جبل الجليد ( الفصل السابع عشر)

1



 جبل الجليد... السابع عشر


ربتت حور علي يدها قائلة : لا مش زعلانه يامني... انتي عارف انك صاحبتي الوحيدة مقدرش ازعل منك....

....

في نفس اللحظة توقفت سيارة مصفحة امام الباب الرئيسي للسرايا وطل من نوافذها عدة رجال ملثمين يحملون أسلحة آلية وبدءوا بإطلاق النار بعشوائية نحو مداخل المنزل والنوافذ..... انتفضت حور من مكانها علي صوت الرصاص المتتالي وشعرت بقلبها علي وشك التوقف من شدة الخوف والهلع لسماعها بأصوات الرصاص المتلاحقة.... تعالي صراخ من بالمنزل لتسرع حور تركض خارج الغرفة خلف مني لمعرفة ماذا يحدث...! كانت الطلقات تتناثر بكل مكان محطمة النوافذ ومتراشقة بالجدارن لتسرع حور برعب تركض في الممر المؤدي للسلم لتنزلق قدمها ويلتوي كاحلها أسفل قدمها... صرخت بقوة من شدة الألم فالتفتت اليها مني لتجدها قد وقعت علي الارض...نادتها بألم : مني الحقيني

... . باغتتها الصدمه حينما تركتها مني وتابعت طريقها هاربة من أصوات الرصاص المتعالي حولهم.... حاولت حور التحامل علي قدمها و النهوض ولكنها مالبثت ان صرخت بألم وعادت لتقع مرة اخري.....

...

ماان وصلت مني أسفل الدرج حتي رأت احد الشغالات تساعد والدتها للخروج من الباب الخلفي حيث أشار لهم احد الحراس الذي وقف لتأمين خروجهم من بالمنزل ...

قالت سعاد بانفاس متقطعه ; حور فين يامني؟

جذبتها مني من يدها تجاه الباب وهي تقول ; جاية ورايا... يلا احنا. الحراس هيخرجوها

حاولت سعاد مقاومتها ; لا يامني استني نطمن عليها....

قالت مني بصراخ : هنموت لو رجعنا... يلا ياماما مفيش وقت...

......

.....

زحفت حور بجسد مرتجف تبتعد عن الدرج تحاول إيجاد مكان للاختباء من تلك الطلقات التي تراشقت بكل مكان بالمنزل محطمه جميع النوافذ ولكن قدمها المصابة لاتساعدها....طفرت الدموع من عيونها بخوف ورعب وهي تفكر بمصيرها كلما تعالت أصوات الرصاص حولها وقد تركها الجميع...مازالت لاتستوعب ان تتركها مني ولاتفكر بمساعدتها وكانها تريد تركها لتموت...

. سليم..! نادت اسمه بخفوت من بين دموعها المذعورة ....! تضم جسدها اليها ويزداد بكاؤها خائفة ووحيدة...!

في تلك الاثناء كان سليم قد وصل لتوه لشركته ليرن هاتفه برقم احد حراسه ليجيب علي الفور : الحقنا ياسليم بيه.... في حد بيضرب نار علي الثرايا..

هدر سليم برجاله وهو يستقل سيارته بلا تفكير ليتحوكوا خلفه بسرعه فيما قام حسين بابلاغ فهد وفارس ليدعموعم بأسرع وقت.....

صرخ سليم بالحارس في الهاتف : تدخل انت واللي معاك تخرجوا حور بسرعه...

:حاضر ياسليم بيه..

......

نزل احد الرجال الملثمين من السيارة متجها للداخل لاكمال مهمته والتي تقتضي بقتل كل من بالمنزل وخاصة زوجة سليم....!

كان الحارسان قد اخرجوا الشغالات من الباب الخارجي ليهتف الحارس الاخر : الهانم خرجت معاهم؟

قال الحارس اسماعيل : انا خرجت كل الحريم

ثم جذب سامية من يدها قائلا : الهانم معاكوا.. هزت سامية راسها وهي تبكي : مش عارفة مشفتهاش.

قالت مني بصوت لاهث : خرجت.. خرجت انا شفتها

أشار لزميلة ليتبعه للخارج لايعلمون بأن حور مازالت بالاعلي..

ما أن وضع الحراس النساء بالسيارة حتي هتفت سعاد بعويل وهي لاتري حور بينهم : حور مش معانا.. حور لسة في البيت

جحظت عينا الحارس الذي اسرع راكضا عائدا للمنزل فسليم سيشرب من دمه

لم تمر بضعه دقائق وكان سليم قد وصل علي بعد أقدام من تلك السيارة ليبدا بإطلاق النار نحوها فيسرع السائق هاربا فيما لحقهم احد سيارات رجال سليم ... نزل سليم من السيارة ليركض للداخل لاهثا من شدة الغضب والخوف علي حور...رأي البعض من رجاله مصابين وقد التف حولهم الآخرين يحاولون اسعافهم حتي تصل سيارة الإسعاف... أشار سليم لحسين ليتولي أمرهم ليقول أحد الرجال مطمئنا : اطمن يابيه الهانم مع إسماعيل وزيد

بنفس اللحظة تعالي صوت اسماعيل الذي وصل راكضا متقطع الأنفاس .. الهانم لسة جوه

ركض سليم برعب للداخل وهو يهتف باسمها... وقلبه يكاد يتوقف... ليتبعه حسين وبعض رجاله....

: حور... تعالت شهقاتها المرعوبة حينما سمعت صوته لتحاول التحدث بصوت مختنق بالدموع : سليم

كان سليم قد وصل اعلي الدرج حينما وصله صوتها... ولكن الرجل الملثم كان قد انتبه لمكانها ليصوب ناحيتها سلاحه بنفس لحظة وصول سليم الذي اطلق عليه النار ليرديه قتيلا بلحظة ليرتمي امام حور التي اغمضت عيناها صارخة برعب وهي تري جثة ذالك الرجل امامها..... اسرع سليم نحوها وقد جلست علي الارض لاتقوي علي الحركة ليجذبها لاحضانه بقوة يعتصر جسدها بين ذراعيه وهو يتحسسها برعب ليتاكد من عدم وجود أصابه بها ليحيط وجهها بكفيه يسالها بانفاثه الاهثة : انتي كويسة ؟

انتحبت وازدادت دموعها انهمارا وهي تردد :سابتني.... مني.... سابتني لماوقعت... رجلي... انا..... انا خايفة.. انا خايفة

ضمها اليه يري مقدار الرعب بعيونها لايفهم شئ من بكاؤها الذي يمزق قلبه هامسا :شششش اهدي متخافيش.. انا معاكي محدش هيئذيكي

اغمضت عيناها لاتصدق انها بين ذراعيه الان ليضمها اليها وهو يقبل كل انش بوجهها وهو يردد : متخافيش ...انا معاكي..


كانت سيارة رجال سليم قد نجحت باعتراض تلك السيارة وقد ساعدهم فهد الذي وصل برجاله من الجهه الاخري فيما اسرع فارس تجاه المنزل

هدأت حور قليلا وهي بين ذراعيه ليبتعد سليم قليلا ناظرا تجاه كاحلها يتفحصها....

ليري تورم قدمها الشديد.... تالمت حينما وضع يداه علي قدمها ليربت علي كتفها بحنان وهو يهمس : هتبقي كويسة.. متخافيش

انحني نحوها ليحملها هابطا بها الدرج وقد سكنت تماما بين ذراعيه... دموعها تنهمر بصمت متألم.... ليصل فهد وفارس مندفعين من الباب بنفس اللحظة لينخلع قلبهم ذعرا.... حور...!

نظرت اليهم بوجهها الباكي ليقول سليم ; رجلها اتلوت... هاخدها المستشفي

فتح فهد باب السيارة ليستقل سليم المقعد الخلفي وهي ماتزال بين ذراعيه ليقود فارس منطلقا بسرعه تجاه المشفي...

كان خبر إطلاق النار علي منزل سليم قد وصل للجميع لتهب الدنيا علي قدم ولكن فهد وفارس بداءو بطمأنه الجميع أن حور وسليم بخير وهذا مايهم....

بدأت الطبيبة بفحص قدم حور تحت نظرات سليم القلقة لتقول مطمئنة : اطمن ياسليم بيه مفيش كسر ولاحاجة... هو حصل التواء بس شديد شوية هكتبلها مسكن وشوية دهانات مع رباط ظاغط واسبوع وهتبقي تمام بس راحة تامة وبلاش تدوس عليها كتير..

......

توجه سليم بها لقصر والده حتي يصلح الأضرار التي أصابت منزله...

أوقف سليم السيارة في فناء قصر والده لتندفع والدته الباكية نحوه ترتمي بين ذراعيه : سليم.. الحمد لله انك كويس... انا كنت هموت..

ربت علي يدها : بعد الشر عليكي

ترجل رسلان من السيارة قائلا : يلا ياوفاء خليه يطلع مراته ترتاح..

...

وضعها سليم برفق علي الفراش لتنهنر دموعها مجددا... مرر يده برفق علي شعرها طابعا قبله علي جبينها قائلا بهمس : شششش... خلاص ياحور انسي كل اللي حصل

ترتمت بين ذراعيه لتقول بصوت مختنق من الدموع... لو مكنتش جيت كان زماني مت

: بعد الشر عليكي ياحبيبتي... انا جنبك وعمري ماهسيبك ابدا

قبل جبينها قائلا : ارتاحي انتي دلوقتي تمسكت بذراعه قائلة : متسبنيش

: ساعة واحدة وراجعلك..

هزت راسها لاتريده ان يتركها ليمرر يده برفق علي ذراعيها قائلا : لازم اعرف مين اللي عمل كدة واطمن علي رجالتي...

اومات له علي مضض ليقول : مش هتاخر

تركها وغادر لينزل لوالده الذي كان يزرع البهو ذهابا وايابا بغضب : لو عامر اللي عملها هشرب من دمه

التفت تجاه سليم قائلا بلهفة : طمني عليها

: كويسة متقلقش....

قال والده وهو ياخذ عباءته علي ذراعه : يلا انا خليت فهد وفارس ميجوش جنب ولاد الكلب دول غير لما نوصل

اعتدلت حور تحاول الجلوس حينما دخلت وفاء الي غرفتها وتتبعها احد الخادمات تحمل صينيه الطعام لتقترب منها وفاء قائلة : عاملة اية دلوقتي ياحور ؟

كانت نبرتها مهتمه لأول مرة لتقول حور بخفوت : الحمد لله

: طيب يلا عشان تاكلي

:ماليش نفس

أشارت لزينات قائلة : قربي الاكل يازينات

تجاهلت اعتراض حور قائلة : لا.. لازم تاكلي

تناولت حور بضع لقيمات لتقول : انا شبعت

ابعدت زينات الطعام لتلتفت تجاه فرح ووهح الذين دلفوا من الغرفة للاطمئنان عليها.....

لم يهتم سليم كثيرا بمعرفة من فعلها فهو متاكد أن عامر القناوي وراء ذلك وهذا مااعترف به رجاله الملثمين الذين احتجزهم فهد ليقول رسلان : ناوي علي اية ياسليم

قال سليم بعنفوان: هخلص عليه... بس عاوز اصفي حسابي مع بنت الكلب دي الاول

نظر له رسلان بعدم فهم ليشير لاسماعيل ; عملت اللي قلتلك عليه

اومأ له اسماعيل : ايوة يابيه... حطيتهم في المخزن.

ماان سمع لكلمات حور عن تلك الحقيرة التي تركتها وهربت لتنجو بنفسها حتي امر اسماعيل وزيد باحتجازهم....

ليقول اسماعيل وهو يري هياج سليم: والله يابيه احنا طلعنا الحريم كلهم برا زي ماانت أمرت وهي اللي قالت إن الهانم كانت معاهم... لولا الست الكبيرة هي اللي قالت إن الهانم لسة جوه

قبض فارس علي قبضته بغضب وهتف فهد :اه يابنت الكلب...يعني قاصدة تسيبها جوه.. .

دفع سليم الباب بقدمه بقوة لتنتفض مني من مكانها حيث قيدهم اسماعيل جميعا والقاهم علي الارض...

قال بصوت مرعب : فكهم.. ومشيهم

وهاتلي البت دي

زحفت مني برعب للخلف فيما ارتمت سعاد تحت أقدام سليم باكية تستعطفه فهي فهمت انه عرف بمافعلته ابنتها يقصدها خداع الحارس لعدم إخراج حور حينما اوهمته انها معهم : سامحها ياسليم بيه.. ابوس ايدك..

جرها اسماعيل خارجا ليقترب منها سليم ساحبها من شعرها بقوة وسط صراخها

خرجت سعاد لتهتف باكية لعدنان : ابوس ايدك ياعدنان بيه.. انا طول عمري خدامتك

ابعدها فهد بغضب : امشي ياسعاد

:عشان خاطري يافهد بيه ارحموها..

قال عدنان بجمود : ربنا اللي بيرحم...

......

كانت وفاء جالسة مع حور حينما سمعوا لاصوات اتيه من الأسفل لتقطب وفاء جبينها ناحية ازهار التي دخلت الغرفة : في أية يابت؟

: دي الشغالة بتاعة حور هانم مصممه تقابلها

قالت وفاء بحدة : قوليلها الست تعبانه ومش بتقابل حد

صمتت حور ظنا منها انها مني جاءت للاعتذار لتقول ازهار

: بس الست سعاد بتعيط جامد ومصممه

قالت حور : بعد اذنك ياطنط ممكن اشوفها عاوزة اية

قالت وفاء لازهار : خليها تطلع

اندفعت سعاد الملكومه من باب الغرفة تجاه حور فلايوجد احد سواها يمكنه إنقاذ ابنتها

... بعد ان استمتعت لها وفاء قالت بحدة : وليكي عين تيجي كمان بعد اللي بنتك عملته.... طيب تسيبها واقعه وتجري نقول جبانه وخايفة علي عمرها... إنما كمان تكذب وتسيبها جوه..

قالت سعاد ببكاء : معلش... عيلة وغيرانه من حور

قالت وفاء باستنكار : غيرانه...!! ولو سليم مكنش وصل في الوقت المناسب كانت حور ماتت...

انهمرت دموع سعاد التي لاتستطيع حور تحملها لتقول برفق : طيب يادادة روحي انتي دلوقتي

اومات لها سعاد بامتنان وانصرفت

.....

بعد وقت قليل دلف سليم للغرفة...

لتقول وفاء : حمد لله علي السلامه ياحبيبي

: الله يسلمك ياماما

: هنزل انا بقي

تركتهم واوصدت الباب خلفها ليقترب سليم تجاهها قائلا :عاملة اية دلوقتي ؟

; ابتسمت له قائلة : الحمد لله

.... اتجه لاستبدال ملابسه لتوقفه قائلا : سليم

التفت اليها لتكمل : عملت اية مع مني؟

هز كتفه بعدم اكتراث : متشغليش بالك

: طيب ممكن متعملش ليها حاجة عشان خاطر دادة سعاد انا مسمحاها

قال بعصبيه : يعني اية عاوزني اسيبها تفلت بعملتها... لا.... لازم تتربي ..

قالت برجاء : عشان خاطري ياسليم سيبها

قال بحزم : حور... اهتمي انتي بنفسك بس ومتفكريش في حاجة

تركها ودخل للاستحمام ليعود بعدها ليجلس بجوارها فاتحا ذراعه لها بحنان يضمها اليه فتقول بعتاب : انا ماليش خاطر عندك

دفن راسه بعنقها يقبلها بحب قائلا : انتي اغلي عندي من روحي... بس متتكلميش في الموضوع ده تاني..

تنفست ببطء لاتريد مجادلته ايضا دموع وتوسلات سعاد تقض مضجعها لتقول :سليم...لو بتحبني فعلا سيبها

التفت اليها قائلا بعصبيه : انتي عارفه اللي عاوزاني اسامحها دي بتكرهك اد اية...

عاد ليتذكر حينما جذبها مش شعرها وصفعها بقوة مزمجرا : عملتي كدة لية... انطقي

قالت بغل : عشان بكرهها... طول عمري بكرهها... حتي امي بتحبها اكتر مني...حتي انت بدل ماتعذبها.. حبيتها وعملت كل حاجة عشان خاطرها...انا طول عمري بنت الخدامه وهي الهانم اللي الكل بيتمني رضاها .. كان نفسي تموت واخلص منها

صفعها سليم بقسوة هادرا: اخرسي..

اغمضت عيناها بقوة تتذكر كلماتها المسمومة وتحريضها ضده ونظراتها الكارهه ولكن كل هذا لايمحي حب سعاد لها واهتمامه بها طوال تلك السنوات لتنظر اليه قائلة : مش عشانها عشان الست اللي ربيتني ياسليم سيبها

هز راسه : لا...

قالت برجاء : وحياتي عندك

طبع قبله علي جبينها قائلا : هشوف بس ارتاحي انتي

شدت جسدها نحوه اكثر ليحيطها بين احضانه يمرر يداه علي شعرها بحنان حتي غفت.....

.....

نزلت وفاء البهو حيث جلس رسلان لتقول له: مين اللي عمل العمله السودا دي ياحج

قال بغضب : عامر القناوي... بس دفع تمنها غالي اوي...

.....

.........الفصل التالي

............

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !