هدرت دقات قلب فيروز بقوة وخطت بضع خطوات بينما هددت عيونها بالشر وهي تتجه الي تلك الغرفه تنتوي هدمها فوق رؤوسهم ......ولكن فجاه تباطأت خطواتها حينما استمعت لتلك الاصوات العاليه الممزوجه بالصراخ
خرج فاروق سريعا ليقول بصوته الاجش ...في اييييه ؟!
أسرعت زوجه عمها عزيزة من أعلي السلم الخشبي الكبير
: الحقنا ياحاج .... وداد وقعت ومش حاطه منطق
انخلع قلب فيروز من صدرها لتركض مهروله الي الاعلي
وهي تهتف : مااااااما
كانت وداد واقعه علي الأرض ومغلقه عيونها فأسرعت فيروز تجثو علي الأرض بجوار والدتها ....قالت بهلع وخوف وهي تحتضن جسد والدتها
ماما ...حقك عليا انا اسفه ....ماما ردي عليا .....فتحي عينك
قالت عزيزه زوجه عمها الأكبر فاروق ل منيرة زوجه عمها رحيم: ايدك معايا نشيلها ونحطها علي السرير
بكت فيروز بينما يمزق الندم أوصالها علي تلك الكلمات الجارحه التي قالتها لوالدتها الفاقده للوعي
قال فاروق : اجري يابت يارضا ابعتي حد الوحده الصحيه يجيب الدكتورة
قالت عزيزه وهي تسكب العطر في يدها وتضعه علي انف ووجهه وداد ..مفيش داعي ياحاج ...دلوقتي تفوق
نظرت إلي فيروز :
اجري يافيروز هاتي حبه مايه لامك
خرجت فيروز بخطي متعثرة وتبعها فاروق للخارج لتجلس عزيزة بجوار وداد وتربت علي وجنتيها برفق قبل أن تهمس لوداد ..خلاص خرجوا
أومات وداد بضعف وهي تفتح عيونها : غضب عني ياعزيزة ...
لازم اعمل كدة احسن تنفذ الي نوت عليه وتمشي
قالت عزيزة بتفهم : هي بس لساتها صغيرة ومش عارفه صالحها
هزت وداد راسها بأسي بينما استمعت لكلام عزيزة وتظاهرت بالمرض حتي توقف ثورة ابنتها
عادت لتغمض عيونها مجددا سريعا ما أن عادت فيروز تمسك بكوب الماء بأيدي مرتعشه.....
وضعت عزيزة يدها خلف رأس وداد لتعتدل و ببطء بدأت تفتح عيونها
صرخت فيروز ما أن رأت والدتها تفتح عيونها :
ماااما ....ماما انا اسفه
سامحيني مكنتش اقصد حاجة من اللي قولتها
ربتت وداد علي يد ابنتها قائله بصوت خافت : ولايهمك يابنتي
حمحم فاروق من أمام باب الغرفه : خير ياأم فاتح
قالت عزيزة سريعا: خير ياحاج
....الحمد لله فاقت
: نبعت نجيب الحكيمه
هزت وداد راسها : تسلم ياحاج انا بقيت بخير
قالت منيرة : تلاقي ضغطها وطي شويه
انا هنزل اجهز ليها الاكل وفيروز تأكلها
اوما فاروق قائلا : ماشي ....نظر إلي فيروز وتابع : وانتي يابنتي ... لما امك تتحسن اعملي حاسبك عاوزك في كلمتين
احتقن وجهه فيروز فهو مؤكد
سيخبرها بما انتواه هو وعمها رحيم لبيعها مقابل تلك الأرض ...
..........
استيقظ جاسر بمزاج معكر وازداد بعد تلك المكالمه التي أتت له من عمله يستدعونه إليه
تقلبت ماس بكسل لتفتح عيونها علي حركه جاسر بالغرفه ...اعتدلت جالسه سريعا حينما وجدته يرتدي ملابسه : جاسر ... انت خارج ؟!
اوما وهو يترك ازرار قميصه ويتجه ناحيتها يميل عليها مقبل وجنتيها : الناس تصحي تقول صباح الخير
ابتسمت له سريعا ونظرت إليه بدلال : صباح الخير
داعب شعرها : ضحكتي يعني دلوقتي
اتسعت ابتسامتها لتقول باعتراف : بصراحه قولت هتصحي مش طايقني ...لقيتك هادئ وجميل
ضحك علي عقلها الطفولي : اينعم متغاظ منك علي اللي عملتيه بليل بس بحبك ومش بحب النكد الصبح
ضحكت واحتضنت ذراعه ووضعت راسها عليه متنهده : وانا كمان بحبك ومش بحب النكد خالص
قبل وجنتيها وعاد ليكمل ارتداء ملابسه لتقوم من الفراش قائله : انا هلبس بسرعه عشان توصلني البيت قبل ما تروح شغلك
نظر في ساعته قائلا : لا ياحبيتي مش هلحق
قطبت جبينها : يعني هفضل هنا
اوما لها : اه ياماس ....كلها كام ساعه اخلص شغلي وارجع اخدك نروح سوا
هزت كتفها برفض : طيب هروح لماما وخلاص
: لا ياماس .....خليكي و نبقي نروح سوا
هتفت سريعا : نروح امتي بقي ....لا ماما هتزعل وانا كنت عاوزة اروح لها من امبارح
قال بتسويف : حاضر ياماس ..... هنبقي نروح سوا
قالت باصرار : طيب ما اروح انا دلوقتي
نظر لها لحظه ثم قال باقتضاب : لا
عقدت حاجبيها : لا ليه ؟!
قال ببساطه وهو يجذب سترته يضعها فوق قميصه : عشان مش واحده قصاد واحده
مال ناحيتها وداعب وجنتيها وتابع : ماس..... انا اكتر واحد في الدنيا فاهمك وعارف دماغك دي بتفكر ازاي
بلاش نرجع نتخانق تاني
نظرت له فهو محق ولا تنكر أنها تريد الذهاب لمنزل عائلتها كما ابقاها الليله الماضيه في منزل عائلته ...ربما تفكير طفولي ولكن ماذا تفعل في راسها ...
قالت بدلال : يبقي وافق ومتزعلنيش
هز رأسه بسماجه : لا
زفرت قائله : هو عناد وخلاص
ضحك علي غيظها :
عناد منك مش مني
عقدت جبينها وانتفخت وجنتيها بغيظ لترتسم ابتسامه علي شفتيه بينما بسهوله عرف كيف يروضها حينما واجهها بكيفيه فهمه لتفكيرها ولكن بقيت تلك التكشيرة المرتسمه علي وجهها الجميل ....
انتهي من ارتداء ملابسه ليجذب مفاتيحه وهاتفه ثم يتجه ناحيتها ويداعب شعرها في محاوله لترضيتها : هنروح سوا لمامتك بس اخلص شغلي.
رفعت عيناها إليه لتقول كطفله مشاكسه : طيب رجعني البيت
رفع حاجبه مستنكرا : هو في ايه ياماس .....قولتلك مش هلحق ...تنهد من عنادها علي كل كبيرة وصغيرة ليتابع بجديه : عاوزاني اروح برج العرب ارجعك وبعدين انزل تاني شغلي اللي هو خطوتين من هنا ...اعقلي ياحبيتي ربنا يهديكي وبلاش خناق علي الصبح ....احنا لسه في شهر العسل
ضمت شفتيها التي انتفخت من فعلتها بينما تقول له ببراءه : وانا عملت ايه ..؟!
وضع يده علي عقده جبينها : فكي التكشيرة دي
انسابت ملامحها باستسلام للمسه يداه بينما تحركت أنامله ببطء تجاه شفتيها المنتفخه يمررها فوقها يرسم خطوطها برقه وهو يتابع ..... واضحكي
اجتذب ابتسامتها بالفعل بينما بدأت دقات قلبها تتسارع حينما مال ناحيتها يقبل شفتيها برقه لتجد يداها تحيط به تقربه لها أكثر بينما لم يكن هاديء ولا قريب منها مثل الان .....لأول مرة تشعر به ينزل الي تفكيرها وحتي ان كان بأمر تافهه بل ويحاول معها برفق الوصول إلي نقطه التقاء بالرغم من الخلاف ....هل تغير بالفعل ؟!
نعم ولا تنكر كم أحبت هذا التغير المخالف لما عهدته ....فتحت عيونها ببطء حينما حررت شفتاه شفتيها لتجد ابتسامه تلمع بعيناه بينما هو الآخر سعيد بهذا التفاهم بينهم
تحركت يداه تحيط بخصرها العاري لتشعر ماس بتلك القشعريرة اللذيذة التي تشعر بها كلما اقترب منها وكأنه اول مرة يلمسها لتنساق الي يداه التي جذبتها اليه ليلتصق جسدها بجسده بينما يقول بحب :
يلا بقي بوسيني زي اي زوجه قمر زيك بتوصل جوزها الشغل الصبح
رحبت باقتراحه وسرعان ماابتسمت له ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها لتقبل طرف شفتاه .....تحركت يداه علي جسدها بجراه بينما بدأت دقات قلبه بالتسارع ولمعت عيناه بالرغبه ليهمس بأنفاس حميميه بجوار أذنها .... اه منك ومن دماغك الناشفه عشان تصممي انام بعيد عنك امبارح ......احمرت وجنتيها بينما تابع : لولا خوفت ماما تسمع صوتنا كنت وريتك
ضحكت بخجل : والله ....
ضحك هو الآخر قائلا : بحبك اعمل ايه...... سبت كل البنات واخترت واحده تطلع عيني
رفعت حاجبها بدلال : ده انا
اوما لها لتمرر يداها علي ربطه عنقه تهندمها له بينما تتابع بمغزي : جاسر باشا ....مش عشان يومين حلوين هنسي طبعك واللي كنت بتعمله فيا
رفع حاجبه : يومين بس يامفتريه
هزت راسها متنهده بسعاده : بصراحه لا ......يعني من اول جوازنا وانت جميل ياريت تفضل كدة علي طول
انحني ليقبل وجنتها قائلا : بطلي انتي عند وهبقي كدة علي طول
أومات له وعادت لترفع نفسها علي أطراف أصابعها تقبل وجنته قائله : بحبك
أدار رأسه سريعا ليلتهم شفتيها بقبله متلهفه تمهلت بها شفتاه للحظات قبل أن تزداد ضراوة قبلاته .....حركت ماس عنقها بعيدا عن مرمي شفتاه بينما شعرت بتلك الدماء الساخنه تهدر في عروقه ...جاسر ...مش هينفع .....هتتاخر
قال برفض وهو يجذبها إليه : طيب تصبيرة لغايه ما ارجع
ضحكت قائله : هو اكل
غمز لها بشقاوة : احلي من الاكل
قالت بحب : تحب اعملك فطار
.....بنفس اللحظه كان صوت ماجده يتعالي من الخلط : ياولاد الفطار
قال جاسر وهو يربت علي كتفها : اهي ماما عملت الفطار ....تسلم ايدك
أومات له لتقول : هلبس بسرعه
اوما لها : وانا هطلع أصبح علي ماما
أوقفته قبل أن يغادر : جاسر
التفت لها : نعم
نظرت له كطفله مشاكسه : بصراحه خايفه من طنط
ضحك عاليا : خايفه ....؟! ليه هتأكلك
هزت راسها : جاسر بتكلم جد ...... انت عارف اننا يعني مش حلوين مع بعض اوي ...وبعدين انا كدة قاعده معاها طول اليوم
تنهد قائلا : زيها زي اي حما ياماستي ..... كبري دماغك وهتعدي
ابتسمت له : ربنا يخليك ليا ياحبيبي ...
............
....كانت ياسمين ما تزال تتذكر تلك الأيام الصعبه لتعود مجددا الي تلك الليله حينما كانت بالمشفي ......بصعوبه حركت جفونها بينما تلك الغيامات السوداء مازالت تحلق في سماءها
: اااه .....
صرخت بألم شديد حينما حاولت أن تتحرك
اسرعت الممرضه إليها : متتحركيش ....
نظرت لها ياسمين لحظه بعدم فهم لتحرك رأسها يمينا ويسارا تستوعب اين هي ...فأخر شيء تتذكره هو ذلك الالم الشديد الذي شعرت به بينما ينهال عليها زياد ضربا ....
قالت الممرضه ة حمد لله علي السلامه
خرج صوت ياسمين متحشرجا : ايه اللي حصل
نظرت لها الممرضه بشك من فقدانها لذاكرتها ولمن سرعان ما اندثر هذا الشك بينما تهتف ياسمين بقهر وانسابت الدموع بعيونها وهي تتذكر كيف اهانها وتطاول عليها ....
هو اللي عمل فيا كدة ......بابا ....عاوزة بابا ...
أومات الممرضه وهي تحاول تهدئتها ....
حاضر بس اهدي....... انا هخرج اقول للدكتور انك فوقتي
انهي زياد مكالمته حينما خرجت الممرضه من غرفه ياسمين ليتجه إليها قائلا : ايه اخبارها
قالت الممرضه : منهارة بتعيط وعاوزة والدها .....انا هروح ابلغ الدكتور أنها فاقت وبعدين اتصل برقم والدها
أخرج زياد لفه من الاوراق الماليه ووضعها سرا بيد الممرضه .....روحي انتي و متعمليش حاجة ....
نظرت له الممرضه بعدم فهم ولكنها بكل الاحوال وضعت الأموال في جيبها : والدكتور ؟!
: مالوش داعي دلوقتي
حاولت التحدث : بس
قال زياد بإصرار : اسمعي الكلام ....
.....فتح باب الغرفه ودخل واغلق الباب خلفه لتهتاج ياسمين سريعا فور رؤيته وتزمجر بغضب شديد : انت جاي هنا ليه ......اطلع برا يامجرم ......ازدادت ضراوه نبرتها الغاضبه وتابعت : انا هسجنك وهتطلق منك
استحاله ابقي علي ذمتك لحظه واحده بعد اللي عملته
هتف زياد بملل من ثورتها وغضبها: ماتهدي بقي ياسنيوريتا وخلينا نتكلم براحه
هتفت ياسمين بحنق شديد : مفيش بينا كلام بعد اللي عملته
اوما لها بينما يحك لحيته القصيرة : مش هعارضك....في دي عندك حق انا مكنش ينفع اعمل اللي عملته ...بس ما انتي كمان استفزتيني وطولتي لسانك
قالت ياسمين بغضب : وانت رجعت في كلامك ومنفذتش وعدك
اوما لها دون خجل : ومش هنفذه ....اتسعت عيناها بينما تابع : دول كانوا كلمتين مني عشان اسايسك بيهم وتوافقي علي الجواز ...هز كتفه وتابع بهيمنه : اكيد طبعا هلمسك واقرب منك وقت ما انا عاوز وخصوصا اني دافع ودافع كتير اوي كمان عشان اتمتع ولاايه
اهتاجت ياسمين بينما تري مقدار حقارته التي تعرفها ولكنها ظنت أن لها حدود لتهتف بغضب شديد : بتحلم ...عمرك ما هتقرب مني وهتطلق منك ...انا هقول لبابا علي اللي عملته وهتشوف هيعمل ايه
ابتسامه ملتويه ارتسمت علي شفتيه بينما يقول بمسايرة : ماشي نبقي نشوف هيعمل ايه ...بس دلوقتي اهدي عشان تخفي وترجعي بيتك
احمرت أورده عيونها من الغضب لتصيح به وهي تضغط علي نفسها وعلي وجعها وهي تحاول الحركه : مش هرجع ....لو انطبقت السما علي الأرض مش هرجع
زفر زياد بحنق ليقترب منها وسرعان ما تتراجع ياسمين للخلف بجسدها بخوف من الغضب الذي لمع بعيناه بتلك اللحظة بينما يقول بتحذير : وبعدين بقي ....مش قولنا اهدي
حاولت التمسك بقوتها : عاوزة بابا ...كلم بابا يجيي
اوما لها وقد تعلقت عيناه بوجهها .... اااه منها وكيف عاش يحلم بها
خرج من غرفتها ووقف قليلا يفكر بشيء قبل أن يشير إلي تلك الممرضه ويقول لها يضع كلمات لتجيب الممرضه بعيون متسعه : بس دي مسؤوله مينفعش
قال باقتضاب : انا حر..... مراتي وعاوز اخدها من هنا
تعلثمت بينما يمد يداه بمبلغ مالي كبير لتقول :
طيب
....انت ممكن تاخدها بس بليل عشان يعني تكون نايمه
نظر لها لتكمل :
انا هديها منوم وانت كمل الباقي
اوما لها وأخرج هاتفه يتصل بأحد العاملين لديه ليساعده ...
........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
أوقف مالك سيارته اسفل منزل والدته ليصعد إليها بينما عاد للتو من أحدي مأموريات عمله كضابط
وهاهو يحاول تجنب المشاجرة مع مي أن عاد للمنزل ثم نزل الي والدته .....أدار المفتاح بالباب ودخل لتنساب الي أنفه تلك الروائح الشهيه حيث وقفت هويدا بالمطبخ ....
التفتت له بلهفه ما أن فاجأها بوقوفه خلفها
مالك حبيبي .....حمد الله علي السلامه
احتضن والدته ..الله يسلمك يا حبيتي ..
: وحشتني اوي
: وانتي كمان وعشان كدة قولت من المهمه عليكي عدل يا دودو
ضحكت هويدا : يا بكاش .... يعني وحشتك اوي كدة
قبل يدها : امال ....تلفت حوله وتابع : وبعدين قولت اقعد معاكي شويه عشان اكيد البيت فاضي من غير دوشه ماسه
ها بقي عامله اكل ايه
ضحكت هويدا ومد مالك يداه بلهفه يتناول بضع لقيمات من كل صنف ليكمل بفم منتفخ من الطعام
: بصي بقي يادودو ....طبق كبير كدة وتحطي فيه كل الحاجات الحلوة اللي انتي طبخاها دي
هزت هويدا راسها : لا
رفع حاجبه بدهشة بينما يمضغ باقي الطعام : لا ليه ؟!
قالت هويدا بحنان وهي تجذب بعض علب حفظ الطعام :
عشان تاكل مع مراتك وابنك
نظر إلي حنانها ليقول بمشاكسه :
اهون عليكي ...ده انا البكري
داعبت وجنته بحنان : ياقلب امك انا هجهز لك كل الاصناف دي عشان تاخدها معاك تأكل انت وابنك ومراتك ....نظرت له بمغزي وتابعت : من حق مراتك لما ترجع بعد الغيبه ترجع عليها
ارتسمت ابتسامه علي شفتيه ولمعت عيناه لتبتسم له وهي توضب الطعام بالعلب : يلا ادخل الأوضه عندي هتلاقي في كيس كبير ..بابا جاب شويه لعب وهدوم لادم ....خدها وتعالي اكون جهزت كل حاجه عشان تاخد الاكل وطيران علي البيت قبل ما يبرد
.......
.
ضحكت ريم قائله بينما حدثتها ماس بالهاتف تخبرها بالمستجدات : والله مش مصدقه أنه جاسر اللي بتحكي عنه
ضحكت ماس : ولا انا ...
: شوفتي بقي الحب ...اهو اتغير عشانك
أومات ماس لتقول بحيرة :
بس أنا متضايقه ؟!
قالت ريم باستفهام : من ايه ...؟!...يا بنتي لو علي موضوع مامته ومامتك فا الايام جايه كتير ...روحي ليها وقت ما الظروف تسمح
قالت ماس : ماهو ده اللي مضايقني ......ان ماما قالت ليا نفس كلامك ومزعلتش مني
رفعت ريم حاجبيها بدهشه : ودي حاجة تضايق؟!
أومات ماس بعفويه :
اه عشان طيبه اكتر من مامته
: مالك ومالها ياماس ...انتي كبري دماغك منها زي ما جاسر قالك وبعدين انتوا لسه في الاول بلاش تسبقي الأحداث
هتفت ماس بحنق : كله من السوسه.... مي هي اللي مديه للست فكرة وحشه عني ومفيش علي لسانها إلا متدلعه ...هتفت بغيظ متبرطمه : سخيفه
ضحكت ريم ثم قالت بجديه : حاولي تغيري فكرتها
أومات ماس بتفكير : هحاول عشان خاطر جاسر ....
...........
...
نظرت مي وضيقت عيناها بغيظ وهي تنظر إلي مالك الذي احتضن ابنه وجلس بجواره يريه تلك الالعاب والملابس التي احضرها له أبيه ....ومجرد لحظات ولم تستطيع الصمت لتلوي شفتيها بغيظ :
طبعا روحت ليهم الاول وانا ولاحاجة عشان ماليش لازمه في حياتك ...إنما الست والدتك هي الكل في الكل
هز رأسه بحنق بينما كور قبضته في محاوله منه لتجاهل كلامها وعاد ليلاعب ابنه
هتفت مي بضيق من تجاهله لها : مالك .....انا مش بكلمك
التفت لها مالك بحده قائلا : وانا هرد بس مش قدام الولد
أومات مي بترقب لتحمل ابنها وتدخله الي غرفتها وتعود إليه وتقف بوسط البهو وهي تحيط صدرها بذراعيها بترقب ....قام مالك من مكانه واتجه الي تلك الأكياس التي وضعها علي الطاوله قائلا :
عارفه ايه ده ؟!
نظرت له مي ليكمل بهدوء خدعها :
ده اكل ماما بعتته.......نظر لها وبدأت وتيره حده نبرته تزداد بينما يكمل : عارفه ليه ....؟!
نظرت له باستفهام ليكمل بينما ينظر لها بتوبيخ : عشان هي مش زيك ....
امي قالت روح لمراتك وابنك
نظر لها بغضب واضح وتابع بينما يزم شفتيه بازدراء : وشوفي انتي بتتكلمي عليها ازاي
اهتزت نظرات مي للحظه حينما ختم مالك كلامه مزمجرا : انا زهقت
قالت بضعف : مني
صاح بها بغضب : من عمايلك وكلامك وخناقك .... .كرهت البيت كله
بلحظه جذب مفاتيحه وهاتفه هاتفا وهو يتجه الي الباب : اقولك ...... اقعدي فيه لوحدك
أسرعت خلفه : مالك ...مالك استني
خرج وصفق الباب خلفه بعنف لتكور مي شفتيها بينما بغباء واندفاع زادت من سوء رصيدها لديه ...
.....
......
دخلت ماس الي المطبخ خلف ماجده لتقول بقليل من الترقب لرد فعلها : طنط.... تحبي اساعدك في حاجة
التفتت لها ماجده :
بتعرفي تطبخي ياماس
قالت ماس وهي تهز كتفها :
مش اوي
قالت ماجده بجديه بينما سري الحوار بينهما بسلاسه : لا انتي لازم تتعلمي .....انا هقولك علي اكتر اكل جاسر بيحبه وهعلمك كمان لو عاوزة
ابتسمت ماس بينما هتفت سريعا : اه ياريت ياطنط
ابتسمت ماجده وأخذت تتحدث وتشيير هنا وهناك الي مكونات الطعام وماس برفقتها لا تتواني عن الحديث بينما شعرت براحه كبيرة تسري بعروقها لتلك الخطوة التي كانت تخشاها من كراهيه حماتها لها
.............
......
قال عماد بعتاب : كده برضه يازياد...... تعمل فيها كدة
ده انا عمري ما مديت ايدي عليها
قال زياد بهدوء : غصب عني ....هي استفزتني بكلامها
لسانها طويل اوي كنت عاوزني اعمل ايه لما تطول لسانها عليا كدة
قال عماد برجاء : قولتلك خدها بالسياسة يا زياد
هتف زياد بعدم اكتراث :
مقدرتش..... بس وعد مش هكررها
المهم دلوقتي خلينا نطلعها من هنا
قال عماد باستنكار : ازاي وهي تعبانه
أجاب زياد ببرود : ازاي دي بتاعتي
المهم انا عاوزك لما نرجع البيت تتكلم معاها وتهديها بكلمتين ....انا عملت ليها كل حاجة اي واحده مكانها تحلم بيها
......
فتحت ياسمين عيونها بصعوبه لترفرف بجفونها بضع مرات قبل أن تعتاد الضوء ......تقابلت عيونها بهذا السقف العالي حيث تدلت منه تلك الثريا الضخمه المزينه بالكريستالات الباهظه لتهب جالسه بفزع حينما وجدت نفسها في تلك الغرفه .....تألمت من حركتها الغير محسوبه لتصرخ وبنفس اللحظه تسرع إليها أحدي الخادمات ...ياسمين هانم ...انتي كويسه
قالت ياسمين بهياج صارخه لا تحتمل التفكير أنها عادت لتلك الغرفه مرة أخري :
ابعدي عنيييي.......انا ايه اللي جابني هنا
بنفس اللحظه ظهر زياد علي أول الغرفه ليشير الي الخادمه : برا
صرخت به ياسمين بعنف : انا ايه اللي جابني ...هنا
انا قولتك هتطلق منك ومش راجعه ابدا ......بابا فين
قال ببرود ولا مبالاه لكل صراخها : تحت ...
حاولت أن تقوم من الفراش ولكن جسدها المحطم لم يساعدها بينما تهتف : انا هقوله علي كل اللي عملته وهو هيخليك تطلقني
اقترب زياد منها يحكم ذراعيه حلوها يعيدها الي الفراش :
طلاق ايه ياحبيتي حد يتطلق تاني يوم جواز
احنا بدأنا غلط ....انتي غلطتي فيا وانا اذيتك بس وعد مش هكررها
أبعدت ياسمين يده عنها هاتفه بغضب : اوعي ايدك واياك تلمسني ....بابا مش هيسكت لما يعرف باللي عملته فيا
قال ببرود :
ابوكي تحت وعرف كل حاجه
نظر بشماته لنظرة الصدمه في عيونها ...هل يعرف ابيها ويصمت؟!
لتصرخ بصوت جهوري : باااااابا
اسرع عماد يدخل الي الغرفه بعد أن وصل إليه صراخ ابنته لترتمي بحضنه وتبكي :
بابا شوفت عمل فيا ايه ....
قال عماد وهو يضمها إليه :
معلش
انصدمت ملامحها لتبتعد سريعا من حضنه وتنظر له باستنكار : معلش
نظر إليها زياد بشماته لتنظر الي والدها باستنكار ....بابا انت هتسكت ؟!
حمحم عماد قائلا : ماهو يابنتي .... انتي غلطتي فيه وده مكنش يصح
..........
.
..قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك