وقعت ببراثن صقر الفصل الثامن والعشرون

1


 
هزت سلمي راسها باستنكار بينما قالت هانيا:انا عزمته عندي.... جه يبقي زيه زي كل الرجاله خاين بس بيمثل..... مجاش يبقي حلال عليها 

تعالت ضحكتها مجددا وهي تدري جيدا اي نار اشعلتها....!!


.....

وضعت ساجي يدها علي قلبها الذي تعالت دقاته بصخب.. يخونها..!!

نظرت للهاتف بأعين زائغة تقرأ الرساله مجددا.... قرأتها كثيرا وكثيرا... حتي وجدت نفسها تضع يدها فوق قلبها الذي يدق بجنون يتزامن مع نزيفه الحاد.. الايكتفي قلبها وجعا انها تقسم ان لم تعد تحمل اي ألم اخر... ولو مقدار شعره... لا ستموت بالتأكيد لقد اكتفي قلبها الما ووجعا لاتريد المزيد... ستدير ظهرها لتلك الرساله ولاتعتبر انها رإتها.... انه كلام قلبها الذي يأن وجعا ويريد الإبتعاد عن أي الم اخر... ولكن عقلها كان له تفكير اخر وقد فرض سيطرته علي قلبها الضعيف المتألم لتجد قدماها تسوقها حيث العنوان المرفق بالرساله.... نظر السائق اليها من خلال مرأه السيارة ليسالها بتهذيب : انتي كويسة ياهانم

اومأت له وفتحت مقبض الباب بيد مرتعشة اجتذبت انتباه حسين السائق فهي ليست بحاله طبيعيه بالتأكيد أدرك ذلك ماان طلبت منه أن يأخذها لهذا العنوان... لاحط قدماها المترددة وهي تقف امام تلك البناية الضخمه قبل ان تسأل الحارس عن احد الطوابق...... 

..... 

........ 


توقفت امام ذلك الباب وشئ بداخلها يمنعها من التقدم وسؤال وحيد لايفارقها... ماذا ان كان صقر بالداخل...؟! 

فقط هذا السؤال هو ماعجزت عن التفكير بشئ سواه فعالمها كله متوقف علي إجابة ذلك السؤال..... 

نظرة خبيثه ارتسمت بعيون هانيا وهي تفتح الباب لتلك الزائرة التي توقعتها...!. تركت الباب مفتوح واستدارت للداخل لتقف ساجي لثواني مبهوته قبل ان تسإل ذلك السؤال الذي كانت هانيا رحيمة قليلا واجباته علي الفور....!! 

: مش هنا.... 

رفعت ساجي عيناها نحوها لتهز هانيا كتفها وتضع ساق فوق الاخري قائلة : صقر.... مش هنا 

ظلت ساجي واقفة مكانها واتسعت عينها بالأسئلة لتضع هانيا احدي سجائرها الرفيعه بين شفتيها وتشعلها ببرود وهي تقول:انتي مش كنتي جاية تشوفيه عندي ولا لا.... 

نفثت دخان سيكارتها : مجاش.... 

قالت ساجي بلسان ثقيل وهي تستوضح الحقيقة : انتي اللي بعتي الرساله 

اومات لها لتسالها ساجي : ليية ؟

نظرت لساجي من اعلي لاسفل وقد بدت مرهقة ومتعبه وكانها كانت تجري لاميال ولم تكن تلك الصغيرة التي رإتها لأول مرة بمكتب صقر منذ ايام  .. انه الشك...! نيران جعلتها تتجرعها كما حدث معها منذ سنوات....! 

: المفروض تشكريني 

قالتها ببرود لتعقد ساجي حاجبيها : اشكرك. 

: طبعا...مش نفسك تعرفي لو جوزك مش خاين وبيحبك.. 

قالت ساجي ; مكنتش محتاجة إثبات 

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها قائلة: ولما مش محتاجة إثبات جيتي لية.... ؟

صمتت ساجي بلا رد لتقف هانيا وتتجه ناحيتها قائلة: لما انتي واثقة فيه.... جيتي لية يامدام ؟ 

وهل تعرف الإجابة حتي،  .... ولاهي ولا اي امرأه يمكنها ان تجيب فهي تثق به ولكنها لاتستطيع ان تدير ظهرها للشك او لاتترك الغيرة مجال... 

ضحكت هانيا ساخرة ووضعت يدها علي كتف ساجي ; متزعليش اوي كدة ياحلوة.... احنا كلنا كدة مش انتي بس.... انا لو مكانك كنت عملت اكتر من كدة....اقولك... انا فعلا عملت كدة من سنين 

اختنق صوتها بالرغم من ذلك البرود الذي تتظاهر به وهي تكمل : من سنين جت ليا نفس الرساله اللي وصلت لك... عملت زيك بالظبط... جريت من غير اي تفكير... حسيت بنفس احساسك وسألت نفس سؤالك هعمل اية لو لقيته في الوضع ده.... 

اخذت نفس عميق وزفرته ببطء وهي تكمل : بس للاسف بقي النتيجة مكنتش زي نتيجتك ابدا..... لا كانت أصعب 

لوت شفتيها بتهكم وهي تضيف : كان الندل فعلا بيخوني... ههه ومش كدة وبس لا.... ده حبسني في الشقة المشبوهه اللي كان فيها.. ازدادت نبرتها سخرية : قالي انه هيبلغ عني ويلبسني قضيه آداب.... تخيلي لما جوزك يعمل فيكي كدة.... اغمضت عيناها وهي تتذكر حينما فاوضها ذلك الحقير عن املاكها التي ورثتها عن والدها مقابل تركها وعدم اختلاق فضيحة لتزدري كل الرجال بعدها.... وتراهم ليسوا اكثر من خونه 

لمعت الدموع بعيون ساجي الشفقة علي تلك الحطام امامها ولكن هانيا سرعان ما نفضت عنها ذلك الضعف وعادت لتجلس علي المقعد واصعه ساق فوق الاخري، قائلة : بلاش اصعب عليكي اوي كدة ياحلوة.... التجربة دي خليتني ابقي هانيا الطلخاوي...مكسرتنيش بالعكس انا يومها قررت أن محدش هيكسرني تاني.... شوية علاقات بكام راجل أعمال عوضتني عن فلوس ابويا اللي اخذها مني الندل ده.... عملت شركة كبيرة وبيزنس وبقيت في مكاني ده والرجال بتترمي تحت رجلي وانا اللي بلعب بيهم..  ... سحقت سيكارتها بحقد ثم رفعت عيناها تجاه ساجي وأكملت بوقاحة : كان نفسي اشوفك في نفس مكاني.... كان نفسي تدخلي من الباب ده وتلاقيني في حضن جوزك...

للأسف مجاش....

ضحكت بصخب قائلة ...حلال عليكي...!! 

حلال... عن أي حلال تتحدث تلك المرأه التي لاوصف لها... انها بالفعل مريضة نفسية من تتلاعب بتلك الطريقة ويملأها هذا الغل والحقد... غادرت بخطي سريعة تلك البناية التي ابتعدت شيئا فشيئا خلف السيارة التي انطلقت بها سريعا وهي تهتف بحسين :رجعني البيت بسرعه 

..... 

........ 

ضحكة خبيثه ارتسمت علي شفاه هانيا حينما رأت صقر لدي الباب... هل جاء..!؟ 

هل لبي دعوتها بحجة مناقشة بعض الأمور المتعلقة بالعمل وكلاهما يعلم باطن تلك الدعوة فعن اي عمل يتحدثان بالمنزل....! 

قبل ان تدع عقلها يشتعل فرحا كان صقر يمسك ذراعها بعنف : عاوزة اية من مراتي.... كان سؤاله يحمل ذلك الغضب المرعب المتاجج بعيناه ماان هاتفه حسين وأخبره بكل شئ بدأ من طلب ساجي ان يحضرها لهذا العنوان ليشك بأن هناك شئ ليس علي مايرام..... صاح بحدة : جسارر.... اعرفلي مين ساكن في العمارة اللي في العنوان ده 

كان قد وصل بنفس لحظة تلقيه لبعض اسامي قاطنين العمارة وعند هانيا بدأ يستوضخ الأمر ليري ساجي وهي تغادر وتهتف بحسين ليعود بها سريعا.... 

قالت بتعلثم : معرفش... هي كانت جاية وبتقول كلام غريب... يعني شاكة ان في حاجة بيني وبينك 

لوي صقر شفتيه ثم رمقها بنظرات تشع احتقار من اعلي للاسفل قبل ان يمسك ذراعها بعنف مزمجرا : وهي جت من نفسها ولا انتي اللي بعتيلها ... ابتعلت لعابها بتوتر فلابد وانه فهم اللعبه.... ليضغط علي ذراعها بقوة اكبر قائلا بتحذير : لو قربتي من مراتي تاني هتندمي.... ازدادت نظراته احتقارا واكمل : انا مبحذرش مرتين....!! 

......... 

.... 

: كنتي فين ؟! 

ارتعشت يدها الممسكة بالمفاتيح فور سماعها بصوت صقر الاتي من خلفها... 

التفتت له وابتعلت لعابها بتوتر لتجد عيناه الثاقبه تنظر اليها نظرة غامضة وهو يفتح لها الباب لتدخل امامه... 

صفق الباب بقوة جعلتها تنتفض ثم 

خلع سترته والقاها علي الاريكة باهمال متجه ناحيتها لتشعر بدقات قلبها تتعالي حد السماء... 

: ساجي.. سألتك كنتي فين؟ 

التفتت له ولم يعد بها أعصاب وهي تردد بخفوت... كنت... كنت.. بتمشي شوية 

رفع حاجبه واخبرتها نظرة عيناه بأنها كاذبة... ردد وهو يزم شفتيه : تتمشي..! 

هزت راسها ولاتدري لماذا كذبت... فهي خافت من رد فعله ان أخبرته الحقيقة خاصة بعد حديثه معها.... 

بنبرة خاليه سألها :متصلتيش بيا لية ؟

ظلت صامته تبحث عن إجابة ولكن لم تجد في نفسها القدرة علي متابعه الكذب لتقول بتعلثم : عشان.. 

نظر اليها صقر نظرة ساخرة وهو يقول : عشان كدابة  

بخطوة سريعه اتجهه نحوها لتتراجع

للخلف خطوة حينما انتزع الهاتف من يدها بقوة ليعبث به لحظة ثم يشير به اليها قائلا بتهكم : تتمشي ولا تظبطيني وانا بخونك 

لم يعد لديها أعصاب ولم تعد قادرة علي نطق شئ وهي تري تصاعد تلك السحابة من الغضب بعيناه وهو يسحق أسنانه قائلا : بعد كل اللي قلته ليكي.....

سار بضع خطوات ناحيتها لتتراجع هي للخلف وهي تهز راسها تحاول التبرير : انا  .. 

صاح بغضب : انتي اييية... انطقي ؟

امسك ذراعها بقوة وجذبها اليه وقد عاد ذلك الصقر يمسك بها بين براثنه.. : انتي اية..! ؟

اية تبريرك.... رفع الهاتف تجاه وجهها وزمجر بها غضبا : وصلتك رساله من حد متعرفيهوش صدقتيه وكدبتي كل كلامي  .... جريتي تشوفيني بخونك ولا لا... زي كل مرة خبيتي عليا واتصرفتي من دماغك وكمان بتكدبي عليا 

هزها بعنف من ذراعها : مفكرتيش ممكن يكون حد بيضحك عليكي.... مفكرتيش انك حامل وأقل حاجة ممكن تاذيكي..... 

تدفقت كلمات هانيا اليها ومافعله زوجها بها حينما لحقت به لتتخيل مصير مثل مصيرها من احد أعداءهم  

ترك ذراعها الذي كاد يخعله بيده من شده غضبه وهو يهتف بجنون : انا مش عارف اعمل اية معاكي تاني.... انا بحاول كل يوم مكنش الراجل القاسي اللي كنتي بتخافي منه... بحاول كل يوم افهمك واتحكم في عصبيتي واقول مش مهم اهدي ياصقر.. المهم هي... كانت خايفة واللي مر عليها مش، شوية... فهمت وقدرت كل اللي فات وكل اللي عملتيه بعدها...فهمت هروبك وفهمت اللي عملته الكلبه امك فيكي واللي خبتيه عليا... فهمت تهديده ليكي... 

فهمت لما برضه بعد كل ده فضلتي تتحديني... فهمت لما خبيتي عليا انك حامل.... فهمت لما رحتي لسهام برجليكي تلني... فهمت... وقدرت..... حطيت صقر السيوفي اللي انا عارفة بعيد واتعاملت معاكي بطبع مش طبعي... انا مش الراجل اللي يعدي كل كل ده وانتي عارفة كدة كويس..... بس عديت عشانك.... اخدتك براحة ولمستلك عذر في كل مرة اكتشف انك خبيتي حاجة عليا وكل مرة بعرف بكارثه وبرضه عدبت .... بس لا انا خلاص تعبت وزهقت...وخلاص مش عارف اعمل اية اكتر من كدة..... معنديش كلام اكتر من اللي قلته ليكي قبل كدة واللي واضح انك مسمعتيهوش.... شيفاني خاين وكداب وبضحك عليكي ومعنديش ثقة فيا مش هتعب نفسي وابرر.... شوفيني زي مانتي عاوزة مش فارق معايا 

سألته بصوت مختنق من الدموع : يعني اية؟ 

لم يجيب عليها لترفع اليه عيناها التي لمعت بالدموع ليشيح بوجهه عنها قائلا : عشر دقايق الاقيكي تحت ورايا 

....... 

.... 

طوال الطريق لم ينطق بحرف ولم يدعها تقول شئ كان يقود بسرعه كبيرة ويداه تقبض علي المقود بغضب فهي لن تتغير وهو تعب... تعب من تقديم أعذار اليها فمتي ستنضج وتتحمل المسؤلية...تصدق مجرد رساله تافهه وتكذبه هو... علي اي اساس مبنية الحياة بينهما وهي بكل موقف تثبت له انها لاتثق به... تغار حسنا يلتمس لها العذر ولكنه تحدث معها بهذا الموضوع بالأمس، لتاتي اليوم وتركض وراء رساله من مجهول .. 

... لا تلك المرة هو بالفعل غاضب وبشدة ولم يمررها لها... 

....... 

نظرت اليه حينما وجدته يتجه لمنزل جدها وليس لمنزلهما... سيتركها.. ؟! 

لا لن تدعه تلك المرة 

سألته وهي تنظر اليه : احنا مش رايحين البيت 

تجاهل حديثها وضرب البوق ليفتح الحارس البوابة الحديديه... 

قال بلهجة إمرة : انزلي 

قالت بخفوت : عاوزة اروح البيت 

سحق أسنانه بغضب : قلت انزلي 

التفت تجاه المنزل هاتفا بحدة : جساااار 

هرع جسار اليه ليقول : نزل الشنط من العربية 

: صقر... اسمعني قالتها برجاء وهي تتجه نحوه.. أخطأت لاتنكر ولكن ليس ليعاقبها بتركها.. انها تحبه وتغار عليه لماذا يفسر الأمر بقله ثقة.... ؟! 

صقر... خلينا نروح ونتكلم 

نظر اليها بتحذير : خلص الكلام... من دلوقتي هتفضلي هنا.. تاخدي بالك من الولاد وبس ... رجلك متعتبش برا البيت.. 

رفع أصبعه في وجهها وأضاف بقوة : احسنلك تسمعي كلامي المرة دي... عشان ولاجدك ولااي حد هيقف قصادي لو كسرتي كلامي.. فاهمه 

صاح بحارسة بغضب اهوج : ساعة عشان تنزل الشنط 

اسرع الحارس، ينزل اخر حقيبه قائلا بتعلثم : خلاص ياصقر بيه نزلتهم 

دون قول شئ تركها وسط صدمتها برد فعله 

ليركب السيارة وينطلق بها....

.....

....

اسبوع مضي والحال كما هو.....

لاتعرف عنه شئ سوي انه بمنزله من جدها الذي بالتاكيد حاول التحدث معه ولكنه صفق الحديث بوجهه الجميع والذين حاولوا التماس عذر لساجي الحزينه ولكنهم لايعرفون مقدار الأعذار التي التمسها لها.... ربما هي مجرد غيرة نساء ولكن بعد حديثه معها توقع ان تتمسك بثقتها به...!!

ربما نادين كانت مخادعه قويه ولكن حقة ان تدافع زوجته عن حياتهما بقوة ايضا...!

لماذا هي ضعيفه لهذا الحد... تستلم لكذب ولابتزاز والدتها بدلا من اللجوء اليه... هز راسه وهو يفكر لو كانت من البداية تحدثت معه بصراحة لما وصلت لتلك الطرق المسدودة 

... 

...... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !