الفصل السابع

12


تسمرت مكانها وهي تفكر هل تخطو للأمام وتدخل تلك الجنه التي يدعوها اليها... ام تتراجع للخلف وترحم نفسها من عيش ليلة بالجنه والاستيقاظ علي نيران الجحيم كما حدث سابقا..!! لاحظ مراد ترددها ليقترب منها ويحيط خصرها بذراعه محاولا التاثير عليها فهي بلاشك لن تقاوم اقترابه فهي تحبه مهما تظاهرت بالعكس... كانت شفتيه قد وصلت لعنقها ليطبع قبله علي جانبه فيما اغمضت ندي عيناها .... هاهو مراد حبيبها الذي طالما حلمت ان يبادلها ولو جزء صغير من حبه الكبير بقلبها انه امامها يخبرها بأنه يحبها ويريد ان يبدأ من جديد كما حاول ارضاءها الايام الماضية وكسب ودها... ارتسمت ابتسامة منتصرة علي جانب شفتيه حينما رآها تغمض، عيناها ساكنه فيما تتحرك شفتاه نحو شفاها فهو يعلم بمحبتها الكبيرة له ولاينكر انه يحب حبها له الذي يعزز من غرورة فهي لاتري سواه ولااحد سواه قادر علي مليء قلبها الذي وهبته له منذ أن كانت صغيرة...!..... بعد لحظات اتسعت عيناه بعدم فهم حينما ابعدته ندي عنها قبل ان يصل لشفتاها ليتسمر مكانه ينظر اليها فيما كانت تنظر اليه بتلك النظرة التي تخبره بأنها تتذكر ولن تنسى تلك الليلة التي قضتها برفقته وتركها بالصباح لتهز راسها وتدفعه بعيدا عنها قائلة : لا يا مراد.... ردد بعدم فهم : لا لتؤكد له : مش عاوزة ابدا معاك من جديد بعد اللي عملته لم يكن قد استوعب رفضها حينما تفاجأ اكثر بها تسرع مغادرة الغرفة... هل رفضت بداية جديدة معه للتو...! هل رفضته بعد ذلك الحب الكبير الذي كانت تحبه له...؟!. هل بعد ان وقع بحبها لم تعد تريده..! انها غاضبه وهو حاول ارضاءها الايام الماضيه ولكنها تحبه بالتاكيد... اسرع بالسير خارجا ليلحق بها قبل ان يتوقف مكانه وقد اشتعلت عيناه بغضب جحيمي وهو يهز راسه بعنف فهو لن يركض خلفها ولاخلف سواها فهو لايرمض خلف احد :هوريكي آخره عنادك معايا اية حدث نفسه بوعيد وقد تحركت نزقه كرامته فليس هو من ترفضه..! ليبرر لنفسه بأنه حاول وهي مازالت علي موقفها متخيلة انها ستعاقبه.. ولاتعرف انه من سيعاقبها ويحرق قلبها كما فعلت معه الان... .. فلتتحمل عواقب فعلتها ... بقلم رونا فؤاد بلحظات كان يعود لنفس الغرفة ولكن برفقته شاهيناز التي كانت تجتاح السعاده محياها فهاهو لم يلبث قليلا امامها... ولم يتسطع رفضها طويلا... هكذا صور لها غرورغها دون أن تدري بأنه لايريد شئ سوي إطفاء النيران المشتعله بقلبه حينما تركته ندي... كان مازال كل انش به يحترق كسيجارته التي ينفث دخانها بغضب وهو يري صورتها امامه كلما اقتربت منه تلك الفتاه التي تتدلل وتحاول اغاوءه بطرق يعجز اعتي الرجال عن رفضها ولكنها لاتحرك شعره به ليزداد غضبه اكثر واكثر من نفسه التي طاقت اليها بالرغم من فعلتها التي اهانت كبرياؤه .... اطفيء سيجارته بغضب بتلك المنفضه الكريستاليه ينظر لتلك التي تستخدم فتنتها لمحاولة اثارته وهو لايري سوي صورة تلك الصغيرة التي احتلت قلبه لايعرف متي.. ليأخذ نفس عميق ويزفره بضيق مبعدا شاهيناز عنه.... جمدتها الصدمه لتتجاهل الرفض الواضح منه وعدم استجابته لها منذ أن دعاها لغرفته وتحاول مجددا وهي تمرر ياها ببطء واغواء علي عضلات صدره الظاهرة من فتحة قميصه قائلة بنعومه :...وحشتني يا مراد.. نظر اليها لحظة فكم تمني ان يسمع تلك الكلمه منها هي لتتفاجيء شاهيناز به يبعدها بقوة وينهض من جوارها ويتناول سترته يرتديها تجاهلت الإهانة التي شعرت بها وهو يرفضها بتلك الطريقة وهي تعرف بأن لااحد يصمد امام فتنتها وجمالها .... تقدمت نحوه هاتفه.. : مالك يامراد؟ قال بضيق وهو يعدل من وضع سترته : مفيش ياشاهيناز . قالت بضيق : يعني اية مفيش.. انت خلاص مبقتش عاوزني? هز راسه قائلا ببرود : اه وياريت تنسي اللي حصل.... قالت بتهكم : انسي...! اية يامراد انسي اية ولااية انت اللي وضح انك نسيت انت مين وانت بتجري ورا العيلة الصغيرة اللي باين اوي انها السبب في اللي انت فيه امسك ذراعها بغضب قائلا : متجبيش سيرة مراتي علي لسانك. الو... ده تاني انتي فاهمة هتفت بحقد : ولما انت بتحبها اوي كدة كنت جايبني عندك لية.... اية الهانم مش مكفياك استشاط غاضبا ليشدد من قبضه يده علي ذراعها : قلتلك متجبيش سيرتها تاني دفعها بقوة لتترنح للخلف لتزم شفتيها قائلة بتهديد اهوج : ياتري بقي الهانم هيكون رأيها اية لما تعرف باللي بينا.. التفت نحوها لتري السعير بعيناه فيما قال بتحذير : لو قربتي ناحيتها متلوميش غير نفسك... واحسنلك تنسي كل اللي قلتيه من شوية بدل ماانسيكي انا بطريقة مش هتعجبك اخرسها تهديده فمن هي لتقف امام مراد الدوري.... فيما التفت اليها قبل ان يغادر قائلا بازدراء : هتلاقي بكرة مبلغ محترم في حسابك ينسكي ياشاهي قالها بتهكم وغادر وتعبير بشع مرتسم علي وجهه الذي تتراقص الشياطين امامه... شياطين اخرجتها ندي وهو يفكر هل أصبح اسيرا لها.. هل لم يعد يقوي علي الاقتراب من اخري سواها... لعين شعوره الان بأنه يحبها حد الهذيان وهي تبتعد عنه وترفضه ولايدرك ان هذا كان طبيعة شعورها معه منذ أن احبته فطالما قابل حبها بلاشئ ولكنه لايقبل الاشئ منها الان فليس هو من يتهاون بحق كرامته وكبرياؤه الذي هدرته ...!!! انتفضت ندي من مكانها حينما فتح مراد باب غرفتها بقوة لتنظر له وقد اعتلي الغضب محياه..... لقد شعرت بندم علي مافعلته معه منذ قليل وتمنت لو كانت قد نست ماحدث او تركته يحاول ان ينسبها او وصلت لأي حل آخر معه بدل من جرحى بتلك الطريقة ولكن عقلها الذي ابي تصديق انه تغير وعارضه قلبها دق ناقوس الخطر الان وهو يراه امامها بتلك الصورة والتي تخبرها بأن مراد الدويري لايقبل بمفاوضات او انصاف اشياء فهو يحصل علي كل مايريد...! ابتعلت لعابها وهي تهتف به بعصبيه ; انت ازاي تدخل عليا كدة.. انت اتجننت لم يجب بشيء بل كان ينظر اليها بغضب وهي تستجمع نظرات التحدي له لتتفاجيء به يوصد الباب ويلقي بالمفتاح بعيدا... قامت من مكانها تهدر به بغضب حينما اقترب نحوها : انت بتعمل اية... اطلع برا يامراد تجاهل غضبها فالغصب المشتعل بداخله اكبر لتتفاجيء به يجذبها نحوه بقوة لتحاول دفعه بعيدا هاتفه : ابعد عني.. انت اتجننت قال بغضب وهو يجذبها نحوه مجددا : مش هبعد انتي مراتي وحقي اقربلك زي مانا عاوز هتفت وهي تكلمه علي صدره : لا مش مراتك انت سبتني وانا مش لعبه في ايدك افتكرها وقت ماتحب وحالا دلوقتي هتطلقني صاح بغضب وهو يسحق أسنانه : موضوع الطلاق ده تنسيه خالص ومش عاوز اسمع لسانك بينطق الكلمه دي تاني خالص هتفت بحدة : يعني اية ؟ قال بقوة : اللي سمعتيه من النهاردة كل حاجة هتتغير واظن سبتك وقت كفاية اوي... بس خلاص انا مش هنام لوحدي تاني ومن النهاردة مش هسيتقلبني غير سرير مراتي صاحت بهياج وغضب : قلتلك مش مراتك وغصب عنك هتطلقني قال بغضب وهو يلقيها علي الفراش ويستلقي فوقها : ابقي وريني ازاي هتغصبيني.. دفعت وجهه بكلتا يديها تبعده عنها ليمسك بيديها ويندفع نحوها يقبلها بقوة ورغبه عنيفه اعمته بها لتحاول ندي ابعاده ولكن جنون الاشتياق كان قد استبد به وهو مصمم علي اخماد الاشتياق الذي شب بكل انش به بها فهو يحبها حد الجنون والتملك لايقبل بالرفض لينحني يحطم شفتيها بقلبه يعوض بها تلك السنوات التي لم يقربها فيما استمتع بتذوق كل انش بها متجاهل اي محاوله لها لابعاده فهو قد حاول كثيرا ارجاعها له برضاها ولكنها هي من دفعته لاجبارها علي قبول عودتهم بتلك الطريقة... طفرت الدموع من عيونها وهو لا يسمح لها بالاعتراض فهو مازال نفس الشخص الاناني فإن رفضها فله كل الحق بالابتعاد وان ارادتها فيقترب كما يريد... مرر انامله يمسح دموعها ويهمس لها بكلمات الاشتياق لتجيبه من بين دموعها : انا بكرهك... وعمري ماهسامحك :انا حاولت وانتي متدتنيش فرصة و خلتيني اعمل كدة اوعي تلوميني قالها وتجاهل كلماتها الكارهه ليكمل مابدأه فقد استبدت رغبته بها واعمته وقد اطاحت بكل تعقله فهي زوجته وحقه وقد بالغت باختبار صبره وهو متاكد من حبها له مهما تظاهرت بالعكس....حاولت أن توقفه ولكنها لم تستطع وهي تري ذلك الاصرار بعيناه لاشباع حاجته منها وإثبات ملكيته لها.... اغمضت عيناها تقسم لنفسها التي استسلمت لقوته وجبروته بأنه سيدفع ثمن مافعله غاليا.....! شعرت بدقات قلبه السريعه حينما تهالك اخيرا فوقها بانفاس ثقيلة ليقبل وجنتها بتنهيدة ممتنه لتدفعه ندي بعيدا عنها سامحه بدموعها بالانهمار فهاهو حقق انتصاره ونال ماااراده دون ادني حساب لمشاعرها كما فعل سابقا حينما رفض حبها وتركها دون ادني حساب لمشاعرها ايضا.... فكم تكرهه لاشعارها بمثل ذلك الذل والإهانة وهو يجبرها علي الاستسلام له بالرغم من محاولته لاستمالتها بكافة الطرق فهو حاول أن بشعرها بحبه وحنانه ولكنها كانت رافضه لأي محاوله من جانبه.... فيما انها لاتدري بأن رفضها له جعله تائها ولايدري مايفعله فجل ما كان يريده هو الفوز بها وبحبها مجددا ولايدري بأنه خسر كل شئ.! حاول ضمها بين ذراعيه فهو لايريد شئ سوي حبها مجدا حتي وان كان اخطيء لما لاتسامحه مادمت تحبه لماذا هي عنيدة لهذا الحد لماذا دفعته لفعل هذا لاحباطها كل محاولته للتقرب اليها.... ربما لو كانت استمتعت لاعتذاره بدلا من تركها له وجرح كبرياؤه بتلك الطريقة لما كان حدث هذا....! : ندي... دفعت يده التي حاولت احتضانها صائحة بغضب : اطلع برا.. انت مش عملت اللي انت عاوزة.... حاول مجددا تهدئتها : انا اسف بس انتي اللي خلتيني اعمل كدة... انفلتت اعصابها وهي تصيح : قلتلك برا... مش عاوزة اشوف وشك تاني.. انا بكرهك.. نظر لها مراد بغضب قبل ان يخرج صافقا الباب خلفه بعنف..! ..... .. التهم سجائرة واحده تلو الاخري وهو لا يتخيل انها تخبره بمقدار كراهيتها له بعد ان كانت تحبه... هل بالفعل خسرها.. لقد ظن انها ستتخلي عن عنادها حينما تكون بين ذراعيه ليتفاجيء برفضها الشديد له...! .... ..... كل ذره بجسدها كانت تنتفض من الغضب فهل يظن انه اخضعها بتلك الطريقة... هل وخزته كرامته حينما تركته قبل عدة ساعات الايدفعه هذا للشعور بما شعرت به حينما تركها عامان..... مجددا ينتصر..! ولكنها لم تعد تلك الحمقاء التي تتقبل الخسارة... مع بزوغ اول خيوط الشمس كانت قد وضعت حقيبتها بالسيارة وحملت طفلها لتغادر وقد حزمت أمرها بأنها ستجرح كرامته وتثأر لكرامتها..!! ... .... ... استيقظ مراد علي صوت عمته الملتاع وهي تهتف: الحق يامراد ندي اخدت زين وسابت البيت..! بقلم رونا فؤاد ...

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

12 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !