هتف مها بانفعال : اطلبي أدهم بسرعه
امسكت ام حسن بالهاتف بتوتر وهي تقول : مش بيرد
: كلمي أوري... كلميها تجي بسرعه
قالت غزل بحنق من خلف الباب الذي اغلقته مها عليها سريعا توقفها عن تنفيذ تهديدها واخذ أطفالها والمغادرة... مش هقعد في البيت ده لحظة واحدة.... افتحي الباب
...!
اتسعت عيون اروي التي جاءت بسرعه بعد مكالمه ام حسن بها..... ماما في ايه... مالها غزل..؟
اخبرتها مها بماحدث بكلمات متقطعه
: صور ايه ياماما
زفرت مها بحنق : انتي هتفتحي تحقيق... ما انا لو عارفه كنت قولتلك.....خلينا نشوف هنعمل ايه... لو اخدت الولاد ومشيت الدنيا هتولع بينهم اكتر بينما
...........
....
تورمت عيون غزل من كثره البكاء وهي تعيد مرارا وتكرارا النظر لتلك الصور..... تلك الحقيرة في منزلهم....!
هذا المنزل الذي ظنت انه مكانهم الخاص.... هذا المنزل الذي لم يكن يحمل لها إلا كل ذكري حلوة برفقته .....كورت قبضته بألم وهي تري من خلال دموعها تلك الصور.... ذلك الحقير دنسه بحقارته.... غدر بها وخان حبها.... ضمت قبضته وضربت بها موضع قلبها الذي يحترق...
كيف لم تلحظ شئ...!!! كيف لم تشعر وتلك الخيانه تدور حولها....
اااه منها تلك التي كانت تتصنع صداقتها...! وااااه منه ذلك الذي كان يتصنع حبها....! نظرت الي الصور مجددا وهي تزيل شلالات دموعها بظهر يدها وتحاول تكذيبهم..... تبحث عن شئ يخبرها ببراءته.... ان كل هذا كذب.... ولكن لاشئ كاذب....!
انه هو... هو في منزلهم بالساحل.... هو ووقفته بينما يضع يداه بجيوبه كما تعهده...! هو في جلسته علي اريكته المفضله....!
هو وهو يمد يداه اليها بذلك الكوب...... هو.... هو...! هزت راسها بقوة وانسابت دموعها المقهورة.....
لا شئ كاذب او ملفق في الصور الا هو وحبه الخادع لها..... تلك الحقيرة ترتدي ثوب الاستحمام الذي اشترته بيدها قبل بضعه أشهر ولم تنساه.... هي تلك التي كانت تنصحها ان تتخلص من حملها.....تلك التي تخبرها انها مستحيل ان تغدر بها وان زوجها كأخيها وهي تدري بأن ماارادت ان تفهمه من بين السطور واضح..... وقف بجوارها امام طليقها ... وجودهم بالإسكندرية سويا.... خمسه ملايين .....! كل شئ كذب وخداع..!
ازداد انهمار دموعها فكم هي مخدوعه تلاعب الجميع بها..... بكت بقهر ووجع وهي تتذكر توسلاتها له إلا يتركها ويذهب..... تتذكر كيفيه قيامه قيامتها بينما اخفت عنه شئ وهو يخونها...!!
............
....
ضمت ماهيتاب الهاتف اليها واتسعت ابتسامتها ..... غزل ليست بغبيه ابدا وبالتاكيد فهمت المغزى من رسالتها....!
اغنضت عيناها وهي تفكر ان سار كل شئ كما تريد فأن غزل ستثور لكرامتها وتزداد الفجوة بينها وبين ادهم... وكلما ازدادت تلك الفجوة كلما اتسع الطريق لعبور ماهيتاب..... نعم هي من تستحق ان يكون في طريقها رجل مثله... لتتذكر كم المرات التي كانت تتذمر غزل من غيرته وسيطرته وتحكماته لتتنهد وهي تتذكر ذلك الحقير شريف الذي لم يكن يحمل اي دماء تمت للرجوله بعروقه...... كان بارد بينما ادهم رجل من نار.... نار من الغيرة والحب والرجوله فكم تريد رجل مثله..... يشعرها بمقدار أنوثتها بجواره كما حال غزل التي تشعر بأنها أجمل النساء بينما لديها زوج لا تهدأ غيرته ولا نيران حبه....!!
اسمتعت مجددا الي رسالتها لتبتسم لنفسها فهي لم تفعل شئ بينما كل ما ارادته هو أن تشرح الموقف لغزل والتي ستقدم لها خدمه العمر بينما تهدم مابقي من حياتها مع أدهم الذي ستعتذر له عن تلك الرساله التي قصدت بها خير..!
..........
...........
كانت الساعه الواحده ظهرا حينما ودعت اوركيد والدتها التي ستذهب لمنزلها بضعه ايام كما اعتادت بكل شهر حيث تأتي خالتها للبقاء معها.....
بعدها وقفت اوركيد تضع تلك المكرونه الشهيه بطبقها ثم تضع فوقه القليل من ورق الريحان الطازج لتبتسم لنفسها برضي بينما سحبت المقعد الخشبي وجلست تستمع لصوت فيرزو وتتناول طعامها بهدوء واسترخاء
... الطعام الذي تحبه وتفصله والذي صنعته لها خصيصا دون أن تتقيد بما يحبه زوجها او ابنتها
انها اليوم ستعيش لنفسها هي فقط....!
بعد ان انتهت اتجهت الي غرفتها ووقفت امام المرأه تتطلع الي انعكاس صورتها ثم تمسك بخصلات شعرها الطويله لتأخذ قرارها وتتجه الي الحمام وبيدها المقص....!
.............
رفعت غزل عيناها الغائرة حينما استمعت لصوت المفتاح بالباب لتلتاع اروي لرؤيه حالتها بينما جثت علي الارض بتلك الطريقه
; غزل... قومي معايا.. تعالي اهدي
انحنت ناحيتها وامسكت ذراعها تساعدها علي الوقوف وتسرع تمسك بكوب ماء وتعطيها : خدي اشربي ياغزل
ابعدت غزل ذراعها عن اروي وهي تهز راسها وتتجه للباب قائلة ; مش عاوزة حاجة... انا هاخد ولادي وماشيه مش ممكن اعيش في بيت الغدار الخاين ده
قالت اروي وهي تمسك بكتفها : اهدي بس ياغزل انتي واعيه للي بتقوليه أدهم يخونك..... مستحيل..!
تهكمت غزل بمراره : كنت بقول زيك كدة لغايه ماشفت صوره مع واحدة تانيه
قالت اروي : اكيد ليها تفسير تاني ياغزل غير انه يخونك....
انهمرت دموع غزل وهي تقول : قولت لنفسي كدة..... قولت متركبه... غلط.... قولت
وحاولت.... بس هضحك علي نفسي ليه... اشارت للصور وهي تقول بقهر ; بصي وشوفي..... هو أدهم وهي معاه...... انا اللي اشتريت الروب ده....
هزت اروي رأسها بحيره شديده بينما تقول : بس يا غزل اكيد في سبب وتفسير للصور
هتفت غزل بانفعال شديد ; تفسير ايه لواحد وواحدة بالوضع ده....واحد دفع 5 مليون جنيه لطليقها....! هيدفعهم ليه الا اذا كان غلطان
قالت اروي وهي ترفض تصديق مايقال عن أخيها فهو ليس بهذا الرجل ابدا ;
اكيد في سبب أدهم هيقولك عليه..... وبعدين مين اصلا بعتلك الصور دي وجابها منين
هتفت غزل بغضب وغل : الخاينه اللي عامله صاحبتي...
عقدت اروي حاجبيها : وهي ماهيتاب هتبعت ليكي صور زي دي ليه وجابتها منين
: طليقها صورهم..... وهددهم بالصور وادهم بيه دفع الفلوس عشان يسكته.....
قالت اروي بعقلانيه ; طيب ياغزل وهي هتروح مع أدهم بيته ليه..؟
صاحت بجنون : قوليلي انتي.... الواطيه الحقيره بتقولي انتي صاحبتي وعامله نفسها ملاك بريء وهي بتقولي علي وقفته وشهامته معاها وفاكراني هبله هصدق....
قالت اروي بتفكير ; اكيد في حاجة في الموضوع ....وهي لو زي مابتقولي بتخونك هي وادهم هتبعت رساله تقولك فيها كدة اكيد في سبب ياغزل وادهم هيفهمك..... اهدي وبلاش تعملي حاجة تندمي عليها
غاب عقلها لتهتف بقهر : انا لو ندمانه على حاجة فأنا ندمانه بس علي عمري اللي ضاع مع واحد زيه...اناني.. ندل غدار حقير وميهمهوش حاجة غير نفسه وبس
هزت اروي رأسها وهمت بالحديث ليظهر أدهم من العدم ويشير لها بالصمت بينما اندفعت غزل بوعيد نابع من جرح كرامتها : انا هوريه غزل اللي عاش يلعب بيها هتعمل فيه ايه
قبل ان تفتح اروي فمها كان صوت أدهم الذي وقف دقيقه يستوعب كل مانطقت به لينغرس سهم مسموم بقلبه اتلك هي فقط صورته بعيونها...؟!
ندل... اناني.. يتلاعب بها والكثير من الألفاظ
ليقول بوعيد مماثل : .... هتعملي ايه ياغزل... ؟
حاولت اروي التدخل فيبدو انه استمع فقط لحديثها ولا يعرف انها مقهورة بسبب تلك الصور لتقول بتبرير : أدهم غزل مش قصدها حاجة من اللي قالتها.... هي بس بتتكلم وفاكرة انك.... قاطعها بسخط وتحذير ان تنطق بشئ اخر : متدخليش يااروي ولا تفكري تدافعي عن واحد زيي....
امتلئت نظراته عتاب قاسي لغزل.... وصلت لها الصور وأسرع بيحاول اصلاح خطأه باخفاءه الأمر عنها ليتفاجيء سريعا بأنها قد اصدرت حكمها مسبقا دوم الاستماع لأي تبرير منه..... اخفي سريعا عتابه وهو يسألها بأستخاف قصده : ها ياغزل هانم هتعملي ايه للواحد اللي زيي اللي عمرك ضاع معاه..؟
نظرت لها اروي برجاء الا تندفع ولكنها لم تري شئ سوي كرامتها المغدورة لتقف امامه تنظر له باحتقار : هعرف الناس كلها اد ايه انت بني آدم خاين وحقير ومعندكش اخلاق.... انت مش دفعت ملايين عشان تخبي حقيقتك الزباله..... انا بقي هعرف الناس كلها حقيقتك و هخليك تطلقني غضب عنك
شهقت ماان امسك بذراعيها ليزمجر بغضب شديد : لسه متخلقش اللي يغصب أدهم زهران علي حاجة
تدخلت اروي ليبعدها ويسيطر على غضبه مكمل بصوت هاديء لايعكس النيران التي تلتهب بداخله : وريني هتعملي ايه... ياغزل...!!
وقفت تناظرة بتحدي وشراسه : هوريك ياادهم.....
تجمعت الدموع بعيونها بينما تنظر اليه بحنق شديد... بعد كل هذا الحب يخونها.... ليش لديه اي تبرير والا كان نطق به بينما هو يري انها لم تسأل ليجيب....
نظرت له بحقد وغضب وهي تهتف به باحتقار بينما لم تفكر بتلك الكلمات التي تغادر فمها كعادتها وقت الغضب :انا حياتي بقت جحيم بسببك..... انا بكرهك.... بكرهك وبكره حياتي عشان انت فيها.... طلقني..!
نظر أدهم اليها بينما تأهب كل انش بها بشراسه بأنتظار رد فعله علي هجومها العنيف عليه بتلك الكلمات اللاذعه التي مازالت تتردد في اذنه كالاجراس المزعجه التي لا تتوقف ليسحب نفس عميق من اقصي أعماق عقله يحاول ان يهدأ به ولو خارجيا فهو متأكد ان نيرانه الداخليه لن تهدأ ابدا الا حينما ينفجر وهو حقا لايريد الانفجار...... نعم لن يفجر مكنونات قلبه امامها بعد كل ماقالته عنه وعن حياتها معه
خرجت نبرته بارده كقرصه الصقيع التي لدغت قلبها بينما قال : موافق....
شهقت اروي ووضعت يدها علي فمها بينما تجلت الصدمه واضحه علي وجهه غزل بالرغم من هذا كان هو طلبها الذي قاتلت من أجله الا ان موافقته ذبحتها ليكمل عليها بكلماته التي تجمدت كالتمثال وهي تستمع اليها وهي تنظر في عيناه بكل شراسه دون أن تبدي ذره قهر مما بداخلها.... فهي كالشاه المحكوم عليها بالذبح فلما تنتظر الرحمه من جلادها فلتقف بشجاعه حتي النهايه
; موافق تخرجي من جحيم حياتي اللي عيشتك فيه سنين..... تباطئت دقات قلب كليهما بينما انتظرت منه كلمه تقضي عليها وانتظر منها قتال من أجل حياتهم التي وعدها ان يكون لآخر نفس بأحضانها
: بس هتخرجي زي مادخلتي حياتي.... من غير اي حاجة
تهادت نظراتها المستخفه بينما ظنته يتحدث عن الثروة التي لاتريد منها قرش ليكمل بثبات : من غير ولاد....
اهتاجت مجددا لتصيح به بقوة وشراسه : ولادي محدش هيقدر ياخدهم مني
نظر لها بثبات وهدوء ظاهري ; اقدر وانتي عارفه كدة كويس..... الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم معايا يبقي بلاش تاخديهم حياتك الجديده.... عاوزة تسيبي البيت... تمشي... تطلقي... موافق بس من غير الولاد
واظن اني مش، محتاج افكرك انك كنتي ناويه تخلصي من حملك من كام يوم...!!
وبعدين الولاد دول نتيجه حياتك الجحيم فمفيش داعي تاخديهم و تفتكري تعاستك معايا.... مال ناحيتها وتابع بقسوة بينما قلبه ينزف : دول ولاد راجل بتكرههيه..!
حاولت اروي التدخل او التحدث ولكن لم يعد هناك مجال للحديث فقد انجرح كليهما من الاخر بما فيه الكفايه
لتقول : أدهم ارجوك اهدي غزل متقصدش حاجة....
هتف أدهم بعدم اكتراث ظاهري قاتل نفسه ان يكون عليه : تقصد ولا متقصدش
قالت غزل بحنق : اقصد كل كلمه نطقتها... وولادي هاخدهم... غصب عنك هاخدهم امسكت اوري بذراعيها وهي تقول ...تعالي معايا ياغزل تعالي كفايه بقي
سحبتها اروي بقوة للخارج بينما ركل أدهم الطاولة الزجاجه بعنف...... تكرهه.... جحيم .... تلك الجنه التي عاشها معها مجرد جحيم بالنسبه لها..... هذا الحب هو منتهي الكراهيه لها....!!
بالفعل لاتقصد شئ ولكن وجع قلبها جعلها تحاول ايلامه بقوة كما تألمت هي
......
....
اتجه عمر الي مدرسه ابنته ليأخذها بينما انتوي العوده باكرا عن موعده كبادره منه لتهدئه الوسط بينه وبين اوركيد التي يعرف ان مراضتها ليست بالشئ الصعب فهي ذات قلب طيب متسامحه وطبع هاديء عهده دوما بها..... سبقته لينا الي الداخل ليضع اشياءه علي الطاوله الرخاميه...
مامي
نظرت الي ابيها الذي دخل الغرفه خلفها قائلة :مامي في الشاور
اومأ عمر لها قائلا : اه يالولو... يلا روحي اوضتك غيري هدومك علي ما مامي تخلص
ركضت الطفله ليمد عمر اصابعه ويحل ربطه عنقه بارهاق ثم يتبعها بازرار قميصه....
خرجت اوركيد من الاستحمام لتستغرب عودته باكرا.... انت رجعت بدري..؟
ابتسم عمر قائلا وهو يتقرب منها : اه.. قولت نتغدى سوا
قالت اوركيد وهي تبتعد خطوة وتكمل ارتداء ملابسها : هجهزلك الغدا انت ولينا
قال بتساؤل : وانتي. ؟مش، هتاكلي معانا
هزت اوركيد راسها وهي تتجه الي المرأه : لا انا اكلت
قال بدهشة فهي تفعلها لأول مرة وتناول الطعام بدونه مهما تأخر : من غيري...؟
اومات ببرود : اه... كنت جعانه
هز راسه محاول تفهم حالتها النفسيه :ماشي حبيتي بالهنا والشفا
اومات وخلعت المنشفه عن خصلات شعرها
التي بالكاد وصلت الي كتفها لتنصعق ملامح عمر لحظة قبل ان يهدر بغضب : انتي قصيتي شعرك...؟!
حاولت اوركيد التمسك ببرودها بينما تجيب : انت شايف ايه
اتجه اليها عمر بحنق وعصبيه : انتي ازاي تعملي كدة من غير ماترجعيلي
رفعت حاجبيها باستهجان : ارجعلك عشان اقص شعري انا... ؟
اومأ بهيمنه : اه..... انتي عارفة اني بحب شعرك طويل
اومات ببرود ;وانا مش حباه طويل انا حره
استهجنت ملامحه حديثها له بتلك الطريقه لأول مرة ليردد برفض : حره..!
.........
دخلت مها باندفاع الي أدهم : ممكن افهم ايه موضوع الصور ده
قال أدهم بهدوء ظاهري ; ماما مش عاوز اتكلم مع حد دلوقتى
هتفت مها بسخط : لا هتتكلم ياادهم وتفهمني حالا ايه موضوع الصور دي ...... انت خونت مراتك
اشاح بوجهه واولاها ظهره لتمسك مهاامسكت بذراعه مزمجرة .. انطق ورد عليا
خونت مراتك
سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول : لا طبعا
فتحت مها فمها لتتحدث ولكن بنفس اللحظة استمعوا لصوت اروي تصيح وهي تحاول إيقاف جنون غزل واندفاعها : غزل استني انتي رايحه فين...؟
........... خرج أدهم ومها علي صوت اروي التي كانت تحاول إيقاف غزل
التي اندفعت للخارج دون أن تتوقف....
أسرعت اروي تخاطبه : أدهم الحق شوف هي رايحه فين..؟
أشار لها أدهم بهدوء لم يعهده في نفسه التي كفت عن المحاوله فلتفعل ماتفعل : سيبيها يااروي
نظرت له اروي بصدمه ليهز راسه بخزلان فهي حتي لم تتوقف لتساله عن شئ اكتفت بما رأت وكأنها أرادت تصديقه....
انت رايح فين..؟
لم يقل شئ لتجده امه يدخل الي غرفه أطفاله ويغلق الباب خلفه وسؤال واحد يسأله لنفسه.... هل انهارت حياتهما ان هناك امل لإنقاذ شئ... ؟
بعد وهله قصيرة كانت تلك المكالمه تصل اليه والتي تخبره بأجابه سؤاله بينما يعرف من المحامي مااخبرته غزل به
........
قبل قليل... لم تتمهل ولم تعطي لنفسها اي فرصه للتفكير فقط أرادت الثأر لكرامتها وتنفيذ تهديدها.... ستجبره علي تطبيقها وستأخذ أطفالها
نظر لها عز الدين المحامي بصدمه ماان قالت : انا عاوزة ارفع قضيه طلاق علي أدهم زهران...!
قال الرجل بتعلثم وهو لايستوعب صعوبه
ماتطلبه منه ليقول بتردد : بس يافندم...!
قالت بثبات وهي تضغط علي حروفها ; نفذ اللي قولت عليه يامتر.... بكرة الصبح ترفع قضيه الطلاق علي أدهم
بسبب الخيانه...!
احمر وجهه الرجل وهو ينظر الي ذاك المغلف الذي وضعته امامه لتتابع غزل وتلقي بقنبله اخري قائلة : و فيلا الساحل..... عاوزه ابيعها
انصعقت ملامح الرجل ليقول بتعلثم ; بس يافندم الفيلا دي أدهم بيه..... قاطعته
بانفعال : الفيلا دي بأسمي وانا اللي اقرر اعمل فيها ايه
قال الرجل بنبره هادئه : غزل هانم ممكن تهدي ونتكلم
هتفت بعصبيه شديده : مفيش هدوء انا مش مجنونه عشان تقولي اهدي يامتر
هز عز رأسه قائلا : العفو يافندم بس انا المحامي بتاعك وبتاع أدهم بيه ولازم اكون خايف علي مصلحتكم انتوا الأتنين
قالت بغضب ; مصلحتي انا عارفاها كويس....
الفيلا دي تتباع بأي تمن وترفع قضيه الطلاق
.........!
لا يعرف كيف استطاع الجلوس بهذا الهدوء الظاهري بينما عرف بكل تلك الخطوات الشرسه التي خطت بها في طريق نهايه حياتهم....!
ولكنه لم يتخيل ان تتمادى لتلك الدرجه بينما غزل ازداد عنادها حينما رفض المحامي فعل شئ لتذهب لمحامي اخر..... بعدها تتجه لمنزل مراد الرماح....! ؟
........
هتف عمر من بين أسنانه بينما لا يفهم سبب ماتفعله.... دوما اعتاد منها امتصاص غضبه ولكن اليوم هي تستفزة بكل قوتها
مالك يااوركيد
قالت ببرود : مالي.... ماانا عادي
هتف بحنق :مش عادي... ايه العادي في كل اللي بتعمليه
قالت اوركيد ببرود وهي تنظر له ; عادي.... انا مش يعمل اي حاجة وأعتقد اني مقصرتش معاك في حاجة ولو علي موضوع حقوقك
فده حاليا حاجة خارجة عن ارادتي لكام يوم
احتدت عيناه بينما تتحدث بتلك الطريقه وتصوغ علاقتهم انها علاقه جسديه فقط هي كل مايريده منها : اوركيد ايه اللي بتقوليه..... انا لو برفض موضوع حملك فعشان حالتك دي مش عشان اي حاجة تانيه
ولو بتتكلمي اني اتضايقت وقتها فأنا مش ملاك..... عادي انا راجل وساعات بكون عاوز مراتي مش عيب ولا حرام...
هزت راسها وتابعت ببرود : وانا مقولتش حاجة خالص... ده حقك
هتف بعدم تصديق : قلبناها حقوق وواجبات
قالت بانفعال وقد غاب برودها : انت اللي قلبتها كدة
هتف بسخط : فبتعاقبيتي... ؟
هزت راسها بانفعال : لا مش من حقي طبعا اعاقبك.....
فتح فمه ليتحدث ولكن دخول ابنتهم منعه لتتجه الي ابنتها : تعالي يالولو هجهز الغدا حالا
انصرفت لينظر عمر في اثرها بعدم تصديق....!
ماذا حدث لها
.............
...
اصدرت اطارات سيارتها صوت قوي لدي توقفها بباحه المنزل لتنزل منها وتصفق الباب بغضب شديد لم يهديء مهما فعلت
لتلتهب عيونها بالنيران ماان خطت بضع خطوات داخل المنزل وتهادي لسمعها صوته الهاديء بينما يسألها : خلصتي...!
التفتت اليه وقد تأهب كل عرق وعصب فيها لتطالعه بنظرات متشفيه ظنا منها انها اخذت ولو القليل من حقها فيكفي احتراق قلبه علي هذا المنزل الذي يحبه والذي تود احراقه باكمله بعد ان شهد خيانته لها...!
لتهتف بحقد وغل : لو فاكر كل اللي عملته لغايه دلوقتي حاجة في اللي لسه هعمله فيك ياادهم....... تبقي غلطان
نظر لها بنظرات مبهمه ثم عاد ليجلس مكانه بهدوء شديد ويضع ساق فوق الاخري ليقول بهدوء مستطير اشعل النار باعصابها المنهارة : وانا مستني وبتفرج...!
اهتاجت اعصابها لتندفع اليه وتصرخ بوجهه
وهي تلكم صدره : هتتفرج ياادهم علي نفسك لما كل الناس تعرف فضيحتك..... ومش بس كدة.... لا انا هاخد منك ولادي وبالمحكمه و قدام عينك...... احتقن وجهها بالغضب وضغطت بقوة علي حروفها وهي تكمل ; وكمان كل حقوقي وحقوق ولادي.....!
نظر لها باستخفاف لتصيح به بجنون ولم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها ;
خونتني ليييييه.....
قصرت معاك في ايه...... ؟!
عملت فيا كدة لييييه...!
انهارت تبكي وتلكم صدره ليهتز ثباته ويتهاوي جموده الظاهري ويمسك بيدها يوقفها عما تفعله وهو يقول بصوت صادق
: مخونتكيش.....!!!
صاحت بقهر وهي تهز راسها :كدااااب
ضم قبضته اليه ونظر الي عيونها بصدق بينما نسي للحظة كل شئ إلا أن صغيره تتألم واحترق بنيران الغيرة التي ساهمت هي باشعالها ;مخونتكيش ياغزل ازاي متخيله اني ممكن اعمل كدة اصلا.... اه اخدتها البيت بس
والله ماخونتك......اخبرها بما حدث لتهتز ضربات قلبها للحظة بينما يعاند عقلها قلبها وهي تقول بدموع متجمعه بعيونها :
وانت عاوزني أصدق اللي بتقوله
هتف أدهم باحتدام : لازم تصدقي..... بتثقي فيا وفي نفسك وفي اللي بينا لازم تصدقي
ابي عقلها ان يريحها لتهتف بضياع : وهو اانت كنت صدقتني زمان
نظر لها بصدمه من تذكيرها له بماضي ظن انه انتهي وكفر عنه كثيرا
.. ايه نسيت ياادهم بيه..... أدهم اللي وقفت قدامه ومصدقنيش
انهار داخليا فمن تلك التي تتحدث امامه
لتكمل ; وهو انت سامحتني ولا حتي سمعتني لما قولت انها بتكذب ولا علقت ليا المشنقه وقولت بتحبي عليا وانت اهو خبيت عليا
نظر لها بخزلان قوي ليقول : وانتي بترديهالي
نظرت له لحظة قبل ان تشيح بوجهها ليعرف انها النهايه..... لاتريد حتي إعطاء فرصه وتوقف عنادها وتستمتع له وكانها بحرب تعرف انها ستنهي حياتهم وهي مصممه علي تلك النهايه
ليكمل بقسوة : طيب انا راجل..... اعمل اللي انا عاوزة
انصدمت ملامحها ليكمل مزمجرا وقد ثارت كرامته فليكفي ضعف امام حبه ;
مش هعيط وانزل علي ركبي اقولك سامحيني ولا اسمعيني انا قولت كلمه مخونتكيش مرة ومش هعيدها
نظرت له بعناد ; وانا مش مصدقاك
نظر لها بسخريه مريرة : مش مصدقاني ولا مش عاوزة
ظلت صامته ليمسك بذراعيها ويهتف بعصبيه :
انا اقولك.... انتي جت ليكي فرصه وفاكرة انك بترديلي تصرفاتي معاكي .... ماشي ياغزل انا هقف مكاني وهسيبك اعملي اللي انتي عاوزاه... اثبتي انك صح بس مترجعيش تندمي في الاخر
نظرت الي هاتفه الذي اخذ بالرنين الذي تركه أدهم بعدم اكتراث علي الطاوله الزجاجيه
لتقع عيناها عليه وسرعان ماتشتعل النيران من جديد... وهنا نظرت له بحنق شديد وانفجرت به وهي تمسك الهاتف بعصبيه مفرطة :
الهانم بتتصل بيك..... ايه مش عاوز ترد
نظر لها أدهم بحده لتتابع بتشفي من وقع كلماتها عليه ; ياحرام تلاقيها عاوزاك تقف جنبها تاني..... نظرت اليه وتابعت بحقد : اصلي عملت ليها فضيحه حلوة اوي قدام اخوها يلا شوف هتنقذها ازاي.....
سخرت نبرتها وتابعت :
هتدفع خمسه مليون تانين.... ولاايه.. ؟
تجمدت نظراته عليها بعد مانطقت به..... لحظات وكانت سيارة مراد تقتحم بوابه المنزل..!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
... ايه رأيكم وتوقعاتكم
تحفه
ردحذفحرام اللي غزل بتعمله .ابدعتي يا روني
ردحذف💖💖💖💖❤️❤️❤️❤️💕💕💕💕💚💚💚💚
ردحذفالروايه تحفه
ردحذفتحفه
ردحذفتم
ردحذف