روايه حب بطعم الانتقام...الفصل الاول

1
زفرت زاهي بضيق ونظرت لساعتها بملل فهي عالقه بزحمه السير تلك لأكثر من ساعه ....ماان تقدمت ببطء خلف ذلك الصف الطويل من السيارات حتي اخذت تتلفت يمينا ويسارا في محاوله منها لتبين سبب ذاك الزحام الخانق خاصة وهي علي طريق سريع مؤدي لمدينة برج العرب وليست بقلب البلد لتعلق بهكذا زحام.... بدأت تري العديد من سيارات الشرطة والاسعاف وتهادي لسمعها تعليقات راكبين السيارات حولها... انه حادث..! ظنته حادث مروري ولكن مع كميه سيارات الشرطة وتلك الرتب التي تراشقت بكل مكان تهادي لسمعها انها حادثه إطلاق نار علي احد رجال الأعمال.... هزت راسها بعدم اكتراث وتابعت تقدمها ولكنها وجدت ان ظباط الشرطة يفتشون السيارات وينظرون برخص السيارات... فتحت حقيبتها واخرجت رخصتها ماان قاربت علي الوصول للكمين ليلقي الضابط عليها نظرة ثم يشير لها بالتقدم لتنطلق مسرعه فهي تأخرت علي العوده كثيرا ولابد ان علياء قد قلقت عليها.... ..... بينما علي الجانب الاخر كان هذا حادث كبير قلب الوسط كله لرجل الأعمال الكبير شريف المهدي الذي انقلبت تلك المشفي الضخمه علي أثر وصول سيارة الإسعاف التي تحمله اليها ليهرع الاطباء تجاهه في محاوله اسعافه من ذلك الطلق الناري الذي أصابه قبل قليل بالطريق الصحراوي وهو وحراسته ..... اسرع رجاله حوله يركضون بجوار سريره النقال بينما يجاهد هو للحفاظ علي قوته وهيبته الواضحة ولا ينهار ولكن دون ارادته بدأت عيناه بالتهاوي ويشعر بأنه قد لاينجو لذا ينظر تجاه محاميه المقرب مرددا اسم ابنه الوحيد... جلال...! كلم جلال اومأ له صديقه ومحاميه... حاضر ياشريف ظل يردد بصوت واهن قبل ان يختفي داخل غرفة العمليات..؛ جلال...! عاوز جلال ياوحيد .... ......... في غضون ساعه كان الخبر يطير للولايات المتحدة ليصمت جلال دقائق طويلة شاردا في الفراغ قبل ان يخرجة صوت ادم ابن عمه وصديقه المقرب من شرودة... اية ياجلال رحت فين؟ هز راسه بنبرة خاليه : معاك ياادم : طيب انا هستناك في المطار.... أغلق الهاتف وهو ينظر حوله لاينكر بأن الخبر اثر به مهمها حاول ابداء العكس ولكنه ابيه بالرغم من كل شئ..... تعالي رنين هاتفه بينما كان يعد حقيبته ليبدا لإعطاء بعض التعليمات لتسيير اعماله لحين الاطمئنان علي والده وعودته.... ..... ...... يشعر بالاختناق للعوده منذ الان ويريد إنهاء ذلك اللقاء بأسرع وقت مع شريف المهدي...! .... ...... ابتسمت زاهي لعلياء التي فتحت لها الباب وهي تحمل ذلك الصغير الجميل الذي ابتسم لها ... حمد الله على السلامة يازاهي اتاخرتي كدة ليه؟ حملت الصغير لتطبع قبلات كثيرة علي وجنته الحمراء الجميلة وهي تقول : الطريق زحمه جدا يالولو : طيب يلا غيري هدومك وتعالي بسرعه عشان العشا جاهز هزت راسها لتدخل الي غرفتها وهي ماتزال تحمل ذلك الصغير تداعبه..... ارتدت بيجامتها ورفعت خصلات شعرها البنيه للاعلي بمشبك شعرها وحملت صغيرها وخرجت من الغرفة لتصادف عاصم الذي كان يدخل للمنزل عائدا من عمله ابتسمت له قائلة : حمد الله علي السلامه بادلها الابتسامه وهو يلقي بسترته علي الاريكة ويحمل من يدها ذلك الصغير الذي ماان راه حتي اخذ يردد ببب با... ليحمله قائلا : تعالي ياحبيب بابا قبله عاصم بحنان لتقول زاهي : هروح اساعد علياء اومأ لها وحمل الصغير للتوجهه نحو المطبخ لتجد علياء كعادتها تدندن علي انغام الموسيقي وهي تعد الطعام.... اخذت قطعه من الفراخ الساخنه التي اخرجتها علياء للتو من الفرن لتأكلها بتلذذ قائلة :ممم قلت شيف ياناس.... تسلم ايدك يالولو الاكل تحفة ابتسمت لها علياء... طيب يلا خدي معايا الأطباق علي السفرة لان عاصم اكيد جعان ابتسمت لها وحملت الأطباق لتتجمع تلك العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء الدافئة باحاديثهم الودوده.... بينما علي طاوله عشاء اخري كانت تلك السيدة ذات الخمسون عاما تتراس تلك الطاوله الفخمه بوسط ذاك المنزل المهيب وهي تعطي تعليماتها للخدم الذين يضعون الطعام.... كانت طاوله باردة علي النقيض تماما بالرغم من فخامتها... التفتت نجلاء المهدي تجاه ابنها عامر قائلة : في اخبار عن خالك؟ قال بهدوء : حالته استقرت... نظر لساعته الانيقة قائلا : ساعة وهروح تاني المستشفي اطمن عليه زمت شفتيها قائلة : وجلال عرف؟ قال وهو ينظر لوالدته : اكيد ادم كلمه طبعا تنهدت وسالته : ومراتك فين .؟ : قالت هتنام ساعة وهتنزل معايا تاني نروح المستشفي هزت راسها وتركت شوكتها قائلة : انا هطلع اوضتي ارتاح... لو في جديد كلمني هز راسه ليصعد هو الاخر الي غرفته ليجد سالي واقفة تكمل ارتداء ملابسها ليقول :خلاص ياسالي جهزتي هزت راسها وهي تتناول قرطها المآسي تضعه باذنها قائلة : لسة ياعامر... مش شايفني بجهز لوي شفتيه متنهد بغيظ فهي لن تتغير... ليسخر وهو يتوجه للخارج يشعل سيكاره ينفث فيها غضبه : ابوها في المستشفي وواقفة قدام المراية ساعه... .... بعد قليل كانت سالي المهدي تطرق بكعب حذائها السلم الرخامي لهذا المنزل الفخم قائلة : انا جاهزة ياعامر....! ...... ........ بقلم رونا فؤاد باشتياق كبير احتضن ادم صديقه العزيز جلال الذي غاب طويلا : حمد الله علي السلامه ياصاحبي بادله جلال الاحتضان : الله يسلمك... اتسعت ابتسامته وربت علي كتفه بسعاده وهو يسير برفقته للخارج ليخفي ابتسامته علي الفور ماان سأله جلال باقتضاب;حالته اية؟ قال ادم : حالته استقرت بس في العناية المركزة اومأ له ليعود يسأله بجمود : في اي اخبار عن اللي عمل كدة هز راسه : البوليس بيحقق... احنا كل اللي شغلنا الكام ساعه اللي فاتوا حاله عمي هز راسه ليلتفت تجاه الاستاذ وحيد الواقف بجوار سيارته بانتظار خروج جلال ليسرع ناحيته ; حمد الله على السلامة يابني : متشكر يااستاذ وحيد : والدك من وقت الحادثة مفيش علي لسانه غيرك... هز راسه بوجهه خاوي فهل تذكر بعد عامان ان له ابن....! .... .... بين أحضان عاصم الحنونه كان زين يغفو ليبدا عاصم بتباطيء بخطواته التي كان يسيرها ذهابا وايابا ليجعل الصغير ينام ككل ليلة... لينظر تجاه علياء التي همست : نام اومأ لها لتقول بهمس : هاته ادخله جنب زاهي عقد حاجبيه متساءلا : هي نامت؟ هزت علياء راسها قائلة : اه من شوية... كان شكلها تعبانه هز راسه لتساله اخته وهي تحمل الصغير :وانت مش هتدخل تنام؟ هز راسه قائلا : لا عندي شغل... في ملف قضيه معايا هقراه وبعدين انام ....... ... برفق وضعت علياء الصغير بجوار والدته واطفات الانوار لتعود للخارج تنظر لاخيها الذي جلس بباحة المنزل يستنشق الهواء وينظر بالاوراق المفتوحة امامه.... اعدت القهوة وحملتها لتتجه للجلوس برفقه أخيها تنظر للهدوء حولها.... فذاك المنزل الملحق بحديقة صغيرة بتلك المدينه الهادئة كان اختيار عاصم أخيها الذي عاد قبل ٣ سنوات من احدي الدول العربية حيث كان يعمل كمحامي لاحد الشركات ولكن بعد انفصاله عن زوجته الاولي قرر العودة والاستقرار هنا لتمكث معه حيث كانت تعيش بمنزل والديها المتوفين وحدها.... تزوج بزاهي ابنه خالتهم التي كانت تعيش برفقة والدها بالقاهرة ولكن بعد وفاته الاليمه عرضت عليها علياء المجيء للعيش برفقتهم خاصة وان لا أحد لها بالقاهرة لينتهي الأمر بزواج أخيها من زاهي وهاههم أسرة سعيدة برفقه ذلك الصغير... زين..! قال عاصم وهو يرتشف من قهوته : تسلم ايدك ياعليا ... ابتسمت لها ليصمت لحظة ثم يسالها : في حاجة حصلت النهاردة : لية ؟ هز كتفه : ابدا اصل زاهي شكلها متغيرة تنهدت علياء قائلة ; اكيد عشان النهاردة سنوية عمو محمود الله يرحمه هز راسه وشردت عيناه بالفراغ وهو يتذكر وفاه ذلك الرجل الطيب بتلك الذكري الاليمه... ........ بقلم رونا فؤاد ...... خرج جلال من المصعد متوجهها لغرفة العناية حيث والده ليسرع عامر ابن عمته وزوج اخته تجاهه : حمد الله علي السلامه ياجلال : الله يسلمك اجتذبت سالي ابتسامه علي شفتيها وهي تقول : اهلا ياجلال هز راسه لها ببرود يماثل برودها فهي اخته التي تكبره بخمسه اعوام ولكن مايجري بدماءها مؤكد جليد وليس دماء... قالت وهي تشير له بيدها : الدكاترة مانعين حد يدخله تجاهل يدها الممدودة وتابع طريقه لتزم شفتيها بغضب كانت علي وشك تفجيره لولا تدخل الاستاذ وحيد قائلا : سالي هانم.... الباشا هو اللي طلب جلال بيه تنفست بغضب ليمسك عامر يدها يجذبها بعيدا قائلا بغضب من بين اسنانه: وبعدين ياسالي...! : وبعدين انت.... يعني سيادته جاي بعد سنتين وافتكر ان له اب... ولا عارف اب بابا هيموت جاي يكوش علي كل حاجة هدر بها بغضب ; اية اللي بتقوليه ده..... في واحدة تقول علي ابوها واخوها كدة... زفرت بحدة ساخرة : وده من امتي ياسي عامر... مش سيادتك برضه الخسران في الليلة دي لما جلال يرجع وياخد منك الشركة هز كتفه بغضب : سالي..! مش عاوز كلام في الموضوع ده.... وبعدين دي شركته وشركه ابوه ماياخدها قالت بغضب : وشركتي انا كمان ولا نسيت...! هز راسه بنفاذ صبر فطمعها بلاحدود او تهذيب حتي لاحترام الوضع حولهم ليقول عامر بغضب : كفاية بقي.... اظن ميصحش ابوكي يبقي في الحاله دي وانتي بتفكري في شركة وفلوس... تركها وسار بضعه خطوات مبتعدا لتضرب الارض بكعب حذائها وهي تحدث نفسها :لو فاكر انك هتتهني بحاجة ياجلال تبقي غلطان..... ....... ...... بقلم رونا فؤاد وقف جلال لحظة مترددا قبل ان يدخل لتلك الغرفة التي تطن بها الاجهزه الموصوله بوجهه ابيه الشاحب ليتقدم منه بضع خطوات فتح شريف علي أثر سماعها عيونه ناظرا له..... جلال... خرج صوته متهدج قال جلال باقتضاب: انا هنا رفع شريف يده تجاه ابنه ليقترب منه ويمسك بيده قائلا : كان لازم يحصلي كدة عشان ترجع ياجلال.... اشاح جلال بوجهه قائلا بهدوء : مفيش داعي للكلام ده هز شريف راسه فالبفعل لايريد ان يتفتح الماضي ليقول : انا كنت خايف اموت وتضيع كل حاجة تعبت وشقيت فيها من بعدي... نظر اليه جلال لحظة عاقدا حاجبه... هذا هو مايهتم له..! الأموال... اذن انه شريف المهدي كما هو ولم يتغير... : جلال.. رفع راسه تجاه ابيه الذي قال ; انا عاوزك تتابع كل حاجة ياجلال كأني موجود..... اوعي تسيب أعدائي اللي عملوا فيا كدة تخلالهم الساحة اشاح جلال بوجهه متهكم فأبيه كما هو اله للعمل وجمع الأموال فقط...! قال ببرود : عامر وآدم موجودين متقلقش قال شريف بوجهه مكفهر متألم : لا... انت عاوك انت.... انت ابني مش هما انت ابني اللي من صلبي... انا خلفتك عشان تكمل مسيرتي مش عشان تسيب كل ده لولاد عمك زفر جلال بضيق لايريد اطاله الحديث اكثر وهو يقول بسخرية : وهو مش انت اللي طردتني من سنين نظر اليه شريف بامتعاض وهو يقول : انا عملت اللي عملته عشانك... عشان أحميك اندفع جلال بغضب : تحميني..! قال شريف وهو يسعل بوهن : ااه أحميك.... مكنش ينفع اسيبك تربط اسم عيله المهدي ببنت السواق..... تغيرت ملامح جلال ليكمل شريف وضع الملح علي الجرح وهو يقول بقساوة : وياريتها كانت تستاهل... الا انها باعتك بملاليم اول ما عرضتهم عليها انفتحت فجأه كل الجروح التي ظنها انتهت لينظر بملامح متوحشة تجاه ابيه وللحظة نسي وضعه الصحي فهو مازال بنفس الجبروت ليفتح فمه علي وشك نفث النيران التي اشتعلت بداخله ولكن دخول الطبيب منعه : متأسف ياجلال بيه... بس كفاية كدة الباشا لازم يرتاح...... ..... ......... ..... هز راسه قائلا : لا اطلع علي اي أوتيل قال ادم بجيبن مقطب : لية ماالكل في فيلا برج العرب هز راسه : مش عاوز اقابل حد اومأ له قائلا وهو ينظر لملامح وجهه والتي تنذر بعاصفة : تمام... نظر ادم بعد لحظات تجاه جلال بطرف عينه قائلا : اية رايك نسهر شوية في اي حته اومأ له جلال ليقود ادم تجاه احد الأماكن ليسهروا سويا كالايام السابقة فطوال عمره ابن عمه المقرب والصديق العزيز له.... حتي بعد سفر جلال كانت علاقتهم ماتزال قويه فأدم كثيرا كان مايسافر للقاء ابن عمه جلال.... شرب جلال من احد الكوؤس الموضوعه امامه وهو يحكي بتهكم لابن عمه... ال وانا اللي فاكره اتغير هز ادم كتفه... العالم يتغير وعمي لا هز راسه موافقا لينظر اليه ادم بتوجس فهل مايزال يتذكرها...!! ..... ........ .... فتحت زاهي عيناها صباحا علي صوت استيقاظ طفلها لتبتسم له ولما لا تبتسم ويشرق يومها وهي تري ذلك الملاك امامها والذي كان التعويض لها عن ما عانته..... حملته وتوجهت لإعداد الطعام الخاص به ووضعت علي مقعده بالمطبخ تطعمه برفق وعيناها تنظر من نافذة المطبخ الزجاجية التي تطل علي الفراغ....! صباح الخير... التفتت تجاه عاصم الذي قال وهو يفرك عيناه من أثر النعاس... : صباح النور.. قبل صغيره الذي اخذ يلوح بيده له ليحمله : صباح الخير على عيون بابا... قالت وهي تخرج الأشياء من الثلاجة... هحضر الفطار حالا اومأ لها وجلس علي طاوله المطبخ يلاعب الصغير لتبدأ زاهي بإعداد الافطار الذي لحقت به علياء.... قال عاصم... انتي مش نازله يازاهي نظرت لساعتها قائلة : اه هقوم البس هز راسه قائلا : طيب وانا كمان عشان عندي محكمه.... استقلت سيارتها الصغيرة التي تركها لها عاصم حينما اشتري سيارة اخري اكبر له ماان بدأت بعملها بأحد الشركات كمحاسبة لتساعدها علي التنقل بالوسط حيث سكنهم البعيد...... بقلم رونا فؤاد ..... .... نظرت بملل لتلك الإشارة الحمراء لتنظر لساعتها كل لحظة والأخرى فهاهي تتأخر من جديد.... أدارت راسها للجهه الاخري وهي تعد الثواني مع الإشارة الحمراء ليتوقف عقلها عن العمل ماان التقت عيناها بتلك العيون القاتمه بالجهه الاخري المقابله لها...... بينما تهادت تلك التعبيرات الي وجهه شيئا فشيئا ماان تقابلت عيناه بتلك العيون التي ملأت أحلامه المخمورة ليلة امس.... انها هي..! قبل ان يتأكد كانت زاهي تقود هاربة من تلك العيون القاتمه تتمني الا يكون قد رآها...! .... ........ .... عقد ادم حاجبيه وهو يري ملامح وجهه جلال الغير مفسرة منذ أن وطات قدماه مقر شركة ابيه بالإسكندرية... ليظن انه بسبب الماضي لذا ظل صامت بينما بدأ الاستاذ وحيد بأخبار جلال بالعموم عن سير الأعمال التي قرر بالأمس بعد حديثه مع ابن عمه الموافقة علي إدارتها لحين استعاده والده لصحته... وتجاوز الماضي الذي انتهي.....! رفع هاتفه قائلا باقتضاب : ها وصلت لأية...! ؟ قال ناصر رجله : رقم العربية اللي سيادتك بعتهولي متسجل بأسم محامي اسمه عاصم عز الدين.... للحظة ظن انها تهيأت له رؤيتها هذا الصباح ليكمل ناصر : وجبتلك شوية معلومات عنه..... كان علي وشك إنهاء المكالمه حينما اكمل ناصر ; عنده ٣٥ سنه عايش في برج العرب مع مراته وابنه واخته... راجل في حاله مفيش عليه أي تعليق ياباشا . قاطعه صوت جلال القاتم : بس؟ صمت ناصر باستفهام ليقول جلال : عايش مع مراته واخته بس.... عرفت عنهم حاجة : ده اللي عرفته ياباشا.... اخته اسمها علياء عز الدين ومراته زاهي محمود .... الو... الو جلال باشا اصطدم ادم بذلك الغضب الذي اشتعل فجأه حينما القي جلال الهاتف بالحائط ليسقط متحطم لالاف القطع... جلال في أية..؟ اية اللي حصل ازاح جلال ماعلى المكتب بغضب مشتعل وهو يزمجر : مراته....! حاول ادم تهدئته لايفهم شئ ولكنه اكيد امر متعلق بزاهي تلك الفتاه التي كان يحبها قبل سنوات وكانت السبب بالقطيعه بينه وبين والده الذي رفض تماما زواج ابنه جلال المهدي بابنه سائقه...! ليتطور الوضع مع اصرار جلال علي الزواج بها وينتهي بتهديد ابيه له بحرمانه من كل شئ ليترك جلال كل شئ خلفه ويسافر..! حاول ادم التحدث وهو ينظر لجلال الذي منذ أن اتته تلك المكالمه وهو يقطع المكتب ذهابا وايابا بغضب مستعر ليتنحنح قائلا ; اية اللي فكرك بيها اصلا ماتتجوز ياجلال...مالك بيها تعالت أنفاس جلال الغاضبه وهو يصيح باندفاع : تتجوز وهي علي ذمتي اتسعت عينا ادم بصدمه ليردد : ذمتك.... ازاي.. ؟! جلال... انت سايبها من سنين صاح جلال بغضب وهو يضرب بقبضته ظرف المكتب ; سايبها وهي مراتي....! حاول أدهم استيعاب شئ وتساؤلات كثيرة تطن براسه ولكن وجهه جلال الغاضب لم يسمح له بالكثير : اهدي بس ياجلال وفمهني..... زمجرا بغضب فتلك الحقير تزوجت وهي ماتزال بعصمته.... : افهمك اية... ؟! بقولك مراتي..... اتجوزتها قبل مااسافر بشهرين.... اشتعل الغضب بعيناه : بنت. ال....... تتجوز وهي علي ذمتي.... ده انا هقتلها... حاول ادم تهدئته..... جلال... اهدي صاح بصوته الجهوري على ناصر قائلا : هاتيلي العنوان بتاعه فورا .... اسرع ينصرف ناصر من امامه بينما جاهد ادم السيطره عليه ولكن مجرد تفكيره انها لم تتخلي عنه فقط بل هي ساقطة تزوجت وهي علي زمته كافيه لاشعال فتيل غضب جحيمي لاتقوي علي مواجهه...! ..... ..... افترشت زاهي الارضيه تلاعب طفلها الجالس وسط العابه بغرفته وعيناها ماتزال تتذكر تلك العيون القاتمه التي وقعت في غرامها الكاذب قبل سنوات لتفيق علي جراح غائرة بعد ان وجدت نفسها لم تكن الا تسليه لجلال باشا المهدي الذي اغدقها بحبه وكلامه المعسول طوال سنوات..... لقد كانت في عامها الثاني بالجامعه حينما التقت به لأول مرة حينما تعب والدها الذي يعمل سائق لدي أسرته... انها اول مرة تلتقي به بالرغم من سماعها كثيرا عنه وعن عائلته من والدها الذي ابعدها تماما عن محيط عمله حتي لاتخجل من عمله كسائق...فقد كان اب حنون يوفر لها كل ماتحتاج ويرعاها ويهتم بها بعد وفاه والدتها... كان منزلهم بسيط ولكنها لم تحتاج لشئ بوجود والدها الذي تعب ونقل للمشي لتهرع اليه وهناك كان لقاءها بذاك الشاب الوسيم الذي كانت تسمع عن نبله وشهامته من والدها دائما.... بينما كانت نظرته الخاطفه لها كافيه لحفر ملامحها براسه التي ظلت تتذكرها طوال الليل...فلم يري جميلة بعيون باكيه مثلها وكأن البكاء اضاف لجمالها البريء ولامس أوتار قلبه ..... توالت اللقاءات التي لم تفكر ان كان يقصدها ام لا فقد كان يأتي يوميا للاطمئنان علي والدها.... ولاتعرف انها حجة لرؤيتها فقد جذبته من اول نظره بينما الأمر كان لها اشبه بالحلم كلما رأته..... أيعقل ان يكون هناك رجال مثله.... تلك العينان السوداء ذات النظرة العميقه... خطواته الواثقة.. وسامته ورجولته.... انه بالتاكيد حصل علي قلبها من اول نظرة لينقاد قلبها الغر خلف تلك المشاعر التي تفتحت علي يده طوال عام يفتح بها عالم وردي لاتراه الا علي يده....! تلك اليد التي اشارت لها بباب الجنه برفقته ماان عرض عليها الزواج...! وهل لها أن ترفض... ؟! بالتاكيد تعرف ان زواجها به درب من دروب المستحيل فهل يتزوج الأمير من ابنه السائق.... ؟! سهرت وهي تتذكر وعوده لها أن لاشئ سيقف بطريقهم وأنها له.... سيتزوجها رغم أنف العالم باكمله...! ولكن العالم اجتمع للتفريق بينهما...! والده رفض بشده وفجأه بنفس الوقت قادت الرياح اليها خاطب اهتداه الطريق اليها ليطلبها من والدها.... شاب بوظيفة جيدة ولديه مؤهلات الزواج كما ظل والدها يقنعها فهو لايريد سوء الاطمئنان علي وحيدته....! لن تستطيع نسيان تلك النظرة المرعبه في عيناه حينما علم من والدها الذي قال له بسعاده عن ذلك الخاطب لابنته والذي اخفت أمره عنه حتي لايظن انها تضغط عليه الإسراع بزواجهم.... نظر محمود لتغير ملامح وجهه جلال : اية يا جلال بيه حاجة ضايقتك قال جلال من بين أسنانه : ابدا ياعم محمود كمل... كنت بتقول في عريس متقدم لبنتك... ....! صاح فيها بغضب ; لية مقلتليش .. ؟ قالت بخوف من غضبه : اصل ... أصل.. قاطعها بغضب : اصل اية..... كنت ناوية تخبي عليا لغاية امتي .... ولا كنتي ناوية توافقي هزت راسها وتراجعت ليلتصلق ظهرها بنافذة السيارة بخوف ; لا... لا طبعا مكنتش هوافق... انا مش هتجوز غيرك... الوحيدة القادرة علي اخماد نيران غضبه بلحظة كانت هي... بتلك النبرة والنظرة البريئة بعيونها وهي تراه رجلها الوحيد..... ليغمض عيناه لحظة ثم يفتحها ناظرا الي خوفها وتوجسها من غضبه ليرفع يداه نحو وجنتها يمرر ها عليها برفق ; متزعليش مني.... انا اتجننت لما عرفت... خفت توافقي هزت راسها لتشتبك عيناه بعيونها الجميلة بينما رددت مجددا : متخافش... انا استحاله اكون غير ليك.... تهادت ابتسامه لشفتيه وكذلك لشفتيها الوردية التي اجتذبت عيناه الولهه التي مررها ببطء فوق تلك الكرزيتان بتوق جعله يقترب منها بلاارده..... اغمضت عيناها لحظة قبل ان تفتح عيناها سريعا ماان شعرت بانفاسة الساخنه بهذا القرب منها لتتراجع للخلف ; جلال...! آفاق من لحظته لينظر لعيونها ويغيب كلاهما لحظة عما حولها تائهين بحديث العيون الدائر بين عيونها الصافيه وعيناه القاتمه ليردد : تتجوزيني يازاهي.... لم يكن بحاجة لجوابها المعتاد فقد ترك جملته بلا تكمله.... تتجوزيني في السر... كان هذا تكمله جملته واغبي صمت ندمت علي اثره ندم دامي ودفعت ثمنه غاليا... فكم تتمني لو تعود تلك اللحظة لترفض ولاتصمت...! ذلك الصمت الذي اعتبره موافقه وساعده براءتها وانقيادها خلف مشاعرها نحوه لتجد نفسها زوجته....!! غص حلقها بالدموع وعادت من ذكرياتها تهز راسها ككل مرة تتذكر بها هذا الماضي وتجبر نفسها عن التوقف عند تلك النقطة فهي لاتريد تذكر المزيد....! فما حدث تاليا لا يجلب لقبلها سوي الألم والندم القاتل....! داعبت وجنه زين الجميلة وهي تلاعبه بهذا الديناصور الذي يحبه كثيرا ليضحك وهي تقلد صوته..... نظرت تجاه رنين جرس الباب المتعالي.... فقد عادت علياء التي خرجت قبل ساعات لشراء بعض مستلزمات المنزل لان عاصم سافر بعد العصر للقاهرة وسيبقي يومان لحضور احد الجلسات ...! ...... .. :انت...! تراجعت خطوة للخلف حينما توقف امامها بقامته المديدة وجسده الضخم.... نظر اليها باحتقار وهو يقول وقدماه تخطو تجاهها كل خطوة تتراجعها : ازيك... يا... يامدام... حاولت التنفس او إيجاد صوتها او التفكير باي شئ ولكنها ظلت واقفة مكانها عاجزة مسلوبه الروح والتفكير فلن تتخيل ان تراه مجددا ولم تفكر بتلك اللحظة ابدا....! بينما هو علي النقيض فطوال الطريق الذي قطعه بسرعه غاشمه كان يفكر بكيفية إطفاء لهيب قلبه وكرامه ورجولته التي تجرات علي التلاعب بها والارتماء باحضان رجل وهي بعصمته..... سيذيقها الويلات ولن يكتفي ابدا.... : يابنت ال..... اية كنتي فكراني مش هعرف باسمي وشرفي اللي لعبتي بيهم... امسك فكها بعنف وزمجر بغضب اعمي : اول مالفيت ضهري رميتي نفسك في حضن راجل تاني حاولت انتزاع نفسها من بين قبضته القويه وهي تصيح :مالكش دعوة بيا اشتدت قبضته علي فكها بقوة وتابع بعيون تنفث نيران وهو يقول بتهكم : ماليش دعوه بيكي....! ده انتي اتجوزتي وانتي علي ذمتي....!... التهبت عيناه بالنيران المستعره وهو يتوعدها بانتقام ثارت مستقبلات عقلها فهو من يحتقرها ويقذفها بتلك الألفاظ والاتهامات...... الا يستحق هو كل لفظ ينم عن ندالته معها .... انتفضت حينما وجدت ذراعها بيده يقبض عليها بغضب عانق عيناه بلا رحمه قائلا باحتقار : مش لاقي لفظ يناسب واحدة فاجرة زيك... بتتجوز وهي علي ذمه واحد تاني... اشتعل فتيل غضبها واستعرت النيران بعيونها التي انتفضت ثائرة تنظر اليه بغضب مماثل وهي تنزع ذراعها من يده ; أخرس... باغتها بصفعه قويه علي وجنتها وهو يزمجر بغضب : انتي اللي تخرسي..... ليكي عين تتكلمي يابنت ال.... تسمر مكانه حينما بكي ذلك الصغير الذي زحف تجاه تلك الأصوات التي افزعته لتنفض زاهي صدمتها وتسرع تنحني تجاه طفلها تحمله وعيناها تشتعل ولكن عقلها الحائر متوقف عن العمل وكانها مشلولة فهو امامها يهاجمها وهي كالصنم لماذا لاتصرخ بوجهه او تطرده... لماذا لم تصفعه بدلا من الكف مائة فهو يستحقها.....؟ وجود الصغير اربك تفكيره واجبره علي احتواء غضبه الذي كان سيفجره بها ليحول الغضب لاحتقار ناظرا نحوها : وكمان مخلفه...! هز راسه وركل تلك الطاوله الزجاجية بقدمة بقوة ليتطاير الزجاج بالانحاء مصدرا ضجيج قوي جعلها تحتضن صغيرها وتتراجع بخوف.... فهي امام عاصفه من عواصف غضبه المشتعل ستحرق ما بطريقها.....! : هتهربي مني تروحي فين...؟ اوقفها صوته وخطواته التي توجهت نحوها ببطء مدروس الجم تفكيرها اكثر فهي وحدها بمواجهه ذلك الغضب.... لتضم طفلها اليها اكثر وكانها تحتمي به..... توقف امامها مباشرة بطوله الفارع لينظر اليها بنظرات متوعده ; من النهاردة انا عملك الاسود.... هدفعك تمن لعبك بأسم جلال المهدي غالي اوي..... انحني تجاهها وشدد علي كلمته المحتقرة : مش واحدة و......زيك اللي تستغفلني.... هدرت به بغضب وهي تتراجع حامله طفلها : أخرس واطلع برا بدل ما.... قاطعها ساخرا وهو ينظر الرجاء المنزل : بدل مااية... ؟ اية بتهدديني .... ولا فاكرة البيه هيحميكي مني .... نظر اليها بسخريه ممزوجه بالاحتقار فتلك البريئة تلاعبت به كما لم يجرؤ احد من قبل.... ليقول وعيناه تغرقها بنظرات المزدرية :ولا لعبتي عليه هو كمان فهمتيه انك البكر الرشيد وانتي كنتي مقضيها في حضني .. .... ماان نطق كلمته حتي اندفعت نحوه ورفعت يداها لتصفعه ولكنها اصطدمت بيداه القوية قابضا عليها بقوة كانت تحطمها ليقول من بين أسنانه وهو ينظر لطفلها الذي تمسكت به بقوة بيد واحدة وعيناها تواجهه عيناه بنظرات تحدي لايعرف من أين اتتها الجرأه لها.... ايدك اللي اترفعت عليا دي انا ممكن اكسرها.... بس انا هسيبك دلوقتي عشان خاطر ابنك.... اللي اكيد مالوش ذنب في و.... امه ترك يدها بقوة لتترنح للخلف بينما قال بوعيد :اشبعي منه قبل ما تتسجني وتسيبيه عشان انا هسجنك بعقد الجواز اللي معايا.... ....... ... ضربت دقات قلبها بقوة في جنبات صدرها ليس لتهديده ولكن لرؤيتها علياء واقفه لدي عتبه الباب تتابع مايحدث بعيون مشتته تجاهد لإخراج صوتها الذي سكت دهرا ونطق كفرا....... هتسجن ام ابنك...!! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !