اسيري ( الفصل الثالث )

4


 

الفصل السابق


خرجت حيث يجلس ادهم بعد ذهاب هنا وقد بدا عليها الضياع التام فقال ادهم بسرعه وهو يساعدها لتجلس :اية ياصبا في اية؟ 

قصت عليه ماحدث ليقول  :انتي عارفه معني كلامك اية 

هزت رأسها فقال وهو يربت علي يدها بأخوية:رعد مش ناسي ولاهينسي اللي انتي عملتيه فيه 

قالت بحده  : وانا مش ناسيه ان هو السبب في موت بابا

اومأ ادهم لها بهدوء وهو يقول:عارف 

ترددت كلمات اختها في اذنيها ففكرت بسخريه.. هل فعلا هي الوحيدة التي تستطيع التأثير عليه...

وهل هو لايزال يتذكرها... اسئلة كثيرة ظلت تتردد بذهنها... ولكن شعورها بالذنب تغلب علي كل هذا...فلم تخطئ هنا حينما قالت انها السبب.. فهو ينتقم من اختها بسببها 

الم يكفيه مافعله بوالدها... وبها.. الان اختها لا هذه المرة لن تسمح له... ساعدها تأجج شعورها بالغضب علي استجماع شجاعتها لمواجهته وهاهي أمام مبنى الشركة المهيب بالرغم من تحذيرات ادهم لها بعدم الذهاب فهي اشبه بفريسة تدخل لعرين الاسد ولكنها لم تستطع التخلي عن اختها وقررت المخاطرة .. دلفت الي الداخل بخطوات ثابته حيث مكتب الاستقبال فسألتها الموظفة عن اسمها والسبب الذي أرادت من أجله مقابله رئيس الشركة فقالت : بلغيه ان صبا الحريري عاوزه تقابله 

لوت الفتاه شفتيها وهي ترفع سماعه الهاتف

وتحدثت بصوت اقرب الي الهمس ثم انتظرت للحظات لتقول :مستر رعد في انتظارك 

اشارت لاحد العاملين حيث تقدم نحوها لياخذها الي مكتبه

سارت بخطي واثقة نحو الرواق الواسع المفروش بسجاد أنيق نحو ذلك المصعد الذي توقف بعد لحظات معلن عن اقتراب تلك المواجهه... خرجت منه واشار لها العامل بأدب جم لتتقدم نحو غرفة واسعة توسطها مكتب جلست عليه فتاه فاتنة بثوب ازرق قصير يكشف عن ساقيها الممشوقتان التفتت لها وتفحصتها للحظات ولم يغب عن صبا تلك النظرة المتساءلة عن تلك الزائرة الغريبة والتي سمح لها بلقاءه علي الفور دون موعد مسبق كما اعتاد 

:لحظة هبلغ مستر رعد بوصولك 

دلفت من ذلك الباب الخشبي الضخم لترسم صبا علي وجهها تعابير جامدة بعكس داخلها 

:اتفضلي مستر رعد في انتظارك 

خطت داخل المكتب الضخم واغلقت السكرتيرة الباب خلفها لترفع صبا عيناها تدور بارجاء المكتب الضخم حيث استقر هو وقد ملئ مقعده الجلدي الوثير بكتفيه العريضين 

ظلت واقفة مكانها حينما رفع اليها عيناه وهو ينهض بطوله الفارع وجسده الضخم... احتبس الهواء برئتيها حينما التقت عيونها الفاتنة بعيناه القاتمه المشتعله بالغضب .. تعالت ضربات قلبها حينما رأت تلك الابتسامة الساخرة علي جانب فمه المنحوت وهو يتقدم ناحيتها ويقول بصوته الرجولي : صبا هانم... هنا في مكتبي 

مد يده الكبيرة ليصافحها بينما مدت يدها ببطء وسحبتها سريعا 

فدعاها للجلوس في احد المقعدين الواقعين قرب المكتب قائلا :اتفضلي

جلست قبالته حيث جلس في المقعد المقابل لها ووضع قدمه فوق الاخري مما زاد من هيبته أمامها وارعبها هدوءه وهو يمرر عيناه عليها ....كتم تلك التنهيده بداخل صدره وهو يتأمل وجهها دون ان تدري بينما رفعت عينها لتتأمل جانب وجهه الوسيم وتوقفت عيناها حينما اشتبكت بعيناه ليقول وهو يرسم الجدية : تشربي اية؟ 

قالت بلاتعبير : لاشكرا ولاحاجة

:لا ازاي..... انتي اول مرة تشرفيني في مكتبي لازم تشربي حاجة 

استفزها ببروده فقالت بحدة:انا مش جاية عشان اشرب 

صمتت لحظة حينما رأته يسند ظهره للخلف براحه وينظر لها بتسلية لتكمل حديثها..... تساءلت مالعبه الاعصاب التي يلعبها معاها لقد احرقها ببروده ليس هذا ماتوقعت منه انه يصعب مهمتها لقد توقعت شيئان اما ان يقابها بشوق ولهفه كما اعتاد او يقابلها بثورة ورغبه في الانتقام وكلاهما تستطيع ان تفهم سببهم اما ذلك البرود فلا.... قطع تفكيرها صوته يقول ببرود:امال جاية لية؟ 

باغتها سؤاله فاندفعت بحده قائلة :جاية اقولك ابعد عن هنا

تابع ببرود وسخريه: وانتي جاية عشان تقوليلي الكلمتين دول

تنهدت بضيق:هي ملهاش ذنب... وجاسر كمان ملوش ذنب تعمل فيه كدة وتحاول تخليه يشك في مراته وتدمر حياته ... هتستفيد اية ؟

مازال محتفظ ببرودة وهو يقول : والله اختك اللي عملت كدة في نفسها و جاسر انا هعرف اخليه يتجاوز حاجة زي دي... رفع حاجبه .وهو يكمل:اما بقي هستفيد اية... هستفيد انك جتيلي لحد عندي وناوي اني اربيكي يابنت الحريري.. واضح ان الباشا مكنش فاضي يقوم بالمهمه دي فبناتوا طلعوا....

احمرت وجنتاها من الغضب ورفعت يدها تجاهه لتصفعه وهي تقول:اخرس ياحيوان 

امسك يدها بعنف قبل ان تصل اليه و ورمقها بنظرة ازدراء وهو يكمل بفحيح ارعبها :اللي تهرب من جوزها مش بس ابوها مربهاش دي تبقي..... همس في اذنها بتلك الكلمة التي اشعلت نيران غضبها وحاولت التخلص من قبضته التي اعتصرت يدها وهو يقول بحقد :اية كنتي فاكراني نسيت...انا صحيح كنت سكران ليلتها بس استحاله انسي اني اتجوزتك... اضاف وعيناه تخترق عينها التي تجمدت ولم تعد تعي شئ سوي ذكريات تلك الليه التي داهمتها بقوة 


قراءه ممتعه رونا فؤاد 

Flash back

... انهمرت دموعها وهي جالسة علي اطراف الدرج في فيلتها وبجوارها حقائبها فقد اخذ البنك كل شئ وعليها المغادرة وليس لديها مكان او شئ تذهب اليه

لتجد رعد امامها رفعت اليه عيناها الباكية وقالت بشراسة :جاي لية.. ؟

اقترب منها قائلا بحنان : جاي عشانك متخافيش ياصبا انا جنبك ومش هسيبك... قاطعته قائلة بحدة :ومين قالك اني محتاجة واحد زيك اصلا... انا صبا الحريري ورفعت اصبعها امامه وهي تكمل بحدة : اوعي تفتكر اني معرفتش انك ابتزيته بيا ودمرتله شغله لغاية ماخسر كل حاجة ومات بسببك 

واردفت بحدة:اوعي تفتكر انه بعد مامات هتيجي تمثل عليا فهصدقك... لا انا عارفة انت اية كويس انت واحد حقير و اللي عملته مع بابا الله يرحمه انا عارفاه فمتحاولش تمثل خوفك لانه مش هيخيل عليا 

احتقن وجهه بالغضب ولكنه تمالك نفسه وتخطي اهانتها له وهو يقول :انا مكنتش عاوزك تعرفي بس طالما وصلنا لكدة فاحب اقولك...ان مش انا اللي حقير كنان بيه الحريري كان احقر مما تتخيلي... واردف بسخرية :مكنش زي مانتي فاكرة رجل الأعمال التقي... .. انا كنت خايف عليكي تتصدمي فيه بس اعتقد لازم تعرفي انه كان بيشتغل في السلاح هو وشريكه رؤوف المسيري وانا كنت بحاول اخليه يبعد عن الشغل ده فقال يجوزك لابن شريكه عشان يحميه مني بعلاقاته.. 

دفعته بعيدا عنها بصدمة وقالت بغضب :اخرس ياحيوان... بابا كان راجل محترم.. طول عمره عنده بيزنس كبير. اوعي تجيب سيرة بابا علي لسانك القذر ده

امسك ذراعها بغضب وهو يقول: انا مقدر اللي انتي فيه عشان كدة مش هرد عليكي بس متزوديهاش 

نزعت ذراعها من يديه وهي تقول:وهتعمل اية يعني..هتنتقم مني في اية تاني 

تلاشي الغضب من عيناه ولمع مكانه الالم وهو يقول:حد ينتقم من نفسه ياصبا.. انا عمري مافكرت ااذيكي

التوي فمها بنظرة سخرية فتجاهلها واكمل وهو ينظر لعيناها التي طالما اسرته :انا بحبك

:وانا بكرهك قالتها بحدة 

قبض يده بالم وهي تنظر اليه بتحدي وتكمل :بكرهك وتبقي بتحلم لو فكرت اني ممكن افكر فيك في يوم من الايام.. او انسي انك كنت سبب موت ابويا... 

قال بنفاذ صبر :قلتلك كنان الحريري مكنش ملاك... ثم .اردف :اديني فرصة اشرحلك اية اللى حصل هتعذريني وقتها وتعرفي اني عملت كل ده عشانك عشان احميكي 

رمقته بنظرة ازدراءوهي تقول:تحميني...

:ايوة انا عملت كل ده عشانك 

قالت بغضب :عشاني... تتسبب في موت ابويا وتقول عشاني

قال برجاء:انسي اللي فات ياصبا... كنان الحريري مات خلاص.. 

رمقته بنظره احتقار لحديثه عن والدها بهذه الطريقةولكنها لم تتحدث فقط امسكت حقيبتها وهمت بالمغادرة ليلحق بها بسرعه وهو يمسك بيدها :انتي هتروحي فين

نفضت يدها من يده وهي تقول :في داهية ملكش دعوة 

:يعني اية مليش دعوه.. انا مش هسيبك تمشي بلاش عناد وتعالي معايا 

قالت بغضب :وانت مين عشان متسبنيش... متنساش نفسك

.. صمت لحظة ليسيطر علي اعصابه ثم قال بيأس :طيب لو مش عاوزة تجي معايا... تعالي اوصلك عند جاسر وهنا اختك 

:انا معنديش اخوات... هي اختارتكم 

:بطلي عند هتروحي فين انتي ملكيش مكان غيري 

لقد قال الحقيقة ولكنها ابدا لن ترضخ رفعت رأسها بكبرياء :انت لو اخر واحد في الدنيا انا مستحيل الجألك

سارت بضع خطوات لتجده في لحظة يسحبها خلفه ويخرج بها نحو سيارته حاولت سحب يديها منه ولكنه لم يدع لها الفرصة حيث ضرب رأسها بمقدمه رأسه لتفقد وعيها ويحملها قبل ان تقع... 

.... 

نظر اليها وقد بدا القلق في عيناه جليا حينما رأي جرح بسيط في مقدمه رأسها اثر ضربته اقترب منها يتأملها وسط ضربات قلبه الصاخبة هامسا...لو تعرفي بحبك اد اية خرج صوته هامس بجوار اذنها بينما تخلل صوته الهامس لاذنها وكأنه ات من واد سحيق وتخللت رائحة عطره انفها ففتحت عيناها ببطء وهي تشعر بألم شديد في رأسها..فجاه قفزت من مكانها حينما رأته واقف امامها وبهذا القرب منها لتهتف بعدم تصديق :انت خطفتني..! 

هز كتفيه قائلا :مكنش ينفع اسيبك.. هتروحي فين لوحدك... انا... قاطعته بغضب :وانت مالك؟ 

:انتي مسؤلة مني 

قالت بسخرية :وده لية ان شاء الله 

:عشان هنتجوز قالها بثقة وثبات جعلتها 

استشاطت غضبا وهي تقول :انت مجنون.. انا اتجوزك.. انت 

واردفت بحدة :انت لو اخر راجل في الدنيا انا مش ممكن اتجوزك انا بكرهك.. انت كنت السبب في موت ابويا... 

شمخت براسها بكبرياؤ وهي تقول : انت دلوقتي بالذوق كدة تسيبني امشي احسنلك 

اقترب منها فقالت بغضب :اياك تقرب مني.. انت فاهم... تجاهل كلماتها وتابع 

التقدم نحوها فحاولت الفرار من امامه ولكنه اعترض طريقها بذراعيه مسندا اياها الي الجدار فانكمشت علي نفسها محاولة حمايه نفسها منه وقالت بعصبيه:اية اللي انت بتعمله... ابعد عني ..... توقفت الكلمات في حلقها حينما شعرت بأنفاسه قريبة منها حينما احني رأسه ليجتذب نظرها وقال بصوته الاجش:

مش هبعد ياصبا متحاوليش... انا مقدرش اعيش من غيرك 

تلاحقت انفاسها بقوة اثارته وجذبت عيناه الي حركة صدرها السريعه فرفع وجهه ليتأمل ملامحها الفاتنه عينها البريئة والمشتعله بنفس الوقت انفها الدقيق وفمها الوردي المثير.. انها تأسره بكل تفاصيلها التي يعشقها ولم يعد يسيطيع الابتعاد عنها

شعرت به يقترب اكثر فرجعت بدورها اكثر حتي التصقت بالجدار وضغطت عليه وهي ترفع عيناها المذعورتين نحوه فيما دنا منها وغمغم بخفوت : وافقي تتجوزيني ومش هتندمي 

حاولت دفعه وهي تصيح :مش هتجوزك... مش هتجوزك انت مبتفهمش.... مش عاوز تفهم ليه انا بكرهك اد اية 

ساد الصمت لحظات لم يتخلله سوي صوت انفاسه الغاضبة التي استمرت للحظات قبل أن يقول:بس انا بحبك وعايزك

:، وانا مش بحبك ومش عاوزاك

قال بغضب :هخليكي تحبيني انا متعودش اسيب حاجة انا عاوزها وانا عايزك ...ثم اكمل باصرار : عاوزك ياصبا.... بأي ثمن وبأي شكل بس انا مش عاوز اجرحك او ااذيكي...لكن لو فضلتي رافضه عرضي ده هضطر اخليكي تقبليه بارادتك في طرق كتير تخليكي توافقي بس بلاش تخلينا نوصل للنقطه دي 

رمقته بنظره مليئة بالاحتقار وهي تقول :انت بني ادم حقير.. عمري ماشفت احقر منك... انت اتسببت في موت ابويا وجاي بمنتهي البجاحة عاوز تتجوزني... 

هتقبل اتجوزك ازاي وانا بكرهك بكره اني اشوفك وبكره اي حاجة تخصك بكرهك وبحتقرك... مستحيل اتجوزك مستحيل اسمحلك تقرب مني بأي شكل من الأشكال نجوم السما اقربلك مني 

ارتسم تعبير بشع على وجهه واشتعلت عيناه القاتمة بالنيران مما جعلها ترتجف وتتراجع الي الوراء بضع خطوات واغلقت عيناها المرتعبه من مواجههته لحظات مرت كالدهر عليها وهي منتظرة رد فعله على كلماتها.. انتفضت حينما سمعت صفعه الباب القوية فتحت عينها ببطء فوجدته قد غادر

دخل الي مكتبه وهو ثائر فإن ظل امامها لحظة اخري لم يكن يضمن رده فعله علي كلامها وهو لايريدها ان تكرهه... فهي لم تري شئ من غضبه بعد... كل مارأته هو حبه واهتمامه 

أزاح كل شي فوق المكتب بغضب واخذ يضرب المكتب بقبضته... ليه بتعملي فيا كدة... صدح صوته الغاضب بارجاء الغرفة ليييييه 

:رعد في أية 

التفت الي جاسر الذي دلف الي الغرفة أثر أصوات التحطيم 

تخللت اصابعه خصلات شعره الفاحم وهو يحاول السيطرة على غضبه :مفيش ياجاسر.. انت اية اللي جابك 

:انت مش عاوزني اجي... نظر اليه بحدة وهو يقول :اخلص ياجاسر مش وقتك

:حاضر يارعد ممكن افهم بقي انت جبت صبا عندك لية 

قال بغضب :، قصدك اية 

:انت عارف قصدي كويس يارعد..يعني اية تجيبها عندك وانت قاعد لوحدك 

:انت اتجننت ياجاسر

:لا انت اللي اتجننت يارعد ومش شايف انت بتعمل اية 

زفر بنفاذ صبر وهو يقول :خلاص ياجاسر مش قادر.... مش قادر استحمل رفضها ليا اكتر من كدة انا عملت كل دة عشان اوصلها وبرضه رفضاني مصره تخلي كنان الحريري بينا... انت عارف انا كنت خايف عليها عشان كدة هددته يبطل شغل السلاح.. مكنتش فاكر ان هيحصله كدة 

تنهد صديقه قائلا:عارف انك ملكش ذنب... بس هو ابوها برضه 

:يعني اية

:يعني تسيبها تمشي... لو قررت تفهم اللي عملته وتنسي اللي حصل زي هنا يبقي هترجعلك ولو منستش تبقي هي اللي اختارت... وساعتها تنساها يارعد...شدد علي كلماته الاخيرة فقال رعد بعصبيه:مقدرش انساها ياجاسر... حاولت ومقدرتش 

عبس لرؤية صاحبه علي هذا الحال فقال:انت رعد المنشاوي بيترموا تحت رجليك الف واحدة 

قراءه ممتعه رونا فؤاد 

:بس هي اللي انا عاوزها.... انا بحبها وعايزها كل مرة بترفضني بتخليني اتمسك بيها اكتر... لازم اتجوزها 

:هتتجوز واحدة رفضاك قالها جاسر باستنكار

فقال رعد بغضب وهو يشعل سيكارته :هتوافق..هي بتحبني انا شفت ده في عنيها خلاص اللي كان واقف بينا انتهي.. .. مقدمهاش غير انها توافق 

قال جاسر بشئ من الغضب :وانت بقى هتقعد مستنيها تتكرم عليك بموافقتها.. فوق لنفسك يارعد مش حته بنت اللي هتذلك 

لكمه رعد بقوة وكأنه يفرغ به شحنه غضبه :انت نسيت نفسك ياجاسر

دلك جاسر فكه وهو يقول :ياريت انت اللي متنساش نفسك ياصاحبي.

تركه جاسر وانصرف في حين تابع رعد ضرب الحائط بقبضته.. لقد قال صديقه الحقيقة فهو لم يفعل شئ طوال السنوات الماضية الا عرض حبه عليها وقابلته هي كل مرة بالرفض وكلما بحث بداخله عن رعد القوي الذي يهابه الجميع امامها لم يجده فهي الوحيدة التي تسيطر عليه بمجرد وقوفه امامها ولكنه لن يبقي هكذا طويلا فقد عذبته وقد حان الوقت لانهاء هذا العذاب... 

انتفضت من مكانها حينما فتح الباب فجأه ووقف أمامها وعيناه شديدة الاحمرار وملابسه مبعثرة علي غير العادة وتفوح منه رائحة الخمر اندفعت قائلة بغضب :انت ازاي تدخل عليا كدة ..أنت اتجننت 

...اه اتجننت..من ساعة ماشفتك وانا اتجننت مبقتش عارف انا بعمل اية .. اقترب منها وقد قست ملامحه بشكل لم تعهده فيه من قبل مما زرع الرعب في أعماقها ودفعها للتراجع ببطء وهي تتلفت حولها بحثا عن مهرب بينما قال وهو ما يزال يقترب منها ببطء وقد ارتسم الألم علي ملامحه وهو يقول:انتي بتحبيني بس مش عاوزة تعترفي بكدة 

ردت بحدة"انا بكرهك 

: بس انا مش عارف أكرهك ..مش عارف اعمل حاجة غير اني أحبك وكل ماترفضيني بحبك اكتر ...انا عملت عشانك كل حاجة 

ركع علي أحد ركبتيه أمامها ثم أمسك يدها وشد عليها بقوة المتها وهو يقول بصوت متهدج في محاوله اخيره منه قبل ان يفعل ماانتواه :انا مش اول مرة اقولك بحبك انا بركع ادامك وبقولك بعشقك ..انا رعد المنشاوي القوي اللي قادر علي أي حد وأي حاجة راكع ادامك بيطلب حبك ..أنسي كل حاجة وابدأي معايا من جديد هعوضك عن كل اللي فات هعملك كل اللي انتي عاوزة ...بس أرضي عني ..ارضي عني ياصبا.. نفسي... نفسي مرة واحدة بس تقفي قدامي وتبصي ليا وماحسش انك مش عايزاني انا هعمل عشانك أي حاجة انتي بس قولي عاوزة اية... تعالت دقات قلبها فقد كان هذا اكثر مما تستطيع تحمله ...انه يتوسل ويركع امامها لقد تناثرت افكارها وتشتت نفسها ولكن صوره والدها لاتفارق خيالها ووعدها له بانه لن يحصل عليها مهما كان الثمن ..توقف عقلها عن العمل ولم تفكر في شئ فقط ركزت بصرها علي باب الغرفة القريب منها فيجب ان تهرب منه وبسرعه توجهت نحوه ولكنه قرأ أفكارها وبالرغم من ثمالته الشديدة كان اسرع منها ليمسك بها قبل ان تصل الي الباب قاومته بشراسة وهو يمسكها من خصرها فصاحت : اوعي سيبني ...مش عايزاك ...مش عاوزة اقعد هنا انا بكرهك 

برزت أوردته واحمرت عيناه وهو يدفعها للداخل بحدة وقد اجتاحت ملامحه نيران ارعبتها وهو يقول بصوت قذف الرعب بقلبها :انا مكنتش عاوز اوصل معاكي لهنا بس انتي اللي خلتيني اعمل كدة

اكمل بصوت ارعبها حينما فهمت المعني الخفي لكلماته :انا هديكي دلوقتي سبب تكرهيني بيه للابد 

واستدار ليغلق الباب بالمفتاح ويلقيه علي الارض باهمال ثم استدار ناحيتها وقد اجتاح وجهه تعابير بشعه وتاججت عيناه بالنيران فرفعت اليه عيناها المرتعبه وقد انهارت جميع حصونها وانهمرت الدموع من عيونها وهي تقول بصوت مرتعش :قصدك اية

اقترب منها وهو يقول :قلتلك قبل كدة هتبقي ملكي بالذوق بالعافية هتبقي ليا 

انا صبري عليكي خلاص نفذ...امسك بذراعيها وهو يقول:انا استنيت اللحظة دي بقالي كتير ومش هقدر اصبر اكتر من كدة انتي ليا ياصبا ...ليا انا ضغط علي كلماته الاخيرة بشدة وهو يدفعها علي الفراش ..اطلقت شهقة رعب حينما وجدت نفسها تحت رحمته فحاولت الفرار بيأس وهي تقول : انت سكران ...ابعد عني ...لم يبالي بكلماتها وأخذ يزيد من احتضانها فيما تلوت بين ذراعيه بجنون محاولة الإفلات منه وقالت متوسله :سيبني انت مابتحسش حرام عليك ...ابعد بقي كفاية 

دفعته عنها بقوة ولكنه عاد لينقض عليها من جديد بتصميم اكبر فتملكها هلع غمر كيانها فهو لن يتراجع فراحت تلكمه بقبضتها فاعتقلهما رعد بشراسة وبفم جائع متلهف راح يلتهم شفتيها بقوة وعنف لدرجة شعرت بتمزقها بين شفتيه ...بالرغم من محاولاتها المستميته لابعاده عنها عجزت عن مقاومته فقد سيطر عليها كليا وقد اعماه الغضب :ابعد...ابتلع صراخها بين شفتيه يقبلها بقوة وهو يتمتم بحرارة :انتي ملكي تذوق دموعها المنهمرة بين قبلاته ولكنه لم يتوقف فقد تغلبت عاطفته المتاججه علي بقايا تعقله لقد أنتظر سنوات من أجل تلك اللحظة اخيرا ستفتح له أبواب الجنه فهي الليلة ستغدو له للأبد ...ابتلع دموعها المنهمرة بين شفتيه التي اتلهمت وجهها وكأنه يبعد ذلك الصوت الذي يخبره بأن يتوقف ..لن يتركها الآن بعد أن أصبحت بين يديه ..مرت لحظات لم تتوقف فيها عن المقاومة وهو لم يتوقف عن إصراره حتي بدأت تضعف مقاومتها ولكنها لم تستسلم وازدادت دموعها انهمار وهي تقول بهمس : رعد ...متخليش أكرهك 

تجاهل صوتها الضعيف الذي يهمس باسمه وقد أمن للحظة انه فقد السيطرة علي نفسه ولا مجال للعودة عما أقبل عليه فهسمت بصوت ضعيف :رعد لو بتحبني سيبني.. لو عملت كدة مش هقدر ابص في وشك تاني.. هكرهك 

لماذا يتوقف الان فهذه اللحظة التي تمناها منذ أن وقعت عيناه عليها... انها بين يديه الان وسيقضي ليله في الجنه مع انه يعرف بأن ثمنها سيكون باهظ فهي ستكرهه للأبد وسيقضي علي اي فرصه له معها 

..بصورة مفاجئة انتزع نفسه انتزاعا من فوقها وهو يلهث بعنف لا لا يمكن أن يفعل هذا بها ..لن تسامحه ابدا. ولكنه أيضا لا يستطيع أن يتركها يجب أن تكون له ولو رغما عنها فقد أصبح الأمر خارج عن سيطرته انها إرادة قلبه قلبه الذي لم يذق الحب حتي ألتقي بها كان قدره ان يقع في غرامها من دون جميع الحسناوات الآتي كان بإمكانه اختيار اجملهن الا انها وحدها من امتلكت قلبه انها حبيبته بالرغم من معارضتها ان الحب جنون منذ القدم وهو قد جن بحبها ..ابتعد عنها وحاول السيطرة علي نفسه وقتلته نظراتها المرتعبه وكأنها تري وحش أمامها ولكنها لاتدري ان بامكانها ان تخضع هذا الوحش لارادتها وقتما تشاء فقط اذا سايرته ولبت له رغباته طواعيه فهو لن يتردد في تقديم اي شى تتمناه فقد تاقت نفسه اليها ويريد ان ينالها بشده ولكن ليس بهذه الطريقة هدأت وتيره انفاسه وقام بصعوبه يحاول ضبط خطواته بينما رفعت إليه عيناها المرتعبه لاتصدق انه ابتعد عنها 

ظلت متجمدة مكانها تتابعه بعيناها وهو يسير بخطوات مترنحه ينحني لتلتقط المفتاح ويخرج من الغرفة ...ظلت مكانها ناظرة للسقف والدموع جفت علي وجنتها لاتصدق ما حدث وقبل أن تستعيد أنفاسها سمعت خطواته تقترب من الغرفة مجددا انكمشت علي نفسها واغمضت عيناها برعب لا ..لن تحتمل ان تعيش تلك اللحظات المرعبه مجددا ..تعالت ضربات قلبها حينما دلف للغرفة مجددا ووقف قبالتها بطوله الفارع شهقت برعب حينما اقترب منها فقال بهمس ؛ اهدي مش هعملك حاجة 

مد يده اليها بتلك الاوراق وقال بلهجه لا تقبل المناقشة :امضي هنا 

نظرت إلي عيناه تحاول تبينها ولكنها لم تري إلا نظرات فارغة لم تفهمها بعيونه التي اختفي لونها وحل محلها الاحمرار الشديد 

فتحت فمها للتحدث ولكنه قال بصوت مرعب:بلاش تجبريني علي حاجة انا مش عاوزها.. فرصك معايا خلصت 

سيتزوجها رغم إرادتها ولن تحظي بحقها في القبول او الرفض فقد وصل معها لطريق مسدود هكذا فكرت بسرعه وهي تنظر لتلك الأوراق المتمثله بعقد زواج لاتدرك من اين اتي به وتهديده يتكرر برأسها راحت تفكر في حل ولكن أين المفر فهو بدأ علي حافة الانهيار ومازالت غير مصدقه انه تراجع قبل أن يدمرهاوأن رفضته الآن فأكيد لن تلوم لا نفسها ولكن وعدها لوالدها هل ستنساه :رعد ..خرج صوتها ضعيف محاولة أخيرة منها لتعقله ولما لا ولكنه لم يمهلها الفرصه حينما حيث امسك يدها بعنف واجبرها علي وضع امضاءها

ألقي الأوراق في أحد الإدراج واستدار ناحيتها حيث ظلت مكانها تنظر له بترقب....تنهد ببطء وكأنه كان يلهث لسنوات وقد حان وقت الراحة 

أغمضت عيناها حينما شعرت به يقترب نحوها وكأنها تحمي نفسها من مواجهته وهي لم تعد قادرة علي تلك المواجهة ...شعرت بحرارة طفيفة تقترب من وجهها فشددت من إغلاق عيونها فيما امتدت يده نحو وجهها تربت عليه برقه ...لمسه يده كانت مهدئة علي نحو يبعث الطمأنينة ولكن بالنسبة لها كانت مفزعه تبعث الذعر ..سمعته يتنهد بثقل وهو يقول بصوت هادي :انا باوعدك اني هحافظ عليكي وهفضل احميكي لآخرنفس في عمري سواء رضيتي او رفضتي طول مانا عايش علي وش الدنيا مش هسمح لمخلوق يقرب منك او ياذيكي ولا حتي انا... سامحيني انا عملت كدة عشان تفضلي جنبي 

ظلت مكانها ولم تعد قادرة علي التحرك فقد استنفذت مواجهتها معه كل قوتها ولم يعد لديها القدرة علي فعل شئ او التفكير بشئ وقد بدا لها انه وصل لتلك الحالة حيث ظل جالس بجوارها لايفعل شئ سوي انه يحاول ضبط انفاسه وكأنه كان يجري لوقت طويل وقد كان حقا منهكا جسمانيا وعقليا.. اراح راسه للخلف ومد يده نحوها فانتفض جسدها بعنف وابتعدت عنه لاشعرويا وهي تهتف :ابعد عني... انت وعدتني مش هتاذيني 

تجاهل ثورتها العنيفه واقترب منها غير عابئ بلكماتها علي صدره وراح يهدئها ويطمئنها قائلا :وانا عند وعدي.. اهدي.. اهدي ياصبا... متخافيش انا بس كل اللي بطلبه منك تفضلي جنبي... ياتري اللي بطلبه كتير 

ظلت صامته فأمسك بيدها وهو يقول:خليكي جنبي ياصبا متبعديش عني ...انا اسف علي اللي عملته ...انا اتجننت لما فكرت انك ممكن متكونيش ليا ...مفكرتش في حاجة غير انك لازم تبقي ملكي

خرج صوتها الغاضب:بالغصب

غص حلقه وأردف :قلتلك مكنتش عارف بعمل اية ..

.صمت لحظة ثم قال ويده تلامس خدها برفق اجفلها: انتي دلوقتي بقيتي مراتي ومفيش حاجة هتبعدك عني 

ارتجفت لسماعها كلماته فابتعدت عنه بتلقائية وهو فطن لذلك فأردف سريعا :متخافيش مني 

تابعت ابتعادها وهي تقول بريبة:ابعد 

ضايقة خوفها منه فقال وهو يحاول تهدءتها: انا مش عاوز حاجة غير انك تبقي جنبي

رفعت إليه عينها فأوما لها :ايوة ...مش هغصبك علي حاجة انتي مش عاوزاها 

قالت :يعني مش هتقربلي

:مش هقربلك إلا برضاكي

قالها وهو غير راضي ولكن ليس أمامه سوي أن يرضخ لها وحدث نفسه بأنه إذا أرادها يجب أن يحصل علي قلبها وثقتها ولذلك فليصبر قليلا ...مادامت معه فلايهم

اقترب منها قليلا لتبتعد بسرعه فقال:خايفة لية ...ظلت صامته فاكمل:انا وعدتك ..رفع ذقنها إليه وقال :اوعديني انتي كمان ...اوعديني انك هتديني فرصه ..وأنك مش هتبعدي عني 

نظر لعيناهاوقال بحب :انا مجنون ..بيكي...وجودك جنبي هو علاجي. ..تنهد وعيناه تحتضن وجهها الجميل وقال برجاء :اوعديني ياصبا متبعديش عني ...مش عاوز منك حاجة غير تفضلي جنبي 

اغمضت عيناها فاراح رأسها علي صدره القوي واغمض عيناه واضطرت هي ان ترضخ ولكن مؤقتا فقط حتي تستعيد توازنها وقوتها. ..فقالت بهمس:أوعدك ...تنهد بارتياح وهو يسمع وعدها فقال وهو يمرر يده علي كتفها بهدوء:في الوقت المناسب هحكيلك علي كل حاجة عشان تعرفي أن اللي حصل لباباكي مليش ذنب فيه 

أخفت مشاعرها وقررت المضي قدما في إقناعه انها استسلمت أخير فأومات له فزاد من احتضانها واغمض عيناه ...

لاتعرف كم مضي علي بقائها متجمده مكانها تستمع لاصوات تنفسه التي اصبحت منتظمه بعد ان غرق في نوم عميق وهو يضع رأسها علي صدره ... رفعت رأسها بهدوء من فوق صدره ولكن ذراعيه القويتين احاطتها مجددا... تنفست بصعوبه بسبب رأسه فوق صدرها ويداه المحيطه بها...هل استسلمت له ونسيت وعدها لوالدها .. كانت تلك الكلمه بمثابة الشرارة التي اعادت عقلها للعمل بعد ان ظنت ان كل شئ توقف بعدما حدث وانها فقدت الاحساس بكل شئ ...التفتت له تتأمل ملامحه ودق قلبها وهي تتذكر وعدها له بأن تعطيه فرصة ...وأيضا وعدها لوالدها بالا يحصل عليها

شعرت بأنه يستحق فرصه فعلا علي الأقل تسمعه ولكن هل ستخون ذكري والدها وتستسلم له... لا.... يجب ان تهرب 

ارتعدت حينما جالت برأسها تلك الفكرة ولكنها تمالكت نفسها بسرعه قائلة :ايوة لازم اهرب... لا انا مش بهرب انا بحمي نفسي منه... عاد الي مخيلتها مافعله معها منذ قليل مما جعلها تشحن قوتها من جديد لقد حارب والدها وانتصر وحصل علي كل شئ ولكن معها الأمر مختلف فهي لن تتركه ينتصر ... دقيقة واحده كانت كمهلة لها لتجمع شجاعتها... بصعوبه خلصت نفسها من بين ذراعيه وقامت ببطء علي اطراف اصابعها وانحنت تبحث عن مفتاح الغرفة من خلال الضوء المتسرب عبر النافذة الضخمه... وجدته والقت نظرة اخيرة عليه وقد بدا غارق في النوم بسبب ثمالته... تعالت دقات قلبها في تلك الثواني التي تلت فتحها للباب وركضها للخارج

بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !