احتطفها ولكن ( الفصل السادس عشر )

16


 الفصل السابق
عقدت حور حاجبيها بتركيز بينما ضغطت زر تشغيل الهاتف ليقترب سليم بجسده فوق مسند المقعد الفاصل بينهم ويميل تجاهها وهو يمد يداه يضغط علي شاشه الهاتف يهيئه للاعدادات... تشتت نظرات حور وكذلك فعلت أنفاسها وهي تحاول التراجع بجسدها للخلف محاوله ايجاد مسافه بينهم وهي تستغرب هذا القرب المختلف تماما عن نفورها السابق منه .... أخذ سليم يضبط بعض الاعدادات محاولا التركيز بينما رائحتها الذكيه داعبت أنفه وشعوره بانفاسها المتلاحقة بالقرب منه دغدغ أحاسيسه ....ببطء رفع عيناه ناحيتها لتصطدم عيناه بتلك الملامح التي أسرته منذ أن وقعت عيناه عليها لترمش حور باهدابها بخجل من تأمله لها وسرعان ما تخفض عيونها ... متع سليم أنظاره مطولا بتأمل ملامحها حتي بدأت حور تشعر بتلك الأنفاس الحاره تقترب من وجهها بينما قرب سليم وجهه تجاه وجهها ينتوي تقبيل وجنتها الناعمه المتشربه بالاحمرار الطبيعي 

بارتباك أرجعت حور وجهها للخلف ليقترب سليم أكثر وعيناه تكاد تلتهم ملامحها قبل أن تفعلها شفتيه ....

شعرت حور بذلك العرق البارد يتصبب خلف ظهرها متزامن مع تسارع دقات قلبها وهي لاتدري الي اين المهرب من هذا الحصار الذي لم تعيش شيء مثله من قبل ...أنها مشاعر جديده لاتعرف ماهيتها تجعلها تكاد تغرق بالخجل وفي نفس الوقت تولد احساس جيد بداخلها .....اغمض سليم عيناه ما أن قاربت شفتاه علي الوصول إلي هدفها المتمثل بتلك الوجنه الناعمه والتي توسطتها غمازة أضافت الي حسنها .....ازدادت دقات قلب حور وهي تتطلع إليه بنفس اللحظه التي جذب جفونه فوق عيناه القاتمه لتشعر باقتراب شفتيه المنحوتة اسفل أنفه المستقيم ولأول مره تدرك أو تفهم معني كلمه رجل وسيم ....اتسعت عيناها وزجرت نفسها علي تفكيرها سريعا بينما كانت بتول بكل شيء حتي تفكيرها ....

أبعدت حور راسها للخلف وهي تهتف بتعلثم : خلاص انا عرفت بيشتغل ازاي 

افاق سليم من سحر اللحظه ليفتح عيناه ويري وجهها غارق بالحمره التي شابهت حبه تفاحه شهيه ....حمحم وهو يستعيد رزانته وعيناه مركزه علي وجهها الذي كساه الخجل ليقول وهو يتعمد ملامسه يدها : لسه في حاجات تانيه هوريها ليكي 

ضمت حور يدها إليها سريعا بينما شعرت بذبذبات قويه تسري بعروقها اثر لمسته لتقول بتهرب : لا مش عاوزة اشوف حاجه ...خلاص عرفت 

اوما سليم وتعمد مشاكستها وعيناه متركزه علي وجنتيها الحمراء : انتي كويسه ؟

هزت راسها وهي تمد يدها تجاه تلك الخصله التي تمردت مجددا من أسفل حجابها الحريري : اه 

لم ينال قبله ولكنه لن يحرم يداه من ملامسه وجنتها ليمد يداه تجاهها يتلمسها برفق وبطء شديد جعل كل عروق حور تنتفض وقلبهت ينبض داخل صدرها بصخب بينما لم تصل إليها كلماته وهو يقول : وشك احمر كده ايه ...؟!

رفعت يدها بتلقائيه تتلمس وجنتها بظهر يدها لتشعر بتلك الحرارة المنبعثة من وجهها اثر خجلها وعلي الفور تهز راسها وهي تحاول اخراج صوتها : انا ...انا كويسه 

ابتسم علي تعلثمها ومد يداه إليها بالهاتف قائلا : انا سجلت رقمي ...

....أخذت حور الهاتف ونظرت في شاشته لحظات قبل أن تنظر تجاه سليم الذي ظل جالس مكانه وقد عاد مجددا لتأملها لتقول بنبره هادئه تشكره علي هديته   :  شكرا 

ابتسم لها سليم قائلا : العفو انتي اامري بس وانا انفذ 

مجددا خفضت عيناها بخجل ليمد سليم يداه بعفوية تجاه يداه يربت عليها وهو يعتدل واقفا ويقول  :انا همشي ...عاوزة حاجه ؟

سحبت يدها سريعا وهي تهز راسها : شكرا  

اغتلت ملامح مني وهي تراه يغادر وتلك الابتسامه السخفيه مبتسمه علي شفتيه ومثلها فوق شفاه حور 

لتسرع تجاه حور بفضول : قالك ايه ؟! 

وقعت عيناها علي الهاتف الذي بيد حور : هو اللى جابه ؟!

هزت حور راسها لتهتف مني بتهكم قاصده أن تجعل حور تشعر أنها مازالت ساذجه ::

علي أساس انك محتاجه تليفون ...ضحكت بسخريه وتابعت :  بيضحك عليكي وفاكرك عيله صغيره هتفرحي بتليفون 

نظرت حور الي مني بجبين مقطب لتقول سريعا باستدراك : مش قصدي ياحور انا بس .. بس يعني خايفه عليكي وعارفه انك طيبه بزياده ومتعرفيش نيته 

نظرت لها حور وهي مازالت تعقد حاجبيها : وهو نيته ايه؟! 

هزت مني كتفها بينما تقول بتعلثم : اكيد يمشي حكم جدك ويجبرك ترجعي  

بعقلانية قالت حور : بس هو لغايه دلوقتي هو مجبرنيش علي حاجه 

سري الحقد بعروق مني التي لم تستسلم وهي تلقي بالمزيد من سمومها داخل إذن حور :  ولو...؟! 

كفايه أنه جبرك علي جوازك منه وعارف أنه كام يوم وهترجعي بيته 

مجددا افسدت مني تلك الراحه والمشاعر التي بدأت حور تشعر بها لتغيم عيونها بالحزن بينما لم تعد تستطيع التمييز بين الصدق والكذب ...!

.............

....

بسخريه حملت مراره انكسار قلبها قالت فرح وهي تبعد عيناها عن عيناه : لسه فاكر ؟!.

قال فهد بدفاع عن نفسه : انا استنيت كام يوم تكوني هديتي 

نظرت له فرح بغضب : وانت شايفني مجنونه بقطع شعري عشان اهدي 

اتسعت عيون فهد هاتفا : ايه يافرح انتي بتكلميني كده ازاي ؟!

استجمعت فرح شجاعتها لتتطلع إليه هاتفه بقهر اخفته بقلبها : بكلمك ازاي ....انت ليه محسسني اننا نعرف بعض 

ايه نسيت كلامك ...دي جوازه مصلحه وخلصت !

استهجنت ملامح فهد من هجومها ومن تلك الكلمه التي نطقت بها والتي رددها : خلصت ؟!

أومات فرح دون قول شيء وهي تسرع لتغارد ليمسك فهد بذراعها قائلا : فرح انتي بتقولي ايه .... انا بفهمك موقفي 

هز كتفه وتابع : واي أن يكون سبب جوازي منك فأنا متعاملتش معاكي علي اي سبب أو أساس 

ارتجفت شفاه فرح بقلب مكسور بينما هذا هو ماجذبها إليه ...حينما عاملها بعيدا عن هذا الانتقام وقد ظنت أنه مثلها وقع بحبها ولكن في النهايه أدركت أنها لا شيء بالنسبه له ..

سحب فهد نفس عميق وغالب طبعه الكتوم وهو يحاول أن يصف لما ما يعيشه لينطق اسمها بنبره رجوليه لامست قلبها : فرح ...

نظرت له وكم قتله عتاب عيونها الجميله ليقول باعتذار واضح من بين كلماته : انا مش بعرف اتكلم ولا أفهم ازاي اقول حاجه انا حاسس بيها بس انا حسيت معاكي بحاجه مختلفه ... حسيت اني مرتاح ومبسوط وكنت عاوزك في حياتي ...تنهد وتابع بحرارة : اول مرة من سنين احس اني مرتاح ومبسوط وليا حد يهتم بيا 

غامت عيناه وهو يتابع : انا بقالي سنين بهتم بحور وبأبويا ومصالحه وعمري ما بصيت لنفسي ولا راحتي واصلا مكنش فارق معايا ولا حسيت أن حاجه نقصاني زي ما حسيت وانتي بعيد عني ...انا مقدرتش اوقفك ولا ادافع عني نفسي عشان مش بعرف اتكلم ولا عارف اصلا انا بقول ايه دلوقتي غير اني مش عاوز ازعلك مني  

كلمات غير مرتبه لا تبدو أنها خرجت من عقل رجل مثله ولكن ماذا تتوقع من رجل لا يعرف ابجديات المشاعر ولكن أيضا بالرغم من عدم تنمق كلماته إلا أنها وصلت إلي قلبها ...بحنان شديد امسك فهد بذقن فرح يرفع وجهها إليه وهو يتطلع بأسف لعيونها الحزينه : فرح متزعليش مني .... حور بعتبرها بنتي مش بس اختي الصغيرة واللي حصل خلاني ابقي صغير اوي في نظر نفسي ولو كنت عملت زي فارس واخترت نفسي كنت هستقل نفسي اكتر 

عشان كده غصب عني جيت عليكي 

تجرأ ووضع كلتا يديه علي كتفها لتغمض فرح عيونها بينما سرت تلك الرعشه علي طول ظهرها بفعل لمسته لتصل إليها نبرته الصادقه وهو يتابع : متزعليش مني يافرح وافهمي موقفي ....انا مش عارف اقول كلام اكتر من كده .

............

.... 

نظرت راويه الي اختها باستنكار : وانتي ناويه تخليه يرجع بنت عدنان هنا ياوفاء 

لوت وفاء شفتيها هاتفه : وانا في أيدي ايه اعمله ....اهو خلاص اتجوزها 

افلت العتاب من شفاه راويه : وسميحه بنت خالته ...؟!

نظرت وفاء الي اختها باعتذار : غصب عني ياروايه ....وضعت يدها علي اختها وتابعت : بكرة ربنا يبعت لسميحه ابن الحلال اللي يستاهلها 

اشاحت راويه وجهها وهتفت بسخط : مكانش ده كلامك ياوفاء 

أومات وفاء قائله : وطول عمري متمنيتش عروسه لابني غير سمحيه ....دي بنتي اللي ربيتها علي ايدي ...تنهدت وتابعت : بس النصيب نقول ايه ؟!

قالت راويه باستهجان : تقولي أن البنت دي لا يمكن تدخل البيت ده تاني يا وفاء ...ولا خلاص نسيتي النار اللي ولعها اخوكي في قلبك سنين .

عقدت وهج حاجبيها بينما استمعت لحديث والدتها مع خالتها وهي تمر جوارهم لتنفلت زفره ضائقة من صدرها بينما مازال الماضي يخيم بخيوطه علي حياتهم مثل شباك العنكبوت .... جلست في الحديقه وعيناها تتطلع الي طفلها الذي غفي علي ذراعها بينما فارس لا يتوقف عن الاتصال بها لتجيب اخيرا وهاهو يعتابها علي قسوتها عليه وتلك المره كان عتابه قاسي هو الآخر  : انا مستاهلش منك كده ابدا ياوهج .... انا حبيتك وخليتك دنيتي واكتفيت بيكي عن كل حد وكل حاجه .... عارف اني غلطلتت في حقك بس متنسيش اني طول السنين دي حاولت أكفر عن غلطتي 

غص حلقها بينما تغضنت نبرته بالمزيد من الحزن وهو يتابع : لو كل العالم وقف ضدي كنت متوقع انك الوحيده اللي تكوني جنبي عشان انتي اكتر واحده عارفه انتي ايه بالنسبه ليا وانتي اكتر واحده عارفه أن حبي ليكي هو سبب اللي عملته ... 

عقدت وفاء حاجبيها واسرعت تجاه وهج التي وضعت الهاتف علي الطاوله امامها وانهارت بنوبه بكاء بعد حديثه لها لتقول بقلب لهيف : مالك ياوهج ؟!

قبل أن تفتح وهج فمها كانت وفاء تحمل الطفل وتناوله الي الخادمه لتأخذه الي فراشه ثم تجلس بجواره ابنتها التي فاضت لها بمكنونات قلبها لتقول اخيرا : صعب عليا اوي ياماما بس اعمل ايه ..

وضعت وفاء يدها فوق يد ابنتها قائله : خلاص يا بنتي مبقاش في حاجه تتعمل ....ده ابو ابنك 

نظرت وهج الي والدتها التي تابعت : انا عارفه انك بتعاقبي نفسك معاه علي كل اللي حصل بس انتي مالكيش ذنب 

زمت شفتيها وتابعت : وهو كمان عرف غلطته ....خلاص يابنتي بكفايه وجع وحزن .....كلميه وخليه ييجي البيت زي ما ابوكي حكم .

نظرت وهج الي والدتها بعدم تصديق لتهز وفاء راسها بتأكيد : أن الأوان العداوة تخلص 

نظرت وهج بتوجس الي والدتها : وحور 

تغيرت ملامح وجهه وفاء : مالها ؟!

هزت وهج كتفيها وهي تذكرها بحديث خالتها : حور ملهاش ذنب في اللي عمله فارس وانتي مصممه تكرهيها

هزت وفاء راسها : ولا بكرهها ولا حاجه ...وانتي سمعتي ردي علي خالتك وقولت كل شيء قسمه ونصيب 

أومات وهج قائله : أيوة ياماما كل شيء قسمه ونصيب وسميحه ربنا هيكرمها بواحد احسن من سليم 

نظرت وفاء بامتعاض الي ابنتها : مفيش حد احسن من ابني 

تغير مزاج وهج لتضحك الي والدتها التي ضحكت هي الأخري قائله : يلا قومي اغسلي وشك وتعالي نجهز العشا سوا وابقي كلمي ابوسليم عشان يتعشي معانا 

...........

....

بعد ذهاب وهج اتجهت وفاء بملامح وجهه غاضبه لتدخل الي مكتب رسلان الذي رفع رأسه تجاهها ما أن فتحت الباب بتلك الطريقه ....نظر سليم الي والدته وعقد حاجبيه باستفهام ولمن قبل أن ينطق شيء كانت وفاء تسأل رسلان باحتدام : هو فارس جه وطلب منك توافق علي جوازه من وهج ويرجعها وانت رفضت ...!

عقد سليم حاجبيه ونظر الي ابيه الذي تنهد وهو يخفض عيناه من عتاب وفاء التي اندفعت تقف أمامه وتهتف بهجوم : كان في ايدك ترجعها لو وافقت وانت اللي مرضتش 

زم رسلان شفتيه لتتابع وفاء بانفعال شديد : كان ليك يد في بعد بنتي عني السنين دي كلها ....انت السبب ...كانت هترجع لو وافقت 

انتفضت حينما ضرب رسلان طرف المكتب بقبضة مزمجرا : مقدرتش ابلع أنه ياخد بنتي غصب ويلوي دراعي 

هتفت وفاء بامتعاض : تقوم تتسبب أنه يبعدها عننا السنين دي كلها .

زفر رسلان بغضب يفرغ به ندمه هو الآخر : فكرت هعرف اوصل لطريقها ....هز رأسه بعنفوان وتابع : بس معرفتش وعيشت سنين ندمان وبقول ياريت وافقت ....ارتاحتي ياوفاء 

..............

....

تردد فارس في الذهاب ولكنه اشتاق اليها والي ابنه ليذهب وهو يقدم خطوة ويؤخر خطوة ولكنه ذهب .... ركض سليم الصغير خلف والدته ما أن استمع لصوت أبيه ليضع فارس تلك الأشياء الكثيرة التي حملها وسرعان ما انحني يحمل ابنه يحتضنه ويقبله : وحشتني يا سولي 

اعتدل واقفا وهو مازال يحمل سليم لينظر الي وهج التي بقيت واقفه دون قول شيء ليقول لها متنهدا باشتياق : وحشتيني يا وهج 

داعبت الابتسامه شفتيها بينما ظنت أنه سيتخذ منها موقف ولكن عن أي موقف تتحدث وهو هائم بها ويعتبرها النفس الذي يتنفسه ...

تفاجيء فارس بوفاء تتجه ناحيتهم قائله : اهلا ...اهلا يا ابني اتفضل 

نظر الي وهج بتوجس لتبتسم له وهج وتهز كتفيها بينما وفاء أغلقت صفحه الماضي بكلمات ابنتها أنه لم يضايقها يوما واهتم بها واسعدها وماذا تريد أكثر من هذا ..

.............

....

تبرطمت مني بينما والدتها لا تتوقف عن مناداتها لتستيقظ لتهب جالسه وهي ترفص الغطاء من فوقها : صحيت خلاص ...عاوزة ايه ؟!

عقدت سعاد حاجبيها باستنكار لجحود نبره ابنتها : اسمها عاوزة ايه ؟

هتفت مني بحنق : اه عاوزة ايه ....بتصحيني من بدري كده ليه ؟!

زفرت سعاد وتجاوزت عن عدم تهذيب ابنتها لتقول بلهجه أمره : يلا قومي يا بنت انتي .....عندنا شغل كتير وانا مش هقدر اعمله لوحدي ...قومي 

زفرت مني بسخط : ماهي البرنسيسه تساعدك ولا هتعمل فيها هانم 

وكزتها والدتها بحنق : وهي ايه ....ماهي هانم ..!

زفرت مني بغل وحقد بينما اكلتها نيران الغيرة وهي تري تلك الفتاه تخطو بقدمها المنزل لتكتوي بنيران الغيرة والحقد وهي تتطلع إليها من راسها حتي أخمص قدميها وكم تمنت لو تنشب فيها نيران مثل التي أحرقت داخلها وهي تراها برفقه فهد ..!

...........

....

عقدت فرح حاجبيها ومررت يدها علي وجهها بينما داعبتها تلك اللمسه علي وجهها الناعم لتعود مجددا الي النوم ولكنها مجددا عادت تشعر بتلك اللمسات الخفيفه علي جانب وجهها لتفتح عيونها التي امتلئت بالنعاس .....قابلت عيونها تلك الابتسامه الهادئه التي رسمها فهد فوق شفتيه بينما مازال غير مصدق أنها عادت إليه ...نعم عادت فقط ....فقط بتلك البساطه وكانت بساطتها هي المفتاح الذي فتحت به قلبه ودخلت إليه ....انها بسيطه هادئه كنسمه ربيع لا تحمل الا الراحه علي القلب ....استندت الي يدها وهي تتمطأ هاتفه بصوت ناعس : صباح الخير .

ابتسم فهد لها ومازالت عيناه متعلقه بملامحها الجميله ذات الجمال من النوع الخاص الذي ينبع من داخلها ليميل فهد طابعا قبله خفيفه علي جانب شفتيها وهو يهمس : صباح الفل والورد والفرح

ابتسمت له برقه واحمرت وجنتها وسرعان ما خفضت عيونها ليمد فهد أنامله برقه اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه : بعدتي عيونك الحلوة عني ليه ؟!

عادت فرح لتخفض عيونها وهي تهز كتفها : ابدا 

ابتسم علي خجلها لترفع فرح عيونها إليه ما أن استمعت الي ضحكته لتنظر اليه باستفهام سرعان ما أجاب فهد عليه وهو يمد ذراعيه حولها يحتضنها ويقربها إليه : بضحك علي نفسي ....

لم تفهم شيء ليمد فهد أحدي يداه تجاه وجهها يتلمس ملامحه بهيام : كل ما ببصلك بحس اني غبي ازاي كل السنين دي ومعرفش اقول كلمتين حلوين علي بعض لاحلي بنت شوفتها 

فاضت السعاده علي ملامح فرح التي كسي الاحمرار وجنتها لتزداد ابتسامه فهد الذي قال : اسمعي بقي يا فروحه ....انا زي ما قولتلك امبارح مش بعرف اقول كلام بس بعرف اعمل اي حاجه والمطلوب منك تقوليلي ايه يسعدك ويفرحك وانا اعمله 

نظرت فرح إليه بعدك تصديق ليهز رأسه : بس شاوري علي الحاجه اللي تسعدك وانا اعملها فورا

هزت فرح راسها بابتسامه هادئه : انا مبسوطه 

هز رأسه : لا لازم تقولي .......حك رأسه وتابع : بصي ايه رايك نخرج شويه نغير جو 

نظرت إليه بسعاده وحماس : نخرج ؟!

هز رأسه وهو يمسك بيدها ويدس أصابعه بين أصابعها : اه نخرج ....ايه رايك اخدك البلد ونتغدي برا وكمان نروح سينما 

نظرت له بعدم تصديق ليتابع فهد بمرح : تعرفي انا بقالي كام سنه مروحتش سينما ....تقريبا من ايام الكليه .

هزت فرح راسها وهي تقول :وانا عمري ما روحت سينما قبل كده 

ابتسم فهد لها قائلا : هوديكي ومش بس سينما ...اي مكان نفسك تروحيه هاخدك علي طول 

تجرأت فرح لتلقي نفسها بحضنه وهي تقول بسعاده غامرة : شكرا يا فهد ....

احاطها بذراعيه ومال بها للخلف ليقول وهو يلتقط شفتيها بشفتيه : هصبح عليكي وبعدين اروح اخلص شويه حاجات في الشغل وارجع اخدك نخرج 

وتوقف الكلام بينما بدأت شفتاه بعزف سيمفونيه حب فوق شفتيها .

...............

......

منذ الصباح الباكر قام فارس من جوار وهج واتجه لمنزل عائلته ليطمئن علي أبيه ليقابل فهد وهو يتجه بسيارته الي الخارج : علي فين ؟!.

اشار له فهد قائلا : عندي كام مشوار هخلصهم وارجع علي طول 

خرج فهد ليتابع فارس طريقه الي غرفه والده ... التفتت إليه حور التي كانت جالسه بجوار ابيها تساعده علي تناول الإفطار ...: صباح الخير ياحاج ....صباح الخير ياحور 

تركت حور الشوكه من يدها واعتدلت واقفه وهي تقول لأبيها : بعد اذنك يا بابا 

خرجت دون أن تجيب علي أخيها أو تنظر إليه فليس هناك شيء يجمعها به ولا تعترف بأخوته عكس فهد تماما الذي كان ونعم الاخ لها .

تنهد عدنان بضيق من ما حدث ليجلس فارس بجواره قائلا : متشغلش بالك يا حاج انا عارف انها زعلانه بس مسيرها تصفي 

اوما له عدنان متأملا : أن شاء الله

.............

....

جرت مني أقدامها بسخط وهي تتبع والدتها التي زجرتها : ما تمشي يابت بسرعه شويه ....الضهر داخل علينا واحنا لسه في الشارع 

زفرت مني من حمل تلك الأكياس التي تبضعت سعاد بها كل حاجيات المنزل الناقصه من السوق كما تفعل يوميا لتلقي بها أرضا ما أن وصلت إلي بوابه المنزل 

التفتت لها سعاد بغضب لتقول مني ببرود : قوم ياعواد خد الحاجه دي ودخلها جوه انا ايدي وجعتني ..

تأسفت سعاد له : معلش ياعواد ...دلع بنات ماسخ

حمل الرجل الاكياس ودخل بهم لتزجر سعاد ابنتها : ماشي ياقليله الربايه....بقي بتقولي للراجل اللي قد ابوكي عواد حاف ...

تهكمت مني : لا عواد بيه ...امشي يا ما والنبي اهو خدام زيه زيك 

انتفخ وجهه سعاد بالحنق والتفتت لتنفجر في ابنتها لولا اقتراب تلك السيارة من البوابه .....

ضيقت مني حاجبيها لتري من بداخلها لتلتهب نيران حقدها وغيرتها ما أن رأت سليم ....انصلح كل شيء وعادت تلك الفتاه الي فهد وأصبح تفريقهم درب من دروب المستحيل لذا استيقظت بمزاج عكر للغايه بعد أن تيقنت أن حياتها تلك وستظل هكذا ..!

اوقف سليم سيارته اسفل الدرج الحجري الذي وصلت سعاد إليه وهي تقول : صباح الخير يا سليم بيه 

اوما سليم لها : صباح النور ياست سعاد ....حور صحيت 

هزت سعاد كتفيها : انا لسه جايه بس هي اكيد صحيت ....حور بتصحي بدري 

اوما لها وفتح الباب لينزل من سيارته ولكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهه وهو يري تلك السيارة تدلف من البوابه .....اسرع عواد الذي وضع ما بيده والتقف أنفاسه وخرج الي البوابه ليتفاجيء بسياره سلطان تدخل خلف سيارة سليم 

تغيرت ملامح وجهه سليم ما أن رأي عمه سلطان ينزل ومن الجهه الأخري ينزل ادم 

بدأ سلطان الحديث : صباح الخير يا سليم 

اوما سليم : صباح الخير 

لم يتبادل ادم أو سليم كلمه ليأخذ سلطان دفه الحديث  وكعادته دوما يتجنب المشاكل لذا لم يحمل ضغينه لما حدث بل أيقن أن كل واحد من اخويه أخذ بحقه : انا جيت اطمن علي عدنان لما عرفت أنه خرج من المستشفي 

اوما سليم بامتعاض واضح لتشير سعاد بحرج : اتفضل يا بيه وانا هطلع ابلغ عدنان بيه انك موجود 

اشار لها سلطان : متتعبيهوش ...انا هطلع له 

سخنت انفاس سليم ليوقف عمه : استني ياعمي 

التفت له سلطان باستفهام ليشير سليم الي سعاد : ادخلي شوفي الست حور فين 

أسرعت سعاد ليحتقن وجهه ادم بالغضب وينظر الي ابيه هامسا بحنق : عاجبك كده ....قولتلك مكنش في داعي اجي معاك

وكزه سلطان : وانا قولت لازم تزور عمك 

وقف سليم كالليث متأهبا لتنزل سعاد وتخبره بصوت خافت : في اوضتها وفارس بيه مع عدنان بيه 

اوما لها وتقدم امامها بينما 

قادتهم سعاد الي الاعلي ليقف سليم بوسط الممر المؤدي الي الغرف يطمئن الي خلوه حتي دخل عمه وادم الي غرفه عدنان  التي سرعان ما خرج منها فارس ليتفاجيء بوجود سليم : سليم صباح الخير 

اشار له سليم باقتضاب : صباح الخير 

نظر له فارس باستفهام : واقف عندك كده ليه ....تعالي نقعد تحت 

هز سليم رأسه وسرعان ما كان يقول : انا هاخد حور 

عقد فارس حاجبيه باستفهام : تاخدها علي فين ؟

هز سليم رأسه بعدم اكتراث : اي حته ....هاخدها وأخرج شويه عندك مانع 

هز فارس رأسه : معنديش بس افهم في ايه 

زفر سليم بغيرة واضحه : اكيد مش هسيبها قاعده وهو قاعد هنا 

اوما فارس بتفهم ليقول ببساطه : ماشي ...هي مراتك ومفيش مشكله تخرج معاك ....انا هبقي اقول للحاج 

اوما سليم واتجه الي غرفه حور ليطرق بابها ....ادخل 

اتسعت عيناها بمفاجأه حينما رأته : سليم 

ابتسم لها قائلا بينما اختطفت قلبه بخصلات شعرها الأسود الطويل المنساب حول وجهها : صباح الخير 

نظرت لنظراته لها  لتمد يدها سريعا تبحث عن وشاح رأسها الذي جذبته وسرعان ما أخفت به تلك الخصلات عن عيناه .....انت ايه اللي جابك ؟!

نظر لها سليم بعتاب ولكنه تابع بمرح : مع أنه مش اصول تقولي لابن عمك كده ....بس جيت اخدك نتمشي 

نظرت له حور بعدم فهم : نتمشي ؟!

اوما لها :اه ...ايه رايك 

تعلثمت بينما لم تحلم يوما أن تخرج بتلك البساطه ليبتسم لها سليم بحماس : يلا 

نظرت له وهي تحاول الا تركض كطفله صغيره برفقته : بس ...بس رجلي 

قال وهو يمد لها ذراعه : اسندي عليا لغايه العربيه ...متخافيش

...........

...

رفعت مني حاجبها بينما عادت الابتسامه الخبيثه تشق طريقها الي وجهها وهي تستمع لكلمات والدتها : طبعا له حق يغير عليها..... احسن تصرف أنه اخدها برا لغايه ما ادم بيه يمشي 

( يعني سليم هيتجنن ويولع الدنيا لو ادم قرب من حور ! )

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

16 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. أمينة ام ياسين5 نوفمبر 2022 في 12:32 م

    الله يح.....رقك يا مني

    ردحذف
  2. البارت حلو جدا يا رونا ❤️

    ردحذف
  3. البارت روعه منى دى عايزة ضرب الجزمه

    ردحذف
  4. البارت جميييل جدا وفعلا في أمثال زي مني دي كتيير

    ردحذف
  5. ياريت لو حور ترجع مع سليم وتبعد عن مني خالص .

    ردحذف
  6. البارت جميييل جدا وفعلا في أمثال زي مني دي كتيير شياطين في صورة بني ادمين

    ردحذف
  7. ياريت لو حور ترجع لسليم وتبعد عن مني شويه

    ردحذف
  8. روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  9. تسلم ايدك يا رورو بصراحه احلى من جبل الجليد لانك فيها بتشرحي شخصيه كل واحد لكن جبل الجليد كانت حور وسليم بس مبدعه

    ردحذف
  10. يخربيتك يامنى

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !