أسيري ( الفصل الثاني)

 

الفصل السابق

نظرت صبا لانعكاس وجههاالشاحب بالمرأة وعيونها التي فقدت عسليتها وتحولت لسواد قاتم كملابسها السوداء التي ارتدتها طوال الشهرين الماضين حدادا وحزنا علي والداها....لماذا كل شيء يمضي سريعا فلم يمهلها القدر الوقت لتقبل صدمتها بموت والدها المفاجيء فقد تركتها اختها أيضا ورحلت للزواج بجاسر ولم تكترث لكونه ابن عم المتسبب في موت والدها...والآن حجز البنك علي كل ممتلكات والدها نظرت حولها وشعرت بوحدة قاتله احتضنت صورة والدها وانكمشت علي نفسها تحاول تلمس الدفء ولكن تلك الصدمات اكثر مما تستطيع ان تتحمل وهي لم تعتاد الحياة بدون والدها فماذا ستفعل انه لم يعلمها كيف تحيا بدونه ...... ،!! 

بعد مرور سته أشهر ...

كانت جالسة في حديقة المزرعة التي يملكها صديقها ادهم فهو الوحيد الذي لجأت له بعد موت والدها وهو لم يتواني عن مساعدتها فقد ارادت الإبتعاد عن كل شئ فأخدها لتلك المزرعة البعيدة التي يملكها في احدي القري الريفيه وتحسنت حالتها كثيرا بسبب ذلك الجو المهدئ وسط الخضره والهواء النقي.. داعبت الشمس عيونها العسلية فاغلقتها لحظات لتغزوها صورة رعد.. كم تعذبت بسبب تلك المشاعر التي كنتها له وهو السبب في موت والدها ..ولكنها سريعا 

خرجت من ذكرياتها التي داهمتها حينما سمعت خطوات ادهم قادمه باتجاهها

ابتسمت له وهي تقول :حمد الله علي السلامه 

بادلها الابتسامة وهو يقول :الله يسلمك.. 

صمت لحظة وبدا متوتر فقالت :مالك ياادهم في اية

:بصراحة ياصبا انا اضطريت اجيب هنا معايا 

قطبت جبينها ولكن قبل ان تتحدث قال بسرعه :انا اسف اني عملت كدة وخلفت وعدي ليكي بأن محدش يعرف مكانك بس مضطر هنا حالتها وحشة جدا ومحتاجاكي مقدرتش اخبي عليها اني اعرف مكانك 

قالت بقلق :مالها هنا 

:هي جوه ادخلي ليها وانا هستناكو هنا

ارتمت اختها باحضانها باكيه وهي تقول :صبا وحشتيني اوي

احتضنت اختها التي انفجرت باكية وهي تقول بقلق :هنا مالك 

:ارجوكي ياصبا انتي لازم تساعديني انا مليش غيرك

نظرت إلي أختها بقلق وهي تقول وسط شقهاتها:انا ضعت ياصبا ....ادمرت

الحيوان اللي اسمه رعد دمرني ...جاسر هيسيبني

ربتت علي كتف اختها وهي تقول:اهدي بس وفهميني اية اللي حصل  

تعالت شهقاتها وهي تسرد لاختها كيف ان جاسر اصبح مشغول عنها بعد زواجهم ويقضي أغلب أوقاته بالعمل وبالرغم من هذا يرفض خروجها من المنزل حاولت كثيرا اقناعه ان تعسفه الشديد معها  خطأ ولكنه عنيد وغيور للغايه مما جعلها تشعر بالاختناق..ومن عده ايام اقنعتها احدي صديقاتها بالخروج والسهر معهم كما اعتادت بالماضي وزينت لها الأمر بأن جاسر مسافر ولن يعود قبل فترة طويلة وانصاعت  لهم وخرجت لاحدي الملاهي الليلية الشهيرة التي اعتادت الذهاب لها فيما مضي ودخنت ورقصت قليلا ولكنها افاقت علي عينان ترمقاها بنظرات نارية    ...انه الرعد ......وقف امامها محدقا بها بجمود ولم تتبين ماذا ينتوي فعله حيث ظلت نظراته الغامضه مسلطة عليها  ثم قال بهدوء مريب وهو يأمرها لتتبعه :يلا 

قالها ثم استدار نحو الخارج وهي خلفة وقد ازداد رعبها من صمته وهي تلعن رعونتها الزائدة 

قالت بأعصاب مشدودة :رعد ..انا بس حبيت أخرج ...أشار لها بيده لتصمت

وهو يقول:قولي الكلام ده لجوزك ياهانم ...ثم أردف بغضب:بتستغفليه كل يوم خروج وسهر وهو فاكرك مستنياه ...لمعت الدموع بعينيها وهي تقول :لا طبعا انت فاهم غلط ...والله دي اول مرة ....أمسك ذراعها بعنف وهو يقول: وفري الكلام بتاعك ده لجاسر ...اللي مش عارف هيعمل فيكي اية لما يعرف باللي عملتيه    

انهمرت الدموع من عيونها وهي تقول:لا يارعد عشان خاطري ...بلاش تقوله ..انا غلطت ومستعدة لأي عقاب بس بلاش جاسر يعرف ...أرجوك انا بس حبيت أخرج شوية

رمقها بنظرة احتقار وهو يقول :عاوزاني استغفله انا كمان

هزت رأسها بشده وهي تقول:لا ..لا طبعا بس خليني انا اقوله ....قاطعها وهو يضحك ضحكة شريرة ارعبتها:انا مش هقوله. .توء توء انا هوريله ..أشار الي هاتفه وتصفح أمامها الصور وهو يقول:لما نشوف جاسر بيه هيقول اية لما يشوف صور مراته المحترمة هنا الحريري وهي كل يوم  بتسهر و بتشرب ..وبترقص وياعالم  بتعمل اية  تاني من وراه  

دفنت وجهها الباكي بين يديها وهي تقول:حرام عليك ....أنت بتعمل كدة ليه؟ بتفتري عليا بحاجة محصتلش..أنت عارف كلامك ده هيدمر  جاسر ازاي 

رفع حاجبه وهو يقول ببرود :انا لسة معملتش. ..بس ناوي اعمل كتير رمقها باحتقار وهو يقول:هخليه يعرفك ازاي تستغفلي جاسر المنشاوي ...هخليه يدفعك تمن حبه ليكي غالي اوي

فهمت معني كلماته انه يقصد نفسه وحبه لصبا وجرحها  له فقالت : انت متاكد اني معملتش حاجة لكل ده ليه تعمل فيا كدة.. جاسر ملوش ذنب تجرحه كدة ...رعد ارجوك انا مستعدة اعمل اي حاجة 

انا غلطت بس بلاش تدمرلي سمعتي 

انا مستعدة لأي عقاب ...مستعده اعمل اي حاجة

التفت إليها ونظر إليها نظرة ارعبتها وقال بفحيح:أي حاجة 

هزت رأسها فصمت لحظة ثم قال:فين صبا..

احبتست انفاسها ورددت بلاوعي :ص.. ب.. ا 

ظل صامت وهو ينظر اليها فقالت وهي تهز راسها ; معرفش

هز رأسه بهدوء وهو يقول:ممم.... انا قلت كدة برضه 

استدار ليغادر فلحقت به بسرعة:رعد... امسك ذراعها بعنف وهو يقول بتحذير: لو عاوزاني اسكت... بكرة تقوليلي هي فين... والا متلوميش غير نفسك 

انهمرت دموعها وهي تقول لاختها :بيهددني ياصبا اما اقوله مكانك او يدمر سمعتي وينشر الصور .. انقلب كيانها في لحظة حينما قالت اختها

:ساعديني ياصبا عشان خاطري

قالت صبا باستنكار:انتي هتقوليله مكاني 

هزت اختها رأسها وهي تقول:لا طبعا... بس انتي ممكن تروحليه وتحاولي تتكلمي معاه 

..هو مش هيسمع لحد غيرك 

ادارت وجهها الجهه الاخري وهي تقول!؛ انا لا طبعا مستحيل 

...انا مليش دعوة باللي انتي بتقوليه ياهنا دي مشكلتك 

قالت هنا بانكسار :متبقيش قاسية ياصبا انتي عمرك ماكنتي كدة

قالت بحزم : لازم ابقي كدة

امتلأت عيون هنا بالدموع وهي تقول :انتي املي الوحيد

قاطعتها قائلة :لو سمحتي ياهنا دي مشكلتك انتي وقعتي نفسك فيها... لية بتدخليني فيها. ؟

:عشان انتي اختي واكملت بتوسل والدموع تنهمر من عيونها الخضراء :ارجوكي عشان خاطري ياصبا

صاحت بغضب حتي لاتضعف امام توسلات اختها :عاوزاني اعمل اية.. عاوزاني اروح لحد عنده واركع تحت رجله واطلب منه العفو.. لا ياهنا انا اسفه انا صبا الحريري مش هذل نفسي في يوم من الايام لواحد زيه ابدا ولو حياتي بأيده.... قاطعتها اختها بانهيار :حياتي هي اللي في ايده ياصبا 

مسحت هنا دموعها وهي تقول:رعد عمل فيا  كدة بسببك 

صمتت لحظة ثم قالت باتهام:   ايوه ياصبا انتي السبب في كل ده مش انا...هو عاوز ينتقم منك  

غطت هنا وجهها بيدها وانهارت باكية :انا ذنبي اية في كل ده... انتي رفضتيه وهو عاوز ينتقم منك انا مالي لية ادفع انا التمن لية جاسر  يسيبني وحياتي تتدمر...انتي السبب في كل اللي حصلي..رعد بقي وحش بيدمر اللي يقف ادامه بسببك.. انتي نسيتي عمل اية في بابا..

قالت صبا بخفوت وعتاب : انتي اللي نسيتي هو عمل ايه في بابا وجريتي اتجوزتي ابن عمه 

قالت هنا : بحبه ياصبا... جاسر حياتي كلها. انا ماليش دعوة باللي بينك وبين رعد.... جاسر بيحبني وملناش ذنب ندفع تمن انتقامه منك 

اردفت بانهيار : انتي عارفة انك الوحيدة اللي تقدر تأثر عليه. .عشان خاطري ياصبا

قراءه ممتعه رونا فؤاد -

------؛؛؛؛؛---------------------------------

الفصل التالي