( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تلفتت صديقه حولها بملامح ضائعه بينما نطق القاضي بالحكم يلو الاخر ومن بينهم الحكم علي ابنتها التي انطلقت من بين شفتيها صرخه امتزجت بدموعها : حررااام ....!
تخبطت خطوات صديقه بينما تحاول اللحاق والمحامي الذي عينته المحكمه لابنتها لتمسك بذراعه وتسأله بقلب لهيف ....بنتي يا استاذ
قال الرجل وهو يضع يده برفق علي كتفها : للاسف زي ما سمعتي القاضي اخدت سبع سنين
لطمت صديقه وجهها وبكت بحرقه : يعني خلاص بتي راحت
تجاوزها الرجل وتابع طريقه لتتهاوي صديقه مكانها تبكي بقهر لتتعالي صرختها التي مزقت نياط القلوب حينما رأت ابنتها تتحرك وبيدها الاساور الحديديه
: ضيعتي نفسك يا احسان ...ضيعتي شبابك
بكت احسان بضياع بينما تحاول تأخير خطواتها وهي تنادي والدتها برجاء : متسبنيش يا امه .....اوعي تنسيني هنا يا امه
بقي رجاء احسان يتردد صداه بينما صعدت الي سياره الترحيلات وخلفها تركض صديقه بخطوات متخبطه ودموع مقهورة ...!
........
...
: هي دي كل الحكايه يا بيه !
نظر الضابط الي قدورة بشك : يعني الدهب ده بتاع معرفتك مش بتاعك
اومات قدورة ليرفع الضابط حاجبه ويتابع الضغط عليها بمزيد من الاسئله : وليه كان معاكي
قالت قدورة بكذب : كان ليا عندها فلوس يا بيه ومكانتش عاوزة ترجعهم ليا
طرق الضابط بطرف أنامله علي المكتب قائلا : يعني سرقتيها
خفضت قدورة عيناها للارض ليشير الضابط إليها متابعا : اسمها ايه قريبتك دي وعنوانها ايه !
املته قدورة ما تعرفه عن ساميه التي فضلت الاعتراف بأنها اخذت منها الذهب بدلا من أن تتهم مع الرجلين الذين تبين بأن تلك السرقه ومحاوله القتل ليست الأولي لهم بل سبق وفعلوها بل وقتلوا الضحيه !!
........
....
فتحت وصال عيناها حينما داعبتها اشعه الشمس التي تسللت من خلف الستائر الحريريه الخفيفه لتبقي مكانها متمدده علي ظهرها تتطلع الي السقف لوقت طويل بينما أخذها عقلها في حديث طويل خرجت منه بتنهيده طويله ثم قامت من مكانها وهي تضع يدها علي ظهرها المتيبس .....تحركت قليلا ثم أخذت الغطاء لتطويه فاستمعت الي خطوات هادي الذي اتجه إليها وقال بعتاب : قولتلك ظهرك هيوجعك من نومه الكنبه دي يا وصال ....مد يداه بعفويه تجاه ظهرها وقال بحنان : دي اخر ليله هسيبك فيها تنامي علي الكنبه ...ارجعي اوضتك يا بت الحلال وانا هنام هنا وبزياده تتعبي نفسك
تنهدت وصال وقالت وهي توليه ظهرها بينما تنهي طي الغطاء وتضعه جانبا : عندك حق انا فعلا تعبت ودي اخر ليله هنام فيها علي الكنبه
بدأت ملامحه تنبسط ولكنها كانت مجرد لحظه قبل أن تتابع وصال : واخر ليله ليا في البيت
عقد حاجبيه ونظر لها باستفهام لتقول وصال بإصرار دون أن تنظر إليه : انا فكرت كتير وكل يوم بتأكد اكتر من قراري
ردد بتوجس ممزوج بعدم الفهم : قرارك
اومات وصال وقالت بينما تسحب نفس عميق تنظر إليه : أيوة يا هادي .... انا لسه عند طلبي للطلاق ومش هرجع فيه ...فتح فمه من دهشته لتجدد هذا الحديث ولكن وصال قاطعته هاتفه : متقولش حاجه ومتحاولش لاني مش هتراجع
كانت قاسيه بكل مره ولكنه تلك المره شعر بالقسوة مضاعفه بينما نظرت بوسط عيناه وتابعت بهدوء مقيت : انا كل يوم بيعدي عليا في البلد دي بحس أن فيه حته بتضيع مني ...هزت راسها وتابعت بغصه حلق : مش لاقيه نفسي ولا عارفه اتغير عشان اعرف اعيش وسطكم
ثقلت أنفاسها بينما تتابع : انت اكتر واحد فاهمني يا هادي وعشان كده انت عارف اني عمري ما هعمل حاجه الا اللي في عقلي واللي عقلي مقتنع بيه ... لو سمحت سيبني
كانت تختم حديثها ككل مره بإصرار وتتوقع الدخول بالجدال ككل مره ولكن تلك المره
تزلزل كيانها لأول مره بينما لولا أنها سمعتها منه لما كانت صدقتها : حاضر يا وصال
التفتت إليه ولاح عدم التصديق علي ملامحها التي لم تستطيع السيطره عليها .. فهل يتركها تلك المره دون أن يعترض ....لتجده يهز رأسه ويكرر كلمته متنهدا بعمق: حاضر يا وصال هعملك اللي انتي عايزاه .....غص حلقه بينما تابع بتخلي لم يكن أمامه سواه بينما ارهقه التمسك : انا قد ما قدرت حاولت اعمل اللي يخليكي تسامحي بس باين أنه مش كفايه
أدارت وصال وجهها بعيدا عنه لتحكم السيطره علي الغصه التي ضربت حلقها بقوة بينما تقول : انت عملت اللي عليك وزياده بلاش تلوم نفسك
غص حلق هادي وهز رأسه قائلا بعتاب لنفسه : معملتش .... لو عملت كنتي هتسامحيني
قالت بإصرار وثبات علي موقفها اجبرت لسانها عليه : عملت ياهادي بس انا اللي مش قادره اسامح ولا قادره اعيش وسطكم ...كان الجزء الثاني هو الأشد صدقا بينما موقف جدها كان آخر قشه تستطيع تحملها
قال هادي بعتاب حار : انتي مش عاوزة يا وصال مش مش قادره
قالت بحزم بينما احكم عقلها السيطره علي قلبها : بالنسبه ليا الاتنين واحد
هز رأسه قائلا بخزلان وهو يجذب نظراتها التي تهربت من عيناه بينما حاول أن يتمسك بأخر رمق : حيث أنك واخده قرارك ومش هتغيريه بصي في عيني وقولي ليا انك مبقتيش عاوزاني
رفعت وصال عيناها إليه ببطء واستجمعت شجاعتها التي لم تهرب منها يوما بينما طالما أدركت ما تريد لتقول بثبات هز قلبه وزلزل عالمه : انا مش عاوزة اكمل حياتي معاك بعد ما كذبت عليا ...مش عاوزة اتجاوز عن خداعك ليا ...مش عاوزة اكمل حياه بدأت علي كذب ....مش عاوزة اكمل معاك عشان ده المفروض ...مش عاوزة اعيش ولجدي سطوه علي حياتي زي ما عمل مع اني ...انا عاوزة اختار حياتي وقراراتي من غير ما حد يأثر عليا ولا يتحكم فيا....التقت نظراتهم لتختم حديثها بنفس حزم بدايته : ده اللي انا مش عاوزاه واللي انا عاوزاه يا هادي
نفس عميق سحبه هادي ثم زفره ببطء قبل أن يهز رأسه قائلا بينما يدفع بالكلمات دفعا من جوفه الحار : وانا هعملك اللي انتي عاوزاه
نظرت له وترقرقت الدموع بعيونها بينما تقول وهي تتظاهر بأنها وصلت لما تريده : بجد
اوما لها وسحب نفس عميق بينما يقول : أيوة يا وصال ...انتي جبتي النهايه ومعادش فيها كلام تاني
إلا أننا نحط النقط فوق الحروف ونشوف كل واحد عاوز ايه
نظرت اليه بينما تحكم دموعها خلف اهدابها: عاوز ايه ؟
هز رأسه وقال وهو يربط علي قلبه حجر : انتي اللي عاوزة ايه .... عاوزة تفضلي هنا ولا هترجعي بيت أهلك
تلك المره تراجعت عن الجدل الذي يوصلهم كل مره لطريق مسدود ليتفاجيء لا ينكر بها تقول : هرجع بيت اهلي !
أن أخبرته بأنها ستعود الي منزل ابيها وهذا ما قررته سيرفض وتظل العقده التي تربطهم لذا قرر عقلها المراوغه ... مؤقتا إلي أن يطلقها بعدها لن يتحكم بها أحد !
انصدم قلبه بينما ظن أن هناك مجددا جدال وأخذ وعطاء ولكنها أغلقت كل السبل ولم يعد لديه حجه لإطلاق سراحها
........
....
مسحت احسان دموعها بظهر يدها بينما تقودها السجانه الي العنبر الذي ستبقي به لتتوقف لدي الباب وتسحب نفس عميق بينما تحدث نفسها بقهر ....كل حاجه راحت منك يا احسان
: احساااان !!
أدارت احسان راسها بدهشه بينما استمعت لهذا الصوت لتقوم دنيا من مكانها وتتقدم من احسان التي اندهشت بشده وهي تري دنيا التي ارتدت ملابس السجن البيضاء
: دنيا
ضحكت دنيا والتي كانت تبكي كما حال احسان اول ايام تواجدها حتي لم تجد أمامها سبيل إلا أن تتأقلم مع واقعها وتقبله بينما هي من تسببت لنفسها به كما حال احسان : اوعي تقوليلي ايه اللي جابك هنا
نظرت احسان إليها بينما تابعت بشماته مخفيه : انتي يااختي ايه اللي جابك هنا
تنهدت احسان بثقل دون أن تقول شيء لتتابع دنيا وقد حان وقت اظهار شماتتها : يلا انا مش هعاتبك واقولك فين المحامي اللي وعدتيني بيه ولا فين الزيارات اهو في الاخر هتشرفي جنبي
أمسكت بذراعها وجذبتها الي وسط الغرفه بينما تقول : تعالي نشوفلك سرير اهو في الاول والاخر نونس بعضنا
..........
....
ضغطت وصال علي الحقيبه لتغلقها ثم سحبتها لتضعها علي الأرض ليدخل هادي الي الغرفه ويلتاع قلبه لتلك اللحظه الاليمه التي حاول أن يؤهل نفسه لها ولكن كيف وهو يري حلمه يتبخر من بين يديه ...مهما أنكرت وتظاهرت بالعكس إلا أن تلك اللحظه كانت صعبه عليها وربما أكثر منه ...اسرع تجاهها قائلا باقتضاب وهو يتولي انزال الحقيبه الكبيرة : عنك انتي
لامست يده يدها بعفويه لتشعر بحراره الحنين ونار الفقد تتدفق بعروقها ....تريد أن تنتهي تلك اللحظات باسرع وقت وتجد نفسها خارج هذا المنزل بينما ضجيج عتاب قلبها يؤلمها ويزلزل ثباتها
لذا اتجهت الي حقيبتها الأخري وجذبت باقي اشياءها ووضعتها بها واغلقتها ليتولي هو أيضا مهمه حملها
قالت برفض : لا بلاش علشان ظهرك
هز رأسه بإصرار لتسحب يدها من أسفل يده وتهرب من أمامه بخطواتها وهي تاخذ حقيبه يدها
سحب هادي حقائبها إلي الخارج وهو يقول : تحبي اوصلك
لتقول وصال وهي تبتلع غصه حلقها : متتعبش نفسك انا هروح لوحدي
للمره الثانيه يفاجأها بالموافقه دون جدال بينما يمد يداه إليها بمفاتيح سيارتها التي تعمدت تركها علي طاوله الزينه بجوار علبه الذهب التي وضعها دون أن تراه باحدي حقائبها : سوقي علي مهلك
عقدت حاجبيها وهزت راسها : انا مش هاخد العربيه
قال هادي برفض : دي عربيتك
هزت راسها قائله : بس انت اللي جايبها
تنهد هادي قائلا : ومين قال إني هاخد حاجه انا جبتها ليكي ...سحب يدها ووضع بها المفاتيح واغلق عليها يدها التي ابقاها قليلا بداخل يداه لتتقابل عيونهم ويري كل منهم وجع قلب الاخر مهما تظاهرت وجوهم بالعكس
..........
. ....
كما توقع وهو يلحق بها عن بعد هاهي توقفت قبل أن تصل إلي المنزل واطفأت محرك السياره ولقيت جالسه بها ....يعرفها أكثر من نفسها ويعرف أن بقاءها بمنزل عائلتها ليس بالشيء الذي تريده ليبقي جالسا علي بعد يتطلع إليها وقد بقيت لوقت طويل تنازع نفسها لأن تذهب الي منزل عائلتها دون جدوي
نصف ساعه وهي تحاول اخبار نفسها بأن طريق اغلاق تلك الصفحه المؤلمه أول خطوة به هو البقاء بمنزل عائلتها ولو قليلا ولكن عبثا فقدمها لا تطاوعها ابدا
رفع هادي هاتفه الي أذنه : أيوة يا دياب
عقد دياب حاجبيه وهب من مكانه : ايه اللي حصل
باقتضاب أخبره هادي الذي ختم حديثه : اطلع لها يا دياب ومش محتاج أوصيك عليها بلاش حد يضايقها ولا يسألها وكلامكم يكون معايا ....بكره انا جاي ونقعد نتكلم بس يلا اطلع لها
.....
التفتت وصال جانبا تجاه النافذه بينما طرق عليها أخيها الذي فتح الباب ومد لها يده برفق شديد : تعالي يا وصال واقفه برا ليه
كم كانت بحاجه لمن يحتويها دون سؤال او حديث
لتقول بتنهيده ثقيله : مش قادره ادخل البيت ده بس مضطره
قال دياب برفق شديد : تعالي و انا جنبك ومحدش هيضايقك
وبالفعل صدق أخيها بينما اول ما خطت داخل المنزل واجهتها نظرات جدها المستنكره بينما وقعت عيناه علي الحقائب التي يحملها دياب
: في ايه ؟!
تولي دياب عنها عبء الاجابه : مفيش يا جدي وصال رجعت وسطنا
استنكرت ملامح دياب الكبير بشده هاتفا :يعني ايه ؟!
قال دياب وهو يربت باحدي يداه علي ظهرها : يعني اللي فهمته يا جدي
هاج دياب الكبير وماج بينما وصلت مهجه لآخر الدرج بخطوات متباطئه وتلاشت ابتسامتها التي كادت تستقبل ابنتها بها حينما رأت حقائبها لتهتف بهلع: ايه اللي حصل ؟!
هتف دياب متجاهل اسئله الجميع وفضولهم : مفيش يا امه ....يلا يا وصال اطلعي اوضتك وانا هطلع ليكي الشنط ...بهيه ...يا بهيه
أسرعت بهيه تخرج من المطبخ وهي تجفف يدها لتتفاجيء كما حال الجميع بوجود وصال ولكن دياب لم يعطيها فرصه للتساؤل بينما قال : اطلعي مع وصال و شوفيها محتاجه ايه علي ما اطلع شنطها
.......
...
اطمأن أنها أصبحت وسط عائلتها ليدير سيارته ويتحرك بها ولكنه لم يعد الي المنزل بينما لا يعرف كيف يدخل إليه بدونها !!
تحرك بثقل جثي علي صدره وحاسب نفسه حساب شديد بينما انطحن عقله وقلبه بين شقي الرحي ...كيف طاوعه قلبه علي التفريط بها بينما عجز عقله عن إيجاد اي سبيل يقنعها به ....لولا أنه يري في عيونها حبها له لما تمسك بها ...لو رأي ذره بغض أو كراهيه لما فعل ...يري حبها له في عيونها ويأبي قلبها الاعتراف ....لذا استسلم لعقله الذي أخبره أن دوما علاج اي جروح متروك للزمن ....فليمضي الزمن باقصي سرعه لعلهم يجتمعون مره ثانيه كما اجتمعوا بعد فراق سنوات
......
...
استند دياب الكبير الي عصاه وجلس علي جمر ملتهب بانتظار دياب ليعرف ماذا حدث ...؟!
قالت مهجه بعتاب : كده يا وصال .. مش عاوزة تريحي قلب امك وتقولي لها ايه اللي حصل وسبتي بيتك ليه
تدخل دياب الذي وضع الحقائب جانبا : مفيش حاجه حصلت يا امه وسيبيها ترتاح
اشار الي بهيه : يلا يا بهيه اعملي لوصال لقمه وطلعيها لها هنا
اومات بهيه التي تعلقت عيناها بعيون وصال الحزينه والتي جلست علي طرف الفراش بصمت
: يلا يا امه سيبيها ترتاح
هزت مهجه راسها وقالت بعتاب : وهو انا هقل راحتها ....ده انا منايا راحتك وراحتها يا دياب ..
التفتت له وتابعت : طيب هي مش عاوزة تتكلم اتكلم انت وريح قلبي
تنهد دياب قائلا : مفيش حاجه تتقال .... خلاص هي اختارت
ضربت مهجه صدرها : اتطلقت
هز دياب راسه لتقول مهجه بعدم تصديق : وهادي رضي
تفاجات وصال لا تنكر بينما قال دياب باقتضاب : قالي أنه جاي بكره يخلص كل حاجه
هو من أرسل لها دياب وهو من أخبره بأن سيأتي غدا ...!
غص حلقها وانتحب قلبها لتتساءل لماذا بينما هذا هو ما ارادته وهل توقعت منه أن يظل الي الأبد يتمسك بها بالرغم من رفضها !
...........
....
رفعت دنيا حاجبيها وقالت بعدم تصديق : يالهوي يا بت يا احسان بقي كل ده يطلع منك
زجرتها احسان بسخط : وانا كنت عملت ايه .... كل من عشان كان نفسي ابقي زي اي واحده تحمل وتخلف
نظرت لها دنيا بمغزي خبيث : وهو اي واحده تقبل علي عيلها اللي قبلتيه ....يا بت ده انتي بلسانك بتقولي العيل معيوب
قالت احسان بكذب علي نفسها : قولت هيخف
تهكمت دنيا منها قائله : وهو العيا ده بيخف منه حد ...يابت ده كان هيطلع مهبول ولا بتاع ربنا
لا لا ....ربنا بيحبك انك خلصتي منه
قالت احسان بوجع : بيحبني بعد كل ده !!
لوحت دنيا بيدها بعدم اكتراث قائله : طيب خلاص سيبك من السيره دي وقولي ليا ايه اللي حصل في البلد ...تنهدت وتابعت : اللي اسمه دياب ده حصل له ايه
قالت احسان بتعقيب : ده انا قولت هتسألي عن عيالك !!
.........
..
...
زم دياب الكبير شفتيه وهتف بسخط : يعني ايه ...معادتش ليا لازمه
هتف دياب بصبر نافذ : انا مقولتش كده يا جدي ...انا بقولك هما متفقين والراجل قال جاي بكره يتكلم معانا
نظر له دياب بسخط مزمجرا : منين يتكلم ومنين متفقين ...ومين اللي يتفق هي ولا كبيرها ولا اختك خلاص معادش ليها كبير
نظر إلي دياب بمزيد من السخط وتابع : وانت كمان مالك مايع كده وبتقول كلام حريم ....من أمتي عندنا حريم بتتكلم وتتفق وبعدين طلاق ايه اللي انت موافق عليه
هتف دياب بنفاذ صبر : هي حره يا جدي
واحده وعاوزة تتطلق
نظر دياب الكبير الي حفيده بحنق وزمجر بغضب : هو ايه اللي هي حره وواحده عاوزة تتطلق..طيب يمين بالله ....قاطعه دياب قبل أن يقسم : متحلفش يا جدي ....نظر دياب الي حفيده الذي تابع بشده : جدي أنا طاوعتك اول مره ومش هعملها تاني واجي علي اختي
نظر له دياب الكبير بسخط: يعني انت موافقها
اوما دياب ليهتف به جده بوعيد : طيب انا بقي مش موافق
قبل أن ينطق دياب بشيء كان جده يباغته وهو ينادي بصوته الجهوري ...مهجه ..دياب مهجه
أسرعت مهجه تقوم من جوار وصال وهي تهتف بعجل : أيوة يا ابويا
حاولت وصال أن تمنع نفسها من الذهاب خلف والدتها فهي متاكده بأنها ستسمع ما لا يرضيها ولكنها وجدت ساقيها تقودها خلف والدتها التي ركضت الدرج بينما وقفت وصال أعلاه
هتف دياب الكبير بغضب متجاهل كل تحذيرات دياب : اسمعي يا مهجه ....بلغي بتك أن لو عاوزة ترجع تعيش في البيت ده هتعيش تحت طوعي وتعرفي كويس اوي أن موضوع طلاقها ده مش هيعدي بالساهل
وهادي انا ليا معاه كلام تاني
نظر إلي دياب بسخط ثم تركهم وغادر ليرفع دياب عيناه للاعلي حيث وقفت وصال لينظر إليها وتخبرها نظراته أنه معها !
.......
....ليله ثقيله جثي ثقلها علي صدر كلاهما بينما يتقلب كل منهما ومأنه نائم علي اشواك بينما اقسم النوم الا يطرق جفونهم ....قامت وصال من مكانها وخرجت الي الشرفه لتجلس بها تستنشق نسمات الهواء بينما فعل هادي المثل ....هل انتهي كل شيء ..!
فراق مجددا وايام وليالي تمضي عليه بقلب مغلق علي جراح ونيران الفراق تحرق روحه ....مجددا فراق ووحده لا تعرف كيف ستعود إليها مجددا
يخبرها عقلها أنها فعلا الصواب ...سيتألم قلبها قليلا ثم تنتهي كل الجراح ...ستبتعد عن تحكمات جدها وعن سيطرته التي يفرضها علي الجميع !
.......
.....
ترددت بهيه بينما وضعت أمام وصال الافطار لتقول وصال : تعبتي نفسك ليه يا بهيه
قالت بهيه بسماحه : وانا هتعب لاعز منك
نظرت لها وغالبت ترددها بينما تتابع : هو انتي ليه يا وصال عملتي كده
قالت وصال بثبات عقلها لا يتزحزح عنه : عشان ده الصح ...نظرت إلي بهيه وتابعت : مينفعش يا بهيه بعد كل ده اكمل حياتي ولا كأن حاجه حصلت
قالت بهيه بتأثر : يعني قلبك كرهه
هزت راسها وقالت بصدق : كرهت اللي عيشته بسببه
تنهدت وتابعت بأسي : انا عارفه أن محدش فيكم مقتنع بكلامي وكلكم شايفين اني قاسيه واني حكمت رايي بس انا مش قادره ومش عارفه ....انا مش عارفه أخالف عقلي ابدا ....هزت راسها وتابعت بمزيد من الاسي : والله يا بهيه لو كان قالي من الاول كنت هسامحه .... انا مش قاسيه انا موجوعه ... واللي واجعني اكتر أن الكل مستهتر بوجعي وشايفين أن عادي اكمل
........
....
بالرغم من موقفه المؤازر لأخته ألا إن داخله كان يعتصره الالم والضيق من أجلها ... لا ينكر أنه يوافقها عن عدم اقتناع فقط ليكفر عن ذنبه وفي حال اخر كان رفض تماما الطلاق وحاول أن يقنعها كما حاولت والدتها التي لم تيأس وحاولت إقناعها
نظرت وصال في ساعتها بينما قارب الوقت بعد العصر ولم يأتي هادي بعد ...
: كلمه
التفت دياب الي أخته وقال بتسويف : هبقي اكلمه واحنا مستعجلين علي ايه
قضمت أظافرها بتوتر بينما ساعه جرت الأخري ولم يحضر ...رأت ملامح الارتياح علي وجه أخيها كما شعرت بها في قلبها الذي ربح الرهان أمام عقلها علي استحياء لتثور ثائرتها وترفض أن يربح قلبها الذي راهن علي حبه ....مهما يقل بلسانه أنه سيتركها لن يفعل ..!
........
...
انقضي اليوم ولم يأتي وتنفس المنزل بالارتياح وشماته نظرات جدها بها جعلتها ترسم سيناريو سرعان ما قادتها قدمها لتواجهه به ...!
طرقت الباب مره تلو الأخري دون اجابه كما كانت اتصالاتها به بلا اجابه منذ بدايه اليوم ....التفتت حينما لمحت انوار المنزل تضاء بينما اقتربت خطواته التي جرها جرا ليفتح الباب ....تفاجيء بها أمامه
وصال
اندفعت بغضب تهاجمه : انت مجتش ليه ؟!...انت مش قولت جاي تخلص كل حاجه النهارده
قال هادي بتهرب بينما يستدير ويدخل : كان عندي شغل
رفعت وصال حاجبها وهتفت بهجوم : شغل ولا جدي مشي كلامه عليك
التفت هادي لها ونظر لها بعدم رضي دون أن يجيب لتعود وصال تهاجمه : انا سالتك ...رد عليا
قال هادي وهو يلوح بيداه: انتي مسألتيش انتي حكمتي
تنهد وتابع : وعشان ترتاحي ...لا يا وصال الحاج دياب مكلمنيش ولا شوفته
هتفت بحنق : امال مجتش ليه عشان تطلقني
تظاهر هادي بالدهشة بينما يقول ببراءه: وانا قولتلك اني جاي اطلقك
نظرت له باستنكار : انت قولت لدياب انك جاي تخلص كل حاجه
قال وهو يتظاهر بالبراءة : اه هخلص شويه شغل مع دياب
زمت شفتيها وهتفت بغيظ : شغل ايه .... انت هتغير كلامك معايا ليه ....مكانش ده كلامك امبارح
قال هادي ببراءه بينما اتخذ قراره بأنه لا يستطيع أن يفعلها ....ابدا لن يطلقها
: كلامي نفذته واهو انتي في بيت أهلك
زمت وصال شفتيها وهتفت بحنق : بس احنا اتفقنا هتطلقني
رفع هادي حاجبه يتصنع المفاجاه : انا قولتلك هطلقك
هزت راسها هاتفه : أيوة
هز هادي رأسه وهو يقترب خطوة تلو الأخري ببطء بينما عيناه تطوف بملامح وجهها الذي أكسبه الغضب جمالا ليقول وهو مازال يتلبس ثوب الحمل : مقولتش هطلقك ....قولت هسيبك براحتك يعني مجبتش سيره طلاق
ضربت الأرض بقدمها هاتفه بغيظ : قصدك ايه ....انت بتضحك عليا تاني
هز رأسه ورفع يداه للاعلي هاتفا : بريء
وبعترف اني اتفقت معاكي اسيبك براحتك بس مطلعتش مني كلمه طلاق
توقف امامها علي بعد خطوة لتخفض وصال عيناها بعيدا عن مرمي نظراته التي سددها إليها وهو يقطع الخطوة الفاصله بينهم ويميل عليها بطوله الفارع بينما يهمس بحرارة : تفتكري بعد كل كده اقدر ابعد عنك
اقطع لساني قبل ما انطق كلمه طلاق
لامست حراره أنفاسه وجهها وكادت تذيبها حراره قريه ولكنها سرعان ما دفعته بكلتا يديها من امامها وتجاوزته هاتفه بينما تدفع بخصلات شعرها للخلف : هادي بلاش تستفزني
قال هادي بصبر نافذ من عنادها الذي ظن ان له نهايه : فين الاستفزاز ومين بيستفز التاني يابنت الناس ....قول فصل انا مش هطلق ...اي حل تاني موافق عليه
مجددا عاد يقربها إليه لتجد يداه تمسك بكلتا ذراعيها ويجذبها بقوة محببه لتقف أمامه بينما ينظر إلي عيونها قائلا : انتي عارفه اني تاجر والتاجر ميحبش الخساره وانا معنديش اي استعداد اخسرك ...قربي الخساره وبلاش تخسريني كل حاجه انا من امبارح مغمضش ليا جفن ...مش قادر يا وصال ومش هعملها....ابدا
أبعدت يداه عن ذراعها ونظرت له بغيظ هاتفه :
التوت شفاه هادي بابتسامه ماكره بينما يتقدم خطوه أخري لاغي المسافه بينهم ليلتصق ظهرها بالجدار وتشعر بانفاسه تمتزج بانفاسها بينما يقول بمكر : يعني لا ياوصال
انتفخت وجنتيها بالغيظ لترتفع يداه بعفويه تجاهها ما أن رأي احمرار وجنتيها ويمرر ظهر يداه برقه عليها بينما يهمس بهيام : لا والف لا يا وصال مش هعملها
رمش باهدابه ولانت حده نبرته بينما سألها دون أن ينظر إليها :
انتي عاوزة تبدأي حياتك مع حد غيري ؟!
طبطبت ثورة نبرتها علي قلبه الذي انجرح وهو يسأل هذا السؤال لتهتف وصال بانفعال :
ايه الي بتقوله ده لا طبعا أنا مقدرش .....بترت جملتها واستدركت هاتفه : مقدرش اخلي ابني يعيش تجربه جوز ام ....اشاحت بوجهها عنه هاتفه : انا هعيش اربي البيبي
لم يستطيع أن يخفي ابتسامته ولكنها سرعان ما التفتت له بغيظ وتابعت : واصلا بعد جوازي منك كرهت الجواز
رفع حاجبه وتقبل ثورتها قائلا : حلو يعني الطلاق مش هيفيدك بحاجه ....مجددا امسك ذراعها ولانت نبرته وهو يتابع : بلاش طلاق وابعدي زي ما انتي عاوزة ...عاقبيني ببعدك بس من غير طلاق ...
بيتك عيادتك عربيتك
قاطعته وصال وهتفت به بغيظ : ماهو كل ده هاخده منك لما اتطلق برضه .....نظر لها لتهز راسها وتتابع :
هاخده منك عشان اغيظك
ضحك هادي وقال برفق : براحتك يا شهد العسل
نظرت له بغيظ هاتفه : متقولش يا زفته الزفت دي تاني !!
افلتت منه بين شفتيه ابتسامه باهته وطالت نظراته إليها بينما عم الصمت بينهم والذي قطعته وصال وهي تتهرب بعيناها منه وتهتف بغيظ : انت بتبص ليا كده ليه ؟!
قال هادي وهو يهز رأسه : مستغربك
عقدت حاجبيها وهتفت بحنق : مستغرب من ايه ؟
قال هادي وهو يتراجع عن العتاب : خلاص ولا حاجه
تنهد وتابع : وصال انتي حامل ومينفعش اطلقك وانتي حامل ....خليكي في بيت أهلك وبعد ما تولدي هبقي اطلقك
اندفعت بغيظ : طالما كده كده ناوي تطلقني ما تطلقني دلوقتي
قال هادي بمراوغه : سألت الشيخ وقالي مينفعش
نظرت له وصال بطرف عيناها : بقي انت سألت الشيخ
اوما لها وقال بمحاوله منه بالتظاهر بالبرود : أيوة وبعدين انا قولتلك طالما مش عاوزاني خلاص انا مش عاوزك
زمت شفتيها بحنق بينما لاول مره ينطق بها : يبقي طلقني
هز هادي رأسه : لا وبعدين مش فارقه الورقه في حاجه كده كده انتي في بيت أهلك
قالت وصال كاشفه عن نيتها : ماهو انا مش هفضل هناك
عقد حاجبيه هاتفا باستنكار : امال ايه ...كنتي بتضحكي عليا
اومات قائله : اه ومن الاخر يا هادي فكره اني افضل تحت سيطره جدي ده بيزود عنادي في أي حاجه
دون أن تتعمد انفجرت نبرتها بضيق شديد : مش قادره ...ومش هقدر افضل معاه في بيت واحد يتحكم فيها ومحدش قادر يقف قصاده وحتي لو عملتوا كده ده بيضغط على اعصابي .... هادي لو ليا في قلبك علاوة خليني ارجع بيت بابا
ضغطت علي وريده حينما نطقت باخر جمله برجاء تبعته بتلك الكلمات : موافقه منتطلقش بس في المقابل ارجع بيت بابا
ابتلع هادي ببطء ونظر إليها ليري في عيونها ليري أنها لا تعاند بل إنها بالفعل بحاجه لما تطلبه ....!!
...........
.....
التفتت تلك المرأه الأربعينية الي الفتاه الصغيره التي وقفت بجوارها وهتفت بساميه : اهو انا جبت ليكي بتك عشان تقولك علي اللي حصل
نظرت ساميه الي ابنتها وتوالت التعبيرات علي وجهها بينما تخبرها الفتاه بما حدث ....ضربت ساميه علي صدرها وهتفت بجزع والدموع تنساب من عيونها : يعني شقي عمري كمان ضاع
نظرت لها اختها بامتعاض واشاحت بوجهها هاتفه : دي آخره الحرام اللي مديتي ايدك عليه
قالت ساميه بدفاع عن نفسها : لا يا حسنيه يااختي ...ده كان فيه شقي عمري
قالت حسنيه برفض : حطيتي الطيب علي الردي وفي الاخر المال الحرام راح ....زمت شفتيها وتابعت بتوبيخ شديد : بقي دي اخرتها يا ساميه .... هان عليكي ابوكي الغلبان اللي كان فرحان بيكي طول عمره وجري علي تعليمك في معهد التمريض ويقول بنتي السيستر راحت بنتي جت ...اخرتها تعملي كده
بكت ساميه وطأطأت راسها بخزي لتتابع حسنيه بامتعاض : ده انا عيني من جوزي في الأرض ولولا عيالك ملهمش حد غيري مكانش وافق اخدهم وسط عيالي
قالت ساميه بغصه حلق : تشكري ويشكر يااختي ....بكت وتابعت بقهر : انا الشيطانه اللي اسمها احسان لعبت بعقلي
قاطعتها اختها برفض لسماع اي مبرر : انتي اللي طاوعتي شيطانك ومحدش ضربك علي ايدك
أشارت إلي الفتاه وتابعت وهي تقوم : خلصنا اهو اللي حصل حصل والسنه اللي هتقضيها في السجن استغفري فيها ربك ...يلا يا حنان
اخذت الصغيره وخرجت من غرفه الزياره لتعود ساميه بانكسار الي الزنزانه !!
نظرت دنيا بطرف عيناها تجاه ساميه ثم مالت علي احسان تهمس لها : اهي رجعت
قالت احسان وهي تمسك ذراع دنيا : ملناش دعوه بيها يا دنيا وخلينا في حالنا
قالت دنيا بغرور : انا قولت ارد لها اللي عملته فيكي
هزت احسان راسها قائله : مش وقته ....خلينا نعدي اليومين اللي فاضلين هنا من غير مشاكل
رفعت دنيا حاجبها متهكمه : كام يوم ....دول سنين يا حزينه
وضعت احسان يدها علي خدها قائله بثقل : عندك حق ...دي سنين طويله
اومات دنيا وقالت بلهفه : طيب يلا قوليلي هتعوضيني عن اللي عملتيه فيا ازاي يا بت
قالت احسان بمكر : حاجه قصاد حاجه
اومات دنيا لتتابع احسان : احنا طول قعدتنا هنا عاوزين فلوس وزياره وانا امي متملكش وآخري هديها حتتين الصيغه اللي كانوا في دراعي تعيش بيهم
تابعتها دنيا بلهفه : انتي بقي اللي تقدري تجيبي لينا فلوس
لمعت عيون دنيا : ازاي ؟!
قالت احسان بمكر : هنبعت مرسال لدياب
عقدت دنيا حاجبيها مردده : دياب ..!!
اومات احسان لتقول دنيا باستنكار : وانتي فاكره هيجي ولا يبص في وشي
قالت احسان بضحكه خبيثه : طبعا لما المرسال يقوله انك عاوزة تشوفي عيالك وده حقك
تابعتها دنيا بينما تتابع احسان : عيالك دول هما ايد دياب اللي بتوجعه وانتي بقي لازمن تستغليهم
...........
....
انهارت تماما مهما حاولت أن تبدو قويه بينما استجمعت نفسها وهتفت به بدون تفكير : لو رفضت انا هرفع عليك قضيه خلع أو ههرب وهعيش في بيت ابويا ومحدش هيمنعني
لولا أنه رأي انهيارها وعرف أن تهديدها فارغ لكان حده نبرته اقوي بينما هتف بها بتحذير : هي مش واحده قصاد واحده يا بت الناس ....خدي بالك من كلامك ولو انا عندي النيه اريحك عشان شايف حالتك بعد الكلمتين دول مش هعمل كده ...انا ميتلويش دراعي
تفاجيء بها تقول لأول مره برجاء : انا مش بلوي دراعك يا هادي ...انا بطلب منك
قامت من مكانها واتجهت لتقف أمامه وتمسك ذراعه قائله برجاء : اقف جنبي يا هادي ....نظرت في عيناه بينما ترقرقت دموع القهر والكمد بعيونها وهي تتابع : انت وعدتني اعيش معاك مبسوطه ...وعدتني تعوضني عن وحدتي طول السنين اللي فاتت ...هزت راسها وانسابت دمعه حاره من عيونها كحراره عتابها : بس منفذتش وعدك وانت بايدك واتفاقك مع عيلتي زودت وحدتي وانا في وسطهم ....انهارت مجددا بينما تزيح عن صدرها كل ما اثقله : انا مش قادره اتكلم مع امي....بهيه اللي كانت أقرب حد ليا مش قادره حتي ابص ليها ...جدي مش محتاجه اقولك اد ايه مجرد وجودي معاه في نفس المكان بيخليني احس بالخنقه والقهر .....حتي دياب قلبي مش قادر يصفي له وكل ما بشوف أن جدي ممشي كلامه عليكم كلكم بكرهكم
أزاحت دموعها بظهر يدها بينما تابعت : لو فضلت هنا انا هكرهكم اكتر ......سرت رعشه بجسده بينما أمسكت بيده وتابعت برجاء : عشان خاطري يا هادي سيبني ....لو ليا في قلبك غلاوه خليني ابعد !!
............
.....
ارتشفت حميده القليل من كوب الشاي الموضوع امامها ثم عادت لتسند ظهرها مجددا بينما بطرف عيناها تتطلع الي اعلي الدرج حيث كانت فله تنظف
اعتدلت فله واقفه بينما تتابعت أنفاسها اللاهثه لتعود مجددا تنحني وتتابع مسح الأرض قبل أن تري ذلك الشيء اللامع .....سرعان ما انحنت وامسكت به تتطلع إليه ....أنه خاتم ذهبي شعرت بثقله في يدها .....وضعته في جيبها ثم تابعت مسح الأرض وبعد أن انتهت حملت الإناء ونزلت الي الاسفل ....!!
: انا خلصت يا ست حميده
قالت حميده بترقب : مسحتي الأرض كلها
قالت فله وهي تضيق عيناها : خلتها مرايه
اومات حميده قائله بوعيد مبطن : هشرب الشاي واطلع اشوف
اومات فله وضيقت عيناها أكثر تتطلع الي حميده بغيظ قبل أن تخرج من جيبها هذا الخاتم : انا لقيت ده يا ست حميده
قالت حميده بينما تتصنع الدهشه : بجد يا بت ...هاتي كده
أمسكت حميده الخاتم لتقلبه بيدها ثم تقول وهي تبتسم بانتصار : جدعه يا بت ده انا بقالي كام يوم بدور عليه
رفعت فله حاجبها وهتفت ساخره : لا والله
ضيقت عيناها وتابعت : ال يعني مش انتي اللي حطاه ليا
رمشت حميده باهدابها لتتابع فله التي كشفت لعبه حميده : بقي بتعملي ليا كمين يا ست حميده ...لهو انا حراميه
هزت حميده راسها وقالت باعتراف : كنت بختبرك وجدعه يابت نجحتي
هتفت فله بغيظ : بت ...بت . .بت ....هو انا مش قولتلك بلاها بت دي يا ست حميده
ضحكت حميده : خلاص حقك عليا يا فله
هزت فله راسها وقالت بعتاب : لا انا زعلانه منك يا ست حميده
أمسكت حميده بيدها واجلستها بجوارها قائله : لا متزعليش ...يابت ...قصدي يا فله انا كنت بختبرك
مالت عليها وتابعت : اصلي بصراحه ناويه اجوزك
اتسعت عيون فله وقالت وهي تهب من مكانها بفرحه : بجد يا ست حميده
اومات حميده ضاحكه : أيوة امال ....الواد عشري صبي المعلم
لوت فله شفتيها هاتفه : صبي !!
اومات حميده رافعه حاجبها : ماله الصبي ...اتنيلي علي خيبتك لهو انتي تطولي ...ده دراع هادي اليمين وبياخد ماهيه متحلميش بيها ده غير شقه في بيت ابوه ملك له لوحده وأمه ماتت الله يرحمها يعني ولا عندك حما ولا غيره ...
اتسعت ابتسامه فله قائله : عندك حق ...الحما حما ولو من السما والام ام لو حالها يغم...
نظرت لها حميده بطرف عيناها : قصدك ايه يا بت ...لهو قصدك اني من الحموات دول
هزت فله راسها بكذب : لا طبعا يا ست حميده ...انتي الام اللي حالها يغم
لوت حميده شفتيها لتشاكسها فله قائله : سيبك بقي من الحما والام ... انا موافقه ياست حميده ...امتي يقابل ابويا
ضحكت حميده قائله : مش لما يشوفك الاول وتعجبيه
..........
....
اطبق دياب علي صدر جلبانه بكمد بينما تتابع مهجه : لو جدك رجع وعرف أن وصال مش في البيت هيقلب الدنيا ...هزت راسها وتابعت بقهر : وانا معدتش قادره اقف بينه وبينها ....شوف اختك فين يا دياب
خرج دياب وعقله يكاد يشت منه ...الي اين ذهبت ؟!
تنهد حينما لمح سيارتها أمام منزل هادي الذي طرق بابه ....!
فتح هادي الباب ليقتحم دياب المنزل وسرعان ما يهتف بأخته بتوبيخ : وبعدها لك يا وصال .....انتي مش قولتي هتتطلقي جايه عنده ليه يا بت الناس ...تعبت منك ومعدتش عارف انتي عاوزة ايه
تدخل هادي ليقول بصبر : واحده واحده يا ابو مصطفي ... اقعد نتكلم
نظر دياب الي هادي باستنكار شديد وهتف به برفض : انت بتقول ايه ....انت راضي باللي بتقوله
صمتت وصال وتركت لهادي دفه الحديث ليقول علي مضض رأته وصال : راضي يا دياب
هتف به دياب باستنكار ممزوج بالتوبيخ : راضي تقعد لحالها
ابتلع هادي وصمت بينما لم تخرج منه الكلمات مجددا لتقول وصال بهدوء لتحاول إقناع أخيها كما أقنعت هادي أو بالاحري ترفق بحالتها : هيحصل ليا ايه يا دياب ....نظرت إليه وتابعت بدموع حاره : لو انتوا خايفين عليا زي ما بتقولوا خلوني ابعد عن هنا ....والله ما قادره ...وضعت يدها علي صدرها بينما ضاقت أنفاسها أكثر. وهي تتابع : مش قادره ...كفايه تفرضوا عليا حاجه انا مش قبلاها
سحب دياب نفس عميق وأصابه ما أصاب هادي من الكمد وإحساس قله الحيله أمام رجاءها
نظر كل منهم الي الاخر بصمت كما حال وصال التي انتظرت قرارهم وقد خارت قواها ولم تعد تقوي علي الدخول معهم في حرب لذا تمنت لو تصل إلي ما تريد بسلام !!
.........
....
انسابت الدموع من عيون وصال وحجبت رؤيتها لتمد وصال إليها يدها تمسحها وتتابع طريقها وتلك الابتسامه تشق طريقها عبر دموعها والتي كانت دموع الانتصار .. !!
تركوها وتحررت !!
نفس يلو الاخر اخذت تسحبه وهي تدخل الي منزل ابيها تمليء رئتها برائحه ابيها المممزوجه برائحه الحريه اللي نالتها اخيرا ...!
نظر دياب وهادي كل منهم الي الاخر بينما تبعوها دون أن تراهم ولا يعرفوا كيف وافقوا ولكن لم يكن أمامهم سبيل اخر بينما أجبرهم انهيارها علي تقبل هذا الوضع مصبرين أنفسهم أنه وضع مؤقت حتي تهديء ويبدء قلبها يصفو ما ناحيتهم
حك دياب ذقنه ونظر الي هادي قليلا قبل أن يقول بتمهل: عارف يا ولد الغزالي ايه اللي بيشفعلك عندي كل مره
نظر هادي إليه ليتابع دياب باعتراف : انك مش بتقبل عليها الهوا
فرك رأسه وانفجر بنوبه ضحك مفاجاه جعلت هادي ينظر إليه بعدم فهم ليقول دياب بشماته : والله تستاهل كل اللي بتعمله فيك ...اهو هتفضل كده طول عمرك تجري وراها ومتحصلهاش
قال هادي بعتاب : انت شمتان فيا يا دياب
اوما دياب متنهدا : اه يابوي عشان لو كنت من الاول قولت لها مكانش حصل كل ده
اوما هادي وقال بكمد : عارف وبزياده تبكت فيا الله يرضي عنك
............
....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباسات
ابتسمت وصال وهزت راسها بينما رأت سياره دياب وهادي بالاسفل
ظن كل منهم أنها لن تراهم بينما وقفوا متواريين
: بتعملوا ايه هنا ؟!
تفاجئوا بها تقف بجوار نافذه السياره بينما أمسكت بهم
: احنا مش اتفقنا هتسيبوني ...جايين ورايا ليه
سؤال ظل يراوده منذ مجيئه ولم يستطع منعه أكثر : بتعملي ايه يا وصال
قالت وصال بصدر منتفخ وهي تتابع لف تلك الأوراق : بعمل محشي ورق عنب
افلتت ضحكه هادي بينما يقول : ده ورق توت يا شهد العسل مش ورق عنب .....اكيد النصاب بتاع الكشك اللي علي أول الشارع هو اللي باعه ليكي علي أنه ورق عنب
استدارت مهجه بخطوات مهزومه ليوقفها ابيها بينما يزمجر بتحذير : لو دياب عرف كلمه باللي حصل بيننا يا مهجه يبقي انتي قاصده توقعي بيني وبينه ... انتي عارفه هيعمل ايه ووقتها انا مش هسكت ويمين بالله زي ما طلعت ابني من حساباتي لهكون عامل كده فيكي وفي دياب ومش هتكونوا اعز عندي من ولدي
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك