الواحد والعشرون ... حب بطعم الانتقام

0
.....عقد جلال حاجبيه وهدرت الدماء بعروقه حينما فتح باب غرفتها ووجدها خالية.... اندفع يقلب المستشفي بصوته الجهوري حينما عرف انها خرجت من المشفي....!!. ماان تحركت سيارته بسرعه باتجاه المنزل حتي دعس المكابح بقوة لتصدر الإطارات صرير قوي... لن تكون بالمنزل... انها عنيده مؤكد ستعاقبه لذا تركت المشفي وأخذت ابنه وابتعدت.....اغمض عيناه بقوة ضاربا المقود بقبضة يده لايتحمل مجرد التفكير انها تركته ليجتاح ألم هائل قلبه لمجرد التفكير انه سينحرم منها او من أطفاله مجددا..... لا يازاهي...صاح يحدث نفسه وكأنه فقد عقله لمجرد التفكير انها ستحتفي من حياته مرة اخري وانه لن يري زين... لن يكون حاضرا ليحمل طفلته فور ولادتها... لا يكون بحياتها كما لم يكن بحياة زين.... لن يعوضها عن عدم وجوده بجوارها في السابق... لالا.... لا يازاهي مش ممكن تعملي فيا كدة.... لا لالا... انتي استحاله تعذبيني كدة... لا.. لا ...... ............ مرت تلك الساعات التي سبقت معرفته لمكانها عليه كدهر كامل وهو يبحث عنها كالمجنون بقلب لهيف... يخشى ان لا يعرف مكانها ......!! حتي اتته تلك المكالمه التي تطمئنه من ابيه فهو أراد أن يقف معها حتي تاخذ حقها منه ولكنه يعلم أن اختفاءها سيثير جنونه :متقلقش ياجلال مراتك وابنك عندي...زاهي كانت حابه تبعد شويةو.... قاطعه إغلاق الهاتف ليقطع جلال الطريق بسرعه غاشمه اليها. ....! كعاصفة وأعصار كان جلال يدخل من باب المنزل الذي هب كل من فيه علي اقتحامه له وبسرعه وبدون ان تستوعب زاهي كيفيه وجودها امامها كانت بين ذراعي جلال يحتضتها بقوة كادت تكسر عظامها وكانها كانت غائبة عنه لسنوات... فقط لم يحتمل مجرد التفكير انها ضاعت منه ليحتضنها بقوة بين ذراعيه يريد أن يشعر بها بجوار قلبه الملتاع من ابتعادها وبحضنه ليطمئن... ظلت بحضنه واغمضت عيناها فهي بحاجته مثلمها هو بحاجة اليها.... تحبه ويتخبط قلبها بضلوعها بصخب وهي تكاد تموت اشتياق له ولكنها بحاجة لأن تسترد كرامتها فيده التي هي بينها الان هي نفس اليد التي كانت تصفعها منذ عده ايام.... لسانه الذي ينطق بكلمات الحب والاشتياق هو نفسه لسانه الذي اتهمها بتلك الاتهامات الظالمه بدون اي دليل لا تعلم كم مر عليهم وهي ذائبة بين ذراعيه يعتصرها بين احضانه حتي شعرت بضلوعها تكاد تنكسر بين ذراعيه لتتململ من بين ذراعيه قائلة.... جلال... اوعي تنفس مطولا رائحتها قبل ان يخفف يده قليلا من حولها ولكنه ظل يحتجزها بين ذراعيه...لينظر الي عيناها بلوعه واشتياق وتري هذا الحب الجارف الذي يكنه لها بين طيات قلبه ليقول بنبرة مبحوحه من فرط مشاعره : اوعي تعملي فيا كدة مرة تانية اوعي تبعدي عني تاني يازاهي... انا ممكن اموت بس لو فكرت انك مش هتبقي في حياتي عاد مجددا ليدفنها بين ذراعيه... لتستعيد زاهي ثباتها ودفعته قائلة: اوعي... كدة انت بتعمل اية رفع حاجبه ناظرا بنظرة عابثه لتمردها : .. هكون بعمل اية...؟!! مراتي وحشاني وباخدها في حضني : والله.... ده علي اي اساس... جذبها الي احضانه مجددا وهو يقول : علي الأساس اللي يعجبك... المهم تفضلي في حضني دفعته بعيدا عنها قائلة بتهكم : بتحلم...؟! قال بنبرة هادئة وهو يتلمس كتفها ; زاهي حبيبتي... كفاية كدة بعد.... انا عارف انك بتعملي كدة عشان تضايقني هزت كتفها ببرود : واضايقك لية... اصلا مين قالك انك في دماغي... مايمكن اكون بفكر في واحد تاني نظرت لاحتقان الدماء بوجهه الذي تحولت ملامحه للغضب فورا وهو يهتف بها : بس متقوليش كلمه تانية قالت بتحدي وهي تنظر لاستفزازها له : ولية بس.. واثق اوي فيا مثلا امسك ذراعها بقوة لحظة قبل ان ترفع عيناها نحوه فهاهو سيستخدم يده كعادته ليعض، علي شفتيه ويترك يدها فورا ويزفر بعنف : لية بتستفزيني ؟! تابعت ببرود وعيناها تنظر اليه بتحدي : انا مش بستفزك .... انا بعيد كلامك اللي قلته ليا هتف بهدوء ظاهري وهو يسحق أسنانه : ماشي يا زاهي انا فهمت غلطتي ووعد مني مش هكررها تاني وهتحكم في غيرتي بعد كدة... ممكن بقي تتفضلي تجيبي زين ويلا بينا رفعت حاجبيها : نعم..!! يلا علي فين؟ قال بنفاذ صبر : علي بيتك هيكون فين : ومين قال اني هرجعلك بعد اللي عملته.... رفعت عيناها له باصرار : متحلمش ان في حاجة بينا ترجع تاني زي زمان زفر بنفاذ صبر : بلاش تعاندي معايا يازاهي اكتر من كدة.... كفاية انك جننتيني لما خرجتي من المستشفي من غير ماانا اعرف و لفت ذراعيها حول صدرها قائلة بتحدي : هتعمل اية... هتاخدني غصب عني نظر لتمردها وشراستها قائلا بتحذير : لا مش هاخدك غصب عنك.... هتجي معايا بمزاجك لان الطبيعي انك تكوني في بيتك واي مشكله بينا تتحل هناك... هزت راسها : مش،هعيش معاك في بيت واحد بعد ما ورتني اد اية انا اقل من انك تثق فيا زفر بنفاذ صبر ; زاااهي....كفاية بقي كلام في الموضوع ده... هفضل اعتذرلك لغاية امتي اخفت الغضب المندلع بداخلها من طبعه الذي لن يتغير لتقول ببرود : عندك حق... كفاية كلام عشان انا تعبت... يلا اتفضل عشان عاوزة ارتاح : يعني مش، هتيجي معايا برضاكي نظرت اليه والتوت شفتيها بنبرة متهكمه وهي تقول : ولا غصب عني اغاظته ليقول بتحذير ; انتي عارفة ان محدش يقدر يقف قصادي بادلته التحدي... لا فيه.. عقد حاجبيه ليقول شريف من خلفه : انا ياجلال هقف قصادك التفت لأبيه وقال بنبرة غاضبه .. انت هتمنعني اخد مراتي قال شريف بهدوء : مش همنعك لو هي حابة تروح معاك.... إنما لو مش، عاوزة طبعا هقف قصادك احتقن وجهه بالدماء لتنظر اليه زاهي بتشفي فقد كان يهددها قبل لحظات..... بينما جلال نظر اليها والي ابيه لايصدق هذا التحالف ضده ولكن شريف كان اذكي من ان يترك الحرب تندلع لذا قال بهدوء : مراتك وابنك في بيت المهدي.. مش في اي مكان.. اطمن عليهم.... : يعني اية... ؟ : يعني طول ماهي مش موافقة ترجعلك زاهي مش هتتحرك من هنا.... ولو سمحت اتفضل وقبل ماتجي ابقي اتصل عشان الحرس يبقي عندهم علم يسيبوك تدخل عشان انه محذرهم ميسمحوش لحد يدخل البيت من غير اذني كتمت زاهي ضحكتها وهي تري ملامح وجهه المحتقنه.... وهو يردد باستنكار : حد..!! ......... ........... قال ادم بعدم تصديق بعدما لم تكذب نورا كلام تلك الفتاه واعترفت انها فعلتها .. انتي اكيد اتجننتي.... قالت نورا تحاول تبرير فعلتها.... غصب عني ياادم.... انا.. كنت .... كنت قاطعها بغضب : كنتي اية...؟! في واحدة عاقله تعمل اللي عملتيه...!! عاوزة توصلي لايه باللي عملتيه... قالت بخفوت : خايفة ياادم..... خايفة تخوني تاني زمجر بغضب اهوج :تقومي تعملي كدة!! .... انا مش قادر اصدق ولااستوعب... انك تنزلي للمستوى ده... تتفقي مع واحدة زي دي علي جوزك.... انتي اييييه انتفضت علي صوته الغضب لتتراجع للخلف بخوف قائلة : انا... قلتلك خايفة... امسكها من ذراعها بعنف قائلا :وباللي عملتيه... خوفك انتهي... كل شوية تعمليلي فخ واختبار وفاكرة انك كدة بتمنعيني . لعلمك بقي اللي بتعمليه ده مش هيمنعني اخونك لو انا عاوز..... اللي عاوز يخون يانورا بيخون ولو واحدة قالتله صباح الخير واللي مش، عاوز لو واحدة قالعه مش هيقرب لها...افهمي ده كويس عشان انا لغاية دلوقتي مديكي عذر للجنان اللي بتعمليه نظر اليها بغضب وهتف بتحذير : بس دي اخر مرة هسكت فيها فيها يانورا... انا مش هقبل ابقي نايم مع مراتي وهي مش واثقة فيا... انتي من يوم مابقيتي مراتي وسلمتي ليا نفسك واستامنتيني عليها مينفعش تفكري اني ممكن اخونك ومش من حقك متثقيش فيا... هزت راسها وخفضت عيناها بخجل من تصرفها الغير عقلاني،... متزعلش...! اشاح بوجهه لتحاول الاقتراب منه ولكنه اوقفها قائلا : لو سمحتي يانورا سيبيني لوحدي... خرجت تعض شفتيها بضيق بينما ادم تهاوي علي المقعد يفكر بماضيه الذي سيظل يطارده ابدا ........... ..... اسرعت سالي التي كانت بحاله يرثي لها تجاه جلال تقول.... كنت متأكدة انك مش هتسبيني هنا ياجلال نظر اليها والي حالتها السيئة ليتذكر كيف هاتفته قبل بضعه ساعات تتوسل اليه ان يأتي لانقاذها... فقد استطاعت ان تؤثر علي ذلك الضابط الشاب ليمنحها مكالمه من هاتفه لتتصل بجلال وهي واثقة ان لدية من النخوة والشهامه ماتستطيع استغلاليه لتخرج من السجن الذي ألقاها والدها به نظر جلال لنظرات الضابط لها ليفهم علي الفور مافعلته اخته ومؤكد انها استغلت جمالها لاعواؤ الضابط ولكنه اخفي غضبه المشتعل أسفل قناع بروده حينما قالت سالي بلهفه وهي تنظر اليه ... جلال انت هتخرجني من هنا مش كدة بالتاكيد استخدم نفوذه كما فعلها والده ليدخلها ويبقيها بالسجن ليخرجها ليهز راسه وينظر اليها نظرات مبهمه قبل ان تبتسم سالي بخبث وانتصار فهي دائما ما تلعب علي أوتار رجوله أخيها فمهما فعلت لايستطيع ان يتركها بالسجن بعدما أخبرته وتوسلته... وهو لاينكر انه يعرف كل ماتفكر به وتلك المرة انتوي لها ولكن ما كان يبعده عنها هو عدم معرفته بمكانها بعد رفض شريف اخباره وهاهي من اوصلته اليها ليذيقها اخيرا ثمن أفعالها.... قاد مطولا لتنظر اليه سالي بتوجس وهو يدلف لذلك المبني المهجور ويوقف السيارة امامه... جلال... انت جايبني هنا لية ؟ تنهد مطولا قبل ان يقول : .. انا سامحتك قبل كدة كتير وحذرتك اكتر من مرة توترت ملامحها وهي تقول : يعني ايه.... انت... انت هتعمل فيا اية.... ؟ مال جلال تجاهها قائلا بفحيح : تفتكري انتي انا ممكن اعمل فيكي اية بعد كل اللي عملتيه......شهقت برعب حينما جذبها جلال بقوة من خصلات شعرها وقال بصوت مرعب.... انتي مش مرة واحدة لا اتنين حطيتي مراتي قدام رجاله تانين....شدد قبضته علي شعرها وهو يكمل ; . عملتي كدة في مراتي... وانا سكت اول مرة..... بس المرة دي لا...... حاولت أن تتخلص من قبضته وهي تقول بخوف.... هتعمل فيا اية ياجلال... قال بفحيح..... ابدا انا بس هدوقك من نفس الكأس تراجعت برعب تتبين معني كلماته حينما جذبها خارج السيارة لتقول برجاء وهو يلقيها بتلك الغرفة ويشير لاحد رجاله ليأخذها منه...... جلال... انا اختك قال بغضب ; وهي مراتي قالت بعدم تصديق : هتسبيني لراجل هز رأسة : ولية... لا..... ماانتي عملتيها قبل كدة عشان خاطر الفلوس.. نظر ناصر لجلال ليهز راسه قائلا بلهجة إمرة .... نفذ اللي قلتلك عليه ياناصر بالحرف قالت بصراخ وناصر يجذبها للغرفة : لا... لا جلال انا اختك.... ... استند جلال الي مقدمه سيارته يدخن سيكارته ويحاول ان يتجاهل صراخها لتلك الدقائق التي قرر ان يجعلها تشعر بما شعرت به زاهي.... صرخت بناصر الذي كان يتقدم منها ببطء كما أمره جلال والا يلمسها.... فقط يخيفها ويوهمها بأنه سيفعلها... لو قربت مني هقتلك..... تعرضت لرعب كبير تلك اللحظات التي مرت عليها طويلة للغاية وقد ارتعبت فيهم كثيرا لتركض ماان فتح الباب الي أحضان جلال تحتمي به وهي تبكي بهستيريا.... استوعبت ماارادها ان تشعر به بأن ملجاها وأمانها هو أخيها وليس أموال او ثروة ...! استوعبت شعور زاهي التي تركتها بنفس الموقف بل وكررته حينما تركتها مخدرة أمام عاصم والذي لو لم يكن بأخلاق لكان فعل بها نفس الفعله...... ابعدها جلال عنه قائلا اوعي تفكري اني هسامحك.... قالت من بين دموعها : هتعمل فيا اية تاني؟ قال وهو يضعها بالسيارة : هعالجك لم تفهم معني كلامه الا حينما توقف امام تلك المصلحة النفسية لتقول : انا مش مريضه قال بجدية وهو ينظر اليها ويري انكسارها لأول مرة ; لو مش شايفة نفسك بعد كل السواد اللي جواكي مش محتاجة علاج تبقي فعلا مريضه... نظرت لابواب تلك المصحة برفض فهي ليست مجنونه ليضعها هنا ليقول جلال بحزم : السجن او المصحة اختاري؟! ... ... تقلب جلال في فراشة وكانه يتقلب علي جمر ملتهب.... لقد مر اسبوع دون رؤيتها.... ولم يعد يحتمل البقاء من دونها اكثر... لقد تركها بمنزل والده وانصاع لرغبتها لعلها تشعر انها انتقمت منه ولكنه لم يعد يتحمل بعدها اكثر من هذا يريدها ان تعود له...احتضن وسادتها التي تحمل رائحتها بقوة ليحاول النوم ولكن جفونه أبت الانغلاق ليظل بلا نوم يفكر بها ويلعن كل اخطاؤه بحقها ويعض أصابع الندم ....
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !