بساط السعاده الفصل الثالث والثلاثون

2


 روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

باستنكار شديد ردد دياب لبهيه التي اهتزت نظراتها : وقع منك ! 

ازدادت نظراته سخط بينما يتابع بصوت مستنكر : وقع منك ازاي 

ارتبكت بهيه بشده وأخذت تفرك يدها بينما تقول بتعلثم ولم يعد هناك مجال للتراجع فهي فكرت ان لم تخبره بأن دنيا هي من أضاعت العقد سيمر الأمر وبذلك تتفادي حدوث مشكله بالمنزل : غصب عني يا دياب ....كان في رقبتي وبعدين محستش بيه 

انزعجت ملامح دياب بينما لأول مره تستعشر منه هذا النقد والاتهام الذي لاح بعيناه بالاهمال : وقع منك 

وخلاص علي كده ....حتي مهانش عليكي تدوري عليه ...اييييه بلاقي القرش في الشارع 

غص حلق بهيه لتنظر له بتأثر ورجاء الا يغضب منها : 

حقك عليا والله غصب عني 

هتف دياب بسخط : وايه اللي غصبك متاخديش بالك من حاجتك 

تفاجئت به يمسك ذراعها بانفعال ويتابع بسخط شديد : حاجتك اللي دايره توزعيها يمين وشمال. ...  مره اساورك في ايد ضرتك ومره العقد معرفش راح فين 

ترك ذراعها لتضع بهيه يدها مكان قبضته تدلكها بألم ليتابع دياب باحتدام وهو يرفع يداه أمام وجهها  : هديتي ليكي محافظتيش عليها 

وانا الخاتم اللي جبتهولي بقاله سنتين في صباعي 

خفضت بهيه عيناها بألم بينما تابع دياب توبيخه لها

وكذلك وقفت دنيا تتابع ما يحدث وهي تسترق السمع كعادتها من خلف الباب بعيون شامته 

لتهمس لنفسها : احسن عشان تبقي تكذبي ومتقوليش أنه هو الي جاب ليكي العقد 

انتفضت بهيه  مكانها حينما خرج دياب وصفق الباب خلفه بعنف ...!


جلست دنيا بالاسفل تضع في فمها حبات العنب بتلذذ بينما خرجت مهجه من المطبخ وقد استمعت الي صوت دياب الآتي من الاعلي لترفع عيناها اعلي الدرج وتسأل دنيا التي استغربت جلوسها وعدم ركضها فضولا لتعرف ما يحدث :  

في ايه يابت دياب صوته عالي ليه ؟!

هزت كتفها وقالت ببرود : معرفش يا امه 

نظرت لها مهجه باستنكار : انتي متعرفيش برضه ...!

قالت دنيا بنفس البرود : 

انا سمعت كلامك وخلتني في حالي 

لهو يارب ترضي عني يا امه 

التفتت مهجه تجاه دياب الذي نزل بملامح غاضبه 

لتتجه إليه تسأله بقلق : مالك يا ابني ...؟! 

قال دياب باقتضاب وهو يخطو للخارج : مفيش يا امه 

اتجه دياب للباب لتوقفه دنيا التي قامت من مكانها واتجهت إليه بخطوات متغنجه : دياب 

التفت الي دنيا بملامح غاضبه : عاوزة ايه؟!  

قالت دنيا بدلال :  سلامتك بس كنت هسألك انت مش هتتعشي   

نظرت لها مهجه بسخط لتتابع دنيا في إثر دياب الذي تركها وغادر :  هستناك ومش هتعشي ....عشان العيال اتوحشوك 

هتفت مهجه بسخط وهي تتجه الي بهيه لتعرف ما حدث : كياده 

تبرطمت دنيا بسرها وهي تضحك بشماته : وانتي وليه حربايه 

.......

.........

انتهت سمر من تنظيف وترتيب منزل والدتها بعد ذهاب الجميع لتتناول قطعه من القماش تجفف بها يدها وعلي الفور تقع عيناها علي تلك الاساور التي زينتها ....لمعت عيناها و ابتسامه هادئه شقت طريقها علي استحياء تجاه شفتيها بينما مازالت لا تصدق أن ما تعيشه حقيقه ....انزلت كم عباءتها واتجهت خارج المطبخ بعد أن أغلقت النور لتنظر بعيناها في الصاله بحثا عن والدتها 

بعفويه اتجهت الي غرفه والدتها وفتحت الباب ...!

ارتبكت يد فاطمه التي تفاجئت بدخول ابنتها وسرعان ما حاولت أن تعيد اللفه التي تضع بها ذهب ابنتها الأخري الي مكانه ولكن سمر كانت قد رأت ما تخفيه والدتها والذي لم تفهمه كما لم تفهم حديث اختها مع والدتها من قبل ولم تسأل عنه بينما اعتادت ألا تتدخل فيما لا يعنيها ....منذ أن أخذت فاطمه العقد من دنيا التي أعطته لها بتلك الطريقه وهي تشعر بأن هناك شيء ما تخفيه ابنتها تماما كما حال كل ما تخفيه وهي تساعدها به لذا بلسان دفاع ربما أرادت أن تدع نفسها تسمعه كانت تردد 

: ده ...ده دهب اختك بتشيله للزمن ...بتأمن بيه مستقبلها من غدر جوزها وضرتها !

هذا ما كانت تردده لنفسها وتقنعها طوال هذا الوقت أنها تساعد ابنتها حتي لا تعترف انها تساعد ابنتها علي أخطاء تفهمها ولكنها لن تعترف بها فهي ليست غبيه حتي لا تيقن أن هذا المال الذي تشتري به ابنتها الذهب تأخذه من خلف ظهر زوجها ولا تريد أن تعرف كيف لذا اكتفت بهذا التبرير لنفسها ولكن امام نظرات سمر شعرت بوطأه اتهام 

لم تقل سمر شيء بلسانها قدر ما قالت بنظراتها ....فعن أي غدر تتحدث ومن من ؟! من رجل مثل دياب لن تسأل والدتها أن كان يستحق هذا من اختها ....من بهيه ؟! بهيه التي عاملتها هي كأخت لها فكيف بحال دنيا معها ...!

خفضت سمر عيناها ببطء بينما انحنت والدتها تلتقط العقد الذي وقع من يدها المرتبكه وسرعان ما تذكرت كيف أعطته اختها لوالدتها بطريقه تجعلها تشك ولكن ما شأنها لتتدخل بشئون اختها 

طال الصمت ولم تعقب سمر علي شيء لترمش فاطمه بنظراتها للحظه قبل أن تبدأ تعيد كل شيء لمكانه فتقول سمر بصوتها الهاديء : عاوزة حاجه مني يا امه قبل ما انام ؟

هزت فاطمه راسها ونظرت الي ابنتها للحظه قبل أن تقول : مش عاوزاكي تجيبي سيره لحد عن اللي شوفتيه 

قالت سمر بقليل من التهكم : حد زي مين ؟!

قالت فاطمه سريعا : بهيه .....قبل أن تقول سمر شيء كانت تتابع فاطمه ما تحاول إقناع نفسها به : هي راحت ولا جت ضره اختك وعمرها ما هتتمني ليها الخير 

قالت سمر بخزلان من حديث والدتها عن تلك المرأه التي لا تستحق : مشوفناش منها إلا كل خير يا امه 

تعلثمت فاطمه قائله : حتي ...حتي لو ...بقولك ضره اختك ولو عرفت حاجه زي دي هتعمل لها مشكلها مع جوزها اللي هيسألها جابت الدهب ده كله منين 

قالت سمر بقليل من الاتهام : وانتي مسألتهاش يا امه ؟!

اتسعت عيون فاطمه بصدمه ثم سرعان ما حاولت قول شيء : هيكون ...هيكون منين ...مصروفها و فلوس جوزها بيديها لها 

ارتسمت ابتسامه ساخره بمراره علي طرف شفاه سمر التي اشفقت علي والدتها أن تشارك اختها ذنب لا تدري عنه شيء : ولما هو كده ...مخبيه عليه ليه ؟! 

حاولت فاطمه النطق بالمزيد من المبررات : ما انا بقولك بتأمن نفسها من غدره 

اومات سمر دون جدال : طالما شايفه كده ميخصنيش 

ابتلعت فاطمه لتتابع سمر وهي تتجه الي باب الغرفه : عموما متخافيش يا امه انا مش هتكلم ولا يخصني اصلا اتكلم في حاجه ... تصبحي علي خير 


.........

..

: اتفضل .....ردد هادي تلك الكلمه لأحد الرجال الذي مر بجواره بينما وقف أمام تلك البنايه يتابع العمال 

ليرفع الرجل يداه قائلا: يجعله فتحه خير يا معلم هادي 

وضع هادي يده علي صدره قائلا بلياقه : تسلم يا معلم انور 

تابع الرجل طريقه كما تابع هادي العمال الذين أخذوا يتحركون هنا وهناك 

اسرع سوكا صبي القهوجي يحمل الصينيه الفضيه التي تراصت فوقها اكواب الشاي يمر بها علي العمال واخيرا اتجه الي جوار هادي قائلا : احلي كوبايه شاي للمعلم هادي 

ابتسم هادي له وأخذ كوب الشاي ليقف سوكه الي جواره بعد أن أخذ اخر كوب شاي ووضع الصينيه جانبا وهو يقول : وكوبايه ليا علي حسابك يا معلم 

قال هادي برضي : كوبايتين مش واحده بس يا سوكا 

ابتسم الشاب ووقف الي جوار هادي وسرعان ما سأله بفضول : لهو انت ناوي تفتح ايه يا معلم 

قال هادي وهو يشير إلي تلك البنايه ذات الطابق الواحد : عياده !

نظر له سوكه بعدم فهم : عياده ايه ولا مواخذه يا معلمي 

بصدر منتفخ قال هادي : الجماعه تبقي دكتورة وانا بفتح ليها عياده عشان تعالج عيال البلد

تهلل وجه سوكا الذي قال سريعا : الف مبروك يا معلمي يجعلها فتحه خير 

مال يحمل الصينيه ويضع بها الاكواب الفارغه وهو يتابع : انا هقول للبلد كلها عشان العياده تتملي عيال 

ضحك هادي وهز رأسه ليركض سوكا يتابع عمله بينما جلس هادي الي مقعد خشبي وبقي يتابع العمال ...!

........

...... 

ابتسم ذلك الشاب الصغير الي حميده قائلا بحماس : مبسوطه مني يا خالتي 

قالت حميده وهي تربت علي كتفه : طبعا يا نن عين خالتك 

نظرت إليه وتابعت بينما تعطيه كوب الشاي الذي أعدته له : ها بقي احكيلي ابو اسماعيل وافق يأجر المطرح 

اومأ ابن اختها الشاب الصغير قائلا : أيوة امال يا خالتي ...قولتله زي ما انتي قولتي واحده معرفه جايه من بلد تانيه وعاوزة المطرح وافق ودفعت له للايجار كام شهر قدام زي ما قولتي 

ابتسمت لهذا الشاب الذي لم يتجاوز السادسه عشر قائله :  تسلم يا حبيبي 

اومأت حميده بثقه هاتفه : اهو امال ايه ....بقي ليا راجل اعتمد عليه 

انتفخ صدر الشاب قائلا بحماس : يعني بقيت زي هادي كده 

اومات له حميده بتأكيد : امال 

نظر لها الشاب بمكر ممازحا : امال مقولتيش له ليه 

تنهدت حميده وقالت بسخط : هو عاد فاضي ليا .... خليه ورا الغندورة مراته الجديده 

رفعت اصبعها أمام وجه ابن اختها اليافع وتابعت : اوعي ياواد يا شهاب تعمل زيه وتخلي واحده تمشيك 

عقد الشاب حاجبيه هاتفا باستنكار : 

اخص عليكي يا خالتي بقي هادي ماشي ورا مراته ده متجوز بدل الواحده اهو اربعه 

هتفت حميده متهكمه : كان يا نن عين خالتك دلوقتي الرابعه ممشياه 

هز الشاب كتفه ونظر لها قائلا بعدم اقتناع : ماهي دكتورة يا خالتي قيمه برضه ....ارتشف من كوب الشاي وتابع :  ده المعلم ابواسماعيل فكرني بأجر المطرح عشان نعمله عياده تانيه للدكتورة 

عقدت حميده حاجبيها باستفهام بينما تراجعت أحسان التي تسترق السمع خطوتين للخلف :  عياده ايه يا ولا 

قال الشاب بشرح : عياده كبيرة اوي .....هادي واخد مطرح كبير جنب الوحده الصحيه عشان يفتحه عياده للدكتورة واهو العمال بقالهم يومين شغالين فيها 

زمت حميده شفتيها بغل وهتفت : 

بقي كده يا هادي وكمان هتعمل ليها عياده ...! 


..........

....


جلست قدروة الي جوار حميده لترفع النقاب من فوق وجهها وتتطلع الي حميده التي قالت بثقه :  ها بقي يا ست الشيخه وفيت بكلمتي ولا لا 

قالت قدورة بابتسامه منتصره  : كفيتي ووفيتي يا حجه .....مدت يدها الي صدرها وتابعت بخبث وهي تخرج منها ذلك الشيء الذي مدت يدها به الي حميده :  وانا كمان وفيت بكلمتي اهو .....رفعت تلك الزجاجه الصغيرة أمام وجهها وتابعت : 

ده اللي هيرجع ابنك لحضنك 

تابعت قدورة بينما نظرت حميده بلهفه الي الزجاجه الصغيره التي أخرجت واحده اخري مثلها واعطتها لحميده : تسقي لابنك منها والازازه دي تسقي للي ما تتسمي مراته 

عقدت حميده حاجبيها وقالت باستنكار : واسقي ابني ليه ؟!  

قالت قدورة وهي ترجع ظهرها للخلف تستند الي ظهر الاريكه باريحيه : ده شغلي بقي.... انتي مش عوزاه يكرهها يبقي اهو ده اللي هيفك عمل المحبه اللي ربطاه بيه 

اخذت حميده الزجاجتين لتتابع قدورة : الليله القمر بدر لازمن يشربوا العمل ده النهارده يا حجه 

اومات حميده بعزم أن تنفذ كلمات الشيخه التي تابعت بخبث : بس بقي متبقيش تنسي حلاوتي لما المعلم هادي يكره ست الحسن ويرجع لأم ابنه ويعيش تحت جناحك 

عقدت حميده حاجبيها ونظرت الي قدورة باستنكار هاتفه : ام ابنه مين اللي يرجعها ؟!

قالت قدورة ببديهيه: احسان لهو في غيرها 

ضحكت حميده بشر وتابعت : هيبقي في غيرها ...!

زمت شفتيها وتابعت بسخط : حفيدي هاخده منها وارميها برا وأشوف لأبني اللي تليق بيه

لمعت عيناها بينما تتابع : هشوف له واحده بنت اصول زي بهيه ...تربي الواد علي مزاجي وتبقي تحت طوعي 

لوت شفتيها وتابعت بمقت : مش زي بنت عليوة الطماعه 

هزت راسها وتابعت بحقد : ولا فاكره الواطيه اني نسيت أنها سرقتني 

نظرت قدورة الي حميده بينما لم تتخيل يوما ما تحمله تجاه احسان ولكن من قال إن حميده نسيت بل أجلت فقط أخذ الحساب : دي بنت ** طماعه انا غلطانه اني جوزت واحده زيها لأبني بس ملحوقه ....بكره اختار له اللي تليق بيه وتبقي نقاوة عيني ! إنما دلوقتي بس انا مبقياها في البيت لجل ما تولد واطفش بيها بنت مهجه ! 

لمحت قدورة بطرف عيناها احسان التي وقفت تسترق السمع لتلقي لها نظره ربما شامته ام متعاطفه بزيف أي أن تكون لم تلمحها احسان التي تراجعت للخلف سريعا بينما وقفت حميده تقول لقدورة : يلا بقي انتي يا ست الشيخه يادوب تروحي تشوفي المطرح الجديد ولو عوزتي اي حاجه ابعتيلي !

...........

.....

أصدرت تلك الاساور الذهبيه رنين في يد تلك المراه التي أخذت تطرق علي زجاج الباب وتنادي من خلفه بصوت ناعم :  امه سعديه ....يا امه سعديه 

أسرعت سعديه تفتح الباب وتبتسم لتلك المراه التي تزينت بالذهب والمكياج الصارخ لتقول بصوت ناعم وهي تشير إلي ما تحمله بيدها الأخري : 

عملت مهلبيه وقولت لازمن امه سعديه تدوقها 

قالت سعديه بترحيب : تسلم ايدك يا زينات ادخلي يا حبيبه

دخلت المراه تتمايل بمشيتها وتنظر هنا وهناك وهي تسأل : 

لهو سي عبد العزيز فين ؟

قالت سعديه وهي تربت علي المقعد لتجلس عليه زينات  : جوه يااختي مريح شويه هدخل اصحيه ياكل المهلبيه يا مهلبيه 

ضحكت المراه بغنج : تسلمي يا امه 

اتجهت  سعديه الي ابنها لتوقظه ولكن قبل أن تصل الي باب الغرفه كانت تلك الطرقات تتعالي علي الباب لتقول سعديه سريعا وهي تتجه الي الباب : 

خليكي يا حبيبه هفتح انا 

عقدت سعديه حاجبيها حينما لمحت دنيا امامها لتدير راسها الي الداخل حيث جلست زينات والقت نظراتها الي الباب بفضول لتعرف من الطارق 

: خير !!

قالت دنيا ببرود : فين ابنك ؟!

هتفت سعديه بسخط : يوه مالك وماله مش المولد اتفض 

قالت دنيا بإصرار : عاوزاه في كلمتين ...!

استمعت زينات لصوت تلك المرأه التي لمحت طرفها واقفه أمام سعديه لتدير راسها  بفضول وهي مازلت جالسه مكانها تحاول معرفه من تلك المراه 

خرج عبد العزيز يحك رأسه وينادي والدته : امه ... يا امه ؟

انتبه سريعا لجلوس زينات ليقول بابتسامه وهو يهندم جلبابه :  الست زينات ...وانا اقول الدنيا منورة 

ابتسمت زينات التي قالت وهي تلوك تلك العلكه بين اسنانها : عامل ايه يا اخويا !

قال عبد العزيز وهو يلقي نظراته المعجبه تجاه جسد المراه البض : بخير ...وانتي يا ست الستات 

قالت زينات بصوت ناعم : بخير يا اخويا 

نظرت زينات بفضول مجددا تجاه الباب حيث تركت سعديه دنيا واقفه أمامه وواربته واتجهت ناحيه عبد العزيز تهتف به بنظرات ساخطه : قوم شوف يا عبد العزيز 

سألت زينات سعديه بفضول بينما لمعت عيناها بالغيره حينما قام عبد العزيز واتجه ليتحدث الي تلك المراه  : مين دي يا امه ؟!

هتفت سعديه بسخط : 

اخت الملكومه

أغتلت ملامح زينات وهتفت بانزعاج :  وجايه عاوزة ايه ....هو مش خلاص طلق اختها  

قالت سعديه باستدراك : 

اهو تلاقيها جايه عاوزة فلوسة.... هما يجيوا من وراهم خير ابدا 

لوت زينات شفتيها هاتفه : مممم.....فكرته عاوز يردها 

هزت سعديه راسها سريعا وقالت باستنكار : لا يرد ايه يا حبيبه .....ربتت علي ساق زينات الممتلئ وتابعت : 

ربنا يكرمه باللي احسن منها 

لوكت زينات العلكه بفمها مجددا ونظرت تجاه الباب للحظات قبل أن تقوم من مكانها قائله : طيب بالاذن يا امه 

أمسكت سعديه بيدها : اقعدي يا زينات .. لسه بدري 

قالت زينات بينما تركزت عيناها علي دنيا التي أصبحت تراها وهي تتجه الي الباب : مره تانيه ....نظرت إلي عبد العزيز وتابعت : 

بالاذن يا سي عبد العزيز 

انتظر عبد العزيز صعود زينات التي أصدرت اساورها وكعب حذاءها صوت وهي تصعد الي شقتها بالدور العلوي 

نظرت دنيا بسخط الي عبد العزيز وهتفت به : 

مجتش ليه ؟! 

لوي شفتيه وقال بمكر : اصل سقف الاوضه وقع وكنت عاوز قرشين اصلحه 

رفعت دنيا حاجبها بينما فهمت المقايضه المخفيه وراء كلمات عبد العزيز لتقول ببرود : 

وانا مالي ...ولا فاكر اني هديك قرشين مثلا 

التقت نظراتها الخبيثة بنظرات عبد العزيز الطامعه بينما كل منهم يشبه الاخر لذا لن يخرج أحدهم بمصلحه من الاخر ...نظرت له دنيا ساخره وتابعت : 

عموما يا اخويا انا جيت اقولك يمكن تلحق قبل ما يكتبوا الكتاب وتفضل ام عيالك تتكلم عليك يمين وشمال

عقد عبد العزيز حاجبيه ونظر لها باستنكار : تتكلم عليا 

انا 

اومات دنيا بخبث وهي ترسم التأثر علي ملامحها : امال ....دي ملهاش سيره الا العز والهنا اللي شافتهم علي ايد المعلم ياسين مش الغلب اللي شافته معاك 

والمعلم طبعا فرحان وطاير بيها وهي عماله تنفخ فيه وكأنها مشافتش راجل قبله 

لمعت نظراتها بالانتصار بينما لمحت نظرات الغل بعيون عبد العزيز لتتابع وهي تستدير : 

يلا بالاذن ...ضحكت وتابعت ساخره : ابقي خلي سقف الاوضه ينفعك ! 

اغلق عبد العزيز الباب والغل والحقد يمليء نظراته لتتجه اليه والدته وتوبخه بسخط : 

اسمع يا واد انت ....زينات مقرشه ووارثه من جوزها شيء وشويات واحنا قولنا تغور الفقريه عشان تتجوز اللي هتعيشنا في العز لما الست شرطت انك تطلق الفقريه مراتك مش بقي بعد ما نعمل كل ده تيجي اختها البومه تبوظ لينا كل حاجه 

نظرت إليه بمزيد من السخط وتابعت : 

النوبه دي داريت عليك قدامها اللي بعدها بقي مليش صالح ولو زينات قلبت عليك ولا عرفت انك لسه في دماغك الفقريه مراتك مش هيحصل كويس والجوازه هتضييع من أيدينا 

هتف عبد العزيز باستنكار : مين دي اللي لسه في دماغي ...ده انا ما صدقت خلصت منها ومن فقرها هي وعيالها وعاوز اقب علي وش الدنيا 

رفعت سعديه حاجبها بسخط : امال اختها رايحه جايه عليك تاني ليه ....قولها مالكش صالح تتجوز ولا تتطلق 

هتف عبد العزيز بغل : ما خلاص يا امه

نظرت له سعديه بحنق : هو ايه اللي خلاص 

هتف عبد العزيز  بوعيد : اشفي غليلي منها وتبقي خلصت علي الاخر !

.......

.........

وضع دياب كوب الشاي من يده ونظر الي جده الذي أسند رأسه الي يده التي قبض بها علي عصاه 

: مالك هتبص ليا كده ليه يا دياب ....عندك كلمه قولها 

هز دياب كتفه قائلا : اقول ايه يا معلم بعد اللي سمعناه 

قال دياب الكبير وهو يضيق عيناه وينظر إلي حفيده : في عينك كلام وهتغلطتني علي اللي عملته مع هادي 

قبل أن يقول دياب شيء كان دياب الكبير يتابع ساخرا : بقدره قادر بقيت واقف في صفه مع انك اول واحد كنت معارض الجوازه من اولها 

قال دياب وهو يزفر بضيق : اهو انت قولت يا حاج ....من اولها إنما دلوقتي بعد ما الفاس وقعت في الرأس اقول ايه ...معادتش كلام يتقال 

نظر إلي جده وتابع : انا ولا في صفه ولا صفك يا حاج انا عاوز صالح اختي ولما الاقي انك عمال تشتري عداوته مره في التانيه وفي نفس الوقت اللي انت بتشتري عداوته هو بيشتري رضي اختي يبقي باينه انا هكون مع مين ....!

اوما دياب الكبير بصمت عرف من خلاله دياب أن جده اقتنع !

: السلام عليكم 

التفت دياب ورفع يداه تجاه هادي الذي القي السلام وتابع طريقه  :  وعليكم السلام 

: هادي 

توقف هادي وأدار رأسه تجاه صوت دياب الكبير ليرجع بضع خطوات : خير يا معلم 

قال دياب الكبير بسلام مخفي : ايه يا بوي رميت السلام ومشيت محناش أهل تدخل تشرب الشاي معانا 

قبل أن يقول هادي شيء كان دياب الكبير يتابع : ولا تكونش لساتك زعلان مني 

هز هادي رأسه وقال بتهذيب : مقدرش ازعل منك يا معلم 

اوما دياب الكبير برضي كما حال نظرات دياب : طيب تعالي اشرب الشاي 

قال هادي باعتذار : معلش يا معلمين يادوب اشوف حالي 

اوما دياب الكبير ليستدير هادي ليغادر وبنفس اللحظه يرفع دياب رأسه وينظر إليه قائلا: تسلم يا ابن الاصول علي اللي بتعمله مع اختي 

ابتسم هادي له وقال بصدق : هي اللي بنت اصول وتستاهل الحلو كله 

  .........

.....

تمالكت احسان نفسها وسيطرت علي ملامحها حينما استمعت الي نداء حميده لتتجه إليها وهي تحاول الا تبدي شيء من كرهها لها بعد ما استمعت إليه عن خططها 

واستغلالها لها 

: نعم يا امه !؟

قالت حميده بينما تتكيء علي فراشها : اسمعي يا سونه ...هادي شويه جاي هو ومراته يلا مش عاوزاكي تتطلعي من اوضتك 

نظرت لها احسان والي نعومه نبرتها بحقد اخفته وهي تقول : خير يا امه 

نظرت لها حميده بتحذير : انتي هتقفي تاخدي وتدي معايا في الكلام ولا ايه ..قولتلك غوري علي اوضتك واياك تطلعي منها 

اومات احسان بطاعه مزيفه وخرجت من غرفه حميده التي رفعت طرف جلبابها وكشفت عن طرف ساقيها وانحنت تضع عليهم هذا المرهم ثم مالت الي جوارها والتقطت هاتفها ....!

...........

.....

ابتسمت هادي لوصال قائله : مالك يا هادي مخضوض ليه ؟!

قال هادي بقلق وهو يتطلع الي وجهها بينما لليوم التالي تشعر بهذا الدوار  : انتي اللي مالك ياقلب هادي 

قالت وصال وهي تربت علي يده : انا كويسه اوي. .... دوخت بس شويه ودلوقتي خلاص بقيت كويسه ....يلا نكمل العشا 

هز هادي رأسه ولكن قبل أن يقول شيء استدار ناحيه هاتفه الذي تعالي رنينه 

اجاب سريعا : أيوة يا امه !

بنفس اللحظه وضعت احسان أذنها علي باب غرفه حميده التي استمعت الي صوتها الذي جعلته يتغضن بالألم وهي تهتف : الحقني يا هادي ! 

انتفض هادي من مكانه هاتفا بصوت جعل القلق يدب بقلب وصال : مالك يا امه في ايه ؟!

قالت حميده وهي تتظاهر بالالم : وقعت يا هادي من طولي 

قال هادي بقلب لهيف وهو يجذب عباءته ومفتاح سيارته : جايلك علي طول يا امه 

كانت كلمات حميده التاليه مثيره للدهشه : هات مراتك معاك يا هادي 

استغرب هادي طلب والدته وفسره بمشاعر متشائمه فلم يقل اي تعقيب بل طمأن والدته هاتفا : انا جايلك يا أمه ....ثواني واكون عندك 

أسرعت وصال تلحق به وهي تحاول سحب اي معطف ترتديه فوق ملابسها : هادي استني انا جايه معاك 

التفت هادي لها وقال بسرعه : لا خليكي انتي تعبانه ....انا هروح بسرعه 

حاولت وصال أن تسرع خلفه ولكنه بلحظه كان قد غادر وانطلق بسيارته ...!

........

...

رفعت أحسان حاجبها بينما أخذ عقلها يعمل كالطاحونه تفكر بالخطر الذي يحيط بها ....حميده تتلاعب بها وتنتوي بكل الاحوال طردها طال الوقت ام قصر في النهايه تبقت شهور قليله لتخفض عيناها وتنظر بحقد الي بطنها التي بدأت تنتفخ قليلا وتفكر بأن هذا الطفل لن ينقذها من هذا المصير الذي قد يواجهه معها فحميده ما أن يولد الطفل وتري حالته ستلقيه معها خارجا وكل ما ستحصل عليه من هذا الحمل هو فقط تلك الأشهر الباقيه لحين الولاده ......لذا عليها أن تفكر بخطه أخري !

ضغطها علي هادي باخفاء سره كان يكسبها فقط الوقت وقد توقعت أن حميده معها ولكن الآن ربما حان وقت كشف الحقائق !

............

....

دار العالم للحظه من حول وصال بسبب حركتها المسرعه وهي تجذب ملابسها من الخزانه وترتديها علي عجل بينما قررت اللحاق به .....توقفت للحظات تسحب نفس عميق وتزفره ببطء قبل أن تستعيد ثباتها وترتدي ملابسها وتسرع خلف هادي الذي كان قد وصل إلي منزل والدته..

بأيدي مرتجفه اسرع يضع مفتاحه بقفل الباب ويديره لجهة اليسار ليفتحه. .....خطي بضعه خطوات مسرعه قبل أن تتوقف خطواته وتمتليء نظراته بالاستنكار حينما لمح هذا المشهد !

.....

هتف هادي بسخط بينما كادت المفاجاه تشل أطرافه  : ايه يا بت اللي انتي عملاه ده ؟!

ارتسمت ابتسامه بارده علي شفاه احسان التي صبغتها باللون الاحمر القاني كما لون القميص الحريري الذي ترتديه وقد كشف عن مفاتنها بسخاء ....قامت من مكانها بخطوات متغجنه بينما تحاول اخفاء نظرات الغضب في عيونها من فشل خطتها وقد جاء هادي وحده دون زوجته التي قررت أن تدعها تعرف بكل شيء الليله فأرتدت هذا القميص الذي سيشرح الكثير فلن تكون بحاجه لأي قول يأخذه هادي عليها بل سينشغل هو بتبريرات لن تنفع بشيء ما أن تراها وصال بتلك الهيئه !

قالت بدلال وهي تخطو ناحيته متجاهلة نظراته التي امتلئت سخط واستنكار بينما لوهله ظن أن كل هذا لعبه من والدته التي كان لها هي الأخري خطه وهي احضار وصال لها وجعلها تشرب هذا العمل : عامله ايه يا سي هادي  

نظر لها هادي بسخط واحتقار واتجه الي الدرج ينادي والدته بصوت غاضب : امه ..امه 

التفت ناحيه احسان التي لحقت به لينظر لها بغضب شديد مزمجرا : غوري يا بت البسي حاجه ومتقفيش كده قدامي !

اسرع هادي يفتح باب غرفه والدته بغضب كاد يصبه عليها لولا أن حميده ما أن رأته حتي تألمت : هادي ...الحقني 

اسرع هادي الي جوارها وعقد حاجبيه بينما تراجع عن الظن أن والدته شاركت احسان بتلك اللعبه : ايه يا امه مالك ؟!

فتحت حميده فمها لتشكو لابنها وقعتها المزيفه ولكن عيناها كانت تبحث عن وصال التي لم تدخل خلفه فسألته : فين مراتك ؟!

قال هادي بقلق وهو ينظر إلي وجه والدته : 

هتكون فين ياامه في البيت ....المهم طمنيني ايه اللي حصل 

هتفت حميده بحنق متجاهله سؤال ابنها عن صحتها : 

مجتش تبص عليا ؟!

نظر لها هادي باستنكار : 

وده وقت شغل حموات يا امه ...

قوليلي فيكي ايه ...هز كتفه وقام من جوار والدته وتابع : اقولك انا هجيب الدكتور احسن 

هتفت حميده بسخط وهي تمسك يده : 

وفين مراتك ..هي مش دكتورة 

انتفخ صدر هادي بالحنق من إصرار والدته الذي لم يفهم له سبب : 

يا امه وصال دكتورة عيال مش هتنفعك انا رايح اجيب الدكتور من الوحده بسرعه 

.....

اسرع هادي خارج الغرفه بينما احتقن وجه حميده بالغضب وقد فسدت خطتها ....توقف مره واحده ما أن ظهرت احسان أمامه ليعقد حاجبيه بقوة بينما باغته ظهورها وكاد يصطدم بها لولا أنه تراجع خطوتين للخلف لتخطوهم احسان ناحيته بجرأة متجاهله هادي الذي زمجر بغضب : اوعي يا بت واقفه قدامي كده ليه 

قالت احسان وهي مازالت متوقفه أمامه : 

عاوزاك في موضوع 

هز هادي رأسه هاتفا وهو يحاول أن يبعدها من أمامه : 

مش وقته امي تعبانه 

تفاجيء بها تتوقف أمامه وتضع يدها علي صدره وتهتف به : امك زي الفل 

رفع حاجبه لتهز احسان راسها بتأكيد : اه والله امك زي الفل ...هي بس اللي عملت موضوع أنها وقعت من طولها عشان تخليك تيجي 

نظر لها هادي باستهجان سرعان ما تحول الي نظرات غاضبه ما أن اقتربت منه بجرأه شديدة والقت بجسدها البض بين ذراعيه تهمس باغواء : انا اللي تعبانه من غيرك ...وضعت شفتيها تجاه عنقه وتركت يدها تتحرك فوق صدره وهي تتابع بهمس مغوي : وحشتني اوي ....انا مش قادره اتحمل بعدك ...حس بيا وبالنار اللي بتحرقني كل يوم وانا لوحدي 


..............

.....

نظرت مهجه بغيظ تجاه بهيه التي قضت الليله الماضيه تبكي بينما جافاها دياب ولم يتحدث معها بكلمه وهاهي اليوم ايضا جالسه بنفس الحزن الذي تتحمله من اجل لا شيء !

لترفع مهجه يدها أمام وجهها وتهتف بها : بقولك ايه يا بهيه لو مكونتيش انتي تقولي لدياب انا هقوله 

قالت بهيه برجاء : لا يا امه مهجه عشان خاطري بلاش تقولي له 

نظرت لها مهجه بغيظ ولكن سرعان ما بهتت ملامحها حينما وجدت دياب من حيث لا تدري واقف امامها ويسألها بنبره خشنه : تقولي ليا ايه يا امه !

ابتلعت مهجه بتوتر بينما خفضت بهيه عيناها للأرض 

ليزمجر دياب بحنق : واحده فيكم تنطق !

قالت مهجه دون ندم بينما ظنت أن عرف دياب حقيقه من أضاع العقد لن يبقي غاضب من بهيه : اصل بهيه مقالتش ليك أن دنيا هي اللي ضيعت العقد 

هتف دياب بحده ظنا منه أن دنيا أخذته دون علم بهيه : وليه مقولتيش ليا أنها اخدته من وراكي وانا كنت اتصرف معاها 

قالت بهيه بدفاع : لا يا اخويا ....مأخدتوش من ورايا ولا حاجه حرام ....انا اللي اديته ليها 

اتسعت عيون دياب وأدار رأسه ببطء يتطلع الي بهيه التي انكمش قلبها بصدرها ما أن جذبها دياب من ذراعها وهتف بها باتهام : انتي ادتيه ليها !

اومات بهيه بسماحه : قولت أجبر بخاطرها عشان تجبر بخاطر اختها وتيجي شبكتها 

بخزلان ممزوج بالاستهجان نظر دياب الي بهيه التي كان الاتهام الوحيد الموجه لها انها طيبه ولكنهم لا يصفونها بتلك الكلمه بل بالبلهاء لينظر لها ويهتف بتخلي وهو يغادر الغرفه : انا مش عارف هتفضلي هبله لغايه امتي ؟!

..........

.....

باشمئزاز دفع هادي احسان التي هدرت الدماء الحاره بعروقها تتلهف لقربه فكلما أبعدها هادي تمسكت بقربه وهي تهمس له باغواء اشتياقها له ....بلاش تبعد عني ...وحشتني اوي يا هادي ...انا موافقه افضل في السر ومراتك متعرفش بس متبعدش عني ....انا ...ماتت باقي الكلمات علي شفتيها بينما بعنف هوي هادي علي صدغها بصفعه قويه حينما لم تترك له أي خيار آخر وهي لا تتوقف عن الاقتراب منه وهذيانها بتلك الكلمات 

شهقت احسان ووضعت يدها علي وجهها بألم من صفعته لتلمع الدموع بعيونها وتقول بعتاب : بتضربني عشان بطالب بحقي فيك 

هتف هادي باحتدام : مالكيش اي حقوق عندي ...انا مطلقك يا بنت الناس افهمي بقي 

امسك ذراعها وتابع باحتدام : يابت انا بالرغم من كل اللي عملتيه وانا لسه عامل حساب للعيل اللي في بطنك بس يمين بالله لو كررتي اللي عملتيه تاني ماهعمل حساب لحاجه وبأيدي هرميكي برا ...غوري من وشي 

ركضت احسان من أمامه بينما زفر هادي بضيق بينما تهدجت أنفاسه من عنف حركته لابعادها 

لم يكد يلتقط أنفاسه حتي عقد حاجبيه حينما استمع لرنين حرس الباب .....

ابتلع هادي بصعوبه وسرعان ما حاول تنظيم أنفاسه اللاهثه وهو ينزل الدرج يهندم من ملابسه ويمرر يداه بخصلات شعره يرجعها للخلف 

سبقته احسان تجاه الباب وكانت خطوه هي الفارقه بينما مدت احسان يدها الي مقبض الباب وكادت تفتحه لولا خطوات هادي المسرعه والذي وبخها بغضب : غوري يابت هتفتحي الباب بالمسخره دي ...!

تراجعت أحسان بضع خطوات للخلف بينما احرقتها نظرات هادي الغاضبه وهي تهتف بتحدي : انت مش مطلقني مالك بيا 

صك هادي أسنانه بغضب وقبل أن يفتح فمه كان رنين جرس الباب يتعالي مجددا لذا أدار هادي رأسه 

وبلحظه كان يمد يداه يبعد احسان عن فتح الباب الذي فتحه وتفاجيء بوصال أمامه ....! 

.........

....

قال هادي بتوتر وارتباك فسرته وصال أنه قلق علي والدته : وصال....جيتي ليه ؟!

قالت وصال بقلق : مقدرتش اسيبك ....طمنني مالها طنط 

حاول هادي السيطره علي أنفاسه بينما ظل واقف أمام وصال لا يدع لها فرصه للدخول ...كيف وإحسان خلف الباب ...ابتلع ببطء وأدار رأسه خطفه تجاه احسان التي سرعان ما توارت خلف أحدي الستائر الكبيرة بعد أن ألقت الي هادي نظره كلها وعيد ...!

.........

.... 

كورت احسان قبضتها بغيظ وحقد تملك منها وهي تراه أمام تلك المراه بتلك الهيئه الضعيفه بينما يكاد يحمل خطواتها من فوق الارض وهي نبذها وكأنها جيفه لا تساوي شيء .....هي من تحملت كل شيء منه ومن حميده تأتي تلك الفتاه دون أي حق وتسلب كل هذا منها ...نيران وقادت بداخلها جعلتها تصب غضبها علي خصلات شعرها التي أخذت تجذبها بعنف تعاقب نفسها علي انها كانت اجبن من أن تقف أمام زوجته وتواجهها بكل المخفي ...!

.........

....

نظرت حميده ببرود تجاه وصال التي رفعت معصمها وقاست نبضها وهي تنظر في ساعتها ولم تمهلها الوقت لتتابع ما تفعله بل جذبت معصمها من يد وصال بجفاء وهتفت بها ؛ قولتلك بقيت كويسه يا مرات ابني 

نظرت وصال الي هادي بينما بكل مره والدته من تبدأ بقطع طرق الوصل بينهما لينظر لها هادي برجاء الا تغضب 

قالت وصال بتهذيب وهي تتراجع خطوتين عن فراش حميده : ما دام حضرتك حاسه أنك كويسه تمام ...سلامتك 

اشاحت حميده بوجهها ونظرت الي هادي والي نظراته الراجيه الي تلك الفتاه التي ازداد حقدها عليها وتذكرت لماذا فعلت كل هذا لتستند الي جوارها وتهم بالقيام 

نظر هادي إليها باستفهام : بتعملي ايه يا امه ؟؟

قالت حميده وهي تجذب طرحتها تضعها حول راسها : هنزل اعملكم حاجه تشربوها 

هز هادي رأسه وكذلك فعلت وصال التي  قالت : متتعبيش نفسك يا طنط ارتاحي انتي تعبانه 

هزت حميده راسها بإصرار ليتدخل هادي قائلا : طيب يا امه اقعدي وانا هنزل اعمل الشاي 

ابتلعت حميده وامتلئت نظراتها بالسخط والاستنكار وهي تهتف بابنها : وانت من أمتي بتدخل مطبخ ولا يقف قدام بوتاجاز 

سحبت وصال نفس عميق بينما أدارت حميده عيناها إليها باتهام أنها من غيرت ابنها كما تزعم لتقتصر وصال الطريقون دون الدخول في أي جدل قائله : ولا حضرتك ولا انت يا هادي ...قولي فين المطبخ وانا اعمل الشاي 

نظرت حميده الي لفته وصال ورفضت قبولها لتصر علي إنجاز مهمتها الشيطانيه وهي تهتف بوصال : تحت علي ايدك الشمال و هتلاقي كل حاجه عندك 

اومات وصال وتحركت ومعها تحركت دقات قلب هادي الذي يجهل أين هي احسان 

هم بالخروج خلف وصال ولكن حميده أوقفته بنبره غاضبه : ايه رايح وراها ليه ...هتعزق الأرض عاد ...دي هتعمل كوبايه شاي 

التفت هادي الي والدته بسخط شديد وصك أسنانه بينما 

تابعت حميده بمقت : وبعدهالك يا هادي 

هتف هادي بضيق : وبعدها لك انتي يا امه ....بعتاها تحت ومش في دماغك أنها ممكن تشوف بنت عليوة 

وتعرف 

قالت حميده ببرود : ما تعرف ...في يوم من الايام مسيرها تعرف 

نظر هادي الي والدته بخزلان فماذا يقول ....! 

ليهز كتفه ويهتف بخزي : كأنك مش امي اللي يهمها راحتي !

فقط بضع كلمات بعدها ساد الصمت ورفض هادي سماع أي تبرير من والدته 

......

...

وضعت وصال الاكواب فوق تلك الصينيه لتدير راسها فجاه بينما شعرت بأن هناك من يقف خلفها ليدق قلبها بقوة حينما لم تجد شيء فقط تطاير الستائر الحريريه....لا تنكر أن الخوف تملك منها وامتزج بصورة تلك الفتاه التي تراها بالشرفه لتهز راسها وتبعد تلك الأفكار عن راسها والتي تسمع بها عن العفاريت وتضحك ساخره لتطمئن نفسها .....حملت الشاي وصعدت الي غرفه حميده التي جلست بكمد بينما رفض هادي قول اي كلمه أخري واكتفي بصمت طحن عظامها وهي تشعر كل يوم بابتعاد ابنها عنها أكثر من سابقه وبالطبع ألقت كل اللوم علي وصال بابتعاد ابنها عنها لذا لم يوخز قلبها اي شفقه أو ندم أو لحظه تردد وهي تسترق لحظه تضع بها السحر الذي أعطته لها قدورة بكوب وصال ولكن ابدا قلبها لم يطاوعها أن تضع ولو قطره في كوب ابنها ...!

..........

....

تلك المره لم تكن وصال من رفعت عيناها للاعلي بل كان هادي الي تقابلت نظراته للحظه بنظرات احسان التي سرعان ما تراجعت للخلف كما خفض هادي عيناه ودخل الي سيارته التي سبقته وصال لها بعد أن أجبرت نفسها علي عدم النظر للاعلي حتي لا تعود لتلك الأفكار المخيفه والتي فقط فسرتها بأنها زوجته المتوفيه...!

...........

.....

خلع هادي جلبابه والقاه جانبا بعد أن فتح الماء وانتظر لحظه حتي يدفيء لتتسع عيناه وتكاد تخرج من موضعها حينما وقعت علي جانب عنقه ويري تلك البقعة الحمراء .....! 

لقد هندم كل شيء ولكنه لم ينتبه لاثار احمر الشفاه الذي انطبع علي جانب عنقه !!!

ليمد يداه بسخط يفركه عن جلده ونظرات الاشمئزاز تتغلغل بملامحه وهو يتذكر لمسه احسان له 

وشعور مضني بالذنب يزداد بقلبه تجاه وصال التي نامت بين ذراعيه فلم تكن نظراته المعتذره ابدا كافيه ليمسح بها أخطاءه في حقها ولكن عذره الوحيد أنه يحاول ....يحاول وسيحاول بلا يأس ...!

.........

.....

انتفضت حميده من مكانها علي صوت هذا الارتطام لتسرع تخرج من غرفتها وتتجه الي غرفه احسان التي صرخت بقوة بينما تزيف الالم وقد تمددت علي الأرض متظاهره أنها سقطت 

قالت حميده بهلع : بت يا احسان مالك ؟! ايه اللي وقعك علي الأرض كده 

هتفت احسان ببكاء مزيف بينما تضع يدها علي بطنها : حالي مايل ومعدتش مستحمله .....انا وقعت نفسي عشان أسقط ... !

اتسعت عيون حميده بهلع ومالت ناحيتها تتفحصها بقلب لهيف علي حفيدها : ليه يا بت تعملي كده ....قومي معايا وخليني اشوف فيكي ايه 

قالت احسان ببكاء مزيف : سيبيني يا امه اموت ولا اروح في داهيه وتخلصوا مني انا وابني 

تنهدت حميده بينما تابعت احسان ببكاء : انا هخلص هادي مني ومن ابني عشان مراته الجديده ترتاح 

قالت حميده بنصح بينما كل ما اهتمت له هو حفيدها : يابت انا قولتلك الف مره هي مسيرها تفارق وانتي ام الواد 

نظرت لها احسان بحقد اخفته خلف ضعف نبرتها : ولو فكر ياخد مني الواد 

قالت حميده بوعد كاذب : ميقدرش ...انا هقف له 

ساعدتها لتقوم بينما تتابع : اياك يا ااحسان تفكري تعيديها تاني 

وهل فعلتها بالأساس ...كان مجرد كارت لإرهاب حميده تمهد بت خطواتها التاليه ...!

.........

تقلبت وصال بكسل للجهه الأخري بينما حرك هادي ذراعت برفق من أسفل راسها ومال الي جواره يلتقط هاتفه الذي تعالي رنينه 

حمحم بصوت خشن : الو 

اجابه صوت المحامي مهللا : صباح الخير يا معلم ....عندي ليك خبر حلو 

ابتسم هادي وهو يغلق هاتفه ويضعه الي جواره ثم يتطلع الي وصال التي غرقت بالنوم .....أنها أشاره علي أن ما يفعله يكفر به عن خطاه فهاهو اصلح ما أفسده 

حركت وصال اهدابها بانزعاج بينما شعرت بتلك اللمسات علي جانب وجهها ....مجددا داعب هادي وجنتيها الناعمه بأطراف أصابعه وهو يهمس باسمها لتستيقظ ولكن عبثا فهي تنام بعمق وكأنها بعالم اخر .....جذبت جفنيها تفتحهما بينما شعرت بانفاس هادي الساخنه 

تلامس شفتيها التي أخذها بين شفتيه 

ضحك هادي بينما يرفع نفسه قليلا من فوقها ويترك اسر شفتيها حينما استشعر استيقاظها ليغمز لها بشقاوة : صحيتي يعني 

ابتسمت له وصال بعيون ناعسه ثم استدارت الي الجهه الأخري تهمس له : مصحتش ....عاوزة انام 

مال هادي فوقها وهمس بمكر محبب : يبقي مش هقولك علي المفاجاه اللي محضرهالك 

التفتت له سريعا بفضول : مفاجاه ايه ؟!

قال بتدلل : مش هقولك 

نظرت له وصال بجبين مقطب : هزعل منك 

مال يقبل جانب وجهها قائلا بحرارة : وانا مقدرش علي زعلك ...التفتت له لينطق لها دفعه واحده بهذا الخبر الذي تلاه بمفاجأته لها بافتتاح العياده لها لتصرخ وصال بحماس وتقفز الي حضنه تغرقه بالقبلات وتحتضنه لدقائق طويله بلا توقف بينما تقول بعدم تصديق : بجد يا هادي .....بجد هرجع اشتغل ....لا لا ...وكمان عياده ..لا لا مش مصدقه ...انت بجد عملت كل ده 

قال هادي بعتاب محبب : ايه مش قدها ولا ايه 

هزت وصال راسها وقالت بعيون تفيض محبه : قدها وقدود يا حبيبي 

ابتسم هادي لها بينما دق قلبه بقوة وهو يتطلع الي سعادتها : عبد الحميد خلص كل حاجه والعمال شغالين كلها اسبوع والتاني وعيادتك تبقي جاهزة يا دكتورة 

احتضنته بحب : انا بهبك اوي اوي اوي يا هادي 

...........

...


نزل دياب من سيارته واستدار الي الخلف ليفتح صندوق السياره ويخرج منه هذا القفص الكبير الذي حمله بذراعيه القويه ثم اتجه الي باب المنزل وطرق علي بابه 

قامت وصال بثقل ذهب سريعا ما أن رأت أخيها امامها 

: دياب 

احتضنته بطفوليه ليضحك دياب قائلا : اصبري احط اللي في أيدي 

افسحت له المجال ليدخل بهذا الصندوق الكبير الذي يحمله لتسأله بفضول بينما وضعه علي الأرض : 

ايه ده يا دياب 

قال دياب وهو يعتدل واقفا : 

دبحت من شويه قولت اجيبلك اللحمه طازه وعملت حساب هادي في الكوارع عشان بيحبها 

اتسعت عيون وصال وهي تنظر إلي هذا القفص الكبير المليء باللحم لتضع يدها علي فمها وتهز راسها : لا لا محدش يجيب ليا اكل تاني 

كفايه ....كفايه عزومه حياتي 

ضحك دياب مشاكسا : عزومه ايه ....تلاقيكي طبختي ليها فروج 

هزت وصال راسها ضاحكه : برضه هادي دخل عليا بصندوق كبير زي ده واتدبست في عزومه سمك  واهو نفس الصندوق 

ربت دياب علي كتفها قائلا : بالهنا ...يلا يادوب تعملي الكوارع لهادي 

لوت وصال شفتيها وقال : ودي تتعمل ازاي 

ضحك دياب قائلا : ابقي اسألي امي ولا بهيه 

قالت وصال بابتسامه :بهيه عامله ايه 

قال دياب باقتضاب : الحمد لله 

نظرت وصال الي أخيها ولم تمنع نفسها من التساؤل : 

دياب 

نظر لها أخيها قائلة برفق : 

نعم 

سالته بفضول : 

انت مفكرتش ناوي تعمل ايه مع دنيا لو بهيه خلفت 

عقد حاجبيه بعدم فهم : 

يعني ايه ؟!

: يعني هتطلقها 

نظر لها أخيها بعتاب : يابوي هو ده فكرك عني 

هز كتفه وتابع : 

...اشكر ربنا اني اعمل كده برضه لا لا ...اينعم مكانتش زينه الاختيار بس خلصت واتحسبت عليا وبقت ام عيالي 

ابتسمت وصال له وقالت متنهده : 

عندك حق عشان كده الواحد لازم يفكر مليون مره قبل ما يختار شريك حياته الحياه مش بتبقي احنا بس في ولاد وعيلتين 

غامت عيناها بالحزن بينما تابعت : 

زي ماما وبابا متفقوش 

قال دياب متهربا : 

اهو اللي حصل ....

ماعلينا هقوم انا ....عاوزة حاجه 

.............

.....

تلفت عبد العزيز يمينا ويسارا يبحث عن تلك الافته التي أشار له أحد الصبيه عليها لتأخذه قدمه الي حيث أراد 

: دي وكاله المعلم يا سين 

اوما الصبي ليتابع عبد العزيز : فين المعلم 

قال الصبي : المعلم مش هنا بي الحاجه وداد قاعده هناك اهي 

اتجه عبد العزيز حيث جلست وداد تتابع عدد تلك الصناديق التي يحملها الصبيه الي داخل المخزن 

: السلام عليكم

نظرت وداد الي هذا الرجل الغريب : وعليكم السلام ....أامر 

قال عبد. العزيز وهو يحك عنقه : كنت عاوز المعلم ياسين في كلمتين مهمين 

قالت وداد باهتمام : المعلم مسافر كام يوم بس انا أخته وأسد عنه ...خير يا اخويا ...شكلك غريب مش من هنا 

اوما عبد العزيز ولمعت نظرات الشر في عيناه بينما يقول : غريب ...والغريب اعمي...زي بالضبط المعلم ياسين !

أنزعجت ملامح وداد التي هتفت بحنق : مين اللي اعمي...ما تعدل كلامك يا راجل انت وقول من غير لف ودوران انت عاوز ايه 

هتف عبد العزيز بشر : انا عاوز مصلحه المعلم وجيت افتح عينه ..!

..........

.....

وضعت وصال يدها علي أنفها بينما علقت رائحه الطعام المطبخ والتي جذبت اقدام هادي ما أن دخل الي المنزل ليتجه الي المطبخ : الله الله ....

ابتسمت وصال له بينما وقف خلفها يحتضنها من ظهرها ويقبل جانب عنقها : عملالي اكل ايه 

استدارت وصال له ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها لتحيط عنقه بذراعيها قائله بدلال : كوارع 

رفع هادي حاجبه ضاحكا : مش مصدق ...كوارع مره واحده 

قالت وهي تهز كتفها : شوفت بقي انا بحبك اد ايه 

عقد هادي حاجبيه بينما بلحظه تغيرت ملامح وصال واسرعت تبعد يداه عنها وتركض للحمام بينما داهمها شعور قوي بالغثيان ....! 

استندت وصال الي ذراع هادي الذي تملك منه القلق لتلك الحاله التي تكررت معها والتي جعلت تلك الظنون القويه تتملك من وصال التي بدأت تفهم سبب حالتها 

نظر هادي بقلق الي وجه وصال الشاحب وقال برفق بينما أمسكت وصال بورقه وقلم تدون شيء : تعالي اخدك للدكتورة احسن يا صولا 

هزت وصال راسها والتفتت إليه بابتسامه هادئه وهي تعطيه تلك الورقه : مفيش داعي يا حبيبي ...هات بس ليا من الصيدليه المكتوب في الورقه دي لو سمحت 

أخذ هادي الورقه من يدها ونظر الي الابتسامه المرتسمه علي شفتيها ليقول بتوجس : اوعي يكون اللي في بالي !!

لا يا شهد العسل انا معرفش اجيب الحاجات دي 

ضحكت وصال بوهن علي ظنه والذي يناقض ظنها ولكنها في كل الأحوال لن تقول شيء قبل أن تتأكد 

: لا متخافش مش اللي في بالك 

............

.....

زمت وداد شفتيها بينما وضعت راسها بين كفيها بكمد تفكر ماذا ستفعل وماذا ستخبر أخيها ....!.

......

..........

تجاهل دياب نداء بهيه وتابع طريقه الي غرفه دنيا ....لتنظر له بهيه بعتاب : برضه مش هترد عليا يا دياب 

صمت وسار بضع خطوات قبل أن يتوقف ويستدير إليها حينما هتفت بشراسه  : انا مش هبله يا دياب !!

.........


اسرع هادي يمليء الكوب بالماء ويتجه الي الغرفه حيث استلقت وصال علي الفراش ليدخل إليها وهو يمسك بكوب الماء وبتلك العلبه يناولها لها وهو يقول بحنان : خدي يا شهد العسل جبتلك الدوا 

نظرت وصال الي كوب الماء الذي مد يده لها به مع العلبه لتسأله : ايه ده يا هادي ؟

قال هادي بعفويه : جبتلك مايه تاخدي بيها الدوا 

انفلتت منها ضحكه عاليه لم تستطيع منعها وهزت راسها وهي تاخذ منه العلبه وكوب الماء لتضعه بجوارها وتقوم من الفراش قائله بمرح : لا يا حبيبي ده مش بيتاخد 

عقد حاجبيه بعدم فهم : امال ايه !؟

اتجهت وصال الي الحمام وهي تقول ضاحكه بينما أخذت علبه تحليل الحمل معها : ده تقعد هنا تستني !

لم يفهم هادي شيء لتجده وصال حينما خرجت يتحرك ذهابا وإيابا بقلق ...هادي 

التفت اليها وبلهفه سألها : اخدتي الدوا ؟!

قالت وصال ضاحكه مليء فمها وهي ترفع أمامه الاختبار : انا حامل يا هادي !! 

بعدم استيعاب ردد هادي تلك الكلمه التي كانت وكأنها ضاعت من ابجديات قاموسه ولم يعد يعرف معناها : حامل 

نظر إليها والي السعاده المرتسمه علي وجهها وهي تهز راسها ليقول بكلمات مبعثره بينما بالفعل شعر لوعله أن دقات قلبه تكاد تتوقف 

...يعني ..يعني هتولدي ؟! 

ضحكت وصال بينما غابت عنه الابجديه ولم يعرف ماذا يقول أو كيف يعبر عن فرحته التي لم يظنها ستكون كما تلك اللحظه التي لا تصفها كلمات .....ازدادت ضحكه وصال الناعمه بينما تمازجه : لا هبلعه 

نظر لها هادي بعتاب : وصال 

قالت وصال بدلال بينما سعادتها لا توصف وهي تري حالته : لا قولي شهد العسل 

امسك هادي بذراعيها يقربها من صدره بينما عيناه لا تكتفي من النظر إليها : شهد العسل قوليلي بس .... حامل حامل بجد 

رفعت وصال حاجبيها ضاحكه : 

مالك ياهادي هو في هزار 

قال هادي وهو يهز رأسه : 

مش مصدق استحمليني 

مال يحتضنها ويضمها إليه بقوة وهو يردد : 

مش مصدق يا وصال 

ربتت وصال علي ظهره بينما قلبها شعر بحب شديد ممزوج بالشفقه تجاهه وهو يتحول بلحظه لطفل صغير يقفز من السعاده : صدق يا حبيبي 

شق صوته سكون المنزل بينما يرفع يده للاعلي بامتنان : 

بسرعه كده ......يابووي علي عوضك يارب 

اصبر سنين وتديني في كام يوم جزاء كل اللي صبرته ...كرمك يارب

انحني علي الأرض يسجد شكر 

لتسرع وصال هي الأخري تجذب إسدال الصلاه وترتديه  قام هادي والتفت إليها ليأخذ بيدها قائلا : بتعملي ايه يا شهد العسل 

انتي متتحركيش من مكانك 

قالت وصال بابتسامه : هصلي ركعتين شكر 

قال هادي سريعا : صلي وانتي قاعده 

ضحكت وصال قائله : 

ليه اتشليت ؟! 

قال هادي بحنان : 

عشان ترتاحي 

ربتت وصال علي كتفه قائله : 

انا زي الفل ...عادي ياهادي الحامل مش مشلوله بتعمل كل حاجه 

غمز بشقاوة قائلا : كل حاجه 

لكمته وصال بخفه في كتفه : 

يوه عليك انا بقولك هصلي اوعي عشان اروح اتوضي 

ضحك هادي قائلا : طيب اقعدي وانا اجيبك الميه لحد عندك 

رفعت حاجبها ضاحكه : كمان ...لا ياحبيبي مش مستاهله  

هروح اتوضي ويلا عشان نصلي سوا 

اوما هادي قائلا بحب بينما يحيطها بذراعه : 

هصلي واشكر ربنا وادبح واعمل كل حاجه عشان ربنا يبارك ليا فيكم 

قالت وصال بحب وهي ترفع عيناها اليه ::

حلو اوي فيكم دي ...مقولتش في البيبي بس 

قال هادي بحب : انا طاير من الفرحه عشان العيل ده منك انتي

قالت وصال وهي تقلب جبينها :  يعني مش عشان سنين ونفسك تبقي اب 

هز رأسه وقال بصدق : 

ولا فكرت فيها قبلك 

احتضنته وصال قائله : 

بحبك اوي اوي يا هادي 

قبل راسها قائلا : 

وانا بموت فيكي 

......... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

...


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. فصل جميل ونهاية لطيفة ربنا يستر في إلى جاي لما تعرف وصال

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !