بساط السعاده الفصل الواحد والعشرين

0

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
هب دياب من مكانه وهو يهتف : في ايه يا امه ...مش فاهم حاجه !
قالت مهجه بلهفه بينما تضع طرحتها حول راسها : هات جدك وتعالي علي بيت خالك بسرعه يا دياب 
عقد هادي حاجبيه بينما تملك القلق منه وهو يستمع إلي نبره دياب القلقه والذي هتف سريعا : طيب يا امه انا جاي 
سأله جده بقلق : خير يا دياب 
قال دياب بقلق : قوم معايا يا جدي نشوف في ايه 
لحق هادي بهم بينما ثلاثتهم لا يعرفون شيء ليصلون بغضون دقائق الي منزل والد بهيه علوان والذي وصل قبلهم بقليل وسرعان ما فصل بين ابنته التي انقضت علي زوجته .....بكت سلوي بصوت عالي وهي تنعي خصلات شعرها التي نجحت بهيه بقص البعض منهم لتمسك بهم بحسره تبكي وتنوح وهي تهتف بزوجها : شوفت بنتك عملت فيا ايه يا علوان ....انت لازم تجيب ليا حقي 
كانت وصال تحاول تهدئه بهيه التي وقفت تلتقف أنفاسها وتنظر الي زوجه ابيها بتشفي دون أن تشعر بالندم ولو للحظه ....نظرت وصال الي سلوي باستنكار وهتفت بها : حقك ...وحق البنات الصغيرين 
اهتاجت اعصاب بهيه ما أن تذكرت بكاء اختيها الصغيرات لتحاول مجددا أن تنقض علي سلوي : ده انا هقطع ايدك اللي اتمدت علي اخواتي يا وليه انتي 
مجددا دار الشجار لتقوم سلوي صارخه : ليه فاكره ماليش راجل يقف ليا ....عاجبك يا حاج 
هتف علوان بغضب : بس منك ليها وفهموني ايه اللي حصل بدل ما انتوا ماسكين في بعض كده 
: اللي حصل زي ما انت شايف يا حاج ...بنتك اتهجمت عليا وانت لازم تجيب ليا حقي منها 
هرع دياب الي الداخل وخلفه دياب الكبير وهادي بنفس اللحظه التي كانت وصال تتولي بها الدفاع : حقك ايه اللي بتتكلمي عنه ...انتي اصلا ليكي عين 
صاح دياب الكبير بالجميع : في ايه ؟!
نقل دياب الكبير نظره بين بهيه وسلوي بينما كل منهم تتحدث بما حدث ليحمحم هادي بحرج ما أن وجد الأمر عائلي : طيب بالاذن انا يا حاج 
اوما له دياب الكبير الذي انشغل بسماع ماحدث لتنظر لهم وصال بحنق تنتظر تعقيب كما فعل دياب الكبير الذي لم يصبر لسماع شيء آخر بعد ما قالته بهيه لينظر الي ابنه بهجوم : ها سمعت يا علوان ولا اجيب البنات تسمعك عمله مراتك فيهم 
قبل أن يفتح علوان فمه كان يتابع دياب الكبير بسخط : انا هاخد بهيه واعاود البيت وهستني تيجي تقولي عملت ايه !!
طبعه حاد وفهمت سلوي أن الأمر انقلب عليها لتستدعي دموعها : انت مسمعتنيش يا حاج 
اشار لها دياب الكبير بسخط : ومش عاوز اسمع 
بكت سلوي وقالت بضعف : لا ...لازمن تسمعني يا حاج ولا اكمنها بنت ابنك هتقف في صفها بعد اللي عملته فيا 
...انا ليا أهل ولا يمكن يسكتوا علي اللي حصل وحقي هيجي ...!
تجاهل دياب الكبير كلماتها وانهي كل الجدل بنظره الي ابنه أن يتخذ هو إجراء ....أغتلت ملامح وصال وكادت أن تتحدث كما فعلت بهيه التي أرادت أن تخبر دياب بكل شيء بعد أن رأت ملامح الاستنكار باديه علي وجهه ولكن دياب الكبير لم يدع لأحد منهم اي مجال ليشير لهم أن يلحقوا به ...!
..........
....

دار دياب حول نفسه وهو يردد بعدم تصديق : 
انتي يا بهيه ....انتي تعملي كده ؟! 
توقف مكانه والتفت الي بهيه فجاه لتتراجع الي الخلف خطوه بينما يجز دياب علي أسنانه وهو يتابع بحنق : بقي انتي تعملي كده ...بهيه اللي مكنتش بسمع صوتها ....كور قبضته بغيظ وتابع : 
ده انا كنت بنكشك نكش عشان تقولي كلمه 
....انتي يا بهيه 
قالت بهيه وهي تهز كتفها بتبرير : ماهو يا اخويا 
قاطعها دياب بغيظ : تاني اخويا 
عضت علي شفتيها وقالت : قصدي 
اوما دياب بغيظ : أيوة قولي قصدك وبلاش تعصبيني زياده باخويا دي !!
قالت بهيه وهي تفرك يدها : ماهو بصراحه دمي فار ومحستش بنفسى الا وانا فوقيها والمقص في أيدي 
كور دياب قبضته بغيظ شديد هاتفا : ومن امتي بتعملي كده ولا بتتصرفي من غير ما ترجعي ليا واصلا خرجتي من البيت ازاي من غير ما تقولي ليا ....هتف بغيظ شديد متابعا : اااه منك يا بهيه ومن غلطاتك اللي كترت 
ايه اللي جرالك 
ضيق عيناه بغيظ شديد وتابع : هي....هي مفيش غيرها ..! 
نظرت له بهيه بتوجس قبل أن تقول سريعا بدفاع 
: وهي وصال بس ذنبها ايه !
رفع حاجبه بحنق : ذنبها ...!!
ده كل الذنب ذنبها ...هي اللي فضلت تملي دماغك وخلتك تخربشي كده بعد ما كنتي قطه مغمضه 
قالت بهيه بدفاع : مظلومه وملهاش اي يد 
قال دياب بخبث : ولما هي مظلومه عرفتي منين اني بتكلم عنها !!
هزت بهيه كتفها قائله : ماهو يعني باينه 
هز رأسه بغيظ : حدقه اوي بقيتي كمان ......ضيق عيناه وتابع بوعيد : ماشي يا بهيه 
وماشي يا وصال !! 
ده انا هروح لهادي اخليه يكتب عليها النهارده قبل بكره !
رفع حاجبه حينما تفاجيء ببهيه تهتف بحزن متنهده : اهو خلاص كلها كام يوم ويكتب عليها ....والله هتقطعي بيا يا وصال 
نظر لها دياب بغيظ وزمجر من بين أسنانه : وتقطع بيكي ليه ماهي نطحت عليكي وبقيتي نسخه منها ...مجددا هتف بعدم استيعاب : انتي يا بهيه تعملي كده !!
داعب المكر نظرات بهيه لأول مره بينما تقول ببراءه مصطنعه : الله بقي يا دياب مش بدافع عن اخواتي ولا كنت يعني اسكت 
اوما دياب بوعيد مبطن : لا وتستكتي ازاي ما هي علمتك متسكتيش ابدا ...ماشي يا بهيه !!
افلتت مشاكسه من لسان بهيه التي أرادت أن تراضيه : ماشي رايح فين يا دياب !!
التفت لها دياب رافع حاجبه وهو يكاد يكون غيظا : انتي كمان بتهزري 
اومات بهيه بابتسامه صافيه : أيوة بهزر ....ازدادت ضحكتها الشريرة وهي تتابع : اصلا انا مبسوطه باللي عملته ولو مكنتش عملت كده مكنتش هرتاح ...ومن هنا ورايح اللي هيدوس ليا علي طرف هاكله بسناني !!

..........
...
أراد هادي الاطمئنان علي وصال واستحي أن يسأل جدها أو أخيها عما حدث ليتصل بها وليته لم يفعل بينما كان وجهها كجمره ملتهبه بالغضب الذي أرادت أن تفرغه وهاهو هادي امامها 
لينظر إليها ويسألها بقليل من الاستنكار : ايه يا بوي اللي حصل ....مالك ومال مرات خالك ؟! 
هتفت وصال بسخط ممزوج بالسخرية : اي واحده فيهم
عقدت يدها حول صدرها وتابعت بسخط شديد : اللي عرفته أنه متجوز بدل الواحده خمسه ولا سته 
كورت قبضتها وتابعت بهجوم تفرغ به شحنه غضبها : كل كام شهر يتجوز واحده وياريته بيعرف يختار الا جاب واحده زي دي قصت شعر بناته ولما نشوف هيعمل ايه ...ايه اصلا اللي بيعمله ولا اللي بتعملوه !! 
وكزته بكتفه بغضب : ها ..رد عليا ..انت مش متجوز تلاته انت كمان 
بنفس موضع الاتهام كان هادي يقول ببراءه : الله وانا مالي ياوصال .....هو كل ما واحد يتجوز علي مراته تيجي فوق دماغي انا 
كورت وصال قبضتها بغيظ : اعمل ايه ماهو كل ما اشوف واحد في البلد دي الاقيه متجوز واحده واتنين وتلاته وده يشعلل ناري منك.... ما انت زيهم !
دارت حول نفسها بغيظ وتابعت : 
ايه يا ربي البلد اللي مشوفتش فيها واحد متجوز واحده بس 
قال هادي بدفاع : وليه الظلم ماهو قدامك جدك 
التفتت له بغيظ ليتابع : وابويا الله يرحمه وعمي ...تراجع سريعا : لا عمي نعمان اتجوز علي مراته 
رفع اصبعه وتابع بتوضيح محبب : لا لا اتجوز بعد ما مامراته ماتت ...يعني اهو في رجاله مش متجوزه الا واحده 
غطت عليه براءته بينما يتابع : وانا 
زمجرت وصال بغيظ : انت ايه ؟! 
قال ببراءه : انا والله نسيت اني اتجوزت قبلك اصلا
غمز لها بشقاوة وتابع : تقدري تعتبريني البكر الرشيد
انحنت وصال سريعا الي الأرض تلتقط اول حجر يصادفها ورفعت به يدها ناحيته مزمجره : ده انا اللي هفقد رشدي معاك وافتح دماغك يا جوز التلاته !!
ضحك هادي لتغتل ملامح وصال أكثر وسرعان ما تهتف به بتحذير : بقولك انا العفاريت بتتنطنط قدام وشي 
قال هادي برفق : طيب استهدي بالله يا ست الكل ومشي العفاريت وبكفايه تنطيط وقولي ليا ايه اللي معصبك اوي كده ....ده الوليه اخدت نايبها تالت ومتلت 
قالت وصال بحنق : تستاهل وياريت بهيه كانت كملت علي باقي شعرها .... ليه تعمل كده في بنات صغيرة !

...........
....
استند دياب الكبير الي عصاه الابنوسيه بينما دخل علوان الي المنزل وهو ينادي : بسمه ...بت يا بسمه 
اشار له دياب الكبير : مالك ومال البنات 
قال علوان بدفاع : بلاش اطمن علي بناتي يابوي
هز دياب الكبير رأسه قائلا : مالكش صالح بيهم الا لما اعرف عملت ايه مع قليله الربايه 
قال علوان بعنفوان: هكون عملت ايه يا بوي. .... طلقتها ورجعتها بيت ابوها 
رفع حاجبه وتابع باحتدام : ولا فاكرني عاد هرضي حد يجي علي واحده بناتي 
تنهد دياب الكبير بثقه بينما عرف أن ابنه لن يمرر شيء كهذا ولكنه رفض أن يخبره بتقديره لتلتوي شفتاه بالسخريه : اهو طلقتها زي اللي قبلها وكلها كام يوم وتدخل علينا بواحده جديده ...مش كده !!
انتفخ وجه علوان بالضيق من تأنيب أبيه المعتاد والذي تابع بسخط : احترم شيبتك يا علوان وبزياده دلع ومرقعه مع الحريم وشوف حالنا ومالنا ....تهكم وتابع قاصدا جرح ابنه : يمكن وقتها تعرف تقعد مكان الكبير 
تهكم علوان بمراره : الكبير ماهو انت من زمان حطيته مكانك يا بوي ....دياب الصغير هو خليفتك ولا تاني هنعيد في القديم 
اوما دياب الكبير بثقه : القديم هو الجديد يا علوان ودياب اللي بتقول عليه الصغير من و هو عيل شايل الشغل وشرب مني كل حاجه وانت اللي رايح تدور ورا الحريم 
هتف علوان بسخط : بزياده عاد يا بوي ...خلصنا انا ولا عاوز ابقي كبير ولا صغير ....التفت حوله وتعالي صوته ينادي ابنتاه لياخذهم معه ويغادر كما يفعل دوما متهربا من الوقوف أمام أبيه ! 
...........
....
بقي يومان هذا هو كل ما كان يسيطر علي عقل وصال التي كلما اقترب الوقت كلما شعرت بالخوف .... خوف من حياه جديده بكل شيء بها ...مازالت لم تستوعب ما حولها باختلاف الشخصيات والاراء والتفكير ولكن ما يطمئنها أنها بوسط كل هذا الاختلاف وجدت من يفهمها وهو وحده ليس أحد سواه ....! 

اشار دياب الكبير الي وصال التي جاءت الي مكتبه بعد أن أرسل والدتها إليها : تعالي يا عروستنا اقعدي مع جدك شويه خليه يشبع منك قبل ما تروحي بيت هادي 
جلست وصال وهي تبتسم له بينما قال باهتمام هكذا فسرته في البدايه : ها يا غاليه جاهزة 
غلب الحنين قلب وصال بينما كانت بحاجه الي ابيها ولاهتمامه كما يفعل جدها لتقول بشجن بينما بدأ قلبها يستشعر غربه اقترابها من حياه جديده : مش اوي يا جدي 
رفع دياب الكبير حاجبه وقال برفق : ناقصك ايه يا غاليه ....حالا ابعت امك وبهيه يجيبوا كل اللي ناقصك ولو نجمه من السما 
ابتسمت له وصال وتنهدت بينما تراجعت عن التحدث بما لن يفهمه جدها من مشاعر تجتاح قلبها مثل اي انسان ذاهب الي حياه جديده لتقول بامتنان : لا ياجدي مش ناقصني حاجه الحمد لله 
قال دياب باستفهام : امال ايه يا وصال ؟!
قالت وصال بشرح وخجل : هو بس ...بس يعني مستغربه من حياه جديده داخله فيها وكمان اكيد هفتقد ماما ودياب وبهيه وحضرتك والبيت كله 
لم يفهم بأمور المشاعر تلك ليقول بتجاوز : بكره تتعودي ...اهو الدنيا علي ده الحال واحنا عيلتك وجنبك متخافيش 
قام من امامها وعاد ليجلس الي مقعده بينما يقول وهو يخرج بعض الأوراق من الدرج أمامه متابعا : وعشان جدك جنبك واول واحد بيراعي مصالحك خدي امضي ليا علي الورق ده 
تحركت دقات قلب وصال بقليل من السرعه بينما تنقل عيناها بين جدها وبين تلك الأوراق التي كانت بدايتها كلمه كبيرة توسطت السطور ( توكيل عام )
حمحمت وصال بينما لاحظ دياب الكبير أنها تقرء ما هو مكتوب ليقول بقليل من الاستنكار : بتقري ورا جدك يا وصال عاد !!
هزت وصال راسها وقالت بتهذيب : لا يا جدي انا بس بفهم ايه ده 
تراجع دياب باريحيه الي مقعده قائلا : توكيل عشان ادور ليكي مصالح ارضك ( الجنينه اللي هادي كتبها ليكي ) واللي انا طلبتهالك منه عشان عاوزك تكوني صاحبه ارض وملك 
بالطبع موقف وصال لا تحسد عليه وخاصه أنها لا تريد أن يكون هناك أي ضغينه بينها وبين جدها وقد تبقي يومان وتغادر المنزل لتحاول أن تختار كلماتها بعد تلك القصيده التي ألقاها جدها علي مسامعها 
لتقول وهي تستجمع شجاعتها : هو مش هادي ساب الأرض ...ليه توكيل ؟!
احتدمت نظرات دياب الكبير بينما لم يتوقع أن تخالفه أو تجادله ...!!
قال دياب الكبير بعد أن حك ذقنه : عشان اراعيها ليكي ولا فاكره الأرض مش لازمها مراعيه وحد يكون واقف عليها ...ارضك هتبقي جنب ارضي اللي براعيها انا واخوكي وكل سنه هحط ريعها ليكي في البنك ولو معندكيش حساب اخلي اخوكي يفتح ليكي .....
كده عداني العيب ولا لا ...
نظر إلي نظراتها المتوجسه وتابع : ايه يا وصال فاكره اني طمعان فيها 
قالت وصال بتهذيب :  طبعا يا لا يا جدي العفو ....كل الموضوع .....
نظر لها دياب بانتظار السبب لتحمحم وصال وهي تتابع  بينما تبعد الخجل عنها وتتحدث مباشره :  الموضوع اني بعد اذنك اصلا مكنتش حابه موضوع الأرض ده 
قال دياب الكبير باستنكار : عاوزة تدخلي من غير مهر ....احتدمت نبرته وهو يتابع : ليييه يا بتي انتي ناسيه انتي حفيده مين 
قالت وصال برفق :  
اسمعني بس يا جدي لو سمحت ...انا مكنتش حابه اخد ارض وعلي كلامك انا لا بفهم ولا هفهم فيها فهاخدها ليه ومش هكذب علي حضرتك اصلا انا حاولت ارجع الأرض دي لهادي !!
تغيرت ملامح دياب واتسعت عيناه مزمجرا :  انتي بتقولي ايه 
قالت وصال بشجاعه : بقول لحضرتك اني مكنتش عاوزة الأرض وحاولت ارجعها لصاحبها وهو مرضاش وعشان كده الأرض مش فارقه معايا وهي كده كده تحت ايد حضرتك أو هادي معرفش مين بيباشرها منكم وعشان كده مفيش داعي لتوكيل او غيره 
ضيق دياب عيناه بسخط : مش فاهم 
قالت وصال وهي تخفض عيناها خجلا من هذا الموقف : يعني هو ايه لازمه التوكيل طالما الأرض كده كده تحت ايدكم وانا مطلبتهاش 
قال دياب الكبير : بضمن ليكي حقك وبحفظها ليكي من الزمن ....نظر لها وتابع بسخط :  ادي انتي قولتي انك كنتي عاوزة ترجعيها لهادي افرضي جه في يوم طلبها منك ولا غصب عليكي واخدها وقتها يبقي ضيعتي حقك 
قالت وصال بسؤال بديهي : يعني حضرتك مش واثق أن هادي هيخاف علي حقوقي 
صمت دياب لتقول وهي تزجره بالزاويه : طيب وافقت ليه تجوزني له طالما حضرتك مش واثق فيه ولا انه أهل لثقتي فيه 
قال دياب وهو يهز رأسه بينما افحمته بحديثها العقلاني : انا مقولتش كده .... انا بقول ياعالم الزمن مخبي ايه والنفوس بتتغير
اجاب علي نفسه لتأخذ وصال إجابته وتقتبس منها : طالما حضرتك بتقول النفوس بتتغير مع الزمن يبقي حاجتي تبقي معايا احسن ! 
افحمت دياب الذي قال بغيظ أخفاه خلف هدوءه : وماله حقك يابنت بنتي ....بس لما الأرض تبور متبقيش تزعلي 
قالت وصال بحياديه وهي تتهرب من هذا الموقف : أن شاء الله مش هتبور وكلكم موجودين حضرتك ودياب وهادي 
تركته واستاذنت ليجلس دياب الكبير مكانه بغضب للحظات قبل أن ينادي علي أخيها ....قصدت أن تستمع الي الحديث الذي دار بين أخيها وجدها ربما لتثبت لنفسها أنها محقه في رفضها لما قاله جدها .. !
: يعني ايه ياجدي ؟!
هتف دياب الكبير بسخط : هو انت جاي تسأل ...انت انفذ اللي بقوله ....اختك لازمن تعمل توكيل ليك عن الأرض
هتف بسخط وتابع : مش مستأمناني 
هز دياب رأسه : لا طبعا يا جدي ...وصال متقصدش انت بس عارفها حمقيه شويه وعلي كلامها هي مطلبتش الأرض والمبايعه والعقد معاك يبقي لازمته ايه التوكيل 
سخر دياب الكبير من حفيده : العقد والمبايعه باسمها وبكره لما هادي يتجوزها يطلبها منها واختك تديهاله 
زم دياب شفتيه بحنق : وصال مش هتفرط في حقها 
هتف دياب باحتدام : ماهي مش شايفه الأرض حقها وفقريه زي ابوها !
زمت وصال شفتيها بينما تستمع الي جدها الذي تابع الضغط علي أخيها : انت لازمن تخليها تعمل التوكيل واياك تنسي أن الجنينه دي هتخلينا ناخد سوق الموالح كله لحسابنا بدل ما هادي مشاركنا فيه وبرضه اياك تفكر اني طمعان في ريع الأرض لا يابوي حق اختك هتاخده كل محصول انا بس احب ابقي الكبير في كل حاجه !

........
...
نظر هادي الي وصال بعدم فهم لثورتها التي ذهبت إليه بها بعد سماعها عن خطط جدها 
: يعني ايه ؟!
قالت وصال بإصرار : يعني تاخدني الشهر العقاري اعمل ليك توكيل تدير الأرض دي ...دي ارضك وانا اصلا مش عاوزاها ...ديرها انت يا هادي وانا واثقه فيك 
خفض هادي عيناه وقال بتوجس : بس كده الحاج دياب هيزعل !
نظرت له وصال بحده !!!
يزعل من ايه هو انت ادتني انا الأرض ولا هو 
قال هادي برفق : ليكي ياوصال بس افهمي يا حبيبتي 
داعبت الحمره وجهها بينما تابع هادي بحنان :  اه ده مهرك يا وصال .... بس خلينا نتكلم في الواقع أن المهر لاهل البنت وهنا حتي الورث البنات مش بتاخده وبيفضل  لابوها أو  لاخوها أو عيلتها هما يتصرفوا فيه ... فهماني يا امي 
برفق يحاول أن يخبرها أن ثورتها لا محل لها ولن تغير شيء وخطط دياب من وجهه نظرها شيء يعرفه جيدا وسمح به ما أن أعطاها الأرض ولكن وصال لا تفهم شيء كهذا لتهتف به بعصبيه : 
لا مفهمش انا الكلام الغريب ده ...ازاي يعني ... نظرت له بسخط وتابعت :يعني انت الأرض دي ادتها لجدي بقي مش ليا ! 
يعني كلامي كان صح لما قولت بيعه وشروه !!
هز هادي رأسه سريعا قائلا بينما أخذ قرار الا يدخل معها في جدل سيخسره لا محاله : لا لا يا ستي وعلي ايه قولي اللي يريحك 
هتفت وصال بإصرار : قولتلك انا اصلا مش عاوزة الأرض بس لو انت مصمم وفعلا هعتبرها مهري وليا يبقي مش هديها لجدي 
وانت اللي تباشرها وتشوفها 
اوما لها دون جدال : حاضر اللي تشوفيه 
نظرت له بصفاء بينما نفذ طلبها لتنصرف راضيه ولكنه لم يكن راضي ابدا عما انتواه !! 
نظر هادي في أثرها بينما يقول لنفسه بتأنيب :  ليه انتي كويسه اوي زياده عن اللزوم في كل حاجه.... ليه بتصعبيها عليا وتوريني اد ايه اني مستهلش ضفرك 
بس بحبك وعمري ما اتمنيت غيرك وكل اللي بعمله عشان تكوني ليا !!
وهاهو اليوم التالي مر وزينت الانوار البلد بأكملها وتعالت اصوات الطبل والزمر هنا وهناك .... !
هتفت حميده بشماته بينما تنزل الدرج وتسبقها اصوات اساورها الذهبيه التي تصدر ضجيج وقد زينت كلتا يداها 
: ايه يا ام الواد مش جايه معايا حنه ضرتك !!
ابتلعت احسان بكمد وقالت وهي ترسم ابتسامه بارده :  كان بودي اجي يا امه بس الواد تاعبني شويه 
ضحكت حميده بغل بينما تدري ان الكيد يأكل احسان مهما ابدت العكس : الف سلامه .... اروح انا بقي حنه مرات ابني الجديده وهبقي اجيبلك تحني ايدك ورجلك ....!
أزاحت احسان قناع البرود ما أن خرجت حميده لتجذب خصلات شعرها بعنف وهي تتوعد أن القادم لها هي وحدها وان تلك الزيجه مكسب لها وليست خساره ابدا كما تظن حميده التي سرعان ما اتجهت الي غرفتها ومدت يدها الي الخزانه حيث تضع حميده المال دون أن تعده في أحد الإدراج لتسحب منه البعض وتتجه الي غرفتها تسحب طرحتها تضعها حول راسها ثم تخرج وهي تتسلل علي أطراف أصابعها !!
.......
...
انطلقت بضع اعيره ناريه بجوار دياب الكبير الذي رفع يده يحي الناس الذين أخذوا يباركون له وهو يخطو الي وكالته ...!
تعالي صوته يرحب بهادي : تعالي يا عريس 
دخل هادي الذي بداخله يؤخر خطوه ويقدم أخري يفكر بتلك الخطوه التي توجب أن يقدم عليها 
نظر دياب الكبير الي تلك الورقه بدهشه : ايه ده ؟!
قال هادي بشرح : توكيل يا حاج عشان الأرض 
عقد دياب الكبير حاجبيه بعدم فهم : مش فاهم 
قال هادي بتبرير : وصال صغيرة وحقانيه بزياده جت وعملت ليا توكيل وانا جاي اردهولك ..... الأرض ليك زي ما انا اديتك كلمتي وانا عارف انك هتحافظ علي أرض وصال اكتر مني كمان 
بالطبع اقتص جزء ان وصال أخبرته بطلب جدها 
ازدادت عبده جبين دياب بينما خشي أن تكون وصال أخبرت هادي بما دار بينهم : هي قالت ليك ايه ؟!
قال هادي سريعا : ولا حاجه يا حاج 
زي ما قولتلك كانت مصممه ترجع الارض ومعرفش ايه طلع في دماغها التوكيل وانا مرضتش اعارضها ....وعشان كده عملت ليك توكيل تدير انت الأرض دي 
لمعت عيون دياب الكبير بالرضي عن هادي الذي ظن أنه اذكي منه يحركه وفقا لما يريد وهاهو يقدم فروض الولاء له حتي دون أن يطلبها ولكنه قال بتمنع زائف : مش فارقه انا وانت واحد 
اوما هادي قائلا : طبعا يا حاج 
اهو دياب اخوها ياخد باله من أرضها جنب أراضه والموضوع يفضل بينا 
اوما دياب الكبير وهو ياخذ التوكيل ويضعه في الخزانه خلفه : معلوم 
شدد هادي علي دياب الكبير :  بس بيني وبينك الموضوع ده يا حاج وبلاش وصال تعرف عنه حاجه 
: متقلقش يا ولدي 
انتهي الأمر البسيط واتي الأمر الذي هو أساس لتلك الخطوه التي أراد بها أن يكسب دياب الكبير لجانبه : حاج دياب 
نظر له دياب الكبير ليحمحم هادي قائلا : انا متعشم فيك 
: خير يا ولدي 
قال هادي بمقدمات : انت بتعتبرني زي دياب  
وانا في سر تقيل اوي فوق صدري 
قال دياب الكبير بتشجيع : 
قول يا ولدي وغوشتني !! 
أفاض هادي بسره الثقيل لتتسع عيون دياب بصدمه ويهب واقفا :  بتقول ايه .... انت جاي تقول الكلام ده دلوقتي !! جاي تقولي كده  والنور اتعلق والبيت اتفرش والحنه قايمه في البلد وبكره المأذون هيكتب الكتاب  
ابتلع هادي بثقل وحاول أن يبرر موقفه أمام دياب الذي شعر وكأن الأرض تدور به !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 
ايه رايكم و توقعاتكم 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !