجاء : قول لابوك كلمه يا محمود عشان أختك

قال الشاب بجفاء وسخط :بلا اختي بلا هم. ... اختي اتسببت في أن الخير اللي كنا عايشين فيه راح 

نظر عليوة الي ابنه الذي تابع : خليها تموت زي ماابويا قال اهو ياكش نصعب علي هادي ويدينا الشهريه .

...........

.....

عقد هادي حاجبيه بقلق واندفع للاعلي : عيانه مالها ؟!

أمسكت نشوي بذراع أخيها الذي انخلع قلبه من القلق لتهمس له : اياك تبين انك عرفت ...امي مش عيانه

عقد هادي حاجبيه بعدم فهم : مش عيانه!

هزت نشوي راسها وتابعت بهمس : أيوة هي بس زعلانه منك انك بقالك كام يوم غايب ...اطلع لها وكأنك مصدق أنها عيانه 

اوما هادي واتجه الي الاعلي ليدخل وهو يمثل القلق : سلامتك يا امه قلقتيني عليكي لما نشوي قالت ليا انك عيانه 

قالت حميده وهي تمثل الوهن : وانت تقلق عليا ليه ولا افرق معاك في ايه وانت غايب ومعرفش عنك حاجه ...كنت فين كل ده 

قال هادي برفق : كنت بخلص شغل 

لوت حميده شفتيها بحنق : شغل ايه ....قولي كنت فين 

هتف هادي بامتعاض : هو انا عيل صغير يا امه ...شغل وخلاص 

نظرت له حميده بغيظ : أيوة عيل صغير في عنيا وانا امك اللي خايفه عليك ....امسكت ذراعه وهتفت به بحنان وقلق وتأثر من كلام قدورة : قولي يا قلب امك ايه اللي قالب حالك 

تنهد هادي بارتياح وقال ليخالف قلق والدته : حالي زي الفل يا امه ....انا عمري ما كنت مبسوط زي دلوقتي 

افلتت الكلمات من شفاه حميده باستنكار : مبسوط ازاي .... نظرت له وتابعت وعيناها تتطلع إليه : انت بتقولي كده بس ...إنما أنت حالك متلخبط ...يا هادي البت احسان مظلومه !!

هب هادي من مكانه ونظر الي والدته بغضب شديد فور سماعه هذا الاسم : ايه جاب السيرة دي دلوقتي يا امه 

قالت حميده بتلقائية: مش مرتك يا ابني 

وكأنها سكبت عليه دلو ماء ليفيق علي تلك الحقيقه التي تجاهلها ليهتف بوالدته : معادتش يا امه 

ضربت حميده صدرها بهلع: طلقتها 

هز هادي رأسه وزم شفتيه بغضب وقال بعزم : لسه بس هطلقها النهارده قبل بكره  

أولي حميده ظهره ليغادر لتهب من مكانها خلفه مسرعه وهي تفكر هل تخبره بما عرفته من تلك الدجاله ام تصمت 

: لا ياولدي البت مظلومه 

التفت لها هادي بغضب مزمجرا : مظلومه ..!!

بقولك سرقتك وراحت للدجاله تعمل اسحار 

افلتت الكلمات الجاهله من شفاه حميده ؛ نفسها في حته عيل ...!

احتقن وجه هادي ونظر الي والدته باستنكار شديد : بالسحر !

ابتلعت حميده ولم تجد الجرأه لتخبر ابنها بأي مبرر ليهتف هادي بها بنبره قاطعه : الله يرضي عنك يا امه اقفلي السيرة دي خالص ومش عاوز كلمه فيها 

اندفع الي غرفته بينما وقفت حميده تتنهد بضيق شديد 

التفتت الي نشوي التي همست لها : انسي الكلام اللي قالته الدجاله دي يا امي عشان لو هادي عرف انك روحتي ليها مش هيحصل كويس 

التفتت لها حميده باستنكار هاتفه : وهو انا لولا روحت للست قدورة كنا عرفنا ايه اللي ملخبط حال اخوكي ومانعه من الخلفه 

نظرت لها ابنتها بعدم استيعاب : انتي برضه مصدقه الأعمال والكلام ده 

رفعت حميده حاجبيها هاتفه : امال ايه اللي مانع اخوكي من الخلفه ...التفتت بكامل جسدها الي ابنتها وتابعت باحتدام : الأولي قولنا عيانه وملهاش في الخلفه والتانيه اهي كانت سايقه العوج ومش عاوزة تتنيل تخلف إنما التالته بقي اللي كانت فارشه نفسها سجاده تحت رجليه وتتمني له الرضي يرضي مخلفتش ليه 

قالت نشوي باقتناع : أراده ربنا 

هتفت حميده بسخط : ونعم بالله بس ندور علي السبب 

رفعت نشوي حاجبيها باستهجان شديد : ندور عند الدكاترة مش الدجالين 

بالرغم من تعليمها الذي لم يتجاوز المرحله الابتدائيه إلا أن عقلها متفتح عكس حميده التي هتفت بإصرار : اسكتي خالص وكفايه تبكتي فيا ...انا هعمل اللي اشوفه صح 

هتفت نشوي برفض : براحتك يا امي بس انا ماليش دعوه لو هادي عرف وزعل منك 

.......

..........

عقدت وصال حاجبيها حينما خرجت من الغرفه ووجدت والدتها تسرع خلف بهيه    ....

تأثرت مهجه بدموع بهيه التي قالت بحزن : يرضيكي يا امه دياب يصدقها ...شوفتي كان واقف ازاي يسألني وكأنه مش عارف عمايلها 

ربتت مهجه علي كتفها بحنان قائله : حقك عليا يا بهيه 

تنهدت وتابعت بتردد : وانتي سكتتي ليه يا بهيه 

نظرت بهيه الي مهجه من بين دموعها : كنت اقيد البيت حريقه يا امه واقف اتخانق معاها قدامه 

هزت مهجه راسها : مقولتش كده بس متقفيش ساكته يابهيه 

قالت بهيه بكمد ؛ متعودتش اتكلم قدامه ياامه 

ربتت مهجه علي كتفها بحنان قائله : معلش يا حبيتي ربنا هيكرمك عشان طيبه قلبك دي 

طرقت وصال باب غرفه والدتها قبل أن تمد راسها الي الداخل قائله باستئذان : انا شوفت بهيه طالعه بتعيط ...ينفع ادخل 

اومات مهجه سريعا لتدخل وصال وتنظر الي بهيه التي أسرعت تمسح دموعها قائله : تعالي يا دكتورة 

قالت وصال بحنان وهي تقترب منها : مالك يا حبيتي بتعيطي ليه 

أجابت مهجه وهي تنظر لبهيه : ابدا يا حبيتي شويه زعل بينها وبين اخوكي ....ابتسمت لبهيه وتابعت : بس هي عارفه أنه ميقدرش علي زعلها وهيطلع يراضيها ....ربتت علي كتف بهيه وتابعت ؛

يلا قومي اغسلي وشك يا حبيتي 

نظرت وصال الي والدتها ما أن دخلت بهيه لتغسل وجهها : زعلها ليه يا ماما ...مش كفايه أنه متجوز عليها 

لم ترد مهجه من ابنتها أن تغضب من أخيها لتقول برفق : وماله يا بنتي ....هو بيحبها وهيراضيها 

رفعت وصال حاجبها باستنكار : بيحبها ومتجوز عليها 

قالت مهجه بتلقائية: نفسه في حته عيل 

اومات وصال وقالت باستفهام : هو مش كان واخد بهيه تتعالج لما كان عندي 

اوما مهجه قائله : أيوة يابنتي بس دي حاجه في علم الغيب وهو ولا اول ولا اخر واحد يتجوز عشان يخلف لما مراته متخلفش

نظرت لها وصال باستنكار : يعني اللي متخلفش تبقي زي تلاجه ولا غساله بايظه يجيب غيرها بدل ما يعالجها ويقف جنبها 

ضحكت مهجه قائله : الله يحظك ياوصال ...لا يابنتي هو بس احنا طلعنا علي كده 

لوت وصال شفتيها بغيظ : وهو اللي تطلعوا عليه تنفذوه من غير تفكير 

ربتت مهجه علي كتف ابنتها قائله : اهو بقي نعمل ايه ....التفتت تجاه باب الحمام قائله: نبقي نتكلم بعدين عشان بهيه متزعلش لما نفتح قدامها موضوع الخلفه 

..........

.....

بغيظ شديد امسكت دنيا بشيش النافذه تغلقه بينما عكس بهيه لا تحب النوافذ المفتوحه ...تبرطمت بحنق وهي تسحب بعض ملابس أطفالها وتلقي بهم من أحدي جوانب الخزانه الي أخري ( برضه مشي كلام الحربايه بهيه واخد الاوضه ) 

خرجت من الغرفه بخطوات غاضبه وهي تصفق الباب خلفها بنفس لحظه خروج مهجه تتقدم وصال وبهيه 

لتنظر مهجه لها ولصوت انغلاق الباب باستفهام : بتقفلي الباب كده ليه هيتخلع في ايدك 

لوت دنيا شفتيها بغيظ وهتفت من بين اسنانها : ده الهوا يا امه مش انا ...

نظرت إلي بهيه ساخره وهي تكتم غيظها بانتصار بهيه عليها وهي تقول من بين اسنانها مجددا : انا فضيت الاوضه ليكي يا وصال زي ما دياب طلب ...اتفضلي ياكش ترتاحي في اوضه عيالي 

تركتهم واندفعت الي غرفتها لتحاول مهجه أن تغطي علي قله لياقه دنيا بينما تقول : سيبك من الأوض دلوقتي وتعالي ننزل ناكل لقمه ...!

انزعجت ملامح وصال التي لم تتردد في أخذ موقف  معادي من أخيها ومن تلك الحرباءه لمجرد أنها زوجه ثانيه وتعريف الزوجه الثانيه أنها بابسط مصطلح ( خطافه رجاله ) ! لذا تجاهلتها وتجاهلت ما قالته 

تركت مهجه وصال تتقدمها وهي تنزل الدرج لتهمس لبهيه بابتسامه : شوفتي يا بهيه اهو كلامك اللي مشي ...دياب لا يمكن يصدق كلامها أبدا .

.......

...

غرس دياب الكبير يداه بوسط ذلك الديك الرومي الذي توسط الطاوله التي امتلئت بشتي انواع الطعام الشهي علي العشاء بالرغم من أنها لم تكن تهضم ما تناولته من ساعات قليله بعد إصرار والدتها ....بود شديد مد دياب الكبير يداه تجاه طبق وصال ووضع به تلك القطعه الكبيرة من صدر الديك الرومي قائلا : بالهنا والشفا يا غاليه 

ابتسمت وصال له بينما أحبت أن تتلاشى صورته المخيفه من راسها وتحل محلها تلك الصورة الحنونه التي يعاملها بها ....امسكت وصال بالشوكه والسكين وبدأت تقطع قطع صغيرة من الطعام ليضحك جدها مشاكسا : لساتك خواجيه ياوصال وبتاكلي بالشوكه والسكينه 

ابتسمت وصال له وحاولت أن تجاريه وهي تمسك بأطراف اصابعها الطعام وتضعه في فمها ليضحك جدها بحنان قائلا : كلي زي ما يعجبك يا بتي انا بس بشاكسك

ابتسمت وصال له قائله : شكرا ياجدي 

مضغ دياب الكبير ما في فمه من طعام قائلا : جدي طالعه من بوقك زي السكر ....منورة يابت الغاليه 

التفت إلي مهجه وتابع : طبعا الدنيا مش سيعاكي من الفرحه يا مهجه أن بنتك رجعت حضنك 

هزت مهجه راسها وهي تضع المزيد من الطعام بطبق وصال : طبعا يا ابويا ده اليوم كأنه فرح والله 

ضحك دياب وهو يضع المزيد من الطعام في فمه بينما ينظر بمكر تجاه وصال قائلا بمغزي : مش النهارده بس بكره الفرح الكبير جاي أن شاء الله 

نظر دياب بطرف عيناه تجاه جده الذي فهم مقصده بينما وصال بالطبع بفطنتها فهمت مغزي حديث جدها والذي لم يراوغ وسرعان ما كان يكشف عنه بعد انتهاء العشاء وهو يجلس بجوارها يتناول كوب من الشاي بينما وضعت امامها والدتها ذلك الطبق الكبير المليء بالفواكه 

وهي تقول : بهيه عامله ليكي روانا هتاكلي صوابعك وراها ..علي ما تخلصي الفاكهه اكون جبتها

قالت وصال سريعا : لا مش هقدر يا ماما انا اصلا مش قادره اتنفس من كتر الاكل 

اشار دياب الكبير الي مهجه و بهيه قائلا : خدوا بعضكم وهاتوا الروانا وسيبوني اتكلم مع وصال وحدنا 

التفتت وصال الي جدها بعد ذهاب مهجه وبهيه للمطبخ بينما دنيا حاولت استراق السمع ولكن مجرد لحظه وكان بكاء أطفالها يزعجها ويجبرها أن تذهب لرؤيتهم 

قال دياب الكبير دون مراوغه : انتي عرفاني من زمان وعارفه اني محبش كتر الحديث ....هادي جدد طلبه القديم يا وصال وانا واخوكي من زمان عطيناه كلمتنا 

بالرغم من أنها تعرف كل ما يقوله جدها إلا أنها مثل اي فتاه شعرت بالخجل الذي جعلها تخفض عيناها ولا تنظر الي جدها الذي تبادل النظرات مع دياب الحانق والذي رأي بعيناه كلمات كثيرة أجبر نفسه علي عدم قولها أمام أخته التي بالرغم من خجلها إلا أن هناك شعور خفي بالغيظ من تسرعه امتزج بمشاعرها التي تجددت وكأنه يطلبها لأول مره 

: رايك ايه يا وصال ؟!

افلتت الكلمات من شفاه دياب يفتح مخرج لأخته : اديها وقت تفكر وتشاور نفسها ياجدي 

نظر له دياب الكبير بحده ؛ تفكر في ايه ....الموضوع من سنين ومش محتاج تفكير 

استجابت وصال لرأي العقل والذي ساعدها به أخيها لتقول : انا محتاجه وقت ياجدي...قبل أن يقول جدها شيء كانت تسرع تستأذن : بعد اذنكم هطلع انام

ما أن غادرت وصال حتي نظر الجد الي دياب هاتفا بعدم رضي : مالك يا دياب ؟

قال دياب وهو يهز كتفه : في ايه يا جدي ؟

هتف دياب الكبير بقليل من السخط : كل ما تيجي سيرة جوازه اختك من هادي تتكدر ...

انت ايه اللي غيرك ما كنت موافق 

زفر دياب بضيق والتفت الي جده قائلا : معرفش بس معدتش مرتاح للجوازه دي .... اختي دكتورة 

ضيق الجد عيناه باستنكار : من أمتي بتتكلم بالورقه والقلم زي ابوك 

اشاح بوجهه وتابع : اختك دكتورة وهادي مش قليل 

عاد يلتفت الي دياب ويتابع بصوت حاد : 

وبعدين دكتوره ولا وزيرة ماهو مسيرها تتجوز ولا عاجبك قعدتها السنين دي من غير جواز واللي قدها عيالهم بقوا طولهم ...انت مش شايف اختك بقي عنديها كام سنه ..ازدادت حده نبرته وهو يتابع : مين هيتجوزها  ولا هتخليها جنب امك بدل ما تفرحها بيها 

زم دياب شفتيه بحنق بينما يهتف بجده : 

مش هترضي تتجوز واحد متجوز غيرها 

قال الجد ببرود : لا هي أول ولا آخر واحده ....متتكلمش انت معاها وسيبني انا اكلمها و ربك يساويها 

هتف دياب باحتدام : يعني ايه متكلمش معاها 

ضاق صدر الجد ليصيح بدياب بحنق : بكفياك عاد يا دياب انا مش عارف ايه اللي جرالك ...بقيت بتناطح فيا الكلمه بكلمتها 

قام دياب من مقعده قائلا : تصبح علي خير يا جدي 

.......

....

مال عليوه علي يد هادي يحاول تقبيلها ليبعد هادي يده سريعا ويهتف به : وبعدهالك يا ابو محمود ...قولتلك بنتك معادتش تلزمني 

قال عليوه بتوسل : هكسر ضلوعها علي غلطتها بس سامحها ابوس ايدك 

اشاح هادي بوجهه هاتفا بنبره قاطعه : بزياده كلام ...بنتك طالق 

حاول الرجل أن يرتمي اسفل قدم هادي برجاء : ابوس رجلك 

أوقفه هادي وهتف بحزم : بزياده يا عليوه ..الكلام خلص 

وقف عليوة مكانه يتحسر علي ماحدث للحظات قبل أن يقول بصوت خافت لم يصل الي هادي في البدايه 

: خلص ازاي يا معلم ...

التفت هادي له باستفهام : بتقول ايه ؟!

قال عليوة بعزم الا يخرج خاسرا كل شيء : بقول يعني...يعني حق بنتي 

رفع هادي حاجبه ساخرا : حقها في ايه 

قال عليوة بتعلثم : هدومها ودهبها ونفقتها ومؤخرها ...كل حاجه !

اشاح هادي بوجهه وهتف بجبروت: ملهاش حاجه عندي !

انصدمت ملامح عليوة الذي قال بتعلثم : ملهاش

اوما هادي وهو يواجه عليوة بنظرات حاده : اه ملهاش ....الدهب واللبس اللي بتتكلم عنه انا اللي جايبه وبنتك اللي سرقت امي متستاهلهمش انا بقي النفقه فأنا صرفت عليكم كتير وادبا لبنتك علي اللي عملته ملهاش ولا مليم ...وموضوع المؤخر ....تمهل وهو يضع يده في جيبه ليخرج منه لفه كبيرة من النقود ليلهث عليوة وهو ينظر إلي تلك الرزمه التي فرها هادي ليخرج من داخلها ورقه ماليه بمائه جنيه وضعها أمام عليوة الذي كادت عيناه تخرج من موضعها بينما يتابع هادي باستهزاء : 

المؤخر كان جنيه بس مش معايا فكه ...خد ميه جنيه بحالهم !

.............

....


نام هادي قرير العين بعد أن تخلص من حمل كذبته أمام وصال التي تقلبت من جنب الي آخر كما تقلب تفكيرها من جنب الي آخر .... عمر فات من عمرها وهاهو حلمها يناديها لتعويض هذا العمر ولكن ليت الاحلام تتحقق بتلك السهولة ....معارضه ابيها كل تلك السنوات !

زواجه من أخري !!

عناده وتسرعه !!

تصميم جدها !!

الكثير والكثير لا تنكر أن عقلها لا يتوقف عن ذرع كل سبب خلف الاخر والسبب الاقوي العناد أمام مشاعرها التي لن تتركها تتحكم بها ..!

علي استحياء داعبت قلبها تلك المشاعر التي لا تريد أن تتركها تتحكم بها لا تنكر أنها مشاعر حلوة تأخذها الي زهره شبابها التي ضاعت وسط وحده لم تعد تحتملها 

ومثلها مثل اي فتاه يخفق قلبها للحب والاهتمام وهو يغرقها بهم ...!!

........

....

بغيظ شديد اخذت دنيا تهز أحد الأطفال الذي حملته وتحركت به ذهابا وايابا ليسكت بكاءه ولكنه ما يلبث يصمت حتي يبكي أخيه لتنظر بغيظ إليهم كتمته وهي تتطلع الي دياب الذي تمدد علي الفراش واولاها ظهره ....نعم بعناد في بهيه اتجه الي غرفه دنيا ولكنه وجد أنه يعاند نفسه لأن قلبه يوخزه وعيناه لا تجد النعاس .... تبرطمت دنيا بداخلها وأخذت تربت بقوة علي ظهر الطفل الذي تريده أن يختفي هو وأخيه من أمامها بينما اعتادت دوما ان تأخذهم بهيه أو مهجه ..!

نعمت دنيا بنبره صوتها وهي تميل تجاه دياب تنادي اسمه بنعومه: دياب 

همهم دياب دون قول شيء لتتابع دنيا باغواء : هاخد العيال لأمه مهجه وارجعلك علي طول عشان تعرف تنام 

  استدار دياب ناحيتها ونظر لها باستنكار : وانا كنت اشتكيت ولا انتي اللي مش متحمله عيالك 

هزت دنيا راسها سريعا واقتربت منه باغواء وهي تبدي المزيد من مفاتنها الظاهره من فتحه قميص نومها الحريري القصير : ابدا يا حبيبي انا بس عاوزة راحتك 

والعيال عامله دوشه وانا كان ودي تنام هادي ومرتاح 

زفر دياب ورفض الوجبه الدسمه التي تغريه بها بينما اعترف أنه لن يرتاح الا بقرب بهيه لتتسع عيون دنيا وقد انقلب السحر عليها حينما وجدته يبعد الغطاء من فوقه ويتبرطم بحنق : عندك حق انا مش عارف انام من دوشه العيال 

اتجه الي باب الغرفه لتنقهر ملامح دنيا حينما هتفت بغيظ : رايح تنام عندها 

التفت لها دياب بتحدي : عندك مانع !

.....

........

وضعت بهيه يدها علي خدها وتطلعت الي الزروع الممتده أمامها حيث جلست بالشرفه تستنشق الهواء وتستمع الي صوت الراديو الذي شغلته بصوت خافت تتعالي منه تلك الاغنيه للسيده ام كلثوم .... مجرد دخوله غرفتها يشعره بالراحه ليتنفس الهواء الذي مليء الغرفه من الشرفه المفتوحه وسرعان ما عرف انها جالسه كما تجلس بتلك الليالي التي يكون بعيد عنها تستمع الي الراديو وتضع يدها علي خدها ....يعرف تفاصيلها كما تعرف تفاصيله يحبها ويعشقها ولكنه خائن تزوج بأخري لم يعد هناك خلاص منها ولعل إحساسه بالفرض هو ما دفعه للضغط علي بهيه لتدافع عن حقها به كما تفعل الأخري !

شهقت بهيه بهلع حينما تفاجأت به واقف لدي باب الشرفه 

: دياب 

قال ساخرا ليخفي لهفته عليها : اتفزعتي ليه شوفتي عفريت !

هزت راسها سريعا : لا لا مش قصدي اتفزع بس ....بس فكرتك نمت خلاص عند دنيا 

أغتلت ملامح دياب الذي نظر لها بغضب من بساطه ما تقوله وليس وكأنها تنطق أنه كان بغرفه امراه أخري سواها ...لينظر لها بغيظ ويتساءل لماذا لا تغار !!

متاكد ان دنيا لا تحبه ولو عشر ما تحبه بهيه ولكنها تقيم حربا من أجله عكس بهيه !

تبرطم دياب ببرود يخفي به لهيب غضبه : معرفتش انام من بكي العيال 

انخلع قلب بهيه التي قالت بلهفه : مالهم يا اخويا ...تحب اروح أطل عليهم 

تهكم دياب قاصدا وهو يهتف بغيظ : لا يا قلب اخوكي تعالي جهزي ليا الفرشه عشان اتخمد !

خفضت بهيه عيناها بخجل من سخريته منها لتقول  بعتاب : بعد الشر عليك ....كده برضه يا دياب بتعايب عليا 

نظر لها وزفر بضيق وهو يجذب صدر الجلباب الذي يرتديه : اهو بدل ما اطق 

غص حلقها من عصبيته لتقول بصوت خافت : وهو انا عملت ايه ؟!

تبرطم دياب بغيظ : معملتيش اي حاجه ...خليكي كده متعمليش اي حاجه  

اتجهت بخطوات حزينه دون جدال لترفع ذلك المفرش المزين بحبات اللولي علي هيئه ورود وتطويه من فوق الفراش ثم تجذب غطاء ناعم من الخزانه وتفرده بدلا منه كما اعتادت فدوما ما تهتم بأن تكون غرفتها كغرفه عروس وتفرش اجمل المفروشات علي سريرها وفي المساء تستبدله بغطاء ناعم عكس دنيا التي لا تهتم بأي من تلك التفاصيل فدوما ما غرفتها كئيبه رتيبه !

تمدد دياب علي الفراش واولاها ظهره بعناد رافض أن يطيب خاطرها بالرغم من أنه قلبه توجع لانه تعصب عليها لتتجه بهيه بخاطر مكسور تغلق النافذه وتتجه الي جانبها من الفراش !

وخزه قلبه لقسوته عليها ولكن عناده لم يتراجع بالرغم من توقه واشتياقه الكبير لها ليتظاهر بأنه غط في النوم بينما يستدير الي جانبها ويمد ذراعه ليضعه فوق خصرها 

ويدس راسه في ثنايا عنقها الناعم فلتفح أنفاسه الساخنه بشرتها الناعمه ذات الرائحه العطره التي استعذبها دياب فقرب جسده منها أكثر حتي احاط جسدها بجسده فاستكان للحظات قبل أن يشعر بتهدج أنفاسها ليرفع يده من فوقها ويميل ناحيتها ليري ما بها فيلتاع قلبه وهو يهتف : بهيه انتي بتبكي ؟!

حاولت بهيه كتم بكاءها الذي لم يسمع منه شيء إلا أنفاسها المتلاحقه ....جذبها لتستدير ناحيته فرأي احمرار وجهها وعيونها وسرعان ما ضرب الوجع قلبه وامسك وجهها بكلتا يديه وبحنان شديد كان يسألها : بتبكي ليه يا بهيه ؟

بكل سذاجه مشاعرها تجاهه وبعفويه وطيبه قلبها الذي يفضله عن نفسه كانت تقول بقله حيله : عشان مش عارفه ارضيك 

انزعجت ملامحه ورفع حاجبيه لتنفلت الشهقات الباكيه من صدرها وهي تتابع : انت متضايق مني وانا مش عارفه اراضيك 

قال دياب بانزعاج : متضايق عشانك مش منك يا بهيه ...خفت حده نبرته بينما يتابع بتبرير: 

ليه ساكته عن حقك .... وقفت تفتري عليكي وانا استنيت تدافعي عن نفسك بس انتي سكتتي

قالت بهيه من بين دموعها : سكتت عشان متاكده انك هتجيب حقي 

قال دياب برفق : انا مش عايش ليكي العمر كله يا بهيه 

قالت بهيه بهلع وهي تضع يدها علي صدره : بعد الشر عليك يا دياب ...انا معرفش اعيش من غيرك 

ابتسم لها دياب وجذب رأسها ليقبل جبينها قائلا : ولا انا اعرف اعيش من غيرك 

امسك وجهها بين يديه وتابع برفق : بس انتي مكانش لازم تسكتي 

قالت بهيه باستنكار : عاوزني امسك فيها والبيت تقيد فيه حريقه 

قال دياب بأيثار لذاته : عاوزك تعملي زيها وتقومي حرب عشاني 

هزت بهيه راسها : معرفش ....معرفش اعمل زيها 

نظرت إلي عيناه وتابعت : 

كل اللي اعرفه اني اريحك مش اعملك مشاكل 

مرر يداه علي شعرها بحنان ولم تعد هناك كلمات كافيه ليعتذر من طيبه قلبها ليضمها إليه ويقبل راسها بحنان شديد ثم يميل تجاه شفتيها يلتقطها بشفتيه يقبلها برفق سرعان ما تحول الي توق وشغف كبير اشتعل في عروقه ليمد ذراعه حولها يضمها إليه ويأخذها في نوبه حب اعتادت أن تسكن بها كل تلك الأصوات برأسها والاوجاع بقلبها التي تنكرها ولا تعترف بها وفي النهايه تكتفي بتلك المسكنات اسفل عنوان أنه يحبها وهذا كافي ولكن هل حقا هذا كافي !!

ربما بالنسبه اليه لأنه في النهايه يحصل علي رضي قلبه وعقله وجسده ولكن لها لم تسأل مره واحده نفسها أن كانت تحصل علي ذات الرضي !!


........

..........

تحركت مهجه في أرجاء المطبخ الذي تعالت منه اصوات حديثها مع ابنتها منذ الصباح الباكر .... لم تنام وصال جيدا بينما جسدها استغرب فراشها الجديد لتجد نفسها تغادره بعد الفجر بقليل وتنزل للاسفل فتجد والدتها تعد الفطور ...جلست علي أحد المقاعد وبقيت تتحدث مع والدتها بقلب منتعش بعد حول وحده يشارك الصباح مع أحد بعد غياب ابيها ...!

وضعت وصال قطعه من الطماطم المقطعة بين شفتيها تقطمها بينما تتابع مهجه : اهو انا كل يوم ادعي لبهيه أنها صابره وساكته ...التفتت الي ابنتها وتابعت : بالك انتي لو واحده تانيه كان البيت يقيد حريقه كل يوم بس هي بنت حلال وبتسكت وتعدي عشان بتحبه

قضمت وصال بحنق قطعه أخري من الطماطم وهي تقول من بين اسنانها : عشان هبله !

نظرت مهجه لها بعتاب : طيبه يا وصال

هزت وصال راسها قائله : لا طبعا هبله وهو مستغل هبلها 

هزت مهجه راسها وقالت بدفاع : لا يا بنتي ده دياب بيحبها من لما كانت عيله 

تبرطمت وصال بانفعال : بيحبها  ومتجوز عليها ...اصلا ازاي يتجوز عليها طالما بيحبها 

قالت مهجه بدفاع : وهو اتجوز عليها ليه ..مش عشان يكون له حته عيل 

وضعت أحدي الاطباق من يدها وتابعت : وبعدين بهيه بذات نفسها اللي صممت أنه يتجوز 

تهكمت وصال بغيظ : مش بقولك هبله ...هو في واحده ترضي بالذل ده 

هزت مهجه راسها وقالت برفق : ذل ايه بس يا بنتي ..دي بهيه فوق دماغنا كلنا ومحدش يقدر يدوس ليها علي طرف ...جلست بجوار ابنتها وتابعت بلين وتبرير : انتي بس اكمنك مش عايشه معانا متعرفيش عوايدنا ...عادي الواحد يتجوز واحده واتنين وده ميقللش من قيمه مراته 

رفعت وصال حاجبها باستنكار : يا سلام .....لا طبعا يا ماما بلا عوايد بلا كلام فارغ ....اي واحده ترضي بكده تبقي معندهاش كرامه واي راجل يجبر مراته ترضي بكده يبقي مش راجل اصلا 

نظرت لها مهجه بعتاب : اخص عليكي يا وصال بقي اخوكي كده برضه ...ده سيد الرجاله 

قامت لتطفيء الموقد وهي تتابع بعفويه : وبعدين لا هو أول ولا آخر واحد ماهو عندك هادي اتجوز تلاته و سيد الرجاله ومحدش قال عنه كلمه ....اتسعت عيون وصال بصدمه والتفتت الي والدتها بعدم تصديق لتردد بلسان ثقيل : هادي ...هادي مين ؟!

تعلثمت مهجه بينما أدركت أن ابنتها كانت تجهل تلك الحقيقه لتقول بتوتر : اهو انا بقولك أن اخوكي ولا اول ولا اخر واحد 

قامت وصال من مكانها واتجهت الي والدتها تسألها : وانا بسألك يا ماما هادي متجوز تلاته ! 

تلاته ...!! 

كررت وصال ذلك الرقم الذي لا تصدق أنها تسمعه لتنظر الي والدتها مجددا بعيون مصدومه ووجهه انتشرت به الدماء الغاضبه 

وهي تسأل والدتها : تلاته ازاي يعني ؟!

خفضت مهجه راسها وقالت بتعلثم : اهو تلاته ولا تلاتين المهم أن الشهادة لله عمره ما نساكي 

هتفت وصال بغل من بين اسنانها : ربنا ياخده 

تابعت مهجه بابتسامه تشاكس ابنتها لتتجاوز هذا الموقف : ده بس يسمع اسمك قلبه يرفرف كده 

اشاحت وصال بوجهها وهتفت بغيظ شديد : رفرفرت روحه أن شاء الله ! 

اسرعت مهجه تسأل وصال التي غادرت المطبخ كالعاصفه

: رايحه فين يا وصال ؟!

قالت وصال وهي تتجه الي الباب : مخنوقه هتمشي شويه 

حاولت مهجه اللحاق بها ولكن خطوات وصال الغاضبه سبقتها وهي تتبرطم بغل لا تصفه كلمات : تلاته. ... ده انا هاخد فيك تلاتين سنه سجن ياابن حميده !!

.........

....

تراجعت مهجه الي المطبخ وهي تفرك يدها بتوتر تفكر أن سأل ابيها أو ابنها عن وصال ماذا ستجيب ..؟!

: اقولهم لسه نايمه ولا ايه يا ربي 

: مالك يا امه ؟!

التفتت الي بهيه التي نزلت للتو : ها 

: مالك يا امه بتكلمي نفسك ؟!

هزت مهجه راسها وقالت بارتباك : ابدا يا بهيه ...هو دياب صحي 

قالت بهيه بابتسامه هادئه : اه يا امه من شويه اصله رايح مع جدي يشوف حصه السماد 

تنهدت مهجه بقليل من الارتياح بينما تعرف أن بهذا اليوم يذهبون مسرعين منذ الصباح الباكر ويعودون متأخرين وحتما ستكون وصال قد عادت !

.......

....

أن رأته امامها ستفتك به هكذا كانت وصال تحدث نفسها بينما تطوي الأرض بغضب اسفل قدميها التي قادتها بغل وغضب الي الوكاله فهي لن تكتم بداخلها ذلك الغضب وستنفخ نيرانه بوجهه ثم تغادر !


اسرع الصبي تجاه هادي الذي كانت عيناه ما تزال ناعسه وهو يخطو بكسل خارج سيارته : صباحك فل يا معلم هادي 

قال هادي وهو يتثاءب :  يسعد صباحك يا سمعه ...اجري هات ليا واحد قهوه 

قال الصبي وهو يطير ركضا: احلي قهوه يا معلمي !

جلس هادي علي أحد المقاعد خارج الوكاله التي بدأت للتو الاقدام تخطو بها للعمال الذين يحملون اقفاص الخضار والفاكهه ويبدأون بعرضها 

اتجه عشري إليه وهو يقضم من أحدي الارغفه المحشيه بالطعميه التي طواها بين يديه الكبيرة : صباح الفل يا معلم ....اجيبلك تفطر 

هز هادي رأسه قائلا : لا يا عشري بالف هنا ....يلا خلي الصبيان تاخد الفاكهه اللي رايحه السوق 

أومأ عشري قائلا : عنيا يا معلم ..... في بضاعه المعلم دسوقي حجزها من شويه وقال أنه اتفق معاك علي السعر 

هز هادي رأسه قائلا : خلي فتحي والابيض يحملوها علي العربيه وابعتها ...!

لمعت عيون وصال الغاضبه بنيران الغيره والغضب بينما وجدت بغيتها المتمثله في هذا الجالس امامها وكأنه حمل وديع يدعوها لافتراسه ...خطت بخطوات غاضبه ويتخيل امامها أحدي مشاهد الافلام الهنديه التي تنادي بها علي اسمه هااااااااادي وبعدها تطير ناحيته وتنقض عليه أو ربما أحدي افلام الزومبي وبنفس الوضعيه الطائرة تنقض علي عنقه وتغرس به اسنانها لتخرج لحمه من عظامه .....كلما ازداد خيالها كلما توهج وجهها أكثر بالاحمرار واستشرست نظرات عيناها التي التقي هادي بهم بينما يدير رأسه للحظه وهو يتابع حديثه مع عشري ولكن الكلمات توقفت علي شفتيه بينما عاد يلتفت مجددا بعدم تصديق أنها الاتيه ناحيته !!

اتجهت وصال رأسا إليه وباندفاع هتفت به : انت بتضحك عليا !

هب من مكانه واشار الي عشري ما أن لمح اقترابها لينصرف .... اتجه ناحيتها ولكنه لم يكد ينطق حتي باغتته بغضب : انت بتستغفلني وفاكرني مكنتش هعرف !

تلفت هادي حوله بينما لا ينكر أن جنونها جعلها لا تدرك أن جدها ودياب سيكونون هنا بأي لحظه بالاضافه إلي وجود كل هؤلاء العاملين ليقول سريعا وهو يجذب ذراعها : تعالي نتكلم بعيد عن الوكاله 

نظرت له وصال بعصبيه شديد ونزعت ذراعها من يده : اوعي كده ..كلام ايه اللي نتكلمه ..ده انا هخنقك بأيدي 

لا يفهم شيء وعن اي شيء تتحدث ولكنه كما لا يجروء عن سؤالها وهو يري جنون غضبها أيضا لا يجروء علي جعل الناس تتحدث عن وجودها معه ليقول بإصرار : اعملي فيا اللي انتي عايزاه يس تعالي بس خطوتين نتكلم بعيد عن الوكاله !

.......

.....

كورت وصال قبضتها وأخذت تتبرطم بحنق وهي تعد الخطوات التي كلما يسير هادي بضع منهم يتلفت حوله حتي يتأكد أن المكان مناسب ليتحدثون ولكن من قال إنها تحسب نفس حساباته فها هي تنفجر به بغضب بينما ترشقه بلهيب نظرات عيناها وهي تواجهه : انت متجوز تلاته !!

اتسعت عيون هادي بصدمه وبدا كمن انسكب عليه دلو ماء ليحاول أن يبحث عن شيء أو كلمه ولكن ارتباك نظراته هو كل ما حصلت عليه ولم تكن تنتظر تبرير أو اجابه بل تابعت عاصفتها : كل ده بتضحك عليا وعمال تقولي السنين والحب والعمر اللي ضاع وانت مقضيها وعامل فيها هارون الرشيدي ومتجوز تلاته ...اااه يا  كداب يا ضلالي يا خاين يا اللي مفيش كلمه توصفك 

صرخت من بين اسنانها ليتراجع هادي خطوة للخلف ولاول مره لا ينكر خوفه وبالفعل شعر بالخوف من غضبها الاهوج وخيل له انها بالفعل لو طالته ستخنقه بيدها ليقول وهو يرفع يداه امامها لتهديء : استهدي بالله بس يا دكتورة ....ايه الكلام ده خليني افهمك 

زمجرت وصال بغضب وهي تضرب يداه من أمام وجهها  : تفهمني ايه يا كداااب ....ايه اللي يتفهم غير انك كل ده كنت بتشغلني وتضحك عليا 

هز رأسه قائلا : يمين بالله ما ضحكت عليكي ...استهدي بالله وخليني افهمك 

صرخت مجددا بغيظ من بين اسنانها بينما بالكاد تمسك نفسها عن الانقضاض عليه : تاني هتقولي افهمك يا ابني متخلنيش افقد اعصابي واطبق في زماره رقبتك 

تبرطم هادي وهو يتراجع خطوه من امامها : دكتورة ايه وبلاد بره ايه دي معلمه من السوق 

زمجرت وقال بغضب : انت بتبرطم بتقول ايه 

قال هادي وهو ينظر لها : بقول اهدي ونتكلم ونتفاهم يا بنت الناس ....قولي ليا بس مين قالك الكذب ده 

ضيقت وصال عيناها واتجهت ناحيته خطوه وكأنها تتهيأ لتنقض عليه ليتراجع هادي للخلف بينما زمجرت به: كذذذب ؟! قصدك أن ماما كذابه 

تعلثم هادي : يعني مش ....مش اوي ..هي ام دياب قالت ليكي ايه بالضبط 

هدرت به وصال بعصبيه مخيفه : ملكش دعوة قالت ايه ...رد عليا متجوز تلاته ولا مش متجوز تلاته 

حك هادي ذقنه وقال بارتباك : ايه ؟! 

زمجرت وصال به وهي ترفع حاجبها : اللي سمعته ..جاوب متجوز تلاته ولا لا  !

بغيظ التفتت وصال تجاه هادي الذي قال بتعلثم ومراوغه وهو واقف امامها كالتلميذ الفاشل يدعي أن تكون إجابته صحيحه  : لا مش متجوز تلاته 

زمجرت وصال به : يعني ماما كذابه 

هز رأسه وقال بينما يبتلع ببطء : لا مش كده 

احتدت ملامح وصال وهتفت به من بين اسنانها ؛ امال ؟!

قال هادي وهو يظن بأنه سيتجاوز تلك الزاويه التي حشرته بها : مطلقهم 

رفعت وصال حاجبها بغيظ بينما لا يفرق لها تبريره فالمهم أنه تزوج ثلاثه ...!! 

: يعني انت فعلا متجوز تلاته 

بتعلثم ومراوغه وهو يحك ذقنه : 

تلاته ...!! 

الا هما تلاته ...مش فاكر 

صحت وصال اسنانها ونظرت له ساخره : ايه نسيت انت اتجوزت كام مره ؟!

هتف هادي وهو يريد أن تنشق الأرض وتبلعه : اكبر دليل أنهم مش فارقين معايا ....اقترب منها خطوة وتابع : 

قلبي مشافش راحه من بعدك ولا شوفت يوم حلو

ضيقت وصال عيناها ونظرت له متهكمه : لا تصدق صعبت عليا!!

قبل أن يستوعب هادي كانت تضربه بقوة تجاه قلبه هاتفه بسخط : وجع في قلبك ....توجع هادي بزيف من ضربتها التي بالكاد شعر بها لتقول بتشفي : احسن تستاهل !

توهجت نظراتها بالغضب الشديد بينما تتابع : ربنا ياخدك ويريحني منك 

نظر لها بعتاب : اهون عليكي 

نظرت له وصال بغضب شديد : ما انا هنت عليك تتجوز غيري مش واحده لا تلاته 

امتزجت اخر كلماتها بعتاب قلبها الذي اخفته عنه وتمسكت بغضبها وهي تلقي له نظره اخيره وتسدير لتغادر ولكنه لحق بها وتوقف امامها برجاء : عمرك ما هنتي ...اسمعيني بس ياوصال 

نظرت له بخزلان لم تستطيع منعه من نظراتها : اسمع ايه تاني 

قال هادي برجاء : تسمعي مني انا عملت كده ليه ....انا كنت ضايع من غيرك ...كنت بدور عليكي فيهم بس محدش قرب من قريب أو من بعيد حتي من مكانك في قلبي اللي محبش غيرك ....نظر لها بنفس نظرات العشق الخالص الذي يناقض كل أفعاله وبالرغم من هذا تكون نظراته صادقه : والله عمري ما عيشت يوم إلا وانا بتخيلك فيهم ....لو كنت أعرف أن السنين هتجمعنا تاني كنت استنيت زي الراهب بس غصب عني يا وصال ....اول مره اتجوزت عشان اتجرحت منك 

لامست كلماته قلبها نعم ولكنها لم تفقد السيطره عليه وبقيت متمسكه بصوت عقلها الذي وجه له السؤال بكل ثقه ويقين أن مبراراته غير كافيه : والتانيه والتالته 

غص حلق هادي بينما يشرح لها: كان نفسي اعيش مبسوط وانساكي بيها بس لقيت نفسي برضه مش بفكر الا فيكي والتالته ولا الخمسين ولا فارق معايا كنت اتجوزتها ليه وازاي...انا كنت عايش بقلبي وعقلي معاكي انتي !

تهكمت ملامح وصال بغيظ : لا والله ...تصدق يا هادي أنك بياع شاطر 

تواجهت نظراتهم لتتشبع نظراته بخوف واضح ليس منها بل من فقدانها بينما تقول بنظرات قويه : معلم بصحيح !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. الفصل جميل وخصوصا مشهد وصال وهى بتبستف هادى ههههه مسخره والله عندى احساس انهم لما يتجوزوا هنشوف كوميديا الشىء وعكسه ازاى هيتفقوا هههه ده هادى ده مصيبه لوحده يالله حلال عليه الاقتباس اللى بيشتكيها فيه لجدها 😂

    ردحذف
  2. تحفة يا رونا بهية طيبة اوى وهابلة زى ما وصال بتقول ودياب معاه حق هى لازم تتدافع عن نفسها وحقها فيه

    ردحذف
  3. احسن ياهديل تستاهل

    ردحذف
  4. فصل كوميدي بصراحه هادي ده فعلا بياع كلام

    ردحذف
  5. دينا وبهية بيلفوا فى فلك دياب باشا هادى عاوز وصال صورة من بهية بس هطلع عينه

    ردحذف
  6. الفصل جامد جدا تسلم ايدك

    ردحذف
  7. والله هادي دا عسل

    ردحذف
  8. الفصل تحفه روعه تسلم ايدكِ

    ردحذف
  9. 🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !