الفصل الثاني

4

الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
 عاد مساء لتستمع ورد الي صوت إلقائه مفاتيحه علي الطاوله الزجاجيه بجوار الباب كعادته حينما يكون غاضب لتنكمش علي نفسها وتغمض عيناها فلابد وأنه مازال غاضب وأن ماحدث ذكره بتلك الايام ...!!
 دخل فريد الي المنزل الذي كان الهدوء والظلام يعم ارجاءه فقط بضع أنوار خافته مضاءه ببعض الأركان لتنظر عيناه تجاه باب غرفتها فلا يري ضوء بها وبقيت في الظلام عكس عادتها ..... ليسحب نفس مطولا قبل أن يدخل الي غرفته .....فقد عاد عالمها ليظلم من جديد كما حال غرفتها ... !!!
 ولكن تلك المرة ليس عالمها فقط وانما عالمه هو الآخر ....عالمه الذي لم يكن لها به وجود الا بالاسم فقط ...هذا الاسم الذي منحه لها منذ عامين ....!! 
 : قبلت زواج ابنتك علي كتاب الله و سنه رسوله وقتها رددها بعقل مرتاح تماما وموافق علي أن مافعله هو الصحيح ....بينما كلمات عمه تزيد من ارتياحه (لو في ايدك ارفع الظلم عنها ) وهذا كان أضعف ما يمكنه فعله من أجلها حينما رفضت اخذ حقها أو الدفاع عنه ....!!
 لم يفكر كثيرا وقد رأي أحدي اخواته بها ...رأي انكسار استاذه الذي يزوجها له الآن بفخر ....رأي فتاه انكسرت قبل أن يبدأ ربيع عمرها ...رأي ظلم رجل كرائف يستقوي عليها ورأي حقارة شاب كأمير الذي دمر حياتها وهرب ....!! 
 كل هذا كان قبل عامين ولم يتغير ولم يظنه ابدا سيتغير بعد تلك الليله التي لم ينسي بها دموعها وانتوي الا يجعلها تبكيها مرة أخري ......!!
 فالرجال تقف شامخه كالجبال واحيانا تتحطم قوة الجبال أمام دمعه تذرفها انثي ...!! 
 وما بالك بانثي جريحه مظلومه مثلها قرر الا يتكاتف هو الآخر علي ظلمها فقرر بعد ليله زواجهم أن تكون مثل اخوته فقد قتلته دموعها التي ذرفتها وهي تهتف بروح مذبوحه تشعر بالخزي ولا تستطيع أن تتركه يقترب منها بعد ما فعله من أجلها كما لا تملك في نفسها شيء لتقبل اقتراب رجل منها بعد ما عاشته ......شابهت عيناها كاسات الدماء وهي تهتف بقهر ( انا اسفه ....اسفه بس مش قادرة ) حتي ضمها إليه واحتضنها لتهدئتها لم يقوي عليه فلن يقترب ابدا ويزيد من جراحها ليقول بنبره مطمئنه هي ما ماقدر عليه ..... ششش بس اهدي ....اهدي ومتخافيش ...لم ترفع راسها إليه بينما اكمل بوعد نفذه : اعتبري نفسك بالنسبالي زي هاجر وهايدي وهديل وهانيا.... مش هضايقك ابدا ..... 
 حاولت التحدث بصوت متحشرج : انا اسفه هز راسه مرددا بإقرار : انا اللي اسف ياورد ...!!
 ومنذ تلك الليله لم يعيدها ويقترب منها فهو أخطأ في البدايه حينما كان اقترابه غير مدروس متناسي ماحدث لها ....لتمر الايام وتحاول التعافي بدفء تلك العائله ونظرته لها لا تتعدي كونها مثل اخوته كما قال ...!! 
 حسنا ماذا تغير ....و لماذا داهمت عدم الراحه حياته الان ....ايه ذهب هدوء عقله وعصفت به تلك الغيره وكانت الاجابه أن هذا الهدوء تزعزع حينما تدخل قلبه بالأمر ....نعم ...قلبه الذي بدأ يتحرك ناحيتها دون أن يشعر !! 
تلك النبضات التي بدأت تتحرك وتجعله يراها أنها ليست أخته لم ولن تكون... فلم تكن له إلا زوجه بالاسم ولكنها كانت يوما بعد يوم تحتل مكان خفي بحياته لم يعرف به الا حينما غابت ....!!
 حينما غابت عرف أنها استطاعت أن توجد لنفسها مكان بحياته دون أن يدري ليتذكر....... 
flash back 
 حينما غابت قبل شهر عن المنزل لعده اسابيع فقد قامت والدتها بإجراء عمليه بالقلب وبقيت هي معها لرعايتها .... يوم بعد يوم بدأ يشعر بعدم وجودها وافتقادها بالرغم من أنه ظنها لا شيء ..... كان يصعد للمنزل بعد أن يجلس قليلا مع أمه وأخواته فينظر بجواره كما كانت تصعد معه فيجد مكانها فارغ ليعرف أنها كانت تملئه دون أن يشعر ... ينظر إلي باب غرفتها التي كان يظل نورها مضاء حتي الصباح ليعرف أنها كانت تخشي الظلام .... تلك الضحكه افتقدها بينما لم يكن يستمع إليها الا حينما يقترب من غرفه اخوته وما أن تراه تمحيها من فوق قسمات وجهها عيونها التي قلما كانت تواجهه عيناه وكأنها تخشي النظر إليه افتقد نظرتها البريئه صوتها الرقيق بينما تهمس ببضع كلمات لأمه أن تتوقف عن اخجالها ما ان سألتها عن حفيد منتظر..... تفاصل كثيره أظهرها غيابها ووجد أنها كانت تملئها حتي تلك الرائحه التي كانت تداعب انفه حينما يدخل للمنزل اختفت...... تلك الموسيقي الصاخبه التي تشغلها احيانا وتطفئها سريعا ما أن تشعر بعودته ..... جذبته تلك التفاصيل ليبدأ برؤيتها بعيون جديدة .....! 
 ليجد قدمه تسوقه كل بضعه ايام لمنزل عائلتها بحجه الاطمئنان علي والدتها بينما في الحقيقه كان يريد أن يراها..... تعتذر له وتتعلثم أنه يتعب نفسه ويشغل وقته بها ويكذب أنه يجب أن يفعل هذا فهو أمام عائلتها زوجها وعليه أن يفعل يكذب مرة أخري ويخبرها أنه قادم لرؤيه عمه يكذب مرة أخري وتكون هديل الحجه أنها أرادت منه أن يصطحبها لرؤيتها يكذب ويكذب ليخفي السبب الحقيقي وهو رغبته برؤيتها بعد أن اشتاق اليها وشعر بالفراغ في عدم وجودها ذلك الوجود الهاديء بحياته والذي رسخته دون أن يدري كلاهما ....... ولكن تلك الابتسامه التي غزت ملامح وجهه لم يستطيع أن يكذبها حينما داعبت تلك الرائحه انفه وهو يدخل الي المنزل .......فقد عادت ..!! 
 وهنا قرر أن يتوقف عن الكذب ويعترف أنه اشتاق اليها ... قبل بضع ساعات كان قد تهلل وجهه هاله وهي تفتح الباب : ورد ياحبيبتي حمد الله علي السلامه ...نورتي بيتك 
 : الله يسلمك ياطنط 
 وضعت هديل حقيبه ورد التي تحملها لتقول : ايه رايك يالولو في المفاجاه ..عديت عليها و جبتها معايا
   قالت هاله بسعاده : خير ما عملتي ياهديل دي كانت وحشتنا اوي قالت ورد بخجل : وانتوا والله ياماما هاله ...اسفه اني غبت كل ده بس ماما كانت محتاجه ليا 
 ربتت هاله علي كتفها : المهم أنها بقت احسن دلوقتي ياورد أومات قائله : الحمد لله :تعالي يلا ارتاحي جوه وهخلي البنات يطلعوا ينضفوا لك البيت 
 هزت راسها بشكر : لا ياماما هاله مفيش داعي ..انا هنضفها
  قالت هاله : انا مرضتش حد يطلع بيتك وانتي مش موجوده وفريد كان بالعافيه بس بينزل الغسيل بتاعه 
 قالت ورد بحب شديد لتهذيب تلك المراه : ده بيتكم ياماما ...
 ربتت هاله علي كتفها : لا ياحبيبتي بيتك انتي
   قالت هديل : اطلع معاكي اساعدك 
 قالت ورد : شكر ياهديل قالت هاله : طيب انا دخل اجهز العشا عشان فريد كمان راجع النهاردة من المأمورية بتاعته
  قالت هديل بحماس : محدش يقول لفريد أن ورد رجعت خلوها مفاجاه ابتسمت ورد بزيف.....بالتاكيد لن يتفاجيء ولابد أنه لم يشعر اصلا بغيابها ولكنه تفاجيء وتراقصت دقات قلبه بترقب لرؤيتها بعد أن قضي اسبوع في مأموريه خاصه بعمله ولم يراها ...حمد الله علي السلامه
   اهتزت نظرات عيونها بينما استمعت لصوته لتلتفت إليه وتنفصل بضع دقائق عن ماحولها الا تلك النظرة التي تساءلت....... هل هي اشتياق كالذي تشعر به وتكذبه .... اشتاقت لرؤيته ولكنها لم تعترف ولن تفعل فهي لا تستحق شيء أكثر مما فعله لأجلها وكل ما تشعر به تجاهه ليس من حقها ....بعد ماحدث لها أصبحت تري نفسها لا شيء ولا تستحق شيء ..انزوت بجانب من العالم ترضي بالفتات ....ليس لها حق بأي شيء خاصه هو بعد ما فعله وتحمله من أجلها ....حتي وقع كلمه زوجها لا تستحقها ..مجتمع ظالم جعلها هي من تدفع الثمن ..... ولكن بالرغم من كل شيء إلا أنها اشتاقت لرؤيته و لهذا لم تمانع إصرار هديل علي اخذها والعوده حينما عرفت أنه سيعود اليوم ....... وضعت ببطء الوساده التي كانت ترتبها فوق فراشه بينما ردد مجددا بنبرته الهادئه وهو ينظر إليها : حمد الله علي السلامه
   داعبت نبره صوتها اوتار قلبه بينما تقول بابتسامه مماثله : انت كمان حمد الله علي السلامه
   ابتسم لها : الله يسلمك ...... تطلع لقسمات وجهها بينما لم تخفض عيونها علي الفور كما اعتادت ليسألها : والدتك اخبارها ايه دلوقتي ؟ : احسن كتير 
 اطال بالأسئلة ليظل ينظر إليها ويخمد هذا الاشتياق الذي لايعرف كيف ومتي شب بكيانه : والاستاذ مختار ؟!
 :كويس ....نفذت الاسئله وحل الصمت لينفلت لسانها : وانت ...نظر لها لترتبك وهي تقول : .قصدي ..قصدي الشغل 
 ابتسم من خجلها قائلا : الشغل كويس....نظر إلي عيونها وأكمل : وانا كمان كويس ... نظرت له وكأنها تتبين صدقه لتخفض عيناها سريعا مجددا وتنظر الي الغرفه التي كانت تنهي تنظيفها لتلتفت الي انعكاس صورتها بالمراه بينما عكصت شعرها فوق راسها بتلك الطريقة التي تلائمت مع ملابسها المبعثرة وتلوم نفسها ماذا كان سيحدث أن رتبت نفسها قليلا قالت وهي تضع الوساده بمكانها : ...انا خلاص خلصت .... 
 اوما قائلا : تعبتي نفسك ليه هزت راسها قائله : لا مفيش تعب اصلا البيت كان نضيف
   رفع حاجبه ولم يستطيع منع ضحكته بينما ينظر حوله وقد اختفي ذلك الجبل من الملابس التي كان يلقيها فوق المقعد وتلك الاكواب والفناجين التي كانت بكل جانب بالغرفه والمنزل ومنفضه السجائر التي اختفت كما اختفت رائحتها التي عبقت جنبات المنزل .....بعودتها عاد للبيت نظامه ليقول بحرج من الفوضي التي تركها : انا كنت ناوي اخلي صابرين مرات عوض تطلع تنضف قبل ما ترجعي بس واضح اني ملحقتش
   احمرت وجنتيها لتبرر عودتها قائله : ماهو اصل هديل ...يعني ...قالت ان الدراسه بدأت وانا لقيت ماما اتحسنت فقولت ارجع وبعدين يعني ...يعني يومين كدة وبعد اذنك ابقي اروح تاني لماما اطمن عليها اوما قائلا : اكيد ......وقت ما تحبي تروحي قوليلي وانا اخدك علي طول
   رددت بعدم استيعاب : تاخدني ؟!
 وهل ظنت أنه سيتركها تغيب مرة أخري ...لا سياخذها تطمئن علي والدتها ويعيدها مجددا للمنزل الذي أصبح لا يطيق التواجد به بدونها حتي انه رحب بتلك المأمورية ليضيع الوقت الذي كانت بعيده به ليقول بكذب : اه عشان اطمن عليها أنا كمان
   ابتسمت لتجتذب ابتسامتها الصافيه عيناه فيبتسم هو الآخر وتحل لحظة صمت سرعان ما قطعتها وهي تقول ...انا ..انا هروح اكمل كام حاجة عشان ننزل ..يعني عشان نتعشي 
 اوما لها ليبتعد من امامها فتخرج سريعا الي غرفتها تغلق بابها وتضع يدها علي قلبها ماذا يحدث لها ...يتحدثون سويا ....ينظر إليها ...ماذا تغير...؟!
 لم تفكر كثيرا بينما تشعر بتلك السعاده التي غابت طويلا عن قاموسها واكتفت بالدفء والأمان وسط اخوته ....تركت ما أرادت إنجازه للغد وأخرجت لها ملابس بينما تريد أن تمحي تلك الهيئه المبعثرة التي رأسها بها قبل قليل وقف فريد يصفف خصلات شعره امام المراه بينما تعالي رنين جرس الباب ليترك مابيده ويذهب ليفتح قالت هانيا : يلا يافري موتنا من الجوع ....هات ورد وانزل بسرعه هديل هتاكلنا 
 اوما ليغلق الباب ويلتفت إليها ينتوي الطرق علي باباها لتخرج بنفس اللحظه فيجد عيناه تعلقت بها يتسأل ماذا تغير بها .... كانت اجابه سؤاله تعليق والدته ....خسيتي اوي ياورد قالت هاجر بتشجيع : كده احلي بكتير نعم لا تنكر أنه بمرور يوم بعد يوم خلال تلك الأعوام كان كيلو جرام يتزايد فوق الاخر بينما تركت الاهتمام بجسدها الذي ترهل وتحولت لفتاه اخري وهي كانت مرحبه بتلك التغيرات التي تخفيها عن الأعين وكأنها وصمه عار تريد أن تخفي نفسها عن عيناه التي بالأساس اقنعت نفسها انه عيناه لن تراها وكيف يراها بينما هو في سماء وهي في الارض وكانت لا تهتم فيكفي مافعله معاها عليها إلا تتعلق وتأمل بالمزيد .... خجلت وجنتيها بينما قالت هايدي : قومي يارورو كدة
   قامت من مكانها بخجل لتشجعها كلمات ونظرات اخواته ولكن لم تكن أعين اخوته فقط ما تنظر إليها بل عيناه هو الآخر ..... فقدت الكثير من وزنها ...ازدادت اشراقه وجهها ..يبدو أنه تغير الكثير بهذا الغياب ....!! 
 Back اعتدل جالسا فكل شيء انقلب بعد رؤيته لخوفها من رائف اليوم .... تعالي رنين هاتفه وقطع شرودة ليسحبه ويجيب ببضع كلمات مقتضبه ثم يغلقه ويضعه بجواره ويتمدد علي الفراش .... تضايق اليوم كثيرا وشعر بالغيرة عليها كثيرا ....تضايق أنه حينما بدأت تخرج من قوقعتها التي وضعت نفسها بها منذ ذلك اليوم وهو ساعدها علي البقاء بها بوضعها وسط عائلته فلم تعد تخرج الا لدراستها أو لرؤيه أمها وأبيها وباقي الوقت وسط اخواته عادت مرة أخري للانغلاق علي نفسها برؤيه ذلك البغيض الذي خلصها منه زواجها من فريد وكان لها دوما درع حامي فلم تري رائف او تحتك به فهو بالرغم من اي شيء لا يواجهه فريد .....وايضا رائف لم يحاول الاقتراب فهو رأي أن بزواج فريد منها قد ثأر كفايه من امير الذي غاب في الغربه ولم يعد يشكل اي عائق أمامه وأصبح مازن هو تلك العقبه التي بالرغم من صغرها إلا أنه مازال عقبه وعليه أن ينحيه بعيدا عن طريقه كما فعل مع امير . ...!!!
 ......... 
 .... بكت حنان وهي تحدث امير : شوفت اخوك يا أمير أخذت تخبره بما حدث لتدور برأسه تفاصيل تلك المكالمه بينه وبين رائف والتي لم ينسي منها كلمه ( فريد اتجوزها ....ازاي ) هتف رائف بتهكم وتشفي لرؤيه ضياع أخيه : اهي بت صايعه لفت عليه زي ما لفت عليك .... 
 هتف برفض : متقولش عليها كدة .. سخر منه رائف بسخط :انت لسه غرقان في حبها ......عموما اغرق براحتك بس اوعي تنسي اللي عملته وافتكر أن فريد مش هيسمي عليك لو شافك ولا ابوك هيرحمك .......خليك مكانك احسن لغايه ما تسترجل وتقدر تقف قدام ست الحسن الدكتورة 
 عاد لكلام والدته التي قالت : انا حاسه أن مازن مخبي عليا حاجة مش مجرد خناقه ....ورائف كمان مش عاوز يقول ليا حاجة
   قالت برجاء : ارجع بقي ياامير ....انت وحشتني اوي انا محتاجه ليك قال بتسويف: ربنا يسهل ياماما 
 ...........


.. ....استيقظ فريد بكسل ليسحب هاتفه من جواره يري الساعه لقد تجاوزت الثامنه بقليل ولم توقظه لينهض وينظر إلي باب غرفتها ليجده مفتوح وهي غادرت قبل قليل نزلت ورد الي منزل حماتها لتنظر هديل إليها بعيون ناعسه وهي تفتح الباب : انتي رايحه فين بدري كدة
   قالت ورد : هيكون فين .....الكليه انتي لسه نايمه 
 قالت هديل وهي تفرك راسها : احنا مش قولنا مش رايحين محاضره السيوتكس
   قالت ورد بضيق : غيرت رايي ورايحه.... جايه ولا لا
   نظرت لها هديل بنعاس وجذبت يدها : لا هنام ويلا تعالي ادخلي كملي نوم جنبي ياتطلعي تكملي نوم جنب فري
  نظرت لها ورد بضيق فهي قررت ألا تعلق نفسها بالأمل وتنسي كل تلك اللحظات ماحدث بالماضي سيظل بينهما مهما مر الوقت لذا فلتنتبه لدراستها لتقول :انا رايحه الكليه ياهديل ..نامي انتي
   أتت هاله من خلف ابنتها لتقول : صباح الخير ياورد
  قالت ورد : صباح النور ياماما : واقفه علي الباب ليه ...ادخلي قالت وهي تهز راسها : انا رايحه الكليه 
 قالت هاله بجبين منعقد : دي هديل قالتلي انكم إجازة وانا كلمت شروق تجيب الفساتين تشوفوها عشان تختاروا واحد لهاجر 
 قالت بتعلثم ....اه بس 
 هزت هديل رأسها برفض : بس ايه... ادخلي يلا ياورد انتي عارفه أن هاجر هتكون محتاجه لينا يلا بقي
   أومات ورد لتقول هاله : ادخلي ياهديل صحي اخواتك وانتي ياورد اطلعي صحي فريد ......هو نايم لغايه دلوقتي قالت ورد بارتباك فهي أرادت أن تختفي من أمامه اليوم حتي لا يتضايق : اصل أصله قالت هاله بضحكه هادئه : أصله ايه .....قومي يلا ياورد صحيه صعدت بضع درجات لتصطدم به بينما ينزل بخطواته الرشيقه.....نظر إليها بينما ارتبكت ملامحها لرؤيته ظنا منها أنه غاضب عليها ليقول بهدوء : في ايه ...مالك... ؟
 قالت وهي تخفض عيناها مجددا : اصل ماما هاله قالت اطلع يعني اصحيك تفاحات به يبتسم قائلا : صحيت 
 أومات وتحركت إلي الأسفل مرة أخري ليوقفها قائلا : ورد التفتت له
 : نعم
   مد يده لها بشيء : نسيتي دي
   نظرت إلي يده لتلمع بداخلها دبلتها الذهبيه التي وضعتها علي طاوله الزينه حينما سقطت من اصبعها ليله امس بعد أن نحفت أصابعها قليلا أثر فقدانها الوزن مدت يدها تأخذها لتتفاجيء به يسحب يدها ويضعها باصبعها مرددا بحزم : متنسيهاش تاني 
عضت علي شفتيها ورفعت عيناها إليه قائله بتبرير وهي تشير الي انزلاقها من اصبعها : خوفت تقع مني
   حرك الدبله باصبعها بينما احتفظ بيدها داخل يده لتشعر بتلك القشعريرة تسري باوصالها وتدفع بالدماء لوجنتها التي كادت تنفجر ...تفهم موقفها ولكنها وجدته يغلق أصابعها عليها قائلا بعناد : خليكي لبساها ولو ضاعت هجيبلك غيرها ........ارتبكت دقات قلبها داخل صدرها بصخب ....بينما نبشت الغيرة بقلبه ليقف كلاهما يتبادلان النظرات للحظه قطعها صوت هانيا التي قالت بمكر محبب وهي تري وقفتهما ...يلا يارورو الفطار برد احمرت وجنتها واسرعت تسبقه للداخل ليتبعها بخطواته الهادئه التي شابهت ابتسامته بينما يعرف أن هانيا لن ترحمها اليوم .....!!

 ............ .
..(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) 
 قامت هاله خلف فريد توصله للباب لتقول بخفوت : فريال كلمتني وقالت أنهم جايين بعد بكرة الساعه تسعه وانا امبارح في موضوع خالك نسيت اسألك اقولهم ايه
   قال فريد بتفكير : ماشي ياماما بس المهم هاجر رأيها ايه ....مش حاسه أنه بسرعه 
 قالت هاله برفض : ولا بسرعه ولا حاجة يافريد ...وبعدين دي مجرد اتفاق وقراءه فاتحه اوما لها بإستسلام : ماشي ياامي
  : انا هخلي مراتك وأخواتك يقنعوها تلبس فستان وانا هظبط حفله صغيره
   نظر لها فريد برفض لتهز هاله رأسها بقطعيه : الحي ابقي من الميت يافريد واختك وابنها محتاجين حد ياخد باله منهم
   : بس ياماما .....قاطعته هاله : مفيش بس ...اياد وهاجر من حقهم يفرحوا ....ابتلعت بغصه وتابعت : وبرضه فرحتهم مش معناها أنهم نسيوا ادم الله يرحمه
   اوما لها : عندك حق لتكمل هاله بابتسامه : مع السلامه ياحبيبي اوعي تنسي يافريد تبعت الحاجات اللي قولتلك عليها 
 اوما لأمه : متقلقيش تنهدت لتقول : يارب عوض ولادي خير. وخصوصا هاجر عن اللي. شافته ........




 .قال مشرف الإنتاج بقليل من الانفعال وهو يري وصول تلك الفتاه متأخره ساعه عن موعدها والتي تم تعينها بالمصنع مؤخرا : مخصوم منك نص يوم ياانسه هناء ولو اتكرر التاخير مرة تانيه هيكون خصم اليوم بيومين نظرت له هناء ورفعت حاجبها : وليه كدة يااستاذ شريف ... قال شريف بحزم بينما لم يكن موافق أبدا علي تعين تلك الفتاه التي لم يرتاح لها : عشان ده نظام المصنع قالت بجرأه وعي تلقي بحقيبتها علي الماكينه : حيث كدة اشوف رأي صاحب المصنع قبل أن يقول شريف شيء كانت تندفع للطابق الأول حيث مكتب رائف تبعها شريف بغضب لتدخل الي رائف قائله بقليل من الدلال : يرضيك كدة يارأئف بيه كل شويه شخط ونطر وخصم ...هو المرتب كام عشان كل يوم استاذ شريف يخصم ليا هتف شريف بسخط من تصرفات تلك الفتاه التي يعاقب قبول لدي رأئف :يا رائف بيه كدة مش ينفع الحاج خيري نبه عليها الف مرة متتاخرش وهي برضه كل يوم والتاني تأخير قال رائف : طيب هشوف انا الموضوع ده ..روح انت يا شريف هتف شريف بحنق : ماشي خرج ليزفر بغيظ من ذلك الشاب الذي سييضيع بسبب ركضه وراء تلك الفتيات بوجهه محتقن قامت تلك الفتاه وتركت العمل من يدها وقامت لتسألها زميلتها : رايحه فين ياهند ...؟ قالت هند بعدم اكتراث : جايه ياصابرين قالت صابرين بتحذير ؛ خلي بالك المهندس شريف بيمر دون تفكير اندفعت الي مكتب رائف لتري اقتراب هناء منه فتغيب رزانتها عقد رائف حاجبيه حينما دخلت هند : في ايه ؟ قالت هند بتعلثم : عاوزاك يااستاذ رائف هتف بغضب : روحي شوفي شغلك ..انا مش فاضي قالت هند بإصرار : مش هاخد من وقتك هتف رائف بغضب : قولت بعدين قالت هناء بصوت مائع :طيب يارائف بيه امشي انا ما أن خرجت حتي نظر رائف إلي هند بشرور قائلا من بين أسنانه : لحظة واحدة ومشوفش وشك قدامي ........... دخلت ورد الي هاجر التي وضعت ابنها الصغير زين أرضا ليركض للخارج ..تعالي ياورد نظرت لها هاجر بابتسامه هادئه وهي تقول : طبعا ماما بعتاكي عشان تقوليلي علي الفستان نظرت لها ورد بتعاطف قائله : لو رافضه براحتك قالت هاجر بتنهيده عميقه : لا ياورد مش راحتي انا وبس ..فر راحه ماما وزين وفريد وكلهم قالت ورد بتأثر : بس دي حياتك أومات هاجر قائله : عندك حق وهما كمان عندهم حق ....الحياه لازم تستمر وانا لازم اكمل حياتي زبن محتاج لاب بعد موت أبوه اللي مشافهوش واياد عمه وهيربيه زي ابنه هزت راسها وابعدت تلك الدمعه من عيونها : مش لازم اعيش في الماضي اكتر من كدة قالت ورد بغصه حلق : هتقدري تنسي قالت هاجر بعزيمه : هحاول تحدثت وكأنها تحدث نفسها : بس النسيان مش بالسهولة دي.....الماضي ساعات بيكون صعب اوي يتنسي ابتسمت هاجر بأخويه لتقول لورد : وانتي شوفتي ايه ياورد من ماضي ..حبيتي انتي كل المستقبل لسه قدامك تنهدت ورد وهي ترثي نفسها عن أي مستقبل يتحدثون وقد ضاعت حياتها .......... ..دخلت هديل بثورة لتقول مغايرة موجه الحزن : الفساتين وصلت اوقفتها هاجر قائله وهي تنظر لتلك القطعه من الشيكولاتة التي تلتهمها ....فين الدايت ياهانم ...شوفي ورد متلازمه أنما انتي طفسه مفيش فايده ضحكت ورد لتقول : متقلقيش بكرة هاخدها ونجري نحرق كل ده ضحكت هاجر قائله : تحرق ايه ولا ايه...دي تجري من بحري للمنتزة حلال فيها ........... .... قالت حنان لابنها برجاء :يا مازن اعقل بقي قال مازن بعدم اكتراث :انا عاقل ياماما .....وبعدين مصنع ايه اللي عاوزاني تسبب دراستي وارحه قالت حنان بعدم تفكير : المصنع اللي اخوك حاطط أيده علبه رفع مازن حاجبه باستنكار : مش رائف ده اللي دايما بتقولي لي اخوك أومات بإقرار : اه ...اخوك .... بس غصب عني ابتديت اخاف منه بعد سفر امير وتعب ابوك وسيطرته علي كل حاجة قال بسخرية : مش ده رائف اللي ربيته وعاملتيه احسن مني انا وامير ......اه هو ..كان هذا صوت رائف الذي استمع لكلام زوجه ابيه التي لم يعتبرها يوم أمه التفتت حنان إليه ليكمل يتهكم : عاوزة تقوي اخواتي عليا يا ...ماما قالت حنان بدفاع عن نفسها : انت عارف انكم واحد عندي هز رائف رأسه : مش واحد بدليل انك بقيتي دلوقتي تبصي لولادك ليهم ايه.... وناسيه اني انا اللي عملت كل ده انا اللي ضحيت بتعليمي عشان المصنع قالت حنان بغصه حلق : وانا حاربت ابوك وقتها بس انت وافقت ...رائف انت اللي اتغيرت وبقيت تخوفني علي اخواتك منك ...!!! ............. .... 
 قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 
 ايه رايكم وتوقعاتكم 
 اقتباس
   صمت ولم يكمل كلامه بينما اجتذبت عيناه خصلات شعرها المنساب علي طول ظهرها الذي ظهر من خلال الحملات العريضه لذلك الفستان البيتي ذو اللون الاصفر المشرق كما حال وجهتها .......فهمت ورد ما قاله لتذهب الي طاوله الزينه وتفتح أحد الإدراج غافله عن نظراته إليها..... لاول مرة يراها ترتدي لون كهذا دوما ماترتدي الاسود الرمادي اما اصفر....فهو جديد كما شيء بها : الورقه انتبه إليها ولكنه تعمد النظر بعيونها تلك التي تخفيها عنه قائلا : متشكر تلكأت يداه وهو ياخذ الورقه من يدها ايامي بشرتها الناعمه فيري الحمرة تسري بوجنتها بينما شعر بتلك الرعشه التي سرت باوصالها باستمتاع أصبح يحبه وهو يراققب برائتها وخجلها وهو يتعمد أن يفعلها ليري تأثير عليها


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. فعلا اوقات مش بنحس بقيمه حاجه الا لما تضيع مننا

    ردحذف
  2. جميله جدا جدا جدا

    ردحذف
  3. موقف فريد رائع جدا مع ورد بس حاسه هتبقلهم مشاكل كتير بسبب رائف

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !