الفصل الاول

10




(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) 

 نظرت هديل الي ساق ورد التي تهزها بعصبيه وتوتر لتقول بقلق :مالك ياورد في ايه ...،؟
 قضمت ورد شفتيها بينما تقول بشرود :مفيش 
 عقدت هديل حاجبيها ونظرت الي شفاه ورد التي كادت تدميها
 قائله : ازاي مفيش ياورد .....انتي باين متوترة اوي ...حاجة حصلت ضايقتك ...؟ هزت راسها لتقول هديل : طيب تعالي نطلع نقعد برا مع اونكل خيري و رائف هزت ورد راسها بتوتر زائد : لا ياهديل نظرت هديل وهمت بالحديث لتقوم ورد من مكانها وتخرج الي الشرفه ...هزت هديل كتفها بعدم فهم ولكنها لم تقل شيء لتنصرف حيث يجلس خالها (خيري الورداني وابنه الأكبر رائف ) ......... قالت هاله وهي تعطي لأخيها كوب الماء : اشرب ياخيري واهدي ....دلوقتي زمان فريد جاي وهيطمنا اوما خيري لتزجر هاله ابنتها هانيا بهمس : اتصلتي بأخوكي ؟ قاطعها رائف ابن أخيها الأكبر متزمرا : كلمته عشر مرات ومش بيرد قالت هاله وهي تنظر لأخيها باعتذار : معلش يا رائف يمكن مش سامعه لوي رائف شفتيه قائلا بتبرم : طيب يرد يطمنا ولا يقول أي حاجة ولا خلاص لازم يقعدنا علي اعصابنا بالطريقه دي قالت هايدي لتهدئه وهي تنظر إليه : معلش يا رائف اكيد اول ما هيوصل لحاجة هيطمنا نظرت هانيا لهايدي اختها بغيظ وهي تقول من بين أسنانها : وليه معلش ياهايدي هو كان فريد عمل ايه ؟! زفرت هاله وهي تجلس علي المقعد المقابل لأخيها : وبعدين يابنات .....يلا قوموا ادخلوا جوه قامت الفتيات هانيا و هديل لتنظر هايدي الي رائف قبل أن تتبع اختيها قالت هاله بينما يحاول أخيها الاتصال بأحد من هاتفه : مفيش جديد يااخويا هز خيري رأسه بحنق ليتعالي رنين هاتفه بتلك اللحظة امسكه بلهفه ليزفر بضيق حينما وجد المتصل زوجته اغلق الاتصال لتعاود الاتصال بإلحاح مرة تلو الأخري حتي أجاب بحنق : أيوة يا حنان عاوزة ايه ؟ :هكون عاوزة ايه بطمن علي ابني زفر خيري بحنق : مش وقته تعالي صوت خيري لتمسك هاله الهاتف من يده وتتحدث الي زوجه أخيها قائله : أن شاء الله خير يا حنان ....اقفلي دلوقتي واول مافريد يرجع ونعرف حاجة هنطمنك لوت حنان شفتيها : طيب يا هاله ....... ... اعتدل فريد واقفا حينما دخل ابن خاله الصغير مازن برفقه العسكري ليطأطأ رأسه سريعا وهو يقول : فريد انا معرفش حاجة ...ولا ليا علاقه بالراجل ده نظر خالد بطرف عيناه الي فريد الذي قال بحدة : ولما متعرفوش كنت عنده بتعمل ايه ؟! تعلثم مازن بينما تحدث خالد ذلك الضابط الشاب قائلاً: انا حفاظا علي مستقبله اكتفيت بأقوال منير الجمال أنه أول مرة يشوفه و هخلي سبيله بس لو اللي حصل اتكرر يامازن مش هتخرج من هنا اوما مازن ليقول خالد : خده ياعسكري واخلي سبيله خرج مازن ليلتفت فريد الي خالد قائلا: متشكر اوي ياخالد ابتسم خالد قائلا : علي ايه بس يافريد .....هو فعلا واضح أنه أول مرة بس خد بالك منه عشان ميمشيش في السكه دي :متقلقش ......... القي فريد نظرة مؤنبه الي مازن فور خروجهم من قسم الشرطه قائلا : ايه اللي وداك للراجل ده ؟؛ حاول مازن الكذب : معرفوش يافريد اندفع فريد بغضب :متكذبش .... انطق وقول كنت بتعمل ايه قال مازن باعتراف : بصراحه في جماعه صحابي كانوا عاوزين حته حشيش وروحت اجيب لهم توقف فريد سيارته مصدرا صرير قوي بينما التفت الي مازن يوبخه بغضب ..... كان وجهه فريد احمر بقوة بينما انتهي من نوبه غضبه علي هذا الشاب الطائش ليزجرة : ابوك لو عرف هيموت فيها نظر له مازن برجاء : اخر مرة يافريد ....والله اول واخر مرة بس بلاش تقوله انتفض خيري من مكانه ما أن دخل فريد للمنزل ليقول بلهفه : طمني يافريد .... دخل مازن خلف فريد ليسرع خيري إليه : ايه اللي حصل....؟ عملت ايه يامازن عشان ينقبض عليك نظر مازن الي فريد الذي صك أسنانه بقوة بينما قال رائف ببرود : هيكون عمل ايه ....تلاقيه اتخانق مع حد ولا حاجة .....نظر الي فريد بخبث وأكمل : مش كدة يا فريد ...؟ تلاقت نظرات رائف وفريد الذي هز رأسه دون قول شيء بينما لايريد الا لكم ذلك المتبجح ولكن نظرته لوجهه خاله الذي لا يحتمل معرفه أن مصائب أولاده جعلته يصمت قال فريد وهو يحاول أن يخفي امتعاضه من تصرفات ابناء خاله : اطمن يا خالي ... المرة دي خلصت التفت لمازن بتحذير. : بس ياريت المرة اللي جايه ياخد باله و ميدخلش نفسه في مشاكل تاني اوما مازن سريعا : متقلقش يا فريد اوما خاله 
وهو يعتدل واقفا قائلا : تشكر يا فريد ...ربنا يخليك ليا ياابن الغاليه ابتسمت هاله وربتت علي كتف أخيها الأكبر : علي ايه يا خيري ..فريد ده ابنك نظر إلي رائف ومازن بحسره ثم الي فريد قائلا : وانا اطول هزت هاله راسها : بكرة يعقلوا يااخويا زفر رائف بضيق : شايفانا مجانين ياعمتو ولا ايه نظر الي فريد بحقد وتابع : وبعدين هو كان عمل ايه يعني ..ماهو لازم صحابه يعملوا له حساب ويطلعوا ابن خاله ولا بس وكيل نيابه بالاسم ؟! احتقن وجهه هانيا التي كانت تسترق السمع من خلف باب غرفه الفتيات لتهمس لاخوتها بغيظ : شايفين قليل الذوق ده بدل مايشكر فريد قالت هايدي في محاوله للدفاع عنه : وهو قال ايه غلط ...عادي يعني خناقه شباب وفريد أتدخل وطلع مازن نظرت لها هانيا بغيظ : انتي بتدافعي عنه ليه..؟ زجرتهم اختهم الكبري هاجر : وبعدين بقي ..اسكتوا قال فريد بسخريه متطلعا الي رائف : كنت طلعه انت يا رائف بيه .... هتف رائف باحتدام : أطلعه مطلعوش ليه ...ولا فاكر انك عملت حاجة محدش غيرك يقدر يعملها .....اي عسكري بقرشين كان طلعه .....بس بابا الي غلطان أنه لجأ ليك هتف خيري بغضب يزجر ابنه : رائف وبعدين هتف رائف باستخفاف وهو يغادر : ماهو بيتنطط علينا هتف فريد بسخريه وثقه بنفسه : ولا اتنطط ولا حاجة ومحدش غلطان غيري....انا مكنش لازم أتدخل من أصله أمسكت هاله بكتف ابنها وهي تقول : حقك عليا ياخيري ....فريد ميقصدش بس انت عارف رائف وكلامه أخذ فريد ابنه مازن وغادر لتنظر هاله بعتاب : كدة زعلت خالك يافريد زفر بحدة : زعلته في ايه....؟! في اني لميت مصايب ابنه :معلش يافريد عيل طايش وده خالك فك ربطه عنقه بعصبيه متزايدة ليخلعها ويلقيها علي الاريكه ويتناول مفاتيحه ويتحرك للباب أوقفته أمه : فريد.....انت رايح فين يافريد ؟ لم يجيب وانصرف ... انتفضت ورد من مكانها واسرعت خارج الغرفه حينما استمتعت لصوت انغلاق الباب بقوة قالت بتردد تسال حماتها : في ايه ياماما هاله؟ قالت هاله باقتضاب : مفيش ياورد أومات لتنتبه هاله الي وقوفها شاردة فتقول : تعالي ياورد اقعدي واقفه ليه هزت كتفها بقلب مختنق لتقول هانيا ابنتها الصغري : بصراحه ياماما فريد عنده حق ولاد اخوكي دول مش بيجي من وراهم غير المشاكل نظرت لها هايدي بغضب لتزجرها امها : هانيا وبعدين هزت كتفها : الله انا بقول الحقيقه : مش كدة ولا ايه ياورد...؟ هزت ورد رأسها بلا اراديه بينما اختفت الدماء من وجهها .....تابعت هانيا بانتقاد : هو يعني فريد شغال عندهم كل يوم والتاني الحق يافريد .....مازن عمل رائف سوي ......واللي ناقص كمان يبعتوه يحل مشاكل امير في امريكا وضعت ورد يدها علي معدتها بألم بينما شعرت بامعاءها تتقلص بداخلها ما أن استمعت لهذا الاسم ....! انتبهت علي صوت هديل ويدها التي وضعتها علي كتفها بقلق وهي تنظر إلي يدها الموضوعه فوق بطنها : ورد مالك...؟ هزت راسها : مفيش نظرت لها هاله بقلق : مالك يابنتي انتي شكلك تعبانه : لا لا انا كويسه ...بس هطلع انام هزت هاله راسها : لا طبعا هتنامي من غير عشا التفتت الي بناتها قائله. : يلا قومي ياهايدي انتي وهديل جهزوا العشا : وانتي ياام نص لسان ادخلي شوفي اختك نيمت ابنها ولا لسه ؟! أومات هانيا وقامت لتزجرها هاله بتحذير : بشويش اوعي تصحيه التفتت الي زوجه ابنها : ورد يابنتي انتي كويسه أومات ورد وهي تشعر بعدم قدرتها علي التنفس : اه تمام نظرت هاله الي يدها الموضوعه فوق بطنها : امال قالت ورد : لا شويه مغص عادي أومات هاله لتقول بتطلع : عقبال ما يبقي تعب الحمل احمرت وجنه ورد لتكمل هاله بتنهد : يارب اشيل ولادك يافريد انت وورد بصعوبه تناولت بضع لقيمات تحت إصرار هاله حماتها وهي ليست حماه بالنسبه لها بل تعتبرها واحدة من بناتها الاربعه هاجر وهايدي وهديل وهانيا وليست مجرد زوجه ابنها ............ جلست ورد في فراشها وسحبت فوقها الغطاء تشعر ببرد شديد بالرغم من اعتدال الجو حولها لتسحب نفس عميق في محاوله منها لتتنفس وهي تتذكر نظرات رائف لها حينما فتحت له الباب ... !! مازال يحمل نفس النظرة الحقيرة التي امتلئت خبث ومكر ...! بينما فريد كان يزفر باحتراق بينما يشعر بغيره شديدة يشعر بها لاول مرة بينما لمح نظرة ابن خاله لزوجته ....! تذكرت تلك اللحظة بينما انتفض كل انش بها بتلك اللحظة حينما فتحت الباب ووجدت امامها رائف لتتلاشي ابتسامتها كما تلاشت الدماء من عروقها .... (ادخلي جوه) كان هذا صوت فريد الحاد بينما التقط نظرات رائف لها مهما حاول إخفائها ومهما تغلب عليه بنفس اللحظة دخول خاله بوجهه هربت دماءه وهو يخبره أنه تم القبض علي ابنه الصغير إلا أن نظرات رائف لها انحفرت بعقله .....!! وضع رفعت تلك الصينيه الصغيرة التي يحملها وعليها فناجين القهوة في وسط تلك الطاوله الخشبيه الموضوعه بالشرفه حيث يجلس فريد بجلستهم المفضله في شرفه عمارة عمه العريقة بوسط شارع فؤاد ويغرق بزخم الشارع وسط اصواته وانواره وحركه الماره به ليتذكر تلك الليله ..... flash back قبل عامان بابتسامه بشوشه لوح مختار الي فريد الذي اومأ باحترام الي استاذه الفاضل مختار الذي مهما مرت سنوات مازال يكن له التقدير والاحترام.... مختار عز الدين استاذ اللغه العربيه الذي كان دوما عمه رفعت عبيد يأخذه من يده وينزل به الي شقته ليدرسه اللغه العربيه هاتفا بتلك الكلمات ...( شد عليه يامختار اصل ابوه مدخله مدرسه لغات من اللي طالعين جديد وهينسي العربي ) وكان دوما يتبسم مختار وينظر الي فريد قائلا : كله الا العربي وعلي يده بالفعل احب تلك اللغه التي يكرهها الكثير ون بسبب تلك المناهج التي كان يبسطها له استاذه ليحب الادب والبلاغه والشعر وكل تلك الفروع وكم من تلك الكتب التي قرأها بنهم بسبب ذلك الرجل ..فهو كلما أعطاه استاذه كتاب كان ينهيه ليحضره بالمرة التاليه التي يأتي بها لزياره عمه ويعيده ويأخذ سواه.... رفعت عبيد عمه الاكبر مستشار متقاعد له نفس هيبه ووقار ذلك الحي القديم الذي يعيش به بالإسكندرية بشارع فؤاد تابع فريد صعود تلك الدرجات ليصعد الي منزل عمه الذي استغرق بضع دقائق حتي فتح له فيشاكسه وفريد قائلا : عجزت يارفعت ضحك رفعت قائلا : انا أصغر منك يافريد بيه بس انا اللي كنت قاعد في البلكونه قال فريد بمرح : طبعا بتبص علي البنات الحلوين ضحك رفعت قائلا : عشان اختار لك واحده منهم :هي الحاجه هاله موصياك ؟! ضحك رفعت قائلا : مش بتبطل زن ...هتتجنن وتجوزك تنهد فريد وجلس الي تلك الشرفه التي كلما مرت من خلالها حبيبات الهواء حملت رائحه الازهار الجميله التي زرعها عمه في جوانبها قال رفعت : عامل ايه في شغلك طمني ...؟ : الحمد لله : وعملت ايه في قضيه منير الذهبي ؟! أخبره فريد ليقول بتشجيع : عفارم عليك طول ماانت ماشي بما يرضي الله دايما هيقف معاك ....سلم ليا علي هاله وعلي اخواتك : حاضر ياعمي..خد بالك من نفسك ... سلام وقف أسفل العمارة يتلفت يمينا ويسارا بحث عن حمزاوي ذلك الشاب الذي يتولى ركن السيارات حمزاوي اسرع ذلك الشاب النحيف من نهايه الشارع قائلا : لا موأخذه يافريد باشا... انا اخدت عربيه سيادتك ركنتها في اخر الشارع.... قدام مصنع الحاج خيري فكرتك هتتاخر اومأ فريد ليقول مسرعا : لحظة اجيبهالك قال فريد : خليك ياحمزاوي انا هروح اجيبها قال : لا متتعبش نفسك يافريد باشا..انا طيران هجيبها قدامك هز فريد رأيت قائلا : انا كده كده همشي من هناك ..هات بس المفتاح أعطاه حمزاوي المفتاح ليعطيه فريد بضع أوراق ماليه قائلا : خد دول ابتسم حمزاوي بسرعه قائلا : من يد مانعدمها ياباشا سار فريد بتلك الازقه الضيقه المؤديه لاعلي حي كوم الدكه وهو يتنفس هواء الليل و يفكر في معضله تلك القضيه التي يتولاها لتجتذب عيناه تلك الحركه الخفيفه بنهايه ذلك الشارع المظلم أمام سيارته ....!! ضيق عيناه يدقق ولكن اختفي ذلك الخيال الاسود ليهز كتفه بعدم اكتراث ويتابع خطواته التي بدأت تتسارع حينما بدأت تلك الهالات المتوجهة تنعكس علي هيكل سيارته والاتيه من ذلك المصنع الصغير للاقمشه الذي يمتلكه خاله خيري الورداني ..... عقد فريد حاجبيه حينما وصل بخطاه الي سيارته وسرعان ما التفت الي داخل تلك البوابه الحديديه ليري انعكاس السنه اللهب التي بدأت تشتعل..... وهنا ظهر الخيال مرة اخري ولم يكن بخيال وإنما فتاه....!!! فتاه وقفت تماما بوسط تلك الدائرة التي بدأت تتكون من النيران.....! بدون تفكير اسرع بخطواته ناحيتها ليجذبها قبل ان تحكم الدائرة غلقها عليها ......!! فماذا يحدث.....؟! فتحت الفتاه عيونها التي اغلقتها وهي تتلو الاستغفار بقلب خائف يترجى الرحمه والغفران علي اقتراف ذاك الذنب المهيب علي صراخ فريد وهو يجذبها بعيدا عن النيران :... انتي مجنونه ...!!!! حاولت جذب ذراعها من يد ذلك الرجل الذي ظهر من العدم بهذا الوقت بينما لم يفلت فريد قبضته وردع كل مقاومتها وجذبها بقوة خارج تلك النيران وخارج بوابه المصنع هادرا بها بقوة : اتحركي معايا قاومت يده وإرادت أن تحترق بتلك النيران وتنهي حياتها ليجذبها فريد بكل ما اوتي من قوه دون اكتراث لوقوعها ليجرها جرا الي الخارج بينما وجدت ألسنه النيران ماتلتهمه من اقمشه وبدأت تنتشر بها....... !!! سعلت بقوة بينما غشي الدخان عيونها وصدرها وهو يجذبها للخارج لتقع من بين يده ولكنه تابع سحبها لتجرح الارضيه الصلبه ركبتيها ولكنه مضطر أن لا يتوقف خاصه مع تعالي الاصوات حولهما ....(حريقه ...حريقه ) جذبها بقوة الي ذلك الشارع الجانبي بينما بدأت الجموع بالركض من مختلف انحاء الشارع لاطفاء النيران ....!!! كان حرفيا لا يستوعب كل ماحدث والذي لم يستغرق أكثر من دقائق ...فهل تلك الفتاه أرادت حرق مصنع خاله ...؟! من هي ولماذا ...؟! والسؤال الأهم ...لماذا وقفت بوسط النيران ؟؟! التفت لها وهدر : انتي مجنونه كنتي هتموتي ... ليييه ....واقفه وسط الحريقه ... لم تقل شئ بينما ظلت تسعل بقوة بضع ثوان قبل أن ترفع وجهها الذي كسته بعض نقاط السخام ليتسمر فريد مكانه وهو يتبين تلك العيون.....!! فيهدر بعدم تصديق.... انتي...! .. ......... ...(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) القي رائف الارجيله من يده بينما تعالت الأصوات حوله ...المصنع بيولع ركض ومعه بعض الناس الجالسون علي ذلك المقهي تجاه مصنع أبيه الذي تجمهر الناس حوله محاولين إخماد الحريق والسيطرة عليه ...!! ..... : انتي ...؟! قبل ان يفهم فريد شئ كان صوت حمزاوي يتعالي في المكان يحدث بعض الشباب : ايدكم معايا نزق عربيه فريد باشا قبل ماالنار تطولها بتلك اللحظه انسلت تلك الفتاه من امامه وركضت بكل مااوتيت من قوه بينما ظل فريد لحظة واقف مكانه كالمشلول........ لايفهم لماذا قد تفعل ابنه الاستاذ مختار شيء كهذا ...؟! لم يمهله صوت حمزاوي الكثير ليسرع ناحيته ويلقي له بالمفاتيح ويسرع الي الداخل يطمئن علي خاله سيطرت جهود الناس علي الحريق وحينما وصلت سيارات الإطفاء كان الأمر قيد السيطره ضرب خيري كفه بيده هاتفا ... الحمد لله يارب ...الحمد لله انها جت علي قد كده التفت فريد حوله يتبين الخسائر والتي كانت بسيطه ولم تطال الكثير ليهتف أحد الواقفين : شوفت يافريد بيه ولاد الحرام كانوا عاوزين يحرقوا المصنع عقد فريد حاجبيه وبدأت تتحرك دقات قلبه بينما قال اخر : اكيد بفعل فاعل هنا تدخل رائف الذي كان يدور بأنحاء المصنع يتأكد من أن كل شيء ليلوم ابيه بقله تهذيب : قولتلك نركب كاميرات بس البخل واخد حده معاك : عيب يابني.... مش وقت اللي بتقوله ده كان هذا صوت الاستاذ مختار الذي اتي علي تلك الأصوات ليري ماحدث التفت الي خيري قائلا : الحمد لله ياحج خيري قدر ولطف اوما خيري قائلا : الحمد لله قال رائف بغضب : انا مش، هسكت قبل مااجيب العيال اللي عملت كده التفت الي ذلك الحارس الاشيب هاتفا بتوبيخ : وانت يا عوض الزفت كنت فين قال عوض : والله يا استاذ رائف كنت باكل لقمه ومتأخرتش اكتر من نص ساعه وكزة رائف : انت تطفح واحنا حالنا ومالنا يضيعوا نظر إلي ابيه وتابع بحده : قولتلك الاشكال دي متنفعش، ....من بكرة هجيب شركه أمن قال عوض بعتاب : وتقطع عيشي يااستاذ رائف هتف رائف بحنق : اقطع خبرك من الدنيا ......يلا غور من وشي قال مختار بتأنيب : عيب يا رائف ياابني قال رائف بعدم تهذيب : والنبي يااستاذ مختار خليك في حالك كان فريد واقف بالوسط لا يعي شيء فهو يفكر كيف فكرت تلك الفتاه في شيء كهذا ولماذا لتدور برأسه الآلاف القصص والاسئله والاجابات .....!! قال خيري وهو يتحدث مع الضابط : ابن اختي فريد عبيد وكيل نيابه العطارين انتبه فريد ليصافح الضابط بينما اغتلت ملامح رائف وأبيه يتجاهله ويفتخر بأبن أخته .... : تتهم مين ياحج بحرق المصنع ..؟ صمت خيري بتفكير ليميل فريد علي خاله قائلا بخفوت : انا شايف ياحج طالما الحمد لله الحريق ماثرش، علي حاجة يبقي متتهمش حد قال خيري : انت شايف كده يافريد بيه : اه طالما انت مش متأكد مين عمل كده اوما خيري ليجيب علي الضابط الذي قال : عموما احنا هنعمل التحريات وان شاء الله نوصل للي عمل كده .....انتهت الليله ولكن لم تنتهي تلك القصه فقد ظل طوال الطريق شارد وهو يفكر....... هل هي من فعلتها كيف ولماذا اسئله لم تتوقف عن الدوران بعقله حتي وصل الي منزل عائلته بمنطقه سموحه ... أوقف سيارته أسفل تلك العمارة حيث يعيش مع عائلته وصعد لتستقبله هاله أمه بأبتسامه ... : حمد الله علي السلامه ياحبيبي : الله يسلمك قالت بعتاب : اتاخرت ليه كده يافريد. ....قلقت عليك ربت علي يدها واخفي ماحدث لخاله قائلا : معلش كنت قاعد مع عمي والكلام أخدنا ابتسمت قائله : هو كويس اوما فريد لتقول : برضه مش عاوز يجي يقعد معانا هز راسه : انتي عارفه أنه مرتاح في بيته قالت هاله :بس رفعت كبر ياابني محتاج للي ياخد باله منه وباسم ابنه شكله مش ناوي يرجع من فرنسا دخلت إليهم اختهم الصغري هانيا لتقول : ماما نحضر العشا ولا لسه جلسه الاستجواب مطوله قال فريد : لا يالمضه الجلسه خلصت تنهدت بطريقه مسرحيه : اخيراااا ...ده هديل جوه شويه وهتاكلني ضحك فريد لتدخل هديل الاخت الأكبر من هانيا بعامين بينما تمسك بطبق كبير من المقرمشات تمضغها وهي تقول : الله مش جعانه وماما كل شويه تقولي مش هناكل من غير اخوكي ضربها علي مقدمه راسها :وانتي عاتقه يعني ضحكت قائله : دي تصبيره يافري نظرت والدتها الي وزنها الزائد بعدم رضي لتقول: قولها يافريد أنها بقت دبه....... غلبت معاها لما هتبقي شبه الكرونبه عقدت هديل حاجبيها : انا ياماما أومات هاله وهي تقول : أيوة انتي ...جذبت الطبق من يدها قائله : سيبي ده وانا هقوم اجهز العشا قال فريد وهو يتجه الي غرفته : ماما متبقيش تستنوني قالت هاله برفض : لا طبعا ياحبيبي الاكل مش بيبقي له طعم من غيرك .... ....... في الصباح كانت قد نفذت كل ذره صبر لديه ليفهم ما يحدث ليجد نفسه واقف على يمين ذاك الشارع في انتظارها ...!! تعالي رنين هاتفه ليجيب عليه ولسوء الحظ تخرج تلك الفتاه من منزلها وتخطو للرصيف الاخر ولم يلحظها الا حينما ابتعدت بضعه امتار. ....... اسرع يدير سيارته ويسير باتجاهها ولسوء الحظ مرة أخري كانت اشاره المرور توقفه ....... أخذت عيناه تلتفت يمينا ويسارا بحثا عنها وهو يقطع ذلك التقاطع ليراها علي بعد بضعة أمتار .. اوقف سيارته ونزل منها ليعبر الطريق ناحيتها ....!!!! طفرت تلك الدموع من عيونها التي زاغت بينما وقفت علي الجهه الاخري تتطلع الي ذلك البناء ...!!! كليه الصيدله....!! حلمها وحلم ابيها .....ذلك الحلم الذي وصلت إليه ولكنه تدمر.....!! كما تدمرت هي ودمرت ابيها باسوء طريقه ممكنه...!! تحرك فريد وخطي ناحيتها بنفس اللحظة التي اتخذت فيها قرارها لتدفع بقدمها للنزول من الرصيف وعيناها معلقه في الفراغ تحاول الاتنظر علي اي سياره منهم سيكون خلاصها......!!! قالت الشهادتين واغمضت عيونها وخطت تلك الخطوة الغير محسوبه بينما تعالي ذلك الصوت خلفها صارخا حاااااسبي ....!!!! .........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) ... رفع ذلك الشاب رأسه المنكسه بينما لفتحه تلك الهبه الباردة من هواء نيويورك ليتطلع في الفراغ الممتد أمامه وصورتها لاتبارح عيناه قبل أن يلتفت الي صديقه الذي أوقف سيارته أمامه قائلا بنبره مصريه لم ينساها بالرغم من سنوات عمره التي تجاوزت العشرون عاما بأمريكا ...امير الورداني نورت ...!! ....... حاااااسبي كان هذا صراخ احد النساء التي تعالي قبل ان تمسك بها تلك الاذرع وتسحبها الي الخلف لايعرف كيف استطاع اقتناصها بتلك الثانيه بينما صمت صوت اصطدام السيارة الاذان بينما تصطدم بالسيارة التي امامها لتتسع حدقه عيون ورد برعب جلي بينما تنفلت دقات قلبها لداخل صدرها وهي تري ذلك المصير الذي كانت تسوق نفسها إليه لتكون وسط حطام تلك السيارتين تجمهر بعض الماره بينما كان قلبها يقرع كالطبول وتبكي بصمت وهي تستمع لصوت السائق يزمجر بغضب فهي ظهرت أمامه فجأه واربكته ليقف فجاه ويصطدم بالسياره خلفه التي كانت مسرعه : انتي عاميه..... منك لله... العربيه راحت قالت المراه التي كانت تساندها : مش احسن ماكانت البنيه راحت ......قول الحمد لله هتف الرجل بها بحنق وهو يريد اضرار سيارته : بس ياست انتي هنا تدخل فريد بهيبته ليقول : خلاص قال الرجل بحنق :خلاص ايه.... انت هتدفعلي تمن تصليح عربيتي قال فريد بهدوء : اه هدفعلك نظر له الرجل بعدم تصديق ليخرج كارته الشخصي يعطيه له : عدي عليا في أي وقت وشوف تتكلف كام وانا هدفع انصرف الماره ليتلفت الي ورد التي كانت تستند الي يد المراه ومازالت تحت وقع تلك الصدمه ليقول : تعالي معايا نظر له المراه بتردد : تيجي معاك فين....... هي... هي تبعك أصلها كانت ماشيه لوحدها قال فريد : هرجعها بيتها هزت المراه راسها بتردد فلن تترك فتاه بتلك الحاله وحدها معه : انت تعرفها..... اوما لها لتنظر الي ورد التي لا تدري بأي مصيبه وضعت قدمها : تعرفيه يابنتي قالت ورد بصوت ضعيف : اه... اعرفه قالت المراه : انا ممكن اوصلك : شكرا جذبها فريد من ذراعها بحنق شديد من تصرفاتها .....لثاني مرة تحاول قتل نفسها ...تلك هي ابنه ذلك الرجل التي يفتخر بها دوما ....هتف بحنق وهو يضعها بسيارته : اركبي هزت راسها برفض ولم يخرج صوتها ليكررها بحزم : اركبي خافت منه ومن الجميع بينما بتلك المره التي وثقت بها ضاعت زفر فريد هاتفا : هتكلم معاكي.... مش هنتكلم في الشارع قالت بخفوت : انا هروح هز رأسه بغضب مزمجرا : مفيش مرواح..... هنتكلم لازم افهم كل حاجة حاولت الرفض ليهتف : انتي حرقتي مصنع خالي وكنتي عاوزة تحرقي نفسك معاه ودلوقتي تعمدتي ترمي نفسك قدام العربيه اوعي تكذبي وقوليلي علي كل حاجة ......أنطقي ....!!!! فهميني صمت طويل مر قبل ان تنصدم ملامحه بينما نطق لسانها ببضع كلمات من وسط انهيارها.....اغتصبني....!!! لم يصدق ما استمع له من تلك الفتاه ليردد بعدم استيعاب ..امير ...!!! اومات وهي تبكي بقهر ..... هز راسه بعدم تصديق لو قالت رائف لصدق بينما امير لا ....لا يمكن ... اخوان غير أشقاء بينما رائف ذو الطبع الاسوء : انتي متأكده نظرت له بعيونها التي شابهت كاسات الدماء ولم تقل شئ بل وضعت يدها علي مقبض الباب تفتحه.....سرعان ما امسك بذراعها يوقفها لتتكهرب كل خليه بجسدها وتبتعد عنه برعب فيتعلثم لسان فريد باعتذار وقد ارعبه خوفها من مجرد لمسه .....متاسف بس احنا لسه مخلصناش كلام قالت بيأس : كل حاجة خلصت مفيش حاجة تتقال هتف باستنكار : قصدك ايه .....انتي هتسكتي هزت كتفها بيأس وضياع فماذا بيدها تفعله بينما تهديد رائف الحقير يتردد بأذنها والذي لا يعرف به فريد ...!! قالت بيأس: سافر فرك وجهه لتهز راسها بلاوعي : بابا ميستاهلش مني كده قال بتعاطف : ولا يستاهل منك تموتي نفسك : هرتاح قال بإقرار : هيموت بعدك وانتي هتموتي كافره وتدخلي النار سخرت بمراره: وانا بعد اللي حصل هدخل الجنه قال بتعاطف : اللي حصل ده غصب عنك : المجتمع مش بيشوف كده : مالكيش دعوه بحد ....انتي لازم تاخدي حقك مش تسكتي وكمان تموتي نفسك ...امير غلط ولازم يتحاسب وياخد جزاته هزت راسها بضعف : مقدرش اتكلم : لازم : مقدرش بابا هيموت : والحل انك تموتي نفسك : عندك حل تاني نظر لها بيأس فماذا بيده أن يفعل ....ابشع جرائم المجتمع والتي تعاقب الضحيه قبل الجاني ومهما كانت ضراوة عقابها إلا أن الضحيه تعاني اكثر إلي أن تصل لحقها معضله بلا حل شغلت عقله كثيرا ولم يكن بيده شيء إلا أن يلحقها كل يوم ليتأكد أنها لن تفعل سوء لنفسها اقتلعت قلبه من موضعه شفقه عليها ربما لم يكن يعرفها ولكنه دوما ما كان يسمع عنها من ابيها ذلك الرجل الذي لا يستحق أن يعيش قهر كهذا كان يتحدث عن ابنته الصيدلانيه الصغيره سنا والكبيرة مقاما بفخر ......تلك التي لم يخرج من الدنيا بشيء إلا بها عائله صغيرة من ام وأب وابنه اكتفوا بها عن العالم تدمرت علي يد شاب طائش لم يستطيع الوصول إليه وكأنه اختفي .... !! مرت الايام التاليه عليها وحاولت أن تعيش بهذا السر وان تكمل حياتها من أجل عائلتها وتدفنه عميقا ولكن ايمهل الظلم الضحيه دون أن تلفظ باقي أنفاسها التي بالكاد تلتقطها ....؟! رفع رائف حاجبه بترقب بردها علي عرضه : قولتي ايه يا دكتورة. ؟ حقا ايوجد رد علي عرض حقير من رجل أحقر نظر الي نظراتها إليه هاتفا باستنكار : مالك بتبصي ليا كدة ليه ...؟! ..الحق عليا اللي عاوز اصلح غلطه اخويا والم فضيحتك هتفت بغضب : اخرس ياحيوان انا اشرف منك ومن اهلك وعائلتك كلها تفاجات وصرخت بألم حينما تجرأ وأمسك بذراعها بعنف مزمجرا : بنت انتي ....لمي لسانك بدل مااقطعهولك واعرفي كويس انتي بتكلمي مين ......انا رائف الورداني وانتي مين ....نظر لها من الاعلي للاسفل وتابع : حته بت لا راحت ولا جت ... لا وكمان ...قطع كلامه ولم يكمله بينما عرف كيف يضرب جيدا بتلك الكلمات التي وصل معناها إليها انكسرت نظراتها ليتطلع إليها بتشفي بعد أن وصل لهدفه بأذلالها لقبول عرض الزواج به ....! ولم لا يحقق تلك الزيجه من الفتاه التي كان امير أخيه يضع عيناه عليها...!!!!! قال بتعاطف مزيف : اعمل ايه في قلبي الطيب اللي مش متحمل يشوفك في الحاله دي .....اقترب منها خطوه وتابع بنعومه : وبرضه منكرش انك عجباني كمان ياورد....من وقت ما كبرتي ودخلتي الكليه ومبقتيش العيله الصغيره اللي بتيجي مع مامتها المصنع وانا عيني عليكي ... ها قولتي ايه.....؟ موافقه تتجوزيني ؟ نظرت له باشمئزاز : تتجوزني بعد اللي عمله اخوك بخبث تطلع إليها ولما لا يأخذ اي شيء يستطيعه من يد أخاه الصغيره المدلل بينما هو من يتحمل المسؤوليه منذ الصغر حتي دراسته لم يكملها بينما أشقائه من أبيه امير ومازن من كانوا دوما يحظون بالرفاهية والان مع تقدم أبيه بالسن أصبح يضع يديه شيئا فشيئا علي كل شيء ويتحكم به والان أتت له الفرصه لأخذ الفتاه التي أرادها امير لنفسه .... خرج من تفكيره حينما تحركت ورد ليوقفها قائلا : استني رايحه فين ؟ نزعت ذراعها من يده مزمجره بغضب : اوعي ايدك ...واوعي تفكر تقرب ليا .....بتحلم لو متخيل اني ممكن اوافق اتجوز واحد زيك رفع حاجبه باستنكار : الله الله لسانك طول ....وماله الواحد اللي زيي ...انتي تطولي ولا فاكرة حته الشهاده اللي بتتنططي بيها عليا بقي ليها قيمه بعد اللي حصل احتقن وجهها بالحمرة بينما رمقها رائف بنظره استخفاف ساخرا ....بطلي النفخه الكدابه اللي انتي فيها ... بإمارة ايه شايفه نفسك بعد فضيحتك هتفت بغل وقهر : انا اللي هفضح عمله اخوك لوي شفتيه بسخريه قائلا :وقتها هقول انك كنتي بتيجي عنده المصنع بمزاجك يا حلوة انصدمت ملامحها من كلام هذا الحقير لينظر لها بجميع ويتابع : اسمعي يابت انتي ...من الاخر كده اعقليها انتي مفيش قدامك غيري ... وافقي وانا هتجوزك وهيعشك عيشه متحلميش بيها وهنسي اللي حصل نظر لها وتابع : فكري كويس ....فكري مين هيتجوزك احسن مني ...تهكمت نظراته وتابع : ايه دكتور زيك ....مفتكرش بعد اللي حصل حد هيتجوزك ده اصلا لو اتجرأتي وقولتليه اللي حصل ولو سكتي هتفسري بأيه حالتك .....نظر إليها وتابع الضغط بكلامه : اسمعي ياورد اه جايز انا مش متعلم زيك بس انا برضه رائف ابن خيري الورداني اللي الناس كلها بتعمل له ألف حساب...... هعيشك ملكه ظلت صامته لينظر لها بنفاذ صبر قائلا : قولتي ايه ...؟ تفاجأ بها تهز راسها قائله : لا احتقن وجهه بالغيظ فمن تكون لترفضه بينما هي يستحيل أن تتزوج رجل مثله ليقول بسخط ؛ ده اخر كلام عندك ؟ أومات بإصرار : معنديش غيره اوما بسخط : ماشي ياورد.......بس صدقيني هتندمي استجمعت شجاعتها لتقول : انت اللي هتندم لو قربت ناحيتي تاني لوي شفتيه بتهكم ليقول بخبث : المرة اللي جايه مش هقرب ناحيتك انتي .......نظر لها وتابع بحقاره : هيكون ناحيه الاستاذ مختار..... أو مدام سلوي . وصل لغايته وهو يريد الدماء تندفع لوجنتها ليكمل بدناءه : إلا صحيح...... انا عرفت أن حاله قلبها مش علي اد كدة......بخبث نظر لها وتابع : ياعيني مفتكرش تتحمل الصدمه لما تعرف اللي حصل نظرت له بغل وقهر لتجر قدماها وتنصرف الي منزلها تبكي بقهر لضعفها أمام جبروته ....!! ماذا يريد منها بعد كل ماحدث لها ..؟! حاولت أن تقنع نفسها بعرضه ولكن كيف....كيف تفعلها وان وافقت هل يوافق ابيها ..مستحيل فهي تعرف رأي ابيها جيدا به وبأخلاقه التي يعرفها جميع من حوله ....رجل مغرور متكبر يسيء معامله الجميع بقله تهذيب تراه منذ صغرها حينما كانت تذهب مع والدتها التي تعمل في المصنع الذي يملكه إليه كيف يعامل العمال بطريقه سيئه تفتقر للتهذيب والرحمة...كيف تتزوج رجل مثله سيء السمعه والطباع....ابدا لن يقبل ابيها ووقتها سيخبره هذا الحقير بكل شيء جلست بعد أن أنهت صلاتها تبكي وتتضرع لربها متسائله بعدم اعتراض .....اي خطأ ارتكبته....؟! لماذا يستقوي عليها بتلك الطريقه...؟! أخطأت بحق نفسها حينما صمتت عن حقها ولكنها بين شقي الرحي في هذا المجتمع يجب أن تصمت والا ستدمر امها وأبيها ...!! فكرت أنها ستقبل عرضه من اجل ابيها وامها ....!! رمشت بعيونها بينما تخفض صوت شهقاتها وتقوم من مكانها وتتجه لباب غرفتها تفتحه فتحه صغيره وتتطلع من خلاله لتسمتع الي صوت ابيها يتحدث مع أحد لدي الباب ...!! وكأنها رساله من ربها الذي ارسل لها ضوء بوسط ذلك النفق المظلم حتي لا تقبل بمزيد من الظلم .......مسحت دموعها والتقطت ملابسها لارتدائها علي عجل ....التفت ابيها إليها قائلا : ورد حبيتي انتي صحيتي ..؟ أومات لأبيها وهي تتظاهر انها بخير ...اه يابابا :انتي خارجه ؟ : بعد اذن حضرتك هجيب شويه حاجات وراجعه اوما مختار بهدوء : ماشي ياحبيبتي متتاخريش سارت بضع خطوات لتتلفت حولها بحثا عن سيارته التي توقفت بجوارها في انتظار نزوله من منزل عمه ...... جلس فريد قليلا مع عمه ثم نزل ليجدها واقفه بانتظاره .......نظرت له وفكرت .....نعم إنه من وسط شكواها الي الله شعرت أنه خيط النجاه هو من يستطيع أن يوقف رائف ..!! احتقن وجهه بينما استمع اليها لتنظر له بأسف وتختلج الغصه حلقها .......انا اسفه بس مفيش قدامي غيرك..انت اللي تقدر تخليه يبعد عن طريقي .....افلتت دموعها بينما تابعت :انا اتدمرت وحياتي راحت مش هقدر كمان أن امي وابويا يتدمروا هما كمان بسببي ...!! ...... ...نظر رائف لفريد ورفع حاجبه باستهجان: وانت مالك بيها اصلا ...؟ قال فريد بتحذير : انت اللي من هنا ورايح مالكش اي دعوه بيها يارائف هتف رائف بحده :وانت مالك كنت ولي أمرها زم فريد شفتيه بغضب مزمجرا : رائف ..!! هتف رائف بسخريه : نعم يا باشا ....ايه هتعمل فيها وكيل نيابه عليا انا كمان نظر له فريد بتهكم فهو مريض بعقده النقص في عدم إكماله تعليمه ولكنه لا يدري أن ما ينقصه ليس الشهاده وانما الاخلاق والرجوله .....ليقول فريد بهدوء وحزم : ولا اعمل ولا معملش...... ابعد عن البنت دي يارائف نظر له رائف بثقه : هتجوزها قال فريد باستخفاف :وهي قالتلك لا.....الجواز مش بالعافيه قال رائف بغضب : وانت مالك .... قال فريد بإصرار : مالي يارائف ....انا بحذرك اياك تضايقها تاني عشان وقتها تصرفي معاك مش هيعجبك...!! . ..... ........ قال رفعت لفريد الذي شرد طويلا : خد اشرب القهوة واحكيلي ايه اللي شاغلك كده سحب فريد نفس مطولا دون إرادته بينما يقول : مفيش ياعمي تبسم رفعت قائلا : كل التنهيده دي ومفيش .... اشرب القهوة واحكيلي يافريد شرب فريد القهوة وهو يتطلع من خلال سور الشرفه الي زخم الشارع قبل أن يلتفت الي عمه الذي قال ط : مالك يافريد ....قضيه جديده ..؟ اوما فريد وهل هناك قضيه أكثر من قضيه تلك الفتاه : اه سأله رفعت : وانت حاسس ايه ...؟ قال فريد بحيره : علمتني احكم باللي قدامي مش اللي حاسه اوما رفعت قائلا : وقولتك كمان لما تحتار امشي ورا قلبك هيدلك افلتت الكلمات من شفاه فريد : مظلومه قال رفعت بهدوء ورحمه : لو في ايدك ارفع الظلم عنها ....!!!وقد كانت تلك الكلمه وتلك الرحمه التي قرر أن يمد يده إليها بها نظر فريد الي عنه قائلا : عمي ممكن تنزل معايا للأستاذ مختار سأله رفعت بدهشه : ليه ؟ : هتعرف .......اندهش مختار ليردد بعدم تصديق : تطلب ايد بنتي ...؟ قال فريد بأمل : هتعزها عني يااستاذي ...؟ تبسم مختار قائلا : مقدرش ياتلميذي ابتسم رفعت بسعه قائلا : والله لو اعرف انها ورد كنت نزلت معاك من زمان هضمن كده من أيدها رز بلبن كل يوم ضحك الجميع ليقول فريد بترقب : ها قولت ايه يااستاذ مختار قال مختار بحرج : انا عن نفسي موافق من غير تفكير .....بس انا كنت عاوزها تكمل دراستها الاول اوما فريد : طبعا مش همنعها .....بس بعد اذنك في بيتي تكمل دراستها ... لم تصدق سلوي نفسها لتردد بفرحه عارمه : فريد وكيل النيابه... ياقلبي اللي هيقف من الفرحه قال مختار وهو يري صمت ورد المصدومه ليقول : ورد تستاهل كل خير أومات امها قائله : ايوة بس احنا فين وهو فين ده ابوه كان مستشار وعمه كمان وهو حاجه ابهه....ووالدته ست اميره اللهم لك الحمد نظر إليها ابيها قائلا : ها ياورد قولتي ايه ..؟ ......... ... سالته بعدم استيعاب : ليه..؟ أجاب ببساطه تنافي المنطق ولكن فليذهب اي منطق للجحيم فهو سيمد يداه إليها لينصفها ليردد بهدوء : من غير ليه ؟ هزت راسها بعدم فهم : لا طبعا في ليه كتير .....اكيد محبتنيش نظر إلي طفوليه نبرتها ليقول بصدق : اسمعي ياورد ... انا عندي اربع اخوات بنات بعتبرهم بناتي بعد موت بابا واللي حصل معاكي كان ممكن يحصل لواحدة فيهم ده غير معزه أستاذ مختار عندي عشان كدة لقيت اني اطلبك منه حل مناسب ....رائف مش هيقدر يفتح بوقه بكلمه وانتي مش هتفكري تنتحري تاني نظرت له بخفوت متسائله : وانت ؟ نظر لها باستفهام ؛ انا ايه ؟ : ذنبك ايه ...؟ : مفيش ذنب ليكي ولا ليا ...انا عاوز كدة وحابب كدة خليني اقف جنبك واساعدك ...... نظرت له أمه بعدم تصديق : فريد انت بتتكلم جد ؟ اوما بهدوء : اه يا ماما مش كنتي عاوزاني اتجوز أومات هاله : اه طبعا بس فجأه كدة.... مين دي وتعرفها منين احكيلي كل حاجة عنها لا تنكر هاله أنها لم تتخيلها في البدايه زوجه لابنها فهي فتاه عاديه بسيطه بكل شيء حتي انها قليله الكلام فلم تتحدث اي كلمه حينما ذهبت هي وإخوته للتعرف عليها وهذا بالفعل ما اصبحت ورد عليه فقد انطفأت مهجه روحها بعد أن كانت فتاه مشرقه تفتح ذراعيها الحياه أضحت فتاه تبحث عن مكان لداخل الحائط الذي تسير بجواره لتختبي به من كل شيء ..... عامان مضوا علي تلك الأيام التي لايوجد بها ماتريد تذكره ...!! Back عاد فريد من شروده الطويل علي صوت عمه الذي قال : ورد عامله ايه ؟ ابتسم فريد بهدوء : كويسه عاد مساء لتستمع ورد الي صوت إلقائه مفاتيحه علي الطاوله الزجاجيه بجوار الباب كعادته حينما يكون غاضب لتنكمش علي نفسها وتغمض عيناها فلابد وأنه مازال غاضب وأن ماحدث ذكره بتلك الايام ...!! ......

 قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ... ايه رايكم وتوقعاتكم
فريد  ....الاخ ورد ... هاجر هايدي هديل هانيا الأربع بنات الاخوه هاله الام خيري خال فريد رائف ابنه الأكبر ...مازن ..امير اخواته غير أشقاء حنان زوجه خيري وإم مازن وامير ...زوجه اب رائف تولت تربيته بعد موت أمه وتزوجت أبيه رفعت المستشار عم فريد مختار اب ورد سلوي والدتها

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. واخيرا ورد فريد تسلمي وتسلم ايدك وأفكارك ودمتى مبدعه

    ردحذف
  2. تسلم ايدك بس ممكن وقعت ببراثن صقر

    ردحذف
  3. من احلى ماكتبت رونا ابدعتى

    ردحذف
  4. رواية رائعة مزيج متوازن ما بين الواقعية والرومانسية

    ردحذف
  5. تسلم إيدك يا قلبى على ذوقك

    ردحذف
  6. واخيرا هقراها تسلمي يا قمر

    ردحذف
  7. بداية قوية شكرا❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  8. بدايه مشوقه ❤️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !