الفصل الثاني

5



تقابلت أعينهما للحظات فمرت تلك اللحظات عليها كساعات طويلة فيما تذكرت كيف كانت حمقاء حينما وقعت بحبه بل كانت تعشقه منذ أن رأته كان فارس أحلامها ولما لا وهو ذلك الشاب الوسيم صاحب تلك العيون الرمادية التي تاسرها كلما نظر اليها و ذو تلك الشخصيه القوية التي لم تراها في احد سواه فقد كان قادر علي إيقاع اي فتاه بحبه بمجرد رؤيتها له...! لقد فتحت عيونها علي حبه فدائما ماكان يعاملها برفق ويحضر لها الالعاب ولايدع احد يضايقها حتي حينما قرر والدها السفر بها وهي في الخامسه عشر بعد وفاه والدتها.. تتذكر حينما ربت علي شعرها بحنان ومسح دموعها التي كانت تنهمر بغزراره لقد كرهت تلك البلاد التي ابعدتها عنه وكانت تحلم بالعوده ليس لشيء الا لرؤيته ولم يمر الكثير من الوقت لتجد والدها يصفي كل اعماله ويعود بيتحقق حلمها طوال العالمين الماضيين برؤيته وليس رؤيته فقط وانما لتتزوجه...!! لقد كانت تلك الصدمه اكثر من استيعابها وقتها حينما قال والدها : ندي حبيتي ابن عمك مراد طلب يتجوزك وانا وافقت لقد توقف قلبها للحظات غير مصدقه مراد حلمها ..! يتزوجها.....!؟ هزت راسها بمراره وهي تتذكر كم كانت ساذجة حمقاء الان فقط فهمت كل شئ... فهمت لماذا تزوجها فقد طلب والدها منه أن يتزوجها حينما علم بمرضه وخشي ان يموت ويتركها وحيده ليستعطف مراد وعمها عثمان ليتزوجها ليطمئن عليها وعمها عثمان وافق واجبر مراد علي الزواج بها..! لقد كانت مراهقه غبيه وهو فارس الأحلام الذي طالما حلمت به ولم تتخيل انه كان مجبر علي الزواج بها...! رفعت عيناها تنظر اليه باحتقار فهو قد اجبر علي الزواج بها وهي مجرد مراهقة وقعت بحبه لاتعرف شئ ولكنه كان يعرف كل شئ وقصد استغلال حبها له... ازدادت نظرتها له احتقارا وهي تتذكر كيف كان مستمرا بعلاقاته بعد زواجه بها وخيانته التي بررها بأنها مجرد طفله وليست زوجه حقيقيه... ..... ..! بقلم رونا فؤاد اغمضت عيناها بقوة لاتريد تذكر شئ لقد نسته واقتنعت نفسها بأنه لم يكن وتابعت حياتها بدونه لياتي اليوم ويقف امامها بكل جبروت..! فإن كان لايحبها لماذا لم يتركها وقتها؟ لماذا استغل حبها؟... احترق قلبها لعامان وهي تتذكر كم كانت غبيه حينما سلمت له نفسها بالرغم من انه لم يحبها.. كم ندمت حينما انقادت وراء مشاعرها تجاهه ولم تفكر بمستقبلها فربما كانت لتقابل حب حقيقي متبادل..! ولكن حقا هل يمكنها ان تحب سواه.؟! كم تكره قلبها الذي مازال يدق له.. بالرغم من كل مافعله بها... لقد استغل حبها الذي لم تتواني عن اخباره به بينما لم يكن الأمر يتخطي معه كونه علاقه جسديه تمتع بها قليلا تركها بعدها..!! : مراد.... نطقها والده عثمان الدويري بعدم تصديق حينما وقف مراد أمامهم... احتضنته والده بشوق جارف فهو ابنه الوحيد الغائب عنه عامان لتندفع اليه عمته حسناء تضمه اليها بلهفه وقد دمعت عيناها وهي تردد: حمد الله علي السلامة ياحبيبي .. احتضنها ليقترب منه سيف قائلا : : حمد الله علي السلامه ياصاحبي قالها سيف وهو يحتضن صديقه لينظر له مراد لحظة ثم يقول بتهكم :صاحبك..!! واضح بدليل انك خبيت عليا زيهم ان انا عندي ولد ابتلع سيف لعابه بعصبيه وتعلثم فمراد محق بغضبه من الجميع لإخفاءهم بأمر حمل ندي وانجابها لزين عنه طوال الأمان الماضيان ولكنهم فعلوا هذا بناء علي رغبتها...! تدخل عثمان قائلا بخفوت ; مش وقته يا مراد الناس تمشي ونبقي نتكلم تابع مراد متهكما : الناس اللي تعرف ان عندي ابن وانا لا..! اخفض والده راسه فيما التفت مراد ليجد ندي قد اعتذرت من اصدقاؤها واقاربها لتصعد لغرفه صغيرها الذي غفي بين ذراعيها... سارت بخطي سريعه تجاه الدرج حينما رأت مراد يتجه نحوها لتوقفه يد والده الذي قال : سيبها دلوقتي يامراد..قلتلك لما الناس تمشي.. ابعد مراد يد والده قائلا : عاوز اشوف ابني.. اسرع مراد يصعد الدرج خلف ندي التي اسرعت تجاه غرفتها توصد الباب ولكنه كان اسرع منها لتجده امامها... قائلا بتهكم : اية ياندي ده بدل ماتقوليلي وحشتني ياابو ابني بتهربي مني..... اية ماوحشتكيش ..! تعالت أنفاسها الغاضبه واشتعل كل انش بجسدها من الغضب وهي تراه واقف امامها بهذه الجرآه وكانه نسي مافعله بها حينما استغل حبها له وكل ماكان يفكر به وقتها كيفيه استغلالها لتقول بحدة :لا موحشتنيش واتفضل برا ملكش حاجة هنا.. نظر اليها متفاجئ من نبرتها ليقول : لا ليا كتير... ليا مراتي وابني ضحكت بسخرية : مراتك....!! مش دي اللي وقفت تقول لعمي اد اية انت مش قادر تكمل في جوازك منها.. مش دي اللي بالرغم من انك عمرك ماحبيتها بس مكنش عندك مانع تكمل جوازك منها مستغل انها بتحبك وعمرها ماتقول لا... مش دي المهزلة اللي كنت عاوز تنهيها قبل ماتسافر.... : ده كان زمان إنما دلوقتي انتي مراتي و ام ابني تعالت نبرتها بغضب : يابجاحتك ياشيخ انت بعد اللي عملته جاي تتكلم... زم شفتيه بغضب : لمي لسانك ياندي احسنلك... نظرت اليه بتحدي : ولو ملمتهوش هتعمل اية.. ؟ امسك ذراعيها بقوة قائلا : انتي ازاي بتكلمني كدة... انا جوزك ولانسيتي خلصت ذراعيها من يده قائلة : اه نسيت.... تعالت انفاسه الغاضبه لتقف امامه وترفع عيناها بشموخ وأكملت :نسيت ومش عاوزة افتكر اي حاجة تخصك... ودلوقتي اتفضل اطلع برا... واعمل حسابك اننا الصبح ننهي المهزلة دي : وانا مش عاوز انهيها : مش بمزاجك نظر اليها بقوة قائلا :لا بمزاجي ياندي... انا هسيبك الليلة دي تهدي بس من بكرة تكوني اقلمتي نفسك علي رجوعي... تركها واتصرف صافقا الباب خلفه بعنف لتضم ندي قبضتها بغضب فهو مازال ماعرف مغرور لايري انه أخطأ بشيء... ولكنها لم تعد تلك الحمقاء... انها عانت هذان العامان لبناء شخصيه قوية تواجهه اي شئ وستواجهه ولن تقبل بهذا الهراء...! فهي ليست جارية ليبعدها ويقربها وقتما يشاء...! لم يمر وقت طويل ليبدا المدعوين بالمغادرة بعد ان رحبوا بعوده مراد الذي وقف متلهفا لمغادرتهم ليتحدث الي والده الذي اخفي عنه وجود ابن له ..! ولولا تلك الصدفه التي جعلته يقابل خاله ندي بالخارج والتي سألته عن ابنه وزوجته ليقف امامها بلسان منعقد لايعرف ماذا يقول؟.. فلم يتخيل ان تكون ندي حملت منه قبل ان يتركها ويصر علي الإبتعاد..! بعد ان وجد نفسه مازال لايحبها ولايراها كزوجه حقيقية... بالتاكيد اخطيء في حقها ولكن ماذا كان يفعل لقد كانت طفله صغيرة وفجأه أصبحت زوجته ليتذكر رفضه الشرس لمحاولات والده : ندي مين دي اللي اتجوزها.... دي عيلة : يابني اصغر منها وبيتجوزا قال مراد باستنكار : انت بتقول اية يابابا بقولك عيلة انا كنت بوديها المدرسة... اتجوزها ازاي ده انا اكبر منها ب ١٣ سنه :يامراد عمك بيموت وعاوز يطمن علي بنته الوحيدة : يقوم يجوزها وهي عندها ١٧ سنه لا يابابا... مش موافق علي حاجة زي دي : طيب ريح عمك واكتب كتابك عليها وبس هز راسه بشده : وانا اية يجبرني علي كدة... انا لما هتجوز عاوز واحدة تشاركني حياتي كلها مش زوجة بالاسم نظر له والده قائلا بحدة : اوعي تقولي انك هتتجوز بنت فهمي اللي انت رايح جاي معاها اوعي تكون فاكرني مش عارف اللي بينك وبينها قال بعدم اكتراث :مش هتجوزها ولا هتجوز غيرها يابابا اطمن قال والده بيأس : يامراد يابني عمك بيموت وده طلبه وانا مش هقدر أرفض طلبه.. عشان خاطري... هز مراد راسه ليحاول والده القناعه :بص انت بس اكتب الكتاب وهي هتيجي تعيش معانا وبعدين انت واحدة واحدة قرب منها.... قاطعه بغضب : أقرب من مين بقولك عيلة يابابا : يابني وهي هتفضل عيلة علي طول ماهي هتكبر.. انت بقي وقتها لو عاوز تكمل معاها او تسيبها براحتك مش هجبرك بس المهم ريح عمك اللي بيموت ده ... تنهد بعدم رضي ولكنه رضخ في النهاية ليتم كتب الكتاب ولم تمر سوي بضعه ايام قبل انتقالها للعيش معهم ليموت عمه ووقتها اضطر للرفق بحالتها المنهارة لتفسرها ندي بأنه يحبها ومالبثت ان اخذت تخبره بمقدار حبها له ومشاعرخا المندفعه نحوه ولكنه لم يكن يراها... كيف وهي طفله....! طفله صغيرة لا تشاركه تفكيره ولاعقله ولاحياته... لقد كان يمر بمرحله مهمه بعمله اما ان يبقي يعمل بشركة والده التي تكتفي باستيراد السيارات وأما ان يصبح مالك شركة ضخمه لتصنيع وبيع السيارات الفارهه بعد ان يتعاقد مع تلك الشركة الألمانية....!! انه بحاجة لاحد يشاركة تفكير وخططه المستقبليه ولكنه يجد طفله تتذمر من اصدقاؤها وخروجها ودراستها الصعبه ..!! ولكنها تحبه وتحبه كثيرا تلتصق به بكل خطواته ليأتي اليوم الذي انتقلت فيه للعيش معهم..! حمحمت عمتها حسناء وهي تقول: بصي يانودي ياحبيتي انا بعتبرك زي بنتي عشان كدة عاوزة انصحك بحاجة..... نظرت لها ندي باهتمام لتكمل حسناء بهدوء : طبعا جوازك من مراد في السن الصغيرة دي حاجة ممكن تكون مضيقاكي هزت راسها بسعادة : لا طبعا ياعمتو.. انا بحب مراد وكان نفسي اتجوز من زمان ابتسمت عمتها علي لهجتها الطفوليه لتقول:ماشي ياحبيتي بس برضه انتي لسة صغيرة متعرفش يعني اية جواز وحياه وخصوصا ان مراد اكبرمنك بكتير وخبرته في الحياة اكتر منك كتير..... عشان كدة انا عاوزكي تبني حياتك صح مع مراد... يعني مثلا... مثلا... احمر وجهه حسناء التي قالت : يعني ياحبيتي في حاجات بتحصل بين المتجوزين ممكن متسمحيش لمراد يعملها معاكي دلوقتي لغاية ما تتأكدي انه بيحبك وانك جاهزة لحياتك معاه... قطبت جبينها : يعني هو مش هيخرجني ولانسافر مع بعض... هزت عمتها راسها قائلة : لا طبعا يانودي هتخرجوا وكل حاجة بس انا بتكلم عن وجودك معاه.. يعني في اوضته...... انحنت نحوها تتحدث بخفوت ليحمر وجهه ندي بشده قائلة : بس ياعمتو... بس ربتت عمتها علي يدها بحنان : بصي يانودي انتي لازم متستعجليش في علاقتك بمراد حتي لوكنتي بتحبيه... استني شوية واعتبري انكم مخطوبين لغاية ماتفهموا بعض وواحدة واحده هيحبك زي مانتي بتحبيه ..... اتسعت ابتسامه مراد وهو يتذكر ذلك الحوار بينها وبين عمته والذي ركضت لتخبره به كطفله تخبر والدها لتنظر له بعيونها البريئه فيما قال بهدوء : عمتو عندها حق يانودي انتي فعلا لسة صغيرة وانا مش هعتبر اننا متجوزين خالص انخلع قلبها لتقول بحزن : يعني انت خلاص مش هتتجوزني :ياندي انا اتجوزت خلاص بس يعني.... تنهد مطولا كيف يصوغ لها أن علاقتهم لن تتجاوز ذلك العقد ليقول : بصي ياندي انتي تهتمي بمذاكرتك وانا اهتم بشغلي الفترة دي وبعدين لما تتدخلي الكليه نبقي نشوف موضوع متجوزين ده .. اوك ... ابتسمت له قائلة : يعني انت مش هتتجوز حد غيري هز راسه : لا :يعني بقيت بتاعي.... هنخرج ونتفسح ومتكلمش بنات غيري بس انت في اوضتك وانا في اوضتي ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه لتحليها للأمر من وجهه نظرها ولكنه لم يمانع فهو باي حال لم يكن ليقترب منها..! ولكن مر ذلك العام واصبحت في الثامنه عشر وستدخل الجامعه ولاينكر انها كل يوم تزداد جمالا بعيونها العسيلة المملوءه حيويه وشقاوة وشعرها البني الحريري المنسدل علي طول ظهرها ولكنها بنظره مازالت تلك الطفله التي كان يصطحبها للمدرسة .. ولكن بالنسبه لها فهي كل يوم تزداد تعلقا به ..!! ولم ينكر وقتها انه قد اعتاد تعلقها به وملاحقتها له فما كان يعود للمنزل متاخرا كعادته ليجدها بانتظاره وتستيقظ يوميا وتدخل اليه لتوقظه بعاصفه من المزاح والضحكات حتي انه لم يعد يستيقظ بمفرده... لقد كانت جميلة مليئة بالحيويه طفله مشاغبه ملأت المنزل بضحكاتها ومزاحها ومقالبها مع الجميع..... ليتذكر ذلك الصباح الذي انقلب به كل شئ حينما دخلت لغرفته لتوقظه... اقتربت منه علي أطراف اصابعها لتجلس علي طرف الفراش بجواره لتتأمله للحظات بملامح الوسيمه التي تعشقها أنفه المستقيم وفمه المنحوت لتداعب خصلات شعره الفحميه برقه لم تنتبه اليها وقد فتح عيناه ببطء مندهش من عدم وجود عاصفتها التي توقظه بها كل صباح لينظر اليها وقد ارتدت ذلك الثوب بلون السماء وقد انسدل شعرها الحريري علي احد كتفيها فيما مالت تجاهه توقظة وهو مستمتع بمداعبه اناملها لخصلات شعره ليرفع اليها عيناه حينما ارتسمت تلك الابتسامه الولهه علي شفتيها التي تشبه حبات التوت تغويه بالتهامها فيما انسدل شعرها الحريري حول وجهها الفاتن ليجد نفسه يقترب منها ببطء ويتناول شفتيها بين شفتيه يقبلها برقه سارقا قبلتها الاولي التي لم تكن لتتخيلها أروع وهي لاتفهم شئ سوي تلك المشاعر التي باغتتها وهي تشعر بشفتيه تتذوق كل انش بشفتيه التي استسلمت له تماما وقد استقبلت قبلته بجعل تام لم يكن هو بغافل عنه .... ابتعد عنها ببطء ليراها وقد اغمضت عيناها وقد اجتاح الاحمرار وجنتيها فيما تركت له شفتيها التي توردت أثر قبلته لينحني نحوها متناول شفتيها الجاهله بقبله اخري لا ينكر انه لم يتذوق مثلها وهو قد تذوق الكثير....! انتبه علي مايفعله وتضايق من استغلاله لمشاعرها ليبتعد عنها ببطء ويمرر يده بحنان علي وجنتيها قائلا : ندي.. انا مكنش قصدي... قاطعته حينما وجدها ترتمي بين ذراعيه تدفن وجهها بصدره قائلة بهمس:انا بحبك اوي يامراد... منذ ذلك الصباح الذي تذوق فيه طعم شفتيها وهو قد ادمنه ليرتشف منه كل صباح... ليلوم نفسه كثيرا كل مساء، ينتوي الا يفعلها مجددا ليجد نفسه يتناول شفتيها مجددا في الصباح ولا يستمع لصوت عقله الذي يخبره بالايندفع وراء غرائزه فهي لاتدرك شئ وهو يستغل حبها له خاصة وهو مازال ليشعر بشئ تجاهها سوي انها ابنه عمه .... ولكن ماذا يفعل وهو يراها جميلة... فاتنه تلاحقه و تحبه حد الثماله تدفعه كل صباح لإسكان صوت عقله الذي ينهره عن استغلاله لحبها امام فتنتها التي تزداد يوما بعد يوم......! بقلم رونا فؤاد حتي كان هذا الصباح الذي انتفض فيه علي عاصفه توقظه... التف اليها ليراها وقد اشتعل وجهها غضبا وهي تقول : انت بتخوني..! بقلم رونا فؤاد لم يستطع منع ضحكته التي تعالت علي تعبيرها لينظر اليها وقد جدلت شعرها جديلة طويلة وتهز يدها بعصبيه فيما ألقت نحوه التابلت الخاص بها والمفتوح علي صورته مع شاهيناز النجار...! يتناول الطعام برفقتها بأحد المطاعم..... انها ابنه فهمي النجار محامي شركته فتاه جميلة بشعر اسود حالك وجسد مثير تعرفت علي مراد منذ بضعه سنوات كانت تسعي ليتزوجها ولكنه واضح بأنه لايريد الزواج ولكنها لم تبتعد بل ظلت تقترب وتطورت علاقتها به وهي اكتفت بأن تكون رفيقته الدائمة تعرف بعلاقاته المتعدده وتتقلبها لأنها الوحيدة التي استمر معها لتلك السنوات ولاينكر انه اعتاد عليها ولكنه لم يفكر بالزواج بها بالرغم من علاقتهم وهي توقفت عن طلب الزواج لذا تابعت علاقتها به والتي تثمر عن تلك الهدايا الباهظة والاموال التي يغدقها عليها ببذخ وارتباط اسمها باسم مراد الدوري قالت بغضب : مين دي؟ اعتدل جالسا قائلا بعدم اكتراث : دي شاهيناز بنشتغل مع بعض.. وضعت يدها حول صدرها قائلة بغضب :وانت بتشتغل ولا بتخرج معاها : كنا خارجين وحد صورنا اية المشكلة :وانت تخرج معاها هي لية وانا لا ... ابتسم علي غيرتها الطفولية وداعب وجنتيها التي اشتعلت احمرار : وفيها اية يانودي :فيها انك بتاعي انا وبس... احاطت عنقه بذراعيها قائلة : انت مش قلت انك مش هتكلم بنات غيري :انا بكلمها في شغل ياحبيتي .... لما تكبري هتفهمي اتسعت ابتسامتها غير مصدقه انه قال حبيتي فيما لم يعنيها بالتاكيد لترتمي بين ذراعيه قائلة : انا كبيرة يامراد... انت لية دايما شايفني صغيرة داعب أرنبه انفها : عشان انتي صغيرة قطبت جبينها قائلة باصرار : لا انا كبيرة وهدخل الكلية وهبقي دكتورة..... دارت حول نفسها امامه قائلة بثقة : وهبقي دكتورة حلوة كمان... كل الناس هتحسدك انك اتجوزتني رفع حاجبه قائلا : بقي كدة.. اقتربت منه ووقفت علي أطراف اصابعها لتصل لطوله واحاطت عنقه بذراعيها فتوترت أنفاسه للحظة حينما شعر بجسدها متقارب له بتلك الطريقة فيما لتقول بدلال اثاره :ايوة كدة عندك شك اني حلوة وزي القمر كمان.. ابتلع لعابه بتوتر قائلا بخفوت : لا... : امال لية مش بتحبني زي مانا بحبك ؟ : عشان انتي صغيرة ومش عارفة انتي بتتكلمي عن اية قطبت جبينها قائلة :انا عارفة كل حاجة نظر اليها بمكر قائلا : عارفة اية بقي... ؟ اقتربت منه أكثر ونظرت لعيناه قائلة : عارفة اني بحبك اوي كان دلالها وجمالها البرئ والمثير قادر علي تحريك اعتي الرجال بتلك اللحظة فوجد ذراعه تحيط بخصرها دون ارادته ليقربها اليه وينحني نحوها يقبلها بقوة وجموح وقد فقد سيطرته علي اندفاعه لتطول قبلته تبعثر أنفاسها قبل ان يستعيد سيطرته علي نفسه ويبتعد عنها سريعا..... اسرع يدخل للحمام تاركها وسط تلك الغيمه التي ظهرت في سماءها فهي تحبه وتعشقه.... وقف امام المرأة يعنف نفسه علي فقدانه لسيطرته علي نفسه ورغبته فيها التي بدأت بالظهور بكل مرة امامها ليتحدث لنفسه بأنها زوجته ويحق له الاقتراب منها خاصة وأنها لاتمانع ولاينكر ان نظرته لها بدأت تتغير و انها فتاه جميلة فاتنه امامه وهو رجل فلما لا .... ولكن يتعالي صوت بداخله يخبره بانه لايريد ان تكون تلك الرغبه فيها هي مايجمعهما فهو مازال لايعرف مشاعر اخري نحوها سوي تلك الرغبة التي ظهرت مؤخرا وهي تزداد جمالا بملامحها الجميلة وقوامها الفاتن والتي ربما تنتهي بيوم ما وقتها سيظلمها بالتاكيد لذا عليه ابقاء مابينهم علي ذلك العقد....! ....... منذ ذلك اليوم وقد بدأ مراد يلاحظ محاولتها لتثبت له انها لم تعد طفله وأنها تحبه وتغار عليه...! استند لمقعد مكتبه الوثير لتدخل اليه شاهيناز تتهادي بثوبها القصير وعلي شفتيها المصبوغة باحمر الشفاه ابتسامه فيما اقتربت منه لتلتف اليه خلف مكتبه وتنحني طابعه قبله علي شفتيه قائلة : وحشتني اومأ لها فيما داعبت ربطة عنقه بدلال قائلة : مش هنسهر سوا النهاردة هز راسه قائلا : عندي شغل كتير تدللت عليه قائلة : بلييز ياحبيبي بقالنا كتير مسهرناش رفع عيناه نحوها قائلا : خليها يوم تاني ياشاهي لوت شفتيها قائلة : ماشي يامراد زي ماتحب... استدارت لتغادر قائلة : عموما انت شكلك نسيت ان النهاردة عيد ميلادي.. مرسي قبل ان تغادر استوقفها قائلا : خلاص هخلص شغلي وابقي اعدي عليكي اتسعت ابتسامتها وغمزت له قائلة : هستناك... كعادتهم سهروا باحد الملاهي الليلية ليحدثه سيف بينما قامت شاهيناز لترقص : اية ياصاحبي عامل اية في الجواز ارتسمت ابتسامه ساخرة علي شفتيه: جواز..؟! مانت عارف اللي فيها :يعني هتطلقها وتتجوز شاهيناز ارتشف كأسه قائلا : مانت عارف انا وشاهيناز علاقتنا واضحة... صمت لحظة ثم اردف : بس لا مش هطلقها غمز له قائلا : شكلها عجبتك : منكرش انها حلوة ولذيذة...وبتحبني اوي بس لسة مش عارف اشوفها غير البنت الصغيرة.... فرق السن بينا كبير اوي ارتسمت ابتسامه علي جانب شفاه سيف قائلا : مش كبير اوي ولاحاجة مسيرها تكبر ... عادت شاهيناز لتجلس بجواره وتميل عليه بدلال تهمس له بشئ بتلك اللحظة التي اندفعت تجاه طاولتهم تلك الفتاه ذات الشعر العسلي المنساب حول وجهها الطفولي الغاضب.... التفت مراد نحوها لتقول بغضب وهي تشير نحو شاهيناز : مين دي قد اشتعلت عيناه بالغضب ليردد : انتي اية اللي جابك هنا؟ لم تجب عليه ليقف ويمسك بذراعيها يخرج بها فيما لم تتوقف عن ركل الأرض بقدمها وهي تقول بغضب : انت بتخرج مع بنت لية .. ؟ بقلم رونا فؤاد وضعها بالسيارة قائلا بغضب :اسكتي خالص... انا هوريكي ازاي تخرجي في وقت متأخر كدة وتروحي مكان زي ده لوحدك قالت بغضب وهي تصفق باب السيارة داخله للمنزل : انت اللي ازاي تخرج مع البنت دي وتسيبها تكلمك كدة.. قاطعها بغضب : وانتي مالك انا اعمل اللي انت عاوزة.... اوعي تكوني افتكرتي انك مراتي بجد.. طفرت الدموع من عيونها قائلة : امال انا اية؟ زفر بغضب لايريد جرحها اكثر من هذا خاصة وقد انهمرت علي خديها ليزم شفتيه بضيق من غضبه عليها... اخذ نفسا مطولا ثم اقترب منها قائلا بهدوء : متزعليش ياندي انا مش قصدي... رفعت اليه عيناها الباكية ليمد انامله يمسح دموعها برفق قائلا : خلاص متعيطيش دفنت راسها بصدره باكيه ليتفاجأ بمافغلتع ولكنه لم يبعدها بل نرى يده علي شعرها بحنان حتي كفت عن البكاء لترفع اليه وجهها قائلة : هو انا وحشة يامراد قطب جبينه من سؤالها : يعني البنت دي احلي مني هز راسه لايريد الخوض معها بهذا الحديث ولكنها تابعت باصرار : طيب لية مش بتكلمني زيها ولابتبصلي.... قاطعها بهدوء :ندي حبيتي قلتلك احنا في بينا شغل... قالت باستنكار : انا مش عيلة هتضحك عليها تنهد مطولا : طيب ياللي مش عيلة ممكن بقي كفاية كلام عشان عاوز اروح انام.. تركها وغادر ولكن مشاعرها لم تهديء لتظل صورة تلك الفتاة بمخيلتها وهي تتمايل نحوه وتحدثة بتلك الطريقة ...! ..... ...... انهي استحمامه ليخرج لغرفته وهو يجفف شعره بالمنشفه الموضوعه علي كتفه ليتسمر مكانه حينما وجدها جالسة علي فراشه.... قطب جبينه بدهشة : ندي..في حاجة ؟ احمر وجهها لرؤيته عاري الصدر ولكنها كانت مصره ان تكون مكان تلك الفتاه وتغير فكرته عنها بأنها صغيرة ولاتفهم شئ فهي تحبه وستفعل المستحيل لبيبقي معها ..... : منمتيش لية ؟سالها مراد وهو يرتدي احد التيشرتات حينما لاحظ خجلها... قالت بجرأه : هنام جنبك رفع حاجبة ناظر اليها لتتحلي بالشجاعه وتكمل : مش احنا متجوزين... يبقي انا هنام جنبك... : بس.. ياندي حاول اثناؤها عن ارادتها ولكنها صممت ليقبل علي مضض وهو يعلم بأنها تلعب بالنيران دون أن تدري وهي تأتي لفراشه وتصر علي ان تنام بجواره لينظر لشعرها الذي انسدل علي كتفها العاري وقد حددت تلك المنامه منحنيات جسدها يتساءل هل سيقاوم رغبته التي اندلعت بجسده كرجل لرؤيته لتلك الفاتنه والتي تخبره بأنها زوجته وتتقرب اليه بهذا الدلال ام سيعلو صوت تعقله علي غريزته الرجولية... ؟ ..... ....... مع أول خيوط الشمس كان يغادر الفراش الذي كان محنه له بعد ان شاركته به تلك الليلة وهي تتقلب بين احضانه لاتدري بالنيران التي أشعلتها به ولابتلك المشاعر التي غزته ولم يكن يدري بوجودها وهو يري تلك الصغيرة تتظاهر بجرأه تجهلها تجعله يريد أن يكون معلمها الذي يمحي ذلك الجهل....! دخن سيكارة لعله يهديء من فوران عقله الذي احتقر غرائزة يزجرة علي تفكيرة بتلك الطريقة فهي طفله تصغره ب ١٣ عام وبالرغم مما تفعله الا انه يعرف بأنها لاتدرك عاقبته فهو ان خطي طريق الا عودة بعلاقتهم فهو سيظلمها خاصة بعدم وجود حب يجمعه بها...! .... قال والده باستنكار ; تطلقها.! هز راسه مؤكدا : ايوة يابابا.. : يامراد البنت بتحبك : وانا مبحبهاش : بتكرهها يعني هز راسه : ولا بكرهها... معنديش مشاعر ناحيتها... هي بالنسبة ليا بنت حلوة قدامي وبس.. نظر لوالده واكمل : مش عاوز اظلمها واقرب منها : يابني دي مراتك يعني حقك وحلالك وطالما عاجباك اية اللي مانعك قال بعدم رضي : الجواز مش علاقه وبس في حاجات تانية اهم وانا مش حاسسها معاها.... انا هسافر ألمانيا قريب اوي... وقبل مااسافر لازم انهي المهزله دي هز والده راسه بيأس لتغمض حسناء عيناها بأسي علي ندي التي سينكسر قلبها حينما يتركها مراد...... .... بقلم رونا فؤاد بتلك الليلة حدث ماكان يخشاه..! لقد فقد سيطرته علي نفسه بقربها حينما دفنت نفسها بصدره تخبره بأنها تحبه ولاتستطيع الإبتعاد عنه حينما أخبرها بسفره فوجد شفتاه تتناول شفتيها بقبله ناعمه سرعان ماتحولت لقبله طويلة حينما شعر بها تبادله قبلته بجهل اثاره ليزداد جنون رغبته التي استبدت به فبالرغم من قبلاتهم السابقة الا انه اليوم غير قادر علي السيطرة علي نفسه لتزداد قبلته جموحا وتتحرك يده تكتشف منحنيات جسدها ليتمادي كثيرا فيما انصهرت هي بين يديه لاتعرف ماذا تفعل ولكنه كان يعرف مايفعله..... ليفقد السيطرة ويريد امتلاكها بتلك اللحظة وإكمال زواجهم يبعد اي صوت بداخله يدعوه للتعقل... فهي بالنهاية زوجته فلما يحرم نفسه من دخول جنتها..... فترك نفسه يحلق بالسماء وهي بين يديه...! .... بقلم رونا فؤاد اغمض عيناه بقوة حينما تململت بين يديه وهي نائمة فيما تخضبت وجنتيها بالحمرة ليشعر بدنائة فعلته فهو استحل الاقتراب منها وهو لايحبها فيما هي امنته واستسلمت له لأنها تحبه...! .... .... فتحت عيناها مقطبه جبينها وهي تستمع لتلك الأصوات لتتناول قميصه الملقي علي الارض وترتديه علي عجل وتقف لدي سور الدرج من الأعلي لتتسع عيناها بعدم تصديق وهي تري مراد يحمل حقيبته هاتفا بوالديه بغضب عارم لم تستطع تفسيره : عاجبك كدة... اللي خفت منه حصل... اتفضل بقي شوف هتقولها اية..! ؟ قولها ان ابنك ضحك علي العيلة ام ١٨ سنه واستغل حبها ليه عشان ينام معاها... خرج بخطوات غاضبه وهو يهتف : المهزلة دي زي مادخلتني شوف هتنهيها ازاي... بقلم رونا فؤاد ... مازالت كلماته تترد في اذنها فكم هو حقير ليتركها بعد فعلته حتي بدون تبرير يسخر من حبها ويخبر الجميع انه استغلها... حاول عمها التحدث معها وشعوره بالذنب نحوها يقتله ولكنها أخبرته انها لاتلوم احد غير نفسها ولا حتي مراد... فهو محق لأنها من كانت حمقاء من البداية حتي لاتري انه لم يكن يبادلها مشاعرها... هي من تقربت منه واستسلمت له دون أن تفكر بالعواقب.... ابتعد مراد وظل طويلا لا يحادث احد بعد سفره وهي انغلقت علي نفسها طويلا حتي اكتشفت بأمر حملها ليزيد حريق الذنب المشتعل بقلب عمها ولكنها بذاك اليوم توقفت عن الشعور بالحزن وقررت مواصله حياتها فهي من أخطأ بتلك التجربة حينما اندفعت وراء قلبها لذا اغلقت صفحة مراد للأبد وطلبها كان الايعرف شئ عنها ولا عن حملها... وهو ساعدها بأنه لم يحاول ولو لمرة سؤال احد عنها...! نضجت كثيرا وتغيرت شخصيتها حينما أنجبت ذلك الصغير الذي قلب حياتها لتركز علي أهدافها وأولها دراستها لتنجح كل عام بتفوق كما انها كثيرا ماكانت تذهب لشركة عمها لتتابع معه سير العمل وقد ساعدها سيف كثيرا بهذا الأمر...! .... .....تنهد سيف بضيق وكلمات مراد المتهكمه تتردد باذنه : صاحبك!! ليتحدث نفسه : اية كنت فاكره مش هيرجع ولا كنت فاكرها هتنساه وتحبك... لا ياسيف انت غلطت لما فكرت في مرات صاحبك ليبرر لنفسه بأنه كان يعلم بأن مراد لايحبها ليجد نفسه يوم بعد يوم يقترب منها مندهش من عدم حب مراد لتلك الفاتنه الصغيرة المليئة بالحياة والنابضة بالمرح... جالت بمخيلته صورتها وهي تمازح الجميع وصوت ضحكتها الناعمة يمليء اي مكان تكون به وتقلد طفلها بجميع حركاته.. انها حياة يتمناها اي رجل فكيف يتركها مراد وهي من كانت تتمناه ولاتري في الحياة سواه...! ؟

الفصل التالي
 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !