الواحد والخمسون ...قيد من دهب

4

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) انفجر جاسر بصوت غاضب : غلطان . .. قولت واترجيت الف مره وقولت غلطاااان ...ضرب مقدمه السيارة بقبضته وتابع بقهر شديد : قالتلي بكرهك ومش مبسوطه معاك ....قالتلي دمرت حياتها ....قالتلي اني سبب موت ابني اللي انا زيها قلبي محروق عليه أضعاف ....قالتلي ياريتها ماشافتني ....وقفت قدامي تقولي أنها مش لاقيه نفسها معايا ....ازداد صراخه بينما يتابع بيأس : كنت اعمل ايه .....اعمل ايه. ... غلطت بس هي كمان غلطانه !! التفت إليه زيدان باستنكار بعد أن استغرق دقيقه لاستيعاب اخر كلمه نطق بها ابنه الذي مازال يكابر : غلطانه ؟! غلطانه في ايه ؟! غلطانه أنها اتحملتك كل ده ...غلطانه أنها جت علي نفسها بدل المره عشره عشان ترضيك .....غلطانه أنها بقيت عليك وانت اللي طلقتها ؟! عبست ملامح جاسر بقوة بينما بكل مرة يكون هو وحده الشرير بالحكايه ليقول لابيه باعتراض مدافع عن نفسه وليس عدم اعتراف منه بغلطته الوحيده بوجهه نظره : وهو انا طلقتها من غير سبب ولا هي اللي طلبت وقالت كل الكلام ده ...كانت مستنيه مني ايه وهي بتقولي كل ده ؟! ...قاطعه زيدان بغضب : كانت مستنيه تحتويها وتتحملها زي ما اتحملتك قال جاسر باستنكار : وانا متحملتهاش ...انا بقالي شهرين بحاول أراضيها ومتحملها ....هز رأسه بيأس وتابع : كنت مستعد اتحمل منها أي حاجه الا اللي قالته .... اتحمل ايه اكتر من كده وايه متحملتهوش اي راجل مكاني كان هيتحمله بعد كلامها ليا ؟! قاطعه زيدان بحنق من إصرار ابنه علي تبرير خطأه : ادي انت قولت أنه كلام .......التفت الي ابنه بكامل جسده وتابع بدفاع عن ماس : كلام واحده مدبوحه ومدبوحه منك انت ايه الصعب في أن راجل يتحمل مراته شويه وهو عارف ظروفها الصعبه اللي بتمر بيها ...فتح جاسر فمه ليقول شيء ولكن زيدان لم يمنحه الفرصه ليكمل بغضب : وقبل ما تنطق اي كلام تدافع بيه عن نفسك اعرف أن ربنا امرك بكده وعشان كده حط العصمه في ايدك ....عشان انت تتحكم في نفسك مش عشان تجري تعاقبها علي كلامها وتطلقها اشاح جاسر رأسه بخزي من كلام أبيه الصحيح الذي تابع : طول ما انت بتفكر كده ومش بتفكر تلتمس ليها الأعذار زي ماهي بتعمل معاك عمرها ما هتسامحك وحياتكم هتبقي شد وجذب .....نظر له بعتاب وتابع : كنت تعالي علي نفسك واعملها بجميله ياأخي إنما مش كلمه قصاد كلمه ..... انت حرمتها من شغلها ومن أهلها وحتي من ابنها وجاي تقولي قالت معرفش ايه ....ماهي لازم تقول وتقول بلسان ثقيل عجز عن الرد قال جاسر بأسي : اعرف منين أنها لسه شايله في قلبها مني.... فكرتها نسيت كل اللي فات لما قالت مش عاوزة تتكلم في اللي حصل اوما زيدان وقال بتوبيخ : واهي اتكلمت ومنسيتش ....تقوم تعمل كده ؟! تنهد جاسر بضيق شديد من نفسه قائلا : غصب عني يابابا ...كلامها دبحني وفكرت اني هرضيها لما ابعد عنها ....هز راسه وتابع ؛ مكنتش اعرف انها مش قاصده وفكرت أنها فعلا اخدت قرار وسابتني رفع وجهه الي ابيه وتابع : انا مش وحش اوي كده يابابا ....انا بحبها وهي عارفه وحتي لو كنت عصبي فأنا بتعصب بسبب وهي مكانتش بتساعدني وكانت بتعصبني زياده نظر له زيدان بيأس : يعني لسه برضه مصمم تطلعها غلطانه ؟! قال جاسر بأصرار : عشان هي غلطانه .... حتي لو انا غلطت فهي برضه غلطانه ... غلطت لما خبت عليا وخلت الحال يوصل بينا لكده ...لو مكانتش خبت عليا من الاول مكانتش مي هتعمل كده ولا هيكون في فرصه ليها تتدخل بينا ....اشاح بوجهه وقبض علي المقود بيده وهو يتابع : وبرضه خبت عليا أنها لسه مش ناسيه اي مشكله بينا حصلت وفكرت أنها نسيتها وجت مرة واحده انفجرت وحسستني اني مصدر عذابها وان حياتها هتكون احسن من غيري لم يعارض زيدان تلك المره بل نظر إلي ابنه قائلا : طالما انت شايف كده يبقي انت حر ...! نظر له جاسر وقطب جبينه باستفهام : يعني ايه ؟! نظر له زيدان بمغزي قبل أن ينزل من السيارة : يعني انت حر ....أهي مراتك عندك وحجتك وتفكيرك كمان عندك شوف بقي هتعرف ترجعها بدماغك وتفكيرك ده ولا لا نزل زيدان ليلحق به جاسر : بابا انت رايح فين ؟!. اشاح زيدان برأسه : هرجع البيت لوحدي قال جاسر برجاء : بابا لو سمحت انا مقصدش اضايقك ...انا بتكلم معاك قال زيدان بحده : وكلامك مش عاجبني ولا مقتنع بيه اوما جاسر بتهذيب : طيب اتفضل هرجع حضرتك البيت ونكمل كلامنا هز زيدان رأسه بإصرار : مفيش كلام تاني يتقال ....كلامك معاها .......... .... هل حقا لم يعد هناك حديث ليقال .... سأل جاسر نفسه هذا السؤال مرارا وتكرارا بينما تعذب باللحظه الواحده الف مره ناهيك عن تلك الليله الطويله التي قضاها بقلب محترق وتلاها اليوم التالي بينما لم تسمح له بقول شيء كما لم يفعل أحد حينما ذهب لمنزل أهلها باليوم التالي واعتذر لأبيها عن تصرفه لينهي شريف حديثه بنفس حديث زيدان : خطأك في حقي انا هتجاوز عنه بس حاليا خطأك في حق ماس هي الوحيده اللي تقدر تسامح فيه أو لا قال جاسر برجاء : طيب تسمح ليا اتكلم معاها هز شريف رأسه قائلا : حاليا هي مش في حاله تسمح انك تتكلم معاها ...سيبها لما تهدي وانت كمان تكون هديت وتعرفوا تتكلموا بهدوء وكيف يهدأ وبداخله قلبه ملتاع لفراقها وعقله ملتهب لمجرد التفكير أنها بعيده عنه ..... عقد مهران حاجبيه حينما نزلت إليه فيروز كالعاصفه فور عودته من المشفي بعد أن اطمأن علي أخته : شوفت صاحبك عمل ايه ؟!! نظر لها باستفهام : صاحبي مين ؟! قالت فيروز باندفاع : صاحبك جاسر .....طلق ماس تجمدت ملامح مهران بعدم استيعاب : بتقولي ايه ؟! هتفت فيروز يسخط : اللي سمعته ...بقولك طلقها قال مهران وهو مازال لا يفهم شيء : فهميني يا بنت الناس ايه اللي حصل ؟! هزت فيروز كتفها بضيق : ولا حاجه ...بكلمها اطمن عليها لقيتها في حاله زي الزفت وبتقولي أنه طلقها فرك مهران رأسه بعدم استيعاب : طلقها ازاي وليه ....؟! هزت راسها : معرفش. .... اساله اوما مهران واسرع يخرج هاتفه ولكنه تراجع قائلا : انا رايح له قالت فيروز سريعا : انا جايه معاك هز مهران رأسه : تيجي فين ....فيروز انا مش فايق لك ....خليني اروح اشوف المصيبه دي قالت فيروز بإصرار : وانا بقولك رايحه معاك ....دي صاحبتي زي ماهو صاحبك تنهد مهران وقال بعقلانية : تروحي معايا فين بس. .... اولا الوقت اتاخر وعلي ما اوصل يكون الفجر وثانيا بسمه لوحدها عشان امها مع سحر في المستشفي قالت فيروز بإصرار : هاخد بسمه معايا ونروح الصبح معاك زفر مهران بحنق : يا بوي من عنادك ............. ..... نظر صالح باستنكار الي ياسمين التي أخذت تلك الوساده واتجهت بها الي الاريكه ليقول باستفهام : ايه ده ؟! التفتت له ياسمين : لو سمحت ياصالح ...قاطعها صالح بنفاذ صبر : لو سمحتي انتي يا ياسمين ...انا نفذتلك كل اللي انتي عاوزاه وقولتلك بكرة هنكون في بيت لينا لوحدنا يبقي لازمته ايه اللي بتعمليه دلوقتي زفرت ياسمين بحيرة وهتفت بانفعال نابع من تشتت أفكارها : معرفش ياصالح ....مبقتش عارفه اي حاجه واحنا من اول حياتنا مفيش عندنا الا المشاكل ....نظرت له وسرعان ما غلبتها دموعها : صالح انا تعبت ....معرفش في ايه ...بس حاسه اني مخنوقه ...عارفه اني بضغط عليك بس انا كمان مضغوطه ...كفايه اني عايشه معاها وعارفه أنها مراتك نظر لها صالح بحنان وسرعان ما اخذها بحضنه ليربت علي ظهرها بحنان واحتواء كانت في امس الحاجه له : حقك عليا ياحبيتي ....انا عارف انك اتحملتي كتير عشاني قالت ياسمين بإقرار : وانت كمان اتحملت كتير عشاني وده اللي تاعبني ....انا مش عارفه اخد قرار وانا عارفه انك عملت كل ده عشاني تنهد صالح وضمها إليه أكثر لتريح ياسمين راسها علي صدره بينما يقول بحنان ورفق : انا عملت كل ده عشان بحبك ومش بفكر في كده ....انا كل اللي يهمني راحتك وسعادتك ولو انتي متضايقه مني قولي كل اللي جواكي حتي لو هيزعلني ...المهم ترتاحي وهل هناك ما يقال بعد حديثه لتصمت ياسمين ومعها تهدأ دقات قلبها وكلمات عقلها .......... .... كانت ليله صعبه وطويله علي الجميع ولكن كل الصعاب تهون حينما نشاركها مع صديق أو حبيب أو أخت أو أخ أو ام أو أب أو حتي بمذكرات ندون بها مشاعرنا حتي نزيح تلك الأعباء من فوق كاهلنا المثقل فهاهو محمود لم يترك أخته وحدها بالرغم من أنه يعرف كم هي بحاجه للبقاء وحدها ولكنه لم يدعها وحدها لحزنها لتجده ماس بمنتصف الليل يدخل إليها بابتسامه هادئه وبروحه المرحه يخفف عنها ويشاركها حزنها ....رفعت ماس راسها من علي وسادتها التي امتلئت بدموعها لتجده يبتسم ويشير إلي ما يحمله من حلوي وشيكولاته قائلا بمرح : ينفع تعتبريني صاحبتك النهارده ونقعد سوا نقطع في فروة جاسر ابن ام جاسر مسحت ماس دموعها وغص حلقها بقوة وهي تري نفسها مثيرة للشفقه لتقول بصوت مختنق : انا كويسه هز رأسه وجلس بجوارها وهو يضع الحلوي امامها : وهتبقي كويسه اكتر لما تتكلمي ....بصي بقي انا جبت كل الحاجات اللي بتحبيها وبشوف البنات تقعد تعيط وتاكل وتتكلم مع صحابها وبعد كده بيضحكوا في الاخر ....ايه رايك ابقي صاحبتك ابتسمت من بين دموعها ليرفع إصبعه امامها قائلا : بس انا مش هعيط معاكي .....هشاركك الاكل والكلام وبس ابتسمت ماس ومعها نزلت دمعه من دموعها ليجذبها محمود أبيه ويقبل راسها : بطلي عياط ويلا قطعي في فروته ...اقولك اشتمي فيه براحتك .....نظر إلي ضحكتها التي بدأت تكسو ملامحها : ولا اقولك ايه رايك ننزل نخربش عربيته ونقهره عليها ضحكت ماس وهزت راسها : انت طلعت شرير اوما محمود : امال .....ده انتي اختي الغلسه لو معملتش كده عشانك هعمل كده عشان مين ضحكت ماس ليداعب محمود وجنتيها : بقي اعمي النظر ده قدر يزعل القمر دي غزت الدموع عيون ماس لتقول وهي ترتمي بحضنه : طلقني يامحمود بعد كل اللي بينا ربت محمود علي كتفها وتركها تتحدث وتبكي بكل ما بداخلها حتي وان كان كلمات مشتته إلا أنه تركها تفرغ كل ما بداخلها حتي تعبت ونامت ليربت علي كتفها ويضع فوقها الغطاء ويتركها تنام وترتاح ولكن الراحه لم تطرق لجاسر باب بينما لم يغمض له جفن وهو يتذكر كل ما حدث بينهم لينهش الندم قلبه علي خطوته المتسرعه .............. ....... في اليوم التالي بقيت ماس بفراشها ولم تخرج منه مهما حاول ابيها أو امها هزت ماس راسها بإصرار وهي ترفض تناول الطعام : ماليش نفس ياماما قالت هويدا برجاء : عشان خاطري ياماسه أصرت ماس علي رفضها لتخرج هويدا وتهز كتفها لمحمود الذي عاد للتو من جامعته قائله : برضه مش عاوزة تاكل تنهد محمود قائلا : طيب سيبهالي وانا هتصرف معاها أومات هويدا وظلت علي جلستها بكمد لتقول لمحمود : أنا هقول لابوك يدخل يتكلم معاها لما يرجع يمكن تهدي شويه وتحاول تدي جاسر فرصه يتكلم معاها .... هز محمود رأسه : أنا شايف نسيبها اليومين دول لغايه ما تهدي وبلاش يتكلموا قالت هويدا بتبرير : يامحمود ماهو رجعها واعتذر .... هز محمود رأسه برفض قائلا : مش كفايه ياماما نظرت له هويدا ليتابع : هو بالساهل طلقها ولازم يعرف انها مش بالساهل هترجعله تنهدت هويدا بقلب متوجع علي ابنتها : ياابني العناد وحش في المسائل اللي زي دي ..... افرض صممت علي رفضها انها ترجع وقتها بيتها يتخرب ...انا خايفه عليها قال محمود بعقلانية : متخافيش ياماما ....ماس عندها بيت بابا مفتوح ومش لازم هي اللي تخاف كل مرة أن للبيت يتخرب هو لازم يخاف المره دي التفت إلي والدته وتابع بجديه : انا معنديش مانع ادي كل الأعذار لجاسر بس ده ميمنعش أنه لازم يعرف غلطته ويعرفها كويس اوي ويفهم أنها ممكن بسهوله تضيع من ايده ويعرف قيمتها قالت هويدا : ماهو عارف ياابني وبدليل أنه جه وراها يراضيها بدل المره عشرة هز محمود رأسه بإصرار : مش كفايه برضه ....... دخل الي غرفه أخته بعد ان انهي حديثه مع والدته التي تدرك جيدا صحه كلام ابنها ولكنها كأي ام لا ترغب بأن تكون ابنتها مطلقه بدون مقدمات اشار محمود الي ماس قائلا : بقولك ايه قومي معايا نظرت له ماس بجيين مقطب : في ايه ؟! تظاهر محمود بالجديه بينما يقول : هنخلع !! نظرت له ماس بعدم فهم ليقول محمود وهو يهمس : اسمعي كلامي ....تعالي نخلع ونتغدي برا ....ماما عامله قلقاس نجح في رسم ابتسامتها ليغمز لها محمود : انا هعزمك علي بيتزا ....ها البيتزا ولا القلقاس ضحكت ماس وعادت الي وسادتها بينما تقول بملامح منطفئه : مش فارقه انا كده كده مش عاوزة اكل جلس محمود بجوارها وربت علي كتفها وهو مازال محافظ علي نبرته المرحه : قومي مع اخوكي الغلبان ....لو قولت لماما اني نازل من غيرك هتصمم اتغدي الاول ...قومي معايا وخليكي جدعه قامت بالفعل برفقه أخيها ليس فقط لتناول الطعام ولكن لتخرج من هذا الحزن الذي ضاق به صدرها جذبت ستره رياضيه خفيفه وانتعلت حذاء مناسب وجمعت شعرها فوق راسها وخرجت الي أخيها لتوقفهم هويدا : انتوا رايحين فين ؟! قال محمود وهو يشير لماس : ماسه عاوزة تتمشي هاخدها نتغدي برا هزت هويدا راسها : لا انا مجهزة الغدا وبابا قالي قدامه ساعه ويكون في البيت ....اتغدوا وأخرجوا براحتكم همس محمود لماس : يلا نهرب ضحكت ماس لتقول لوالدتها : معلش ياماما ...انا زهقانه وهنزل مع محمود أومات هويدا واتجهت لتربت علي كتف ابنتها وتقول : روقي ياحبيتي ....تبات نار تصبح رماد .... أومات ماس بغصه حلق لوالدتها لتتجه خلف أخيها الذي سبقها بخطواته ليضغط زر المصعد بينما ماس تفكر بكلمات والدتها .....نعم تصبح رماد بعد أن تكون أحرقت كل ما بطريقها .....! كل شيء يمر ولكن بمروره يأخذ الكثير في طريقه ! رفعت ماس راسها بمفاجاه حينما وجدت جاسر يخرج من المصعد بنفس لحظه توقفه استدارت سريعا لتعود الي نهايه الممر حيث باب الشقه ولكن اسرع جاسر خلفها ليمسك ذراعها يوقفها هاتفا : ماس هتسمعيني المره دي هزت راسها ونظرت له بشراسه : مش عاوزة اسمع منك حاجه بعد ما طلقتني قال جاسر تلك الكلمه التي ظن أنها كافيه لتهدئه ولو قليل من غضبها تجاهه ولكنه لايدري أنه اشعل نيران متوهجه : رديتك انصعقت ملامحها لترفع وجهها إليه باستنكار : بتقول ايه ؟! قبل أن يفتح جاسر فمه بكلمه كانت ملامح ماس تستشرس وهي تنظر إلي أخيها الذي وقف جانبا لتقول : الكلام اللي بيقوله ده صح ...؟!. بأيدي غاضبه كانت تطرق باب المنزل الذي أسرعت إليه بغضب شديد وهي تهتف بعصبية مفرطه : مستحيل ارجعلك ....انا مش بمزاجك ولا تحت امرك تطلقني وقت ما تحب وترجعني وقت ما تحب لم ييأس جاسر ليسرع خلفها وهي تدخل بغضب شديد ما أن فتحت هويدا الباب قائله بدهشه : ماس رجعتي ليه ؟! قبل أن تقول ماس شيء كانت ماتزال تهتف بجاسر بغضب وهي تنزع ذراعها من يده حينما حاول إيقافها : ماس كفايه عصبيه وخلينا نتكلم : مش هتكلم معاك ولا هرجعلك نظر لها جاسر باحتدام من إصرارها علي رفض أي محاوله من جانبه : ماس اعقلي انفلتت أعصاب ماس التي افلت عقالها بعد أن علمت أنه ردها إليه بتلك البساطه وثارت ثائرتها الكبري بينما رأت نفسها مجرد لعبه بيده يحرك خيوطها كيفما يشاء لتندفع إليه بهجوم وتدفعه بصدره صارخه : انا عاقله كويس اوي وانت اللي مجنون لو فاكر اني هرجعلك ....ازداد غضبها لتدفعه بصدره مجددا وتهتف بصوت غاضب شرس : انا مش لعبه في ايدك ترميها وقت ما انت عاوز وترجعها وقت ما انت عاوز امسك جاسر بيدها التي دفعته ليحاول تهدئتها : انا رجعت عن غلطتي ياماس وصلحتها هتفت ماس باحتدام وهي تنزع يدها من يده : عمرها ما هتتصلح قالت كلمتها واندفعت الي غرفتها ليحاول جاسر اللحاق بها ولكن محمود توقف أمامه : سيبها دلوقتي ياجاسر نظر جاسر الي محمود برفض : لازم تفهمني هز محمود رأسه وقال : انت شايف حالتها ومعتقدش أنها هتفهم اي حاجه دلوقتي ...معلش ياجاسر لو سمحت سيبها زفر جاسر بضيق ممزوج بقله حيله وعجز ليرفع رأسه الي هويدا التي نظرت له بعتاب واتجهت خلف ابنتها ........ جلس محمود علي الاريكه يستمع إلي بكاء أخته الغاضب بينما تصرف جاسر لم يمنحها الا المزيد من الالم وقد سيطرت تماما عليها فكره انها بلا رأي في أي شيء وأنه مازال يقيدها بكل شيء حتي في الانفصال ....خيوط اللعبه كلها بيده هو وحده وهي من تنفذ الخطوات التي يرسمها لها ....! كل كلمه تحاول بها هويدا تهدئه غضب ماس كانت تزيد من غضبها أكثر بينما اختلفت كل منهما فيما تراه وتحياه وتحكم به ...هويدا ام وماس زوجه ...! هويدا ام لا تريد رؤيه قهر ابنتها بطلاقها وماس زوجه مغدورة تشعر بمقدار الاهانه في طلاقه لها دون حتي الرجوع إليها والابشع أنه أعادها إليه بنفس الطريقه وكأنه يخبرها أن عليها أن تقبل فقط ما يفعله ... امسك محمود بحقيبه ماس التي القتها علي الأرض ليخرج منها هاتفها ويتصل بريم التي سرعان ما أجابت : ماسه حبيتي عامله ايه ...؟ قاطعها محمود قائلا : انا محمود ياريم هتفت ريم بقلق : محمود خير في ايه ؟! ماس كويسه اخبرها محمود باقتضاب لتشهق ريم قائله : انا جايه حالا اوما محمود قائلا : ياريت يا ريم ...انتي هتعرفي تهديها ....... .... ضرب جاسر رأسه بمؤخرة مقعد السيارة وهو يري ماحدث بينهما تلك الأيام ككابوس يتمني لو يفتح عيناه ويراه قد انتهي .... ! انزعجت كل ملامح ياسمين وهي تعرف من فيروز بما حدث لتصر علي الذهاب الي ماس برفقه صالح الذي رافق مهران تمتمت بسمه بحرج بينما يوقف مهران سيارته اسفل منزل عائله ماس : انا ممكن استناكم في أي مكان هزت فيروز راسها : لا يابسمه هتطلعي معانا .... ترك صالح ومهران الفتيات واتجهوا الي منزل جاسر الذي لا يجيب علي هاتفه .. ........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) .... ارتمت ماس بحضن ريم تخبرها وتبكي بغضب شديد : هو فاكر نفسه مين عشان يعمل كده ..... أنا مقهورة منه اوي ياريم ربتت ريم علي كتفها : اهدي ياماسه .... هزت ماس راسها بغضب : مش ههدي .... أنا مش هرجعله ابدا ....ولو فاكر اني كده رجعت له يبقي غلطان ....هيطلقني تاني غصب عنه عاد شريف الي المنزل لتدخل هويدا برفقته تخبره بما حدث ليتنهد شريف بحيره بينما هو غير راضي تماما عن ما يحدث ولكنه لم يعرف بكامل تفاصيل ماحدث ومازال يترك لهم حريه حل مشاكلهم بأنفسهم تعالي رنين جرس الباب ليتجه محمود إليه يفتحه قالت ياسمين وفيروز : السلام عليكم .... احنا جاين نطمن علي ماس ابتسم محمود بتهذيب وهو يفسح لهم المجال : اتفضلوا ازدادت سعه ابتسامته وهو يتفاجيء بتلك التي خطت الي الداخل باستحياء شديد ليقول بترحيب أكثر : اهلا ...اهلا ...اتفضلوا ... وخصها وحدها دون غيرها بسلام خاص وهو يقول دون أن يمد يداه : ازيك يا انسه بسمه احمرت وجنه بسمه بشده بينما خفضت وجهها وهي تجيب بصوت خافت يكاد لا يسمع : الحمد لله لولا الظرف الذي هم فيه لكانت فيروز ابتسمت لما تراه من اعجاب متبادل بين الاثنين .... اشار محمود لهم الي غرفه ماس ليدخلوا وسرعان ما كان يسرع الي غرفه أبيه : بابا التفت شريف له وكذلك هويدا التي سألت : مين علي الباب ؟؟ قال محمود بابتسامه واسعه بلهاء : صحاب ماس .... ومعاهم بسمه نظرت له هويدا بعدم فهم : بسمه مين ؟!. ضيق شريف عيناه بينما يقول محمود : بسمه ياماما اللي كلمتكم عنها. .اخت مهران أومات هويدا باستدراك لينظر له شريف بتحذير : انت شايف أن ده وقته رفع محمود حاجبه : وانا قولت ايه ....انا بقول فرصه تتعرفوا عليها ........ لم تشعر بسمه بالغربه بينما جلست وسط الفتيات بغرفه ماس التي امتنت لوجود أناس حولها يهتمون لامرها ويشاركوها وجعها وكان الأمر لجاسر بالعكس تماما بينما كل ما حصل عليه هو كلمات اللوم والنقد من كل من حوله هتف صالح برفض تام لموقف جاسر : تطلقها مره واحده ياجاسر .... ده لو كل واحده طلبت من جوزها الطلاق وطلقها البلد كلها هتتطلق فرك جاسر وجهه دون قول شيء ليؤميء مهران : معلوم يا بوي .... المأذون ده بتروحله مره واحده في العمر ...إنما تطلق ...ازاي زفر جاسر وقد تعب من محاوله تبرير نفسه بينما لا يسمعه احد وكل من حوله يرونه مخطيء وهو لا ينكر أنه مخطئ ولكن هناك أسباب حتي وان لم تكن كافيه إلا أنها كانت هكذا من وجهه نظره وقتها ...لماذا لا يفهم أحد أنه يدرك خطأه جيدا ويعترف به وكل ما يريده مجرد أن يتفهم موقفه أحد ..... الوحيده التي تفهمه هي ماس ...هي الوحيده التي ستفهم موقفه كما تفهمه هو نفسه تماما وربما أكثر من نفسه .....ترفض مجرد سماع كلمه منه ولكن لن ييأس .. فكر كثيرا ان يذهب إليها مجددا ولكن عليه الذهاب الي مكان آخر اولا ليبدي اعتراف اخر بخطأه ... .......... ابتسم محمود لبسمه التي تحولت وجنتيها الي جمره ملتهبه من فرط خجلها بينما لاحظت ترحيب هويدا بها واعطاءها اهتمام خاص وهي تدخل بالحلوي لأصدقاء ابنتها : محمود قالي عن شهامه اخوكي معاه وفعلا جاسر دايما يتكلم بالخير عن مهران ابتسمت بسمه بخجل ولم تقل شيء لهويدا التي تأملت ملامحها الرقيقه ونظرت الي محمود باثناء علي اختيارة ليسرع محمود خلف والدته التي دخلت الي المطبخ : ايه رايك ؟! ابتسمت هويدا له : بنت جميله ماشاء الله وواضح انها مؤدبه ومتربيه ومريحه قال محمود بلهفه : يعني هتكلمي بابا نروح نخطبها هزت هويدا راسها : لا طبعا انزعجت ملامح محمود : ليه بس ؟! : عشان ابوك عنده حق ...خلص دراستك واشتغل وبعدين هي لسه هتبدا جامعه يعني قدامكم وقت طويل علي الجواز لوي محمود شفتيه برفض : مين قال كده ....عموما هانت كلها شهرين واخلص دراسه ونشوف.. .... أسرعت مي تترك ما بيدها وتتجه الي الخارج حيث تعالي صوت مالك الغاضب والذي قلما تستمع إليه خاصه مع ابنه ولكنه بهذان اليومان بمزاج عصبي للغايه ويفتعل معها الشجار لأتفه الأسباب وهي عكس عادتها تصمت بينما تعطيه العذر بسبب طلاق أخته خاصه وصوت ضميرها يؤلمها للغايه وهي تفكر ان كل ماحدث بين أخيها زوجته وانهيار حياته بهذا الشكل كان لها يد به .... الان فقط شعرت بما كانت به من نعمه وجود العلاقات الجيده حولها بينما كانت بالفعل حياتها مستقره وسعيده ولكن غيرتها من ماس كانت تعميها عن رؤيه تلك الحقيقه المشبعه بالنعم التي لم تكن تشعر بها ..... كان والدها محق حينما اخبرها أن إفساد حياه ماس لن يضيف لحياتها شيء .... الغيره والكراهية لا تجلب ابدا الا بؤس ومزيد من الكراهيه وهاهي الان تري كم كانت غيرتها سبب في شقاء الجميع واولهم هي ..... بتوبيخ تابع مالك بصوت غاضب تأنيب ابنه علي فعلته ليمتزج بكاء ادم بصوت مالك الجهوري لتقول بتعلثم وهي تركض الي غرفه المعيشه : في ايه يا....لم تكمل جملتها فقد وقعت عيناها علي تلك المزهريه التي اجتذبت نظر الصغير طويلا وهاهو وصل إليها وجذبها لتتحطم لالف قطعه هتف مالك بغضب في مي بينما وقف ادم يبكي بشده : انا مش قولتلك الف مره تبعدي اي حاجه ممكن تتكسر من قدامه قالت مي بتعلثم : ماهو .... صاح مالك بها بغضب : ماهو ايه....؟! ماهو ده بس انتي فالحه فيه تبرير وخلاص ....اتفضلي يا هانم لمي اللي ابنك كسره ولا هتفضلي واقفه تبصي ليا انكسرت نظرات مي بينما لأول مرة يكون مالك هو ذلك الرجل الذي يفتعل مشكله بل ويؤنبها ويهينها بسبب أو بدون سبب وبالرغم من ذلك إلا أنها صمتت كما صمتت الايام الماضيه وابتلعت غضبه لتقول باعتذار : حاضر زفر مالك وحمل ادم وخرج من الغرفه لتنحني مي تجمع قطع الزجاج وتخونها دمعه من عيونها بينما شعرت الان بما كانت تعانيه ماس بكلمه عصبي وكيف تكون مخيفه تلك النوبات بسبب وبلا سبب ..... لم يكن أبدا يرفع صوته إلا بسبب وسبب قوي ودوما كان حمول وصبور معها لتدرك حقيقه فيض الكيل ومجيء وقت الحساب وبما أنها تدرك أنها تستحق هذا الحساب صمتت وستصمت وتتحمل كما تحملها سابقا ....هي من أظهرت التبطر علي حياتها السابقه لتقابل تلك الحياه الجديده برضي وصمت اعترافا منها بأن تلك هي عاقبه هذا البطر ! ترك مالك الطفل بالغرفه واتجه للخارج وبداخله غضب شديد من نفسه يزداد كل يوم .....فهو لأول مرة يكون ظالم بتلك الطريقه ....نعم يعترف أن ماحدث لأخته سبب شرخ كبير في علاقته بزوجته بينما ذلك الشك بأن لها يد بما حدث يضايقه ...يشعر بالذنب تجاه أخته التعيسه ويشعر بالغضب من جاسر وبالتبعيه من مي وينفث عن هذا الغضب بالصراخ طوال اليوم في وجهها ولكن صمتها دون إرادته يشعره بالضيق من نفسه التي تحاسبه بضراوة ....وقف لدي باب الغرفه ليداعب الضيق قلبه حينما رآها منحيه بانكسار لم يعهده بها تجمع الزجاج وتبكي بصمت .....لم يطاوعه قلبه كثيرا لينحني تجاهها يبعد تلك القطع الزجاجيه من يدها قائلا : سيبي من ايدك قالت بصوت مختنق : هنضفهم هز رأسه قائلا : أنا هنضفهم .... روحي انتي شوفي ادم أومات واتجهت الي الغرفه بينما زفر مالك بضيق من نفسه التي عفت عن نطق كلمه اعتذار لها تعالي رنين جرس الباب ليتفاجيء مالك بجاسر أمامه : جاسر ! قال جاسر دون مقدمات ة مالك ممكن نتكلم مع بعض .... اشار له مالك ليدخل ليقول جاسر وهو يدخل : انا كلمت مي وطلبت منها تفضل في اوضتها لغايه ما نخلص كلام مع بعض هتف مالك بامتعاض : جاي ليه ياجاسر.... لو علي اللي عملته مع ماس ....قاطعه جاسر قائلا : أنا جاي ليك نظر مالك له ولكن تلك الضغينه التي تكونت بداخله تجاه صديقه كانت واضحه بنظراته ليشيح بوجهه قائلا : خير نطق جاسر سريعا حتي لا تخونه إرادته بينما يدرك أن مالك يستحق اعتذار منه : أنا آسف يامالك لوي مالك شفتيه قائلا بتهكم : اسف علي ايه .... هو انت طلقتني انا ؟! قال جاسر باعتراف : لا .....انت عارف انا بتاسف علي ايه.....نظر له مالك ليهتف جاسر باعتذار عن موقفه مع أخته وارتباطه بها والذي يعد خيانه لصداقتهم : مالك حقك تشوفني غدرت ....مش هينفع اقولك ايه اللي خلاني اعمل كده بس كفايه تعرف اني ولا يوم كنت عاوز اعمل كده من وراك لن يتحدث بانها من كانت ترفض فكره ارتباطهم الرسمي ولكنه يجب أن يقدم اعتذار يليق بصداقتهم ليقول بتبرير وهو يلقي علي نفسه كامل اللوم : ماس حاولت كتير تبعد بس انا اللي كنت متسمك بيها وانا استنيت لما تخلص دراستها عشان خوفت عمي يرفض لو اتقدمت ليها .....نظر إلي مالك وتابع : انا عارف أن ده مش مبرر بس نيتي كانت خير من الاول بس الظروف مكانتش معايا نظر له مالك بصمت بينما لم يتوقع اعتراف ولا اعتذار منه بينما جاسر بالفعل ابعد الكثير من تلك الضغينه وهو يعترف بذنبه ..... ليتنهد جاسر وهو ينظر إلي صمت مالك قائلا : مالك انت ساكت ليه ؟!.....انا قاعد قدامك زي التلميذ الخايب ومش لاقي كلام أقوله اكتر من كده ..... اتكلم انت وقول ردك نظر له مالك قائلا : عاوزني اقول ايه ؟! قال جاسر : قول اللي يرضيك اوما مالك ونظر الي جاسر مطولا قبل أن يتجه إليه ويقف أمامه متسائلا : اللي يرضيني اوما له جاسر ليتفاجيء به يجذبه من ذراعه وسرعان ما يسدد له لكمه قويه في وجهه قائلا : ده ردي انك كنت مرتبط باختي من ورانا .....تفاجيء جاسر ولكنه سيطر علي نفسه سريعا متقبل أن ينفث مالك عن غضبه منه ولكن ما أن رفع مالك قبضته مجددا كان جاسر يسرع ليمسك بيده بينما يدلك فمه باليد الأخري قائلا : اول بوكس وفهمت سببه التاني بقي سببه ايه ...؟!. هتف مالك بغيظ : ده عشان اللي عملته في ماس نظر له جاسر بصمت بينما ارهقه التبرير لذا فليصمت تنهد مالك قائلا : سكتت ليه ؟! قال جاسر وهو يهز كتفه : خلاص معنديش حاجه اقولها قال مالك بغيظ : يعني مش هتدافع عن نفسك قال جاسر : هتفرق ....كلكم شايفين اني وحش خلاص مش هبرر لامست كلماته قلب مالك الذي بالفعل يتفهم موقف جاسر ولكنه بسبب عدواته معه كان يتخذ موقف منه ليقول بتمهل وهو يتطلع الي ملامح جاسر ووقع كلماته عليه : يعني انت جاي دلوقتي تعتذر وبس .....ولا جاي عشان اخليها ترجعلك قال جاسر باقتضاب : حقك اعتذرلك رفع مالك حاجبه بخبث : بتحرجني بالكلمتين دول ؟!. هز جاسر كتفه قائلا : انا معنديش مبرر لغلطتي في حق مراتي إلا أنها اكتر واحده فهماني وعارفه اني عمري مااقدر ااذيها عن عمد ..... مش هبرر ليكم عشان هي الوحيده اللي هتفهم مبرري وافق مالك علي كلام جاسر بصمت لتمر بضع دقائق بعدها يعتدل جاسر واقفا : انا همشي اومقفه مالك قائلا : استني مش هتشوف اختك ... علي مضض بقي جاسر ليتجه مالك الي غرفه مي ليخبرها أن تخرج لأخيها عقد حاجبيه حينما وجدها تضع ملابسها وملابس ابنها بتلك الحقيبه التي وضعتها علي طرف الفراش ليقول باستنكار : بتعملي ايه .؟. قالت مي بانكسار : بجهز عشان امشي مع جاسر قال مالك بعدم فهم : تمشي معاه فين انفلتت الدموع من عيون مي التي قالت وهي تصف ما فهمته من مكالمه جاسر المقتضبه لها والتي كانت عبارة عن أمر الا تخرج أثناء وجوده مع مالك بينما جاسر أراد أن يتحدثوا دون حرج وجودها ولكنها ظنت أن مالك سيتركها لذا جاء جاسر : هو مش انت كلمته عشان ياخدني وتطلقني انصعقت ملامح مالك الذي قال باستنكار لظنها الخائب : لا ده انتي مخك لسع منك قالت مي وهي تمسح دموعها بظهر يدها : شكرا لم يصدق لوهله أن تلك هي مي التي كانت ترد الكلمه بعشرة أمثالها ليهتف بغيظ : جنان ايه اللي بتقوليه ده .....ياخدك ايه واطلقك ايه يا مجنونه هو انا لو عاوز اطلقك ما كنت عملتها من زمان نظرت له بعيون باكيه لامست قلبه بقوة : يعني انت مش هتطلقني زي ما جاسر عمل مع ماس بالفعل كاد يضحك بشده علي تفكيرها ولكنه هتف بغيظ : يارب صبرني..... هو كل حاجه غيرنا يعملها لازم اعملها نظر لها ثم قال : اقولك .....اطلعي شوفي اخوكي بدل ما أفقد اعصابي من هبلك خرجت مي لتقف بانكسار بينما كان جاسر قد غادر لتقف مكانها بقلب منكسر تتطلع في أثره وقد فقدته الي الابد وأبدا لم يسامحها أحد من عائلتها خرج مالك خلفها ليقول بدهشه وهو يتلفت حوله : هو جاسر راح فين ؟! ابتلعت مي غصه حلقها قائله : نزل عقد حاجبيه قائلا : بسرعه كده أومات مي وهي تخفي حزنها من علاقه أخيها التي انقطعت بها : كان مستعجل اوما مالك قائلا : طيب انا هروح لماس شويه لو عاوزة اخدك لمامتك في طريقي اجهزي نظرت له بتردد قائله : ينفع اجي معاك لماس ...انا من وقت اللي حصل عاوزة اروح لها بس خايفه اضايقها نظر لها مالك بحيره قليلا بينما يخشي أن يتسبب وجود مي بهذا الوقت بمشكله أو حرج بينها وبين عائلته ليقول : خلينا مره تانيه ....يعني انا مش هتاخر وبلاش اتعبك في الطريق فهمت مي لتهز راسها قائله : زي ما تشوف خرج مالك ولكن ماهي الا لحظات ووجدته يتصل بها : مي انا نسيت المحفظه بتاعتي نزليها مع عم محمد هو طالع ليكي علي طول أومات واسرعت تحضر محفظته وتفتح الباب للبواب الذي اخذها منها لتستدير مي وتهم بإغلاق الباب لولا تلك التي فتحت الباب المجاور لها وسرعان ما كانت تبتسم قائله : مساء الخير أومات مي بينما اختطفت نظره الي تلك الشابه ذات الوجهه المزين بإتقان شديد وتلك الملابس التي التصقت بجسدها الرشيق لتقول بسرعه وهي تخفي تفحصها لها : مساء النور قالت الشابه : انا نورا جارتك ... حرم اللواء عبد العزيز الهواش الله يرحمه أومات مي بتعلثم وهي لا تستطيع ابعاد عيناها المتفحصه عن تلك المراه الخاطفه بينما كل شيء بها مثالي لتهز راسها وتدخل الي شقتها وسرعان ما تتساءل كيف تكون زوجه هذا اللواء الذي تتذكره قليلا وهو كان أكبر من ابيها فكيف شابه مثلها تكون زوجته ؟! ........... في الصباح التالي استغرق جاسر وقت طويل بينما ظل بسيارته جالس اسفل منزلها وعقله يحصي محاولاته لإرضاءها بينما بدأت كرامته تتدخل في الامر متعارضه مع قلبه الذي يتلمس لها الأعذار فهو من بدأ بجرح كرامتها من البدايه لذا فلتبتعد كرامته قليلا لينزل من سيارته ويتجه للاعلي وهو ينصاع لقلبه المشتاق والمتأمل لفرصه مسامحته فتحت هويدا الباب ليقول جاسر بهدوء : صباح الخير ياطنط أومات هويدا وامتلئت نظراتها عتاب إليه ليقول جاسر باعتذار : انا عارف أن حضرتك زعلانه مني .... بس اللي حصل ده مكنش اكتر من لحظه انفعال وانا ندمت عليها ...حضرتك عارفه معزتك وغلاوتك عندي ومكنتش احب ابدا يحصل كده ولا اتسبب في زعل لحضرتك قالت هويدا بعتاب : انا دايما كنت بعتبرك ابني بس انت زعلت بنتي وزعلتنا كلنا منك ياجاسر اوما جاسر قائلا : غصب عني ياطنط .... الظروف اللي مريت بيها انا وماس مؤخرا أثرت علي حياتنا وخلتني مبقتش قادر اتحكم في نفسي ....نظر لها وتابع : أنا مش ببرر بس علي الاقل بوضح لحضرتك هزت هويدا راسها قائله : مختلفناش ياابني أن الظروف اللي مريتوا بيها كانت صعبه عليكم انتوا الاتنين ....والبيت بيقوم علي اتنين مش واحد وكل واحد بيعدي للتاني طالما يقدر .... بس انك تطلقها مرة واحده دي مش سهله ابدا وخصوصا بعد اللي حصل لها واللي اكيد تعب نفسيتها جدا قال جاسر باعتراف : ندمان والله وادي حضرتك شايفه انا بحاول اد ايه أراضيها وهي حتي مش مدياني اي فرصه ....مع اني متاكد انها بس لو سمعتني هتسامحني تنهد وتابع : أنا مش لازم اقعد اتكلم علي اللي حصل بينا قدام الكل بس معاها هنتكلم عشان احنا اللي عيشنا كل ده هزت هويدا راسها موافقه : اكيد وعشان كده انا وعمك بنتدخل في اقل الحدود ربتت المراه علي كتفه وتابعت : عموما ياجاسر انا بعزك وعارفه ومتاكده انك بتعز ماس وهتقدر تصالحها وان شاء الله ترجع حياتكم مع بعض احسن من الاول ابتسم لها جاسر بأمل قائلا : أن شاء الله واتمني ان حضرتك متكونيش زعلانه مني انتي وعمي قالت هويدا بلياقه : احنا كل اللي يهمنا ماس هز رأسه قائلا : وانا كل اللي يهمني ماس وعشان كده هفضل احاول لغايه ما تسامحني أومات هويدا قائله : عموما انا برضه هتكلم معاها لما ترجع عقد جاسر حاجبيه باستفهام : ترجع ...؟! هي خرجت أومات هويدا : اه خرجت من شويه قال باستفهام : راحت فين ؟ قالت هويدا بهدوء : خرجت شويه مع ريم تغير جو اوما جاسر ومازال طبعه الغيور يغلبه دون إرادته وكونه علي هامش حياتها ولا يعلم شيء عنها حتما يضايقه ولكنه تحكم فيه بينما يقول : تمام .....هستأذن انا فتحت ماس الباب باللحظه التاليه لتتغير نظراتها سريعا ما أن رأته جالس بالبهو برفقه والدتها لتخفي الانكسار بعيونها بينما تجددت كل جراحها وهي تتحدث مع ريم عن تلك الفتره العصيبه التي مرت بها قالت هويدا وهي تلطف الجو بينهما : ماس تعالي ...جاسر كان لسه بيتكلم معايا وبيقولي أنه ندمان ومستعد يراضيكي ....قامت وربتت علي كتف ابنتها بينما تنسحب بلياقه من بينهم : تعالي اقعدي واتكلمي مع جوزك احتقن وجهها من سماع تلك الكلمه لتلقي بحقيبتها علي المقعد وتتجاهل وجوده وتتجه الي غرفتها ولكنه لم يفعل ليسرع خلفها ويمسك بذراعها يوقفها : ماسه قالت بجفاء وهي تنزع ذراعها من يده : عاوز ايه ؟! لم تمهله فرصه الرد بينما رفعت اصبعها في وجهه وتابعت بانفعال : ومتقولش نتكلم عشان مفيش بينا كلام نظر إلي عيونها التي اشتاق اليها ولصفاءها الذي غاب وحل محله حزن كبير مهما حاولت اخفاءه : امال في بينا ايه اشاحت بوجهها عنه قائله : مفيش اي حاجه بينا خلاص !! اقترب جاسر منها خطوه وتوقف امامها قائلا : ياماس اعقلي.... انا عارف انك بتعملي كل ده عشان انا جرحتك كتير بس من غير ما اقصد هتفت بغضب من كلماته التي تدركها جيدا ولكن لم يعد لها معني بينما بكل مره يجرحها أكثر من سابقتها وما يؤلمها أكثر من الجرح إدراكها أنه يحبها ولا يقصد جرحها إذن كيف تكون تلك المعادله التي يأست من حل أطرافها ....أن كان من يحبك هو من يتسبب لك بالجراح إذن ماذا سيفعل عدوك ؟!! : كل مرة تقول كده قال برفق وهو يمسك بكتفها لتنظر اليه : انتي عارفه اني عمري ما اقدر اجرحك بقصد هزت راسها وابعدت كتفها عن لمسته : مبقتش عارفه حاجه قال جاسر بأصرار : لا انتي عارفه اني بحبك قالت ماس بحده : كداب !! نظر لها جاسر بعتاب قائلا وهو يحاول شرح موقفه : ماس قدري موقفي وافتكري اد ايه انا كنت بحاول وانتي كنتي بتصدي أي محاوله مني..... قدري الحالة اللي كنت فيها بعد كلامك ربما كانت تقدر سابقا بل وهي بالفعل طالما قدرت والتمست له الأعذار ولكن تلك المره لا لتقول بغضب وهجوم : وانت مقدرتش ليه حالتي وموقفي قال بحنان وهو يلمس كتفها مجددا : قدرت ياحبيتي وفضلت كتير احاول اخرجك من الحاله دي ....بس انا اتصدمت لما قولتي الكلام ده قالت ماس بانفعال : وانا اتصدمت من اللي علمته ....رفعت اصبعها في وجهه وتابعت بعتاب قوي : انت في لحظه بعتني نظر لها برجاء ان تعفيه من إصرارها وان تلتمس له الأعذار كما اعتاد ليقول برفق : ياماس انتي اللي وصلتني لكده بالرغم من هدوء نبرته إلا أنها كانت كالقنبله التي انفجرت بداخل ماس التي صاحت به باستنكار شديد : أنا ؟! لم يعد هناك مفر من المواجهه وإخراج كل ما بداخله لعلها تتفهم موقفه ليقول بنبره هادئه : أيوة ياماس .... انتي اللي خبيتي عليا من الاول .... ومتقوليش عصبي انتي عارفه انك الوحيده اللي بتقدري عليا لما تحبي ..... نظرت له ماس باستهجان بينما بدأ كعادته بقلب الطاوله عليها : بقيت انا الغلطانه اوما جاسر بهدوء : عشان انتي غلطتي لما استسهلتي تخبي عني ومقدرتيش اني راجل بحبك وبغير عليكي مع انك عارفه كويس اوي غيرتي بتعمل ايه ......امسك بكتفها وسرعان ما كان يتابع : ياماس انا مش بقول الكلام ده عشان أنكر غلطتي انا بس بوضحلك موقفي .....وانا اهو قدامك غلطت وبعترف بغطلتي وانتي برضه مصممه علي موقفك ومصممه نبعد عن بعض وانا اللي متمسك بيكي للنهايه استمعت ماس إليه مطولا بينما توقفت عند تلك النقطه من اداركها أن الحديث والجدال لم يعد له محل لترفع راسها إليه اخيرا وتقول ببطء وهي تنظر إلي عيناه : انت مش ملاحظ حاجه ؟! نظر لها جاسر باستفهام : ايه ؟ قالت ماس بانفعال : أن كلامك كله عن نفسك ..انا فين .....انا فين في كل كلامك الا اني غلطانه وبس ....كل كلامك عن نفسك وانا ولا حاجه دون إرادته سري الغضب في عروقه بينما إعادته لنقطه الصفر في الحصول علي صفحها لتنفلت الكلمات من شفتيه بملل ممزوج بالانفعال النابع من يأسه : تاني هنرجع لموضوع بتلغيني ياماس ..؟! وقد كانت نقطه انفجار أخري لتهتف ماس به بغضب شديد : انت مش لسه هتلغيني..... انت لغيتني وانا قبلت وسكتت ودي فعلا غلطتي الوحيده ..... وكزته بطرف اصبعها بكتفه وتابعت : انت مفيش فايده فيك ......انت زي ما انت مش هتتغير رفعت وجهها إليه بتحدي : بس انا مش هجادل معاك ولا بقي فارق معايا مين صح ومين غلط انت خلاص كنت مرحله في حياتي وانتهت اي تكون .....المهم اني اتعلمت منها واكتر حاجه اتعلمتها اني مش هلغي ال (أنا ) بتاعتي ولا هوقف حياتي واربطها بحد اي أن يكون وتحديدا انت .... ! تحول وجه جاسر لجمره ملتهبه بينما تلجم لسانه من كلماتها التي لا تدرك وقعها عليه بينما صداها مخيف بأنه لم يعد شيء بحياتها ....أنه من يتمسك بها للنهايه وهي تترك يده وتخبره أنه محطه بحياتها وانتهت أبعدت عيناها عن عتاب عيناه القوي الذي اكتفي به وهو يسحب نفسه بخطوات غاضبه الي الباب تبعه صوت ماس الغاضب من صمته وعتابه الذي لامس قلبها الخائن الذي مازال يحبه ويؤنبها علي جرحه بتلك الطريقه ليهب عقلها بغضب يصيح به : اسكت ....اسكت زي عادتك وامشي ....امشي وأخرج من حياتي ....انا مبقتش عاوزاك أسرعت هويدا تخرج علي صوت ابنتها لتتجه سريعا خلف جاسر الذي كان قد وصل إلي الباب ووضع يده علي مقبضه : جاسر انت رايح فين ياابني .... استني واهدي وكملوا كلامكم نظر جاسر إلي ماس بنفس نظرته المعاتبه بقوة قائلا : مفيش داعي لوجودي ماس قالت كل اللي عندها حاولت هويدا إيقافه : ياابني استني قال بتهذيب وهو يخرج : بعد اذن حضرتك التفتت هويدا الي ماس التي هوت مكانها تبكي وتصيح : سيبيه ياماما يمشي ....سيبيه انصرف بالفعل ...انصرف وهو لايدري ماذا يفعل بينما التمسك بها بعد كلماتها أصبح درب من دروب المستحيل لكرامته.....! لم يعد يستطيع المحاوله مجددا بعد ما قالته ولم يعد يخبر نفسه أنه نابع من جرحها .....ليهرب من اي حديث بينهم مجددا أو من أي طرف من أطراف العائله خشيه ان تطلب الانفصال أو يتطرق اي منهم لشيء كهذا بينما مر شهر علي ماحدث ليخبر نفسه أن يدع كل شيء للوقت كما أخبره قلبه .....سيمر الوقت ومؤكد ستشتاق إليه كما يفعل هو بكل لحظه من تلك الأيام التي لم يتوقف ولو لحظه عن الاشتياق لها بها مهما اغرق نفسه بالعمل ليهرب من هذا الاشتياق الذي ينهش بقلبه إلا أن حياته توقفت بالفعل فهي حياته وبعدها عنه سحب منه تلك الحياه ...... قالت ياسمين بابتسامه هادئه بينما انتهي الطبيب من فحص ساق صالح بعد أن ازال منها الجبيرة الاخيره : حمد الله علي سلامتك يا حبيبي ابتسم صالح لها وقبل يدها قائلا : الله يسلمك ياحبيتي ....ربنا يخليكي ليا نظرت له بحب بينما انتهت كل تلك الفتره العصيبه التي مرت عليهم فهاهو شفي تماما وعادوا لمنزلهم وحياتهم تمضي بهدوء طوال الشهر الماضي بينما تسير بركود علي ماس وجاسر بالرغم من محاوله ماس المضي بحياتها بعيدا عنه بينما تخشي أن تعترف لنفسها باي لحظه أنها اشتاقت له وكل ما تخبر نفسها به أنه ابتعد بعد كلماتها التي لم يتحملها .... تعاتب نفسها احيانا علي قساوة كلماتها ولكنها تعاتب نفسها أكثر علي انها تنتظر منه مجددا المحاوله لعل تلك المحاوله تشفي جرح كرامتها ...كل منهم ينتظر شيء من الاخر يعرف أن له الحق به بسبب الحب الذي جمعهم .... هذا الصباح بهذا اليوم ربما يكون مختلف لماس او تحاول هي أن تعتبره هكذا بالرغم من ثقله لتقنع نفسها أنه يوم ككل يوم ولا تريد أن تتحمس زياده بعد تلك المكالمه التي أتت إليها باليوم السابق من احد الشركات التي قدمت بها للعمل واليوم لها مقابله ثقيله للغايه علي قلبها بينما البدء من جديد يستلزم طاقه ليست لديها تخبر نفسها دوما أنها ستبدأ ولكن بداخلها تخشي الاعتراف أن ليس لديها طاقه للبدء بينما ذيول الماضي مازالت تتبعها وهي تحبه ولا تقوي علي فراقه كما يظن أو كما تظهر للجميع ..... انتهت من المقابله ومعه ينتهي خداعها لنفسها وتواجهها بأنها فشلت بكل شيء ....لم يعد هناك داعي لأن تكذب والتظاهر بقوة ليست بداخلها فهي انهزمت ... انكسر قلبها وضاع حبها وفقدت طفلها ومنزلها وحبيبها وعملها ومع كل تلك الخسائر خسرت نفسها وقوتها وشجاعتها وكل ما بداخلها من عزيمه للبدء ..... جلست في سيارتها وسمحت لدموعها أن تظهر بعيونها وهي تلقي بسيرتها الذاتيه بجوارها وتلك الكلمات التي سطرت لنهايه سيرتها المهنيه عن عدم الالتزام مازالت تتردد في أذنها بينما عجزت عن التبرير بأن كان لها ظروف لا تعني هذا الرجل الذي كان يجري المقابله معها ومن نظراته فهمت رده ....! نظرت إلي نفسها بانعكاس مرأه السياره وسمحت لنفسها أن تواسي نفسها بينما تدافع عن نفسها بأنها ليست فاشله ....بل سلسله من الظروف هي من دفعتها للفشل ....أنها بذلت ماعليها من جهد في كل شيء ولكن الظروف أجمعت الا تدعها تنجح ....حاولت أن تنجح بحياتها وبعملها وحتي بحمل طفلها ....ليست فاشله ولن اختار الفشل طريق .... لتسري الدماء الحاره بدماءها وهي لاتري نفسها ابدا تستحق أن تكون تلك الكلمات وصمه تلازمها وتمحي فرصها في البدء من جديد لتحاول قدر الإمكان ترتيب كلماتها وهي تدلف بقامتها الرشيقه الي ذلك الرواق الرخامي المؤدي الي مكتب مديرها السابق ....ستطالب بحقها ولن تتقبل ابدا ان تحكم عليها الظروف ...حتي وان فشلت فهي علي الاقل حاولت .... علي الفور وافق مهاب علي مقابلتها ما أن أخبرته مديره مكتبه ليبتسم بترحيب هاديء كطباعه وهو يقول : ماس اهلا ازيك ....اتفضلي استقباله لها بتلك الطريقه جعلها تفقد القليل من عزمها بينما كانت اتيه بهجوم مباشر تدافع عن عدم انصافها ولو علي الاقل بخروج يليق بمجهودها بالعمل لتقول بقليل من الحرج : متاسفه يامستر مهاب اني جيت من غير ميعاد ....انا مش هاخد من وقتك كتير بس تسمح ليا بدقائق اوما وهو يشير لها أن تجلس : طبعا اتفضلي بدأت تتحدث لتشرح موقفها : أنا مش معترضه ابدا علي قرار فصلي بس مش بالطريقه دي. ... علي الاقل يكون في كلام يقدر اني كنت بشتغل بجد وملتزمه .....تعلثمت وهي تتابع : انا مش عارفه اشرح وجهه نظري بس قاطعها مهاب بايماءه هادئه من راسه :فاهمك نظرت له ليقول : فاهم انك متضايقه وحقك طبعا تغيري علي مجهودك وشغلك الفتره دي .... نظر لها وتابع بمهنيه بحته : مهنيا قرار الفصل مكانش في تعسف تجاهك ابدا وأتذكر تحديدا سبب الفصل وهو عدم التزامك ومكنش ينفع ابدا يكون في سبب تاني للحظه شعرت بالغضب والتشتت من كلماته المتناقضة فكيف يري لها حق وكيف يدافع عن قرار فصلها : بس انا كنت ملتزمه جدا في شغلي وحضرتك عارف ومكنش ينفع يتكتب عدم التزام مني سبب الفصل ....قاطعها وهو يري عدم ترتيب كلماتها : كان يتكتب ايه ..... صممت ولم تجد رد بينما فركت يدها بتوتر من عدم استطاعتها اكمال حديثها ليأخذ مهاب دفه الحديث : عدم الالتزام له أوجهه كتير وانا لو بعمل معاكي interview كنت هسألك مباشرة سبب الكلمه دي قاطعته بانفعال واضح : مفتكرش أن حد هيهتم يسأل ولا يعرف ظروفي انا أو غيري طالما كلمه زي دي موجوده في ال resume بتاعتي ...اللي انا مستحقهاش قال بهدوء شديد : بس انتي فعلا كنتي غير ملتزمة ....كنتي تحبي يتكتب ايه غير كده في أسباب فصلك هبت واقفه باندفاع وتابعت بانتقاد لهدوءه وبروده ومهنيته السخفيه من وجهه نظرها : كنت احب أن يكون في عداله اكتر من كده علي الاقل تقدير لشغلي اللي تعبت فيه .... ارتسمت ابتسامه طفيفه علي جانب شفتيه المنحوته اجتذبت نظر ماس وزادت من غيظها منه بينما لاتري سبب لتلك الابتسامه السمجه وهي تكاد تغلي من الغيظ لتشيح بوجهها وتسير خطوه باتجاه الباب ولكن صوته الهاديء أوقفها : رايحه فين يا مسز ماس ...؟! التفتت له ماس ومازال الغيظ يكسو ملامح وجهها الجميل والذي لاحظ مهاب الان مقدار هزلانه وشحوبه عكس ما اعتاد دوما علي اشراقتها : كلامي خلص مفيش داعي اخد من وقت حضرتك اكتر من كده هز كتفه وداعب طرف القلم الأنيق بأصابعه قائلا بتمهل : كلامنا لسه مخلصش ... نظرت له وعقدت حاجبيها : انتي كنتي بتقولي منتظرة تقدير لشغلك وبعد كده قومتي تمشي نظرت له وازدادت عقده جبينها لينظر لها مهاب للحظه قبل أن يقول باريحيه وهو يسند رأسه الي ظهر مقعده : احنا هنا بنقدر اوي الشغل والمجهود بدليل مكانك اللي وصلتي له بس بمجهودك ومن غير واسطه ولا حتي طلب منك .....ماس تقدري ترجعي شغلك من بكره ! انصعقت ملامح ماس ولم تستوعب ما نطق به لتحاول التعبير بينما تتساقط منها الكلمات المبعثرة : بس ....بس انا ...يعني فصلي نهائي ...و ...و...قصدي ..ارجع مكاني ...ازاي ابتسم مهاب بهدوء وثقه طالما تحلي بها : ده اقل تقدير مش لشغلك بس لشجاعتك في طلب حقك ............ .... هل دار الكون من حولها للتو .....هل هي تكاد تسمع دقات قلبها من فرط سعادتها ... هل تتبدل الأحوال بتلك السرعه ....!! ارتعشت يدها حتي لم تستطيع قياده سيارتها وتلك الابتسامه الواسعه تمليء وجهها كما يمليء الحماس قلبها ..... وعلي الجانب الآخر كان هناك حماس من نوع اخر بينما يوقع ذلك الرجل المهيب الموافقه علي مهمه جاسر الجديده ويرفع إليه الاوراق : بالتوفيق ياجاسر. ....انا واثق انك هتعمل قضيه كبيرة مش بس قضيه مخدرات للراجل ده اوما جاسر : ان شاء الله يافندم أخذ الاوراق وعاد الي مكتبه ليبدأ بالتنسيق مع بعض الجهات تسهيل مهمته والتي كانت بوادرها واضحه بينما يصرخ زياد بغضب شديد في محاميه : ازاااي قال جمال من بين أسنانه : اهدي يازياد صوتك عالي ضرب زياد طرف المكتب بقبضته : اهدي ازاي وانت بتقولي أنهم هجموا علي شقه اكتوبر وحرزوا كل الدهب اللي كان فيها وقبضوا علي العيال قال جمال متحكم في نفسه : مش دي المصيبه يا زياد ....لو واحد منهم جاب اسمك الموضوع انتهي .... انت بتغش في الدهب وكمان بتاجر في الدهب المسروق فرك زياد وجهه بغضب : والحل ياجمال ؟! قال جمال بضيق : الحل انك تهدي وتسيبني افكر واعرف ازاي هخلي العيال دي تسكت ومتجبش سيرتك خالص .......... .... نظرت مها إلي ليليان بابتسامه هادئه : حمد الله على السلامه ياطنط ابتسمت ليليان بها قائله : الله يسلمك يا بنتي ...طمنيني رافت بخير أومات مها قائله : كويس الحمد لله .... اخد كل ادويته في ميعادها وكمان خرج الصبح راح الشغل شويه ورجع وبيرتاح في اوضته أومات ليليان قائله : هطلع أطمن عليه هزت مها راسها وحاولت كبح كلماتها بداخلها ولكنها لم تستطيع لينفلت السؤال من شفتيها : اخبار صالح ايه يا طنط ؟! استدارت ليليان لها للحظه ثم قالت باقتضاب : كويس الحمد لله ابتلعت مها لعابها ببطء وهربت من نظرات ليليان لها والتي تخبرها أنها من قبلت هذا الوضع ولم تقبل به فقط بل من اختارته وصممت عليه Flash back سينتهي كل شيء وهي بداخلها مقتنعه بأنها نهايه الطريق الصحيحه وجاي إن لم تكن النهايه التي إرادتها إلا أنها الصحيحه بكل الاحوال ....لم يعد لها مكان بينه وبين زوجته ولم يعد لها أي حق به .... بنفس تلك اللحظه التي تصالحت فيها مع خطوات قدرها كانت تتعالي بها انوار تلك السيارة تدخل من البوابه لتعقد مها حاجبيها باستفهام سرعان ما تحول الي خوف مليء وجهها وهي تري هذا الرجل أمامها ....! نزل هارون من سيارته وسرعان ما ارتسمت ابتسامه باردة علي شفتيه الغليظه حينما وجد مها أمامه والتي لم تسعفها خطواتها لتهرب من أمامه فكان سرعان ما يوقف امامها قائلا : رايحه علي فين يا حلوة ؟! تراجعت مها خطوة للخلف وعيناها تتلفت يمينا ويسارا بينما تأهبت للصراخ ولكن هارون سرعان ما اخرسها وهو يقول بحزم : لو فتحتي بوقك هقول علي فضايح ابوكي اهتزت نظرات مها وتظاهرت بقوة زائفه وهي تهتف به : فضائح ايه ياراجل انت ....انت اصلا ايه اللي جابك هنا ؟!. رفع هارون حاجبه قائلا بثبات : جاي عاوز حقي ....حقي اللي ابوكي مات قبل ما يرجعه هزت مها راسها : بابا رجع فلوسك ضحك هارون ساخرا : معاكي دليل ....ولا تحبي نجيب المحروس جوزك وابوه ونقعد نتكلم كلنا في الموضوع قالت مها بخوف من انكشاف تواطئها مع ابيها : مفيش حاجه نتكلم بيها .... بابا رجع فلوسك ...هو قالي كده سخر هارون مجددا : هو يقول اللي عاوزة ....وانا اعمل اللي انا عاوزه ....ها ياحلوة هتدفعي انتي ولا المحروس جوزك اللي هيدفع ؟! زجرته مها بحنق : مالكش دعوه بيه ....كل حاجه كانت عند بابا البنك حجز عليها خلاص رفع هارون حاجبه : وماله ....جوزك موجود ومليان كمان افلتت الكلمات من شفتيها : أنا وصالح هنتطلق ! .......... ... رفع هارون حاجبه بخبث وهو يتطلع الي تلك الحقيبه التي أعطتها له مها باليوم التالي قائلا : ودول تمن ايه طالما انتي عارفه أن ابوكي دفع دينه ؟! قالت مها باحتدام : تمن انك تختفي من حياتي .. امسك هارون بتلك القطع الذهبيه ووضعها بجيبه قائلا ببرود : بالبساطة دي .....؟! أومات مها وهي تتلفت حولها بخوف حينما رأت صالح يخرج من الباب وسرعان ما سبقته نظراته الغاضبه حينما تفاجيء بهارون واقفا احتدت نبره صالح بينما ينظر إلي هارون بغضب : انت ايه اللي جابك هنا ياراجل انت ...؟! نظر هارون بطرف عيناه الي مها التي ترجته بنظراتها أن يصمت وينصرف ليتمهل هارون قليلا يتلاعب بأعصاب مها قبل أن يقول ببرود : جاي اسأل علي بنت عمي اتجه صالح إليه بغضب مزمجرا وهو يسحب مها بحركه عفويه منه يوقفها خلف ظهره : مالكش حد هنا ...اتفضل برا واياك اشوفك قريب منها تاني نظر هارون بخبث الي مها التي توقفت خلف صالح ليقول ببرود : ولازمته ايه التهديد ....انا جاي في خير زمجر صالح بغضب : ولا خير ولا شر ...برا واالا هخلي الرجاله ترميك برا ابتلع هارون غضبه بينما فكر بالايخسر الآن بينما بإمكانه الحصول علي المزيد من مها التي عرف كيف سيضغط عليها ....! اسرع بسيارته خارجا ليلتفت صالح الي مها التي سرعان ما قالت بخوف : صالح انا خايفه اوي من الراجل ده عقد صالح حاجبيه باستفهام : خايفه من ايه ؟! وقتها لم تجد رد لسؤاله ولكن بنفس الليله كانت الاجابه تلمع أمام عيونها بينما جلست تلك النساء وعدد من الرجال يرافقون هارون الذي قال لرأفت : احنا جايين ناخد بنتنا عقد رافت حاجبيه باستنكار : تاخدوها يعني ايه ؟! قالت المراه الكبيرة : يعني الأصول ياحاج ....البنت تلزم عيلتها طالما هتطلق . ! تحشرجت امعاء مها ونظرت الي رافت برجاء الا يدعهم ياخذوها ليقول رافت باحتدام : طلاق ايه وكلام فارغ ايه ....مها مرات ابني وعايشه في بيته ومش هتطلع من هنا ابدا بكت مها بانهيار بينما ترتمي بحضن رافت الذي دافع عنها أمام هؤلاء الناس : عمي انا مش عارفه اقولك ايه ...حضرتك وقفت جنبي قدام الراجل ده ....ده راجل مش كويس وبابا مكنش له علاقه بيه ابدا .... هو فاكر أن بابا لسه عنده فلوس وعشان كده عاوز ياخدني عندهم ...ارجوك ياعمي متسبنيش ليهم ... امتليء وجهها بدموعها بينما تنظر إليه برجاء : ارجوك ياعمي كلم صالح ميطلقنيش ....لو طلقني الناس دي هتاخدني غصب عني ....ارجوك ياعمي ....خليه يحميني ولو بورقه انا عمري ما هطالب باكتر منها ...! توسلات منها وكلام من أبيه وموقف وجد نفسه بمنتصفه .... لا يستطيع خلف وعده لياسمين وايضا يجد صعوبه في ترك من يتوسله لحمايته .... يأس وتعب من كثره مواجهه الظروف لذا كان الهروب هو وسيلته ...! هرب من مواجهه ياسمين بالكذب عليها أنه طلق مها وهرب من مواجهه مها بأن لا حق لها بطلب حمايه منه وهرب من مواجهه أبيه بأنه السبب في كل ما يحدث ...! هرب وتناسي وضعه وسارت حياته مع ياسمين جميله مخالفه لكذبته البشعه عليها ...! ...... ... رفع جاسر رأسه من فوق الوساده التي لا يرتمي فوقها كل بصعه أيام إلا حينما ينهكه التعب وينال منه ليطمئن أنه ما أن يضع رأسه فوقها سيغرق بالنوم دون أن ترهقه أفكاره ولا مشاعره المشتاقه لها بينما لم يقرب من قريب أو من بعيد فراشهم الذي لا يستطيع النوم عليه بدونها ليتخذ من الاريكه منام له ... امسك هاتفه الذي يرن ليستغرب كثيرا وهو يجيب : داغر !! : جاسر شكلك كنت نايم اوما جاسر : اه شويه ...خير ياداغر ..في حاجه بخصوص موضوع ماس ...؟! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ايه رايكم و توقعاتكم وكالعادة هسيب عقلكم يشتغل ...داغر بيتصل ليه ..؟! اللي مش فاكر مين هو ...ده وكيل النيابه اللي حقق من ماس ... أن شاء الله في فصل هينزل قبل الخميس لأني عاوزة اخلص الروايه في اقرب وقت ...دمتم سالمين
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !