اسيري ( الفصل العاشر )

12

الفصل السابق
 توقفت امام المرأه ونظرت لانعاس صورتها وعيونها الدامعة وكم سخرت من ضعفها وسذاجتها .... لطالما سيطر عليها والدها وقد اعتقدت انه يحبها ويحميها ويفعل كل هذا من اجلها ولكن الحقيقة المؤلمة انه كان يخشي علي نفسه ليس اكثر الان فهمت اصراره عن ابتعادها عن رعد فقد كان بسهوله سيعرف بأعماله بحكم عمله كضابط ...انهمرت دموعها وهي تكتشف انها كانت لعبة ليس اكثر بيد والدها والذي حتي النهاية أراد التضحية بها حينما وافق علي زواجها من مروان ابن السياسي الشهير رؤؤف شريكه ..الآن فهمت كل شيء رعد هو من أراد حمايتها وليس والدها . ...مررت يدها علي اثار صفعاته وعادت لتسخر من نفسها مجددا لسذاجتها ومسامحته علي اهانتها فهي تخرج من سلطة والدها لتدخل لسلطة رعد الذي لم يري الا نفسه ايضا ولم يستوعب ان يكون مكانها فلم يكن بالسهل عليها تصديق كلامه عن والدها وهي رأته يهدده بنفسه ..ولم يستوعب وعدها لوالدها حتي وان لم يستحقه ....انها ممزقة داخليا فالجميع يري نفسه ولا احد يراها ولا يشعر بما تشعر به ...فهو يتلاعب بها بعد أن أغدقها بحبه الآن يكسرها ويذلها بما يعرفه عن والدها.. لقد عرف تلك الحقيقة منذ وقت طويل فلماذا يستخدمها معها الان؟ انها فقط ارادته ان يتأسف عن فعلته...تريده أن يقدر موقفها ويشعر بأنها كانت بينه وبين والدها .. ولكن هذا هو رعد..يحصل علي كل مايريد بالقوة لايتهاون ولايقدم تنازلات... لقد كان محق في اسبابه ولكن أفعاله لا ... ترفضه فيقلب الدنيا رأسا علي عقب بدلا ان يشرح لها ... يجب ان يسير كل شئ وفقا لما يريد حتي حينما غصبها علي الزواج لم يدرك مقدار معاناتها وهي تفكر هل تخون وعدها مع والدها بأن لا يحصل رعد عليها مهما حدث ام تخون وعدها معه بأن تعطيه فرصه . ..! لقد فكرت كثيرا في العوده له.. لقد كانت علي وشك اعطائه فرصه والبدء معه من جديد ولكن صورة والدها كانت تمنعها ..والآن بعد آن تحطمت تلك الصورة هل ستظل علي وعدها لأبيها ...؟ ام تسير خلف وعدها لنفسها أن تبتعد عنه بعد كل ما فعله بها تحت ستار حبها .

____________________________

كانت هنا جالسة في غرفتها بانتظار جاسر ليصحبها الي الحفل وقد اخبرها فريد ان تستعد فقررت ان تحاول من جديد مع جاسر فارتدت ثوب اسود طويل ذو اكمام شفافه انيق ابرز جمالها ورفعت شعرها بتسريحه بسيطة ووضعت احمر شفاه داكن زادها جمالا واثاره.. .. فتح جاسر باب الغرفة بحده ولكنه توقف مكانه حينما راي هنا التي كانت جالسة علي حافة الفراش وكانت منحنية تحاول اغلاق حزام حذائها الاسود ذو الكعب العالي... رفعت راسها نحوه ووهو واقف يحدق بها للحظات ماخوذ بجمالها الساحر ولكنه فاجاها حينما اشاح بوجهه وفتح باب غرفة الملابس ودخل اليها.. تنهدت بضيق فلا تعلم الي متي سيستمر في تجاهلها ومعاملتها ببرود فقد اعتذرت مئات المرات وندمت فماذا ستفعل اكثر؟... شعرت بدوار خفيف فعادت لتجلس علي حافة الفراش في انتظاره.. بعد دقائق خرج وهو يعدل حزام ساعته الجلديه الأنيقة وقد بدا في غاية الوسامة ببدلته السوداء الانيقة.. لم ينظر نحوها بل اتجهه نحو باب الغرفة وخرج.. فحملت حقيبه يدها وامسكت ببقايا فستانها ونزلت خلفة لتجد فريد المنشاوي وقد بدا انيق ببدلته الرمادية وشعيراته البيضاء التي اضفت عليه مزيد من الجاذبية والوقار... ابتسم لرؤيتها تنزل بعد جاسر المتجهم الوجهه فقال; اية الجمال ده ياهنون 

ابتسمت له وادركت انه يحاول التخفيف عنها لمعاملة جاسر السيئة لها فقالت;مرسي يااونكل.. حضرتك زي القمر 

:انا يابكاشة.. امال جوزك يبقي اية 

نظرت اليه وقالت: قمر طبعا يااونكل طالع لحضرتك 

تجاهل مدحها له وقال ببرود :مش نمشي بقي 

قال فريد :انا هروح مع السواق وانتو روحو مع بعض 

:لية يابابا مانروح كلنا مع بعض 

:لا اصلي هعدي علي اللواء طارق اخده في سكتي... روحو انتوا 

زفر بضيق وهو يفهم محاولة والده لجمعهم سويا وقال وهو يشير لهنا:يلا 

تبعته نحو السيارة فيما غمز لها فريد فابتسمت له بامتنان 

_____________________________

كانت قد بدأت تستمع لاصوات ضجه بالاسفل تعلن عن بداية الحفل ولكنها ظلت مكانها لاتفكر ولاتفعل شئ فقط شاحبة بعيون دامعة

دخل رعد من باب المنزل فاستقبلته سوسن قائلة:مبروك ياباشا

:متشكر ياسوسن... اطلعي شوفي المدام لو محتاجة حاجة 

:طلعت وقالت إنها مش محتاجة حاجة 

:طيب روحي انتي شوفي شغلك 

صعد خطوات الدرج بسرعة وتوجهه نحو غرفتها ليجدها جالسه مكانها .. :انتي لسة مجهزتيش

اشاحت بوجهها وهي تقول بنبره قاطعه : مش عاوزة انزل

رفع حاجبه ببرود : امال عاوزة ايه ؟!

اندفعت ناحيته بهجوم : عاوزة امشي من هنا

نظر لها بانفعال هاتفا 

:مش بمزاجك... 

نظرت اليه وطفرت الدموع من عيونها وهي تقول:انت عاوز مني اية... مش انا بنت تاجر السلاح.. واللي ميشرفكش ترتبط فيها.. جاي دلوقتي لية مش كفاية اللي عملتو فيا

قابل ثورتها ببرود شديد :انتي شكلك عاوزاني اعرف الناس حقيقة ابوكي 

مسحت دموعها وقالت بقوة وهي تزيح باقي دموعها من عيونها بظهر يدها :اعمل اللي انت عايزه... انا مش خايفة منك واساسا مبقاش عندي حاجة اخسرها يعني اعلي مافي خيلك اركبه.... 

اشتعل غضبا واتجهه ناحيتها ما أن خطت تجاه آلباب وامسك ذراعها بعنف قائلا: انتي اتجننتي... حاولت تخليص ذراعها وهي تقول:متلمسنيش. ... لم يترك ذراعها فانهمرت دموعها وهي تقول : ... مش انت بتكرهني وبتحتقرني سيبني امشي 

افلت ذراعها وهو يقول بغضب :مش بمزاجك.. هسيبك وقت مانا عاوز... 

نظرت له بحقد نابع من كسر كرامتها واهانته لها :انا بكرهك... وهفضل اكرهك طول عمري

بادلها النبره الحقودة :وانا كمان بكرهك... ومش عايزك تحبيني.. اما دلوقتي هتعملي اللي انا قلت عليه.. انا لسة مخدتش حقي من اللي عملتيه فيا .... تنهد بقوة واكمل بتحذير : احسنلك بطلي تستفزيني اكتر من كده ....قولتلك انتي مرض وخلاص دخلتي حياتي دمرتيها 

امسك ذراعها بعنف وتابع : وانا مش هسيبك الا لما ادمر حياتك انتي كمان 

نظرت له بعدم تصديق لكل تلك الكراهيه التي تقطر من كلماته لينظر لها بثبات وهو يتابع :

نص ساعة والاقيكي جاهزة والا ملتوميش غير نفسك... سامعة

_____________________________


مرت النصف ساعه ولم يتغير شيء لتتسع عيونها وتتراجع للخلف خطوة ما أن توحشت نظراته واعتبر تحديها له جرأه لاتعرف ثمنها .... فهو غاضب للغايه وعليها الا تقف أمامه 

اقترب منها بخطوات دبت الرعب في قلبها خاصه مع الشرور التي ملئت نظراته مع كل خطوة لتشهق بهلع ما أن قبضت يداه علي ذراعها وجذبها ناحيته يوقف تراجعها : انا قولت ايه ؟!

ابتلعت وهي تهز راسها : قولت انك بتكرهني واني مرض ....يبقي سيبني امشي 

تجرأت وتابعت : بأي حق عامل حفله وهتتجوزني وانت بتكرهني 

واجهته بتلك الحقيقه المبهمه لتمسكه بها مادام يحمل لها كل تلك الكراهيه ...حاول أن يبدو ثابتا وهو يجيب باستخفاف : وكمان قولت اني هاخد حقي من اللي عملتيه فيا

اهتاجت أعصابها لتصيح وهي تنزع ذراعها من يده : 

مالكش اي حقوق ....انت أجبرتني علي كل حاجه وكل اللي بتقوله ده انت عملته برضاك وانا مجبرتكش عليه

اشتعلت نظراته بغضب مغزي كلماتها بأن نهايه كل التضحيات تكون ( محدش طلب منك )

لترتسم ابتسامه باهته علي شفتيه وهو يهز رأسه قائلا ببطء : صح ...محدش جبرني 

نظرت إلي عيناه لتتبين البركان الخامل اسفل نظراته التي توحشت وهو يتابع بهدوء : انا الغلطان الوحيد في الحكايه ....نظرت له ليميل ناحيتها ويتابع : بس عشان اصلح غلطي لازم للاسف اكمل المسلسل السخيف واتجوزك وبعدها هبقي اطلقك 

اهتزت نظراتها ولكنها هزت راسها بموافقه لتنقذ مابقي من كرامتها : موافقه 


توقفت امام الخزانه الضخمه ومدت يدها تعبث محتوياتها حتي حصلت علي مبتغاها.. ستحضر الحفل نعم ولكن وفقا لما تريد وليس لمايريد هو...

التفتت علي صوت طرقات بعدها دلف الي الغرفة بكامل اناقته ببدله سوداء وقميص نفس اللون لتزيده وسامه وجاذبيه وقد صفف خصلات شعره الفاحم للخلف بعناية ... توقف امامها يتفحها وقد تسمر مكانه حينما راها وقد ارتدت ثوب فضي ينسدل علي جسدها بروعه ذو ظهر مفتوح يظهر بشرتها البيضاء الناعمه .. وقد وضعت شعرها علي جانب كتفها ووضعت احمر شفاه ناعم... انخفضت عيناه ليري ذلك الثوب الذي انتقاه لها للزفاف ملقي علي الارض وممزق... تقدم منها خطوة فسبقه عطره الرجولي الصارخ.. مما اثار اعصابها بجانب رعبها من رد فعله..وقف امامها وهمس بفحيح:بتتحديني صح؟ 

رفعت حاجبها واردفت باستنكار :اتحداك.. لية.. اعتقد ان من حقي البس اللي يعجبني... خفضت نظرها نحو الفستان الملقي علي الارض وقالت وهو تلوي شفتيها: معجبنيش 

حك فكه بقسوة وهمس:ماشي ....

جذبها من ذراعها بقسوة : يلا قدامي

هبطا الدرج وكل الاعين مسلطه عليهما بينما كانت هي تتأمل الوجوه المالوفة والغير مألوفة... احاط خصرها بذراعه وهو يهمس:افردي وشك 

قالت بتحدي:مرتاحة كدة 

ضغطت يده علي خصرها بشدة فتوجعت بصوت خفيض.. انت بتوجعني 

خفف يده من عليها وتابع بهمس:يبقي تبطلي تستفزيني... سار بها بين المدعوين وهم يتلقوا التهنئة وعيون الكثير مليئة بالدهشة وخاصة تلك الشقراء ذات الثوب الاحمر القصير والتي وقفت تتابعها بحقد فطالما شعرت بالغيرة منها ومن سلبها لانظار الجميع في وسطهم وخاصة بتلك الهالة التي وضعها ابيها حولها فقد كانت خط احمر للجميع فهي ابنه كنان الحريري المدلله.. وقد ظنت ان هذا انتهي فقد اختفت صبا تماما عن الاعين بعد موت والدها وافلاسه وتخلصت منها الي الابد لتجدها بين ليلة وضحاها.تعود وقد تزوجت برعد المنشاوي حلم جميع الفتيات.... :صبا.. 

التفتت لصاحبه الصوت قائله :شاهي.. اقتربت منها لتحتضنها وهي تخفي غيرتها وحقدها عليها فيما رسمت صبا ابتسامة خفيفة علي شفتيها فهي لم تحبها يوما.. تركتها ومدت يدها بدلال مصطنع نحو رعد قائلة:مبرووك.. بجد يابخت صبا بيك... تناول يد صبا وقربها منه وهو يقول:ده انا اللي محظوظ 

ضحكت بتكلف وهي تقول :مش بقول يابختها 

تركت يده حينما لمحت اختها تدلف برفقة جاسر الي القصر... كان علي وشك الغضب حينما تركت يده ولكنه توقف حينما رأها تنظر باتجاه اختها.... اسرعت هنا تجاها واحتضتنها بقوة وهي تهمس:صبا.. انتي كويسة

بادلت اختها الاحتضان وهي تبتسم :اه ..انا كويسة ...نظرت نحو جاسر وفهمت هنا انها تسالها عما حدث فرفعت اختها عيناها نحوها لتومئ لها بان كل شئ علي مايرام ولاداعي للقلق فربتت علي يدها وقالت هنا:المهم انك مبسوطة ..وهمست :أنسي الماضي وعيشي ياصبا 

.. فيما احتضن جاسر رعد وهو يقول :مبروك 

;الله يبارك فيك... رعد رد وهو يتبادل النظرات مع هنا وصبا وكانه فهم حوار اعينهم 

كانت هنا علي وشك استكمال الحديث مع اختها حينما سحب جاسر يدها وهو يقول :مش وقته الناس عاوزة تباركلهم 

اومات له وسارت معه في حين تقدم منهم بعض رجال الاعمال وزوجاتهم ليباركون لهم وقد اشار رعد للموسيقي لتبدء واخذها في رقصة يبدء بها الحفل.. كان يتحرك بألية بلا اي مشاعر وكانه يؤدي مهمه ولكن بالنسبه لها فقد عجزت عن السيطرة علي دقات قلبها فهي لم تكن بهذا القرب منه وقد شعرت بانفاسة الدافئة تداعب عنقها وهي تتامل ملامحه الجانية وتحاول اكتشاف مايدور في اعماقها...انتهت الرقصة وسط تصفيق المدعوين... وعادت لتتحرك بجواره بألية وهو يتحدث ويرحب ويتلقي التهاني... ساعتان استنفدت كل مالديها من اعصاب ومشاعر وهي تبتسم وترسم السعادة وبداخلها حزن عميق فكل مامضي كان خداع... والمؤلم ان القادم أيضا خداع فزواجها منه خداع فهو يكرهها ويريد الانتقام منها ويمثل السعادة تنهدت بضيق من تلك الافكار التي استفذت طاقتها فخرجت للشرفة المطلة علي الحديقة واخذت تتنفس الهواء الذي سحب من رئتيها..

. انتفضت علي تلك اليد التي ربتت علي كتفها... فالتفتت لتبتسم قائلة :ادهم

ابتسم ادهم بدفء وهو يقول :ازيك ياصبا 

:كويسة الحمد لله 

قال بجديه : اجبرك علي الجواز مش كدة 

هزت راسها قائلة :لا ياادهم.. 

:يعني انتي موافقة

هزت راسها وهي تقول:ايوة... انا كنت فاهمة كل حاجة غلط... تنهدت بضيق 

:انا مش فاهم حاجة.. بس انا لسة عند وعدي اني احميكي 

:تحميها من مين ياادهم بيه 

كان صوته صلب مخيف يشبة زءير الأسد وعيناه كانت الجحيم وهو يسمع لكلمات أدهم ...اقترب منهما ثم جذب صبا ناحيته بعنف ألم ذراعها وأدركت أن الحرب ستقوم بينهما أن لم تتدخل خاصة حينما رأت الشر يتطاير من عين أدهم ورعد. فقالت بسرعة: رعد . .ادهم ساعدني عشان احنا اصدقاء مكنش يعرف أننا متجوزين لما رحتله..انا خبيت عليه عشان .لو عرف كان هو اللي هيرجعني ليك 

تسمر أدهم مكانه لايفهم شيء وهو يردد: متجوزين...! 

مسح أدهم علي شعره بعصبيه فهو يدرك الآن انه لم يكن يحميها من رعد الذي يلاحقهاولكنه يخفيها عن رعد زوجها ...مغفل ياادهم كسبت للتو عداوة رعد المنشاوي. ..:انا آسفة انا السبب في كل ده ...قالت صبا تلك الكلمات وتوجهت للداخل بينما تبادل أدهم النظرات مع رعد ولا يعرف ما يقول ..

--------------؛؛؛؛؛-----------------------

لاحظ البعض انسحابها المفاجئ من الحفل ممااضطر رعد لانهاءه سريعا... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


الفصل الثالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

12 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !