اسيري ( الفصل السابع )

8


الفصل السابق

 كانت ليلة طويلة لم تكف خلالها صبا عن البكاء فألمها النفسي يمزق قلبها وهي تري نفسها مهانه بلا كرامه بينما لا يكون رده عليها إلا بالصفعات ... فتحت عيونها ببطء وظلت مكانها تتأمل اشعة الشمس التي اخترقت الستائر الزاهية التي تزين جدارن الغرفة.. لقد اتي الصباح سريعا ولاتعلم ماذا يخبئ لها اليوم  اعتدلت في جلستها وهي تضم ركبتها بذراعيها وقد استندت براسها عليها واجهشت في بكاء مرير كيف استطاع ان يفعل بها هذا..؟ كيف اصبح قاسي بهذا الشكل.؟ ولماذا اصبح يكرهها بعد كل هذا الحب الذي يتغني به ...؟!

أنه رجل غريب مخيف ...احبها ويريدها أن تبادله مشاعره دون نقاش فأن تفوهت بكلمه اعتراض واحده يذيقها الويلات بينما اعطي لنفسه كامل الحريه بأن تكون ملكه لتغمض عيونها وتتذكر هذا الشاب الواقع بحبها والذي يختلف تماما عن هذا الرجل  ..... Flash back

(ارجعت خصله شعرها الي الخلف بتوتر  حينما التقت عيناها البندقيه الساحرة بعيناه القاتمة التي فاضت بعشقها وهو يقول :انا مصدقتش لما هنا قالتلي انك وافقتي تقابليني 

احمر وجهها خجلا وكادت ان تخبره انها ايضا لم تصدق نفسها انها وافقت بعد الحاح من اختها والحاح قلبها الذي بدأ يدق تجاهه فقالت :هنا فضلت تزن عليا... قاطعها وهو يمرر عيناه علي وجهها ويقول:يعني انتي جيتي عشان خاطر هنا

خفضت عيناها بخجل فأرتسمت ابتسامة جانبية علي فمه المنحوت ووضع يده برفق فوق يدها الممدودة علي الطاولة وهو يقول:المهم اني شفت وشك الجميل ده... تسارعت دقات قلبها وازداد احمرار وجهها في حين اكمل وهو يحتضن يدها بين يداه:انتي مش متخيلة انا بحبك اد اية... رفع يدها نحو فمه يقبلها برفق وعيناه تحتضن عيناها وهو يقول: وافقي تتجوزيني ياصبا وانا هخليكي اسعد واحدة في الدنيا)  

انفلتت تنهيده حاره من صدرها وهي تتذكر كلماته لها ورفعت رأسها وقالت بسخرية :  فعلا اسعد واحدة

لقد اهانها وصفعها... .. يعاقبها بحق مكتسب لا تعرف من اين أتته الثقه ليطالب به ! 

انه يكرهها واصبح يجاهر بتلك الكراهية كما كان يجاهر بحبها ...! 

ولكن الم يكن هذا كل ماكانت تفعله به طوال تلك السنوات.. ان تجاهر بكراهيته! 

فلم تمرر مناسبة من دون ان تقول له انها تكرهه... وماذا كانت ستفعل تجاه رفض والدها الدائم له.. كلما نبض قلبها تجاهه تجد ابيها يرفضه اكثر ويبعدها عنه اكثر... لذلك كان قتلها لأي مشاعر تجاهه افضل حل لديها.. وطوال الاشهر الماضيه وهي تذكر نفسها بكل ماحدث لابيها علي يده لتكرهه اكثر... هي لها مبرر لتكرهه اما هو فلا يوجد له أي مبرر ....! 

مسحت دموعها بظهر يدها عندما سمعت طرقات علي الباب تبعها دخول سوسن تحمل صينيه وضعت عليها الطعام الذي وضعته علي الطاوله بجانب الغرفه ثم التفتت تجاه صبا قائله برفق : انا جبت لحضرتك الفطار

اشاحت بوجهها وهي تقول بصوت مخنوق من البكاء:مش عاوزة حاجة... خديه واطلعي برا 

اقتربت منها بضع خطوات وهي تقول:ياهانم كدة مينفعش انتي من امبارح مأكلتيش حاجة...

ظلت صبا مشيحة بوجهها وهي صامته بينما توقفت سوسن أمامها وهي تقول بحنان:طيب اية رأيك اساعدك تاخدي شاور يريح أعصابك وبعدين تبقي تاكلي... اردفت بحماس :رعد باشا باعت لحضرتك هدوم وحاجات كتير جدا... واشارت نحو تلك العلب المكدسة والتي بدأت الخادمات بادخالها الي الغرفة وقالت:علي ماحضرتك تاخدي شاور نكون وضبنا الحاجة في الدولاب

ظلت بضع لحظات مكانها ثم قامت ببطء نحو الحمام الملحق بغرفتها وقررت اخذ دوش فهي بحاجة اليه... ارتدت ثوب الحمام ووقفت امام المرأة المغطاه بالبخار ومسحتها ليظهر وجهها الشاحب المغطي باثار صفعاته لها وقد ارتسمت اصابعه علي وجنتيها... خرجت بخطي بطيئة فوجدت سوسن ماتزال بالغرفة واقفة امام الخزانة الضخمه وتقول بحماس:حضرتك مش هتشوفي الحاجات اللي الباشا جايبها 

قالت بغضب:لا 

:طيب اجهز لحضرتك اية عشان تلبسيه

قالت بلامبالاه وهي تمشط خصلات شعرها :اي حاجة

تناولت سترة بيضاء لتغطي علي شحوب وجهها وبنطال من الجينز الابيض ووضعتهم امامها وهي تقول :انا هسيب حضرتك تغيري هدومك.. وهخليهم يجيبوا فطار تاني بدل اللي برد  

خرجت سوسن واغلقت الباب لتلتفت صبا الي كل تلك الملابس ذات الماركات العالميه وهي تهز راسها بينما تفكر ليس أنه كريم للغايه بل إنه يريدها أن تعرف ماذا أصبح ...  ارتدت صبا ملابسها بأليه وجمعت شعرها للخلف بشكل عشوائي ولكن جميل... مررت يدها علي وجنتها وتذكرت صفعته لها وعادت الدموع لعيناها مجددا فهي طوال عمرها لم تشعر بأهانه كتلك من قبل ...! 

_____________________________

سمعت هنا طرقات علي الباب تبعه دخول فريد المنشاوي والد جاسر قائلا:صباح الخير يابنتي

ابتسمت له قائلة:صباح النور يااونكل 

:اية ياحبيتي منزلتيش تفطري معايا ليه ؟!

اخفت نبرة الحزن بصوتها وقالت بمرح:صحيت متاخر 

دقق فريد النظر لوجهها وقد ارتسمت تلك الاصابع عليه فقال بتوجس:هو جاسر مد ايده عليكي 

حاولت الانكار وهي تقول:لا ياونكل.. فقال بغضب: لا اية وصوابعه معلمه علي وشك... توعد ابنه وتابع : ماشي ياجاسر لمااشوفك هوريك ازاي تستقوي علي مراتك وتضربها 

اتجهت ناحيته وامسكت ذراعه وقالت وسط دموعها التي لم تستطع كبحها اكثر:لا يااونكل جاسر مغلطتش.. انا اللي ضايقته 

قال باستنكار:يقوم يضربك ؟! 

:انا استاهل صدقني يااونكل.. وانا مش زعلانه منه ارجوك بلاش تضايقه 

ربت فريد علي يدها بحنان وادرها نحوه وهو يقول بسماحة:هنا يابنتي انتي عارفة غلاوتك عندي اد اية... انا مش ناسي انتي وقفتي جنب ابني واتحديتي والدك الله يرحمه عشان بتحبيه.. ومشوفتش ابني سعيد اد ماهو معاكي عشان كدة انا مش هتدخل بينكم بس لو في يوم من الايام احتجتيني هتلاقيني جنبك وقدام جاسر.. فهماني

اومات له فمد يده ليمسح دموعها بحنان وهو يقول:طيب ممكن تتفضلي تنزلي تفطري معايا عشان عاوز اتكلم معاكي في موضوع مهم 

:طبعا... حاضر يااونكل ثواني وهنزل ورا حضرتك 


____________________________

كانت الليلة السابقة طويلة علي جاسر ايضا الذي اعماه الغضب منها... وبالرغم من ان صفعته لها اذهبت الكثير من هذ الغضب وتفكيره بانه من دفعها للخروج بدون ان يعلم لانه طالما تحكم بها ورفض خروجها ومقابلتها لاصدقاءها وهو مشغول طوال الوقت... نعم التمس لها العذر الاانه مازال ينتوي معاقبها بشده علي مافعلت _

توجهه نحو منزل رعد فهذا شئ اخير يفكر به هل سيخبره رعد بمافعلت زوجته او سيصمت مقابل معرفه مكان صبا... هل سيكون وفي لابن عمه وصديقه ام لا

:اهلا اهلا حمد الله على السلامة ياجاسر 

بادله جاسر الاحتضان وهو يقول:الله يسلمك 

غمز له رعد وهو يقول:اية عملت اية في لندن.. بناتها حلوة.. 

:ياحبيبي وانت اديتني فرصة ده انا طول الشهر ده شغل... واردف بخبث:وبعدين انت عارف انا بحب مراتي ومببصش لغيرها 

حمحم رعد وهو لايجد مفر من اخباره فهو قد ساوم هنا ولكنه لم يكن ينتوي اخفاء الامر عن جاسر.... :مالك يارعد سرحت في اية

:ابدا.. بس كان في حاجة عاوز اقولك عليها 

نظر الية ليتحدث فقال... اصل هنا.......

صمت رعد حينما سمع لكلمه جاسر :قالتلي

قال بعدم تصديق:قالتلك ؟! 

اوما له مؤكدا: اه 

حاول رعد التخفيف من حدة الموقف خاصة حينما راي الغضب بعيون جاسر فقال:عموما الموضوع مش مستاهل هي لحظة اندفاع وكانت ندمانه جدا 

نفخ دخان سيكارته وهو يقوول:ولسة هتندم مرت لحظة صمت بعدها قال جاسر:عرفت مكان صبا 

أوما له فقال:كانت فين احنا مسبناش مكان مدورناش عليها فيه 

زفر بضيق وهو يقول:في مزرعة ادهم الحسيني 

وبدأ باخباره كل ماحدث من بداية ذهاب صبا اليه ومجئ فريد وقراره بالإعلان عن زواجها... :وانت ناوي علي اية 

:مش عارف 

:يعني هتتجوزها فعلا 

قال بغضب:ما انا متجوزها ياجاسر 

حمحم وقال :انا قصدي.. يعني هتتجوزها فعلا..هتكتب الكتاب تاني رسمي 

رعد لو ناوي علي كدة يبقي برضاها... لازم تكون هي موافقة....انت شوفت لما غصبتها المرة اللي فاتت حصل اية ... قاطعه رعد بتحذير:جاسر 

قال جاسر بعصبية :المرة دي هتسمعني يارعد. ولاخر مرة لازم تعرف هي عاوزاك ولا لا 

اشعل سيكارته وقال بلامبالاه بينما لم يعد يفكر برضاها أو رفضها فلم يعد لهذا اهميه بينما يدرك جيدا أنها لن تقبله  :مش فارق كتير

:يعني اية؟ ميهمكش مراتك تبقي عاوزاك ولا لا

هز كتفيه قائلا : لا.. هي كلها كام شهر وهطلقها... واردف بصوت غلفه الحزن الذي جاهد ليخفيه:انا اللي مبقتش عاوزها.. بس عمي عاوز اعلن الجواز وانا مش هزعله

ادرك جاسر مايمر به صديقه فقد عذبته طويلا لدرجة الزهد لذلك تخلي عن حبها الموجع حتي حينما اصبحت ملكه.. 

:بس يارعد انت بالبساطة دي هتسيبها 

..قاطعه بحده :  اه مبقتش فارقه معايا 

ربت علي كتفه وهو يقول:سيب كل حاجة للوقت واللي بينكم هيتصلح... 

قال برفض :مفيش حاجة هتتصلح خلاص دي صفحة وقفلتها.. بس هتتقفل صح المره دي 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

_____________________________

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. هو رعد ايه اللى قلبه يا جماعه ما كان حلو

    بس روعه يا رونا تسلم ايدك ❤️

    ردحذف
  2. رعد مجروح منها ومن كتر جرحه بيلطش ومش عارف يتصرف معاها ازاي

    ردحذف
  3. فوق الروعه والجمال تسلم ايديك ياحبيبتي ♥

    ردحذف
  4. اهل الحب صحيح مساكين

    ردحذف
  5. رعد دا فعلا مجروح من صبا

    ردحذف
  6. تسلم ايديكي كل مابقراها كاني بقراها لاول مره اروع كاتبه رونا المبدعه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !