اسيري ( الفصل الثامن )

7


الفصل السابق
 ارتدت هنا ملابسها ونزلت لتناول الافطار مع فريد الذي ابتسم فور رؤيتها قائلا:تعالي ياهنا

جلست في المقعد المجاور له وبدات الخادمة في وضع الطعام ثم انصرفت بهدوء فقال فريد وهو يراها صامته ووجها حزين فجاسر لم يعد للمنزل منذ امس ولايجيب علي مكالمتها:اطمني عليه

انتبهت له فأبتسم لرؤيته لهفتها علي ابنه:هو عند رعد.. لسة مكلمني 

ابتسمت له قائلة:شكرا يااونكل

:طيب يلا بقي كملي فطارك وانا هاخد القهوة في المكتب وابقي حصليني 

وضعت فوطة السفرة من يدها وهي تقول:انا جاية مع حضرتك انا خلصت 

دخلت خلفة ووضعت الخادمة له القهوة فيما نظرت له هنا بقلق فقال:بصي ياحبيتي.. انتي عارفة ان رعد بيحب صبا من زمان 

اومات له فقال :افتكر طبيعي انه يتجوزها بعد كل ده.... قطبت جبينها بعدم فهم فهي تعرف مقدار رفض اختها لرعد وحتي بعد موت ابيها... ولذلك اخبرتها بمكوثها لدي ادهم واخبرتها الايعرف احد مكانها حتي يكف رعد عن مطاردتها 

اضطر لعدم اخبارها بأنهم متزوجين اصلا فقال:بكرة رعد وصبا هيتجوزا 

فغر فاها فهي لاتفهم شئ :بس إزاي... هو عرف مكانها 

:هي عنده من يومين 

:عنده ازاي... دي كانت.. قاطعها قائلا:متقلقيش هي كويسة وهما متفقين.. واعتقد ان ده اهم حاجة 

:ممكن اطمن عليها 

:طبعا يابنتي... بس استني لما جاسر يرجع وانا هخليه ياخدك عندها

_____________________________


طرقت سوسن باب مكتبه فدعاها صوته العميق للدخول :ادخل

وضعت القهوه امامه وقد جلس موليها ظهره محدق في النافذة... فقال: طلعتي الحاجة للهانم

اومات له قائلة :من الصبح والبنات وضبوهم 

اشار لها لتذهب ولكنها ظلت واقفة فقال 

:في حاجة ياسوسن

:اصل الهانم.. مش عاوزة تاكل خالص كدة بقالها يومين وانا خايفة يحصل لها حاجة

استدار بمقعده وقطب حبينه وهو يقول:ازاي

:ياباشا كل مانطلع ليها الاكل تطردنا

قال بعصبيه:تاكليها غصب عنها..

قالت بتوتر:يارعد باشا طيب ما نسيبها تمشي ... صمتت حينما قام من مقعده ونظر اليها بغضب وهو  يقول:وانتي مين اداكي الحق تتكلمي في حاجة زي دي..انتي مالك اصلا ؟! 

تراجعت سوسن بخوف :انا اسفة ياباشا انا بس خايفة عليها

:هتخافي علي مراتي اكتر مني

تعلثمت المراه : مرات.. مرات حضرتك.. انا اسفة ياباشا وا... قاطعها بحزم :خلاص اسكتي واطلعي بره..


_____________________________

كانت ماتزال علي جلستها حينما دخلت اليها سوسن مرة اخري تحمل صينيه الفطار وهي تقول:، لوسمحتي ياهانم ممكن تاكلي

لم تجيب عليها سوي بهز رأسها فعادت سوسن لتقول برجاء :ارجوكي ياهانم رعد بيه قالي انك لازم تاكلي

قالت بعصبيه:قلتلك مش عاوزة حاجة

وضعت سوسن الصينيه بجوراها وامسكت بكوب العصير وقالت باصرار:طيب اشربي العصير

ازاحت يدها وهي تقول بحنق :قلت مش عاوزة حاجة برا.. اطلعي برا

:سيبيه ياسوسن واطلعي .....كان هذا صوت رعد الذي توقف لدي الباب.. انصرفت بسرعه فتقدم رعد نحوها وهو يقول:ممكن افهم مش عاوزة تاكلي ليه؟

اشاحت بوجهها حتي لا يري دموعها فهو بكل برود يسالها وكانه لم يفعل شئ،

زفر بعصبيه وهو يقول :لما اكلمك تردي عليا

التفتت له قائلة بحنق :مش عاوزة اكل...

نظرت الي عيناه التي تتطلع الي ملامحها والتي بدت عليها آثار أصابعه متوقعه ان يعتذر عما فعله ولكنه وضع يده بجيبوبه وهو يقول ببرود :لو فاكرة انك كدة بتضغطي عليا عشان اسيبك تبقي غلطانة

نظرت له قائلة بتحدي :اضغط عليك ليه.. مش انت بتكرهني.. هيفرق معاك اكل ولا لا 

لم يجيب عليها بل اقترب منها وجلس علي طرف الفراش ملعقه من الطعام ثم قربها من فمها ببطء وهو يقول: فارق معايا طبعا .....يلا كلي

اشاحت بوجهها فامسك بذقنها برفق وادارها نحوه ورفع وجهها اليه لتغرق ببحور عيناه  للحظات تحاول فهم كيفيه تفكير هذا الرجل ليبدأ بوضع الطعام بفمها 

انتبهت إليه لتعقد حاجبيها وتبعد الملعقه الاي بقيت معلقه أمامه فمها وهي تزجر نفسها .. لماذا اصبحت بهذا الضعف امامه؟ اين غضبها منه وكراهيتها له.. لقد تبخر كل هذا في مواجهه نظرات عيناه التي تخبرها بشيء خلف تصرفاته القاسيه ... وكأي انثي لا تنكر انها احبت هذا الاهتمام من جانبه ولو للحظات  منذ ان رات تلك الكراهيه بعينه لها وهي تكاد تموت وتستعيد حبه لها لا تعرف السبب ولكن كل ماتريده هو ان تختفي تلك الكراهية التي تراها بعيناه وتستعيد حبه لها .. اخرجها صوته من شرودها وهو يقول ببرود: يلا يا صبا بطلي دلع انا مش هقعد اليوم كله جنبك...  كملي اكل 

عقدت حاجبيها وتنفست بغضب هاتفه بحده : ومين قال إني عاوزاك تقعد جنبي

هز كتفيه بلا مبالاه وهو يقول : ولا انا عاوز كمان افضل جنبك ....انا بس مش عاوزك تموتي من الجوع 

لايعرف من اين اتت كل تلك القسوة الي كلماته بينما نظر إلي عيونها وتابع بوعيد : عاوزك بس تموتي من القهر اللي هتشوفيه علي ايدي ...!

بوغتت صبا بمقدار تلك الكراهيه والحقد بنبرته والتي تستغرب كيف اصبح يكنها لها ليتفاجيء رعد الذي قام من جوارها سريعا واتجه الي الباب بصوتها وسؤالها يوقفه : ليه ؟!

التفت لها بحاجب منعقد لتقوم صبا من مكانه وتتجه لتتوقف أمامه وتناظره بعيونها وهي تكرر سؤالها : ليه يارعد ....عملتلك ايه عشان تكرهني بالشكل ده ....بالفعل اخرسته ليتطلع لها بعيون تمتلك قوة زائفه بينما تابعت صبا إلقاء الحقيقه بوجهه : كل ده عشان فكرت أن زيي زي اي بنت ليا حق اقبل أو ارفض مشاعرك  .... هديت الدنيا عشان قولت ليك لا .... خطفتنني وحبستني وهددتني وكمان حاولت ....غص حلقها وفاض وجهها بحمره الغضب وهي تتذكر أفعاله وتتلوها بصوت عالي ...ابتلعت وتابعت : انا عملت ايه غلط ....نظرت له بانفعال وتابعت : هربت من راجل فرض عليا ورقه وقالي بيها أنه اتجوزني ....هو ده سبب القهر اللي بتهددني بيه ...!

فهمني انا عملت اييييه ؟!!

اهتزت نظرات رعد للحظه واحده بينما صادف كل ما قالته منطق العقل ولكنه رفضه بعنفوان وتملكت منه مشاعره الثائرة لتتفاجيء صبا به يمسك ذراعها ويجذبها تجاهه وهو يسدد لها نظراته التي فاضت بالغضب وهو يقول بغل وحقد من نفسه ومن قلبه الذي يتمرد عليه ويعشقها دون إرادته : عاوزة تعرفي عملتي ايه ....ازدادت قبضته علي ذراعها وازدادت نظراته الغاضبه وهو يتابع : عملتيني اسيرك ...! هو ده اللي عملتيه واللي هنتقم منك عليه ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

7 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !