قيد من دهب .. الثامن والخمسون

0
نظرت فيروز الي مهران بتحفز وهي تقول : اه بس مش ده الرد الي انا مسنتياه نظر لها مهران بترقب : عاوزة ايه يا بنت الناس طيب هتفت فيروز بانفعال : عاوزة اعرف انت موافق علي كلامها ؟! قال بتسويف : لما نشوف الاول ولد ولا بنت يافيروز وبلاش نعمل مشكله من الهوا هتفت فيروز بغيظ : مش بعمل مشكله ....و اي أن يكون نوع البيبي انا أمه وانا اللي حقي اسميه نظر لها مهران هاتفا بتبرم : وبعدين بقي يافيروز في طبعك الحمقي ده..... انا بصبر عليكي بس بلاش نبره الأمر دي انا مش بحبها هتفت فيروز بدفاع عن نفسها : مش أمر يا مهران بس ده حقي وشيء طبيعي اتكلم فيه زفر مهران هاتفا : وبرضه الست مغلطتش ومقالتش حاجه مش طبيعيه.... اتعودنا الواد علي يتسمي اسم جده رفعت حاجبها باستنكار : وانت اسمك علي اسم حدك اوما مهران : اه عقدت حاجبيها : بتهزر ...صح هز رأسه ونظر الي ملامح البلاهه علي وجهها : لا ...مهران عمران مهران ضحك وهو يداعب شعرها بخفه : كمان مش عارفه اسمي .... أبعدت فيروز يداه بحنق وغيظ : ما علينا .... طيب دي موضه قديمه وخلصت ...انا هسمي ابني الاسم اللي يعجبني نظر لها مهران بملل : لما يجي وقتها نفكر أن شاء الله هزت فيروز راسها بإصرار وعناد: لا دلوقتي .. نظر لها مهران للحظات لتبتلع فيروز بتوجس لاتعرف أن كان الأمر سينتهي بخلاف ام ماذا بالضبط وراء صمته وهذا ما فكر به مهران بينما وقف أمام طريقين أحدهما ما يحبه ويفضله وهو تجاوز الأمر فهو بكل الاحوال أصبح يحفظ طباعها ويعرف أنها لا تعني شيء من كلماتها كما أنه لايريد المشاجره معها خاصه وهو يعرف حساسيه النساء وقت الحمل والطريق الآخر هو العصبيه وانهاء الأمر بفرض كلمته ... توحشت فيروز من صمته ونظراته : انت ساكت كده ليه ...وعمال تبص ليا ...لم تمنحه فرصه للرد لتتابع بانفعال : علي فكرة بقي انا مقولتش اي حاجه غلط ...مرات ابوك هي اللي ست حشرية اصلا وملهاش تتدخل في اسم ابني وهي تعبت فيه ولا كانت هي اللي حامل ...لا ..لا ..يكون في علمك انا مش هسكت ... ان....ابتلع مهران باقي كلماتها بمشاجرتها بين شفتيه حينما جذبها فجاه وانقض علي شفتيها يوقف سيل كلماتها ...لحظه مرت وفيروز تقاوم ضرارة قبلته المفاجاه ولكنه استطاع ترويضها لتستكين بين ذراعيه تبادله قبلته ويتمهل تفكيرها مردده كلماته بأن تترك كل شيء حينما يأتي وقته فلا تتعجل الخلاف ..! ...... خرجت ماس من مقر عملها بعد انتهاءه لتجد جاسر متوقف بسيارته اتجهت إليه وعلي شفتيها ابتسامه حالمه لتساله : جاسر انت بتعمل ايه هنا ؟! مال ليفتح لها باب السيارة بابتسامه مماثله : جيت اروحك عشان عارف مش معاكي عربيتك ركبت بجواره قائله : كنت هاخد تاكسي ...بس شكرا انك فكرت فيا ابتسم لها ومال يقبل وجنتها: اصلا انا مش بفكر غير فيكي .. اتسعت ابتسامتها الخجوله لينطلق جاسر بها بينما تمهل مهاب وهو يركب سيارته لتلمع عيناه بابتسامه هادئه وهو يري هذا المشهد بين ماس وزوجها .... ومثله مثل الجميع يري دوما صوره جميله عن ثنائي تداعب قلبه الغيرة لعيش نفس مشاعرهم يوما ما ...دخل الي سيارته ومازالت صورة ماس وزوجها بتفكيره والذي أوصله الي صورة كامله عن فتاه اعجب بصورة حياتها ككل ....فتاه صغيرة نشيطه طموحه ناجحه في حياتها العمليه والزوجيه ....يراها صورة جميله ككل تجعله يغار ليكون مكان زوجها بالحصول علي زوجه مثله ولا يراها كفتاه جميله يعجب بها رجل بل هو أعمق من الا يري الصورة كامله ويحصر إعجابه وتطلعه وتمنيه أن زوجته السابقه تكون مثل ماس ... ( يااه ياشادي لو الواحد يبقي في يوم زي مستر مهاب ) ابتسم لنفسه بمرأه السيارة وهو يستمع إلي همس ايمن وشادي أحد الموظفين الذين مروا بجوار سيارته لتتأكد لديه نظريه الصورة الكامله والتي تتكون لدينا جميعا عن الآخرين بمجرد النظر إلي الصورة الخارجيه المثاليه بينما حقا لا نعرف ماذا يكون خلفها فربما حياه شادي وأيمن وخلافهما افضل من حياته هو نفسه ولكن الجميع دوما يتطلع الي مثاليه الصورة وهنا تحضره كلمات والدته قبل سنوات بينما كان يتطلع الي صورة برفقه زوجته والتي كانت ترتسم بها منتهي لحظات السعاده ( محدش بيصور خيبته ) كلمات بسيطه من امراه بسيطه ولكنها تعبر عن الواقع الموجود خلف كل صورة نراها ونظنها مثاليه وربما يكون بها أو خلفها الم كبير .....فليس كل من تري صورته يبتسم وسعيد بالضرورة هو كذلك لذا لا يستحق الحسد بل ربما أن نتركه وشأنه وننشغل بحياتنا افضل ونتمني لأنفسنا والاخرين السعاده دون تمني حياه الآخرين ...! ......... التفت جاسر الي ماس قائلا : عامله ايه ؟! ابتسمت له قائله وهي تقترب منه وتتملس يداه بيدها : كويسه وانت .... اوما لها : الحمد لله يا حبيتي نظرت إلي ملابسه الرسميه قائله : انت لابس ضابط ليه ؟! ضحك جاسر مقهقها : حلوة لابس ضابط وهو انا ايه ؟ قالت ماس بتلقائية : ضابط .....ضحكت وهزت راسها : قصدي لابس بدله ضابط ليه ضحك قائلا : ابدا كان عندي اجتماع في المديريه مررت يدها علي نجومه الذهبيه بإعجاب قائله : تعرف انك حلو اوي بلبس الضابط مال ناحيتها وداعب أنفها : ومن غير اللبس وحش هزت راسها واحتضنت ذراعه قائله : توء جميل برضه ...رفعت راسها وتطلعت إليه قائله : بص ياحبيبي هو بصراحه انت وانت هادي ولطيف كده بتبقي حلو اوي رفع حاجبه مرددا : هادي ولطيف ...ماشي ياستي فهمت قصدك ...عاوزاني ابقي هادي عشان انول الاعجاب ضحكت ماس وهزت راسها بموافقه ليلتفت جاسر إليها قائلا : طيب ايه رايك نتغدي سوا أومات بتأكيد : موافقه طبعا ..نروح فين حمحم جاسر قائلا وهو يتطلع الي الطريق : نروح البيت اغير هدومي وبعدين نروح المكان اللي يعجبك عقدت ماس حاجبيها بدهشه : ليه نروح البيت قال جاسر ببساطه : هغير البدله عشان مبقاش ملفت وابقي مرتاح هزت راسها قائله : تمام بس بسرعه عشان جعانه ابتسم لها وأدار السيارة قائلا : اوك أوقف سيارته اسفل منزلهم لتتردد ماس قليلا في النزول لاتعرف لماذا ولكنها لا تريد تكرار ما حدث المره السابقه حينما اتت معه لمنزلهم ليس لانها لا تريد ولكن فقط حتي تعود له كما اتفقوا بموافقه ابيها ....ربما تفكيرها بسيط او مشتت لأنها زوجته وهي قد عادت له بكل الاحوال ولكن ترقبه واشتياقه جعلها تشعر بشعور رائع بأنه سيفكر وسيحاول أن يتغير من أجلها وما أوصله لتلك القناعه كان بعدهم الذي طال ..نظر جاسر إليها متسائلا : ايه ياماسه في حاجه ؟! هزت راسها قائله : لا بس بفكر اروح اطمن علي ياسمين علي ما تغير هدومك قال جاسر وهو ياخذ يدها وينزلها من السيارة : اطمني كويسه لسه كنت مكلم صالح الصبح ...ابتسم لها بمكر وهو يفهم ترددها وتمنعها من وجهه نظره ليتابع : وهي اكيد حكت لك علي كل حاجه دخلت الي المصعد برفقته ليقترب جاسر منها ويمسك بيدها قائلا بمغزي : اه بس لو بس تهتمي بيا اهتمامك بصحبتك الوضع كان هيختلف رفعت عيناها البريئه إليه قائله : وانا مش مهمته بيك هز كتفه وتابع بمغزي ماكر : يعني كان نفسي تفكري اننا نرجع بيتنا بدل ما تفكري في ياسمين.... اهي في الاخر رجعت مع جوزها إنما احنا لا هزت راسها بصمت بينما لاتعرف لماذا لم تستسيغ كلماته وهي تشعر أنه يقصد بها مغزي اخر فتح جاسر الباب وأشار لها أن تتدخل بينما لم ينكر أن ترددها لم يروق له فهي زوجته وتعرف أنه اشتاق اليها كما يري بعيونها اشتياقها إليه فلماذا يري التردد في عيونها .... لم يعلق بشيء بينما أيقن أن مفاجاته مؤكد ستعجبها وستمحي كل ترددها ليصدق حدثه حينما نظرت إلي الاستقبال الذي أعده لها من بالونات بألوان زاهيه وباقه ورد جميله موضوعه علي الطاوله بجوار الباب والتي اختطفت عيون ماس وجعلت دقات قلبها تتسارع بسعاده تنازعت مع كل ترددها وتفكيرها .....ازدادت دقات قلبها حينما شعرت به يتوقف خلفها ويحيط خصرها بذراعه واضعا رأسه علي كتفها ليهمس بجوار أذنها : نورتي بيتنا التفتت له بابتسامه تجلت بها سعاده قلبها وهي تقول بعدم تصديق : جاسر انت بجد عامل مفاجاه ليا اوما بعيون لامعه : عجبتك ؟! أومات وهي تخطو للداخل تتطلع الي تلك البالونات المتناثرة بارجاء البهو : تحفه أمسكت أحدي البالونات الطائرة علي شكل قلب واحتضنتها قائله بحاجب مرفوع : يعني ضحكت عليا وكنت مخطط نيجي البيت ؟! هز كتفه قائلا بتلقائيه : مش مخطط اوي... انا بس خلصت الشغل وفكرت اجيب هديه واخدك ونخرج بس بعد كده قولت اخلي المفاجاه في البيت وجهزت كل حاجه وبعدين عديت عليكي احتضنته ماس بلا تفكير ليحتضنها هو الآخر ويقبل وجنتها وشفتيها بقبلات كثيرة ناعمه ... رفعت ماس وجهها إليه قبل أن تتخذ قبلاته منحني اخر لتقول بتهرب ساذج : ها بقي مجهز ليا اكل ايه ؟ ضحك جاسر قائلا : حالا كده هزت كتفها وهي تسرع الي الاوراق الامعه التي أحاطت اطباق الطعام الموضوع فوق الطاوله تفتحها : قولتلك جعانه اوما قائلا : طيب تعالي نأكل طالما جعانه خلع سترته لتنظر ماس له بتوجس ويدها تتوقف عن فتح باقي الطعام الشهي : انت بتقلع ليه رفع جاسر حاجبه ضاحكا علي توجسها وتوترها وكأنها ليست زوجته : ايه يا بنتي في ايه ....هأكل بهدومي مثلا هزت راسها وعضت علي شفتيها بينما لم تري مجال لما تفعله : مش قصدي .... هز جاسر رأسه ونظر لها بمكر وكعادته لايحتاج الي اي دوران حول هدفه قبل أن يقصده مباشرة ليقول وهو يجذبها إليه ويحيط خصرها بذراعه : لا قصدك ....واقولك علي حاجه من غير لف ودوران ... كل اللي تقصديه انا كمان أقصده قبل أن تعي شيء كان يمسك وجهها بكلتا يديه و ينقض علي شفتيها يلتهمها بقبله حاره انبعثت بها مشاعره المشتاقه إليها لتغمض ماس عيونها تستقبل قبلته بشغف مماثل طال للحظات ...تمهلت قبلته لتلتقط ماس أنفاسها الاهثه بينما مازال ممسك بوجهها ليتابع وهو ينظر إلي عيونها التي فتحتها ببطء : ماسه انا رتبت المفاجاه دي عشان مش هسيبك ترجعي بيت أهلك ....احنا خلاص رجعنا لبعض واتصالحنا مش هستني اسبوع ولا حتي يوم واحد من غيرك تعلثمت ماس بينما امتزج حلو كلماته بنرجسيه طباعه في أخذ قرار دون مشاركتها .... بس ياجاسر أنا قولتلك ....يعني بابا مش هينفع ضاعت بتعلثمها الذي حاولت أن تصيغه ليفهم أنها أكثر من مرحبه بعودتهم ولكن فقط الظروف أصبحت تحكمهم ولم يعد القرار قراره وحده تغيرت ملامح جاسر ولكنه حاول ألا يغضب من ماتقوله ويفسره أنه تمنع زائد ليس أكثر ليهز كتفه قائلا ببساطه : وايه المشكله اتصلي بيه وقولي له إنك رجعتي افلتت نبرتها المستنكرة : انا اللي أكلمه هز كتفه مجددا : فيها ايه ؟! قالت بتمهل بينما لاتريد إفساد ما تعيشه من سعاده : فيها أن مش الأمور كده يا حبيبي .. هتف جاسر بنفاذ صبر واضح : ماس انتي مش عاوز اننا نرجع لبعض أومات سريعا ::اكيد عاوزة .... بس يعني الأصول انت تكلم بابا هز رأسه بتبرم : محدش له دعوة بينا دي حياتنا أومات بنبره مهدئه : بس في حوالينا ناس ودول اهلي لوي شفتيه بامتعاض واضح : اهلك اهم عندك مني هزت راسها : اكيد لا رفع حاجبه : امال قالت ماس بهدوء : حبيبي انا بس عاوزاك تفهمني اوما جاسر قائلا بنبره جاده : وأنا فهمتك ....ايه ياماس هو انا هاخد إذن عشان ارجع مراتي بيتها هزت راسها بهدوء ورجاء ألا يغضب : مش كده بس يعني انت لازم تتكلم مع بابا .....هتف جاسر بامتعاض مقاطعا : قصدك لازم يديني كلمتين هزت راسها باستنكار : انت ليه بتقول كده ؟ هزت كتفه بحنق واضح : عشان هو ده اللي هيحصل وبصراحه انا مش عاوز اسمع كلام ..... انا خلاص صالحتك وانتي بقي وصلي الموضوع لأهلك بطريقتك نظرت له برفض لموقفه : بس ياجاسر قاطعها بانفعال واضح : بس ايه ياماس.... انا مش مطالب اقدم تقرير عن حياتي هزت راسها : محدش قال كده ....انت مش عاوز تفهمني ليه ؟! هتف بضيق : عشان مفيش حاجه تتفهم ....انا اللي عاوز افهم دلوقتي انتي عاوزاني ولا لا هزت راسها : طبعا يا جاسر قال بحزم : يبقي خلاص تفضلي معايا صمتت ماس وافلتت من صدرها تنهيده ضائقه بينما مجددا لا يصلون الي طريق مشترك ما دام متشبث برأيه نظر جاسر الي صمتها ليعاتبها قائلا : ماس انتي مش ملاحظه اني برضه اللي متمسك بيكي وانك اللي بتبعدي قالت بدفاع عن نفسها : فين اني مش متمسكه بيك .... انا بقولك اصبر شويه مش اكتر لأن موضوع رجعونا بقي اكبر مننا احنا الاتنين بس ومحدش قال بابا هيقولك كلمتين هو بس لازم يعرف زي ما عرف بطلاقنا ...انت مصر أن الموضوع يقلب خناقه بينا تاني زفر جاسر وانهي الحديث : ولا خناقه ولا حاجه نظر لها بعتاب واشاح بوجهه وتابع باقتضاب : براحتك ياماس .... نظرت له لتجده يجلس علي المقعد بصمت ....ضاق صدرها من ماحدث بينهم وتحول سعادتهم الي خلاف لتتجه الي جواره وتقول بحنان : جاسر انت سكتت ليه اشاح بوجهه بجفاء : معنديش كلام أقوله هتفت به بانفعال دون إرادتها : ايه اللي حصل لكل ده تابع بنفس نبرته المقتضبه : معرفش غضبت ماس من نبرته لتهتف به برفض : جاسر متتكلمش معايا كده قال ببرود : وانا قولت ايه انا ساكت عشان متقوليش بتعصب وقولتلك براحتك عشان متقوليش بلغيكي خلاص ياماس اعملي اللي انتي عايزاه البيت عندك وقت ما تحبي ترجعي ارجعي نظرت له بيأس ..... مجددا نفس الصدام من اختلاف وجهات النظر وهو كطفل صغير متذمر ...تنهدت واتجهت لتأخذ حقيبتها ...التفت جاسر إليها واوقفها : رايحه فين ؟! هزت كتفها : همشي زفر من حزن نبرتها ليقول : انتي مش قولتي جعانه هزت راسها : خلاص ماليش نفس لم يجادل ليقول بهدوء وبرود مصطنع : براحتك.... استني هغير هدومي واوصلك غضبت منه بينما يريدها كعادته أن تشعر بالذنب فتتراجع وتمتثل لما رسمه وأخذ قراره ..... مر الطريق بينهم بصمت فهو ينتظر منها أن تتراجع وهي تريد منه أن يتفهم موقفها ليس أكثر تلك المره اختلفوا بلا شجار ولكن صمت كلاهما مخيف بينما عاودت كلاهما نفس الأفكار بأن الخلاف بينهما دوما موجود .....ليختار كل منهم الصمت وكل منهم حذر في الانزلاق مجددا الي نفس الهاويه أن تحدث فكرت للمرة الألف انها قد أخطأت بشيء بينما هو علي يقين أنه فعل كل مايلزم لها وهي من رفضت خطوته ....حالمه خطوته وارادها قلبها بشده ولكن فقط هي ليست بالعالم بمفردها ودوما هناك قيود .... اتصلت به في المساء بعد أن ترددت ولكنها لم تتردد طويلا بقرار الا تدع للخصام طريق بينهم : جاسر رجعت البيت قال باقتضاب ومازال محتفظ بغضبه منها : لا نزلت اقعد مع صالح شويه في المكتب لم تجد ماتقوله أمام عدم تشجيعه لتقول وهي تغلق : طيب تمام ...انا قولت اطمن عليك .............. .... فتح صالح الباب ينادي : ياسمين ....ياسمين حبيتي انتي فين ؟! قالت ياسمين وهي تمسح يدها : انا هنا في المطبخ اتجه صالح إليها بابتسامه ليميل ناحيتها يقبل وجنتها : عامله ايه يا حبيتي ؟! ابتسمت له : الحمد لله عاد يقبل وجنتها من جديد : وشك حلو عليا نظرت له بترقب : خير اوما قائلا : خير اوي ... الشركه وافقت علي تسويق شغل الاورجانيك كله اتسعت ابتسامه ياسمين : مبروك يا حبيبي قال وهو يحيط خصرها بذراعه : انا عاوز مكافاه مش مبروك بس أغمضت عيونها تستقبل قبلته بسعاده لا يتوقف قلبها عن أن يهفو إليها ... بانزعاج رفع صالح رأسه من أمام شفتيها علي رنين جرس الباب : ده مين الرخم ده ؟! ضحكت ياسمين وهمست له : باباك اتسعت عيون صالح بعدم فهم : بابا ؟! أومات له : اه ....انا كلمته وعزمته هو وطنط علي الغدي وواضح أنه متأخرش لم يفهم صالح شيء بينما هي من بادرت : انتي كلمتيه ؟! أومات ياسمين ببساطه : اه وفيها ايه .....وضعت يدها علي كتفه وتابعت بسماحه ليست غريبه علي شخصيتها الطيبه. : صالح انا مش عاوزة حاجه إلا أننا نعيش مبسوطين وسط ناس بتحبنا وطالما والدك كان عنده النيه يبقي ايه المانع ابدا انا ....هو حتي اكبر مني وبعدين انت اصلا وقفت جنب بابا وعبد الرحمن كتير فده اقل حاجه اقدمها ليك هز صالح رأسه وقبل جبينها : ربنا يخليكي ليا ابتسمت له ليتعالي رنين الجرس مجددا ...يلا ياصالح روح افتح بسرعه .......... استندت فيروز الي صدر مهران العاري الذي أخذ يداعب خصلات شعرها بينما يقول : يعني خلاص اقتنعتي أومات فيروز برضي : اه ضحك مهران معلقا : يعني هو الحرف ده فرق معاكي ولا عشان ميمشيش كلام حماتك وخلاص هزت فيروز كتفها ونظرت إليه : مش فكره كلامها يمشي وبعدين هي مش حماتي ضحك مهران قائلا : امال هي ايه ...معلوم يا بوي في مقام حماتك تابع مداعبه خصلات شعرها وهو يكمل حديثه : وبعدين الست مقالتش حاجه غلط وكانت عاوزة صالحك رفعت حاجبها : صالحي في ايه بقي ...؟! قال مهران وهو يتطلع الي عيونها : تكسبي رضي الحاج عمران ضحكت فيروز وهزت راسها : اكسب رضاه ولا تشتري انت دماغك من المشاكل هز مهران رأسه قائلا : لا يابوي ربنا ما يجيب مشاكل ...انتي مش خلاص عجبك اسم عامر أومات فيروز بابتسامه بينما كان مهران سياسي بارع وهو يختار اسم يرضي جميع الأطراف : اه حلو ....عامر مهران عمران ضحك مهران : واهو عامر جاي من عمران قبلت وجنته قائله : اسم حلو اوما مهران لتقوم فيروز من جواره : هدخل اخد دوش هز رأسه واراح ظهره الي الوساده ليهز رأسه متبرطما من الصداع الذي الم رأسه طوال تلك الساعه التي أخذت تجادله بها ليتنهد بصوت مسموع : يارب تطلع بنت عشان ارتاح ... التفتت له فيروز التي ما أن وصلت إلي باب الحمام حتي سمعت كلماته : بتقول حاجه يامهران هز رأسه سريعا بهروب من جدال اخر : لا ياست البنات ضحكت ودخلت ليتابع مهران تذمرة بصوت مسموع : هتطلع بنت ووقتها هتحكم عليكي تسميها تهاني وابقي وريني هتغيريه ازاي ....ضحك واغمض عيناه وهو يتابع : يابوي علي عقل الحريم ...! بالفعل كم سهل هو ارضاء المراه ..! ....... ... مضي الاسبوع وكلاهما في جانبه ....يتبادلون الاتصالات ولكن جاسر مازال كطفل غاضب مقتضب وقد توقف تماما عن الحديث عن عودتها إليه لتتقبل ماس مايفعله برفض من قلبها ....لماذا حينما يختلفون يعاقبها باقتضابه الم يتفقون قبل قليل علي التفاهم للوصول لحل ...لا تنكر أنه لم يتعصب ولم يجبرها علي العوده وسيطر علي نفسه ولكنه مازال مقتضب .....وصلت عائلتها اليوم ليتغير مزاج ماس قليلا الي الافضل .... ......... .... نظرت مي الي محمود : يعني انت كلمته ؟! اوما محمود ببساطه : اه يامي ...هو متصلش بيكي هزت مي راسها واخفت نظره الانكسار بعيونها بينما لن تخبر محمود أن مالك لايتصل بها ولا يتحدث معها إلا عن ادم بضع كلمات ويغلق .... ولكن محمود شعر بها ليقول برفق وهو يربت علي كتفها : معلش شكله مطحون شغل عشان كده كلمني وقالي اعدي اخدك تروحي انتي وادم تسلموا علي بابا وماما وأكد عليا عشان ادم اكيد زهقان من قعده البيت وكمان بابا وماما هيتجننوا علي ادم أومات مي ليبتسم لها محمود : يلا اجهزي وانا هلعب شويه مع ادم ارتدت مي ملابسها وجهزت حقيبه طفلها وذهبت برفقه محمود لتسلم علي حماتها وحماها ولا تنكر أنها كانت بحاجه لتشعر بأنها وسط عائله بدلا من وحدتها وساعدها علي نغير شعورها ترحيب حماتها بها واهتمامها بها وايضا ماس كانت تتعامل معها جيدا للغايه .. قالت هويدا لماس : معلش يا ماسه هاتي الشنطه بتاعه مي من اوضتي أومات ماس واتجهت لتحضر تلك الحقيبه التي احضرتها والدتها لمي ...غص حلق مي وشعرت بالحزن الشديد حينما فتحت حماتها تلك الحقائب وأخذت تريها تلك الملابس التي احضرتها لطفلها القادم لتقول بسماحه وهي تربت علي كتف ماس التي حزنت عيونها دون إرادتها وهي تتذكر امساكها بتلك الملابس التي أحضرها جاسر من قبل لطفلهم : انا جبت حاجات حلوة اوي ياماسه ليكي انتي كمان ومتاكده أن قريب إن شاء الله هتجيبي بيبي تاني ويلبس كل الحاجات اللي جبتها أومات ماس وابتسمت لنفسها بأمل مماثل لامل والدتها لتتجه لتجلس بجوار مي التي شعرت بالكمد والذنب الشديد يزداد بداخل قلبها ...ربتت ماس علي يد مي وغيرت نبرتها الي الحماس والفرحه وهي تفتح حقيبه تلو الأخري تستعرض بها ملابس الطفل : حلوين اوي يا مي ....امتي بقي الجميل يوصل بالسلامه والعب معاه نظرت مي لها وغامت عيناها بالدموع بينما تابعت ماس بسماحه شديدة : فاكره يامي ادم كان كيوت ازاي وهو صغير .... كان عنده سالوبيت عليه عربيه زرقاء تحفه ....ضحكت وأخذت تلاعب ادم وتلتقط معه الصور بينما تجمدت مي مكانها والشعور الجارف بالذنب ينحرها وهي تري سماحه ماس التي لا تدرك أن كل ما هي فيه بسبب خبثها ومازالت تعاملها بصورة جيده زادت من شعورها بالذنب ...! صمم الطفل الصغير علي البقاء مع ماس لتقول لمي : طيب خليكي معانا النهارده هزت مي راسها بينما لا تريد البقاء أكثر ورؤيه كم كانت حقيرة مع عائله زوجها لتقول باعتذار : معلش يا ماسه عاوزة اروح عشان رغده هتعدي عليا أومات ماس : طيب ينفع تخلي ادم معايا والصبح هجيبه ليكي وانا رايحه الشغل لم ترفض مي حتي لا تحرم ماس من تلك السعاده وهي برفقه ادم .... أعادها محمود الذي أوقف سيارته اسفل المنزل قائلا : تصبحي علي خير ...لو عاوزة حاجه اتصلي بيا أومات مي بابتسامه ممتنه : انت جدع اوي تعرف كده قال محمود بغرور محبب : امال ضحكت مي ليتابع محمود بشقاوة : انا عاوز بقي الكلمتين الحلوين دول تهري بينهم ودان بسمه عشان البنت تقع فيا ضحكت مي قائله باخويه : وهي لسه موقعتش ....ده خلاص الخطوبه كمان كام يوم تنهد محمود : يامسهل. .... انا تعبت من العيله دي وخايف حاجه تاني تحصل ونأجل ربتت مي علي يده : متقلقش ..أن شاء الله مفيش حاجه هتحصل دخلت مي الي منزلها وخلعت حذائها وارتدت حذائها المنزلي المبطن بالفراء لتسير بخطوات بطيئه الي غرفتها وهي تشعر بالوحده الشديدة والتي زادت بعدم وجود طفلها أمسكت هاتفها تتحدث مع رغده قليلا لتقول رغده بمواساه : مي انتي اللي عامله كده في نفسك ....كفايه عليكي تحسسي نفسك بالذنب اكتر ولما مالك يرجع كلميه وحاولي تصالحيه : أكلمه أقوله ايه يارغده مالك خلاص بقي بيكرهني هزت رغده راسها : مفتكرش وهو لو بيكرهك ما كان طلقك تنهدت مي بحزن : تعرفي أن عقابه ده افظع من الطلاق علي الاقل وقتها كنت هعرف مكاني عنده دمعت عيون مي وتابعت : انا حاسه اني بقيت شبه الحشرة محدش عاوز يقرب مني ولا يكلمني جاسر زعلان مني وماما وبابا .......واكيد مالك لو عرف الحقيقه هيبقي زيهم و مفتكرش يبص في وشي تأثرت رغده لتتابع مي : عارفه ايه اللي قاهرني قالت رغده بتأثر : ايه ياحبيتي ؟! قالت مي بأسي : معامله ماس الحلوة معايا أومات رغده قائله : بصراحه انا كمان اتضايقت من نفسي لما لقيتها بتتعامل معايا كويس مع اني دايما كنت بضايقها ...تنهدت وتابعت : الفكره اننا اصلا مش في تفكيرها واحنا اللي كنا مركزين وفاكرين كل حاجه بتعملها عشان تغيظنا أومات مي لتقول رغده : انا شايفه أنك لما مالك يرجع تحاولي تصالحيه وان شاء الله يصالحك وترجعوا كويسين قالت مي بغصة حلق : خايفه يصدني : مش هيصدك .....انتي بس حاولي .... مالك بيحبك وان شاء الله البيبي يقربكم تاني وطالما جاسر وماس هيتصالحوا الدنيا هتبقي كويسه قالت مي بتأثر : انا بقيت بتحرج أبين حملي حتي بلبس هدوم واسعه ومش بقول اني تعبانه ولا بتكلم عنه عشان اراعي شعور ماس ..... تعرفي النهارده طنط جابت هدوم كتير اوي بس وجعني حزن ماس ونظراتها المكسورة ..صعبت عليا اوي بس طنط هويدا مسبتهاش زعلانه وقالت إن شاء الله ربنا هيكرمها تاني وهي في لحظه بقت مبسوطه وبتتفرج معايا علي الهدوم ....مع أن عارفه لو بدلنا الاماكن كنت هبقي غيرانه وحقوده بس هي لا تنهدت مي بحزن وتابعت برجاء : يارب يكرمها هي وجاسر بيبيي تاني قريب قالت رغده بدعاء مماثل : يارب وعموما يامي كلنا بنغلط ....هي كانت غيرة بنات بس زادت عن حدها واهو الحمد لله عرفنا غلطتنا قالت مي بعد قليل : معلش يارغده زهقتك بمشاكلي وكل شويه اتكلم عن نفسي وانتي مش بتكلميني عن نفسك انا ضحكت رغده قائله : انا زي ما انا مفيش جديد ... العريس الاخير طلع نفخ اوي قالت مي بحيرة : انتي مقتنعه بجوار الصالونات ده قالت رغده ببساطه : فيها ايه.... مش يمكن يطلع شخص كويس خصوصا أن مجالي محدود هتجوز ازاي يمكن يتقدم ليا عريس مناسب : يارب بقيت مي دون أن تنام حتي وقت متأخر ليلا بينما تفكر في كلمات رغده عن محاولتها لإصلاح ما بينها وبين مالك الذي هو بنفسه تلك الخطوة ما كان ينتظرها وكل ابتعاده وإصراره علي اقتضابه هو خوفه أن يتراجع عن موقفه بينما يستغرب التزامها بالمسافه بينهم وكأنها تقر بذنبها ...عقدت مي حاجبيها وهي تستمع لرنين جرس الباب ...اتجهت لتفتح لتتفاجيء بنورا امامها : انتي ..؟! .......... ... اخذت هويدا ادم من بين ذراعي ماس تحاول أن تهدهده : كده يا دومي مش عاوز تنام عند تيتا وعمتو هو الطفل الباكي رأسه : عاوز مامي قبل أن تقول هويدا شيء كانت ماس تقول : معلش يا ماما خلينا منزعلهوش ونروحه ....هو برضه صغير ومتعود ينام مع مامته أومات هويدا قائله : ماشي هصحي ابوكي ياخده لمي قالت ماس وهي تحمل ادم : لا خلي بابا نايم انا هروح مع محمود ونرجع بسرعه هتف محمود بعيون ممتعضه وهو يجد نفسه بوسط الحديث فجاه ليترك طبق الحلويات من يده : وهو مفيش في البيت غير محمود ...محمود ده مالوش رأي ولا وراه حاجه هتفت به هويدا بحزم : وراك ايه ما انت قاعد تتفرج علي التليفون وتاكل ...يلا قوم مع اختك قال محمود بغيظ : ماشي ياماسه ...امتي جاسر ياخدك ويريحنا بقي هتفت ماس وهي توكزة بكتفه: وهو انا قاعده فوق راسك ...يلا قوم ادم مش مبطل عياط زفر قائلا : هقوم اغير أشارت له ماس : وهو احنا رايحين فين دي كلها كام شارع قوم يلا قال محمود بسماجه : طيب هاتي بقي مفتاح عربيتك عشان معنديش بنزين في العربيه وكزتة ماس وهي تعطيه المفتاح : خد ويلا شيل ادم ضربها بخفه علي مؤخرة راسها وهم ينزلون : بعد كده اعرضي خدماتك ومالكيش دعوة بيا ... ..... ... لم تقل نورا شيء بل نظرت إلي مي بنظرات خبيثه لتهدر مي بها بغضب : انتي جايه ليه يا زباله انتي ...... برا أمسكت مي بالباب لتغلقه حينما ظلت نورا تنظر إليها نفس النظرات المتشفيه والتي لم تفهمها مي لتتفاجيء بها تضع يدها علي الباب الذي حاولت مي غلقه وهي تقول ببرود : بسرعه كده بتقفلي الباب .....مش تعرفي انا جايه ليه هتفت مي وهي تحاول دفع الباب الذي وضعت نورا جسدها أمامه : ميهمنيش......اطلعي برا ضحكت نورا ببرود : حاضر .....بس هقولك حاجه الاول نظرت مي لها لتباغتها نورا وهي تميل ناحيتها قابله من بين اسنانها : هقرص بس ودنك علي قله ادبك عليا قبل أن تتراجع مي كانت نورا تقبض علي ذراعها بعنف وتمسك بها ....اتسعت عيون مي التي حاولت مقاومه يد نورا ولكن نورا لم تمهلها الفرصه ليظهر ذلك الرجل من الفراغ ويجذب مي من ذراعها الآخر حاولت مي المقاومه ولكن ثقل حملها ووهن جسدها لم يساعدها لتحكم نورا قبضتها عليها وهي تجذبها بعنف وقوة الي شقتها المجاورة ...صرخت مي ولكن يد نورا كممت فمها لتحاول مي المقاومه بكل ما اوتيت من قوة لتتشبث بإطار الباب بقوة تحاول الإفلات من قبضه تلك الحقيرة ....قاومت كتيرا ولكنها أيقنت ضعف قوتها وتمكن تلك الفتاه منها لتحاول بأمل ضعيف التشبث بالباب الذي علقت به أحد أقدامها ولكن سرعان ما تفوقت نورا وجذبتها للداخل لتغلق الباب ومعه تحاول مي بيأس المقاومه وهي ترفض أن تفكر في المصير الذي ستلقاه داخل تلك الشقه ...! ...... .... التفتت ياسمين الي صالح وهزت راسها : لا ياصالح قال صالح بجبين مقطب : لا ليه لم تشعر ياسمين بالحرج وهي تقول : صالح انت عملت عشان بابا كتير بس انك تشغله معاك ...لا ياصالح خفضت عيونها وتابعت : بابا اينعم اتغير بس انا مقدرش اضمن أنه هيفضل كده وانا مقدرش كمان اكون سبب في مشكله ليك في شغلك تاني وعشان كده ارجوك اوعي تفتح معاه حوار شغلك ده تاني ....سيبه هو مرتاح مع مكرم وكفايه كل الي عملته معانا تنهد صالح قائلا برفق : قولتلك متقوليش كده تاني ده واجبي ....انا بس فكرت أنه يمسك الشغل بتاع المكتب معايا واهو يكون جنبنا هزت راسها برفض بينما لا تستطيع مجددا أن تتسبب في مشكله لصالح ان حاد ابيها عن الطريق ..... صممت ياسمين لحظات ثم رفعت عيونها لصالح وبدأت تخبره بسبب مجيء مكرم إليها ....غامت عيون صالح لتقول ياسمين برجاء : صالح انا قولتلك عشان مخبيش عنك حاجه مش عشان تزعل هز صالح رأسه قائلا : مش زعلان منك يا حبيتي نظر بعيدا وامتليء صدره بالحقد تجاه زياد ليهتف من بين أسنانه : حسابه تقل اوي وخلاص لازم يقف عند حده اتسعت عيون ياسمين بهلع : لا ياصالح عشان خاطري ....هو مقربش مننا خليه في طريقه واحنا في طريقنا هتف صالح بحقد : مش هيقرب مننا. ... انا لازم احاسبه علي كل اللي عمله مش هستني لما يكرر عملته اللي عملها مع جاسر نظرت له ياسمين باستفهام : جاسر .....زياد عمل ايه مع جاسر ؟! نظر صالح إليها بينما لم يعد بإمكانه الصمت الذي اخطيء به من البدايه حينما لم يخبر جاسر بأن زياد هو من تسبب بحادث سيارته ...! .......... ... ركبت ماس بجوار أخيها ليميل محمود ناحيتها بخبث قائلا : وبعدين ما كنتي تكلمي جاسر بدالي رفعت حاجبها : واكلمه ليه .... مالي وماله ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفتيه وغمز لها : لا والله ....امال مين اللي كان بايت عندنا من اسبوع اتسعت عيون ماس وسرعان ما نظرت من النافذه متظاهرة بالبلاهه وهي تقول بتعلثم : بايت ايه واسبوع ايه ....نظرت له وتابعت بجديه مزيفه : محمود ركز في الطريق خلينا نروح ادم ضحك محمود بمكر : لا والله ...عليا انا زفرت وقد اندفعت الدماء الي وجهها ليضحك محمود قائلا : يا اذكي اخواتك ده راكن عربيته تحت يعني هيكون فين مثلا ....ازدادت ضحكته وتابع : قولي الحمد لله انها جت معايا مش مع مالك كام خلص عليه خجلت نظرات ماس ليوكزها محمود بجنبها قائلا : عشان تعرفي اخوكي جدع اد ايه ....قولت ياواد خليها بجميله يمكن يتصالحوا ...بس مش واضح زفرت ماس وهزت راسها ليقول محمود رافعا حاجبه : ال وانا اللي قولت عرفتي تعلميه الادب ابن اللواء .. ها يلا قولي ايه اللي حصل ....متصالحتوش ليه اردفت تخبر أخيها ليرفع محمود حاجبه : مممم ...اتقمص يعني هزت راسها ليقول محمود : وانتي عملتي ايه ؟! هزت راسها : ولا حاجه هتف محمود : غبيه ....اتقمص تقومي تدلعيه شويه ايه ياماس النكد ده ....اهو اخدها علي كرامته ومش هيطلب تاني وانتي طبعا كرامتك هتنقح عليكي ولفي بينا يا دنيا ....يا ماسه شغلي مخ الستات معاه .. هتفت بجبين مقطب : اعمل ايه يعني .. اهو توقعت يجي يسلم علي بابا ويكلمه بس مجاش ضحك محمود قائلا ؛ اخدت بالي ....ازدادت ضحكته وتابع : ده انتي شويه وكنتي هتجهزي شنطتك زفرت ماس ووكزته بكتفه: بطل غلاسه وقولي اعمل ايه أوقف سيارته اسفل منزل أخيه قائلا : طيب هطلع ادم وانزل علي طول اقولك تعملي ايه أومات ماس وظلت بالسيارة ليحمل محمود ادم وينزل به متجها الي الداخل ...! .......... ... عقد محمود حاجبيه حينما ضغط الجرس بضع مرات بلا اجابه لتزداد عقده جبينه حينما مد يداه الي الباب ليطرق فوقه ليجد الباب ينفتح أمامه ....! اتسعت عيناه ودب القلق في أوصاله لرؤيه الباب مفتوح ليأخذ ادم يحمله ويدخل وهي ينادي بصوت عالي ...مي ....مي ...انتي سايبه الباب مفتوح ..... مي انتي فين ؟! لم يتلقي اجابه من أرجاء المنزل الخاوي بينما بشراسه حاولت مي دفع يد تلك الحقيرة بعيدا عن فمها الذي تكممه تحاول الصراخ ....زفر ذلك الرجل بضيق قائلا. : وكان لازمتها ايه الفرهده دي يا نورا ....هي كانت غلطت في البخاري ما تسيبها تغور من هنا هزت نورا راسها بحقد وهي تحكم ذلك الوشاح حول فم مي : مش قبل ما اصورها فيديو وكام صوره حلوين اكسر بيهم عنيها زفر الرجل لتوكزة : وبعدين بقولك ايه ...انت تنفذ وانت ساكت ... تململت مي بمقاومه بالرغم من تعبها الشديد وشعورها بالالم يكاد يمزق بطنها إلا أنها رفضت أن يكون هذا مصيرها وتستسلم له ...ستقاوم وتموت بدلا من أن تفعل بها هذا تلك الحقيرة .....اقتربت من مي تتطلع لها بتشفي لتغرس مي أظافرها في عنق ووجهه نورا بغل شديد ...صرحت نورا وسرعان ما صفعت مي بقوة مزمجره ..اه يا بنت الكلب .....ده انا هوريكي أشارت للرجل : اربط ايديها ورجليها ....! ....... ... ....حدث محمود نفسه بحيرة وتوجس شديد حينما جاب أرجاء المنزل ولم يجد اثر لمي ؛ راحت فين بس ..؟! وضع يده ليخرج هاتفه ويتصل بمي في جيبه ليتذكر أنه لم يأخذ هاتفه معه وتركه بالمنزل .... وبنفس اللحظه شعر بشيء ليس علي مايرام حينما وجد هاتف مي أمامه علي الطاوله..... بكي ادم ليأخذه محمود بدماء هربت من عروقه ويدخله الي غرفته ويضع أمامه ألعابه يلهيه بها حتي يعرف ماذا يفعل ليسرع تجاه الباب وبعيون متفحصه يري أن كان هناك اثر لكسر بالباب ولكنه لم يجد شيء .....تنهد بضيق واتجه ليأخذ ادم من الداخل ولكن بنفس اللحظه وقعت عيناه علي فرده الحذاء المنزلي التي تخص مي بجوار باب الشقه المجاور ..... عقد حاجبيه بتوجس وعدم فهم ولكنه اسرع يطرق الباب بعنف ....! قال الرجل بهلع : مين بيخبط كده ...انتي مش قولتي جوزها مسافر ومفيش حد في الدور كله غيرها أومات نورا بثقه وهي تهندم من هيئتها : اخرس ...تلاقيه البواب ولا حاجه أسرعت نورا تغلق باب الغرفه علي مي والرجل وتخرج الي تجاه باب الشقه ....فتحت لينظر محمود لها بتأهب : مي فين ؟! هزت نورا كتفها بعدم فهم مصطنع : مي مين ؟! احتقن وجهه محمود : مي جارتك هزت كتفها : معرفش ....اصلا مين حضرتك ارتبكت نظرات محمود الذي ما أن تراجع للخلف خطوه حتي وقعت عيناه علي فرده الحذاء الأخري بمدخل الشقه ليندفع بلا مقدمات الي الداخل مزمجرا وهو يتلفت حوله بارجاء المنزل : انطقي مي فين ...؟! مييييي ... اختفت نبره صوته وتبدلت بتأوه قوي ممزوج بسحابات سوداء راودت رؤيته حينما باغتته نورا من الخلف محطمه علي رأسه مزهريه زجاجيه ....! قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ايه رايكم و توقعاتكم
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !