روايه اختطفها ولكن....الفصل الاول

1
( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع النشر والاقتباس ...جميع الحقوق محفوظه ومن سيخالفها سيتعرض للمسائله ) قالت حور بتبرير: عملت ايه.... ؟! سكتت وقبلت الأمر الواقع رفع سليم حاجبه باستنكار شديد ; سكتي انتي سكتي ياحور.... فركت يدها بتعلثم. : مش قصدي.. قصدي يعني لقيت ان دي حياتي ولازم اتاقلم عليها هتف سليم برفض : لا....مكنتش دي حياتك ولازم تتأقلمي عليها ياحور...... نظر الي عيناها وتابع : لو حياتك معايا مكنتش عجباكي مكنتيش هتسكتي زمت شفتيها بعتاب : سليم انت جاي بعد السنين دي بتعايرني باللي عملته عشاني هتف سليم بحزم ; بلاش مزايدات ..... انتي عارفه اني عملت كدة عشان بحبك ولا هو عشان خاطر عيله ولا زفت شعر انه قسي عليها ليقترب منها ويقول بعتاب : احنا عيشنا كتير ياحور...... ليه بقي عاوزة بنتنا تعيش اللي عيشناه ..... بنت وأتقدم ليها عرسان كتير بس هي مش لاقيه واحد منهم مناسب ليها خلاص.... مش مشكله كبيرة..... ليه قفلتي عقلك وبقيتي بتفكري تفكير عقيم في كلام اللي حواليكي وأولهم امي انا عارف ياحور انتي المفروض تكوني اول واحدة تدافع عن موقف بنتها وتقولي ان مفيش بنت بتكبر على الجواز ولا هو سباق..... كفايه تفكير مجتمع مريض بكلمه عانس بنتي او اي بنت اما تتجوز جوازه تلاقى فيها شريك حياتها يا بلاها خالص محق بكل كلمه نطق بها لدرجة شعورها بالخجل لتفكيرها لتقول بقليل من المشاكسه ; بقيت انا اللي متخلفه وتفكيري عقيم..... وانت متفتح نظرت له تشاكسه : من امتي العقل ده ياسليم ياهاشمي ياللي خطفتني .....!! ابتلعت باقي كلماتها ليزم سليم شفتيه وينظر لها بعتاب قائلا : كملي... سكتي ليه ؟! نظر لها وتابع بتشديد علي كلماته : خطفتك وايه..... خطفتك ومجبرتكيش....!! تفرق ياحور . وضعت حور راسها علي الوساده وتلك الكلمات التي دارت بينها وبين سليم تدور في عقلها وأكثر ما كان يتردد في اذنها هو تلك الكلمات ( خطفتك وايه .....؟!) لتشرد بخيالها وتتذكر ماحدث قبل خمسه وعشرون عاما ........flash back وقفت تتأمل ثوب زفافها وابتسامة هادئة مرسومة علي شفتيها الكرزية فهي ستتزوج اخيرا وتخرج من هذا السجن المفروض عليها ..... تعالت الزغاريد حولها والتي كانت تطلقها سعاد بلا توقف بينما تصعد الدرج وتدخل الي غرفه حور لتقول بحماس : يلا ياحور ....انتي كل ده لسه مجهزتيش أومات حور سريعا : خلاص هلبس الفستان أومات سعاد بابتسامه واسعه تبعتها بذراعيها تفتحها لتضم حور إليها فهي تعتبر من قامت بتربيتها تلك السنوات بعد موت والدتها ..... تسارعت دقات قلب حور وهي تنظر إلي انعكاس صورتها بالمراه بعد أن ارتدت ذلك الثوب الابيض الذي بشق الأنفس وافق ابيها ( عدنان الهاشمي ) أن تخرج برفقته لانتقاءه وكم كانت متحمسه وهي تخرج خارج أسوار ذلك المنزل الذي مرت سنوات وهي بداخله وبالرغم من أن كل سبل الراحه وكل ما تريده يصل إليها قبل أن تطلبه إلا أن احساس السجينه لم يفارقها بينما منذ أن وعيت علي الحياه وهي تري هؤلاء الرجال يحيطون باسوار المنزل ليلا نهارا وكل ما تسمعه عن السبب هو تلك العداوة بين ابيها وعمها (رسلان الهاشمي ) الذي لا تعرفه ولم تراه ولكنها كرهته لانه سبب وجودها بهذا السجن أو لتكون محقه تماما فلم يكن الوحيد الذي كرهته بل أخيها الأكبر (فارس ) فهو سبب تلك العداوة التي عرفتها من سعاد بعد أن سألت كثيرا ورفض أخيها الأوسط ( فهد ) أو ابيها اخبارها بشيء أكثر من وجود عداوة بين العائلتين ولكن سعاد أخبرتها بالسبب فقد اختطف أخيها فارس ابنه عمها التي تدعي وهج قبل عشر سنوات ومنذ ذلك الحين وقد اشتعلت نيران الثأر بين العائلتين والتي تضمنت الكثير من خسائر تلك النيران ولكن ابيها لم يهتم لأي شيء إلا حمايتها والتي لم تدرك حور ماذا يمكن ان يصيبها بسبب تلك العداوة فهل من الممكن أن يقتلها عمها ...؟! لا ...كانت دوما تستبعد ذلك الاحتمال فالعرف السائد هو قتل الرجال وليس النساء وهاهو أخيها فهد لم يمسسه بسوء لذا كانت دوما تحاول اقناع ابيها بأن يخرجها من أسوار المنزل بلا جدوي وبلا نقاش حيث كان ابيها يغلق ابواب النقاش دون فتحها من الأساس .....!! مررت حور يدها علي قماش فستانها الذي حمل لها ذكري جميله بذلك اليوم الذي سافرت به مع ابيها إلي القاهرة لشرائه وبالرغم من الحراسه حولها إلا أنها شعرت وتنفست اخيرا نسمات الحريه ولو لمجرد يوم .... تنهدت بابتسامه وهي تثبت طرحتها البيضاء فوق خصلات شعرها الاسود الطويل الذي رفعته اعلي رأسها لتهتز يدها حيث سرت تلك القشعريرة بجسدها حينما تعالت أصوات الرصاص حولها .......صرخت حور بخوف واسرعت تجاه باب الغرفه لتتفاجيء بالباب ينفتح وتدخل سعاد منه مدفوعه بقوة من رجل ضخم .....في ايه ؟! صرخت حور بسؤالها وهي تنحني تجاه سعاد التي وقعت ارضا ....مالك يا داده ايه اللي حصل ومين ده ؟! قالت سعاد بخوف وهلع : معرفش يا بنتي ...... صوت الرصاص جاي من تحت وفي رجاله كتير اوي ... تسارعت دقات قلب حور التي اعتدلت واقفه تجر ذيل ثوبها وتسرع الي باب الغرفه تحاول فتحه ولكنها وجدته موصد من الخارج ....... ............ .... تعالت أصوات تحطيم الزجاج حينما وقعت الصينيه الكبيرة التي كانت تحملها احدي الشغالات وفوقها اكواب الشربات وتخرج بها الي حيث البهو الكبير حيث جلس عدنان الهاشمي وابنه فهد مجتمعين بالعائلة حيث سيقام كتب كتاب حور الي ابن عمها ادم وفور وصول المأذون وجلوس عدنان وفهد متجاورين الي جوار فواز الهاشمي الجد والي الجهه الأخري جلس ادم وأبيه سلطان الهاشمي لتبدأ مراسم كتب الكتاب التي ما أن بدأت حتي تعالت أصوات الرصاص حولهم من كل جانب وقبل أن يرمش لأحدهم جفن كان الرجال يحيطون بهم من كل جانب ......هدر فهد بعنفوان في كبير رجاله فايز .....: فايز في ايه ومين دول ؟! لحظه صمت مرت قبل أن يشير فايز الي الباب حيث دخل ذلك الرجل ذو الطول الفائق يمشي بخطوات ثابته وعلي شفتيه ابتسامه بارده لليث للتو حصل على استسلام فريسته المتمثله في تلك اللحظه التي انتظرها سنوات يخطط لها لأخذ ثأر أخته ...!! أنه (سليم الهامشي )....!! انتفض عدنان من جلسته فور رؤيته لسليم بينما مد فهد يداه الي حزامه لإخراج سلاحه الناري ولكن يد فايز كانت الاسرع ليسحبه منه هاتفا بتحذير : فهد بيه سيب السلاح نظر له فهد باستهجان وحاول دفعه ولكن تملك فايز من سلاحه وأخذه منه قائلا ببرود وهو ينظر إلي سليم الذي اشتري ولاءه : اسف يافهد بيه ...سليم بيه دفع اكتر !! ملئت نظرات الحقد والغضب عيون فهد الذي لم يتوقف عن محاوله مقاومه تقيد الرجال له بينما تلجم لسان عدنان ليقوم فواز من مكانه مزمجرا بحفيده : سليم ...انت بتعمل ايه ؟! قال سليم بنبره بارده كبرود نظراته : بأخذ ثأر اختي !! نظر له عمه سلطان باستنكار : سليم اعقل ... قال سليم بنفس النبره البارده : انا عاقل اوي وكلامي واضح زمجر به عدنان الذي انتفض قلبه خوفا علي ابنه : خد تارك مني انا ...فهد مالوش دعوه ضحك سليم ضحكه أشعلت النيران في نظرات الجميع بينما كان الهاديء الوحيد بينهما : وحد جاب سيرة فهد .... عقد عدنان حاجبيه ونطق بلسان ثقيل : امال جاي تاخد تارك من مين ؟! ........ .. بيأس حاولت حور فتح الباب بينما قلبها يكاد يخرج من موضعه من ارتطام دقاته بين جنبات صدرها بخوف علي ابيها واخيها وتلك الروايه عن الثأر تتردد في عقلها ....حاولت سعاد طمأنتها : متخافيش ياحور ....أن شاء الله مفيش حاجه هزت حور راسها ولمعت الدموع في عينها : لا انا قلبي مش مطمن ...خايفه علي فهد وبابا .... ........ ... تجمدت نظرات الجميع بينما صدي كلمات سليم التي نطق بها قبل لحظات تتردد في آذانهم ....هتجوز حور !! ........ .... تطايرت كلمات هنا وتهديد هناك بينما حقيقه واحده هي ما حكمت الأمر الذي فرضه سليم بينما حياه فهد علي المحك وطرف ذلك السلاح موجهه الي رأسه ومقيد من أحد الرجال وسؤال إجابته لا تقبل الرفض هو زواج ابنته من سليم مقابل حياه ابنه ..... نظر ادم الي ابيه سلطان الذي بدوره نظر إلي فواز لعله يتدخل ولكن ماذا يفعل وقد سبق السيف العزل ....فهاهو ابنه رسلان يأخذ بثأرة من أخيه عدنان وبنفس الطريقه حينما اختطف فارس وهج وهرب وتزوج بها .... ....... .... انتفضت حور من جلستها حينما استمعت الي صوت المفتاح يدور بالباب لتسرع إليه فتجد فايز امامها .....قالت سعاد بهلع : فايز في ايه تحت ....؟! قال فايز بهدوء وهو يبتسم : مفيش حاجه يا ست سعاد .... عقدت حور حاجبيها باستنكار : مفيش حاجه ازاي ...امال ايه صوت الرصاص ده ومين قفل الباب ؟! قال فايز بنفس الهدوء : ابدا ده واحد من رجالتي فكر ام في حد بيحاول يدخل البيت ضرب عليه نار بس مفيش حاجه كان بيتهيأ له نظرت له حور بعدم اقتناع : يعني بابا وفهد كويسين ؟! اوما فايز بثقه : طبعا يا ست حور ....الف مبروك ربنا يتمم بخير ...المأذون كتب الكتاب وعاوزين امضتك نظرت حور الي الدفتر الذي حمله فايز ....: امضتي ؟! اوما فايز ومد يداه اليها بالقلم : امضي يا ست حور ترددت حور لتنظر لها سعاد بتشجيع : مبروك يا بنتي بشتات وضعت حور توقيعها فوق تلك الأوراق التي أخذها فايز واتجه الي الباب ولكن ما أن تبعته حور حتي استدار لها وقال بتشديد : مينفعش تنزلي دلوقتي يا ست حور ... نظرت له باستفهام ليتابع : دي أوامر عدنان بيه ؟! توقفت حور مكانها بتردد بينما لم يخال لها أن حارس ابيها الأمين ليس إلا خائن ....خرج فايز والقي بتعليماته لاحدي رجاله الواقفين أمام باب الغرفه : اياك تتحرك من هنا اوما الرجل بطاعه لينزل فايز للاسفل ويناول الدفتر الي المأذون ناظرا الي سليم بانتصار نظر المأذون الي عدنان بقله حيله ولكنه لم يمنع كلمات الحق التي خرجت من شفتيه موجهه الي سليم : يا ابني الجواز الغضب لا يجوز احتقن وجهه سليم هاتفا بسخط : فايز ...خد الشيخ وصله جذب أحد الرجال المأذون الذي لم يمتلك شيء إلا أن يهز رأسه بيأس ويخرج منصاعا الي يد الرجل التي تقبض علي ذراعه نظر عدنان بغل وحقد الي سليم : مش هتاخد بنتي سليم ضحك سليم ببرود وقال بثقه : انا اخدتها خلاص .... نظر له فواز بعدم رضي : اللي عملته ده غلط يا سليم هز سليم كتفه ببرود دون قول شيء ليحاول ادم نطق شيء معترضا بعد أن اختطف ابن عمه حور منه بلحظه ولكن أبيه أوقفه فهو لن يدع نيران تلك العدواه تطال ابنه ....زمجر فهد بغضب وهو مازال يحاول تخليص نفسه : هقتلك ياسليم ضحك سليم ببرود : هستناك... التفت الي فايز .....يلا اطلع يافايز خلي العروسه تنزل .... ...... ........ تقدمت حور بعد أن نزلت درجات السلم الرخامي وخلفها سعاد تحمل ذيل فستانها وتطلق الزغاريد التي ماتت فوق شفتيها ما أن خطت اخر خطوه من الدرج ولمحت هؤلاء الرجال يقيدون فهد ويصوبون الاسلحه الي الجميع تراجعت خطوات حور التي كانت رؤيتها مشوشه بسبب طرحتها البيضاء المصنوعه من التل الابيض التي تغطي وجهها ولكنها رأت ما رأته سعاد لتمد يدها بسرعه ترفع طرحتها بنفس لحظه وقوع نظرات سليم عليها .....تلك الحوريه التي رآها سنوات بعد أن حلم كل يوم خلال تلك السنوات بالثأر منها وراها لأول مرة قبل أيام حينما كان يتبعها هي وأبيها وبتلك اللحظه قرر أن يكون انتقامه بنفس الطريقة ....سيمتكلها ...!! نظرت حور بهلع إلي ابيها واخيها وصرخت : فهد ...بابا قبل أن تتابع كلماتها كان صراخها يتعالي وهي تري قبضه ذلك الرجل فوق ذراعها لتنفض يد سليم من علي ذراعها ...اوعي سيبني ..!! عاد سليم ليمسك بذراعها لتنظر باستنجاد الي عائلتها الذين توقفوا وكأنهم يشاهدون فيلم ولا يعيشون ذلك الواقع الذي علي أحدهم اخبار تلك التي تقاوم بضراوة يد ذلك الرجل الذي يمسك بها ....نظرت إلي ادم الذي خفض عيناه بقله حيله فلم تكن لديه اي شجاعه لمواجهه سليم بينما نظر لها فواز بأسف فهو لا يستطيع فعل شيء ولكن للاسف الذي كان يفطر القلوب كان متشعشع بنظرات عدنان فهو لم يستطيع حمايتها فحياه ابنه أمام زواجها ...... بشجاعه وقوه كانت يد حور تمتد الي وجهه سليم تصفعه وتصرخ به : ابعد عني تجمدت نظرات الجميع بينما اشتعلت النيران بعيون سليم الذي سرعان ما كان يعيد الامساك بها ما أن حاولت الركض تجاه ابيها تحتمي به ....تعالي هنا رايحه فين ...؟! دفعت حور يده بعنف وهي لا تتوقف عن مقاومته صارخه به : سيبني ...ابعد عني ....انت مين ؟! ببرود شديد كان سليم ينطق بكلمته التي وقعت عليها وكأنها قنبله شديده الانفجار لم تستوعب حور من شظاياها شيء .....جوزك !! نظرت إلي ابيها واخيها باستنجاد ....ليخفض كلاهما نظراتهما بينما تثبت اقدام حور بالأرض وهي تحاول استيعاب معني تلك الكلمه التي نطق بها في وجود ادم الذي وقعت قبل لحظات علي وثيقه زواجها به ولم تكن تدري انها وقعت علي وثيقه زواجها من مختطفها .....فهو اختطفها ولكن ...!! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !