المتملك والشرسه الفصل الخامس

9


الفصل السابق

 مرت بضعه ايام علي زينه يتغلغل بحياتها ويبعثرها اكثر بجاذبيته المطلقه وتلك الهاله من الغموض التي تحيط به فهي لاتعرف شيء عنه ولكنها تجد نفسها دون إرادتها ودون اي تفكير منطقي منجذبه إليه ... خاصة حينما يطيل النظر اليها بتأمل أثناء حديثها معه او باقترابه منها  الذي يطيح بكيانها في لحظة ويتركها ضائعه ...لتدرك كل ليلة انه خطر وعليها الإبتعاد .. ولكنها لاتلبث في الصباح تنسي كل قرارتها السابقة بالابتعاد وتقترب منه مجددا 

.. فيما كانت تظن نفسها منجذبه إليه فكان عاصم غارق بتلك الجاذبيه بينما ارتباكها وتخبطها لايزيده الا تعلق بها...!! 

استيقظت صباحا متأخرة كعادتها لترتدي ملابسها علي عجل وتنزل بسرعه لملاقاه الجميع... كان في السيارة بانتظارها لتبتسم له :صباح الخير

قال دون النظر اليها : صباح النور

اندهشت من رده المقتضب لتعض علي شفتيها تلوم نفسها فماذا توقعت ان يبادلها اعجابها..!

انقضي النهار ولاحظت انه يتجنبها لذا وضعت غيظها كله بالعمل وقد نجحت باشغال تفكيرها بعيدا عنه طوال اليوم... عادا مساءا للفندق لتسرع بخطواتها تدخل قبل الجميع بمزاج سيء من تجاهله لها بينما تعمده عاصم لعله يتخلص من تلك الجاذبيه التي تربطه بها يوم بعد يوم .... ضغطت زر المصعد بعصبيه لتدلف اليه.... لم تنكر ان عدم صعوده معها كما اعتاد كل يوم بالايام السابقه ضايقها لتلقي بحذاءها بعصبيه وتهتف بنفسها .. وانتي اية اللي مضايقك مايطلع ولا عنه ماطلع... !

حدثت نفسها بغيظ مطولا عن التوقف عن التفكير به ثم  استحمت واستبدلت ملابسها وتوجهت للاسفل لتناول العشاء فقد تلوت معدتها من الجوع فمنذ الصباح لم تاكل شئ... 

فيما توجهه هو للبار لتناول المشروب الذي يدرك أنه سيقتله يوما ما ولكنه لا يستطيع التوقف عن تلك العاده السيئه جلس وهو يوفر بضيق بينما عاد بذاكرته لليلة امس حينما استيقظ مجددا بعد هذ الحلم... ليزفر بضيق

لا لا انا اية اللي بيحصلي الايام دي ... مش عاصم السيوفي اللي تلخبطة حته بنت..! 

هي عملت فيك اية عشان تحلم بيها كل يوم ؟ وبتقف قدامها ومش عارف بتقول اية ومش مركز ...ايه حكايتك ياعاصم .. بقي الشبر ونص دي هتطير النوم من عينك... ومن امتي الستات بتفرق معاك اوي كدة ما الواحدة اللي بتعجبك بتوصلها وتخليها تجري وراك ..اشمعني دي اللي مخلياك تجري وراها .... تنهد وعاد ليحدث نفسه مبررا : هي بس عجباني مش اكتر عشان ....عاوز اطولها بأي طريقة وخلاص.... تابع وهو يقر لنفسه بصراحة.. .. انا بس عاوزها مش اكتر..! عاوزها بأي طريقه 

وضع الكأس من يده ووقف ليغادر لغرفته .... تشوشت الرؤية لدية فلم يلحظها وهي تدلف المصعد معه  إلا حينما توقفت أمامه تبتسم له ابتسامتها الساحرة .. 

ضيق عيناه وهو ينظر لها وقد لاحت ابتسامه علي وجهه وهو يردد ...زينة ..!! 

هل يتخيل ام انها بالفعل أمامه ...لقد شرب كثيرا لعل صورتها تختفي من مخيلته ليجدها واقفه أمامه 

نظرت اليه وقد فتح ازرار قميصه العلوية لتظهر عضلات صدره القوية لتخفض نظرها وتقول بارتباك ..إزيك يابشمهندس 

بدا غير متزنا في وقفته وهو ينظر نحوها مطولا لتشك به وتقطب جبينها متسائلة باستنكار :هو انت ...أنت بتشرب الحاجات دي 

قال بلامبالاه : وفيها اية ؟

قالت بجديه : فيها أنه حرام ده غير انك بتدمر صحتك ...! 

ضحك عاليا وردد بعدم اكتراث بينت مدي ثمالته  ..انتي خايفه عليا يازينه ...

استنكرت زينه سريعا لتهز راسها وهي تقول بنفي : لا طبعا واخاف عليك ليه ....؟!

دنا منها بانفاس ثقيلة وانحني نحوها لتتراجع خطوة سريعا للخلف حتي التصق ظهرها بجانب المصعد ليقول وهو يحاصرها بنظراته : معجبه بيا مثلا 

اهتزت نظرات زينه وابعدتها سريعا عن مرمي نظراته وهي تهتف به : انا ....؟! لا طبعا ...

ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتاه بينما قال بكلمات غير متزنه : لا ليه ...انا عاصم السيوفي يعني بعجب اي بنت ...؟!

رفعت زينه عيناها إليه وعقدت ذراعيها حول صدرها ترمقه بنظرات مستخفه بثقته الزائده بنفسه : ده ايه الغرور اللي انت فيه ده .... ....ازدادت نظراتها استخفافا وهي تهز كتفها وتتابع :  ليه أن شاء الله اي بنت لازم تعجب بيك .... 

اعجب بردها الواثق ليغمز لها بشقاوة : ومين قال انك زي اي بنت ....انتي غير اي بنت شوفتها 

ضحكت زينه قائله : ده بس عشان انت سكران ...إنما أنا زي اي بنت 

تلاقت عيونها العسلية بفيروزتاه لتغرق بسحرهما للحظة قبل ان تستعيد اتزانها لدي توقف المصعد لتتجه خطوة لتخرج منه ولكن قبل أن تخرج شعرت بأنفاس ساخنه تلفح ظهرها بينما كال عاصم مقتربا من أذنها وهو يهمس : انتي غير اي بنت ...

خرجت سريعا وهي تعنف نفسها علي انجذابها له كلما توقف امامها بينما تابع عاصم جملته بهمس : انتي اللي وقعتي عاصم السيوفي 

انعدمت الرؤية لدية حينما عاد لغرفته ليرتمي علي فراشة ويغرق في النوم سريعا يتمني عدم غزوها لأحلامه للحظه ولكنه لم يلبث طويلا في تمنيه وتمني أن تداعب أحلامه مجددا بلا توقف .....!!  فهي تخللت أحلامه كما تخللت حياته بين ليلة وضحاها ولونتها بحيويتها ...! 

مر الليل قصيرا عليه وطويلا عليها فقد انقلبت حياتها البسيطة التي اعتادتها... منذ دخوله اليها لتشعر بأشياء لم تشعر بها من قبل ولم تفهمها وكلما حاولت التفكير بعقلانية لتقنع نفسها ..بأن ماتشعر به خطأ يجب أن توقفه فهو غريب لم تعرفه الأ منذ بضعه ايام فلماذا تشعر بهذا الانجذاب تجاهه...يضيع عقلها وسط مشاعرها.... حتي حينما فكرت في لقاءها به منذ قليل وهو سكران فتلك اسباب تجعلها تبتعد عنه لا ان تقترب.. فهو خطير لان رجل مثله لن يعجب بفتاه مثلها..!

فهو محق انها بريئة جدا بالنسبة له ..

استيقظ صباحا يشعر بصداع رهيب يفترسه من أثر المشروب فاعتدل في جلسته وفرك راسه بحده وهو يتناول هاتفه يعطي تعلمياته لمجدي بما سيفعلانه اليوم لانه لن يرافقهم...عرفت هتعمل اية

: ايوة ياباشمهندس عاصم 

انهي المكالمه بعدها اتصل بالروم سيرفيس لإحضار الأسبرين والقهوة له ليدفن راسه تحت الوسادة مجددا.... 

قالت وهي تمسك بكوب قهوتها ; مستعجل علي اية يامجدي ماهو بسلامته لسة مشرفش فالح بس يهزقنا علي التأخير واحنا بقالنا نص ساعة مستنيه 

: لا ماهو لسة مكلمني تعبان ومش جاي معانا النهاردة... يلا بقي عشان السواق مستنينا 

لم تستمع لباقي كلامه لتردد بسخرية.. تعبان. ولاسكران. ..أدي آخره القرف الي شربه ..!! 

ضربها معتز بالاوراق علي مؤخرة راسها حينما وجدها شاردة وهو يقول:احسن هيريحنا منه 

مر اليوم ثقيلا علي غير العادة ولم تنكر انها افتقدته وبشده فقد بدا العمل مملا دون مشاكستها له ...!! 

لاحظت تحدثه لمجدي بضع مرات والذي اخبره بسير العمل ولكنها تجاهلت فضولها لسؤال مجدي عن حالته .... ؟. 

في طريق العودة ركب معتز معها السيارة ليشعرها اكثر بغياب عاصم.. فلااحد قادر علي ملئ مكانه بهيبته ورصانته.... حاول كثيرا ممازحتها فهي تبدو صامته شاردة عكس طبيعتها ليقول اخيرا... اية يازينه مالك النهاردة... عمال اسخف عليكي وسكتالي 

تنهدت.. اهو سيباك مرة من نفسك 

بقلم رونا فؤاد 

استيقظ بعد بضع ساعات يشعر بتحسن طفيف ولكنه شعر بافتقادها فاليوم يبدو مملا بدونها... جلس يتصفح حاسوبة لمتابعة حال اعماله ثم طلب عده أرقام ليتحدث: ايوة يارامز... ها طمني الشغل عامل اية؟ 

:مصنع الأسمنت تمام الشحنات التي كانت هتتصدر خلصناها امبارح... بس هو مستخلصات الجمارك واقفة شوية  

: طيب ماتتصرف... اية يارامز شوية تصاريح مش هتعرف تجيبهم

: متقلقش انا عملت شوية مكالمات وهخلص الموضوع بكرة بالكتير 

... بس المشروع بتاع أكتوبر واقف... التراخيص برضه واقفة شوية

:جري اية يا رامز... من امتي شغلنا بيقف علي حته ترخيص.. بقي اغيب كام يوم تقولي مستخلص وتراخيص

:ياعاصم اهدي بس... وانا هظبط كل حاجة 

انا مش ساكت والله بس.. 

قال بنفاذ صبر: بس اية؟ 

اصل بصراحة اسهم شركة الاستيراد في النازل.. المدام رافضه ان اي حد مننا يديرها وطبعا الناس اللي معاها واضح انهم مش فاهمين حاجة 

زم شفتيه بغضب وهو يستمع اليه فتلك شركته التي اخذتها منها طليقته 

اطلق سباب من بين شفتيه.. بنت.. ال.. 

ماشي يارامز خليك متابع كل حاجة وبلغني اول بأول بكل جديد 


القي بالهاتف واخذ يجوب الغرفة كالاسد الضاري... اه يابنت الكلب بتضيعي تعبي وشقايا والله لاوريكي بس افوقلك

حاول إفراغ غضبه بأي شيء ليجد صورتها أمامه وعلي الفور لم تبارح تفكيره لذا لم يجد سواها يخرجه من ضيقه ...نظر في ساعته ولم يمانع من محادثتها وطلبها 

استلقت زينه علي فراشها بارهاق وصورته ماتزال تراودها فقد مر اليوم دون أن تراه...!! 

وتشعر بشئ ما ينقصها.... حدثت نفسها بحنق. :

وفيها اية يعني كان من بقية اهلك عشان تشوفيه كل يوم. لتتسلل دقة قلب شاردة لديها تخبرها بأنها بالفعل افتقدته... تناولت هاتفها الذي تعالي رنينه بعدم اكتراث... الو 

... هل تتخيل ام ان هذا صوته.. ايوة يازينه 

نظرت في الهاتف لتتاكد بأنه يتصل وليس خيالها  من يصور لها هذا... لتسمع صوته يتحدث بنفاذ صبر بينما كل ما أراده بتلك اللحظه هو رؤيتها .. زينه ... 

قالت بتعلثم.. ايوة ياباشمهندس

; اية ساعة عشان تردي 

ضايقها نبرته العصبيه لتقول: عاوز اية؟ 

قال بلهجة إمرة : هاتيلي ريبورت عن اللي عملتوه النهاردة 

: دلوقتي؟! 

: اه عندك مانع... 

: لا بس.. اصل كنت هنام 

:اطلعيلي ربع ساعة وبعدين انزلي نامي براحتك... 

قالها بعدم اكتراث ليلغلق الخط بعدها.... 

اطلعيلي ؟! حدثت نفسها... اطلعله اوضته.. لا طبعا ده اتجنن ولااية.. ولو حد شافني يقول اية ....طمأنت نفسها لصعودها إليه : طيب وفيها اية يازينه ده شغل... وانتي رايحة بيته يعني... وبعدين هيعمل ليكي ايه 

عكصت شعرها باهمال وارتدت سترتها الرياضيه وحملت الملفات وتوجهت للمصعد... توقفت بضع لحظات بعدها طرقت الباب ليدعوها صوته العميق للدخول.. تقدمت بضع خطوات للداخل لتجده  جالس علي تلك الاريكة الوثيرة يدخن سيكارة وينظر من خلال النافذة الضخمه الممتده خلفه..... تعالي يازينة 

قالها برفق ونبرة ناعمه جعلت دقات قلبها تتسارع..مدت يدها بالاوراق من مكانها تحافظ علي تلك المسافة بينهما وهي تقول : الريبورت.. 

ظل مكانه ولكن مد يده نحوها... فاضطرت لتقترب تجاهه اكثر لينظر تجاهها بمكر وهو يقول: ماتقربي يازينة مش هاكلك متخافيش 

ابتعلت لعابها بعصبيه بينما اخذت تتفحصه قليلا تريد أن تتبين أن كان مخمور ام في حالته الطبيعيه .. وانا هخاف من اية 

رفع اليها عيناه القاتمه وهو يشير للمقعد المجاور له : طيب تعالي اقعدي علي مااقراه واشوف لو في ملاحظات 

جلست علي طرف المقعد في حين انشغل هو بالنظر في تلك الأوراق التي اعطتها له لتتطلع اليه وقد ارتدي تيشرت اسود التصق بعضلات صدره العريض وجلس وجاذبيته المعهودة...انها لم تري رجلا كامل مثله... خفضت نظرها بسرعه لدي تطلعها اليه بهذا الإعجاب تعنف نفسها كالعادة.... 

تابع تدخين سيكارته وتصفح الأوراق وهو يتناسي وجودها لعلها تبارح تفكيره لتشعر زينه بالملل بعد فترة من طول جلستها  لتعتدل واقفه وهي تقول :لو مفيش ملاحظات ممكن انزل انا 

إطفئ سيكارته ونظر نحوها مطولا وهو يقول:في ملاحظة واحدة

توقفت متأهبه وهي تقول:هي اية ؟

التفت لها وهو ينظر لعيناها قائلا : انك شاطرة اوي يازينة... 

قطبت جبينها بعدم فهم  ليتابع عاصم بإقرار بينما أخذ هذا القرار بلحظه ... انتي مش بس شاطرة يازينة.. انتي حلوة اوي كمان

تعالت دقات قلبها بعدم فهم لنظراته وكلماته لتعتدل واقفه مقرره المغادره ولكن صوته أوقفها : زينه انا لسه مخلصتش كلامي 

ابتلعت بقلق : كلام ايه .....؟!

نظر لها عاصم بإعجاب واضح : كنت بقول انك حلوة 

تراجعت زينه للخلف وبدأت أنفاسها بالتعالي بانفعال من تصرفه بينما واضح أنه يتحرش بها لتزجر نفسها انها من اخطات بصعودها إليه لتتجه بوجه محتقن الي الباب 

ولكن سرعان ما شهقت بهلع حينما أمسكت يداه بذراعها : استني يازينه 

نزلت زينه يدها منه سريعا وهتفت به بغضب : انت اتجننت ...ازاي تمسكني كده 

نظر لها عاصم بثبات لتتفاجيء به يقول وعيناه الهادئه لا تحيد عن عيناها التي فاضت شراسه : تتجوزيني يازينه 

اتسعت عيون زينه بصدمه بدت جليه علي وجهها بينما وجهه عاصم كان صفحه هادئه وهو مقتنع تماما بخطوته التي ستقربه من امتلاك تلك التي غزت أحلامه ....

زجرت زينه نفسها حينما خذلتها قدماها ولم تتحرك مبتعده عنه. ؟! 

لتهز راسها بعدم استيعاب : ايه ؟!

أعاد عاصم طلبه بهدوء شديد : بسألك تتجوزيني يا زينه ...؟!

ابتلعت زينه وزاغت نظرات عيونها بينما انقلب عالمها ولم تعد تفهم شيء  ..... لا تفهم شيء إلا أنه يتلاعب بها 

لتسخن أنفاسها وتسرع مجددا تجاه باب الغرفه ولكن سريعا ما توقف عاصم امامها يمنعها من المغادره وقد عقد حاجبيه باستنكار : زينه هو لعب عيال .....انا بكلمك وانتي كل شويه تجري 

زفرت زينه بحنق : لو سمحت ابعد من قدامي يا باشمهندس ....ميصحش اللي بتعمله 

هز كتفه قائلا : وانا عملت ايه ؟!

افلتت الكلمات الغاضبه من شفتيها : انت بتلعب بيا ...؟!

عقد حاجبيه وهو رأسه باستنكار : بلعب بيكي ....انا بقولك اتجوزيني هو انا بقولك صاحبيني مثلا 

هتفت زينه بانفعال ترفض أن عرضه بدون اي نيه خبيثه : وهو في واحد يقول لواحده تتجوزيني وهو يعرفها من كام يوم 

تنهد عاصم وارتسمت ابتسامه هادئه علي طرف شفتيه بينما اقترب منها خطوة واشتبكت عيناه بعيونها : طيب الواحد ده يعمل ايه إذا كانت الواحده دي قلبت حياته في الكام يوم دول وبقي بينام يحلم بيها ..

اهتزت نظرات زينه من كلماته التي تابعها بتنهيده : زينه انا خلاص مبقتش قادر ابعد عنك وعشان كدة عاوز اتجوزك  

ماجت مشاعرها في تلك اللحظة ليترك يدها برفق ينظر اليها ومازالت تقف مكانها تستوعب الصدمه لتقول بتعلثم: انت.. انت بتتكلم بجد 

رفع حاجبه : شكلي بهزر... ،؟ 

هزت راسها قائله :بس.. احنا منعرفش بعض 

اقترب منها خطوة وتابع النظر لعيونها وهو يقول بإقرار : مش محتاجين نعرف حاجة غير اللي انا حاسس بيه ناحيتك واللي انا حاسس انك حساه كمان ناحيتي.... هنعرف بعض وكل اللي انتي عاوزاه بس وافقي نتجوز  

نظرت له للحظات وهي تحدث نفسها بأن هذا الرجل اي فتاه تتمناه بكل صفاته الرجولية ووسامته الزائدة وشخصيته المهيبه.. فهو بالتاكيد جعل قلبها بدق منك أن رأته اول مرة ..ولكن ما يطلبه منها درب من دروب الجنون ...تتزوج رجل لم تلتقي به إلا منذ بضعة أيام 

شعر عاصم بما يختلج تفكيرها ليرفض من داخله اي تردد من ناحيتها لذا نظر إليها والقي بسحر كلماته عليها ليقتنص موافقتها : زينه انا مبقتش اقدر ابدء يومي من غير مااشوفك ...كل حته في ملامحك بقت محفورة في عقلي ..شخصيتك وعنادك ...جنانك... كلامك... شطارتك في شغلك ....كل حاجه فيكي شدتني ليكي من اول ما شوفتك .....تنهد ونظر لها وتابع بجديه : زينه انا راجل عملي مش محتاج الف وادور ...حسيت اني مشدود ليكي وجربت مش هنكر اقرب منك بس انتي مش بتاعه الكلام ده ومالكيش سكه الا الجواز 

اتسعت عيون زينه من صراحته ليتابع عاصم : كنت هصبر و بعد كام شهر اطلب اتجوزك ونتخطب فترة بس مش هخبي عليكي طبعي ....انا مبعرفش اصبر 

نظرت زينه إليه ليهز رأسه وهو يتابع : اصبر ليه ....انا عاوز اتجوزك يبقي اعرض عليكي الجواز ونتجوز  .... نظر لها وتابع : وافقي يازينه ومش هتندمي.. حياتك كلها هتتغير معايا.... متفكريش وامشي ورا احساسك زي ماانا عملت ....

حدقت فيه وتاهت في حديثه الذي لم تتخيلة ولو في أحلامها... فهل تحظي بالامير وهكذا دون عناء..!! 

حمحم عاصم ونظر إلي ترددها وصمتها ليقول  : طبعا الا لو انتي رافضه الموضوع ككل ..

تعلقت عيناها بعيناه التي تغرقها بسحره الذي لايقاوم ولاتستطيع ابعادها عنه... ؟! لتهز راسها دون إرادتها وهنا تلمع نظرات عاصم الذي سألها بلهفه : موافقه .. ؟!

تعلثمت زينه بأنفاس متقطعه ...هفكر 

قبل أن يعرفها أكثر بتلك الدوامه كانت تسرع و تغادر الغرفة وهي حرفيا غارقة في دوامه كبيرة  فما حدث اكثر من استيعابها .... زينه!! 

توقفت مكانها فهذا اخر صوت كانت تتمني سماعه في تلك اللحظة... حاولت التماسك وهي تستدير تجاه صاحب الصوت الذي اصطدمت به لدي خروجها من الغرفة... رفعت نظرها لهشام الذي لاحت علي وجهه الصدمه لرؤيتها تخرج من غرفه عاصم ... لينظر نحوها باستفهام... قال بصوت اجش.. زينه انتي بتعملي اية هنا

لم تجيب عليه بل اسرعت تغادر بخطي متعثرة... قطب هشام جبينه ودلف الي الغرفة  يقول بغضب : انا مش قلتلك ملكش دعوة بيها 

انتبه عاصم من شروده علي صوت خاله ليلتفت اليه.. حمد الله علي السلامه 

نظر له شرزا.. زينه كانت بتعمل اية عندك ياعاصم..؟ انا مش حذرتك ملكش دعوة بيها 

: انت فاهم الموضوع غلط 

قال بسخرية ; غلط!! 

قال بجدية : ايوة طبعا... هي كانت طالعه ليا في شغل..

تهكم هشام بغضب :شغل بعد نص الليل وفي اوضتك 

قال بنبرة قوية :هشام.. لو سمحت.. زينه هتبقي مراتي ومسمحلكش تتكلم عنها كدة 

لاحت الصدمه علي وجههه.. مراتك.. انت بتقول اية؟ 

: اللي سمعته.. انا هتجوز زينه.. انا عرضت عليها الجواز وهي وافقت 

هتف هشام بعدم استيعاب : جواز ايه ووافقت ايه ....انت بتقول ايه ياعاصم 

هز عاصم كتفه بهدوء بينما هو متاكد من موافقتها : بقول اللي حصل ...عجبتني وجيت من اقصر الطرق وعرضت عليها الجواز وهي وافقت فيها ايه 

جلس علي احد المقاعد ونظر له بضع لحظات قبل ان يقول: فيها أن انا مش موافق.. 

قال عاصم باستنكار : لية؟ 

: انت عارف كويس لية ياعاصم... 

: هتلاقي واحد احسن مني تتجوزه

قال بشراسة : هتلاقي واحد يحبها.. مش واحد يلعب بيها كام يوم ولما يزهق يرميها 

:  انا مش شيطان اوي كدة... 

: وكمان انت مش ملاك... انت تعرف اية عنها عشان تتجوزها بين يوم وليلة 

: اعرف انها خلتني ابقي عاوز اتجوزها بين يوم وليلة 

قال هشام بإقرار ; عشان مش طايلها ياعاصم... 

مسح شعره بعصبيه ليكمل خاله بعقلانيه : عاصم ياابني لو فاكر انك بزينه هتنسي سهيلة 

قاطعه بغضب : سهيلة مين دي اللي انا لسة فاكرها... انا كل اللي فاكرة من بنت الكلب دي شركتي اللي هرجعها منها .

لم يستسلم ليقول مجددا : وهي عرفت بموضوع طلاقك  

: .. هبقي احكيلها في الوقت المناسب 

: مينفعش تبدأ حياتك معاها من غير ماتقوله حاجة زي دي... 

قاطعه ليقول بغضب ; قلتلك هقولها..بس بعد مانتجوز.. مش عاوز حاجة تخليها تغير رأيها دلوقتي 

قال هشام بتحذير : بلاش ياعاصم ....ابعد عنها ....زينه غاليه عندي ومش هقبل انك تجرحها

تنهد عاصم  وقال بجدية :  مش هأذيها... هي كمان غالية عندي...! 

نظر له هشام بشك وهز رأسه : هتأذيها ياعاصم ....انت ليك عالم وهي ليها عالم ....اسمع كلامي وابعد عنها احسن 

هز عاصم راسها بإصرار : لا ياهشام وانت لو انا ليا غلاوة 

عندك متقفش قدام جوازي منها ..! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. الردود
    1. ايمت رح ينزل الفصل السادس

      حذف
  2. روووووووعه وتجنن بشكل 😍😍😍تسلم ايدك يارونى ياقمر 😘😘

    ردحذف
  3. تحفه ورائعه من راوئع رونى الجميله

    ردحذف
  4. رائعة❤️

    ردحذف
  5. فين الحلقة ٦

    ردحذف
  6. تجنن بعشق الروايه دي تسلم ايدك

    ردحذف
  7. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !