اسيري ( الفصل التاسع )

6


 الفصل السابق
كانت هنا جالسة بغرفة المعيشة في انتظاره وقد اعدت له العشاء بيدها وبقيت وحدها في انتظاره لتحاول حثة علي مسامحتها... سمعت صوت الباب يفتح ودلف جاسر بخطوات بطيئة فاسرعت نحوه قائلة:حمد الله على السلامة يا حبيبي

تجاهلها واكمل طريقة نحو الدرج فتوقفت امامه وهي تقول بنعومه:انا جهزتلك العشا..

لفت ذراعيها حول عنقة واكملت :حبيبي مش ناوي تسامحني... انا اسفة ياجاسر انت مش متخيل بعدك عني عمل فيا اية.... لم يتحدث بل ابعد ذراعها عنه وتابع صعود الدرج اما هنا فظلت مكانها بضع لحظات تشعر بالصدمه مما فعله وتجاهله لها.. ولكنها عادت بسرعه لتصعد خلفة ولكنه صدمها للمرة الثانية حينما ذهب لغرفة اخري لينام بها....

_____________________________

مر الوقت ببطء وجاء الصباح ليعلن عن يوم جديد مازالت لاتعرف مايخبئه لها... طرقت سوسن علي الباب ودخلت الي الغرفة فلم تجدها ولكنها سمعت صوت المياة يتدفق من الحمام فادركت انها بالداخل تستحم فوضعت ذلك الصندوق الضخم الذي بيدها علي الفراش وغادرت مرة اخري.... ارتدت صبا ثوب الحمام وخرجت لتتفاجئ بهذا الصندوق... تساءلت لبضع لحظات ثم توجهت نحوه لتفتحه وتجده فستان ابيض رائع من الدانتيل والساتان ومرصع ببعض الفصوص الامعه... انه فستان زفاف..! 

رفعته ووضعته عليها لتنظر الي المرأة وقد سحرها هذا الثوب الرائع وكأي فتاه نست كل شئ أمام سحره.. 

اعادته بسرعه الي الصندوق حينما سمعت طرقات علي الباب وانتبهت انها مازالت بثوب الحمام الوردي القصير... ولكن الاوان قد فات حينما دخل رعد... حاول اخفاء صدمته من رؤيتها بهذه الفتنه التي جذبته إليها مجددا فقد اظهر الثوب ساقيها الممشوقتان وقد تموج شعرها حول وجهها ليزيدها فتنه.. جاهد نفسه ليبدو بهذا الثبات وهو يقول:جهزي نفسك الحفله هتكون الساعة ٦ 

لم تنكر انها احبت للحظة تلك النظرة التي رمقها بها والتي تخبرها انها مازالت تؤثر عليه ولكنه لم يلبث واشعل غضبها حينما تحدث بهذا البرود فارادت ان تستفزه فقالت : حفله ايه ....انا مش هحضر حفلات 

تابع ببرود وبنره أمره :انا ببلغك مش باخد رأيك 

اقتربت منه بجرأه وقالت بتحدي وهي تنظر إلي عيناه التي تفضح مشاعره نحوها مهما حاول إخفائها : ولو مجهزتش هتعمل اية.. 

ارتسمت علي ثغره ابتسامة خبيثة وادرك ماتحاول فعله فعزم ان يجاريها في لعبتها قليلا لذلك اقترب منها بضع خطوات جعلتها تتراجع بسرعه الي الخلف حتي اصطدمت بالجدار خلفها وقبل ان تتحرك كان قد وصل اليها ولفحتها انفاسة الساخنه... حدق في عيناها وكأنه يقرأها فتشابكت عيناها بعيناه بضع لحظات ليقرء فيها محاولتها لإثبات أنه مازال اسير حبها وهنا لم يتردد في إظهار العكس لها لتجد يده تتحرك نحو جيب سترته ويخرج منها شئ لم تراه الاحينما رفعه تجاهها وهو يقول بهمس:عارفة ايه ده ؟!

هزت رأسها ومازالت مأخوذة بسحر اقترابة منها فتابع... ده اللي انا هعمله لو منزلتيش... نظرت الي تلك الأوراق المطوية بيده بعدم فهم فتابع;ده الورق اللي فيه ماضي كنان بيه الحريري... اردف بحزن مزيف:ياتري سمعته هتبقي اية لما الناس تعرف انه كان بيتاجر في السلاح.. وانتي هتوريهم وشك الجميل ده ازاي.. واختك. تؤتؤ ياحرام مش بعيد جاسر يطلقها.....انتفض كل انش بها من الغضب ونفذت طعنته الي قلبها وادمته في تلك اللحظة وصمت اذنيها كلماته كالرعد المرعب فعلا ... فدفعته بعيدا عنها وصاحت بهستيريا:انت اية.. حيوان... بتعمل كدة لية فيا.... تساقطت عبراتها التي شقت طريقها الي حلقها سريعا علي ذله لها بأبيها وكرامتها الجريحة لتكمل:انا عملتلك اية... ليييية بتعمل كدة؟ 

امسك ذراعها بعنف وهو يقول باستنكار :بعمل كدة لية؟.. انتي لسه بتسألي وعامله نفسك بريئه 

نظر لها بغضب شديد واردف بحقد وغضب: طيب اقولك لية... عشان العجز اللي حسسني بيه الباشا لما اتقدمتلك واتاريه خايف اقرب اكتشف حقيقته وانا زي الغبي ميأستش ... عشان شقايا وتعبي سنين بحاول ابقي فيهم لايق بنسب الحريري باشا تاجر السلاح ... عشان الرفض اللي شفته في عينكي كل مرة كنتي بتشوفيني فيها بسببه من غير ماتتعبي نفسك وتفكري رافضني لية ... عشان ضميري اللي خالفته لما سكت عن اعماله المشبوهه واخترتك... عشان مرضتش اسيبه يقدمك تمن لابن شريكه عشان يحميه.. فحملتيني ذنب موته... عشان كرامتي اللي رميتها تحت رجليكي وانا بركعلك عشان بس ترضي عني... عشان كرامتي اللي دوستيها برجلك لما هربتي مني... عشان اسمي اللي محافظتيش عليه لما اتحميتي في راجل تاني مني... ازداد رعب نبرته التي تعالت بصوت جهوري وهو يتابع : اييييية تحبي اسباب تانية توضحلك انا بعمل معاكي كدة لية... تحبي تسمعي تاني اد اية انا بكرهك.... ترك ذراعها بعد ان طبعت اصابعه عليها اثار زرقاء فهوت في مكانها وتعالت اصوات بكاءها...فأكمل بتحذير ممزوج بسخريه قتلتها : وفري دموعك مبقتش تأثر فيا يابنت الحريري .....رفع إصبعه في وجهها وتابع : واوعي تفكري اني بعمل كدة عشانك.. .. لا ده بس عشان ادبست قدام عمي ...نظر لها بكراهيه شديده وتابع : انتي مرض لازم اخف منه ... انتي خلاص بالنسبه ليا ولا حاجه و دلوقتي انا اللي ميشرفنيش اتجوز بنت تاجر سلاح 

تركها وتحرك بضع خطوات متجاهل بكاءها الحار وهو يقول بلهجة امرة : من هنا ورايح انا بس اللي اقول وانتي تنفذي ...الساعة ٦ تكوني جاهزة ..؟فاهمة 

صفق الباب خلفة لتصرخ بغضب وحزن ويتعالي نحيبها... وهو وقف خلف الباب يستمع لبكاءها الذي يدمي قلبه الذي تحول من عاشق متيم بها الي عاشق ثائر يحرق العالم بنيران ثورته .. فهو لم يتخيل يوم ان يكون سبب في تعاستها..لقد غرس في قلبها سهم مسموم تماما كما غرست في قلبه الآلاف من سهامها المسمومه... اغمض عيناه بقوة حينما تذكر مافعله انه لم يحطم قلبها فقط ولكنه حطم قلبه ايضا... قلبه الذي يعشقها.. لماذا اذاقها هذا الحزن.. الم يكن يريد ان ينساها ويجرحها ليخرجها من قلبه ولكن هاهو كلما ابتعد عنها اوجرحها كلما تعلق قلبه بها اكثر فقد قتله رؤيتها كسيرة بهذا الشكل... اراد ان يفتح الباب ويدخل اليها ويضمها اليه ويداوي جرحها ويتركها لتداوي جرحه بحبها الذي أخبرته بها عيناها منذ لحظات قبل ان يكسرها بهذا الشكل... ولكنه قد مشي خطوات في هذا الطريق لذلك عليه ان يكمله هو ارادها ان تذوق نفس عذابه وقد فعلها... حتي وان كان قد قضي علي كل فرصه معها.

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. البارت جميل جدا ❤️
    بس ليه رعد بيعذب نفسه كده هو لو فى نيته أنه يعلمها درس كدا الموضوع ممكن يخرج من أيده و تكرهه بجد .. أو ممكن يكون بيحاول يكابر حبها عشان اللى عملته معاه

    ردحذف
  2. أمينة ام ياسين4 نوفمبر 2022 في 11:47 م

    بالنجاح والتوفيق دايما يارب العالمين

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !