وقعت ببراثن صقر الفصل السابع والعشرون

0


 : اللي سمعته... مش عاوزة اسافر ولا اقعد هنا.. رجعني البيت... وحالا 

اقترب منها يمرر يداه علي كتفها برفق قائلا : مالك ياحبيتي؟! 

ابعدت يده عنها هاتفه بحدة : ماليش.... بقولك رجعني البيت 

قال صقر وهو يزفر بنفاذ صبر ; ساجي بطلي جنان..... اية اللي حصل عشان ده كله 

عقدت ذراعيها امام صدرها وأكملت باندفاع : سببه اني زهقت من القعده هنا لوحدي وانت مشغول طول اليوم....وكل ردك عليا معلش،... مشغول.... 

لمحت نظرة غضب في عيناه ولكنه سيطر علي غضبه قائلا وهو يوليها ظهرة متجها للغرفة : ماشي ياساجي بلاش سفر وهرجعك البيت ... 

ضربت الارض بقدمها.. هل هذا هو ردة...؟! 

..... 

قضت ليلتها تتلوي من الغضب والغيظ والندم ايضا فهي غاضبه منه لاقصي درجه ونادمة لافتعالها هذا الشجار والذي نتج عنه ذلك التجاهل منه تجاهها...!! 

في الصباح كان الندم رفيقها بعد قضاءها تلك الليلة وهو يوليها ظهرة وينام لأول مرة دون أن ياخذها بين ذراعيه لتتوسد صدره لتشعر بغربه موحشة جعلت قلبها يأن الما فهي أصبحت تحبه بجنون وغيرتها العمياء هي السبب فقط لو كانت صارحته من البداية وسألته عن من تحدثه ومن دعته لهذا الحفل لربما ارتاحت....لتحدث نفسها بأنه ربما قلبها الغيور ما يصور لها اشياء لا تحدث... انها مجرد عمل كما قال فلماذا ضخمت الأمر واحدثت مشكله بينهما.... وربما تكون احدي سيدات الأعمال الكبيرة أذن فلا داعي لغيرتها التي تسببت لها بابتعاده عنها وتفوهها لتلك الحماقات.... لقد ندمت كثيرا علي انفعالها وعصبيتها ليلة امس... وشعرت بهذا لانه لم يتفهم غضبها ككل مرة بل صمت.... ذلك الصمت كان عقاب أشد من عصبيته او غضبه عليها.... صمته جعلها تشعر بنغزة ندم بقلبها فهو فسر غضبها بأنها لاتشعر به ولاتشاركه تعبه فقد بدا مرهقا ولم يكن بحاجة لشجار بل بحاجة لقربها ..... نامت بعد عدة ساعات وهي تشعر بذلك الحزن بداخلها فهو لم يتفهمها او يحتوي ذلك الغضب الذي مازالت لاتفسره فهو في الحقيقة لم يفعل شئ يستدعي غضبها...انشغاله بعمله ليس جديد ولكن الجديد هو تلك المرأه....!! والتي ايضا لم يحدث مايجعلها تغار منها... كيف تغار من امرأه لم تراها ولم تري من زوجها مايجعلها تغار ...! انها أنانية بحبها له.. تريده ان يتفهم اي مشاعر تمر بها ويحتويها كما يفعل مع انها لم تفعل هذا معه بل ضايقته.... ابعدت تلك الظنون عن رأسها وهي تتنهد مطولا في الصباح التالي حينما استيقظت علي صوت انغلاق باب المنزل لتجد رائحة عطره هي مابقيت لها بعد مغادرته فهو حتي لم يلقي عليها تحيه الصباح......!! 

ولكنها لاتدري انه بالتاكيد قبل جبينها كما اعتاد بكل صباح محدث نفسه فقط لو تترك تلك الأفعال التي تدفعه للجنون...! زفر صقر بضيق شديد وهو يفكر انه لايريد منها سوي ان تشاركه بأفكارها فهو يدرك بأن هناك شئ ما جعلها غاضبه ولكنها كالعاده تخفيه..!! 

لامت نفسها طوال الطريق وقد قررت الذهاب اليه لتعتذر عن عصبيتها الغير مبررة والتي ربما سببها هرمونات الحمل المتغيرة.... انه يحبها ولم يفعل شئ يضايقها لذا لم يكن عليها الغضب من لاشئ...! 

انها اول مره تذهب لشركته العقارية بالإسكندرية والتي طلبت من السائق ايصالها لهناك لتتطلع نحو ذلك المبني الزجاجي الضخم بانبهار استمر حتي قادها ذلك الحارس للمصعد المؤدي لآخر طابق حيث مكتبه فور أخبارها له بأنها زوجة رئيسه...! 

أشار الي ذلك المكتب الانيق حيث جلست فتاه جميلة بثوب أخضر أنيق تحرك اصابعها علي الحاسوب برشاقة وسرعه خلف مكتبها ليقول الحارس وهو يشير اليها : نادين... الهانم مرات صقر بيه 

قامت الفتاه علي الفور ترحب بها : اهلا يافندم نورتي 

ابتسمت لها ساجي وعيناها تتفحصها فهي سكرتيرة زوجها...!! وهي فتاه جميلة لتنهر نفسها علي الفور ماان قادها تفكيرها للمقارنه بينهما فهو يحبها وهي جميلة ايضا فلماذا تضع نفسها بمقارنه مع اخري... حدثت نفسها : لا الحمل أثر عليكي اوي ياساجي اعقلي كدة وادخلي صالحيه وشيلي الأفكار دي من دماغك 

قالت الفتاة بتهذيب : تحبي ابلغ صقر بيه بوصولك 

هزت راسها قائلة : انا هدخله 

اتجهت ناحية ذلك الباب الخشبي بينما

اخفت تلك الفتاه رفضها لاخباره بقدومها سريعا وهي تدري بأن القيامة ربنا ستقوم بعد لحظات....!! 

كان ظن نادين في محله فماان فتحت ساجي الباب ودخلت خطوة حتي بهتت تلك الابتسامه عن شفتيها وعيناها تنظر لتلك المرأه التي جلست في احد المقاعد المواجهه لمكتب صقر وقد وضعت ساق فوق الاخري لتظهر جزء كبير من ساقها الممشوقة أسفل تلك التنورة القصيرة التي ارتدتها..... تفاجيء صقر برؤيتها ولكنه قام من مقعده واتجه ناحيتها بلهفه واهتمام : ساجي...!! 

انتي كويسة 

ابتلعت لعابها وحاولت السيطرة سريعا علي نظراتها ومشاعرها خاصة وقد انقلبت نظرات تلك المرأه التقييميه ناحيتها سريعا لتبتسم بزيف قائلة : اه... انا كويسة.....

اومأ لها واخفي تساؤلاته لحين انصراف هانيا قائلا : طيب تعالي 

لاتنكر ان وضعه لذراعه حول كتفها وهو يقودها للداخل عزز من ثقتها بنفسها كما نبرته وهو يقول يعرفهما ببعض بفخر : ساجي السيوفي مراتي 

:هانيا الطلخاوي... صاحبه شركة..... 

مدت هانيا يدها الباردة كابتسامتها وهي تصافح ساجي وهي تري زوجته واخيرا لتقف عيناها بضع لحظات امام بطنها المنتفخ لتزداد ضغطا علي أسنانها وهي تقول بابتسامه زائفة : مراتك صغيرة اوي ياصقر بيه 

اومأ لها وقاد ساجي لتجلس لاحد المقاعد امامه بينما عاد ليجلس مكانه يتابع حديثه الخاص بالعمل مع هانيا ولكن حرب النظرات التتطلعيه ظلت دائرة بينهما فساجي قد اشتعلت بداخلها نيران مستعرة وهي تري قنبله الانوثة تلك جالسة قباله زوجها وتحدثة بهذا الغنج المتعمد وهانيا لم تستطع منع حقدها لكون تلك الصغيرة لديها زوج كهذا الرجل الذي لم تهتز له شعره امام اغراءها الواضح له بكل مرة تلتقيه بها ...كان صقر يتحدث بهدوء وعمليه ونظراته لم تتخطي حدود التهذيب بالرغم من كون الوجبه المعروضة امامه شهيه للغاية فلاتنكر ساجي ان هانيا تلك امرأه جميلة وازدادت فتنتها بتلك الملابس الضيقة والقصيرة التي ارتدتها والتي كانت تبتسم كل ابتسامه بدقه مدروسة تعرف متي تتكلم ومتي تصت ومتي تتدلل...انها امرأه بحق... مختلفه عنها واثقة بجمالها وتعرف كيف تجذب نظر واهتمام من امامها.....انها تلقي بضع كلمات مضحكة وسط حديثها لتضحك ضحكتها الناعمه وبعدها تقول شئ هام بالعمل لترتدي قناع الجدية.... ولا تلبث تمتدح صقر ببعض الكلمات التي تغزز غرور اي رجل.... يالهي لن تصمت ساجي اكثر ستقوم من مكانها تنقض علي تلك المرأة صارخة فيها لتبتعد عن زوجها.... انه زوجها هي... حبيبها هي وابو أولادها.... هي فقط من يحق لها أن تتحدث معه بتلك الطريقة وليست انتي أيتها المرأه...!! توقفي عن الضحك والحديث الواضح مغزاه... توقفي عن ذكر مميزاته توقفي عن انبهارك به...!! 

عادت بنظراتها لصقر الذي كان منهمكا بحديثه عن الأعمال لتضيق عيناها تتطلع آلية هل هو بريء لتلك الدرجة...؟! 

اهو يعجز عن فهم إعجاب تلك الهانيا الصارخ به... الأ يري ماتقدمه له مع كل كلمه وابتسامه..!! ام انه ممثل بارع ليبدو بكل هذا البرود وعدم الاكتراث...!! ركزت ساجي علي حديثه الذي لم يتخطي حدود اللياقة والتهذيب تحاول تهدئة نفسها بأنه يحبها هي وكل تصرفاته تشير انه لايري تلك المرأه الجالسة امامه اكثر من ملف عمل ولكن عبثا فنيرانها مشتعله بضراوة..... 

انتهي الحديث بابتسامه جريئة من هانيا التي قالت وهي تمد يدها تصافحه : كنت متأكدة ان العقد اللي مضيناه مش هيكون اخر عقد بينا.... 

اومأ لها بابتسامه مقتضبه لتكمل وهي تلتفت لساجي : فرصة سعيدة يامدام... وان شاء الله اشوفك تاني.. 

ابتسامه جاهدت ساجي لاخراجها هي كانت ردها فلم تستطع قول كلمه حتي لاتنفضح غيرتها الواضحة علي قسمات وجهها الأحمر... 

: ساجي.... اخرجها صوته وسؤالة عن سبب مجيئها من شرودها لتقول وهي تتنهد مطولا : جيت اصالحك... زمت شفتيها وأكملت : اصل انا اتعصبت... يعني مش.... حسنا هربت كل كلماتها بالتاكيد فهي غاضبه اكثر من الاول وعقلها يصرخ من تلك المرأة...! ؟

اهي مكتوب عليها عدم الارتياح ابدا.... فلم تمضي العاصفة لتاتي اخري أشد من سابقتها تعكر حياتها ولكن لا عليها الا تدع شئ يعكر صفو حياتها فما يهمها هو صقر وهو لم يفعل شئ ستكررها لنفسها للمرة الالف انه لم يفعل مايجعلها.

تغار او تهتم لتلك المرأه انه حتي لم ينظر ناحيتها .. ولكن ماتلك النيران التي لاتهدا وهي تتذكر نظرات تلك المرأة لزوجها.... لا والأصعب انها شريكته....شريكته التي سيراها باستمرار وهي تدري جيدا نظراتها له والتي تخبرها انه يعجبها وتريد اجتذابه لها والافظع انها لاتخفي تلك النظرات....!! 

: ساجي في أية؟ 

قالها وهو يتطلع اليها مازال لايفهم شئ...!! حالتها الان والإمس ليست طبيعيه... وهو يعرفها جيدا ويشك انها مجددا تخفي عنه شئ 

سألها : انتي كويسة.. ؟

اومات له ونظرت اليه باستنجاد من تلك المشاعر والنيران التي بداخلها لتقول:انا بس الحمل... يعني الحمل تاعبني ومخليني عصبيه شوية 

قطب جبينه وهو يضع يده برفق علي بطنها :تحبي نروح للدكتور 

هزت راسها ورفعت عيناها اليه قائلة : لا بس خليك جنبي 

سيجن بالتاكيد...! اهي من كانت تحدثه امس ولكنه دون تفكير جذبها اليه ليضعها بداخل ذراعيه حيث المكان الوحيد القادر علي اشعارها بالأمان والراحة وهو يردد : انا جنبك ....

.... 

القي صقر بمفاتيحه وهاتفه علي الطاوله و

خلع سترته والقاها علي الاريكة وجلس ممدا ساقيه جاذبا ساجي لتجلس بحضنه بينما يحيطها بذراعيه قائلا : مالك ياساجي..؟ 

لفت راسها تجاهه تنظر بعيناه السوداء التي تنفذ لاعماقها قائلة : بتحبني.. ؟! 

ارتفع جانب شفتيه بابتسامه قائلا.. عندك شك 

هزت راسها قائلة : عاوزة اسمعها منك 

دفن راسه بشعرها يشم رائحته العطرة قائلا : انا بقولهالك علي طول.. 

وضعت يدها فوق يده التي تحيط ببطنها ونظرت اليه قائلة : قولها تاني 

اشتبكت عيناه بغابات عيونها الممطرة بعاصفة لايعرف سببها لحظة قبل ان يحذبها اليها ملتهم شفتيها بين شفتيه بقبله أشد عصفا من عاصفة عيناها التي اغمضتها غائبة ببحر حبه الذي يغرقها به دوما...!! 

......... 


نفثت هانيا دخان تلك السيجارة الرفيعه الانيقه من بين شفتيها المطلية بذلك اللون الاخاذ لتنظر اليها سلمي صديقتها قائلة : كل ده عشان شفتي مراته..؟! 

ضحكت ساخرة : لا... عشان شفته ازاي بيبص لها... 

: ولما هو كدة شاغله بالك بيه ليه؟ 

نظرت لسلمي قائلة : عاجبني..؟! 

: وانتي.. ؟

نظرت لسلمي باستفهام : انا اية ؟

: عاجباه ؟! 

هزت كتفها العاري قائلة بثقة : اكييد.... 

ضحكت سلمي ساخرة : هانيا ياروحي... انتي قلتي بلسانك انه حتي مبصش ناحيتك... 

قالت بثقة : هيبص ياسلمي... اكيد هيبص

تناولت سلمي رشفة من العصير قائلة : شكله بيحب مراته ياهانيا ومش هيبص لغيرها ولايخونها

سحقة سيارتها بالمطفاه الكريستاليه قائلة : كلهم خاينين!! 

تنهدت سلمي مطولا فمازالت تجربتها مع زوجها السابق تؤثر عليها فهي بالرغم من جمالها الا ان زوجها السابق ارهقها بخيانته المتكررة لها يوميا مما جعلها تكن ذلك الحقد لأي رجل وخاصة هؤلاء من يحبون زوجاتهم.. تري الكل مخادع. ... لتقول هانيا بشرود: الرجاله كلهم خاينين.... حتي لو متجوزين مين.... كلهم مش بيقاوموا... وهثبتلك..!! 


.............. 

احاطها بذراعيه بينما توسدت صدره ليغمض عيناها وشفتيه تطبع قبلات متفرقه علي شعرها الحريري لتمر لحظات من الصمت الخالي من اي شئ، سوي انفاسهما..... بعد قليل

استسلمت ساجي لنومها هانئة البال وعلي شفتيها ابتسامه راضيه بعد ان أرهقت قلبها باحاسيس لاوجود لها فهو يحبها وهي تحبه لذا ليس عليها سوي ان تستمتع بحياتها السعيدة برفقته....!! فلتنحي تلك النيران بعيدا حتي لاتحرق من أجل لا شئ

فتحت عيونها حينما شعرت بانفاس صقر بالقرب من وجهها وهو يميل ناحيتها يداعب انفها قائلا : صباح الخير ابتسمت له قائلة بصوت ناعس : صباح النور 

جلس بجوارها وهو يكمل تجفيف شعره بتلك المنشفة علي كتفه قائلا : يلا قومي خدي دوش، عشان نفطر سوا 

سألته : انت مش نازل 

هز راسه : لا... النهاردة اجازة 

ابتسمت عيناها لتردد : اجازة 

غمز لها قائلا بعبث : هضيعلك الزهق 

أفلتت ضحكتها الناعمه لتغادر الفراش قائلة :هتفضل قليل الادب...! 

...... 

وكأن الامس لم يكن بكل قلقه وحزنه..... وقفت اليوم تعد الغداء وهي تدندن احد الاغاني لاتعرف سبب لسعادتها كما لم تعرف سبب لضيقها فهو كما هو يحبها ويهتم بها.... الفرق انها من اوهمت نفسها بغيرة لامبرر لها ..... 

ابتسمت حينما شعرت بوقوفه لدي الباب يتطلع اليها كما اعتاد وهي تعد الطعام الذي فاحت رائحته الشهيه.... : تعالي ساعدني..؟ 

رفع حاجة متساءلا : انا ؟! 

التفتت حولها : وهو في غيرك هنا.... تعالي 

اقترب منها لتشير له نحو طاولة التقطيع : ممكن تقطع دول؟ 

نظر نحو الخضروات قائلا : مش قلتلك متتعبيش نفسك واطلب اكل 

هزت راسها ووقفت امامه علي أطراف اصابعها رافعه نفسها اليه بينما احاطت عنقه بذراعيه قائلة بدلال : اكلي احلي

همس امام شفتيها : مش اكلك بس... كل حاجة فيكي حلوة 

اووووه كم اطربها غزله بها وكم جعل دقات قلبها تتطاير بسعاده حولها وهو لايدع لحظة الا ويخبرها بمقدار حبه وهيامه بها......في المساء جلست بداخل احضانه وهو يعمل بأحد الملفات امامه بينما شغلت نفسها بمشاهده التلفاز ليقطع جلستهم رنين هاتفه

أجاب علي الفور : ايوة يافريد.... 

: مجتش لية ياصقر النهاردة الشركة 

: بخلص شوية حاجات يافريد... خير في حاجة 

قال فريد : ابدا بس هانيا الطلخاوي قالتلي انها كانت عاوزة تتناقش معاك في موضوع مهم وبتتصل بيك طول اليوم وانت مش بترد 

... عقد حاجبية : تتناقش في اية..؟!

احنا مش مضينا العقود 

انتبهت كل حواس ساجي وهي تتوقع أنه يتحدث عن تلك المرأه مجددا... 

:مش عارف ياصقر مرضتش تقول اي حاجة 

قال صقر قبل ان يغلق الهاتف : طيب تمام بلغها اني بكرة هكون في الشركة وابقي اشوف في أية 

زمت شفتيها بغيظ وقد اشتعلت بها نيران لاتدري من أين أتت وهل يمكن أن تغار كلما اسمتعت لاسمها ...!! 

رفعت اليه عيناها قائلة : في أية.... ؟

قال بعدم اكتراث : شغل..!! 

..... 

شغل.... شغل.... هذا ماظلت تحاول اقناع نفسها به طوال الليلة الماضيه ولكن عبثا فهي تكاد تنفجر من الغضب ونيران الغيرة تشعل قلبها اشتعالا فلابد وان تلك المرأه معه الان...!! تلك الحقيرة.... تتخذ العمل ذريعه وحجة... إن الوقت لايمر وساجي لاتتوقف عن النظر باعتها منذ خروجة هذا الصباح لقد هاتفته اكثر من عشر مرات حتي الآن وبكل مرة تغلق الهاتف وقد طمأنها صوته وعدم ضيقه من كثرة اتصالاتها لتخبر نفسها انه لايوجد مايستدعي غيرتها.....بعد عده ساعات جاء واخيرا... حسنا لتهدأ الان.... 

ساعة من الهدوء مرت لتاتي بعدها تلك النظرات العاصفة بعيونها التي تتابعه وهو يرتدي ملابسه استعداد لعشاء العمل هذا...!! عشاء عمل..! هل معها...! يالهي كم عليها ان تبقي بهذه الغيرة.... لا ستحترق بالتاكيد :هتتعشي معاها.. ؟

التفت اليها باستفهام : معاها.. ؟

: الست اللي شفتها في مكتبك؟ 

ترك إكمال ربطة عنقه واتجه اليها قائلا : بتسالي ليه؟ 

هزت كتفها : مش حقي اعرف انت بتخرج مع مين 

قال بهدوء : لا بس مستغرب.... اول مرة تسأليني؟ 

قالت باصرار : جاوب ياصقر.... هتتعشي مع الست دي ولا لا 

: هتفرق في أية ياساجي معاها او مع غيرها ده شغل 

زفرت قاءلة باندفاع : عشان بغير.. 

صمت بضع لحظات ينظر اليها والي احمرار وجهها... اذن هذا هو السبب.... الغيرة...! تغار من هانيا... هز رأسة... إن هذا هو ماتخفيه عنه اذن.. عيونها التي احترقت غاباتها كانت تحترق بنيران الغيرة... ياااه الهذه الدرجة تخفي شاعر مؤذيه كتلك.... 

: بتغيري..!! 

هزت راسها قائلة بخفوت : اه بغير.... 

وضع أصبعه أسفل ذقنها ورفعها اليه قائلا : ممكن اعرف اية السبب اللي يخليكي تغيري من واحدة زيها .. ؟

هزت كتفها : هي حلوة.. 

لوي شفتيه قائلا : وانتي كمان حلوة 

خفضت عيناها لينظر اليها قائلا برفق : ساجي حبيبتي..مفيش اي سبب يخليكي تغيري من اي حد.... لا هي ولاغيرها... مفيش واحدة تقدر تبقي ند ليكي عشان تغيري منها.... . انا بحبك انتي... انتي وبس مش ممكن ابص لأي واحدة غيرك ولا اشوف واحدة غيرك 

تعالت دقات قلبها من كلماته المهدئة كعادته علي نحو كبير ليحتوي نيران عيونها التي خمدت بينما اكمل بهدوؤ : اوعي تفكري كدة تاني... فكري بس اني بحبك 

هزت راسها وارتسمت ابتسامه علي شفتيها ليقبل جبينها قائلا : لو حابة تجي معايا اجهزي... 

...... 

وضعت يدها في ذراعه بينما تدخل برفقته لهذا المطعم الانيق وعيناها تلتقي بتلك العيون المرسومه باللون الاسود بعناية كبيرة لتبدو فاتنه تسرق نظرات الإعجاب من الجميع ماعدا ذلك الرجل الذي خطي بخطواته الواثقة برفقه تلك الصغيرة التي يمسك يدها بحنان يثير حقدها..... مدت يدها الباردة تجاه ساجي قائلة : اهلا مدام ساجي 

اومات ساجي لها بنظرات تخبرها انه زوجي انا... انا فقط... اياكي والاقتراب منه 

مر العشاء واهتمام هانيا بصقر كان مبالغ فيه 

فقد حظي بالنصيب الاكبر من اهتمامها بالرغم من وجود عدد اخر من رجال الأعمال برفقته علي تلك الطاوله ولكن صقر كان هدفها... حسنا ولما الكذب فهي منذ اول لحظة وهي تريده... وتجاهله وعدم اكتراثه يزيدها اصرار.... والأكثر هو تلك المرأه زوجته.... انها تتحداها بنظراتها لتقررر هانيا انها قبلت بالتحدي وستاخذ منها زوجها الذي يغدقها باهتمامه...

ضحك صقر حينما نطقت احدي زوجات رجال الأعمال وقد كانت اجنبيه.. اوووه مستر صقر ولدين... لدي طفل واكاد اجن 

ضحك صقر قائلا : اريد عشرة أطفال 

: يالهي.... عشرة..... تحبها كثيرا 

قالتها بسعادة وهي تتمني لساجي ان تلد سالمه لتضحك ساجي هي الاخري بينما تشتعل هانيا غيرة...!! ولكنها لم تستلم فقد اختلقت حديثا جانبيا بينها وبين صقر الذي مالت تجاهه تهمس له..... 

ارتفع ضغط دم ساجي للتو... نعم ارتفع كثيرا... تعالت دقات قلبها ايضا وهي تقطب جبينها... ماذا تهمس له تلك الحقيرة وتميل ناحيته بذلك الصدر المكشوف... لا كانت السيطرة علي اعصابها اكثر مما تستطيع التحمل... وجود الناس حولها هو مايمنعها الان من ارتكاب جريمة بتلك المرأة.... يااااه تلك الحقيرة تجرات ولمست ذراعه... اتسعت عينا ساجي.. هل لمسته مره اخري وهي تبتسم معتذره بأنها لم تقصد.... صقررررر

سانفجر به بالتاكيد.... هل هو ابله ام انه غبي لتلك الدرجة... الا يلحظ ماتحاول تلك المرأه فعله... ،؟! لماذا هو صامت...؟! لماذا لايبدي اعتراض؟!... لماذا يترك تلك المرأه تهمس كل لحظة بالقرب من اذنه....!! أفلتت من هانيا ضحكة عاليه بغنج ودالال جعلت ساجي 

لن تحتمل البقاء لحظة اخري والا ستنقض عليها الان.... التفت صقر اليها وقد وضعت يدها علي بطنها ليقول بقلق ; انتي كويسة؟ 

هزت راسها : لا... تعبانه...

اعتذر من الجميع سريعا واحاطها بذراعيه ليخرج بها ولكن ماان دلفت للمنزل حتي ابعدت ذراعه عنها صارخة بغضب :متلمسنيش

عقد حاجبيه بدهشة : ساجي..! 

تابعت صراخها : ساجي اية... ؟! ساجي العبيطة اللي بتضحك عليها بكلمتين.... 

اتسعت عيناه : اية اللي حصل... ؟

صاحت بغضب اهوج : انت بتسأل... ليك عين تسأل....هو ده الشغل... تلمسك وتتكلم معاك وتهزر بالسفاله دي... ده بتسميه شغل..! 

قال بتحذير : ساجي ..!

صرخت بحدة : اييييييييييييه.... اية هتقول اية... هتقولي بحبك ومش شايف غيرك.... لا شايف.... شايف وعارف كويس اوي اللي بتعمله الست دي... شايف وعامل نفسك مش واخد بالك.... عجبك اوي انها بتقرب منك ومش ممانع... لا وببجاحة جاي تقولي غيرة اية..... 

لاحظت ذلك الغضب الذي اشتعل بعيناه من كلماتها والتي تعمدت ان تكون جارحة بسبب غيرتها العمياء لتجده ينظر اليها لحظة ثم يتركها ويسير لغرفة النوم دون قول شئ.... عضت علي شفتيها بغيظ وهي تهتف بحدة :انت سايبني وماشي.... هو انا مش بكلمك.... 

التفت ناحيتها وقد فقد السيطرة علي اعصابة ليهتف بغضب : وانا مش عاوز اتكلم 

قالت بانفعال : لا هتتكلم ياصقر 

نفرت عروق عنقه من الغضب فهي تستفزه لاقصي درجة ولايعرف مالسبب بذلك الغضب الواضح بعيونها ليزمجر بحدة : لا ياساجي مش هتكلم عشان لو اتكلمت هزعلك.. وانا لغاية دلوقتي ماسك نفسي ومش عارف سبب اللي بتعمليه ده 

زفرت بعنف شديد وهي تفكر بانها تغار... تغار بشدة من تلك المرأه ... تغار من مكالماتها له كل ساعة بعذر مختلف...تغار من بقاءه هنا وتريد العوده بأسرع وقت.... تغار منها عليه... وهي تراه لايغلق المجال امامها لتهتف بحدة بكلماتها: سببه اني مش فارقة معاك....قلتلك بغير منها وانت مبعدتهاش.. سايبها تقرب لك وتتكلم معاك وعامل نفسك مش واخد بالك....قلتلك ومفرقتش مشاعري معاك في حاجة ...طبعا وتهتم لية ياصقر بيه سيادتك تعمل اللي انت عاوزة..وفي الاخر تضحك عليا بكلمتين .... 

زم شفتيه بغضب شديد ينظر الي حدتها وافتعالها لمشكله بلاسبب واتهامه بتلك الاتهامات ليزفر بضيق يدرك انه لو تحدث بالتاكيد سيغضب عليها بشدة وان صمت سيظل غضبه يحرقه ولكنه بكل حال افضل من الغضب عليها فهو لن يقول شئ مادامت لا تصدقه.. حسنا فلتستمع لصوت عقلها لن يهتم... لتحترق بنيران هي من اشعلتها.. فلتفسد سعادتهما كما تريد مادامت لاتثق به... تركها ودخل الغرفة صافقا الباب خلفه بعنف جعلها تنتفض من مكانها وتغمض عيناها بحزن فهو حتي لم يبريء نفسه وتركها .......... 


..........


.... 

غص حلقها بالدموع وهي تتذكر انه يعقبها بصمته... فقط صمت وتجنبها نهائيا لم يقل شئ لم يهديء من غضبها فقط تركها واولالها ظهرة ونام ... ليضيق صدرها بحزن جارف فهل هذا جزاء حبها له....!! 

تقلب صقر في فراشه بكمد وهو يشعر بحزنها الذي يجدها مصره عليه بحياتهم.... انه يحبها فلماذا تخترع اسباب الشجار بينهم... تغار حسنا سيتفهم غيرتها ولكن الا تثق به.. هل عليه أن يبرر لها شئ لاوجود له إلا في خيالها... توقف أسفل المياة الباردة لعلها تخفف من نيران عقله وهو يسخر من عقل النساء القادر علي تفسير كل شئ حسب مايرونه...! 

ارتدي ملابسه متجاهل استيقاظها ونظراتها اليه فعليها ان تثق به مهما حدث... ،! 

: انت رايح فين؟ 

حسنا نبرة صوتها التي تحاول أن تخفي الدموع بداخلها ضايقته ولكنه قال ببرود : الشغل..!! ولا عندك مانع 

هنا وانفجرت بنوبه بكاء ليغمض صقر عيناه بقوة... هل هي طبيعيه ام انها هرمونات الحمل التي يسمع عنها.... أيعقل ان تكون حساسة لتلك الدرجة... 

بلحظة قطع المسافة بينهما لينحني نحوها قائلا بنبرة حانية جعلتها تزداد بكاء : ممكن اعرف بتعيطي لية.. ؟

ازدادت شهقاتها ليزفر جالسا بجوارها. ساجي... بصيلي 

رفعت اليه عيناها المغورقة بالدموع لتنهار قوه احتماله ويجذبها اليه مهدئا : شششش بطلي عياط.. 

هباء.. ضاعت محاولاته هباء فنبرته زادتها بكاء ليهمس لها : محصلش حاجة لده كله.... حبيبتي... بصيلي

رفع ذقنها لتنظر اليه قائلا : لية كل ده.... مين دي اللي تخليكي تعيطي بالشكل ده.. ساجي وضع يدها فوق صدره نحسه قلبه قائلا بحنان : اخر مرة هقولك هنا مفيش غيرك... انتي وبس 

هانيا... غير هانيا... ولا حاجة.... فاهمه ياساجي ولاحاجة.... فكرك معداش عليا زيها... هز راسه وتابع : ايوة شايف وفاهم هي بتعمل اية... بس مش مهم ..!! تعمل اكتر من كدة مش شايفها اصلا... اية ياساجي للدرجة دي معندكيش ثقة فيا...شايفة ان اي واحدة تتكلم معايا هجري وراها... شايفه ان واحدة زي دي تستاهل نتخانق عشانها.... عاوزاني اعمل اية اقوم قدام الناس اقولها متحاوليش..... اقول لية وكل افعالي بتقول اني بحب مراتي... اني بحبك انتي.. انتي وبس 

كل اللي مر علينا وشايفة اني بضحك عليكي... كل خناقة تقولي بطل كذب انت بتضحك عليا... كل ده ولسة مش واثقة فيا 

خفضت عيناها ليقول بحزم : بصيلي.. 

رفعت عيناها اليه ليقول : واثقة فيا ولا لا 

... قولي ياساجي... واثقة فيا ولا لا 

بتنامي في حضني كل يوم وعارفة اني بحبك وبحافظ عليكي ولا لا... ولادي اللي في بطنك دول ولاد راجل واثقة فيه ولا لا 

ردي... اتكلمي 

ارتجفت شفتاها وهزت راسها قائلة بخفوت :اه 

صمت بضع لحظات ينظر اليها ثم قال بحزم :يبقي تقومي تغسلي وشك وتنسي كل اللي حصل وتفتكري حاجة واحدة بس... انك واثقة في حبي ليكي 

...... 

........... 

تعالت ضحكة صاخبه من هانيا وهي تعبث بهاتفها قائلة لسلمي التي اندهشت من فعلتها... لية ياهانيا ؟

قالت ببرود : بتسلي... 

رددت بعدم تصديق : تتسلي 

اومات لها : اه.... الرساله اللي اي واحدة لايمكن تقاومها.... جوزك بيخونك...!! 

نظرت لهاتفها وهي تري ان الرساله وصلت لرقم ساجي : لما نشوف هتعمل اية.. 

هزت سلمي راسها باستنكار بينما قالت هانيا:انا عزمته عندي.... جه يبقي زيه زي كل الرجاله خاين بس بيمثل..... مجاش يبقي حلال عليها 

تعالت ضحكتها مجددا وهي تدري جيدا اي نار اشعلتها....!! 


اية رايكم..... وتوقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !