الفصل السابق
بتردد وضعت حور يدها فوق ذراع سليم التي مدها إليها لتستند إليه وهي تخطو الي خارج منزل ابيها....ارتجف جسدها حينما ازداد قرب سليم منها وهو يحيطها بذراعه ليجلسها الي سيارته ...اجفلت حور من قربه بخجل واستندت الي يدها لتعدل من وضع جلوسها سريعا اغلق سليم باب السيارة بجوارها بعد أن اجلسها ليستدير الي جهته وقلبه حرفيا يتحرك من موضعه لتلك المشاعر التي يشعر بها ....أدار السيارة ليتحرك بها خارجا من بوابة المنزل ليضع يداه اليمني علي ظهر مقعدها بتلقائيه وهو ينظر إلي الخلف ليتراجع بالسيارة لتتقابل عيناها بعيناه وسرعان ما كان يفقد تركيزة ويتطلع إليها ...بخجل أبعدت حور عيناها عن نظرات عيناه القاتمه ونظرت من خلال النافذه بجوارها لتتعلق عيناها بمشاهده ماحولها بينما بكل مره تخرج مازالت تري الخارج بعيون مبهورة من بعد طول سجنها بين جدران المنزل ....!
نظر اليها سليم بطرف عيناه ليري سعادتها وهي تتطلع من نافذة السيارة كالاطفال... داعب الهواء شعرها المغطي بوشاح خفيف وكعادتها تنزلق تلك الخصلات الفاحمه حول وجهها وهي تسرع لمحاوله اخفاءها بعفويه أصبح يحفظها ..... سار قليلا ثم أوقف السيارة وسط طريق فرعي صغير بين تلك الزروع المطله علي بحيرة خلابه صغيرة ...اطفيء محرك السيارة والتفت إليها يشير لها الي المنظر البديع حولهم : ايه رايك ؟
وجهت نظرها امامها لتري جمال تلك الطبيعه التي كانت تراها من علو شرفه منزلها من علي بعد ولكن الآن وهي بوسطها لها سحر اخر ....التفتت تجاه سليم الذي كان غارق بتأملها بينما كانت بالنسبه له اجمل من اي منظر خلاب اخر ...أسرعت تبعد عيناها عن عيناه حينما وجدته يتطلع إليها بتلك النظرات لترتبك كل أفكارها مما يفعله ومما تشعر به وتراه لأول معه مره ...!
انه يجعلها تشعر باشياء كثيرة تحمل سحر اول مرة ...
التفتت إليه حينما سألها : ساكته ليه ياحور ؟
هزت كتفها قائله وقد شردت عيونها في تلك الخضرة الشاسعه الممتده امامها : بتفرج ....طول عمري بشوف المنظر ده من بعيد ... اول مرة اشوفه من قريب كده
رق قلبه تجاهها أكثر بينما حقا وقعت ظلم كبير عليها بلا ذنب لتعيش سنوات خلف جدران المنزل ... نزل من السيارة لتنظر تجاهه باستفهام حينما فتح باب السيارة بجوارها ومد يداه إليها قائلا : تعالي ياحور ...انزلي
استجابت علي استحياء وهي تضع يدها فوق يده تستند إليها لتنزل لتلفحها نسمات الهواء وتداعب وجهها برقه ...
سار بها بضع خطوات ثم اسندها الي مقدمه السيارة قبل أن تضرب الحمرة وجهها حينما أحاط بخصرها النحيل وحملها ليجلسها فوق مقدمه السيارة ....اجفلت حور بخجل بينما ابتسم سليم وهو يحملها دون مجهود يذكر ليهمس لها بغزل : كأني شايل ريشه. ...
نظر إليها بعيون تشع اعجاب لتخجا من نظراته وتخفض عيونها بارتباك ....ويقف سليم بجوارها يتأملان سويا جمال الطبيعه حولهم ...
كانت الشمس تنشر أشعتها الذهبيه علي كل شيء وتعطي له بريق خلاب لتتنهد حور مطولا بارتياح ولم تشعر بمرور الوقت وكلاهما شارد بصمت بهذا المنظر البديع لتزداد مشاعرها وافكارها ارتباكها وقد انقلب كل شئ راسا علي عقب ... بينما تجاهه أصبحت تشعر باشياء كثيرة واول شعور بدأ يتوطن قلبها تجاهه هو الشعور بالأمان ....نفس الشعور الذي تشعر به تجاه فهد وأبيها .... دخل وسط دائرتها الصغيرة واستطاع أن يجد لنفسه مكان بها فلم تعد تشعر بهذا الخوف الذي كانت تشعر به تجاهه .... بعد فترة من الوقت
انزلها ببطء من فوق السيارة لتجد نفسها قريبه جدا منه رفع سليم يداه ببطء تجاه تلك الخصلات المتمرده من شعرها الفاحم ليعيدها اسفل طرحتها لتدغدغ لمسته مشاعرها البتول... تمهلت يداه لتلامس وجنتها ببطء وعيناه مازالت تتطلع الي عيونها التي خفضتها سريعا بخجل وهي تبعد يداه عن وجهها وتتراجع خطوة للخلف لم يحاول سليم الاقتراب منها بل تركها لراحتها وهو يقول : تحبي نتمشي شوية
اومات له ليمد لها ذراعه لتستند إليه ويسير بجوارها بين تلك الخضرة التي لمعت باشعه الشمس وقد تعالت أصوات العصافير لتكتمل تلك اللوحة البديعه والتي استطاعت إزالة جزء كبير من ذلك الحزن الذي كان بقلبها..
أشار اليها نحو تلك الأراضي الممتدة لبعد نظرها قائلا : دي بقي المزرعه الجديده اللي اشتريتها ... ناوي اعمل فيها بيت صغير لينا وبعد كام سنه نبقي نكبر البيت ده عشان ولادنا أن شاء الله
لم تعلق حور علي خططه بأن يكون لهم منزل واولاد بل
بحواره الودي معها وجدت نفسها تتناسي قليلا وضعهم وتندمج معه بينما لا تنكر أن الحلم جميل ليخفق قلبها بترنيمه جديده ( ولما لا ) ....تابع سليم حديثه لتري كم هو رجل بسيط بالرغم من صورته الخارجيه الصلبه ...فهو مثلها يحلم ببيت هاديء ... ببطء وضع سيلم يداه فوق يدها المستنده الي ذراعه لتتوهج المشاعر بقلب حور التي شعرت بدفء لمسه يده بينما اختطفها بحديثه وهو يتابع :تعرفي ان انا سميت الفرس اللي اتولدت علي اسمك
نظرت له حور ليهز رأسه بابتسامه وهو يتوقف قبالتها ويتابع : فرس حلوة اوي ... شبهك ...مد يداه تجاه خصلات شعرها ذات السواد الفاحم الذي لمع اسفل اشعه الشمس الذهبيه وتابع بحرارة وصلت إلي قلبها : مع أن مفيش شبهك ولا في جمالك .....انفلتت تنهيده عاشقه من قلبه بينما بدأت شفتاه برسم ملامحها عن طريق الكلمات : شعرك الاسود بلون الليل وعنيكي اللي بتلمع زي النجوم .... ضحكتك شبه شمس الشتاء عزيزة اوي
تهدجت أنفاسه وعيناه مازالت تنهل من ملامحها لينطق اخيرا بتمهل: اسمك حور وانتي فعلا حوريه .!
.............
....
زم ادم شفتيه بينما استقبله عدنان ببرود وتجاهل ليهتف لابيه وهو يغادر أمامه : قولتلك ياحاج مفيش داعي لوجودي ...اهو شوفت قابلني ازاي ولا كأني جاي اشحت منه
قال سلطان بتوبيخ : عيب ياولدي ده عمك
وبعدين انت مستني منه ايه ده انا خجلان احط عيني في عينه .....ازاي حتي متدافعش عن خطيبتك وانت الوحيد اللي كان معاك سلاح يومها
هتف ادم بامتعاض : وكنت اعمل ايه هو انا زيهم انا مهندس مش بتاع سلاح وشغل عصابات وثأر زيهم
نظر له أبيه بعدم رضي هاتفا : ماهواش ثأر ولا عصابات
انت راجل بتدافع عن عرضك مش مرتك تتاخد من ايدك وانت واقف ساكت ... امال لازمتك ايه
اشاح ادم بوجهه ليدفعه سلطان ليتابع نزول الدرج : اسكت وانزل يلا ..
زفر ادم بحنق وانطلق بسياره أبيه ولكنه ما أن قارب علي الوصول حتي تمهل بالسيارة وهو يمد يداه بجيوبه ...عقد سلطان حاجبيه : مالك ياولدي ...بتدور علي ايه ؟!
هز ادم رأسه وهو يقول بينما ينظر هنا وهناك : تلفوني ياحاج ... مش عارف راح فين
تلفت سلطان حوله ينظر في ارضيه السيارة ليقول ادم وهو يمد يداه الي ابيه : هات تليفونك ياحاج
أعطاه له سلطان ليطلب ادم رقمه الذي بدأ بالرنين ....
...........
....
عاد سليم مجددا ذلك الطريق وحور مازالت تستند الي ذراعه وعقلها مشتت بتلك الدقات التي تدوي بداخل صدرها بينما كلماته وغزله بها مازالت تتردد في أذنها وتمنحها شعور خفي بالسعاده الممزوجة بالخجل بينما لم تشعر بتلك المشاعر من قبل كأي فتاه ...ابتسامه هادئه ظللت تكلل ملامحها لم يغفل عنها سليم الذي كان يختطف تلك النظرات بطرف عيناه ناحيتها بينما هو الآخر كانت دقات قلبه تتحرك بداخل صدره سعاده بأنه يتقرب منها شيئا فشيئا ....توقف سريعا حينما هتفت حور به : استني
التفت سليم إليها لتترك يداه وتتجه بخطوات متحمسه تجاه طرف الارض الزراعيه
اسرع سليم خلفها : حاسبي رجلك ...في ايه ؟
أومات وأشارت له تجاه تلك ذلك الفرع الخشبي والذي تعلقت عليه سيقان ثمره الطماطم وقد لمحت من بينهم ثمرة من الطماطم الكرزيه : بحبها اوي
ابتسم سليم لها بحنان واوقفها ليخطو هو تجاه ذلك الفرع ويقطف لها أحدي ثمرات الطماطم ويعود إليها وهو يمسحها لها ويناولها إياها قائلا بعفويه : خدي يا حبيتي
ضربت الحمره بكامل وجهها وتحولت وجنتيها الي ثمره تشابهه تلك الثمره التي بيده حينما استمعت لتلك الكلمه لاول مره ( حبيتي )
هزت راسها قائله : لا مش دي
نظر لها باستفهام لتشير الي تلك الثمرة الكرزيه الصغيرة : دي
ابتسم لها وعاد ليقطفها لها وهو يبحث بعيناه عن واحده أخري ويقطفها لها .....اخذتها حور منه يده ووضعتها بين شفتيها لتختطف عيون سليم ودقات قلبه وهي تبتسم بسعاده طفله صغيرة : حلوة اوي
نظر لها بحنان : بتحبيها ؟!
هزت راسها وعادت تستند الي يداه ليسيران مجددا ويعودان الي السيارة ...
...
.......
خفق قلب مني بقوة وهي تنظر إلي رنين هذا الهاتف لتتلفت حولها قبل أن تخرجه من هذا المكان الذي أخفته به بينما ببراعه ودهاء أخذته دون أن يشعر أحد من تلك الطاوله بغرفه عدنان وهي تضع القهوة أمام ادم وأبيه ...
أمسكت الهاتف ووضعته علي أذنها بعد أن تأكدت أن لا أحد حولها لتقول بصوت متعلثم : الو
اجاب ادم سريعا : الو....انتي مين ...ده تليفوني ؟
أومات مني بخبث : أيوة يا بيه ....انا لقيت التليفون واقع علي الأرض
عقد حاحبيه باستفهام لتقول ببراءه مزيفه : ده بتاع سلطان بيه تقريبا
قال ادم : ده بتاعي ....انتي شغاله عند عمي
أومات مني سريعا بنفس المكر : أيوة يا بيه ....
قال أدم ؛ طيب خلي التلفون معاكي وانا جاي اخده
اغلق لينظر له أبيه باستفهام : فين ؟!
قال ادم بعدم اكتراث : تقريبا وقع من جيبي واحنا عند عمي ....هوصلك وارجع اخده
هز سلطان رأسه : لا ياولدي متروحش هناك لوحدك عشان متعملش مشاكل مع سليم
هز ادم كتفيه وهتف بضيق : انا رايح اخد تليفوني يا حاج مش رايح تعمل مشاكل
نزل من السيارة قائلا : كمل انت ياحاج وانا هروح اجيب التليفون واحصلك
.........
...
انتفضت مني من مكانها حينما بوغتت بدخول فرح لتسرع تخفي الهاتف في أحدي ادارج خزانه المطبخ
استغربت فرح عدم اجابتها لتناديها مجددا : مني ...
نظرت لها مني بعيون زائغه امتلئت بالحقد وهي تري خصلات شعرها الحريريه التي اسدلتها علي طول ظهرها بينما ارتدت عباءه منزليه غايه في الاناقه باللون الوردي وتزينت بالقطع الذهبيه ....نظرت فرح بدهشه الي صمت تلك الفتاه لتسألها : هو انتي مش اسمك مني ؟!
استعادت مني السيطره علي ملامحها وهي تهز راسها : اه
ابتسمت فرح بسماحه قائله : وانا فرح ... انتي شبه مامتك اوي
رسمت مني ابتسامه بارده علي شفتيها بينما لم ترحب بهذا الود من قبل غريمتها ....لتفكر بحقد ماذا ينقصها لتكون مكانها فهي جميله بل واجمل منها فقط أن ارتدت تلك الملابس والذهب لاصحبت افضل منها
تاهت مجددا لتستغرب فرح شرودها كل لحظه : مني ....بسألك عملتي الغدا بتاع عمي
هزت مني راسها : لسه...امي هتخلص تنضيف باقي البيت وبعدين تجهزه
قالت فرح بهدوء : طيب ما نجهزة انا وانتي ...الست سعاد تعبت اوي النهارده
نظرت لها مني وقالت ببرود وهي تتجه الي خارج المطبخ فهي تأبي أن تكون خادمه : لا ....ده شغل امي وهي هتعمله ..!
خرجت مني لتظل فرح واقفه مكانها بدهشه لتصرفات تلك الفتاه .
لم تجد فرح شيء تفعله لتتجه الي غرفه عدنان تتطمئن عليه ثم تتجه الي غرفتها تتحدث مع والدتها واختها لتتسع ابتسامتها وهي تتحدث الي وهج : مبسوطه اوي اوي ....فهد طيب وحنين معايا
تنهدت وتابعت : الحمد لله أن كل حاجه اتحلت....حتي سليم اخد حور وخرج عشان يخليها تتمشي شويه
خلف الباب كعادتها كانت مني تسترق السمع والحقد يتزايد بقلبها بينما تحاول بصعوبه أن تسيطر علي نيران حقدها بوعد أن كل شيء سيتغير لصالحها قريبا ...مجرد لحظات ويأتي ادم ويشتبك مع سليم كما تخطط ووقتها سيصيب حور نصيب من جنون غيرته ويتهور مما سيجعل فهد يقيم القيامه من أجل أخته وتعود نيران العداوة للاشتعال ....ابتسمت لنفسها برضي وخطت خطوة بعيدا عن الباب ...ضيقت سعاد عيونها بينما كانت تخرج من غرفه حور بأنفاس لاهثه بعد أن أنهت تنظيفها
لتلمح وقوف ابنتها بجوار غرفه فرح ....هزت راسها وزفرت بضيق من تصرفات ابنتها التي انتوت ان توبخها لولا مناداه عدنان عليها ....نعم يا بيه ...جايه حالا
............
....
اوقف سليم السيارة بعد طول تمني أن يطول الطريق أكثر وكذلك فعلت حور التي لا تنكر تلك السعاده التي تشعر بها وتخفيها داخل قلبها ....نزل سليم واتجه الي حور لينزلها بتمهل كذلك تمهل لسانه الذي أراد أن يطلب منها أن تعود معه ما دامت أصبحت لا تنفر من قربه ....فقط فلتعود وهو لن يستعجل اي شيء ...يكفي أن تكون يقربه ولكنه لم يتعجل تلك الخطوة فليتركها بضعه أيام أخري
تلفتت مني حولها ونظراتها الخبيثه متركزة لدي تلك البوابه تتمني أن يصل ادم بتلك اللحظه ويشتبك مع ادم بمشاجره تجعل النيران تتوهج بينهم مجددا ولكن خاب أملها حينما انتهي سليم من توديع حور وانطلق للخارج ولم يصل ادم بعد ...!
زفرت بغضب بينما ضاعت كل خططها هباء مجددا .
............
....
نظرت حور تجاه صمت مني التي كانت تستند الي يدها تلك الخطوات بعد أن تركها سليم لتسألها : مالك يا مني ؟!
هزت مني كتفها وزيفت ابتسامه وهي تقول : ابدا ....انتي كنتي فين ؟
ابتسمت حور لها قائله : هحكيلك ...بس خلينا نقعد في الجنينه زي ما بنقعد واعملي لينا شاي عشان نرغي سوا
أومات مني وعلي مضض اخذت بيد حور لتجلسها بهذا الركن الخلفي من الحديقه الذي تحب حور الجلوس به لتتنهد حور وتجلس بانتظار مني التي اتجهت الي الداخل ولمن لحظه ودق قلبها بقوة حينما لمحت ذلك الذي يتهادي بخطواته متجها الي داخل البوابه الحديديه ....أسرعت مني ناحيته وهي ترتب تلك الكلمات
مدت يدها اليه : اتفضل يا بيه
أخذ ادم من يدها الهاتف : متشكر
وضع يداه بجيبه وأخرج بضع ورقات نقديه ومد يداه بهم الي مني قائلا : خدي دول
هزت مني راسها وتلتفت حولها قبل أن تقول بتعلثم : شكرا يا بيه
اصر ادم وأصرت مني علي رفضها ليهز رأسه وينتوي المغادره لولا أنها أوقفته تناديه بصوت خفيض : ادم بيه
التفت لها باستفهام : نعم ؟!
تعلثمت وهي تكسو صوتها بالبراءه بينما تقول :
انت ....قصدي حضرتك عارف اني صاحبه حور
اجفل ادم لسماع اسمها ليشيح بوجهه بعدم اهتمام لتسرع مني تقول : حالتها صعب اوي ....
انتبه ادم ليعود ينظر إلي مني باستفهام : ليه ؟!
هزت مني كتفها وتابعت بتأثر زائف : هيكون ليه ...عشان بعدت عنك يعني بعد اللي حصل وكده
اشاح بوجهه بصمت لتتابع مني بخبث شديد اسفل برائه نبرتها :دي هربت كذا مرة وكانت هتموت نفسها
مش قادره ابدا تقبل اللي حصل ....واخر مره هربت من يومين عشان تنفد بجلدها
التفت ادم بجبين مقطب بينما لم يتخيل أن تصل الأمور لهذا الحد لتهز مني راسها وتكمل بفحيح سمومها : بس سليم بيه مسكها ومش بس كده
صمتت ليقول ادم بجبين مقطب : ايه اللي حصل
زمت مني شفتيها بتأثر زائف وهي تتابع بأسي : اهو عمل اللي عمله ونزل فيها ضرب وكمان كسر رجلها واهو فواز بيه بيداري علي عمايله والكل ساكت ..فهد وفارس بيه ساكتين عشان جوازتهم والغلبانه حور اللي بتدفع التمن ...
بصراحه مكانش ليك حق تسيبها في أيديهم دول مفتريين كان لازم تدافع عنها
سرت الدماء الحارة بعروق ادم من سماعه لما حدث لها ليزمجر بها ويتحمل هو نتيجته لانه تركها لسليم بذلك اليوم ولم يدافع عنها : انتي بتقولي ايه يابت انتي ...؟!
قالت مني سريعا باستدراك : اسفه بس قصدي حرام علي الاقل حد يقف جنبها
انت ابن عمها وميرضكش أن حاجه وحشه تحصلها ولو سليم بيه فضل كده ممكن يموتها
زمجر ادم بغضب واندفع خطوة تجاه الداخل لتتسع عيون مني بهلع : استني يا ادم بيه رايح فين
قال ادم بغضب : داخل لعمي اشوف ازاي يقبل بحاجه زي دي
هزت مني راسها سريعا بينما لا تحتمل أن كل خطه تعدها تبوء بالفشل : لا ...لا ما انا قولتلك كلهم ساكتين
زفر ادم بحنق : هي فين ؟
اتسعت عيون مني وسألته بتوجس : حور
اوما لها بصدر منتفخ بالغضب لتقول مني بكذب : في اوضتها ....نظرت له وتابعت بخبث : انت سيادتك تروح دلوقتي وانا هديك رقمي تكلمها في التلفون
نظر لها ادم بانفعال : وانا لسه هستني اكلمها ...اوعي انا رايح اشوفها
هزت مني راسها واسرعت تمسك به حتي لا تفسد خطتها : لا لا ....مينفعش
نظر لها ادم : مينفعش ايه ؟!
قالت مني بتعلثم : ماهو ...ماهو اصل هي محبوسه.
سخنت دماء ادم بعروقه وانتوي أن يندفع الي الداخل لولا ظهور حور التي كانت تستند الي الحائط وهي تأتي من الحديقه الخلفيه حينما استشعرت تأخر مني في العوده اليها ....بوغتت حور بأدم واقف مع مني التي نطقت بأسمها وماتت باقي كلماتها علي شفتيها حينما رأته : مني...انتي اتأخ ...!
نقلت مني نظراتها بين ادم وحور بتوتر بينما اسرع ادم بخطواته تجاه حور يسألها بقلق ونبره لهيفه حينما وجدها تتعكز بخطواتها: حور انتي كويسه ...عمل فيكي ايه ؟.!
بتلقائيه تراجعت حور للخلف دون أن ترد عليه
لتتسع عيون مني بسعاده وسرعان ما يختفي كل توترها حينما أتت الرياح تلك المره بكل ما تشتهيه وهاهي سيارة سليم تدخل الي الفناء بينما لا تدري سبب لعودته إلا أن خطتها اخيرا صادفها النجاح وهاهي نظرات الغيرة توهجت بعيون سليم الذي كان قبل لحظه يبتسم بسعاده ولم يهديء له بال الا حينما قلب البلده واحضر لها تلك الطماطم الكرزيه التي عرف بحبها لها ليضع تلك السله بسيارته ويعود سريعا خلفها
نزل من سيارته واصطدم بأدم واقف أمام حور التي كانت تتراجع تلك الخطوة ...!
.........قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك