( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تعكرت ملامح ياسين وهتف بأخته بعدم رضي : ليه كده يا بت الناس ...ليه تتصرفي من دماغك قبل ما ترجعي ليا
قالت وداد وهي تشيح بوجهها عن نظرات عتاب أخيها : اهو بقي اللي حصل يا ياسين .....كنت عاوزين اعمل ايه ؟!
هتف ياسين بسخط ممزوج بالحيره : ترجعيلي وانا اشوف
قالت وداد بتأكيد : مكنش ينفع اصبر وبعدين انا عملت اللي عليا وروحت بنفسي اتأكد من كلام جوزها وسألت الراجل وطلع الكلام صح
عقد ياسين حاجبيه بقوة وهز رأسه برفض لتتابع وداد وهي تلتفت إليه : هو يعني كنت واقع في هواها يا اخويا .... انا اللي خطبتها ليك وهشوفلك الاحسن منها
بلاها اللي ورها كلام دي
تنهد ياسين وقال بعتاب :
ظلمتيها لما سمعتي من طرف واحد
قالت وداد بدفاع عن نفسها :
خوفت علي سمعتك... تاخد ليه واحده عليها قيل وقال!!
نظرت إلي أخيها وتابعت : بقولك سألت الراجل
هتف ياسين بسخط ؛ وانا بقولك سمعتي من طرف واحد .....زفر وتابع وهو يجذب عباءته ويلقيها علي كتفه : هو يعني طليقها هيقول عنها ايه ....؟!
احتدت نظراته بينما يتابع بوعيد : انا ليا صرفه معاه
نظرت وداد الي أخيها الذي اندفع الي الباب : انت رايح فين يا ياسين ؟!
لم يجيب ياسين عليها واندفع خارج الباب لتسرع وداد تجذب طرحتها وتضعها حول وجهها وتحاول اللحاق به :
استني يا ياسين .....تابعت بقلب لهيف وهي تركض خلف أخيها خشيه من أن يندفع لشيء متهور : استني يا اخويا ...بالله عليك انت عندك عيال متوديش روحك في مصيبه !
لم يستمع ياسين إليها وسرعان ما كان يتحرك بخطوات غاضبه وخلفه اخته تحاول أن تسرع اثر خطواته !
......
......
ارتبكت نظرات هادي وتحركت دقات قلبه بعشوائية داخل صدره الذي ضاق بهذا الحصار ليصرخ عقله به أن يتحدث ويكتفي من ذلك الحمل الذي اثقل ظهره ويكتف يداه .....ليتنازع قلبه وعقله للحظات طويله بقيت وصال خلالها تتطلع إليه بحيره واضحه جعلت نبرتها تخرج حاده بينما اشاح هادي بوجهه هاتفا : معرفش يا وصال
: يعني ايه متعرفش يا هادي .....نظرت إلي الروشته بيدها ولاح في عيناها اتهام دون دليل ولا تعرف اي تهمه تستطيع توجيهها غير شعورها بأن هناك شيء ما غير طبيعي لتهتف بانفعال طفيف : ايه اللي متعرفهوش...بسألك نشوي حامل ولا لا وبعدين ما انا قابلتها الصبح ومقالتش أنها تعبانه ...رفعت الروشته وتابعت بعيون ملئتها الحيره حد الإرهاق : وايه الروشته دي ....مكتوبه بالعربي ومفيش اسم مريض فيها ...انا حاسه انكم مخبين عليا حاجه
ضاق هادي ليلتفت الي وصال ودون إرادته تخونه نبرته فتخرج محمله بانفعال الضغط عليه والحصار : حاجه ايه يا وصال اللي هخبيها
هزت وصال كتفها وقالت بحيره : معرفش بقولك حاسه
....انت مش شايف حاجه غريبه في اللي قولته ...بتاعه مين الروشته دي لو مش بتاعه اختك
ابتلع هادي ببطء لتلتقي نظراته بنظرات وصال التي تشعر بأن هناك شيء ما مهما قال لسانه العكس لتجد نفسها تسأله دون تفكير بينما نظراتها الضائعه تحاكي نظراته : هادي انت متجوز عليا ؟!.
اتسعت عيون هادي وتحركت أصابعه تقبض علي كفه
ويري الضياع والشتات بنظراتها فتصعب مهمته لذا سبقه قلبه يطمأن قلبها : انتي بتقولي ايه يا وصال ...انا اتجوز غيرك ؟!
قلبه صادق ولسانه كاذب يحرف الحقيقه ويضيف حمل جديد الي احماله الثقيله ..... هزت وصال راسها بينما هي نفسها لا تتخيل أن تسأل سؤال كهذا وتتذكر كلمات والدتها بأن تتبع قلبها
لتقول وهي تزفر ببطء : لا
خفضت عيناها ونظرت الي الروشته مجددا وهتفت بشتات وحيره : امال ايه ده ؟!
.........
.....
ارتمت سمر اسفل قدم دياب تبكي بقهر ليميل دياب ناحيتها بعفويه وسرعان ما يمسك بكتفها ليوقفها وهو يقول برفق : مصدقك يا ام عبد الله
رفعت سمر عيناها الباكيه تجاهه لتلتقي بعيناه التي تخبرها أنه يصدقها بينما لم يكد دياب يبعد يداه عن كتفها حتي كانت صرخه دنيا تتعالي من خلفهم
: يالهووووي .....كمان جوزي !!
اتسعت عيون دياب بصدمه بينما ارتجفت شفاه سمر المقهورة حينما تعالي صراخ دنيا بعيون قويه تبجحت باتهام اختها : كمااان جوزي ....مش كفايه سيرتك اللي علي كل لسان اللي خلت الراجل يهج وياخد شبكته بعد ما عرف مشيك البطال وخلت امي تموت بقهرتها كمان دايره تلفي شباكك علي جوزي
بتلك البساطه تقذف التهام ....بتلك القوة وبتلك العيون المليئه بالبجاحه تتهمها بما ليس فيها .....دار العالم من حول سمر وهي تري مقدار بشاعه العالم الذي لا يرحم ضعيف فماذا فعلت لتدعس عليها كل تلك الاقدام ...!
استدار دياب ناحيه دنيا وهتف بها بينما يمسك ذراعها بعنف : اخرسي يا بت قطع لسانك ...بقي في واحده تقول علي اختها كده ؟!
نزعت دنيا ذراعها من يد دياب الذي مازال مصدوم مما يراه ويسمعه ....: اخت !! سلامات يا اخت ....اختي جايبه لينا العار ....انا مش هخرس كفايه خرست كتير علي سيرتها البطاله عشان خاطر امي لما كانت بتترجاني
اهتزت نظرات دياب بينما تتجلي دنيا وهي تعيش الدور وبعزم قوي تتابع سلخ اختها بسوط لسانها بهتانا وظلما : امال كنت فاكرني بقولك بلاها جوازتها ليه . .. ماهو عشان خوفت المعلم ياسين يعرف وسمعتك تتطال ...سكتت عشان خاطر امي اللي قالت ليا استر عليها بس كفايه لغايه كده ....اييييه هستني تلف عليك بشويه الكهن بتوعها لا ده انا هعملها فضيحه
مكفهاش عمايلها اللي خلت سيرتها علي كل لسان كمان عينها عليك
تلجم لسان سمر بينما تري مقدار بجاحه الظلم
الذي لم تتخيل أن يكون بتلك القوة أمام الحق لتصمت هي التي معها الحق ويتعالي صوت الباطل كما تفعل اختها الان
تشعشعت نظرات الانتصار بعيون دنيا التي سبقت اي كلمه قد تقولها اختها لتهنيء نفسها بينما رأت نظرات دياب الذي أخذ لحظه ليس حيره منه أو تصديقا لها كما ظنت بل استيعاب أن هناك اخت تفعل باختها هذا ...ليس معه دليل ولكن قلبه لايصدق أن تلك المسكينه بهذا الصورة لتنصعق ملامح دنيا ما أن هوي دياب علي صدغها بصفعه قويه اخرسها بها لتتسع عيونها وتضع يدها علي وجهها وتهتف به بعدم تصديق : بتضربني يا دياب ...بتضربني عشان الخاطيه دي.....قبل أن يرد دياب الصفعه مجددا صرخت دنيا بينما بلحظه اندفعت سمر ناحيتها وقد تشعشع الغل بملامحها لتخرج نبرتها محمله بالغل المتولد من كل القهر الذي نالته : انتي ايه.....اييييه شيطان ...شيطان
بوغت دياب بانقضاض سمر علي دنيا التي حاولت دفع اختها عنها ولكن يد سمر أطبقت علي شعرها لتتعثر خطوات دنيا وتسقط أرضا وتنقض سمر علي تلابيبها صارخه بعنف : جايبه البجاحه دي منين .....بتتهميني في شرفي عشان مقولش علي .....ماتت باقي الكلمات علي لسان سمر بينما تدخل دياب يحول بينهم لتستغل دنيا الفرصه وتكمم فم اختها وتطرحها أرضا وتضع يدها حول عنقها بينما حاول دياب أن يحول بينهم ويدفع بدنيا بعيدا عن اختها التي حاولت التقاف أنفاسها ونظرت الي دياب بأنفاس متهدجه :انا هقولك علي كل حاجه
زاغت عيون دنيا التي أخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة للحظه مرت عليها ساعات طويله ....هي هي اللي بتكذب راحت لعبد العزيز واتفقت معاه عليا ...هي اللي بتكذب عليك ....وبتسرقك ...الدهب ...!
اااااه صرخه عاليه انبثقت من شفاه سمر بينما بلحظه كانت عيون دنيا الزائغه تقع علي هذا الراديو القديم والذي سرعان ما جذبته وبلا تفكير هوت به علي رأس اختها ....!!
..........
....
ابتلعت نشوي ببطء وتغضنت ملامحها بالتوتر الذي جعل دقات قلبها تتحرك بقوة داخل صدرها الذي اعتصره الضيق بينما تقول بلسان مرتبك : دي ...دي واحده ..واحده غلبانه من البلد كانت عاوزة العلاج
فقولت ...قولت لهادي يجيبه
نظرت وصال الي هادي الذي لم تكن حالته افضل من أخته التي كانوا يستمعون إليها من خلال الهاتف الذي وضعته وصال علي أذنها تستمع لاجابه نشوي التي لم يكن أمامها إلا أن تسألها لعلها تجد إجابات لهذا الوضع الغير مفسر
: تعرفيها ؟!
قالت نشوي بتوتر : اهو واحده من البلد
اومات وصال ولم تجد ما تقوله لتغلق الهاتف وتضعه بجوارها بينما مسح هادي وجهه ونظر الي وصال وسأل نفسه أن حان الوقت لقول الحقيقه التي ستخرجه من بحر الكذب الذي سحبه عميقا لدوامات لا نهايه لها وجعل من كذبه واحده خطايا لا تعد ولا تحصى !
.........
.....
ضربه واحده كانت كفيله بجعل الدماء الغزيرة تتدفق من رأس سمر التي زاغت عيونها وثقل لسانها ولكن تلك الضربه لم تكن كافيه لدنيا التي انهالت بالضربات واحده تلو الأخري فوق راس اختها التي غرقت بدماءها واغرقت يد دياب الذي كان تدخله متأخرا بينما اصابه الشلل وقد حدث كل شيء بلحظه فأبعد دنيا عن اختها بعد فوات الاوان ......نظر إلي الدماء التي لطخت يداه وملابسه بهلع دب في اوصاله والتفت الي دنيا التي بقيت مكانها وقد تسمرت عيناها علي بركه الدماء التي وقعت اختها صريعه بوسطها ...تهدجت أنفاسها وغاب عقلها بينما تردد بهلع ...انا ....انا ....انا معملتش حاجه ....هي .....هي اللي ....ماذا تقول وماذا تفعل وماذا فعلت ....؟!
ضاعت كلماتها وللحظه أصيبت بالشلل كما حال دياب الذي حاول استجماع نفسه ومال سريعا تجاه سمر يضع يده مكان جرحها النافذ ولكن سرعان ما أغرقت الدماء الغزيره يداه ليجذب شاله الأبيض الذي يضعه حول عنقه ويحاول أن يضغط به فوق الجرح النافذ وهو يصرخ بدنيا....عملتي اييييه ....عملتي ايه
اتسعت عيون دياب بقوة بينما تسمرت عيون دنيا علي الأرض التي غرقت بتلك الدماء .....جرت دنيا جسدها الي الخلف وهي تستند بذراعها لتقوم بينما بخطوات مسرعه كان دياب ينحني ناحيه سمر التي أغرقت يداه بدماءها يحاول بجهد إنقاذها
توجهت عيون دنيا الي الباب وسرعان ما هتفت بدياب الذي كان مايزال يحاول بقلب لهيف تحريك سمر لاسعافها : قوم يا دياب ...قوم بسرعه قبل ما حد يجي ويشوف ...سيبها وقوم من هنا
نظر إليها دياب بعدم استيعاب بينما تكرر : سيبها وخلينا نمشي من هنا قبل ما حد يجي !
هتف دياب باستهجان ومازالت سمر الغارقه بدماءها بين يديه
: هتسيبي أختك غرقانه في دمها !
هتفت دنيا بقلب متحجر بينما بحسبه بسيطه عليها أن تختار نفسها كما فعلت دوما وستفعل : اه
نظر إليها دياب بعيون مستنكره تلك البشاعه التي لم يتخيلها بها بينما مازالت صورتها وهي تهوي علي رأس اختها بالضربات المتتالية بهذا الغل لا تفارق عيناه
لتهتف دنيا وهي تحاول جذبه بينما تشبث بأختها التي رقدت بين ذراعيه كالجثه : اه هسيبها وانت كمان هتعمل زيي ....قوم معايا وخلينا نمشي من هنا ولا كأننا نعرف عنها حاجه ووقت ما يلاقوا جتتها نقول إن اكيد عبد العزيز اللي عملها عشان مشيها البطال
اهتزت نظرات دياب بينما مقدار البشاعه التي يراها بوجه تلك المراه الاخر لم يكن يتخيله يوم ....نعم لم يرتاح يوما ولكن أن تكون بكل هذا الغل والحقد ....توصم اختها بعار وتلطخ يدها بدماءها دون أن تهتز ....هو الرجل الذي كان يهز الارض بخطواته يتسمر مكانه كالمشلول بينما هي المرأة تخطط بتلك السرعه والبساطة وتحيك هذا المخطط ....رأت في عيناه الرجل الذي سيرفض كما رأته دوما لتنظر له بشر بالغ وتتابع بحقد :
يبقي انت اللي اخترت وانا هختار نفسي ...رددت وهي تواجهه بنظرات قويه بينما تتابع بتبجح : انا كل اللي يهمني نفسي ...هصرخ والم عليك الناس واقول اني شوفتكم مع بعض وانك اللي قتلتها !! اااه ماهو انا معملتش حاجه ...انت اللي ضربتها وانت بتحاول تخليها تسكت لما قالت ليا انكم عايشين مع بعض في الحرام
تهدجت انفاس دياب ونظر لها بعدم تصديق : هتسجني جوزك ابو عيالك
هتفت به دنيا بغل : واخلص عليك زي ما خلصت عليها
صرخت بقوة بينما كان ذراعها هو أول ما وصل إليه ذراع دياب الذي استند الي ذراعه الأخري وهب سريعا ولكن كانت دنيا اسرع وهي تدفعه وتركض الي الباب المفتوح الذي لم يكد دياب يصل إليه حتي استدار سريعا ونظر الي تلك التي تنازع بأنفاس ضعيفه ليترك الركض خلف دنيا ويسرع تجاه سمر التي خرجت من بين شفتيها همهمه خافته بينما بالكاد حاولت أن ترفع أحدي ذراعيها ليهتف دياب بقلب لهيف ..ام عبد الله...متخافيش يااختي هنجدك ....هنجدك لأجل عيالك
مال عليها ليحملها لتتمسك سمر بذراعه بقبضه ضعيفه سرعان ما تراخت بعد أن نطقت باخر كلمه ...عيالي ...!
.........
.....
ياسين .....استني يا اخويا
لم يستدير ياسين وتابع طريقه الي منزل سمر الذي أصبح أمامه لتسرع وداد تتوقف أمامه : انت رايح فين ....رايح لها ليه ...كل واحد راح لحاله يااخويا ....أسمع كلام اختك ..البت دي مش هيجي من وراها خير
هتف ياسين وهو يبعدها من أمامه : بزياده واوعي من طريقي ....ربك قال إن بعض الظن اثم وحقها اسمع منها
ابعد أخته من أمامه واتجه الي مدخل المنزل لتزفر وداد وتلحق به ولكن سرعان ما تقهقهر ياسين للخلف حينما اصطدمت به دنيا التي كانت تركض بأقدام متعثره من اعلي الدرج ....دفعته دنيا التي غطت وجهها بطرحتها السوداء واندفعت خارج الباب لتقف وداد مكانها وتنظر الي أخيها الذي أدار رأسه بدهشه عمن تكون تلك التي تركض بتلك الطريقه .....!!
........
...
اتسعت عيون ياسين الذي تسمرت أقدامه لدي الباب المفتوح ووقعت عيناه علي دياب الذي حمل بين ذراعيه سمر الغارقه بدماءها
صرخت وداد صرخات متتاليه وهي تضرب صدرها بيدها بينما كل ما نطق به ياسين بلسان ثقيل ....ليه يا بوي ....ليه تعمل كده ؟!.
لم تصل كلمات ياسين الي دياب الذي لم يفكر في شيء بتلك اللحظه الا إسعاف تلك الراقده بين ذراعيه حتي وان كان يخبر نفسه مع كل خطوه آن الاوان قد فات !
: بسرعه يا ياسين ......بسرعه ناخدها الوحده البت دمها اتصفي .....؟!
اسعااااف
حاول ياسين اللحاق بدياب الذي ما أن خرج بسمر يحملها حتي كانت الجيران قد تجمعت علي صراخ وداد
يالهووووووي
تجلت صرخات وداد التي أخذت تضرب صدرها بقوة وتمسك بيد أخيها تحاول سحبه .....رايح فين يا اخويا .....اهو شوف آخره جراير الجوازه الشوم .....قتلها ...قتلها !
بسرعه يا اخوي طلع مفتاح العربيه من جيبي
صاح دياب بياسين الذي كان حاله كحال الجميع مصاب بالشلل من الصدمه ....اميييي
تعالت صرخه عبد الله الذي راي والدته بتلك الحاله لتركض أخته الصغيرة تلحق به والدموع تسبقهم ....من يضرب كف بالآخر ومن يسأل عما حدث ومن يهمهم ومن يبكي ...مشهد أخذ لحظه مرت علي كل واحد واقف يري المشهد بطريقته
استجمع ياسين نفسه والتقف سمر من بين ذراعي دياب الذي اسرع يمسح يده بجلبابه ويمد يداه الي جيبه ويجذب مفتاح سيارته التي انطلق بها ....!
.........
....
: وصال انا عاوز اقولك حاجه
بلهفه نظرت وصال إليه بينما تريد أن تعرف سبب تلك الملامح التي تلبست ملامحه وكأنه واقع ببئر عميق وما سيقوله سيخرجه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ....!
: معلم هادي .....يا معلم هادي
قام هادي من مكانه بينما تعالت تلك الطرقات الهوجاء علي الباب الزجاجي ومعها تعالي ذلك الصوت الذي يناديه بهلع. !!
فتح هادي الباب ليهتف أحد الصبيان بصوت عالي صارخا ...الحق يا معلم هادي ....في دوشه عند بيت نسايب المعلم دياب
اتسعت عيون هادي بهلع مرددا : في ايه يا واد
صاح الصبي وهو يشير للخارج: معرفش يا معلم بيقولوا حد مات والناس فوق بعضها هناك
ارتجفت دقات قلب وصال ...دياب
في ايه يا هادي
لم يقل شيء بل اسرع يلحق بالصبي ما أن تعالي صوت صفارات سياره الإسعاف والتي دوت بقلب وصال الذي كاد يتوقف وهي تلحق بهادي ....في ايه يا هادي فهمني اخويا جراله ايه
هتف هادي بشتات : معرفش يا وصال....هروح اشوف في ايه
أسرعت وصال تلحق به ليتوقف هادي وينظر لها : رايحه فين
قالت وصال بلا تفكير : جايه معاك
هتف هادي بنفاذ صبر. : رايحه معايا فين .....ارجعي يا وصال وسيبيني يا بت الناس أشوف في ايه وهطمنك
هزت وصال راسها وسبقت خطواتها خطواته ليزفر بحنق : يابوووي علي راسك الناشف ...!
......
توقفت حميده أمام ابنتها التي أخذت تجمع ملابسها بحنق: رايحه فين يا بت ؟!
هتفت نشوي بسخط : راجعه بيتي هكون رايحه فين يا أمه ....بزياده بقي انا كل يوم باخد ذنوب وانا عماله اكذب علي البت الغلبانه دي
نظرت لها حميده باستنكار : وهو انا اللي قولتلك تكذبي عليها ..لوت شفتيها وتابعت متبرطمه : انتي بتكذبي عشان اخوكي مش عشان خاطري ....!
زجرتها وتابعت بحنق : ما تقولي ليها علي اللي فيها وخلينا نخلص
توقفت يد نشوي عما تفعله ونظرت الي والدتها التي تابعت متهكمه : أيوة يا اختي ..قولي ليها وريحي ضميرك من الكذب !
زفرت نشوي واشاحت بوجهها وعادت لتجمع ملابسها لتمسك حميده بيدها وتهتف باستنكار : انتي مش بتردي علي امك يا نشوي ؟!
صاحت نشوي بضيق : ارد علي ايه يا امه ؟!
قالت حميده باحتدام وهي تنظر لابنتها : تردي علي كلامي ....بقولك قولي لبت مهجه ولا عاجبك اللي احنا فيه واللي اخوكي حاططنا فيه كلنا
كورت قبضتها وتابعت بسخط : مخلي بنت عليوة ماسكه علينا ذله وانا اللي كنت ببصه واحده بس انططها مكانها مبقتش اقدر اقول لها تلت التلاته كام ....ازدادت نبرتها سخط وهي تتابع : اخوكي اللي تتهز له شنبات بقي قدام بنت عليوة مش بيفتح بوقه عشان ماسكه عليه ذله وقدام بنت مهجه مش بيفتح بوقه بكلمه عشان خايف علي زعل الغندورة وانا عايشه بقهرتي علي ابني وانا شايفاه بينخ كده قدام الحريم
صاحت حميده وتابعت بغضب شديد : خايف من ايه ده يدوس عليهم بجزمته إذا كان دي ولا دي ....عامل حساب اوي لبنت مهجه ليه ....ماهي بقت مرته و طوعه ولو فكرت تفتح بوقها يكسر ليها ضلع يطلع لها اربعه وعشرين
هتفت لابنتها بسخط : قولي له الكلمتين دول هو بيسمع كلامك ...!
زمت نشوي شفتيها وهتفت بسخط : هادي مش بيسمع كلام حد الا دماغه
اغلقت حقيبتها وتابعت وهي تتجه لتحمل ابنها : انا ماليش دعوه عاد بمواضيعكم دي ...انا راجعه بيتي وهادي يصطفي ويعمل اللي يريحه !
.........
.....
ربتت بهيه برفق علي ظهر الصغير الذي حملته وأخذت تتحرك به ببطء لينام بينما تتحدث بخغوت هي ومهجه التي وضعت الصغير الاخر فوق ساقها تداعب شعره بحنان : البت اتاخرت اوي يا امه ومحدش عارف راحت فين ؟!
قالت مهجه بتفكير : تكونش قالت لدياب ..أكلمه اساله
هزت بهيه راسها هاتفه : لا يا امه بلاش الله يسترك... احسن يكون مش عارف انها طلعت ويعمل معاها مشكله
غص حلقها وتابعت : وانا مش حمل لسانها يا امه ترجع تقولي وقعتي بيني وبينه
نظرت لها مهجه بضيق وهتفت : وانتي مش فيكي لسان يا بهيه
اومات بهيه وهتفت بضيق : أيوة يا امه وسمعت كلام وصال وبقيت ارد بس انا مش كده ...انتي عرفاني يا امه انا محبش المشاكل
قالت مهجه برفق : ربنا يبعد عنك المشاكل يا بتي
نظرت مهجه الي الصغير الذي غفي علي كتف بهيه لتهمس : مصطفي نام
اومات بهيه قائله : هطلع احطه في فرشته وانزل اخد علي من علي رجلك يا امه
اومات مهجه لتضع بهيه الصغير في فراشه وتميل تقبله بحنان وسرعان ما نزلت وحملت أخيه التوأم ووضعته بجوار أخيه ..!
.......
...........
لم يكد دياب الكبير ينزل من سيارته التي دلف بها الي فناء المنزل حتي توقفت ساقه مكانها علي صوت ذلك النداء ....معلم دياب ....الحق يا معلم دياب
توجهت مهجه الي الباب لتفتحه حينما استمعت الي صوت سياره ابيها ليلتاع قلبها ما أن سمعت ما صاح به ذلك الرجل
: الحق يا معلم دياب ...!
تهدجت انفاس مهجه وبقيت واقفه مكانها بينما عاد دياب الكبير الي سيارته التي سرعان ما تحرك بها بعد أن قفز ذاك الرجل الي جواره يخبره بما حدث وانتشر في أرجاء البلده كما حال انتشار النار بالقش
استغربت بهيه ملامح مهجه ..في ايه يا امه مالك ؟!
بلسان ثقيل رددت مهجه وهي لاتقوي علي الوقوف لتخونها ساقها وتهوي أرضا علي ركبتيها : دياب .....دياب يا بهيه ...بيقولوا دياب قتل اخت دنيا !!
...........
.....أصدرت اطارات سياره هادي صرير قوي ما أن أوقفها أمام منزل فاطمه لينزل منها مسرعا وخلفه وصال ....شق الجموع واسرع الي الداخل لتتسع عيناه ويتلجم لسانه بينما وقعت عيناه علي بركه الدماء التي توسطت الصاله الكبيره .....تعالت انفاس وصال التي بالكاد استطاعت أن تقف لتستند الي يد هادي وتهتف بلسان ثقيل بينما تري تلك الدماء : ايه ...ايه اللي حصل ...اخويا. اخويا يا هادي حصل له ايه ؟!
مثلها لا يعرف شيء وسرعان ما تبرع أحد الموجودين بأخبار تلك القصه التي حيكت من لسان لآخر وكل لسان يزيد كلمه
: المعلم دياب قتل الست ام عبد الله ......لسان اخر اصبح يردد : عشان الورث
لسان غيره يردد : ورث ايه لهو المعلم دياب محتاج ورث
لوت امراه شفتيها : امال ليه ....؟!
وغيره وغيره وكل لسان بكلمه وكل كلمه تطن بأذن وصال التي أخذها هادي يسير بها من بين تلك الجموع ليضعها بسيارته وسرعان ما يتجه بغضب اهوج ينقض علي تلابيب أحد الرجال الذي كان يتابع روايه قصه أخري : اهو طمع في اخت مراته واتهجم عليها ....
انخرس الرجل بينما انقض هادي علي تلابيبه وصاح به
مزمجرا بغضب : اخرس يا راجل يا ناقص ....كنت معاهم اياك عشان تقول وتعيد زي النسوان
اطبق بقوة أكبر علي تلابيبه بينما ينازع الرجل برجاء : حقك عليا يا معلم هادي ...انا بقول اللي سمعته
هتف هادي من بين أسنانه : تخرس بدل ما اخليك تبلع لسانك
زمجر وهو يترك الرجل الذي تقهقر للخلف بيننا وقفت الجموع تتطلع إليه : ايه يا اهل البلد ....حد منكم كان واقف وشاف اللي حصل ولا زي ابو بكر اللي بيقول اللي سمعه ومن لسان للسان تجيبوا سيره وليه بين ايادي الله وراجل مشفتوش منه إلا كل خير. ....بزياده وكل واحد علي داره
وضعت وصال يدها علي وجهها تهز راسها بعدم تصديق أو استيعاب لكل ما تعيشه ....مؤكد كابوس !!
.........
...
استند دياب الي الحائط بانهزام بينما تحرك ياسين ذهابا وإيابا بانتظار معجزه علي حد قول الطبيب الذي يقضي فتره تكليفه بتلك البلده ...!!
حك دياب رأسه التي تطن بكل تلك الأصوات والكلمات والمشاهد ....يلوم نفسه الف مره بينما يعيد مشهد دنيا وهي انقض علي اختها ...ماذا لو تحرك لحظه اسرع لكان انقذ تلك المسكينه التي يبكي أطفالها وقد جلسوا علي الأرض الرخاميه البارده للمشفي ....!!
حاول دياب أن يتنفس بينما شعر بأن صدره لا يتسع لنفس اخر .....ايه يا دكتور ؟
سأل ياسين الطبيب الذي استدعاه الطبيب الاخر
واتجه الي الغرفه مسرعا
: بنحاول
فقط قال تلك الكلمه واسرع الي الداخل لينظر ياسين الي دياب الذي كان واقف ربما كالجبل ثابت ولكنه مجرد جبل من الرمال ما أن يلمسه أحد سينهار !!
دياب ....!!
أسرعت وصال تجاه أخيها بينما سبقها هادي بوجه ملتاع ما أن استمع الي صوت صفارات سياره الشرطه خارج الوحده الصحيه
: اتفضل معانا !!
أغرقت الدموع عيون وصال التي خانتها ساقها وكادت تقع وهي تري رجال الشرطه يقودون أخيها الي السياره المتوقفه خارج المشفي
..........!!
تهدجت انفاس دنيا التي أخذت تركض وتركض بين الأراضي وهي لا تدري الي اين تذهب ولا تستطيع أن تتوقف ....عضت علي شفتيها بينما التوي كاحلها لتسقط أرضا وتتلطخ بالطين حولها .....تعالت أنفاسها وادارت راسها يمينا ويسارا بينما اعتادت الهدوء يعم البلده بهذا الوقت من الليل ولكن ليس تلك الليله ابدا وقد هب كل من فيها علي هذا الخبر المفجع !
....
.........قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
متنسوش تسيبوا رأيكم في الأحداث وفوتس ولايك لو عجبكم الفصل ...دمتم سالمين
........
...
........
تسلم ايدك تحفه
ردحذفأحداث رهيبة مش ممكن إلى دنيا عملته ده هو في حد ممكن يكون جواه الشر والغل ده
ردحذفالبارت جميل أوي أوي والأحداث شده اوي وحقيقه دنيا ظهرت عقبال احسان.
ردحذف