مهووس بك الفصل الثاني عشر

17
ربت الطبيب علي كتف أدهم قائلا : خلي أملك في ربنا كبير يااادهم بيه وان شاء الله الحمل هيكمل....احنا اديناها مثبتات وهنحاول نحافظ علي الجنين علي قد مانقدر..... ردد بلسان ثقيل ; لو فضل الحمل في خطورة عليها ؟ قال الطبيب : مقدرش اقولك اي حاجة دلوقتي....تنهد الطبيب واكمل : لو النزيف موقفش هنضطر نوقف المثبتات وننزل الجنين.... نطقها وهو لم يكن يتخيل يوما ان يقولها : مش مهم الحمل... المهم هي قال الطبيب بأمل : بلاش نسبق الأحداث وانا متفائل بالخير اننا مش هنوصل للمرحلة دي هز أدهم راسه قائلا : ينفع ادخلها قال الطبيب بهدوء : معلش ياادهم بيه بلاش دلوقتي... .... ...عاد الطبيب للداخل ليتراجع أدهم للخلف ويسند ظهره للحائط بقله حيله فليس بيده شئ يفعله لها ...... ليمضي الوقت ببطء ومع كل دقيقة تمر أعصاب أدهم تحترق.... ليتذكر لحظات الليلة الماضيه الكئيبه ويتذكر خوفها ووجعها.. وجهها الشاحب و تمسكها بيده قبل ان يسلمها للأطباء.... اغمض عيناه بقوة ليته لم يسافر ويتركها...!! ليته سألها وتحدث معها... انها كانت حامل لثلاثة أشهر ولاتعلم مسح وجهه بعصبيه ... غبي.. غبي..! ازاي متفمهش حاجة زي دي.... كانت معاك كل يوم ومفكرتش انها حامل....!! ........ ..... ارتعبت عايدة وهي تفكر بالمصير الذي ينتظرها اذا انكشف أمرها....! ادهم لن يرحمها....!!. وتلك الحقير شيري لاتجيب علي اتصالاتها... اغلقت الهاتف وجلست بغرفتها تفرك يدها بخوف شديد... تفكر ماذا يمكنها ان تفعل لتخرج من تلك المصيبه ان عرف أدهم انها من كانت تعطي زوجته تلك الحبوب....!! هدات ضربات قلبها وهي تفكر بأنها تخلصت من تلك الحبوب واخفت جميع آثارها لتطمئن نفسها انه لن يعلم... لن يعلم...! هكذا حدثت نفسها وهي تفكر بأنها ستاخذ من شيري ذلك المبلغ الضخم الذي اتفقوا عليه وستترك العمل نهائيا وتعيش حياة افضل...! ولكن بالمقابل ماذا فعلت...؟! هزت راسها تبعد هذا البصيص من الندم بداخلها ولماذا تندم من الأساس..فمثيلاتها يعيشون حياتهم ينفذون الأوامر فقط... ليس من حقها الاعتراض... لو كانت اعترضت لكانت فقدت عملها علي الفور .... . فلا يجب أن تندم ان كانت نفذت الأوامر لتحيا وتعيش حياة افضل من تلك التي تحياها وتظل عبده لهم...! ...... .. نظر أدهم لبزوغ خيوط الشمس وهو يفكر بأنه بدونها هو صباح مثل صباحاته الكئيبة السابقة قبل ان يلقاها... لقد نسي ذلك الظلام برفقتها.... كم يريد رؤيه عيونها الجميلة الان لتشرق له الشمس .! ..... رفع عيناه للسماء وهو يتذكرها وهي تتفاءل دائما وتخبره ان مع كل نهار القادم يكون أفضل ليتنهد بثقل مرددا ... يارب..! قالها من قلبه بقوة يأمل ان تكون بخير نعم هي فقط..! يتمني الطفل ولكن بدونها لا... الان أدرك مقدار حبه لها... هي فقط...!! غص حلقه وهو يراجع حياته... اهو بهذا السوء ليستحق مايحدث له... هل سيفقد طفله ويكون هذا عقابه؟! هل ظلم شيري لذا يستحق هذا العقاب... هل ظلم تلك الصغيرة بزواجه منها لا.. انه لم يظلم اي منهم... علي الاقل هذا مايراه فهو انسان في النهاية.... زوجه مثل شيري جاهد معها ولم ينجح فلم يظلمها ... صغيرته لم يظلمها فهو احبها و ارادها بحياته...و هي سعيدة معه..؟! هو يفعل جهده لجعلها سعيدة وراضيه.... هز راسه وادرك ان ماحدث له بحياته السابقة مع شيري كان بترتيب من القدر ليقابلها وتدخل حياته... أدرك ان عدم حمل شيري كان لوجود غزل بحياته....! أدرك ان القدر حينما يبعد عننا شئ او يؤخره بالتاكيد يكون لخير اكبر منه ومايحجث الان ليس لعقاب وإنما لشئ لا يفهمه ولكنه مؤكد به الخير له ...،!! ......... .... استيقظ سليم مع شروف الشمس ليتفقد هاتفه.... عقد حاجبية بقلق وأعاد الاتصال برمضان سائق ابنه والذي يطمئنه عليه من وقت لآخر.... فأدهم يرفض اقتراب والده وهو يحترم رغبته ولكنه يريد الاطمئنان عليه منذ ذاك الحادث وقلبه يلتاع عليه لذا طلب من رمضان ان يطمئنه عليه.... بقلق سأله : خير يارمضان؟ : أدهم بيه نزل الفجر وكان شايل المدام واضح انها تعبانه....قال سليم بقلق : هو رجع من السفر : ايوة يابيه... رجع وبعد كام ساعة حصل اللي قلت لسيادتكم عليه... اومأ له وأسرع يرتدي ملابسه وخرج باتجاه المشفي... سأل ببضع مستشفيات قبل ان يصل اخيرا لتلك التي بها ابنه وزوجته لتقول موظفة الاستقبال ; ايوة يافندم في حالة باسم مدام أدهم زهران دخلت المستشفي امبارح قال بتوتر : هي كويسة... يعني اية الي حصل : معنديش اي معلومات بس سيادتك تقدر تقابل.... قاطعها بنفاذ صبر : هي فين؟ : الدور التاني.... .... كان أدهم جالس في الرواق منكسا راسه ووضعها بين يديه وكأن فوق اكتافه حمل ثقيل لايجعله يقوي علي رفع راسه.... انخلع قلبه لرؤيه ابنه بتلك الحالة ليسرع نحوه... ردد أدهم بعدم تصديق وهو يقف; بابا لم يقل سليم شيء بل جذب ابنه لصدره لايعرف ماذا حدث ولكنه يعرف ان ابنه بحاجة له الآن.... حاول أدهم الجمود ولكنه بالفعل بحاجة لأبيه لذا استسلم لعناق ابية الذي افتقده لاعوام... ..... بقلب ملتاع وكلمات مقتضبه أخبر والده بماحدث ليربت سليم علي كتف ابنه : هتبقي كويسة... ان شاء الله هتبقي كويسة هي وابنك تنهد أدهم بيأس ليشدد والده من ازره قائلا : خلي أملك في ربنا كبير ياادهم... انت طول عمرك قوي : يارب ... ........ اهتاجت أعصاب أدهم كلما مر الوقت ولايستمع لأي شئ مطمئن من الاطباء ليهدر بغضب في الطبيب الذي قال : ياادهم بيه احنا بنعمل جهدنا.... والحاله زي ماشرحت لسيادتك مش سهله صاح أدهم بحدة : امال انتوا لازمتكوا اية..... كل ده بتعملوا اية لما مش عارفين تعملوا ليها حاجة : يافندم اهدي بس احنا بنعمل اللي نقدر علية... صاح أدهم بغضب : اهدي اييييه.... تدخل كبير الاطباء قائلا : اهدي بس ياادهم بيه.. العصبيه مش هتحل حاجة .... صاح أدهم بقوة : مش ههدي.... انت والدكاترة بتوعك لو مش عارفين تعملوا حاجة قولولي ... لو مراتي حصل لها حاجة مش، هرحمكم كلكم.... حاول سليم واسامه الذي لحق بهم التدخل لتهدئة أدهم ولكنه ازداد غضبا وكاد يضرب الطبيب.... ليتدخل كبير الاطباء قائلا بهدوء : ادهم بيه تسمح نتكلم في مكتبي زفر بنفاذ صبر وهو ينظر للطبيب الذي يكاد يلكمه بوجهه بقوة لهدوءه ليقول باعصاب محترقة : في أية... انطق.... مراتي حصل لها اية؟.... هقفلكم المستشفي دي لو جرالها حاجة .. مش هرحمكم كلكم.... فاهم : أدهم بيه ممكن تسمعني نظر اليه أدهم ليقول الطبيب... ياادهم بية النزيف اللي حصل للمدام... ده بسبب دوا بيسبب الإجهاض تجمدت ملامح أدهم وهنا فقط تلجم لسانه ليكمل الطبيب ... التحاليل اللي قدامي بتاكد ان في نسبة عاليه من الدوا ده في جسم المدام...واخر جرعه كانت قبل أربع ساعات من دخولها المستشفي...... ياريت سيادتك تفهم اننا مش مقصرين واننا بنحاول نبذل اقصي جهدنا عشان نحافظ علي مراتك وابنك وتقدر ان الحالة اللي المدام فيها صعبه فياريت سيادتك تساعدنا وتسيبنا نشوف شغلنا.. ووعد مني هتسمع اخبار كويسة كمان كام ساعه... دواء الإجهاض...! لا يستوعب عقله شئ مما سمعه الان... إجهاض...! ان كانت لاتعلم اصلا بحملها... إن كانت اصلا لاتدري شئ عما تعرضت له... فهل تاخذ دواء للاجهاض .... اسرعت اروي واسامه تجاهه ليروا وجهه بلا تفسير.. : أدهم في أية؟ لم يقل شئ ... ظل صامت مكانه عقله يعمل بلاتوقف.... ساعة واخري تمر وهو يتمزق من داخله وسط العاصفة الهواء المندلعه بعقله بالرغم من الهدوء الذي سيطر عليه خارجيا.... لايفهم ولايستوعب شئ. كما نطق به الطبيب.. .... كاذب الطبيب كاذب بالتاكيد وربما هو يخفي عجز مستشفاه عن انقاذها بتلك الكلمات الواهية ... اي شئ سيصدقه الا ان تلك الصغيرة تخدعه او تغدر به بتلك الطريقة...... اي شئ ولكن ان تاخذ أدوية لاجهاض طفله لا لن يصدق اي كلمه...... ........... .....بقلم رونا فؤاد ساعة اخري مرت وسط ترقب ودعاء الجميع ليخرج الطبيب بوجهه بشوش ليتوجهه مسرعا تجاه أدهم قائلا... الحمد لله ياادهم بيه النزيف وقف وحاله المدام استقرت.... تهادت الراحة لوجهه شيئا فشيئا حتي كادت تدمع عيناه اسرعت أروى تسأل بسعادة... يعني يادكتور غزل والبيبي كويسين هز الطبيب راسه بابتسامه : واضح انه هيطلع قوي لباباه قفزت اروي سعاده واحتضنت ادهم.. مبرووك مبروك ياحبيبي ربت أدهم علي كتفها ليسال الطبيب... ينفع ادخلها : مفيش مشكله تقدر تشوفها بس هي هتفضل نايمه لغاية بكرة الصبح ده احسن ليها وان شاء الله الصبح هتصحي اومأ له واستدار تجاه ابيه الذي ابتسم له قائلا :حمد الله علي سلامتها يابني... ........ ..... دخل الي الغرفة ينظر تجاهها وقد تمدد جسدها الصغير علي الفراش الأبيض الذي يحاكي شحوب وجهها الجميل.... انحني يتطلع اليها قبل ان يمرر يده علي وجهها بحنان ثم يقبل جبينها.... سحب أدهم احد المقاعد ليجلس بجوار فراشها ويدها بيده وقد نسي كل ماقاله الطبيب قبل قليل او تنساه حتي يطمئن عليها...! ... كانت تري دوامات سوداء بلانهاية.. تشعر بألم شديد بكل جزء بجسدها ولكنها تشعر بتلك اليد التي تحيط كفها بهذا الحنان وتستمع لتلك الهمسات الاتيه اليها من ذلك الوادي السحيق ولكنها لاتستطيع فتح عيونها الثقيلة... انقشعت السحابة شيئا فشيئا وخف الالم الشديد لترمش غزل بأهدابها الكثيفة بضع مرات قبل ان تستطيع فتح عيونها.... ببطء دارت عيناها بأرجاء الغرفة قبل ان تبتسم بضعف حينما نظرت ليدها التي يحضنها أدهم بين يده الكبيرة بينما اسند راسه علي طرف الفراش بجوارها وغرق في النوم وهو جالس علي هذا المقعد ... رفعت بحرص يدها الاخري المعلق بها هذا السيرك المغذي لتمررها بحنان في خصلات شعره وقد تذكرت كل ماحدث تلك الليلة...عودته ليكون بجوارها وقت مرضها... خوفة الذي لاح في عيناه وقلقة عليها وحنانه ورفقة بها... لتتذكر كل كلمه قالها لها لتبتسم كطفله احتواها والدها الحنون... ايمكن ان تحبه اكثر مما تفعل... شعر أدهم بتلك الأنامل بشعره ليرفع راسه فتقع عيناه علي عيناها التي تتامله بحنان..... غزل... غزل رددها وهو ينظر بعيناها وكانه غير مصدق انها تنظر اليه... احتضنها بقوة لتتألم بخفوت.. أدهم انتبه لانه المها ليخفف يداه من حولها وهو يقول بحب : قلب أدهم وعقله .... بلهفة وحب قبل وجنتها وعيناها وجبينها وكل انش بوجهها وهو يقول بلهفة : حبيتي انتي كويسة... حاسة بوجع هزت راسها بوهن وهي تنظر لعيناه....شوية... هو اية اللي حصل ؟ مرر يداه برفق علي وجنتها يتطلع نحو عيونها بنظرة حب قبل ان يقول بابتسامه وهو يضع يداه برفق فوق بطنها : اللي حصل ان غزالتي حامل في ولي عهد أدهم زهران.... تجمدت عيناها للحظة تستوعب ماقاله للتو لينحني نحوها يري ساحة التغييرات التي ملأت وجهها لاتستوعب مانطق به للتو لتردد.. حامل... اومأ لها لتخفض عينها تجاه بطنها لحظة ثم ترفعها مجددا تجاه أدهم وهي تقول بعدم تصديق... حامل.. ..ازاي... ؟! . وامتي..؟؟! انصدمت ملامح أدهم للحظة قبل ان ينفجر ضاحكا بقوة حتي دمعت عيناه.... عقدت غزل حاجبيها.. انت بتضحك على اية؟...! حاول إيقاف ضحكاته ولكنه لم يستطع فبعد ماعاشة خلال اليومان الماضيان تستيقظ لتساله كيف ومتي أصبحت حامل...ليضحك مجددا ويغمز لها قائلا بهمس : ازاي....!لما نرجع البيت هبقي اقولك ... امتي بقي.... اوقفته : هششش بس بقي قال من بين ضحكته : مش انتي اللي عاوزة تعرفي ازاي بقيتي حامل .. هتفت بغيظ من ضحكة : كله من قله أدبك... ضحك مجددا لتضحك هي الاخري معه... حسنا مازالت لاتستوعب ولكنها بالتاكيد تستوعب سعادته وكلماته التي نطق بها بهذا الفخر والسعاده.... وهو يقول لها بابتسامه وهو يمرر يداه بحنان فوق بطنها : انتي حامل في ابني ياغزل ابتسمت وسع وجهها وهي تنظر لفرحته التي تنفجر من وجهه فهو سيصبح اب وهي بخير فهل هناك سعاده اكثر ليشعر بها... ..... بعد قليل طرقت الطبيبة الشابة الباب لتدخل بابتسامه قائلة :حمد الله علي السلامه اقتربت من غزل قائلة لادهم : ممكن تخرج عشان افحصها قال بتهذيب : ممكن أفضل معاها رفعت غزل عيناه نحوها بابتسامه وكذلك فعلت الطبيبة ليمسك أدهم يداها بين يديه فهي بالفعل ابنته واخته وزوجته وصغيرته فكيف يتركها وحدها وهي لاتدري في اي بحر ألقاها... لاينكر انه يشعر بقليل من تأنيب الضمير لحملها وهي ماتزال صغيرة... ليبتسم طفله ستنجب طفل.... فحصتها الطبيبة ثم نظرت اليهما بحماس قائلة : تحبوا تسمعوا نبض البيبي اومات لها غزل وكذلك أدهم... لتضع ذلك الجهاز علي بطن غزل بينما يستمعون لتلك الدقات والتي لايدري أيهما هل هي أصوات دقات قلبها المتعاليه ام صوت ذلك الجنين انتهت الطبيبة لتقول : كمان اسبوعين هتكوني في أول الشهر الرابع... هوريكم الجنين في السونار... اومات لها غزل قائلة : ينفع اروح ابتسمت الطبيبة بلطف قائلة : لا معلش... انتي هتفضلي معانا كام يوم... نطمن عليكي الاول.. قال أدهم : تمام... خرجت الطبيبة ليمرر يداه علي شعرها بحنان : انا جنبك ومش هسيبك ابدا ...... اية رايكم في البارت... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

17 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. الروايه كامله ولا لأ

    ردحذف
  2. تحفة تسلم ايديكى يا جميلة ❤❤❤

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. مفيش واحد زى ادهم

    ردحذف
  5. عاوزه البارت9و10بليزززززز

    ردحذف
  6. البلرت9و11و10وين

    ردحذف
  7. بليز البارت9و10و11

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !