مهووس بك يا صغيرة جزء ٢(الفصل السابع )

6


الفصل السابق
 خرجت ماهيتاب ليلقي أدهم القلم من يده بحنق ..... 

تتحدث مع صديقتها بينما هو لا...!! 

تخبر تفاصيل حياتهم لصديقتها وهو يكون آخر من يعلم...!! 

أخطأت خطأ جسيم ولا سماح لها به ولا حتي عذر او مبرر....!! 

كانت ليله عصيبه مرت عليه ولكنه لم يستسلم واستيقظ واقف علي قدمه ليتابع عمله.... سيثأر لكرامته... هذا ماظل يردده لنفسه بينما من داخله وباعماقه لا يعرف كيف.... او ممن سيثأر... هل منها... ؟! 

حبيبته التي يعشقها حد الجنون....! ؟

يجرحها.... يكسرها.... يثأر منها لجرح كرامته... كيف.... ؟! 

وكيف بالأساس فعلت شئ كهذا.... شئ.. ؟! لا بل اشياء.... انه لايعرفها.... لم يعد يعرف تلك التي كذبت واخفت وبيتت النيه...؟! لايعرف تلك التي كانت بين ذراعيه ولايدرك انها لاتطيق ان تحمل منه..... لايعرف من تلك المرأه التي تحولت اليها يوما بعد يوم......!! 

هل اللوم عليه أيضا تلك المره..؟! قام من مقعده واتجه للخارج... لن يبقي وسط دوامه تفكيره تلك ابدا.... !

أدهم 

التفت الي اسامه الذي سأله ; انت رايح فين.. ؟

: رايح معرض المعادي ..

: ليه في حاجة... ؟

: لا هشوف الشغل ماشي ازاي.. ؟

اومأ اسامه له لينصرف أدهم  ويشغل نفسه بأي شئ فهو سيجن ان بقي بمفرده لحظة وسط تفكيره 

............ 

.... 

عقد سليم حاجبيه فوق عيناه الجميله وهو يتطلع الي الدموع المتجمعه بعيون والدته وهو يسالها ببراءه ; مامي انتي بتعيطي

هزت غزل راسها وحاولت أبعاد الدموع عن عيونها وهي تقول : لا ياحبيبي مش بعيط 

التفتت الي سيلا التي ركضت الي الغرفه وخلفها مها 

: مامي بصي تيتا عملت شعري ازاي

ابتسمت غزل من بين قسمات وجهها الجميل وهي تمرر يدها علي خصلات شعر ابنتها الناعمه قائلة : حلو اوي ياسيلوش

قالت مها وهي تحاول ان تظل متمسكه بجمود ملامحها : سليم... انت مش عندك تمرين النهارده 

قالت سليم وهو يتابع لعبه بسيارته ; مامي قالت مش هنروح 

نظرت مها الي غزل باستفهام : ليه..؟ 

قالت غزل بصوت واهن : تعبانه ياطنط ومش هقدر اخرج

سحبت مها نفس مطولا وقالت بتأنيب : ابنك مالوش علاقه باللي بيحصل بينك وبين ادهم 

قامت غزل من مكانها وقالت بصوت خفيض لمها ;عارفه ياطنط....... متقلقيش مش هقصر في حق ولادي انا بس محتاجة ارتاح النهارده 

نظرت لها مها بعدم رضي فما وصلت له هو من صنع يدها 

التفت تنادي ام حسن........ أسرعت المرأه اليها : افندم يامها هانم 

: تعالي جهزي الولاد 

نظرت الي غزل بحزم : انا هاخد سليم التمرين 

.... وانتي اقعدي مع نفسك وشوفي ايه اللي وصلكم للحاله دي... وياريت تلاقي حل..! 


.............

انحني عمر يضع اشياءه في حقيبته الجلديه بينما يتحدث في الهاتف : جهز انت كل حاجة وانا مسافه الطريق هكون في المستشفي 

تمام..... 

أغلق الهاتف واتجه الي طاوله الزينه ليسحب ساعته الجلديه الانيقه ويضعها بمعصمه 

كانت اوركيد جالسه علي الاريكة الزرقاء الموضوع بأحد أركان الغرفه تتطلع اليه بينما يتحرك هنا وهناك ثم تتطلع الي تاريخ اليوم.....! 

رفعت راسها اليه حينما وجهه الحديث اليها : انا خارج عاوزة حاجة 

هزت راسها دون قول شئ ليأخذ عمر حقيبته وينصرف.. خرجت لتجد لينا جالسه تلعب بينما والدتها تشاهد مسلسلها المفضل 

: ايه ياروكا  مالك..؟ 

هزت اوركيد كتفها ; ابدا ياماما 

نظرت اليها والدتها بتركيز ; لا في حاجة..... انتي متخانقه مع عمر 

هزت راسها : لا خالص... ليه بتقولي كدة 

قالت امها : باين انك زعلانه

قالت وهي تجلس بجوار ابنتها : لا خالص انا بس عندي صداع 

اومات امها لتنظر اوركيد الي تلك اللعبه التي تلعبها ابنتها علي لوحها الرقمي.... مرت ساعات المساء وحالتها كما هي صامته.. شارده.... تبدو انها حزينه او مشغوله بأمر ما ولكن الواقع انها فقط صامته.... صامته في كل شئ حتي التفكير... فقط تنتظر وتتأمل....!! 

وعلي الجانب الاخر كان عقل غزل يعج بالأفكار والمواقف والذكريات...... كل شئ مر عليها برفقته.....!! كل شئ حتي تلك الليله ...!! 

ضغطت باصابعها علي غطاء الفراش وهي تتذكر كلمات أدهم لتتصاعد الدماء الي راسها... لقد غدرت بها صديقتها واخبرته بسرها الذي أأتمنتها عليه.... ربما استمع بالصدفه لحديثها الذي عادته الالاف المرات لتتذكر بوضوح اخر ما نطقت به ماهيتاب...(طبعا لازم تفكري الف مرة ياغزل قبل ماتنزلي الحمل ده..... اكيد أدهم لو عرف مش هيسكت )... هزت غزل راسها التي تكاد تنفجر.... لقد قصدت ماهيتاب ان يسمع أدهم تلك الكلمات مؤكد لم تنطقها بلا هدف بالرغم من انها اخبرتهت انها لن تفعل ش كهذا ....ولكن لماذا تفعل شئ كهذا...؟! 

لماذا تقصد ام يسمع أدهم...... ؟؟ وان لم تكن تقصد.... اذن كيف عرف بشأن أخذها لتلك الحبوب...! ضربت وجهها بيدها بغل ليست صدفه انها قصدت ان يسمع أدهم وهي أخبرته بسرها بشأن تلك الحبوب لتغمش غزل عيناها بغضب وهي تتذكر كيف عرفت ماهيتاب بهذا الأمر ... Flash back 

كانت سيلا نائمه علي ذراعها احدي المرات بينما كانوا في النادي سويا لتقول غزل 

: ماهي طلعي مفتاح العربيه من شنطتي 

قالت ماهي وهي تاخذ الحقيبه من ذراع غزل : اوك

نظرت في ارجاء الحقيبه : فين يازوزو مش لاقياه

قالت غزل وهي تعدل من وضع نومه ابنتها علي كتفها : هتلاقيه ياماهي.... بصي كويس

مدت ماهيتاب يدها للحقيبه مرة اخري لتقع عيناها علي تلك العلبه التي اخفتها غزل بين محتويات حقيبتها لترفع عيناها تجاه غزل تسألها : ايه ده... انتي بتاخدي حبوب منع الحمل..؟ 

تغيرت ملامح وجهه غزل بتوتر   : انا.. لا  قصدي.. اه .. 

وضعت ابنتها في المقعد المخصص لها بالخلف وبدأت تقود لتعاود ماهيتاب السؤال بفضول : أدهم عارف..؟ 

هزت غزل راسها ; لا طبعا... استحاله يوافق اصلا 

قالت ماهيتاب بفضول : وليه استحاله.... انتوا اصلا عندكم ولد وبنت عادي كفايه ولاد 

اومات غزل بشرود تفكر برد فعل أدهم ان فاتحته برغبتها بعدم الحمل مجددا 

: اه... بس يعني أدهم بيحب الولاد ومعتقدش هيوافق.....هزت كتفها وتابعت : يعني بدل ما ندخل في جدال ومشاكل قولت مؤقتا اخد الحبوب 

نظرت لها ماهيتاب قائلة : والله جوزك ده ساعات كتير مش بفهمه..... اللي يشوف تصرفاته معاكي يقول بيعشقكك واللي يسمع كلامك عنه يقول بيكرهك

عقدت غزل جبينها قائلة : مش للدرجه دي.... انا وادهم بنحب بعض جدا 

بس يعني تقدري تقولي اننا مختلفين في التفكير.. أدهم شخصيه قويه وقيادي جدا 

ضحكت ماهيتاب : انتي هتقوليلي... فظييع مسيطر جدا 

نظرت لغزل بطرف عيناها وتابعت : وانتي بقيتي مش عاوزة طبعا تبقي تحت سيطرته

قالت غزل : عاوزة اكون انا 

تنهجت ماهيتاب قائلة : والله عندك حق.... بصراحة انا الشغل فرق معايا جدا... حاسه ان ليا وجود.... 

: عندك حق.. ماهي اوعي تتكلمي في الموضوع ده قدام اروي 

: لا طبعا 

Back 

عادت غزل من تفكيرها وهي تشعر بالضغينه تجاه تلك الحقيره..... انها الوحيده التي تعلم بشأن الحبوب وهي من أخبرت أدهم...!! 


.......... 

... كان السائق يوقف السيارة وتنزل منها مها وسليم وسيلا حينما كانت غزل تتجه الي سيارتها.. سألتها مها بدهشه :انتي رايحه فين.؟ 

قالت غزل وهي تخرج بخطوات غاضبه : مشوار ياطنط 

.... 

....... ٠

ابتعد حارس أمن الجراج الواقع أسفل شركة أدهم لسيارة غزل ماان لمحها بداخلها 

لتتقدم غزل للداخل وبداخلها ثورة عارمه 

لم تلبث ان تفجرت بعيونها حينما خدمها القدر ووجدت ماهيتاب علي وشك المغادره بسيارتها .....هاهو اللقاء لتسألها لماذا فعلت هذا... ؟

كانت ستحترق ان بقيت بغضبها دون تفريغه 

توقفت ماهيتاب مكانها واعادت غلق باب سيارتها حينما توقفت سيارة غزل بجوارها لتقول بدهشة : غزل.... ؟! 

نزلت غزل وعيناها تتطلع الي ماهيتاب بنظرات غامضه بينما ضغطت علي أسنانها وهي تقول : اه غزل.... ايه مستغربه ليه اوي كدة....  مستغربه انك شوفتيني..... ولا مستغربه اني جايه شركه جوزي... ولا مستغربه اني فهمتك 

عقدت ماهيتاب حاجبيها بينما تسارعت دقات قلبها فهل عرفت بنيتها وبحديثها مع أدهم لتقول باستفهام مزيف : فهمتي ايه..؟ 

قالت غزل بانفعال ; فهمت نيتك انك توقعي بيني وبين أدهم 

اتسعت عيون ماهيتاب بصدمه مزيفه ; انا... انا هوقع بينك وبين أدهم..... انتي بتقولي ايه ياغزل....انا.. ؟

اومأت غزل بعصبيه : ايوة انتي.. انتي قصدتي توقعي بينا

قالت ماهيتاب ببراءه مزيفه : وانا هعمل كدة ليه..... 

لو قصدك علي موضوع الدكتور فده حصل غصب عني.... 

مأخدتش بالي انه واقف علي باب المكتب وسمع مكالمتنا

تغيرت ملامح وجهه غزل لهذا التبرير لتقول : اسمها سمع الكلام اللي انتي عاوزاه يسمعه... انتي قصدتي تسمعيه حاجة غلط 

اتسعت عيون ماهيتاب لتقول : غزل انتي بتقولي ايه.... انتي واعيه لنفسك 

وانا هعمل كدة ليه 

قالت غزل وهي تتطلع لها بعصبيه : شوفي انتي...

هزت ماهيتاب راسها ببرود لتستفزها اكثر بينما تحدك موقفها ان وصلت المشاجرة لادهم : لا انتي مش طبيعيه خالص النهارده 

هتفت غزل بحنق شديد : لا انا طبيعيه اوي....إنما انتي اللي واضح اوي انك حتي مش لاقيه كذبه تبرري بيها موقفك الغبي واللي فاكرة اني غبيه ومش هفهمه

تابعت ماهي ببرود : 

انا مش هرد عليكي ياغزل عشان واضح ان أعصابك تعبانه

اهتاجت أعصاب غزل لتصيح بها : وهو مين تعب اعصابي وعمل ليا مشكله مع جوزي مش انتي يا اللي عامله فيها صاحبتي وبتنصحيني.....

: انا فعلا صحبتك ياغزل

نظرت لها غزل باحتقار : صاحبتي..؟! 

صاحبتي ازاي وانتي كذبتي وفهمتيه اني قاصده انزل البيبي 

:لا طبعا معملتش كدة 

انفلتت أعصاب غزل ليتعالي صوتها : عملتي كدة... قولي الحقيقه..... انتي لازم تقولي لادهم الحقيقه 

...... 

عقد أدهم حاجبيه بقلق حينما استمع لتلك الكلمات من فم حارس الجراج : 

أدهم بيه حضرتك لازم تجي حالا

: في ايه يامحمود.. ؟

اخبره بشأن مشاجره ماهيتاب وغزل ليسرع قائلا : انا جاي حالا 

دار بسيارته ولم يكن قد ابتعد كثيرا ليصل بينما كانت أعصاب غزل قد انفلتت وتعالي صوتها حينما استفزتها ماهيتاب : انا مش هرد علي كلامك ياغزل عشان مقدره الحاله الغريبه اللي انتي فيها 

: حاله ايه...... شايفني مجنونه

: شايفه واحدة هتتجنن وليكي حق... اكيد أدهم هياخد أجراء صعب اوي بعد ماعرف اللي كنتي ناويه عليه 

عضت غزل علي أسنانها بغيظ واندفعت ناحيتها حتي كادت تضربها : انتي كذابه...انا مكنتش،ناويه اعمل كده..... كدااابه

وانا غلطانه اني وثقت فيكي 

اسرع أدهم ينزل من سيارته ويتجه إليهم لتتظاهر ماهيتاب بالبراءه 

وهي تقول : اهدي ياغزل... وانا هقوله اللي انتي عاوزاه لو ده هيريحك

ترنجت للخلف أثر هجوم غزل عليها ودفعها لها وهي تصيح : قولي الحقيقه 

: غززززل 

كان هذا صوت أدهم لتلتفت اليه قائلة وقد تجمعت الدموع بعيونها : أدهم 

قالت ماهيتاب ببراءه : كويس انك جيت ياادهم..... خليها تهدي 

تقمصت دور الصديقه جيدا لتهتاج أعصاب غزل اكتر وتصيح  بها بغضب : اخرررسي.. انا مش مجنونه عشان اهدي 

نظرت اليه ماهيتاب بتأثر زائف : أدهم بجد انا اسفه اني عملت مشكله بينكم وموضوع الدكتور ده زي ماغزل بتقولك.... فعلا رفضته...  

قالت غزل وهي تمسك ذراعه : سمعت ياادهم ..... اهي قالت اني رفضت.... صدقتني...؟! 

قالت ماهيتاب بطيبه مزيفه : انا هتحمل اللوم كله لو ده هيريحك ياغزل

قالت غزل بانفعال شديد من مغزي كلمات تلك الخبيثه: انتي قصدك ايه باللي هيريحني.... انتي ليه عاوزة تفهميه اني بكذب وانك البريئه اللي بتغطي عليا

اندفعت اليها بحنق : قولي الحقيقه... 

حاولت ماهيتاب ابعاد غزل عنها ولكن أدهم كان الأسرع وهو يمسك بذراعيها.. غزل

قالت ماهيتاب ببراءه : انا مش عارفه مالك ياغزل 

قال أدهم بحزم وهو يمسك بغزل :ماهيتاب  لو سمحتي اتفضلي 

قالت غزل بحقد : اوعي ياادهم..... دي كذابه قاصده توقع بينا صدقني

جذبها أدهم وهو يشير لماهيتاب بالانصراف  ليضعها بسيارته وسط صوتها وهي تقول : صدقني ياادهم.... انا رفضت والله رفضت.... كانت قاصده توقع بيني  وبينك

انا قولتلك الحقيقه

قالتلي وقولت لها مش هعمل كدة 

حاول التحكم في اعصابه بينما تردد تلك الكلمات والدموع تنهمر من عيونها..... يكره رؤيه دموعها ويكره ضعفه امام تلك الدموع.... ولكنها السبب بهذا الوجع لها وله قبلها...... !

ضرب المقود بيده بعنف لتنتفض من مكانها بينما صاح بغضب شديد يوقفها عن متابعه ترديد تلك الكلمات التي ظنت انها بها تبريء نفسها ; قالتلك علي الدكتور.... والحبوب كمان هي اللي قالتلك عليهم 

ارتجف قلبها وانعقد لسانها.. لا تستطيع قول شئ والدفاع عن نفسها... ولكنها ستخبره 

كانت فقط ضائعه وخشيت ان تتحدث معه وتدرك الان كم كانت مخطاه حينما سمحت لخوفها من رد فعله او من رفضه ان يقودها لطريق الكذب عليه ....!

قالت برجاء :أدهم اسمعني

قال ادهم بقسوة وهو يلتفت لها  : عندك مبررغير خايفه منك.... 

عندك شجاعه تقوليلي ليه وانا شهور بقولك عاوز طفل ولا مره فكرتي مرة تتكلمي معايا وتقوليلي لا نأجلها..... عندك سبب واحد وانتي كل مرة كنتي بتقولي حاضر ان شاء الله

كل مرة نيتك كانت تكذبي وتخبي عليا

هزت راسها والدموع تحرق وجنتها : لامش صح كنت هقولك

هتف أدهم مزمجرا : كذابه عمرك ماكنتي هتقولي ليا ياغزل 

انتحب وهي تهز راسها : عندك حق... مكنتش هقول.... خوفت علي حياتنا تتاثر لو عرفت 

سخر بمرارة وهو ينظر الي الطريق ويضغط علي المقود بيده بقوة يعتصره بقبضته : وحياتنا متاثرتش وانا بسمع من برا

قالت غزل بلوم علي ماهيتاب ; طلعت سري االي استامنتها عليها

قال أدهم بانفعال : ومين قالك تحكيلها

ازداد بكاؤها وهي تري انها المذنبه في كل شئ ; عندك حق انا غلطانه... غلطت في حاجات كتير.... كنت غبيه ومتلخبطة 

قال بخزلان من تكرار نفس المبرر لكل خطأ ترتكبه ; غزل انا مش عاوز اسمع كلام تاني كفايه بقي انا تعبت ومبقتش عارف اعمل ايه عشان ارضيكي 

قالت برجاء :اديني فرصه وانا هصلح كل الغلطات بتاعتي

هز راسه بحزم : لا خلاص مفيش حاجة هتتصلح 

: قصدك ايه.... ؟! 

: قصدي اني هنفذ الطلب اللي دايما كنتي بتطلبيه...... احنا هنتطلق ياغزل 

قفز قلبها بهلع من موضعه ; انت بتقول ايه ياادهم.... لا.. انت استحاله تعمل كدة... حرام عليك تعاقبتي علي غلطه مقصدتهاش وتبيع كل اللي بينا بالبساطه دي

: مش ده الطلب اللي دايما كنتي بتطلبيه بنفس البساطه 

قالت بندم شديد وهي تمسك بذراعه : كلام عمري ماقصدته.... انا بحبك ياادهم ومقدرش ابعد عنك

ابعد ذراعه عن يدها بجفاء  : مش بتحبيني.... 

هزت راسها بدموع : والله بحبك.... أدهم احنا عندنا سليم وسيلا ليه مش، هكون عاوز اخلف منك.... كنت بس مش عارفه انا بفكر ازاي... متشتته بيت الولاد والبيت.... قاطعها مزمجرا : كنتي عاوزة تشتغلي ياغزل.... حطي الكلام في مكانه الصح.... من شهور كنتي عاوزة تشتغلي وبس... وبعد الشغل حسيتي انك اتشتتي 

اومات بأقرار ; صح ياادهم.....ماانت حاسس بيا وفاهمني

قال بعتاب قاسي شديد اللهجه : كنت عاوزك تتكلمي بس وقتها  اتكلمتي بس في حقوقك ولويتي دراعي الشغل مقابل الطلاق وانا اتنازلت..... اتشتتي بين البيت والولاد وانا واول واحد ضحيتي بيه كان انا.... هل شفتي او اعترفتي انك غلطتي.... لا اتماديتي في الغلط 

واخدتي الحبوب من ورايا وبررتي لنفسك انك بتعملي كده عشان الديكتاتور هيقولك بلاش شغل 

ازدادت نبرته انفعالا وهو يكمل : وانا مغفل وفاكر اني انا مبقتش قادر اخلف.... مغفل ومصدق انك بتحبيني وعاوزاني

هز راسه رأسي وتابع : الموضوع مش عيال خالص ياغزل..... الموضوع غلطه صغيره وصلتنا لهنا.... الموضوع انك بتستسهلي وتقولي خايفه من رد فعلي

وانتي عارفه اني مقدرش ازعلك... واخده عيوبي كلها اسباب لغلطاتك 

اشاح بوجهه عنها وتابع وهو يوقف سيارته بباحه المنزل : انزلي ياغزل وكفايه اوي لغايه كدة 

نظرت له بدموع مقهورة... هل تلك هي نهايه الطريق... قلبه موجوع ويحترق ولايريد الا ان يجذبها الي حضنه ويوقف تيار دموعها فيكفي عقاب.... كلماته ظن انه سيجرحها كما جرحته ولكنه جرح قلبه لرؤيتها بتلك الحاله 

....... بابي 

فرك وجهه سريعا يمحي الانفعال من فوقه وهو ينزل الي ابنه الذي ركض تجاهه 

ويحمله قائلا : سليم حبيبي 

قال سليم وهو يحتضن ابيه : بابي كنت فين .. انا استنيت عشان تشوف انا رسمت ايه.. 

: كان عندي شغل 

اومأ قائلا : طيب تعالي معايا 

امسك الطفل بيد ايه وسحبه للداخل لتري غزل مها التي كانت تحمل سيلا وتقف لدي باب المنزل الزجاجي 

وتعرف انها من ارسلت سليم .... 

قالت مها لادهم بابتسامه :  حمد الله على السلامة ياحبيبي.... الولاد مبطلوش سؤال عنك 

اومأ لأمه ونظر الي سليم الذي جذبه من يده : تعالي يابابي 

وضعت مها سيلا علي الارض وانحنت علي ركبتها هامسه : يلا اطلعي يا لولو لبابي 

ركضت سيلا خلف أدهم وسليم 

لتدخل غزل المنزل بخطوات مهزومه 

قائلة بقهر لمها :هيطلقني 

انصدمت ملامح مها لحظة لتهز راسها : بتقولي ايه..؟ 

قالت بصوت مقهور كمدا : قالي هيطلقني 

قالت مها وهي تهز راسها ; لا طبعا.... مش هيعمل كدة 

قالت غزل ببكاء : انا غلطت واستاهل

زجرتها مها بتوبيخ فليس وقت بكاء الان : خلاص بقي حفظت كلمه غلطت دي ... شوفي هتصلحي غلطتك ازاي..... 

قالت غزل بوهن وقهر ; اعمل ايه وهي مش عاوز يسمعني 

هزت مها كتفها بضيق : ولا هيسمع..... اصلا مفيش، مبرر للي عملتيه 

: شفتي انه هيطلقني 

هتفت مها بعصبيه : قولت لا... هو بس بيهددك. 

نظرت اليها وتابعت : امسحي دموعك وبطلي عياط وفكري تعملي ايه 

هزت كتفها باستسلام : هعمل ايه

هتفت بها مها بغيظ من استسلامها ; اعملي زي ما اي ست بتعمل... كلميه... صالحيه اتدلعي عليه... هتفضلي تعيطي وتندبي وتقولي هيطلقني.... 

تركت غزل واقفه مكانها وهي تتبرطم بحنق.... هتجنني.. عيله صغيره مش فالحه غير في العياط..... ام حسن 

اااام حسن

أسرعت ام حسن ناحيتها : ايوة يامها هانم 

قالت مها بحزم :  جهزي العشا بتاع الولاد بسرعه 

عادت لتنظر لغزل : انتي هتفضلي واقفه مكانك... اطلعي خدي دوش وتعالى خدي اكل الولاد وروحي اقعدي معاهم 

......... 

..... نفذت كلام مها بالرغم من انها تعلم أن لا سبيل لأي قرب بينهما وهو بتلك الحاله... جلست تطعم أطفالها وتنظر اليه من حين لآخر بينما أدهم لم يسمح لعيناه بالنظر اليها... لايريد رؤيه انكسارها ولا حزنها حتي لايتراجع عن موقفه.. أعطاها الكثير من الفرص وأكثر من هذا لايستطيع 

..! 

وضع سليم بفراشه وقبل جبينه..... وفعل المثل لسيلا واتجه للخارج

تمزقت يدها وهي تقطع الممر ذهابا وايابا

لتقول حينما وجدته يتجه للدرج  : أدهم انت هتمشي

تابع طريقه دون قول شيء

أسرعت خلفه ولكنه لم يلتفت لها : أدهم

نظرت اليها مها بأحباط وتنهدت مطولا..... تعرف ان ابنها عنيد ولكن دوما كان هذا العناد يتبخر في بعد تلك الصغيره عنه والان هو من يختار البعد 

........... 

........ 

اغمضت اوركيد عيناها بألم وحزن شديد اجتاح ملامحها مع شعورها بهذا المغص الذي تعرفه جيدا لينتهي ترقبها واخيرا ولكن ليس بالنتيجه التي تنتظرها.... بتلك اللحظة دخل عمر الي الغرفه لتظل تضغط علي جفونها المغلقه علي عيونها كما قلبها الذي انغلق علي حزنها فهاهي خيبه امل اخري تحظي بها..... موجعه.. مؤلمه كأي خيبه امل نلتقي بها ولكنها تكون أكثر الما حينما نواجهها بمفردنا بينما نتوقع ان يشاركها معنا شريك الحياه.....! 

نظرت اليه بينما انتظمت أنفاسه بجوارها بعد ان غرق بالنوم لتفتح عيونها اخيرا وتتطلع اليه.... لقد نسي ولم يكن بجوارها اليوم.....! 

اليوم هو موعد يومها الصعب... اليوم اما ان تكون حاملا ويمر واما ان لا تكون كما الان 

وضعت يدها بألم علي بطنها التي تزايد الوجع بها لتنسحب من جواره بهدوء وتدخل الي الحمام..... وقفت أسفل المياه التي انهمرت فوق راسها واخيرا سمحت بدموعها بالانهمار كما حال دموعها ودمائها التي نظرت لها بحسره فهاهو الحمل لم يحدث لمره اخري ... ..!! 

............. 

.... 

نظر أدهم الي هاتفه بتردد قبل ان يتصل بأمه : ايه الاخبار..؟ 

قالت مها بصدق : اخباري ولا أخبارها 

: ماما...؟ 

قالت مها بدون تفكير : انا معاك انك تزعل بس هي اختيارك من الاول 

تهكم من نفسه : بتلوميني 

هزت مها راسها : بالعكس.... انا بقولك الحقيقه... انت بتحبها وهي كمان حتي لو غلطت....انت بتحبها بكل تصرفاتها... كمل جميلك وعديها 

ضحك بسخريه : راضيه عنها يامها هانم ولا صعبت عليكي 

زفرت مها قائلة : انتوا الاتنين صعبانين عليا.... بس منكرش انها اكتر... عامله زي بنتك سيلا اللي طول الوقت تدور علي اكتر حاجة تاذيها وتعملها ومش، بتتعلم من غلطها..... أدهم انا امك واكتر واحدة خايفه عليك....وبقولك سامحها المرة دي

دي النقطه الفاصله في حياتكم اقطعها انت 

عشان انت الراجل... انا غلطت في حق ابوك كتير بس لما طلبت يسامحني مترددش

ضحك مجددا بسخريه ممزوجه بالمراره : بعد كام سنه..؟ 

: يبقي متضيعش انت كمان السنين خصوصا لما هي تطلب تسامحها 

.......... 

..... 

في الصباح جلس عمر علي طرف الفراش بجوار اوركيد التي ولأول مرة تنام لكل هذا الوقت فهي دوما تستيقظ قبل الجميع وتعد الافطار لهم... ربت علي كتفها برفق : اوركيد 

تكومت علي نفسها اكثر بينما الألم يجتاح جسدها وهي تقول : سبيني عاوزة انام ياعمر

قال بقلق : انتي تعبانه 

هزت راسها : لا بس عاوزة انام

اومأ قائلا : طيب... نامي ياحبيتي 

خرج من الغرفه لتحتضن نفسها وتفتح عيونها المتورمه من كثره البكاء..... تصرف كأي زوج.. سؤال وجواب ولكنه لم يتصرف كحبيب يشعر بما بداخلها 

بعد ساعه لم تعد تحتمل الألم لتعتدل جالسه بوجع وتتصل بغزل التي 

انتفضت بقلق علي صوت اوركيد بينما قالت : غزل انا تعبانه اوي ومحتجالك

........... 

...... 

لم يجيب علي اتصالها لترسل له رساله 

أدهم حبيبي... صباح الخير.... اوركيد تعبانه ومحتاجة اروح معاها للدكتور... ممكن 

ارسل فقط كلمه ;  روحي


............ 

... اتجه شافعي الي اوركيد ما ان خرجت من المصعد : في حاجة ياهانم

هزت راسها : لا ياشافعي

قال بقلق لرؤيه شحوب وجهها بينما تجر قدمها بالأرض : تحبي اطلب الدكتور عمر 

: لا

لحظة وكانت غزل توقف سيارتها امام المنزل وتنزل منها سريعا وتتجه الي اوركيد تمسك بيدها وتدخلها الي السيارة وتنطلق بها 


ذهبت بها طبيبتها بعد ان رفضت اوركيد الذهاب الي طبيبها الذي  شعرت بحاجز نفسي من مجرد الذهاب اليه...كل مرة ولا تتم العمليه بنجاح....

. قالت الطبيبه بعد ان أتمت الكشف علي اوركيد ;هديكي كورس حقن يوقف النزيف بس محتاجة راحه تامه وابعدي عن التوتر

اومات غزل لتسألها : هتبقي كويسه.؟ 

: ان شاء الله اهتمي بالأكل والراحه وان شاء الله خلال أيام النزيف يقف 

قالت اوركيد بوهن : دكتورة

نظرت لها الطبيبه لتسألها : 

ينفع بعد اد ايه اعمل العمليه تاني

قالت الطبيبه بهدوء : بعد ست شهور 

نظرت لها اوركيد لتقول الطبيبه بسماحه : مش قبل ست شهور.... وانا 

عاوزاكي طول الست شهور دول متفكريش في عمليات ولا حمل ولا اي حاجه وبعدها هقولك تعملي ايه

.......... 

قالت غزل بحنان وهي تساعد اوركيد لتركب السيارة : سلامتك 

نظرت اوركيد لغزل لتري الدموع التي تجمعت في مقلتيها بينما تقول : مش عازة اروح يا غزل

نظرت غزل الي اوركيد التي تابعت بانكسار ; توقعت يحس بيا ويسألني مالك..... ؟

ضمتها غزل اليها لتنفلت دموع اوركيد بحزن شديد بينما تتابع بصوت مختنق بالدموع : انا زعلانه اوي ياغزل.... زعلانه منه اوي 

ربتت غزل علي كتفها بحنان : معلش، ياحببتي هو اكيد ميقصدش.... بس انتي عارفه الرجاله مش بتركز في الحاجات دي... انتي عشان حساسه بس بسبب اللي حصل زعلانه منه

قالت اوركيد بدفاع عن نفسها : حقي ياغزل..... انا بحس بيه وبعرف من عينه اذا كان زعلان ولا فرحان.... بسأله دايما مالك.... هو محسش بالقلق اللي بياكلني بقالي يومين مستنيه اعرف هكون حامل ولا لا .... محسش بوجع قلبي امبارح وسابني لوحدي حتي الصبح اكتفي بسؤال 

قالت غزل بتأثر : سلامتك ياحبيتي من وجع القلب.... هو اكيد غصب عنه وانتي مقولتليش بلاش تلومي عليه 

و اهدي بس

بكت بكت كثيرا لتربت غزل علي كتفها : اهدي وان شاء الله ربنا هيكرمك.... 


....نظرت الي هاتفها الذي رن مرة اخري  لتقول غزل بعقلانيه : ردي عليه يااوركيد عشان ميضايقش.. زمانه قلقان عليكي

وبالفعل كان عمر يدور حول نفسه حينما عاد واللغه شافعي انها غادرت قبل ساعتان  وكذلك كانت والدتها قلقه لتقول لعمر الذي سألها : راحت فين..؟ 

: قالتلي مشوار ياابني ...وانا افتكرت انك عارف 

هز راسه بحنق : مقالتش ليا اي حاجة 

قالت والدتها بحيره وقلق : جايز حاجة مهمه

هتف عنى بانفعال ; ومتقوليش ليه..؟ 

تنهدت امها بقلق : ان شاء الله دلوقتي ترجع ونفهم 

...... دخلت اوركيد للمنزل ليقول عمر باندفاع : كنتي فين..ومش بتردي علي تليفونك وازاي اصلا تخرجي من غير اذني ؟ 

أجابت بأليه دون أن تنظر اليه : كنت بشتري شويه حاجات... كلمتك تليفونك كان مقفول وكنت قربت من البيت لما انت اتصلت.... في أسئلة تانيه 

تفاجأ بردها بتلك الطريقه ليتفاجيء اكثر حينما تجاهلته وقالت : بعد اذنك ياماما هدخل ارتاح

أسرعت والدتها بقلب لهيف خلفها ; اوركيد

قالت بحزم : ماما هنتكلم الصبح 

غالب عمر غضبه ليدخل خلفها ينفرد بها بعد ذهاب والدتها الي غرفتها

دار حول نفسه في انتظار خروجها من الحمام لتقع عيناه علي حقيبتها المفتوحه.... 

مد يده ليلتقط تلك العلب من الادويه وفورا ترتسم علامات الاسي علي وجهه بينما فهم السبب لحالتها...! 

. خرجت اوركيد بنفس اللحظة ليسالها بعتاب : مقولتليش ليه انك تعبانه 

هزت كتفها بخزلان : انت مسألتش. 

اتجهت للفراش ودخلت أسفل الاغطيه ليقول وهو يجلس بجوارها  ; حبيتي عارف انك زعلانة بس دي اراده ربنا 

اومات بغصه حلق : ونعم بالله

اولته ظهرها ليقول بمفاحاه من تجنبها له: هتنامي

قالت باقتضاب : محتاجة ارتاح 

تركها لراحتها وهي ظنت انه اكتفي بسؤال 

وهاهو طبع الرجال.... لايفهم ابجديه احتياجات المرأه.. فهي تقول مالا تريد... تقول لايوجد شئ ويوجد اشياء... . تقول ليست غاضبه وهي تتماوج غضبا.... تقول انها بخير وهي تحمل اطنان هموم

بينما الرجال لا تفهم الا مايقال لهم ..... وهي لم تقل وهو لم يشعر وتلك المعضل بين الرجال والنساء...! 

.....

...........

جلست غزل برفقه أطفالها الذين يلعبون تتأمل جمال سليم نسخه ابيه الصغيرة بكل شئ حتي بحبه للسيارات.... تلك السيارة التي بدأ بها حبهم لتتذكر اول لقاء لهم وترتسم ابتسامه تلقائيه علي وجهها..... أمير ساحر كما عهدته دوما.... امير قصتها الخياليه.... أمير أخبرها يوما ما بحبه بتلك الطريقه لتتذكر ذلك اليوم في منزل الساحل flash back..... بتحبيني..؟! 

رفعت عيناها نحوه وهل هو بحاجة لان يسأل 

لتقول وهي تنظر لعيناه بينما استندت بمرفقها الي صدره.. بموت فيك 

: ممكن تسيبيني او تبعدي عني؟ 

عقدت حاجبيها بدهشة من سؤاله فلماذا يتحدث عن بعد وهما بتلك السعادة والحب ولايوجد مايعكر صفو سعادتهما... 

: لية بتقول كدة؟ 

: جاوبيني بس ياغزل.... ممكن تسيبيني او تبعدي عني.... 

هزت راسها وعادت لتتوسد صدره العاري من جديد قائلة  : مقدرش ابعد عنك عشان انا بحبك وبموت فيك 

:حتي لما اكبر واعجز ياغزل هتفضلي تحبيني كدة  

هزت راسها لينظر اليها بتساؤل لحظة قبل ان تضحك علي قلقه قائلة : هحبك اكتر من دلوقتي.... 

التفتت له قائلة : انا بقي لما هكبر واعجز هتفضل تحبني  

اعتدل جالسا واسند ظهره الي الفراش ليجلسها في احضانه ويسند ظهرها الي صدره قائلا وهو يتظاهر بالتفكير : مش عارف 

التفتت اليه بانزعاج...: مش ،عارف اية؟ 

رفع حاجبه قائلا : مش عارف... هتعجزي اوي يعني؟ 

هزت راسها وقالت بمرح  : اه هبقي عجوزة ومكرمشة 

ضيق عيناه متظاهر بالحيرة وهو يقول : لو هتبقي عجوزة اوي.... ممكن وقتها بقي اتجوز واحدة تانية 

قطبت جبينها بغضب .:  تتجوز واحدة تانية؟ 

هز راسه قائلا : اه.... اتجوز واحدة حلوة وصغيرة وشقية... تكون رايحة تاخد عربية اخوها تطلع وهي واخده قلبي معاها 

أفلتت ضحكتها وانهالت انهار العسل من عيونها وهي تستمع لكلماته بينما داعب وجنتها الناعمه باصابعه وهو يقول : تعاند معايا وتجنني واتجوزها بالعافيه...

اسافر معاها شهرين عسل واحس انهم يومين بس... 

كانت عيناها مبهورة بكلماته بينما وضع يده بحنان علي بطنها المنتفخ وهو يكمل : تكون ام ولادي وحبيبتي اللي بموت فيها ومقدرش، اعيش من غيرها 

اغمضت عيناها بسعاده جارفة بينما انحني أدهم تجاه عنقها يطبع عليه قبله عميقة سرعان ماتحولت لقبلات شغوفه اججت من اثارته ورغبته فيها لترتفع شفتاه تجاه شفتيها يلتهمها بقبله عاصفة عصفت بما بقي من كيانها بعد وصفه لحبه لها بتلك الكلمات....!

خرجت من شرودها علي وصول رساله صوتيه لها لتمسك هاتفها وتنظر له وترتسم ابتسامه ساخره علي شفتيها بينما تري وصول رساله لها من ماهيتاب 

ضغطت علي التشغيل ليصدع صوت ماهيتاب في اذنها 

غزل عامله ايه دلوقتى...... ياريت تكوني هديتي... انا قولت استني شويه تخدي وبعدين افهمك و اقولك ان اللي في دماغك غلط..... مفيش اساس لتفكيرك اني ممكن أوقع بينك وبين أدهم..... اصلا اواي تفكري كدة..... 

انا افكر في جوزك ازاي مستحيل..... أدهم حتي لو مكانش جوز صاحبتي.... فهو راجل وقف جنبي بشهامه ومش ده ابدا حيكون رد الجميل اني أوقع بينك وبينه..... 

ده كفايه وقفته جنبي قدام طليقي لما كنا في اسكندريه....! 

انا مش عارفه اصلا انتي ازاي تتهميني بحاجة زي دي..... ده احنا صحاب من سنين

بدأت جرعه السم تتحرك بالبطيء في عروق غزل بينما أتقنت ماهيتاب بثها في حياتها ببراءه مزيفه....... واحد زي أدهم وقف جنبي ومنع طليقي يعمل ليا فضيحه ودفع خمسه مليون جنيه تفتكري هيكون ده رد جميلي له.....! 

صور زي دي لو وصلت لحد هيكون ده رد الجميل للي منعها.... جوزك شهم اوي وانا مش غداره عشان اعمل كدة...! 

........ كان قلبها علي وشك التوقف بينما تلك السكاكين اخترقته من كل جهه وهي تتطلع لتلك الصور.....اهتزت يدها بالهاتف بينما الصور تصل الواحده تلو الاخري 

والكلمات تتعالي في اذنها...... كلمات كثيرة....... وقفته معها... طليقها.. الاسكندريه 

.. خمسه مليون... فضيحه.... كاميرات... 

صور....!!! 

.............

....

انتفضت مها من مكانها حينما اقتحمت غزل غرفتها وهي تصيح بانفعال بينما بالفعل جن جنونها بعد رؤيه تلك الصور وبين كلام تلك الحقير والتي تخبرها بطريق غير مباشر انها علي علاقه بزوجها وتتلبس دور البراءه  : ابنك بيخوني.....! 

تجمدت ملامح مها من الصدمه بينما تابعت غزل.... . ابنك اللي علق ليا المشنقه عشان خوفت منه دفع خمسه مليون جنيه لطليق الهانم اللي عامله فيها صاحبتي عشان ميفضحهوش بالصور دي... ابنك أدهم بيه زهران اللي ياعيني كان بيأنب فيا انه بيسافر لوحده كان بيلاقي اللي تكون معاه...... بصي وشوفي كويس ابنك المحترم..! 

نظرت مها بصدمه للهاتف لتصيح غزل بجنون.... انا مش هكون على ذمته ولاهقعد في البيت ده دقيقه واحده.... هاخد ولادي 

وهرفع عليه قضيه طلاق بالصور دي 

......! 

عقد عمر حاجبه بدهشه : نعم..! 

قالت اوركيد بهدوء مصطنع تخفي به وجع قلبها ; اللي سمعته انا محتاجة اشتغل عشان اشغل وقتي

قال عمر برفق : انا عارف اللي حصل مأثر عليكي... قاطعته بسخريه : 

فارق معاك

قال وهو يقطب جبينه من حالتها منذ الامس و صدها له ; اوركيد بلاش مزايدات طبعا فارق معايا

تهكمت بمراره ; كنت اهتميت..؟ 

نظر لها بقليل من الانفعال من هجومها الغير مبرر عليه ; مالك يااوركيد في ايه... ؟

هزت كتفها بسخريه : مالي...؟! 

هو فارق معاك اصلا مالي عمرك سألتني مالك

احتدت نبرتها وهي تتابع :وانت مالك..؟ 

اتسعت عيون عمر بصدمه ليهتف بانفعال :

انتي اتجننتي .. ؟

التفتت له بحده : انا عقلت ولقيت نفسي ولا حاجة

مفرقتش معاك في حاجة.... لو كنت فارقه كنت اهتميت..... كنت سألت عليا... كنت وقفت جنبي 

قال بدفاع عن نفسه : انتي مقولتيش

هزت راسها وتجمعت الدموع بعيونها : مش لازم اقول .. انت مش بتقولي علي حاجه بس انا بهتم بكل حاجة تخصك 

عارفه بتحب ايه.... بتكره ايه.... بتضايق من ايه 

رفعت عيناها التي لمعت بالدموع وسألته بحده : انت بقي تعرف ايه عني 

قال عمر بانفعال مماثل : ايه الي جرالك النهارده يااوركيد... ايه اللي بتقوليه ده.... طبعا بحبك وبحس بيكي ومش معني ان غصب عني نسيت الفترة دي يبقي انا مش مهتم..... وبعدين قولتلك الف مرة مش عاوز ولاد ولا انتي عاوزة تتخانقي وخلاص 

اشاحت بوجهها عنه هاتفه بحنق : 

مش عاوزه حاجة..... انا عاوزة اشتغل وبس 

نظر عمر اليها لحظة ثم قال بعصبيه ; 

لا

نظرت له ليؤكد وهو يهز راسه : لا يا اوركيد..... مش بيتلوي دراعي ومش حاجة مقابل حاجة

قالت بعصبيه : انا مش بلوي دراعك انا بطلب حقي

قال عمر بحده ; حقوقك كلها انا موفرهالك من حياة كويسه وطلباتك انتي وبنتك أوامر وبتعامل معاكي بما يرضي الله

مقصرتش في اي حاجة

قالت اوركيد وهي تهز راسها : انا مقلتش قصرت ومش شرط اشتغل عشان فلوس

بقولك عاوزة اشغل نفسي

قال بحزم ; اشغليها ببنتك

هتفت بعصبيه : مش بنتي لوحدي...... بنتك انت كمان 

ولا عشان غلطه زمان بقا بنتي 

انصعق من حالتها ومما نطقت به ونبشت به الماضي الدفين ليقول بعصبيه ; اورررركيد.... 

انتي اتجننتي ولاايه 

امسك ذراعها وتابع بحده : اسمعي 

لو عاوزة تتخانقي انا مش عاوز

وكمان مش عاوز ولاد تاني طالما هتوصلي الحاله دي..... انا هعمل نفسي مسمعتش حاجة وهراعي حالتك بس متزوديهاش

........ 

... 


ضربت غزل الباب بغضب وهي تصيح : هتحبسيني...! افتحي الباب 

هتف مها بانفعال : اطلبي أدهم بسرعه 

امسكت ام حسن بالهاتف بتوتر وهي تقول : مش بيرد 

: كلمي أوري... كلميها تجي بسرعه 

قالت غزل بحنق من خلف الباب الذي اغلقته مها عليها سريعا توقفها عن تنفيذ تهديدها واخذ أطفالها والمغادرة... 

...! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد.... بكره ان شاء الله المناقشه علي الجروب الساعه 7 متنسوش واللينك علي صفحتي 

ايه رأيكم وتوقعاتكم 


اقتباس 

انا لو ندمانه على حاجة فأنا ندمانه بس علي عمري اللي ضاع مع واحد زيه...اناني.. ندل غدار حقير وميهمهوش حاجة غير نفسه وبس

هزت اروي رأسها وهمت بالحديث ليظهر أدهم من العدم ويشير لها بالصمت بينما اندفعت غزل بوعيد نابع من جرح كرامتها  : انا هوريه غزل اللي عاش يلعب بيها هتعمل فيه ايه 

قبل ان تفتح اروي فمها كان صوت أدهم الذي وقف دقيقه يستوعب كل مانطقت به لينغرس سهم مسموم بقلبه اتلم هي فقط صورته بعيونها... ندل... اناني.. يتلاعب بها والكثير من الألفاظ 

ليقول بوعيد مماثل : .... هتعملي ايه ياغزل... ؟

حاولت اروي التدخل : أدهم غزل مش قصدها حاجة من اللي قالتها.... هي بس بتتكلم وفاكرة انك.... قاطعها بسخط وتحذير ان تنطق بشئ اخر  : متدخليش يااروي ولا تفكري تدافعي عن واحد زيي.... 

امتلئت نظراته عتاب قاسي لغزل اخفاه سريعا وهو يسألها بأستخاف قصده : ها ياغزل هانم هتعملي ايه للواحد اللي زيي اللي عمرك ضاع معاه

نظرت لها اروي برجاء الا تندفع ولكنها لم تري شئ سوي كرامتها المغدورة لتقف امامه تنظر له باحتقار  :  هعرف الناس كلها اد ايه انت بني آدم خاين وحقير ومعندكش اخلاق

و هخليك تطلقني غضب عنك 

شهقت ماان امسك بذراعيها  ليزمجر بغضب شديد : لسه متخلقش اللي يغصب أدهم زهران علي حاجة 

تدخلت اروي ليبعدها ويسيطر على غضبه مكمل بصوت هاديء لايعكس النيران التي تلتهب بداخله :  وريني هتعملي ايه... ياغزل...!!

.....

..........قرءاه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رائع تسلم ايديكي 💚💚💚💚❤️❤️❤️💜💜💜💜

    ردحذف
  2. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك حبيبتي أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !