روايه اختطفها ولكن.. الفصل التاسع

4


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) غص حلق فرح وامتليء بالمرارة وهي تسحب نفسها بعيدا عن باب غرفه حور التي فكرت أن تذهب وتحاول الحديث معها بعد أن اشفقت علي حالتها منذ عودتها الي منزل ابيها لتستمع الي حديثها مع فهد وكل ما علق بذهنها من فيض مشاعره مع أخته هو تلك الكلمات (اتجوزتها عشان أخته تبقي أيدي زي ما انتي في أيده ) تعرف جيدا سبب زواجهم والواقع الذي فرض عليهم ولم تلومه أو ترفض هذا الواقع ولكنها توقعت ان شيء تغير بينهم فهو ابدا لم يتحدث معها عن سبب زواجهم بل مضي بهذا الزواج وعاشت معه تلك الأيام حياه اعتبرتها سعيده وظنت أنه كذلك حتي صفعتها كلماته التي وصفت زواجهم بأنه مجرد مقايضه من اجل أخته .... غيمه سوداء علقت أمام فهد بينما كلمات أخته تسلخ قلبه ومشاعره وتؤلم رجولته بأنه خذلها ولم يستطيع حمايتها ....حاول التبرير والتفسير ولكن انهدم اي مبرر أو تفسير أمام حقيقه شعور أخته الصغيره الذي وصفته بأنها لم تعد تراه سند أو ظهر لها وكم تألم لتلك الحقيقه المخيفه حينما واجهه نفسه بها فهو بالفعل بأول موقف خذلها ولم يستطيع حمايتها بالرغم من محاولته إلا أنه بكل الاحوال فشل لذا محاولته لايقيم لها وزنا .....غلبته همومه فلم تري عيناه تلك الدموع التي تجمعت بعيون فرح والتي كعادتها مرت من جواره بهدوء كالذي دخلت به حياته واستقرت بها ....فهي هادئه كنسمه ربيع ناعمه تضفي سعاده خفيه علي الجميع فلا يلحظ احد وجودها بالرغم من أن غيابها بالتأكيد سيشكل فارقا .... ظل فهد مكانه واقفا بلا حركه لوقت طويل وعيون فرح التي تجاهد لتخفي خلف بداخلها دموعها تتطلع إليه والكثير من المشاعر تنتابها بتلك اللحظه واشدها ضراوة هو شعورها بأنه نادم في تلك اللحظه علي زواجهم الذي فرضته عليه الظروف ....! ....... تجمد عدنان مكانه للحظات لا يستوعب وقوف ابنه مكانه ودون مقدمات وكعادته اندفع فارس الي ابيه يحتضنه بقوة ...وحشتني اوي يا حاج بلسان ثقيل نطق عدنان الذي لم يصدق أنه بعد كل تلك السنوات يري ابنه أمامه بعد أن كان الاتصال هو كل ما بينهما .... عقد فهد حاجبيه بينما تباطأت خطواته وهو ينزل الدرج بينما يحاول استيعاب رؤيه أخيه أمامه ....أخيه الذي تغير كثيرا بعد تلك السنوات بينما كل ما بقي في خياله عنه هو بقايا ملامحه التي غيرها الزمن كما غير طباعه ......فهد ! ردد فارس اسم أخيه الذي كان يافعا بأخر مرة رأه بها والان يري أمامه رجل تحمل مسؤليه العائله بعد غيابه وأخذ علي عاتقه الكثير من ذنب فعلته التي قام بها بلحظه تهور واندفاع لم يدرك أنها اوصلتهم الي تلك النقطه .... دون أن يدرك فهد أو يستوعب المفاجأه كان فارس يجذبه بقوة بين ذراعيه يعانقه بود واشتياق ....كبرت يافهد ....كبرت يااخويا بأراده قلبه كان فهد يبادل أخيه العناق بينما للحظات لم يري عقله شيء إلا مشاعر الاخوه بينهما .... وكانت لحظه عناقهم هي تلك اللحظه التي رأتها حور لتغيم عيناها بالدموع وتركض عائده الي غرفتها وتلك الكلمات تتردد في اذنها ( كلهم كملوا حياتهم الا انتي ...! ) وكم كانت محبه تلك الكلمات فالكل مضي في طريقه وهاهو الغائب يعود لينضم لركب الحياه السائر ...! ...... ... ولكن من قال إن الحياه تسير كما نريد دوما ...فهو أرادها بكل كيانه وقلبه الذي دق فور رؤيته لها ....تلك الحوريه الحزينه التي كانت تبقي خلف أسوار شرفته بانتظار خلاصها ..... خطط لأخذ ثإره منها ولكنه لم يخطط ابدا لان تأخذ قلبه وعقله .....خطط وادخلها لحياته عنوه ولكنه لم يستطيع جعلها تبقي معه عنوه.... ربما عمل بتلك المقوله الشهيره ( إذا اردت شيئا بقوة فأطلق سراحه ...أن عاد اليك فهو ملك لك وان لم يعد فهو لم يكن لك من البدايه ) وهي لم تكن له من البدايه ولكنه يريدها ولم يتمني شيء قدر تمنيه الوصول إليها ولكنه لم يدع أمنيته تتحقق حينما ارقته دموعها وحزنها الذي كسر قلبها ليتمني أن يختفي حزنها وتغادر الدموع عيونها الي غير رجعه ليضع أمنيته بأن تكون له مجرد امنيه ربنا تتحقق بيوم ما ولكن أمنيته بأزاله حزنها قرر أن يحققها ولو علي حساب حزنه هو ليعيدها الي منزل عائلتها ....! ومن حيث توقفت الحياه وجفت اوصال الود بين العائلتين عادت بعوده أخته ومعها وصال جديد بدماء حفيد يجمع بين العائلتين بعد قطيعه وعداوة دامت سنوات ....! بعيون امتلئت بدموع لذه اللقاء رفعت وهج عيناها تجاه أخيها بينما مازالت في حضن والدتها لتنطق اسمه بوجل : سليم ! نظرت الدماء بعروق سليم الذي لم يري شيء إلا الثأر الذي أصاب الجميع بنيرانه ليندفع متجاهل نداء أخته التي ركضت إليه تحتضنه ولكنه كان اسرع منها وهو يتجه الي الخارج ولهيب الثأر يتراقص أمام عيناه وكلماتها له بأن يكون رجلا ويأخذ ثأره دون أن يجعلها هي تدفع الثمن ....! : سليم اسرع رسلان بخطوات مسرعه بمقدار ما سمحت له قوته خلف سليم يحاول الامساك به وقد انطلق سليم كسهم غاشم ما أن رأي أخته أمامه .....! : سليم ...استني ....تعالي صوت أخته المختنق بالدموع بينما لم تكن بحاجه لتفهم سبب اندفاعه للخارج بتلك الطريقه أسرعت والدته بصراخ خلفه منضمه الي وهج ورسلان يحاولون اللحاق به ولكنه لم يستمع لأي نداء ليتعالي صراخ وهج المستنجد بأبيها وهي تقول يتوسل : هيقتل فارس .....سليم هيقتل فارس بكت وتابعت وهي تنادي اسم سليم الذي لم يتوقف واسرع الي سيارته : فارس غلطان بس ده بقي ابو أبني.....ابوس ايدك يابابا وقف سليم ....جثت وهج علي الأرض وانهارت بالبكاء لتتوقف وفاء وتنحني تجذب ابنتها وهي تقول بطمأنه زائفه : متخافيش ....متخافيش ياوهج نظرت لها وهج بدموع لتجذبها وفاء الي حضنها بينما تنازع ما بين رغبتها بقتل فارس وتمزيقه باسنانها ومابين كونه أصبح زوج ابنتها التي ما أن قامت علي قدميها حتي تابعت الركض خلف ابيها تتوسله : بابا اعمل حاجه سليم هيقتل فارس بنفس اللحظه أصدرت اطارات سياره سليم صرير قوي وهي تفارق تلك البوابه التي سرعان ما فتحها الحارس اثر تعالي صوت البوق القوي الذي أطلقه سليم فلم يستمع لهدير صوت رسلان الذي تعالي من خلفه : اقفل البوابه ياعواد ...متخرجهوش عووااد ....! نظر الحارس بقله حيله الي رسلان الذي كان يلهث بينما لم يستطع اللحاق بسليم ليهدر رسلان به : هات العربيه بسرعه ياعواد .... اسرع الحارس يقود السيارة و يوقفها أمام رسلان الذي سرعان ما ركب بداخلها قائلا : اطلع وراه بسرعه ياعواد ...... اسرع الحارس خلف سليم وسرعان ما كان يلمح سياره سليم التي كانت تسابق الريح : بسرعه ياعواد حاول توقفه نظر له عواد بشك ليهدر رسلان به بلهجه أمره : بقولك سرع ووقفه ضغط سليم دواسه الوقود أكثر وبلا تردد كان يرتطم ببوابه منزل عمه يدفعها بمقدمه سيارته التي انبعجت مقدمتها ليوقفها اسفل الدرج الرخامي بعدم اكتراث ولطينزل منها شاهرا سلاحه الذي لقمه سريعا واسرع الي باب المنزل ...... عقد فهد حاجبه وخرج سريعا علي تلك الأصوات ليتفاجيء بسليم يتجه إليه حاملا سلاحه : سليم انت بتعمل ايه ...انت اتجننت ؟! هتف سليم بحقد وهو يدفع بفهد بعيدا عنه : لا عقلت ...خليك انت برا ...انا جاي اخد حقي راجل مش زي ما عملت قبل كده لما خطفت بنت عمي ... امسك فهد بكتفه يحاول إيقافه مزمجرا : اعقل ياسليم دفعه سليم بعيدا عنه واقتحم باب المنزل الي الداخل ليمسك عدنان بوجل ذراع ابنه فارس ما أن رأي سليم يدفعه خلفه ويقف أمام سليم ليحمي ابنه هاتفا : سليم اعقل صرخت فرح التي أسرعت تنزل الدرج بخطوات متعثرة حينما رأت أخيها يقتحم المنزل تناجيه أن يتوقف : سليم بلاش .... لم يستمع سليم أو يري شيء مما حوله بينما كل حواسه اعماها الغضب لذا بلحظه كان يبعد عدنان من أمامه وينقض علي فارس الذي لم يدافع عن نفسه لأول وهله وترك سليم ينقض عليه ليسدد له لكمه قويه أطاحت به ليتدخل فهد يحاول الامساك بسليم ولكن سليم سرعان ما دفعه بعيدا وهو ينحني يقبض علي عنق فارس ويحكم قبضته عليه واضعا فوهه سلاحه برأسه : سليم ...! بالرغم من كل غضبه الذي اعماه واصم أذنه إلا أن صوتها وصل إليه ليرفع عيناه تجاهها وليته لم يفعل فهاهو يجد تلك الدموع اللعينه مازالت بعيونها ليزمجر بعنف ازداد حينما رأي دموعها التي عجز عن أبعادها عن عيونها حتي ببعده عنها .... لتزداد قبضته علي عنق فارس ويشير الي فهد بالتراجع : محدش يتدخل .... هتف فارس بثبات وهو يشير لأخيه : خليك بعيد يافهد .....حاول الالتفات لسليم يتحدث معه ولكن سليم لم يستمع لكلمات فارس الذي قال بهدوء وهو مستسلم لقبضه سليم علي عنقه : سليم اعقل .....نزل السلاح وخلينا نتكلم زجره سليم بغضب : نتكلم في ايه ياندل ياجبان افلتت الكلمات بتهكم من شفاه فارس : حالنا من بعض يا ابن عمي... ما انت عملت نفس النداله مع اختي اهتاج سليم بقوة حينما صفعه فارس بتلك الكلمات التي لم يكن بحاجه لسماعها بتلك اللحظه لتتعالي صرخات فرح ويهدر عدنان بينما يحاول فهد أن يحول بينهما بينما انقض سليم علي فارس يلكمه بقوة وسرعان ما يعود ليصوب سلاحه الي رأسه مجددا.... انتفضت حور من مكانها لدي سماع تلك الأصوات العاليه التي اتت من الاسفل لتركض الي اعلي الدرج وتقف مكانها تتطلع إليه ..... رأته ومع رؤيتها له غزت قلبها دقه شارده لا تعرف مصدرها ... كل ما تتذكره من تلك الأيام التي كانت اسيرته بها هو نظرته لها وهو يتركها لدي منزل عائلتها وربما تلك اول مره تتقابل نظراتهم دون كراهيه أو نفور ....كان يودعها وكانت تتمني الخلاص منه بتلك اللحظه وليت كل الاماني تجلب السعاده أو الراحه ...! مرت لحظه صمت حينما كان صوتها يتعالي بدون تفكير أو سبب تنادي اسمه وهي تري تلك اللوحه من الدماء متجسده امامها .....ومجددا تتعالي أصوات تلك الذكري برأسها وتلك الوجوه التي كانت تتطلع لها بتلك الليله التي اختطفها بها ..... تدرك جيدا أن أخيها يستحق ما يناله ولكن غريزتها برفضها للمزيد من تلك العداوة التي كانت أول من اخترق بها تدفعها لتوقفه : سليم بلاش ... نظر لها والتقت عيناه بعيناها الدامعه ليبعد عيناه عنها سريعا حتي لا تتقهقر إرادته ويعود ليزمجر وهو يطبق علي عنق فارس الذي لم يفلح عدنان أو فهد في تخليصه من يد سليم... فما أن يحاول اي منهم الاقتراب حتي يزداد غضب سليم لذا توقفوا مكانهم وحاولوا التحدث معه بعقل ولكن اي عقل بقي في رأسه حينما لمست يد حور التي نزلت الدرج ركضا واتجهت إليه دون تفكير تلمس يداه وهي تقول برجاء لا تعرف سببه إلا ذلك الوجع بقلبها من تلك العداوة التي تحرق الجميع : بلاش ياسليم ! تجمد مكانه بينما هي الوحيده التي استطاعت الاقتراب لتمسك يده التي يمسك بها سلاحه المصوب الي راس أخيها وتردد رجاءها مجددا : بلاش ياسليم ....! اغمض عيناه وسحب نفس عميق يحاول به ابعاد تأثيرها عليه بينما نطقها لاسمه ورجاءها له يصعب عليه مهمته ليزفر وهو يفتح عيناه ويتراجع خطوه مبتعدا عنها هاتفا دون أن ينظر إليها : متتدخليش هتف فارس بها بينما حاولت الاقتراب مجددا : ابعدي ياحور ومتخافيش احتقن وجهه سليم بالغضب بينما تابع فارس بجرأه : أنا قدامك ياسليم خد حقك مني واختي ملهاش دعوه بحاجه تراجعت حور بضع خطوات للخلف تستوعب ما تسمعه ....! الان فقط يتذكر أن أخته دفعت ثمن خطأه ويقف بجرأه يتحدي سليم الثائر بجساره ليس لها محل الآن أمام غضب سليم الجارف .... نظرت حور إليه بغل وكراهيه وهتفت بتأنيب : انا مش اختك ولا اعرفك انصدمت ملامح فارس الذي حاول التحدث الي تلك الصغيره التي كان أبيه يرسل له صورها عام بعد الآخر : حور صرخت به حور بهياج شديد : اسكت خالص ومتنطقش اسمي ....انا اصلا معرفكش .....انت مين وجاي ليه دلوقتي ....؟! طفرت الدموع بعيونها وهي تتابع بغضب شديد صارخه بفارس الذي تسمر مكانه بين قبضه سليم : جاي تدمر حياتنا تاني .....جاي لييييه ....حياتي ضاعت بسببك ....انا بكرهك .... ارجع مكان ماكنت ....انت مالكش مكان وسطنا ....ابعد وارجع مكان ماكنت احتقن وجهه فارس الذي وجهه حديثه الي سليم بينما قهرته أخته بكلماتها : اقتلني ياسليم لو ده هيريحك .....اقتلني وخد تارك مني اختي ملهاش ذنب وكزه سليم بفوهه سلاحه بغضب : وانا اختي مكانش ليها ذنب اوما فارس قائلا بعقلانية : عندك حق ....انا غلطت بس ربنا يعلم اني حاولت أصلح غلطي ومجبرتهاش علي حاجه ....سليم اللي حصل حصل وانا راجع اعترف بغلطي زجره سليم بعنف : بعد ايه يا ندل ....بعد ما خلتني زيك ...اخطف واتجوز غصب هتف فارس بانفعال ظنا منه أنه سيصلح خطأه بحق أخته : احنا فيها .... ارمي عليها اليمين وطلعها برا الثأر اللي بينا وانا قدامك خد تارك مني ...! توقفت خطوات رسلان الذي دخل لتوه الي المنزل ليلحق بالواقفين مكانهم ...! انقبض قلب سليم من تلك الكلمات التي نطق بها فارس لينظر الي حور التي مازالت تتطلع إليهم جميعهم بكراهيه التفت سليم بتأهب الي الجميع ليزمجر بفارس ينهي بطولته المتأخره : يبقي انت كمان تطلع اختي برا الثأر اللي بينا انصدمت ملامح فارس وتراجعت فرح خطوة بينما فهمت أن ما سيقع علي اختها سيقع عليها لتنظر الي فهد بوجل : اختك مراتي وام ابني مستحيل أطلقها .... افلتت الكلمات من شفاه سليم : وانا كمان مستحيل أطلق حور اندفع فهد هاتفا بغضب : هتطلقها ياسليم. ..... هي مش عاوزاك خانت سليم عيناه ليتطلع إليها بينما وقفت تنظر إليهم وكل واحد منهم يحاول أن يبدو بصورة البطل ولكن لا أحد منهم يدرك مقدار زيف بطولته بعد أن مرت السكين فوق عنقها وانتهي الأمر لتهز راسها برفض أن يتحكم أحد منهم في حياتها بعد الان ورفض أن يظن أحدهم أن أي شيء يفعلونه الان سيصلح ما حدث بنفس اللحظه كان صوت عدنان ورسلان يتعالي بنفس الكلمات ؛ محدش هيطلق حد ... وجهه رسلان كلماته لابنه : سليم نزل سلاحك وكذلك فعل عدنان بحنق : فهد متتدخلش وانت يافارس مش عاوز اسمع منك كلمه كفايه اللي عملته ..... رفض فهد أن يتراجع ليحاول مد يداه الي أخته التي وقفت تشاهد الجميع يتحدثون عنها وعن حياتها وكانها لعبه بيدهم ليقول برفق : تعالي ياحور محدش هيجبرك علي حاجة تاني انا هخليه يطلقك أبعدت حور كتفها عن يد أخيها بجفاء نفور صارخه : مالكش دعوه بيا احتقن وجهه فهد ليقول بغضب وهو يحاول سحبها من جوار سليم : اسمعي الكلام وابعدي ...من دلوقتي انتي برا اللي بيحصل ...تعالي معايا اشتعلت عيون سليم كالاسد الهائج وامسك بيد حور بقوة يوقفها خلفه هاتفا بفهد بتحذير : ابعد عنها و اياك تجبرها علي حاجه . حاول عدنان جذب يدها من يد سليم لتقف بلا رد فعل و كلاهما يجذبها تجاهه .... قال عدنان برجاء: سيبها يا سليم .....سيبها واحنا هنحل اللي بينا هز سليم رأسه برفض لكلمات أبيه الذي قال : اسمع الكلام ياسليم. ... نزل سلاحك ....خلاص ماعدش ينفع اللي بتعمله ....مش هتيتم ابن اختك ! مد عدنان يده برفق الي يد سليم التي تمسك بيد حور : سيبها يا سليم .....تعالي ياحور ومتخافيش بجفاء أبعدت حور يدها ونفضتها من يد سليم وأبيها ونظرت إليهم بكراهيه : محدش فيكم يقرب مني .....مالكوش دعوه بيا .....ابعدو انتوا الاتنين .. مش عاوزة حد منكم... انا مش لعبه في أيديكم واحد يخطفني والتاني جاي بعد كل ده يرجعني.. ابعدوا عني كفاية بقي... كفايه ثار وعداوة .... : عندك حق ياحور ....! كان هذا صوت فواز الذي انشطر قلبه منذ سنوات علي ماحدث بين أبناءه ولم يملك يوما الجساره للصراخ بهم كما تفعل حتى الآن .....ليته صرخ منذ زمن وحكم علي حفيده أن يعود بأبنه أخيه ويحاول مداوة ماحدث بدلا من ترك الجراح تتفاقم سنوات بسبب سلبيته التي رآها حل وهو يطلب منهم تقبل ما حدث متغافلا عن نيران الحقد التي رفعت في قلب رسلان لسنوات علي ماحدث لابنته ونيران الخوف التي لم تفارق قلب عدنان خوفا علي ابناءه من أخيه ثأرا لما فعله ابنه ...! حان الوقت لإنهاء تلك العداوة فلن يقف أكثر مكانه ويري أبناءه وأحفاده مازالوا بتلك العداوة التي أحرقت الجميع نظر فواز الي فارس الذي خلصه من قبضه سليم ليقول بحده تمني لو استطاع صفعه بها : كل اللي حصل ده بسببك... عداوة ابوك وعمك واللي حصل لاختك كل ده بسببك حاول فارس التبرير : ياجدي انا كنت بحب وهج وطلبتها من عمي كتير ورفض ...خوفت تضيع مني وملقتش الا الحل ده ... سالت الدماء من انف فارس الذي تلقي لكمه باغته سليم بها بغل وحقد : تقوم تخطفها يا ندل اسرع الجميع يحولون دون اشتباك فارس وسليم مجددا ليدلك فارس فكه المتألم وهو يقول بدفاع عن نفسه أمام نظرات الجميع التي حملت توبيخ قاسي : يشهد ربنا اني مأذتهاش وشلتها في عنيا زجره فواز باحتقار : مش فارق كلامك ولا يقلل من عملتك السوده ...خطفت بنت عمك وخليت راس ابوك في الأرض ....قطعت حبل الود بين العيلتين ومفكرتش الا في نفسك ...حتي مراتك مفكرتش فيها وانت بتاخدها من وسط أهلها غصب خفض فارس عيناه بخجل ازداد حينما وقفت وهج أمامهم تحمل سليم الصغير الذي يبكي بين أحضانها بعد أن صممت علي المجيء خلف أخيها وزوجها ... نظر الجميع الي وهج والي الصغير الذي أشارت به الي سليم وهي ترجوه بنظراتها : سليم الصغير. ...! نظرات الصغير البرئيه كانت لها قوه باطفاء السنه اللهب التي كادت تحرق الجميع قبل قليل ليقف الكل مكانه ولا احد منهم يعرف الخطوه التاليه .....فارس يدرك خطأه ويعترف به ولكنه لايدرك السبيل لإصلاحها .. فهد يريد صفح أخته التي خذلها ولايدرك كيف سينال هذا الصفح بينما سليم يتمني صفحها ويدرك أنه لن يناله أيضا ولن يتقدم خطوه أخري تحمل توقيع فراقهم الذي لن يحتمله وكان يوهم نفسه أنه اول خطوه لينال صفحها ....أما فرح فوقفت بأقدام لاتقوي علي حملها تفكر في أنها بيدق بيد من سيخطو الخطوة التاليه كما هو حال وهج .....عدنان ورسلان كل منهم واقف بمكانه ويتمني لو تكون نهايه عداوتهم هي الخطوه التاليه وفواز لا يتمني خطوه أكثر من تلك .....الجميع يفكرون بالخطوة التاليه ولكن لا أحد منهم يدرك اين ستطأ قدمه بينما خطوه كل منهما مرتبطه بالآخر ...! .....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) اتخذ فواز خطوته الأولي ليقول وهو يقف وسط الجميع : آن الأوان العداوة دي تنتهي .....عدنان ابنك غلط واخوك حقه يعمل فيه اللي هو عاوزة نظر عدنان إلي ابيه برجاء ان يحمي ابنه لينظر فواز الي رسلان ويقول باعتذار : انت اتظلمت يا رسلان لما قولتلك اقبل الأمر الواقع ....وقتها كان لازم احكم عليه يرجع بنتك بس خوفت اقف بينكم زي ما انا واقف دلوقتي مش قادر اعمل حاجه ....خوفت وقتها تقتل ابن اخوك ابعد رسلان عيناه تجاه ابنته التي ترجته بنظراتها بصمت مؤلم .... نظر فواز بأسي كبير الي أكثر من انظلم بتلك الروايه ....الفتيات الثلاثه ليقول بأسف : ..........انا عارف انتوا اتظلمتوا اد اية... وانا اول واحد مقدرتش احميكم من انكم تدفعوا ثمن مالكوش اي ذنب فيه..... بس دلوقتي عاوزكم تعرفوا اني مستعد اعمل اي حاجة عشانكم... كل واحده فيكم اتجبرت علي جوازها بس لازم تفهموا ان ده كان غصب عننا كلنا ..... كان لازم نوقف العداوة ابتلعت الفتيات بغصه حلق بينما الوحيده التي ابتعلت غصه حلقها هي حور بينما كلمات تلك المسرحيه الهزليه التي تحدث امامها تتردد في اذنها بقوة وهي تري امامها المشهد التالي والذي يحمل عنوان ( تقبل الواقع ) فبعد حديث طويل من جدها مليء بالندم والاعتذار سينتهي ببضع كلمات وهي أن علي الجميع تقبل ما حدث ...فما حدث قد حدث ...! يظن أنه يزيل من علي كاهله حمل عذاب الضمير بكلماته ولكنه لم يسأل أن كانت تتقبل بالفعل ما حدث ام لا وان تقبل ماحدث قادر علي ازاله اثاره من داخلها ام لا .....نظرت إلي وهج بشرود وهي تراها تحمل ابنها وتفكر كيف تحمل طفل من رجل قد اختطفها ...؟! نقلت نظراتها إلي فرح التي رأت دموعها واستغربتها أن تبكيها من أجل رجل تزوجها لإنهاء عداوة أو ثأر لا يهم .....كلاهما تتقبل ما حدث برضي غريب عنها لا تشعر به ولن تفعل فهي بكل كيانها تستنكر أن ترضخ ...! تهكم مرير ارتسم علي شفتيها وجدها يواصل كلماته التي ماتت علي شفتيه حينما نطقت شفاه حور بسؤالها : علي حساب مين ؟! التفت لها الجميع لتسلخهم بنظراتها وهي تكمل سؤالها : توقفوا العداوة علي حساب مين ... ؟! وهج ولا فرح ولا انا ......نظرت لهم بتهكم وتابعت ساخره بمراره : علي حسابنا احنا التلاته ! ببضع كلمات استطاعت حور حقا أن تقهر رجوله الجميع ولا يجروء أحد علي نطق كلمه امامها بينما هي نفسها لاتدري كيف نطقت بتلك الكلمات وهي من عاشت بين تلك الجدران سنوات وحتي لم تتعلم ابجديه الكلمات لتجد نفسها تصرخ بوجهه القهر والظلم وترفضه دون خنوع حاول فواز نطق شيء : حور يا بنتي ...محدش خلاص هيدفع تمن العداوة دي ! نظرت له حور بجرأه وسألته : يعني ايه ؟! اهتزت نظرات فواز لتتابع حور : العداوة خلصت واللي حصل حصل ولا العداوة خلصت وهتصلح اللي حصل ياجدي ؟! ابتلع فواز لعابه ببطء وهو يفكر في خطورة إجابته علي سؤالها ولكنه بكل حال أجابها : هعمل اللي انتوا عاوزينه .... نظر فواز للفتيات ثم لفارس وسليم وفهد الذين تجمدوا مكانهم حينما أصدر فواز كلماته التاليه : اللي البنات عاوزاه دلوقتي هو اللي هيتنفذ ....محدش فيكم هيجبر بنت منهم علي حاجه هدر فارس بعنفوان : يعني ايه ؟! قال فواز بثبات : اللي فيهم مش عاوزة تكمل في جوازها منكم هيطلقها بأمر مني.....! استنكرت ملامح الجميع ليردد فارس برفض وهو يتجه الي زوجته : وهج مراتي وام ابني ومش هطلقها واللي يحصل يحصل ...! اهتزت نظرات وهج بينما تقول بعتاب بعد أن نفضت عنها قبولها بالواقع والتسليم به : تاني يافارس اللي يحصل يحصل .....كفايه بقي اللي وصلنا له نظر فهد الي فرح التي هبت هي الأخري من اسفل ثباتها ورضوخها الفطري لتبتعد بوجل عن فهد الذي ما أن نطق : فرح انا ....حتي قاطعته : انت اية... انت مش اتجوزتني عشان تنتقم من سليم لو اذي اختك.. عبست ملامحه لتنظر اليه بمرارة وهي تقول: انا سمعتك وانت بتقول كده لحور ....سمعتك واتوجعت اوي من الحقيقه اللي انا عارفها وعملت نفسي نسيتها ....نظرت له بعتاب قاسي وتابعت : انا نسيت وانت منستش ابدا ومش هتنسي ... انا بكرهك يافهد.. بكرهك وبكرة سليم وبكركهم كلكم... انتوا انانين مش بتفكروا غير في نفسكوا وبس إنما أنا وحور ووهج واي بنت منفرقش معاكوا في حاجة...حياتنا ومشاعرنا لعبه في ايديكم انا دلوقتي حسيت بالقهر اللي حور حست بيه وانتوا بتلعبوا بمصيرها وحياتها..... ياتري يافهد لو سليم ضايق اختك ... هتعمل فيا انا اية.... هزت راسها بأسي وتابعت : حور عندها حق .... العداوة دي كانت علي حسابنا احنا صمت الجميع ولم يجروء أحد علي نطق شيء لتنظر لهم الفتيات بأسي بينما كل منهم حطم قلب فتاه وحياتها بطريقه أو باخري ....اثنين منهم بخطف وزواج غصب والاخر حينما جعل حياتها معه معلقه بحياة أخيها مع اخته.... والكبار بصمتهم علي ظلم الفتيات فجميعهم ظالمون بلاهواده..... هل عرفت للتو الراحه طريق إلي حور .....نعم لا تنكر ! راحه تسللت لها ونيرانها بدأت تخمد وهي تري نظرات الجميع التي اهتزت بعد كلمات فواز .....تري نظرات ابيها الاسفه بعد أن خذلها وسلمها لسليم بيده مقابل حياه فارس ....تري نظرات فهد المنكسره بعد أن كسر ظهرها وهو يتركها بيد مختطفها ....ذلك المختطف الذي ارتاحت وهي تراه مترقب لما سيحدث بينما سيجرب قهرها الذي شعرت به وهو يجبرها علي موافقتها علي الزواج به ذلك القهر الذي ستجعله يعيشه حينما يجبره جدها علي تطليقها ان ارادت.....تشفت نظراتها بالجميع لتبدأ فقط بتلك اللحظه نيرانها تخمد و تشعر بلذه في رؤيتها لسليم المترقب لجوابها ...ولذه اكبر تتشفي بها في اخويها وهم ينتظرون جواب فرح ووهج بينما لم يفكر اي منهم من قبل في سؤالهم عن رأيهم ..... كلاهما اناني فكر بنفسه فقط .... تبادلت وهج وفرح النظرات مع فهد وفارس قبل أن ينظروا الي حور التي قالت : انا مش عاوزة افضل مع سليم يا جدي ....! لم يكن عليها أن تنطق تلك الكلمات وهي تنظر إليه ابدا بينما جسدت نظراته انكسار لامس قلبها وهي تنطق بتلك الكلمات ليغص حلقها بقوة وتزجر نفسها انها اشفقت عليه وهي تري نظراته لها كأسد جريح يتطلع الي ذلك الصياد الذي أصابه بسهمه الغاشم أن يقضي عليه والا يتركه في الوسط ما بين الحياه والموت .....! لتطلق سهم اخر كان مخبيء بجعبتها وتلك المره تنظر لعيون ابيها واخويها : و مش عاوزة افضل معاهم كمان ....! عقد عدنان وفهد حاجبيهم بقوة : يعني ايه ؟! تجاهلت سؤالهم والتفتت الي جدها قائله : انا هعيش عندك يا جدي .. كانت رحيمه به وهي تطلق سهمها الاخر بعيدا عنه حتي لا تجهز عليه تمام ليتنفس واخيرا وينظر الي شعله ثورتها التي بدأت تخمد وهي تاخذ حقها بتلك الطريقه ... : هتنفذ رغبتي يا جدي سالت حور حينما طال الصمت لينظر لها فواز لحظه قبل أن يقول : هنفذها ياحور ..... نظر لها عدنان بعتاب ولكنها أبعدت عيناها لتصطدم بنظرات سليم والتي رأت بها ارتياح لم تدرك سببه ولكن بداخله أدركه جيدا ...فهي سترتاح الان فقط وهي تشعر بأنها اخذت انتقامها التفت إليهم وتابع بلهجه أمره : انا هنفذ رغبه حور وهاخدها معايا .....صمت لحظه ثم تابع : ومش بس حور اللي هاخدها نظر إلي فرح ووهج : وهاخد كمان فرح ووهج استنكرت ملامح فهد وفارس بقوة ليوقف فواز اعتراضهم بإشارة من يده : كل واحده منهم هتفضل عندي لغايه ما تفكروا إذا كان جوازكم منهم تخليص حق وعداوة ولا جواز بالرضي والقبول ..... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ايه رايكم و توقعاتكم ( النسخه الأولي من الروايه كانت فيها الأحداث دون سرد للمشاعر وفي النسخه دي حبيت أجسد مشاعر وأحاسيس الجميع ايه رايكم ... دمتم سالمين )


 
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رووعه حقيقي ملكه بحساسك❤️❤️

    ردحذف
  2. حلوه اوي النسخه دي
    إستمري🥰🥰

    ردحذف
  3. النسخه دي في منتهى الروعه. تجسيد المشاعر والأحاسيس للأبطال اضافه كبيره وقيمه جدا للروايه لأنها توضح المعاناه والبعد النفسي لكل شخصيه. شابو يا رونا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !