بساط السعاده الفصل الثالث والعشرين

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


وكانت النتيجه متوقعه فهاهي اعصاب دياب افلتت من عقالها دون إرادته فقد تكالبت عليه كلماتها المعارضه بتلك الطريقة لأول مره بالاضافه الي ضيق صدره الذي جاش بهم أخته ....شهقت بهيه بهلع حينما امسك ذراعها بقوة ونظر لها نظره مرعبه اخافتها وهو يسألها : انتي ازاي تتجرأي وتقفي قدامي تقولي الكلام ده ....!! 

خانته يده ليرفعها عاليا كما رفعت بهيه عيناها بعدم تصديق أنه ولاول مره يرفع يداه عليها ..!

لا يستطيع السيطره علي أعصابه ولكنها تستطيع السيطره علي قلبه الذي اوجعته نظره الخوف التي انبثقت من عيونها تجاهه ليزم شفتيه بحنق شديد ويترك ذراعها مزمجرا : اخفي من قدامي يا بهيه بدل ما اعمل حاجه انا مش عاوزها !

تعالت انفاس بهيه بصدرها ونظرت إليه بعتاب شديد قبل أن تسبقها دموعها وهي تخرج بخطوات مسرعه من الغرفه !

شهقت دنيا بينما كادت بهيه تصطدم بها لتقول : الله حاسبي يا ابله بهيه !

لم تقل بهيه شيء بل أسرعت الي الأسفل لتلمح دنيا دموعها وعلي الفور ترتسم ابتسامه شامته علي شفتيها 

وهي تتبعها علي أطراف أصابعها لتعرف ما حدث 

مسحت بهيه دموعها بظهر يدها ما أن رأتها مهجه التي سالتها بانزعاج : مالك يا بهيه بتبكي ليه ؟! 

بشهقات متتاليه أخبرتها بهيه بما حدث والذي ختمته بأسي شديد: اول مره يا امه يرفع أيده عليا ....ازداد بكاءها وهي تتابع : اه مضربنيش بس ...بس ....

تنهدت مهجه قائله : بس ايه يا بهيه ....غلطان وانتي كمان غلطانه 

مسحت بهيه دموعها بظهر يدها ولأول مره تجد لسانها ينطق بشيء كهذا بعنفوان جديد عليها : انا معادش ليا قعاد في البيت ده ...انا رايحه بيت أبويا 

اخذت مهجه يد بهيه واجلستها وهي تقول بعتاب هاديء : اول مره تقوليها يا بهيه 

قالت بهيه بأسي : وهو اول مره يرفع أيده عليا يا امه 

اومات مهجه واعادت كلماتها : قولتلك غلطان وانتي كمان 

غلطانه.....صح ولا لا يا بهيه 

قالت بهيه بشتات امتزج مع بكاءها : وانا عملت ايه يا امه ؟!

قالت مهجه برفق : عملتي نفسك واحده غير نفسك 

نظرت بهيه الي مهجه التي تابعت بعقلانيه : هو انتي وصال يا بهيه ....؟! هو انتي عمرك شوفتي عندنا واحده بتقف وتقول حقي وشغلي واصلا ايه اللي طلعها في 

راسك ....قبل أن تقول بهيه شيء كانت مهجه تتابع : بالنسبه لوصال اللي بتعمليه غريب بس لاهل البلد حاجه كلهم بيعملوها والكل هيقول دياب مش مكفي مراته وطالعه تشتغل 

هزت بهيه راسها لتوقفها مهجه : أيوة يا بهيه وانتي عارفه كده .... حتي لو انتي عاوزة كده يبقي بالعقل والسياسه إنما مش تقفي قصاده ماهو له حق يا بهيه وانا حذرتك متمشيش زي البهيمه ورا اي كلمه وتشوفي تنفعك ولا لا .....وضعت مهجه يدها علي يد بهيه وتابعت وهي وتتنهد : يا بهيه انا لما اتجوزت مهاب طلعت من توبي بس توبي فضل لابسني و معرفتش وفي الاخر ولا انا حصلت مرات الدكتور اللي عاشت في دنيته ولا فضلت مهجه بنت المعلم دياب ....كنت معاه اسمع كلامه عن الدنيا الجديده اللي لازم ابقي شبهها بس جوايا محبتش الدنيا دي ومفهمتهاش وفضلت بين دي ودي ومبقتش مبسوطه ....مفهمتش أن عندهم المدرسه اهم من الدهب اللي كنت عاوزاه منه ومفهمتش كلامه أنه دكتور مش لازم يجيب فلوس عشان عيشت عمري كله اشوف ابويا بيجيب فلوس وان الراجل لازم يجيب فلوس 

غص حلق مهجه لتوقف حديثها وتنظر الي بهيه متنهده : خلاصه القول يا بهيه شوفي اللي يبسطك واعمليه مش لازم يكون كلام حد 

تعكرت ملامح وصال التي استمعت الي حديث والدتها العقلاني وايقنت أنها دون أن تقصد تسببت بهذا الشتات لبهيه لذا شعرت بالذنب أنها كانت السبب بحدوث تلك المشكله بين دياب وبهيه التي اوجعت دموعها قلبها بينما كانت تكاد تطير من الفرحه والحماس قبل قليل والان تبكي بحرقه بينما انفجر بها دياب وافرغ بها غضبه الذي لا يعلمون عن سببه شيء ..... 

: يلا قومي اغسلي وشك واطلعي راضيه 

قالت بهيه ببكاء : انا اللي ارضيه يا امه بعد اللي قاله ليا ....ده بهدلني يا امه 

قالت مهجه وهي تربت علي كتف بهيه : متقوليش كده يا بهيه هو بس انتي عشان رديتي عليه واول مره تقفي قدامه 

لم يخفي علي وصال نظرات العتاب بعيون والدتها بينما اتجهت إليهم لتقول والدتها بمغزي تشرح لبهيه خطأها وايضا تلفت نظر وصال الي خطاها بينما كان عليها أن تجعل بهيه تفهم الفارق 

: هو برضه يا بهيه دياب هيقف ساكت وانتي واقفه تقولي له حقي ومعرفش ايه .....اول مره تعمليها واول مره تقولي رايحه بيت ابوكي .....ما طول عمركم بتتخانقوا ....ليه يا بنتي تحربي علي خراب بيتك ؟!

لم تغير وصال موقفها ولكنها تحدثت بحياديه فبهيه بالفعل لم تختار الأسلوب الصحيح لطلب حقها والذي يناسب تفكير زوجها لتزداد بداخلها عقده الذنب وتفكر عل بالفعل أخطأت في حديثها مع بهيه ....حتي وان لم تخطيء إلا أنها تسببت في مشكله وهي لا تريد هذا لذا تركت مهمه تهدئه بهيه لوالدتها واتجهت الي غرفه أخيها .....!

فرك دياب وجهه وهو يحاول التحكم في غضبه حينما طرقت وصال الباب قائله : دياب ممكن ادخل ؟!

: تعالي يا وصال 

دخلت وصال وهي ترسم ابتسامه هادئه علي شفتيها قائله برفق : ينفع كده يا دياب تزعل بهيه ...انت مش عارف هي بتحبك اد ايه ! 

تأهبت ملامح دياب لتقول وصال سريعا: عارفه هتقول ايه وقبل اي حاجه انا جايه اقولك انا اسفه لو كلامي عمل بينكم مشكله ....تنهدت وصال وتابعت بعد ان فتح حديث والدتها عيونها عن هذا الفارق : دياب انا حبيت بهيه زي اختي وصاحبتي وربنا عالم أن مش قصدي مشاكل واني كنت بس بنصحها ....ابتسمت وتابعت ببساطه : بس خلاص يا سيدي مش هعمل كده تاني المهم مش عاوزة احس بالذنب اني عملت بينكم مشكله 

طالت نظرات دياب الي قلب أخته الابيض وسأل نفسه من منهم عليه أن يشعر بالذنب هي ام هو وهو يتركها تقع بهذا الفخ ....! 

ظنت وصال أن صمت أخيها ونظراته هي عتاب لتتابع : انا كل اللي فكرت فيه أن بهيه لو عملت شغل صغير خاص بيها هتتشغل ونفسيتها هتبقي كويسه... ده كان قصدي وبس 

هي جايز اختارت اسلوب أو كلام ضايقك بس انت ممكن تديها عذر أنها متعرفش تتعامل وانت تعلمها 

ربتت علي كتف أخيها الذي أحرقته لمستها وزادت من نيران الذنب داخله 

قالت وصال برجاء : انا نفسي تكونوا مبسوطين مع بعض 

ابتسمت له وتابعت بمشاكسه مرحه : خليها عليك بقي وتعالي معايا صالحها 

نظر إلي يد أخته التي أمسكت بيده وهي تقول بمرح : يلا بقي عشان خاطري ....انت عارف انها بتحبك ومش قصدها 

عقدت حاجبيها ومثلت الشر بمرح وهي تتابع : انا الشريرة اللي سمعت كلامي ...!! 

افلتت ضحكه دياب وهو رأسه قائلا يشاكسها : و ايه اللي جرالك دلوقتي رجعتي عن شرك ليه 

ضحكت وصال وقالت ببراءه : 

متغيرتش بس في النقطه دي انت عندك حق هي مكانش ينفع تتكلم كده وكان لازم توصل كلامها بأسلوب انتوا عارفين بعض بيه ...نظرت إلي أخيها وتابعت : 

بس برضه انت كمان غلطان وكنت براحه عليها 

احتضنت ذراعه بيدها بينما غلبها الحنين وشعور أنها ستفارقهم الي منزل وحياه جديده : 

انت اخويا الوحيد وكل حاجه ليا في الدنيا 

وبعدين ده اخر يوم ليا معاكم ينفع يعدي بخناقه ...

عشان خاطري بلاش تسيبها زعلانه 

لتزيد من إقناعه تابعت : وبعدين هو مثلا لو هادي زعلتي مش هتتدخل وتخليه يصالحني حتي لو انا غلطانه 

ضغطت علي وريده لتخرج نبرته حاده وهو يهتف بعنفوان : انا اقطع خبره من الدنيا لو زعلك 

ضحكت وصال قائله : هوب هوب يا ديبو انا بقول مثلا ....!

تنهدت بسعاده وتابعت بغرور محبب: هو يقدر يزعلني 

سار دياب منساق الي يد وصال التي تأخذه الي بهيه وعيناه لا تفارق النظر إليها وكم صعب حديثها معه موقفه أكثر ...ليس بالهين ابدا ان يكسر قلبها ولا بالهين أن يتركها مخدوعه لتنفلت من صدره زفره ضائقه من قله حيلته !!

........


ربتت مهجه علي يد بهيه قائله : فهمتي يا بهيه كلامي ....

انتي اكتر واحده عارفه طبع جوزك يبقي حتي لو حد شار عليكي شوره تشوفي تنفع ولا لا 

ماشي يا بتي حتي لو عندك حق يبقي تقولي له بالحسني مش مره واحده تناطحي فيه 

توقف دياب خلفهم لتدير مهجه راسها تجاهه وتجاه وصال التي أسرعت تقول لبهيه : ديبو مقدرش علي زعلك و جاي يصالحك 

تلاقت نظرات دياب بعيون بهيه التي نظرت له بعتاب لتتركهم مهجه ووصال وينسحبوا تاركين لهم المجال !

...........

....

نظرت حميده الي احسان التي جلست الي طاوله المطبخ تأكل بنهم لتتهكم عليها : يااختي بتاكلي وكأنه اخر زادك ....جايلك نفس تأكلي كمان ! 

غص حلق احسان والتفتت الي حميده وخانتها مشاعرها 

وهي تقول : عاوزة مني ايه يا امه ...حتي اللقمه كمان مستكتراها عليا ...اقوم أولع في نفسي عشان ترتاحي 

لم تهتز شعره من جبروت حميده التي هتفت بها ببرود : نفسك وانتي حره فيها إنما حفيدي لا 

عادت احسان لتضع الطعام في فمها متشدقه : يبقي لأجل حفيدك سيبني في حالي اطفح وكفايه تبكتي فيا بسبب جوازه ابنك عليا 

قالت حميده بكيد : ههههه ابني مطلقك يا سنيورة مش هيتجوز عليكي 

علي الدم بعروق احسان وهبت واقفه : وبعدها لك يا امه 

اتسعت عيون حميده وهتفت بها : بت انتي ...هتعلي صوتك قدامي 

خفضت احسان راسها وقالت بوهن : العفو يا امه انا بس فاض بيا ... هو انا يعني كنت اعمل ايه !

لوت حميده شفتيها وهتفت ببرود : خلاص يا اختي فات أوان العمايل ...الفرح بكره !

تركتها وغادرت ليحتقن وجه احسان بالغل وهي تهتف بسرها : مفاتش الاوان ..ده بكره هو أوان العمايل ! 

.........

...

قال دياب بعتاب : عاوزة تروحي بيت ابوكي وتسبيني يا بهيه 

صمتت بهيه وخفضت عيناها عن عتاب نظراته ليمسك دياب بيدها ويقول بحنان : هو انتي مش عارفه أن ماليش غيرك ....

قالت بهيه بأسي : وانا كمان ماليش غيرك بس انت اول مره ترفع ايدك عليا 

تنهد دياب وقال بتبرير : غصب عني يا بهيه اتعصبت .. انا جاي من برا وربنا العالم بيا وانتي وقفتي قدامي تناطحي فيا .....نظر إليها بعتاب وتابع : طول عمرك الصدر الحنين اللي بتحسي بيا ايه اللي جرالك 

احتضنته بهيه بسماحه قائله : حقك عليا يا اخويا 

شاكسها دياب وهو يغمز لها : تاني اخويا !

ضحكت بهيه ليميل يقبل راسها باعتذار : حقك عليا متزعليش 

افلتت منه تنهيده وتابع : يعدي بس اليومين دول وربنا يفرجها عليا ونبقي نتكلم في اللي انتي عايزاه 

نظرت له بهيه بقلق : خير يا دياب مالك ....شايل الهم ليه !

ابتلع دياب ببطء وسأل نفسه هل يتحدث لعل ضيق صدره بهديء ؟! 

.....

.......

نظرت حميده الي جلسه ابنها الذي بدي مهموم وكأن هموم العالم فوق كتفيه ....انتصف الليل وهو لا يبارح جلسته بالحديقه بينما عيون حميده كل بضع لحظات تخرج لتتطلع إليه من الشرفه وقد احتارت في أمره ....!!

وكالعادة لسانها سليط ليرفع هادي رأسه حينما أتاه صوتها من خلفه : بتراجع نفسك مش كده ؟!

تنهد هادي بضيق هاتفا : 

امه بالله عليكي انا مش رايق لكلامك ده 

تهكمت حميده بجفاء : وايه اللي مش مروقك ....مش هتتجوز ست الحسن ايه اللي قل روقانك 

نظر لها هادي بقله حيله وتركها وخرج بغضب بينما يفكر كيف يخرج من تلك المصيده التي نصبها له دياب الكبير مستغل الموقف ..!

..........

...

كان النهار قد بدء يضيء السماء حينما وجد هادي نفسه اسفل تلك العماره الكبيرة ليخرج هاتفه وينتظر قليلا حتي اتاه صوت هذا الرجل الذي استيقظ علي رنين الهاتف : معلم هادي 

حمحم هادي قائلا : أيوة يا استاذ عبد الحميد 

: صباح الخير يا معلم ...خير في حاجه حصلت 

قال هادي باقتضاب : عاوزك في كلمتين مهمين 

انا تحت مكتبك !

قال الرجل سريعا : طيب انا ...انا هقوم حالا .....اديني ساعه وهكون عندك !

..........

.....

فتحت وصال عيناها باكرا بينما لم تنام جيدا وبقيت ليلتها تتقلب من جنب لآخر وجميع المشاعر تجتاح عقلها وقلبها ....تأهب وسعاده وخوف وترقب كل شيء تجمع عليها وهي تفكر بهذا اليوم ....خوف من حياتها الجديده وبنفس الوقت سعاده تحلم بها ..توتر وترقب اعجزها عن النوم بهناء ...بقيت مكانها تتطلع الي سقف الغرفه وتراجع حديث والدتها ولأول مره تدرك أن هناك فرق ....!!

نعم هناك فرق حتي وان لم تشعر به أو شعرت به وانكرته 

هناك فرق ولكن هادي لم يجعلها تشعر به كما فعل ابيها ...!!

هناك فرق تعترف ولكنه لم يكن هذا الفارق الضخم الذي كان يراه ابيها كجدار يستحيل تجاوزه ...هناك فرق ولكنهم تجاوزوه وهاهو حبهم بالرغم من مرور السنوات مازال موجود ومازال أيضا الفارق موجود ...!

قبل أن تسحبها دوامه الخوف كانت تسبح الي شاطيء امانها وهو حبه لها الذي سيتغلب علي كل شيء ...! 

حبه هو وليس حبها ...نعم فهو يحبها وسيفعل كل شيء حتي لا تحزن لذا فهي مطمأنه أنها ستكون سعيده برفقته !!

: وصال ... يا وصال ..اصحي يا عروسه !!

كان هذا صوت والدتها بينما بدأت تلك الجلبه تتعالي بارجلء المنزل من أصوات كثيرة وزغاريد لتنتفض وصال علي صوت إطلاق عيار ناري وتهب من فراشها 

: ماما 

ضحكت مهجه تتطمأنها : يوه ..اتخلعتي كده ليه ...ده ضرب نار عشان الفرح 

تنهدت وصال براحه لتقول مهجه : يلا يا قلب امك فوقي كده وغيري هدومك وانزلي ورانا حاجات كتير 

..........

....

استمع المحامي الي حديث هادي ليقول بعدها : طيب يا معلم هادي الموضوع محلول 

نظر له هادي باستفهام : ازاي ؟! 

قال المحامي وهو يعرض أمام هادي الاوراق : انت معاك توكيل يعني تقدر تبيع لنفسك تاني 

هز هادي رأسه قائلا : لا يا استاذ عبد الحميد انا مش عاوز كده ! مش هبيع لنفسي حاجه من وراها 

حاول المحامي شرح وجه نظره : يا معلم انت مش عاوز طريقه ترجع بيها عن التنازل ده يبقي بعد ما تتنازل عن التلاجات بيعها لنفسك تاني بالتوكيل اللي هي عملاه ليك !!

اوما هادي قائلا : أيوة بس مش كده ...انا مش مخونها ...انا خايف من دياب الكبير !!

حك الرجل ذقنه بتفكير ليتابع هادي : انا واثق فيها وعارف أنها مستحيل تاذيني في شغلي أو تاخد مني حاجه بس دياب الكبير لا !!

وانت عارف ان التلاجات دي عصب شغلي 

قال الرجل بتفكير : يعني انت عاوز تكتب التلاجات باسم زوجتك وفي نفس الوقت كامل التحكم في كل حاجه يكون ليك 

حك هادي ذقنه قائلا بتفكير : حاجه كده !

اوما المحامي وساد الصمت لبضع لحظات قبل أن يخرج المحامي بالحل ...!!

........

...........


وقفت وصال في الشرفه تتطلع الي تلك التجهيزات التي تتم بالاسفل في تلك الحديقه الكبيرة حيث امتدت طاولات كبيرة تابع العمال توضيبها بينما آخرون يعلقون المزيد من الانوار هنا وهناك 

ابتسمت وصال وتنهدت وهي تغمض عيناها تتخيل تلك الأمور وهي تضيء ظلمه الليل وتتلألأ بكل مكان منعكسه علي الورود التي ظنتها ستوضع فوق تلك الطاولات بدلا من تلك الأواني الكبيرة التي امتلئت بالطعام .....فتحت وصال عيناها لتتفاجيء بما بدء العمال يضعونه فوق الطاولات لتستدير وتدخل وهي تنادي والدتها وتسألها : ماما 

تركت مهجه ما تفعله والتفتت الي ابنتها : مالك يا وصال ؟!

قالت وصال وهي تشير إلي الخارج : ايه ده هو مش في ورد وشموع هتتحط علي الترابيزات اللي بره 

عقدت مهجه حاجبيها بعدم فهم لتتدخل دنيا قائله : وهي الناس هتاكل ورد ياكتوره ....دي الدبايح اللي هتتحط قدام الناس 

نظرت وصال الي والدتها التي انشغلت طوال تلك الأيام بإعداد الطعام هي وأغلب النسوه...اكل ايه يا ماما ...في بوفيه بس بعد نص الفرح ! 

ضحكت دنيا قائله : ده قبل الفرح ونص الفرح وبعد الفرح هو الفرح ايه الا  الاكل !

....

........


التفت زين الي نشوي التي وقفت تهندم من عباءته الحريريه التي وضعها علي كتفه ليستدير إليها ويقول بحب بينما يقبل يدها : ربما يخليكي ليا يا شوشو 

ابتسمت نشوي له وتنهدت بسعاده : ويخليك ليا يا زين 

غمز لها بشقاوة بينما يغازلها : بس ايه الحلاوة دي 

قالت نشوي وهي تشير إلي وجهها الذي زينته بمساحيق التجميل التي تلائمت ألوانها مع فستانها ذو اللون الاحمر القاني : حلوة يا زين 

اوما لها وقال بإعجاب : احلي من العروسه 

ضحكت نشوي بخجل : مش اوي كده ....ازدادت ابتسامتها بينما تتابع : لو تشوف العروسه يا زين ...قمر ومش قمر واحد لا قمرين ...تستاهل أن هادي يقعد السنين دي يحلم بيها 

اوما زين قائلا : حقه يا نشوي حكايه زي اللي بنشوفها في الافلام ...بقي بعد السنين دي يكون ليهم نصيب 

اومات نشوي بسعاده : ربنا بيعوضه ....تنهدت وتابعت : بس ربنا يهدي امي عليها وتشوف أن سعاده هادي معاها 

قال زين بتأكيد : حتما لما تشوفه مبسوط هتفرح له 

تنهدت نشوي قائله : يارب 

اشارت إلي حقيبتها قائله : يلا يا زين يا دوب اروح البس حسن ونمشي عشان منتأخرش 

..........

......

وقفت وصال أمام فستان زفافها تتطلع إليه قبل تم تستدير الي والدتها وترفع حاجبها : ايه ده بقي يا ماما ...ايه كل الخرز ده 

قالت مهجه بابتسامه واسعه بينما تفرد الطرحه التل الكبيرة علي جانب الفراش : ماهو انا خليت البت سنيه تطرزة ....أصله كان ساده اوي ولا باين أنه فستان فرح 

نظرت بهيه بتوجس الي رد فعل وصال التي رأت كل شيء مبهرج ولا يقرب الزفاف الذي كانت تتوقعه 

لتقول وصال بقله حيله : بس كان عاجبني يا ماما 

قالت مهجه بفرحه : وكده هيعجبك اكتر ....شوفيه بس لما تلبسيه وتنوري كده هتقولي امك عندها حق 

لم تجادل وصال وتقبلت كما تقبلت ذلك الحذاء الذي يلمع والذي أيضا أنتقته والدتها التي تريد أن تبدو ابنتها عروس بكل ما تحمله الكلمه من معني من فستان مطرز لامع ومكياج ثقيل وتصفيفه شعر مرفوعه بتاج كبير تنسدل منه طرحه طويله ولا تنكر وصال أنها أحبت ما انتهي إليه شكلها بالرغم من غرابته عليها لتلتفت إليهم بعد أن انتهت تلك الفتاه من وضع اللمسات الاخيره علي ملامحها وتنتظر رد فعلهم ......دمعت عيون مهجه بالرغم من ابتسامتها الواسعه لتضم ابنتها إليها وهي تطلق الزغاريد من بين دموعها مما فعلت بهيه وكالعادة دنيا لا تبارح المشهد دون أن تترك تعليق كريهه مثلها : ياااه يا دكتورة فكرتيني بيوم فرحي 

زمت وصال شفتيها بينما التفتت مهجه إليها بملل من إثارتها للمشاكل وهاهي بهيه لم تتواني عن رد كيد تلك الخبيثة وهي تنظر إليها بكبرياء : بس متقوليش فرح يا ست الستات .... ده انتي دخلتي البيت علي الساكت وليلتها دياب قضاها معايا 

احتقن وجه دنيا بالغيظ والقهر بينما قالت بهيه وهي تكبح غيرتها الحارقه وهي تتذكر كم كانت تلك الأيام الأولي لوجود زوجه أخري لزوجها ثقيله عليها ولا تتمني أن تتذكرها ولكن تلك الخبيثة ذكرتها بها : انا هروح البس يا وصال 

خرجت من الغرفه لتمسك مهجه سريعا بذراع دنيا تزجرها بغيظ : انتي يا بت انتي مفيش فايده فيكي ....ايه شيطان قاعده تحرقي دمها كل شويه 

قالت دنيا بدفاع عن نفسها : انا يا امه ولاهي اللي حرقت دمي 

قالت وصال بشماته : تستاهلي عشان انتي اللي بدأتي 

نظرت لها بمزيد من الحنق وتابعت : يا بنتي قولتلك بلاش تكرهي اللي حواليكي فيكي 

ربتت مهجه علي كتف ابنتها قائله : سيبك منها وبلاش تتضايقي 

قالت وصال برفق : انا مش مضايقه روحي يا ماما شوفي بهيه عشان هي اللي اتضايقت ..!

........

...........

دخلت بهيه الي غرفتها مسرعه بينما تمسك دموعها بصعوبه ولكنها لم تكد تفرج عنها حتي عادت تمسكها مجددا ما أن رأت دياب جالس بالغرفه لتقول بقلق شديد : دياب ...انت قاعد كده ليه 

قال دياب بكمد : قاعد يا بهيه هعمل ايه ؟! 

تنهدت بهيه بضيق واتجهت لتجلس بجواره وهي تقول برفق وحنان تهون عليه : مفيش حاجه في ايدك تعملها يا دياب 

نظر دياب لها لتتابع بهيه بتبسيط: أمر الله وانت مقصرتش ..... اي حد مكانك كان هيعمل كده 

تنهدت وتابعت بثقل : يعني كنت تكسر قلبها وتخلي الناس تتكلم عنها ....وبعدين يا دياب المهم أن هادي بيحبها ومش هيزعلها وموضوع العيل ده لما يقوله لها واحده واحده هتقبل وتديله العذر 

قال دياب بتمني : تفتكري يا بهيه 

قالت بهيه حسب تفكيرها : اه وليه لا ...ماهو عيالك اهم حته من قلبي وهي هتحب الواد ولا البت الي جايين

واذا كان علي احسان فهي خلاص مش مراته يعني تعتبر أنه كان عنده عيل من جوازته 

بسطت الأمر أو عقدته إلا أنها قالت وجه نظرها كما تقيس علي نفسها الموقف ولكن ليس لأحد منهم ابدا أن يقول رأي أو كلمه الا صاحبه الشأن التي تجهل كل هذا !!


.........


جلس دياب الكبير منتفخ الصدر أمام هادي الذي جاء إليه كما طلبه ..لينظر دياب الكبير في ساعته بمغزي : ردك ايه يا هادي ....الوقت بيجري والمأذون كلها ساعتين ويكتب 

قال هادي بهدوء وهو يخرج الأوراق من جيبه والتي اختطفت نظرات دياب الكبير : مقدرش اقول كلمه بعد قولك يا معلم دياب 

قال دياب الكبير بلهفه تحكم بها : يعني مستقبل حفيدتي معاك مضمون 

اوما هادي قائلا : طبعا يا حاج ....انا نفذت كلمتك بس بعد اذنك حطيت كلامي جنبها 

ضيق دياب الكبير حاجبيه باستهجان : افهم من كده ايه ؟!

قال هادي بهدوء : انت يا حاج خايف اغدر بوصال أو أطلقها وعاوز تضمن حقها مش كده 

اوما دياب الكبير وهو يحاول السيطره علي غضبه ليتابع هادي وهو يشير إلي العقود أمامه : في العقود دي كل الضمانات لوصال ....تمهل قليلا قبل أن يتابع : وكمان ضمان ليا !!

عقد دياب الكبير حاجبيه بينما يتابع هادي : انا مش هطلقها وانا ضامن نفسي بس مش ضامن رد فعلها وعشان كده العقد ده ضمان لو هي اللي طلبت تتطلق مني وقتها كل حاجه ترجع ليا والطلاق يعتبر تنازل منها عن كل حاجه 

قبل ان يقول دياب الكبير الاستنكار الذي لاح علي ملامحه بينما كل خططه لاح فشلها أمامه كان هادي يتابع وهو يلقي بطعمه اللامع لاغراء دياب : الا في حاله واحده بس 

التقت نظرات كلاهما ليقول هادي : لو وصال خلفت ليا الولد ....!!

وقتها كل حاجه تبقي من نصيب ابني منها !!

اظن مفيش ضمانات اكتر من كده ! 

ضربه معلم تقبلها دياب الكبير دون ضغينه فالمهم أن ما أراده تم وانصاع هادي لطلبه وحتي وان كان به بعض الشروط لينظر هادي بترقب الي رد دياب الكبير الذي تمهل قبل أن يقول : مخونني يا ابن الغزولي 

هز هادي رأسه قائلا : العفو يا حاج ...انا زي ما قولتلك بضمن حقي وحقها وصدقني انا عمري يا هغدر بيها ابدا بس التلاجات دي عصب شغلي وانا برضه لازم اصون لقمه عيشي 

قال دياب الكبير بموافقه علي مضض وهو ياخذ للاوراق ويضعها بالخزانه الحديديه خلفه : معلوم يا هادي ....ماشي يا ولدي اتفقنا 

ابتسم هادي متنهدا ليقوم من مكانه قائلا : يا دوب الحق اجهز نفسي 

اوقفه دياب الكبير قبل أن يغادر : هادي 

التفت هادي اليه ليقول دياب الكبير بتحذير : لو عرفت انك مخبي عليا حاجه تانيه ...قاطعه هادي بتأكيد : هخبي ايه يا حاج 

قال دياب دون مراوغه : انك رديت ام الواد أو بتفكر تعملها 

قال هادي برفض : يستحيل اعملها 

اوما دياب قائلا : وانا هاخد كلمتك عهد ولو نقضته متلومش الا نفسك وافتكر أن حفيدتي مش هيكون ليها ضره 

لم يبتلع هادي ليستدير الي دياب قائلا : غريبه يا حاج ماهي مرات دياب حفيدتك 

اوما دياب بتبرير واقتناع : ادي انت قولت دياب ...يعني حفيدي !

لم يجادل هادي الذي استدار قائلا : بالاذن يا معلم ..!

............

....

اراحته قليلا كلمات بهيه ولكن إحساسه أنه يشارك في خديعه أخته لم يفارقه ليتجه إليها ويري بنفسه سعادتها المرتسمه في عيونها بينما دخل إليها لترتسم ابتسامه واسعه علي شفتيه حينما رأها بثوب العروس ..! 

قالت بهيه بسعاده : شوفت حلوة ازاي يا دياب 

اوما دياب وغص حلقه وهو يقول لأخته بحنان : زي القمر ...ربنا يسعدك يا حبيبتي !

اخذ دياب بيد أخته وسار بها بضع خطوات حتي أصبحوا وحدهم لينظر إليها و يتنهد للحظه قبل أن يقول وهو ينظر إلي عيونها : لو في يوم زعلك من غير تفكير قولي ليا ....!

رفعت وصال حاجبيها وارتسمت ضحكه خفيفه علي شفتيها بينما تقول باستنكار لطيف : يزعلني ؟!

مين هادي ....هادي يزعلني انا ؟!

نظر دياب الي السعاده المرتسمه في عيون أخته التي لم تفهم سبب الحزن في نظراته وفسرته أنه مثل اي اخ بهذا الموقف 

ليهز دياب رأسه ويعيد كلماته : اسمعي اللي بقولك عليه ....لو في اي يوم زعلك حضن اخوكي مفتوح اوعي تنسي الكلمتين دول 

ابتسمت وصال له ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها لتحتضن أخيها وهي تقول بسعاده : حضنك مفتوح ليا علي طول مش لما ازعل بس هزت راسها وتابعت متنهده : اصلا مفتكرش في يوم من الايام هادي ممكن يزعلني !

تدخلت مهجه في الحديث لتقول ضاحكه وهي تربت علي كتف ابنتها : طبعا يا بنتي ...ايه يا دياب اللي بتقوله ...انت مش شايف هو عامل ازاي قدامها ...ده بيتمني ليها الرضي

ال يزعلها ال !

وافقت وصال علي حديث والدتها بينما عقلها لا يتخيل بالأساس أن يكون يوم سبب في حزنها.. !

كور دياب قبضته بحنق شديد حاول كبحه بداخله وهو يتطلع الي سعاده أخته التي تراقصت بعيونها وهي تبتعد وتنساق الي يد والدتها التي أخذت تهندم لها طرحتها البيضاء ....!

........

.....

التفتت حميده الي احسان التي أسرعت تشنر ساعديها وهي تقول : عنك يا امه 

لوت حميده شفتيها ساخره : كمان هتعملي للعروسه الاكل بايدك 

اومات احسان بمكر اخفته في نظراتها :وماله يا امه مش مرات جوزي 

ضحكت حميده ساخره : يابت ما قولتلك مطلقك 

قالت احسان بمكر : ياعالم يا امه ...اهو لسه قدامنا شهور ....وضعت يدها علي بطنها وتابعت : مين عارف مش يمكن يردني 

ضحكت حميده بشماته : عشم ابليس في الجنه ياا اختي ...ده معملهاش قبل سابق هيعملها لما السنيورة تبقي مراته 

نفضت يدها مما تفعله واشارت الي احسان : يلا يااختي تعالي كملي انتي طبخ اهو يبقالك فايده 

أطلقت ضحكه ماكره وهي تتجه الي خارج المطبخ : مش هوصيكي يا احسان علي اكل العروسه ...!

تبرطمت احسان بغل شديد من بين اسنانها بهمس : مش عاوزة وصايه يا امه 

نظرت إلي الطعام الذي انتهت من إعداده ولمعت عيناها بالشر وهي تخرج تلك الزجاجه الصغيره من صدرها وتبدأ بوضعها علي الطعام !

.......

....

اخيرا أفرج عن مكنونات صدره الذي تماوج الغضب بداخله ليهدر بجده : مكنش ينفع يا جدي نوافق علي كده ابدا !

التفت دياب الكبير الي حفيده قائلا بضيق : هنعيده تاني يا دياب 

اوما دياب بعنفوان : تاني وتالت يا جدي ...انا مش قادر ابص في وشها 

قال دياب الكبير بثقه : هتبص في وشها وتشوفها مبسوطه عشان هادي هيقيد صوابعه العشرة شمع ليها 

قالت دياب بعدم ثقه : واحنا نضمن منين 

قال دياب الكبير بثقه : متقلقش انا ضامن 

نظر له دياب بعدم فهم سرعان ما تحول الي استنكار حينما أخبره جده بما فعله : انت بتقول ايه يا جدي ....هي بيعه وشروه 

قال دياب الكبير بثقه : بضمن حقها 

قال دياب باستنكار : اسمها بتبيعها وانا لا يمكن ارضي بحاجه زي دي 

نظر له دياب الكبير باحتدام : معناته ايه الكلام ده 

قال دياب بسخط : يعني انا مش هشهد علي الجوازه دي ولا هيكون ليا يد فيها 

قال دياب الكبير باستنكار : مش هتشهد علي جوازه اختك 

اوما دياب بإصرار : أيوة يا جدي وأعرف أن اللي عملته ده انا مش راضي عنه 

قال دياب الكبير بغضب وجبروت : بس انا راضي عنه وانا هنا الكبير اللي اقول ايه يحصل وايه ميحصلش ولو مش عاوز تشهد براحتك خالها يشهد علي العقد !!

........... ...

.....


احني هادي رأسه بينما يضع في إصبعه خاتمه الفضي الكبير ويغلق قفل ساعته في معصمه فلم ينتبه لتلك التي دخلت الي الغرفه علي أطراف أصابعها لتقف خلفه تتطلع إليه من خلال المراه وقد ارتدي جلباب ابيض انيق عزز بياضه من لمعه خصلات شعره الاسود والذي تخلله بعض الشعيرات البيضاء علي استحياء بينما صففه بعنايه وقد شذب ذقنه ولما لا يفعل وهو الليله العريس !!

بوغت هادي حينما شعر بعباءته السوداء المصنوعه من قماش الكتان الفاخر توضع علي كتفه ليرفع رأسه سريعا فتقع عيناه من خلال المرأه علي احسان التي وقفت خلفه تتطلع إليه وتتقابل اعينهم في المراه بينما تقول : مبروك يا عريس 

توحشت ملامح هادي وسرعان ما جذب العباءه من فوق كتفه وأبعدها وهو يلتفت الي احسان مزمجرا بغضب : ايه اللي دخلك الاوضه دي انا مش محذرك مشوفش ضفرك طول ما انا في البيت 

قالت احسان وهي ترسم ابتسامه بارده سمجه علي شفتيها وملامحها التي تخفي الشر الملتهب بداخلها : جيت ابارك لك ...وضعت يدها علي بطنها وتابعت بدلال مقيت : مش جوزي وأبو ابني ورايح تتجوز لازم ابارك لك...! 

احتقن وجه هادي بالغضب بينما ذكرته بالحقيقه الوحيده التي يتمني أن ينساها وتنمحي من ذاكرته ومن الوجود

لينظر لها باشمئزاز ويصيح بها : غوري من وشي مش عاوز اشوفك !!

اولته احسان ظهرها وتحركت تجاه الباب بخطوات بطيئه متمايله تكيده بها وهي تهمس بتشفي بينما اجتاحت ابتسامه الوعيد ملامحها : هتشوفني طبعا وكتير اوي يا ابن حميده !!

كور هادي قبضته وأخذ يتنفس بعنق يحاول استعاده هدوءه وتلك السعاده التي كانت تتشعشع بداخله وقد بقيت ساعات قليله علي هذا الحلم الذي حلم به لسنوات !!

...........


نظر علوان الي ابيه بعدم فهم ممزوج بالاستنكار بينما الان تذكر أن له وجود بينهم ليقول ساخرا : وده ليه يا ابويا 

قال دياب الكبير باقتضاب : انت خالها والكبير من بعدي 

ضحك علوان باستنكار : دلوقتي بقيت كبير ...تهكم وتابع : لو قصد اني شايب مبلوعه إنما كبير لا ...كبيرك دياب 

هتف دياب الكبير بسخط : خلصنا يا علوان انا قولت كلمه انت اللي هتشهد علي عقد جواز بنت اختك 

قال علوان كعادته بلا مبالاه بدلا من الدخول مع أبيه في جدال : اللي تشوفه يا أبا ..!

.........

............

دق قلب وصال بقوة بينما ازدادت اصوات الطبول المتزامنه مع إطلاق الأعيرة الناريه وتعالي اصوات الزغاريد بينما تزف إليها والدتها الخبر : مبروك يا حبيتي كتبوا الكتاب ...!

المزيد والمزيد من الزغاريد تعالت حول وصال بينما تأخذها والدتها وبهيه الي الأسفل حيث اصوات الغناء والطبول بينما تجمعت المساء في بهو المنزل الكبير يرقصون ويصفقون ..!

مالت نشوي علي ذراع والدتها تهمس لها من بين اسنانها : اضحكي يا امه الناس بتبص عليكي ...يقولوا ايه لما يلاقوكي مكشره كده ! 

لوت حميده شفتيها بسخط متبرطمه وهي ترسم ابتسامه بارده : اهو يا اختي ضحكت !

........

............

ربما لم يكن الزفاف الذي توقعته ولكن سعادتها بقيت داخل قلبها الذي دق بقوة بينما جاءت اللحظه التي توقف بها هادي اسفل الدرج الرخامي الكبير بالخارج في انتظار نزولها .....تمهلت خطوات دياب الذي وضع يد أخته بذراعه وهو ينزل بها درجه درجه وعيناه لا تبارح النظر إلي عيون هادي الذي لولا رؤيته لتلك الفرحه بعيناه وكأنه حقق نصر لما صبر ولا صمت !

ابتلعت وصال ببطء بينما تسارعت دقات قلبها وهادي يمسك بيدها من ذراع أخيها ويضعها بذراعه وهو يسير بها وسط إطلاق النار وكأنه خرج ظافرا ومن يقول عكس ذلك فقد ظفر بها بعد انتظار سنوات طويله ...!!

.......

..........

اسرعت نشوي هي وتحدي ابناء عمها تدخل الي المنزل تسبق أخيها وزوجته بينما تحمل تلك الصواني الكبيرة 

المليئه بكل انواع الطعام لتقول مهجه بابتسامه : يوه يا شوشو ..تعبتي نفسك ليه ...أشارت إلي ما احضرته من عشاء قائله : ماهو انا يا حبيتي جهزت ليهم اكل يكفيهم اسبوع 

قالت نشوي بود : وماله يا امه مهجه بالف هنا علي قلبهم ....دي امي بنفسها اللي جهزت العشا

ارادات نشوي أن تبدي الود من جهه والدتها تجاه زوجه أخيها لتقول مهجه بابتسامه واسعه : طالما حميده يبقي أشيل انا العشا بتاعي في الثلاجه لبكره 

اومات نشوي ووقفت تهندم صينيه العشاء باحدي جوانب الغرفه علي تلك الطاوله ثم غطته بغطاء كبير وخرجت هي ومهجه يقفون بالخارج بانتظار مجيء العروسين الذي سبقتهم اصوات الطبول ...! 


دخلت وصال وهي بالكاد تحتمل الوقوف علي قدميها بينما تلك الرجفه التي تسري بعروقها تجعل السيطره علي أعصابها مستحيله ....

اغلق هادي الباب لتخفت اصوات الطبل والمزمار ثم 

التفت اليها بأقدام سرت بها نفس رجفتها بينما لم يتوقع أن تكون تلك اللحظه محمله بكل تلك المشاعر التي غزت كيان كلاهما من لهفه وحب وحلم واشتياق سنوات جعلت أطرافه ترتجف كما بردت أطرافها 

التفتت إليه ببطء ليرفع تلك الطرحه الشفافه ببطء من فوق وجهها وتخرج أنفاسه متهدجه بعزم مشاعره بتلك اللحظه : يااااه يا وصال اخيرا بقيتي ليا 

تمنت لو يستمع لصوت قلبها الذي يردد نفس الكلمات ولكن سرعه ضرباته لا تساعدها .....مسح هادي ملامحها المحفوره داخل قلبه وعقله بعيناه التي لم تلتقي بعيونها بينما اخفضتها من الخجل الذي جعل وجنتها تتورد بقوة ....مد يداه اسفل ذقنها لتضرب قشعريرة جسدها من لمسته جعلت الدماء تزداد اندفاعا الي وجهها وتزيد من حرارته 

قال هادي بابتسامه حالمه بينما تتهرب بعيناها من نظراته بخجل محبب : مش تبتبصي ليا ليه يا شهد العسل 

عضت وصال علي شفتيها وحاولت رفع عيناها ببطء ناحيته ليبتسم لها ويقول بمشاكسه وهو يمسك بيدها بيداه :  ايدك متلجه ...... ابتسم لها وقال دون خجل :  وانا كمان ايدي متلجه.....تنهد وتابع بمشاعر حاره : 

واقف قدامك بس ساند علي رجلي بالعافيه من الفرحه جسمي كله بيرتجف 

ابتسمت له بينما يصف مشاعرها وإحساسه دون خجل ليخرج صوتها متهدج : وانا كمان 

افلتت تنهيده حاره وصلت سخونه أنفاسها الي وجهها بينما يقول هادي بمشاعر وهو يقترب منها :  بس لو رجلك مش شيلاكي هتلاقي ايدي شيلاكي يا شهد العسل 

وجدت نفسها محموله بين ذراعيه فتغرق بخجلها وللتعرف ماذا تفعل وهاهو يقول بتمني وهو ينظر إلي عيونها الخجوله :  حطي دراعك حوالين رقبتي يا شهد العسل 

اطاعته وأحاطت عنقه بذراعيها لتتهادي رائحتها العطره الي أنفه كما تنفست رائحته التي خدرت حواسها وعي تضع راسها بعنقه فلم يشعر بخطواته وهو يتجه بها الي غرفتهم التي دفع بابها بقدمه ثم مال ليضعها أرضا برفق ما أن دخل الي الغرفه ليركز عيناه علي ملامحها وهي تري ما أعده لها ...!

لم تتوقع وصال اي شيء بينما 

كل شيء تم وفقا لما اعتادوا دون لمسه رومانسيه تمنتها فقد كان الفرح وفق لعاداتهم وليس من أجلها وكل شيء كما اعتادوا .... ماعدا تلك الغرفه التي وجدت بها وصال لمسه رومانسيه من نوع اخر لم تتوقعه ولا تنكر أنها تفاجات بأن هناك جانب منه رومانسي فاجأها 

استدارات ببطء بينما ظنت أنها ستري بعض الورد الحمراء منثورة علي الفراش المغطي بغطاء ابيض حريري ....ولكن هادي ليس ممن ينثرون الورود هكذا فكرت وهي تقترب وتسأل نفسها أن كان حقا ما تراه .....نعم هناك شيء اخر.... شيء مختلف منثور علي الفراش ....فهناك قطع ذهبيه أو بالاحري جنيهات ذهبيه 

التفتت وصال إليه بدهشه جعلت ابتسامتها لا تتراجع بل تزداد :هادي ايه ده ...اللي شوفته أنهم بيحطوا ورد ...انت حاطط جنيهات دهب علي السرير 

اوما لها وقال بينما يمسك يدها بين يداه ويقول بحب : الورد مش قيمتك يا شهد العسل 

ابتسم لها وتابع بهيام : سمعت أن الراجل بيهادي مراته في الصباحيه دهب علي قد ليلته الحلوة معاها وانا حطيت ميه جنيه دهب وكان بودي احط الف عشان ليله معاكي بالف ليله يا وصال 

لمعت عيون وصال التي لم تجد ما تقول أمام هذا السيل الجارف من المشاعر التي يغرقها بها : 

هادي كفايه بحد انت فظيع..... قلبي بيدق جامد من كلامك ده ...معقول بتحبني اوي كده 

قال هادي وهو يرفع يداها ويضعها علي قلبه قائلا : اسألي قلبي اللي بيدق زي قلبك واكتر 

نظرت إليه ليهمس لها بحراره : قلبي بيقولك ايه 

قالت بود : انه زيك فرحان !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !