الثالث والعشرون... حب بطعم الانتقام
الاثنين 29 أغسطس 2022
0
نظرت زاهي لارجاء تلك الغرفة الغريبه عنها لتهتف بعدم تصديق : يانهارك اسود...!! انت خطفتني..!!
قال بابتسامه لعوب : اه
تمتمت وهي تتلفت حولها تحاول تذكر ماحدث قبل ان تصل لتلك الغرفة : مجنون... اكيد مجنون...!
ظل جلال مستند براسه الي ذراعه ينظر لجمال وجهها الغاضب وابتسامه ماكرة مرتسمه علي جانب شفتاه...... وهو يتذكر كيف قرر ان ينهي ذلك البعد الذي طال بينهما ولم يعد يحتمله...،!! ليضع تلك الحبه المنومه التي وصفها له الطبيب بالعصير الذي تناولته بالزفاف
بضع دقائق وكانت قد بدأت تشعر بالدوار ليقف بجوارها أثناء توديعها لعامر وعلياء استعدادا ليحملها ماان بدأت تغفو.... ليضعها بسيارته وياتي بها لهذا المنزل الذي جهزة لهما ....!!
زمت شفتيها بغيظ من ابتسامته المنتصرة التي تجتاح وجهه لتقول بغيظ وهي تغادر الفراش : وانت فاكر انك كدة هترجعني
قال بهدوء وهو يمسك بيدها ليجلسها بجواره : انا مش فاكر ولا عاوز افكر في اي حاجة غير اللي جاي في حياتنا مع بعض...
لانت نبرته واقترب منها قائلا باشتياق وعيناه متركزة علي عيونها : وحشتيني يازاهي ومش قادر ابعد عنك اكتر من كدة.....رفع ذقنها اليه واكمل بنبره ناعمه : زاهي احنا في بينا حب كبير وحياة وولد وبنوته جميلة هتشرف كمان كام شهر مينفعش نبعد عن بعض
كادت نبرته الناعمه ونظرات عيونه ان تفقدها اصرارها علي موقفها ولكنها رفعت عيناها اليه بعتاب قاسي قائلة: ومكنتش شايف كدة وانت شايف اني خاينه
انفعلت ملامحه وهو يقول : زاهي.. قلتلك غلطت... الغيرة جننتني
قالت باصرار : في فرق كبير اوي ياجلال بين الغيرة وقله الثقة..... وانت معندكش اي ذره ثقة فيا
تنهد مطولا قبل ان يضع يداه فوق يداها قائلا :زاهي.... افهمي اني مفكرتش وقتها في اي حاجة... مشفتش قدامي اصلا عشان تبقي عندي ذره عقل افكر بيها.... طبعي وانتي عارفاه كويس من سنين.... لما بتعصب ببقي واحد تاني
اغاظتها كلماته لتهتف باستنكار: وانا المفروض ابقي تحت رحمه عصبيتك
قال بنفاذ صبر : كفاية بقي يازاهي انا تعبت من البعد بينا....
هتفت بحدة : وانت لية مكنش كفاية..... لية كل مرة تقولي كفاية يازاهي تعبت ومش قادر ابعد..... لية وقت ماانت بتتعب لازم انا كفاية لية انا لما بتعب مش بتفكر اني ببقي كمان محتاجاك ... لية لما اعتذرت كتير وقت ماطلقتني مقلتش كفاية بعد ورجعتني
لية انت اللي قررت امتي ترجعلي ولية انت اللي قررت تطلقني لما حبيت وبرضه رجعتني لما حبيت .... لا بقي المرة دي انت اللي كفاية.... انا مش هحط حياتي تحت امر تصرفاتك...ولا حياة ولادي اللي دلوقتي افتكرت انهم بينا....
نظرت اليه باصرار فولاذي وتابعت : من دلوقتي انا اللي هقرر انا عاوزة اية وانا مش قابله اسفك ياجلال .. انت مدوستش علي رجلي عشان تتأسف... انت اتهمتني في شرفي وأخلاقي.... انت اهنتني وضربتني.... انت كنت هتموت بنتي... وكنت هتموت البني آدم اللي وقف جنبي وكان سبب اني ابقي واقفة ادامك دلوقتي ومنتحرش من زمان بعد مابرضه مكنش عندك ثقة فيا وصدقت كل اللي اتقال عني وسبتني وسافرت ولما رجعت صدقت اني اقدر اتجوز غيرك... وبرضه جلال بيه المهدي مقالش امين ولا صدق انه عند ابن الا لما عمله التحليل..... تتابعت التعبيرات علي وجهه بينما تابعت زاهي الكلمات التي ماان بدأت بها حتي اندفعت من فمها بلا تفكير تعبر عن كل مكنونات صدرها لترفع اصبعها امامه وتكمل ; بص لتاريخنا مع بعض وشوف انا اتحملت اد اية عشان كل مرة تقولي كفاية بعد وبحبك وانا أصدق.... المرة دي بقي انا هقولك.... نظرت الي عيناه وقالت بصدق ممزوج بنبرة حزينه ; انا بحبك ياجلال ... وعمري ماحبيت غيرك وقلبي بيتكسر لما بتبعد عني بس هبعد ياجلال....انصدمت ملامحه لتكمل بجدية : الموضوع مش خناقة وتعدي..... الموضوع كرامتي اللي كل مرة تدوس عليها بجزمتك وقلبي يعمل نفسه مش واخد باله عشان بيحبك وكل مرة بتجرحني اكتر من الاول .... كل اللي عملته وبتعمله عشاني مش نسياه ولا هنساه بالعكس ده عمري وذكرياتي وحياتي الحلوة اللي هعيش عليها طول ماانا بعيد بس زي ماانا فاكرة الحلو بينا .... كمان الوحش صعب انساه...
كان يستمع اليها ووجهه ساحة من التعبيرات هي محقه وهو لا يلومها يعرف ان طريق حبهما كان مليء بالظلم من جانبه لها....وان كانت قد غفرت كل مامضى فالمواقف الاخير قضي علي اي رغبه بها بالسماح والغفران..... انه يحبها ومستعد لفعل اي شيء لتعويضها ولكن هل يوجد مثل هذا الشيء...؟!
ليقول اخيرا بصوت احش من فرط انفعاله :
عارف اني زودتها وماليش اي عذر في اللي عملته ... بس انتي واثقة اني بحبك ومقدرش ابعد عنك يازاهي
ابعدت وجهها عنه ليمسك بذقنها ليجعلها تنظر اليه ويكمل : احنا مر علينا كتير ولسة هيمر .... انا عارف اني غلطت كتير في حقك
بس هحاول اعوضك عن كل ده....
زاهي.... اوعي تفكري اني لما جبتك هنا عملت كدة عشان ارجعك ليا غصب عنك.... لا خالص.... انا مش هغصبك علي اي حاجة...انا بس اخدت قرار أن من اللحظة دي محدش فينا هيبعد عن التاني مهما حصل.... ولا حد فينا هيسيبب البيت ده....
من اللحظة دي انا وانتي واولادنا مع بعض كل لحظة مهما يحصل بينا يازاهي مش هسمحلك تبعدي عني... اتخانقي معايا خاصميني.. ابعدي عني....نظر اليها واكمل بجدية : بس مكانك في بيتنا وفي اوضتنا وهنا في سريرنا مش هتسيبيه ابدا....
عبست ملامحها باستنكار : نعم..! قررت..!!
هز راسه وتابع بنبرة لا تحمل الجدل : وقراري غير قابل للنقاش...
معنديش مشكله تفضلي واخده موقف مني.... حتي ياستي متتكلميش معايا.... بس تسيبي البيت انسي.... مش هيحصل ابدا....
رفعت حاجبيها واحتقن وجهها بالغضب من تحكمه لتقول : ومين قال اني هوافق علي حاجة زي دي
ابعد خصلات شعرها خلف اذنها قائلا بهدوء : قلتلك اني اخدت قرار ومش هنتناقش فيه... ابعدت يداه عنها بغيظ من كلامه ليكمل بهدوء اكثر : بصي ياحبيبتي.... بالعقل كدة.....طبعا انتي عارفة كويس ان مهما بعدتي عني في الاخر هنرجع لبعض..... انتي حابة تعذبيني وانا مش معترض.... حقك اعملي اللي يعجبك لغاية ماتحسي انك عاقبتيني زي ماانتي عاوزة.....
اغاظتها نبرته الهادئة وثقته التي في محلها من حبها له وكانه يخبرها انه مهما فعل في النهاية لا تملك خيار سوي العوده اليه
لتنظر اليه بعيون غاضبه وتقوم من مكانها
بغضب متوجهه لباب الغرفة ولكنه كان اسرع منها ليقف امامها يسد الطريق بقامته المديدة : اوعي من قدامي عشان انا عاوزة امشي من هنا
قال بهدوء ظاهري : وبعدين يازاهي... انا قلت اية من شوية
هتفت بغضب : كل اللي قلته ده متقدرش تجبرني عليه
: ومين جاب سيرة أجبار.... بالعكس انا gantleman معاكي جدا وبقولك موافق تعاقبني زي مايعجبك....
لوت شفتيها باستنكار ; انت بتستهر بيا زي عادتك ياجلال
: انا يازاهي
هتفت بحدة : ايوة انت...!! .. كلامك مالوش معني غير كدة
واثق انك مهما عملت فيا اني في الاخر مقدرش اعمل اي حاجة....
امسك ذراعها واداره اليه قائلا : انا مقصدتش كدة... انا كل اللي عاوزة منبعدش،عن بعض ونحل مشاكلنا في بيتنا
اندفعت قائلة : واضمن منين متجرحنيش تاني؟
زفر بنفاذ صبر قائلا : انا مش تليفون يازاهي نازل ومعايا ضمان..... انا راجل...!!
جوزك..!! دخلت شفت المنظر ده كنتي متوقعه مني اية ... ؟!
نظرت اليه ليسقط كل هدوءه ورزانته ويكمل بانفعال : اه يازاهي انا مش غلطان ١٠٠ ٪ انا ليا عذر وسبب...!!
كنتي هتبقي مبسوطة لو دخلت بمنتهى الهدوء أسألك عاصم بيعمل ايه في اوضه نومي..... كنت هبقي اية في نظرك
اخشنت نبرته وتابع : ها.... ردي...!!
اجيب هدوء منين..... افكر في أية اصلا ... ؟
هز راسه وقال بانفعال : غلطت في حقك اه... بس انا كمان ليا عذر... واكبر عذر ليا اني بحبك
بلحظة جذبها اليه ليضمها بين ذراعيه قائلا بهمس ; بحبك يازاهي وبموت فيكي وممكن اعمل جريمه لو حد فكر يقرب منك..... مش هقدر اسيبك تبعدي عني تاني....
كانت أنفاسه الساخنه تداعب عنقها وهمسه يمتزج مع كلماته السابقة التي دارت بعقلها فهي النار والماء.... الشئ ونقيضه.... يعترف بخطاه وايضا يخبرها انه محق.....! تناقضت أقواله وأفعاله ولكن كلاهما اتفق علي حب الاخر بخلاف طبعه وطبعها...!. تعرف انه لن يلبث وسيعود لطبعه الصعب بل واثبته اكثر بما فعله الان فهو يخبرها ان لا مجال لها لتبتعد ولكن ماذا تفعل...؟! هل تستسلم اقبلها ككل مرة.. ؟!
اعتبر سكونها بحضنه موافقة لتزحف شفتاه تجاه عنقها الناعم تحل مكان أنفاسه الساخنه وتطبع قبله طويلة مشتاقه علي جانب عنقها خدرت حواسها لتزداد يداه احاطة بخصرها يقربها اليه وترتفع شفتاه بقبلات متفرقه ملتهبه متجهه الي شفتيها وزاهي متخدرة المشاعر لبضع دقائق قبل ان تفيق وتبعد عنقها عن مرمي شفتيه لينظر اليها بانزعاج
بينما نظرت اليه بعناد وقد قررت انها لن تستسلم بتلك السهوله فإن كان هو عنيد فهي ليست بأقل منه عنادا لتقول : انا مسمحتلكش تقرب مني...
انصدمت ملامحه للحظة لتتابع بجدية : انت قلت قرارك.... وانا موافقة عليه بكل حذافيره ياجلال....هفضل في البيت بس حقي اني افضل علي موقفي منك...!
تصاعدت النيران بعيناه التي لمعت بعبث امام عيونها التي تتوعده..... لقد اختارت ان تعذبه بتلك الطريقة.....! ستكون امامه ولكنه ابدا لن يصل اليها...!!
ان ظن انه اجبرها فهو مخطيء فهي من ستجعله يتغير فعلا وليس لمجرد دقائق مايلبث ويعود الي طبيعته الغاضبه المندفعه...!
...........
......
أفلتت ابتسامه علياء حينما وجدت نفسها بين ذراعي عامر الذي حملها وسار بها الرواق المؤدي لذلك الجناح الفخم الذي ستقضي به عدة ايام برفقته....!
انزلها برفق لينظر الي جمالها الهاديء ويبتسم بسعاده فهو اخيرا قد تزوج تلك التي داعب حبها قلبه علي حين غفله لتتربع علي عرش قلبه بلا منازع...... تحركت عيناه فوق ملامح وجهها الذي احمر خجلا لتتوقف اخيرا لدي شفتيها الممتلئة والتي طالما أراد تذوقها وهاقد أتت تلك اللحظة التي حلم بها كل ليلة يتسااءل عن طعم تلك الشفاه
مال ناحيتها ببطء لتعقد علياء حاجبيها حينما شعرت بهذا الألم بجنبها فجأه....
ماان لامست شفتاه شفتيها حتي ابعدته علياء.. اااه
نظر اليها متساءلا :اية ياحبيبتي مالك
وضعت يداها علي بطنها ظنا منها انها تؤلمها بسبب التوتر لتقول : ابدا ...
أفلتت منها الاهه مجددا... اااه
قطب جبينه بقلق وهو يراها تمسك بجانبها بقوة... مالك ياعلياء....
قال بتألم : اااه ياعامر..... في وجع جامد اوي مش عارفة من اية..؟ اااه
أحاط ها بذراعيه وحملها واتجه ليضعها برفق علي الفراش قائلا : طيب تعالي ياحبيبتي ارتاحي
توجهه ليحضر لها كوب من الماء وجلس الي جوارها وناولها الكوب لتشربه وهو يرخي ربطة عنقه وينظر اليها بحنان ظنا منه انها تفتعل هذا خجلا منه.... ربت علي شعرها بحنان قائلا : اية ياحبيتي احسن.. ؟
هزت راسها وقد هديء الألم قليلا ليبتسم لها قائلا : خليني اساعدك تغيري هدومك...... قاطعته حينما صرخت مجددا بألم : اااه
عقد حاجبيه ونظر اليها... ولكنه سرعان ما لاحظ امتقاع وجهها وحبيبات العرق التي لمعت علي جبينها ليدرك ان الوضع جاد.... علياء حبيبتي... الوجع جامد
هزت راسها ويدها تعتصر جنبها ليسرع الي الخزانه يخرج لها ستره وبنطال ويتوجه اليها قائلا ; خليني اطلبك الدكتور.
بخجل تركته علياء يساعدها لتستبدل ملابسها ولكن الألم كان شديد لتستلم له وهو يخلع فستانها عنها ويحيط جسدها بتلك الستره ويغلق سحابها ويسرع للهاتف لطلب طبيب الفندق.....
...
تعالي صراخ سالي ليرج أركان تلك الغرفة الغالب عليها اللون الأبيض لتلقي بمحتوياتها بهياج ; . انا مش مجنونه.... مش مجنونه..!
حاولت الطبيبة التحدث اليها : مدام سالي... لو مهدتيش حالا هضطر اخليهم يديوكي الحقنه المهدءة
جلست سالى الدموع متحجرة بعيونها التي طالما كانت بارده بلا أحاسيس تفكر بما وصلت اليه....... فالكل تركها بهذا المكان.. كل هذا بسبب جلال...!! وليس احد سواه..... انه كان السبب في موت والدتها حينما انجبته....! انحرمت هي من امها....... ومنذ ان جاء والكل يتحدث عن انه وريث شريف المهدي... تكرهه ولم تفكر يوما ما بحبه ابدا.... لقد كانت طفلة في السابعه من عمرها حينما اتي ليأخذ منها والدتها.....التي ماتت أثناء ولادته.... لقد انحرمت من امها بسببه والان الكل ابتعد عنها ايضا بسببه يجب أن تدمر حياته كما فعل معها منذ أن قدم لتلك الدنيا
والان بسبب زوجته انحرمت هي من زوجها وحتي أطفالها... واخيرا تركها بهذا المكان وحتي ابيها تركها... جذبت خصلات شعرها تشدها بعنف ونيران اندلعت بداخلها رغبة في الانتقام منه..! تلك النيران بداخلها لن تخمد ابدا فالحياة لاتحتمل وجودها وووجوده..... أحدهما فقط يجب أن يبقي بها....!!
....
سالها جلال وهو يشر لارجاء ذلك المنزل الانيق علي الطراز المودرن ; اية رايك في بيتنا الجديد..... التفتت تنظر حولها ليميل ناحيتها قائلا : بداية جديدة في بيت جديد....
لا تنكر ان ذلك المنزل مريح للغاية باثاثه الانيق الراقي والوانه الزاهيه والبسيطة عكس تلك الفيلا باثاثها المتكلف.... ان هذا ماكانت تحلم به... منزل هاديء لطيف لعائلتها الصغيره... حذبها من يدها لتنظر لارجاء تلك الشفة المطله جميع نوافذها علي البحر مباشرة قائلا : اية رايك ؟
هزت راسها : حلو اوي.. ؟
أخذها لرؤيه غرفة زين الجميلة وكذلك الغرفة ذات الألوان الوردية التي جهزها لابنتهم لتتوقف وسطها تتاملها باعجاب..... أحاط خصرها بيداه واحتضنها من ظهرها لتبعده بنظرات محذره......: انا بحضن بنتي علي فكرة
انتفخت وجنتها بغيظ : ياسلام.. ؟!
هز راسها وابتسامه لعوب طبع قبله سريعه علي وجنتها قائلا : شكلك حلوة وزي القمر وانتي متعصبه.
أفلتت ضحكتها لتسال نفسها هل تصدق تلك المرة وهي تعرفة وتحفظ عن ظهر قلب طبعه العصبي الصعب
ولكنها تحبه ولا تستطيع الإبتعاد عنه اكثر
..... بقلم رونا فؤاد
....
تعالي رنين هاتف جلال ليعقد حاجبيه بدهشه مرددا : عامر؟!
...........
.... اسرعت زاهي تنزل من السيارة التي اوقفها جلال امام المشفي ماان هاتفه عامر وأخبره ان علياء مريضة وتم نقلها للمشفي... اسرع جلال بخطواته ليلحق بها ويمسك يدها قائلا بقلق : براحة يازاهي... متنسيش انك حامل وغلط تجري كدة....
اومات له ليمسك بيدها ويسير بها بخطوات بطيئة حتي وصلت لتجد عامر يقطع الممر ذهابا وايابا بقلق .....
: اية اللي حصل ..... ؟مالها عليا؟
هز كتفه : التهاب في الزايدة..... دخلت العمليات من شوية
: لا حول ولاقوة الا بالله....!
.......
دخلت تلك الممرضة غرفة سالي قائلة : مدام سالي.... في حد في الجنينه عاوز يقابلك....
سارت بخطاها المتغطرسه ورفعت راسها بكبرياء ماان رأت شريف المهدي جالس بانتظارها.... نظر الي وجهها الباهت بأسي قائلا ; عامله اية ياسالي؟
قالت بسخريه : لسة فاكرني دلوقتي ؟
قال شريف بجدية : منستكيش...
: امال سايبني هنا لية؟
: عشان ده الصح... جلال عمل اللي كان لازم يتعمل.من زمان... كان لازم من اول ما لاحظت حقدك على اخوكي افهم ان ده مرض ومش شئ طبيعي... كل يوم كرهك وحقدك عليه كان بيزيد ومهما ميزتك عنه مكنش كفاية....امسك كتفها واكمل بحنان : سالي انتي بنتي الوحيدة ومش عاوز غير اني اشوفك مبسوطة...
انتي لازم تبدئي جلسات العلاج ياسالي وتساعدي نفسك
قالت بحدة وهي تبعد يداه عن كتفها : انا مش مجنونه
قال شريف بجدية : انتي مريضة نفسيه ياسالي.... مفيش حد بيكون جواه الكره والحقد ده ويكون طبيعي
قالت بسخرية ; لا في.....؟! ماانت اهو واقف قدامي... كل اللي انا فيه بسببك
انت اللي جبته للدنيا... انت وهو السبب ان مامي تموت وتسبيني... انت اللي من وقت ماجه للدنيا وشايفة خليفتك....
انا مش مريضه... انت اللي مريض عشان تسيبني مرميه هنا..... طلعني فورا
نظر اليها بعدم تصديق لجبروتها واصرارها علي كونها غير مخطئة ليقول بنبره قاطعه : لا مش هتخرجي من هنا......
هتفضلي هنا لغاية ماالاقي لهجتك اتغيرت وافكارك دي كلها اتغيرت..... جلال اخوكي مش عدوك
هتفت بحدة وتوعد : لا عدوي..... وانت كمان عدوي.... انا هطلع..بيك او من غيرك هطلع.... .. بس لما هطلع هثبتلك مين اللي مريض.. انت ولاانا
.......
فتحت علياء عيونها ببطء تستوعب أين هي لتجد عامر يقترب من فراشها بابتسامته الحلوة قائلا : حمد الله علي سلامتك ياحبيبتي
ابتسمت له لينحني طلبها قبله علي جبينها...قائلا بحنان سلامتك ياعمري...
: حبيبي ياعامر ربنا يخليك ليا
داعب وجنتها وهو يجلس علي طرف الفراش بجوارها ;ويخليكي ليا ياروحي.....
مع اني زعلان منك يالولو
نظرت اليه بتساؤل: لية ؟
غمز لها مشاكسا : يعني الزايدة متختارش الا الليلة دي.... ده انا كنت هموت واتجوزك
احمر وجهها خجلا ووكزته بجنبه.. الله وانا قلت اية غلط... ينفع يعني نقضي الليلة في المستشفى...
:بس بقي ياعامر...
قلد نبرتها : بس بقي ياعامر.... ده عامر حظ امه نحس....
أفلتت ضحكتها لتتوجع... ااه.. بس بقي ياعامر متخلنيش اضحك
قبل يدها قائلا : الف مليون سلامه عليكي ياقلب عامر....
.......
..
نظرت زاهي الي جلال الذي بعد اطمئنانهم علي علياء أخذها لاصطحاب زين من منزل ابيه ليضعه بمقعد السيارة الخلفي ويعود ليركب بجوارها ويعود للمنزل...!.
بالتاكيد لم يستطع ان يكتم تعليقه ليضحك عاليا : الواد عامر ده حظة نحس
: ياسلام... ليه بقي ان شاء الله
مال تجاهها قائلا بعبث : هو في نحس اكتر من انه يقضى ليلة زي دي في المستشفي
.....!
كان هذا بالتاكيد تعليق ادم الشامت بعامر الذي قال بغيظ : بقولك ايه... حل عني انت مش ناقصك.... ده انا مشفتش حظ كدة
ضحك ادم وداعب وجنته قائلا :معلش ياموري... الليالي جاية كتير
لكمه عامر قائلا : امشي من وشي....
عاد لغرفة علياء وهو يتبرطم بغيظ....
نظرت اليه علياء وهو يوصد باب الغرفة ويخلع سترته... لتتسع عيناها تسأله : انت بتعمل اية ؟
اقترب منها قائلا بعبث :هنام.... وسعي بقي خديني جنبك
شهقت قائلة : اخدك فين...
: جنبك يالولو السرير واسع.... همس بجوار اذنها وهو يتوسد الفراش بجوارها : يعني ليلة الدخله اتضربت كمان بلاش انام جنبك.
لكمته علي صدره : انت قليل الادب علي فكرة
جذبها برفق لتتوسد صدره قائلا بنبره لعوب:كلها كام يوم وتخفي ونشوف موضوع قله الادب ده...
احمرت وجنتا عليا وسرت القشعريرة بجسدها حينما احتضنها عامر وشعرت بدقات قلبه أسفل راسه ليسري شعور لذيذ باوصالها ويتغلب علي رجفه جسدها وخجلها لتسترخي براحة بين ذراعيه مستمتعه بهذا الشعور الذي يجتاحها لأول مرة...!
.........
....
خرج جلال من الحمام بعد ان استحم واستبدل ملابسه ليقف امام المرأه يصفف شعره وعيناه تتابع زاهي التي بعد ان وضعت زين بفراشة جلست الي طرف الفراش تقرأ بأحد الروايات....
تسارعت دقات قلبها حينما جلس الي الفراش تحاول بصعوبه ان تمنع نفسها عن الانكماش بين احضانه لتجبر عيناها علي النظر لتلك السطور بلا تركيز بعد ان شتتها رائحة عطره الرجولي...!. حاول جلال ضبط انفعاله ليبدو بجوارها بهذا الثبات ولكنه لم يستطع لتجده بلحظة يحتضنها وينحني طابعا قبله علي بطنها المنتفخة.
: بقولك اية... ابعد... انت ماصدقت
قال ببراءه : ... بقول لزينه تصبحي على خير
رفعت حاجبيها : زينه.!
ابتسم لها قائلا ; اه... زين وزينه وزاهي
اخفت ابتسامتها وتظاهرت بالجدية وهي تعود لتلك الرواية بيدها...قائلة : متقولش وتنام في مكانك اخر السرير واياك تجي الطرف بتاعي فاهم
اولته ظهرها ودقائق وكان النوم يغلبها...!!
ودقائق وكانت بين ذراعي جلال ليغفو هو الاخر.....
...
استيقظت في الصباح لتجد نفسها تحيط خصره بذراعيها وتضع ساقها فوقه ايضا ممسكة به وكانه سيهرب لترفع عيناها ببطء ناظرة اليه بينما ارتسمت ابتسامه عابثه علي شفتيه.... اية اللي جابك فوقي.... مش علي اساس كل واحد في الجنب بتاعه
قالت بتعلثم ... ايوة... انا.. انا كنت نايمة ومش حاسة... تلاقيني كنت بتقلب عادي
قلب الوضع ليصبح فوقها وتتقابل ملامحة الوسيمه بوجهها الجميل قائلا ; اكيد معنديش اي مانع تتقلبي في حضني
دفعته من فوقها بغيظ : انا بقي عندي مانع
.....
....
تابعة لقسم :
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك