اسيري ( الفصل الحادي عشر)

13


 

مرت نصف ساعه بعدها ساد الهدوء انحاء المنزل بعد أن  انتهي الحفل... انتهي رعد من توديع الجميع ليلتفت بعدها الي سوسن قائلا : بعد ما تخلصي تنضيف ابقي روحي وخدي إجازة يومين ياسوسن انتي وكل الشغالين

هزت سوسن راسها بابتسامه : حاضر يارعد باشا والف مبروك 

سحب رعد نفس عميق قبل أن يتوجه الي الدرج صاعدا  نحو غرفتهما ....فتح الباب ووقف علي اعتابه يتطلع الي تلك الغرفه التي مفترض أن تجمعهما بعيون حملت سخريه اخفي بها ضجيج قلبه الذي يخبره بفرحه ساذجه أنها أصبحت له بعد كل هذا العناء ليتجاهل كل هذا الضجيج ويظل متمسكا بعناد عقله أنه لا شيء تغير ...!

نعم فهي مازالت هذا الحلم المستحيل والذي تغير فقط كذبته التي صدقها بأنه لم يعد يحلم بذلك الحلم المتمثل بها ...فهي لا شيء إلا انتقام من الماضي الذي عاشه معها وحفر خطواته به بالصخر من أجلها منكرا بشده أن لا ذنب لها بهذا الانتقام 

..اتجه ناحيه غرفتها ودون استئذان فتح الباب  .... كانت صبا ماتزال جالسة بفستانها منذ صعودها فقط خلعت حذاءها والقته بعيدا وتمددت علي الاريكة وعيناها المتعبه شارده في الفراغ امامها تسأل نفسها لماذا قبلت هذا وقبلت كل شيء قبله ...لماذا تقبل دوما اي شيء مفروض عليها دون تفكير .... انتفضت حينما رأته يدخل الي غرفتها فقامت مكانها وهي تقول بهجوم لاذع من فرط شعورها بالاهانه من جانبه قبل الحفل : جاي عاوز ايه ...مش خلاص نفذت كل اللي انت عاوزه

جعلت كلماتها الهجوميه دماء الانتقام الحارة تتأهب في عروقه ليقول بسخرية وهو يخطو ناحيتها  : لسه يا بنت الحريري حسابنا مخلصش

توهج وجهها بالغضب من مناداته لها بهذا النعت ليصر علي اهانتها بذكري ابيها لتقوم من مكانها وتندفع ناحيته مزمجره بانفعال : انا ليا اسم ....مش اسمي بنت الحريري 

ضحك رعد بصخب ولم ينسي اضافه السخريه الي ضحكته بينما ضغط علي وريدها وهو يردد بتهكم : ايه ياصبا الحريري جرحت مشاعرك وانا بجيب سيرة الباشا تاجر السلاح !

احترق قلبها من إهانته وامتليء فمها بالكلمات ولكن خانها صوتها الذي اختنق بداخل حلقها الذي غص بقوة لتكتفي بنظرات عيونها التي وجهتها ناحيته وليتها لم تفعل بينما اخترق عتاب عيونها قلبه العاشق لها وسرعان ما انتفض بداخل صدره متمردا علي تصرفات عقله القاسي عليها الذي يجرحها بخشونه ليزيد عقله من سطوته علي قلبه ويتعمد أن يزيد من قسوته عليها طامحا في الإنتصار علي اي مشاعر مازالت بقلبه لها كما يزعم بينما يتجاهل حقيقه ان قلبه لا يحمل لها فقط مشاعر باقيه بل إن قلبه بأكمله ملكها وأسير لحبها ...!

نظر لها بجمود وهو يقول ساخرا من نفسه قبل أن يسخر منها : بتبصي ليا كده ليه ..؟ ايه فاكرة هتأثري عليا ولا فاكره اني هجري اركع قدامك تاني واقولك سامحيني ...؟! 

اكتفت وفاض الكيل من تصرفاته الجارحه لتشيح صبا بوجهها عنه وهي تمسك بصعوبه دموعها خلف اهدابها لتقول بصوت مستسلم أمام سطوته التي لا تستطيع الوقوف أمامها : مش بفكر في أي حاجه ...بس و كفايه يارعد ...انا مش قادره ادخل معاك في جدال اكتر من كده ....خانتها عيناها ونظرت إليه مجددا بنفس العتاب بينما تتابع باستسلام: انت كسبت ودمرتني زي ما بتقول اني دمرتك ...كفايه بقي .!

عكس ما توقعت أن تسكته كلماتها لا بل ألهبت من نيران عيناه بينما يحدث نفسه ....بتلك السرعه تكتفي ..... حتي انتقام يبرد به نيران قلبه تستكثرة عليه ....لا ... واهمه فلن تكون الكفايه الا حينما يكتفي هو ...أن لم يكتفي قلبه من حبها فليكتفي عقله بعذابها ...! 

ليهز راسه بصلابه هاتفا : لا مش كفايه ....لسه كتير اوي 

اسدلت عيناها بخزلان وهي تقول : لسه ايه تاني 

أولاها ظهره واتجه الي باب الغرفه قائلا : لسه حسابنا بس مش هنا .... تعالي ورايا علي أوضتنا 

انصدمت ملامحها من هذا الجبروت الذي يخبرها بحساب وعقاب لاتدري له سبب إلا أنها تمزقت بينه وبين ابيها لتنتفض من أفكارها علي صوته الذي زمجر بها بانفعال : لسه واقفه عندك ليييه ....قولت ورايا

اكتفت حقا لتتسمر قدماها بالأرض برفض وترفع وجهها إليه بتحدي : لا كفايه يارعد ......كفايه وانسي اي حاجه بتفكر فيها ...مفيش حاجه اسمها أوضتنا 

انا مش هنام مع راجل غريب في أوضة واحدة

عقد رعد حاجبيه واتجه ليقف قبالتها قائلا وهو يرفع حاجبه بينما استفزه رفضها : انا مش راجل غريب انا جوزك ...اقترب منها بضع خطوات فحبست أنفاسها بترقب لخطوته لتتراجع خطوة للخلف ما أن امسك بذراعها وجذبها خلفه بهمجيه تجاه تلك الغرفة الأنيقة التي فتح بابها وادخلها إليها لتقف بمنتصفها وتلتفت إليه بتأهب  

تركها ودفع الباب بقدمه ليغلقه لتمتليء رئتها بالهواء الغاضب وتلوح بيدها أمام وجهه صارخه وهي تكتفي من عدم الفهم لكل تصرفاته القاسيه معها بينما بوضوح هي الضحيه وليس هو : قولتلك كفايه بقي ... اللي بتعمله ده هيخليني اكرهك اكتر وابعد عنك وعمري ما هحبك وانت بتتعمد تهيني ... كفايه بقي....غلب العتاب نبرتها وهي تتابع : ايه اللي جرالك وبقيت كده ازاي ... انت مش رعد اللي اعرفه

بالتأكيد ضغطت علي وريده بتلك الكلمه التي فقط كانت كل ما استمع لها من كل ما نطقت به وهي أنها تكرهه بينما لم يترجم عقله أنها تريده أن يتوقف عن معاملتها بتلك الطريقه التي لن تزيدها الا نفورا منه أو من سواه فمن تقع بحب رجل يتعمد إهانتها واذلالها 

نظر لها رعد مطولا قبل ان يقول بهدوء : طريقتي معاكي دلوقتي غلط 

هزت صبا راسها وهي تنظر إليه وقد ظنته بدأ يفهم : أيوة 

نظر لها بخبث وتابع : مش عاجبك رعد الجديد ....عاجبك القديم ؟!

ظلت صامته وعيناها تنظر إلي عيناه تحاول فك الغاز نظراته التي لم تعد تفهمها وكأنه بالفعل مصاب بانفصام في شخصيته التي أصبحت قاسيه بشكل لايعهد أم أنه بالفعل كان هكذا وفقط هي من لم تكن تعرفه ....اقترب منها رعد بحركه مفاجاه وتوقف امامها تماما بينما يسألها بنبره هادئه أخفت خلفها خبث نيته : رعد العاشق الولهان بتاع زمان احسن 

ارادت الرد ولكن لسانها لم يسعفها حينما جذبها بلحظه إليه ليصطدم جسدها بعضلات صدره البارزة من أسفل قميصه الابيض المشدود فوق صدره ....رفعت وجهها إليه وليتها لم تفعل ففي لحظه كانت ذراعيه تطوقها بينما يبتلع اي كلمات لها في قبلته التي اجتاحت شفتيها بشغف وقوة وشراسة ....تفاجات صبا بقبلته وحاولت دفعه وإبعاده عنها ولكنه لم يترك اسر شفتيها وتابع قبلته التي بدأت بشراسه تلتهم شفتيها قبل أن تسيطر عليه مشاعره ناحيتها وتتغلب علي اي شيء اخر لتأخذ قبلته منحني جديد وتزداد مشاعر وشغف وهو يدخل يده في خصلات شعرها يتلمسها برقة ويجذبها اليه اكثر لتتعمق قبلته اكثر قبل أن تنزل شفتيه نحو عنقها يقبلها ببطء مدروس جعلها بعد قليل تستسلم لقبلاته الدافئة فبدأت يدها بالتراخي عن صدره المكدس العضلات واغمضت عينها وهمست بانفاس مقاطعه :ر.. رعد ابعد....

: هشششش 

همس بها وقد عادت شفتيه تلتهم شفتيها بقبله ولكن تلك المرة كانت قبله حارة لم تترك لها أي فرصة للمقاومة وهي تشعر بشفتيه تتحرك برقة فوق شفتيها مستكشفة كل زاوية فيها لحظات و كانت كل مقاومتها قد اختفت بينما جذبها لبحر من العشق هي جاهله بمباديء السباحه به لتترك نفسها له ليشعر باستكانتها بين ذراعيه مستسلمه واخيرا لغزوة لمشاعرها تماما .....حاول اخبار نفسه أن عليه التوقف بعد أن وصل لاستسلامها الذي أراد أن يثبت لها به أنه ليس وحده الأسير ولكن أبت شفتيه ترك تذوق جنتها ليظل ينهل بلا توقف من شفتيها ثم  تتجه شفتيه نحو عنقها بقبلات صغيرة متلهفة بينما لمعت عيناه برغبته المتوههجه بها وقد شجعه استسلامها لتتجه يداه تجاه تلقائيا كالمغيب الي ازرار قميصه يفكها ويخلعه عن صدره قبل أن يتراجع بها تجاه هذا الفراش الوثير ويدفعها برفق فوقه ثم يستلقي فوقها أخذت لمساته تزداد جرأة ورغبة فوقها فاستسلمت لتلك المشاعر التي تشعر بها لاول مرة بين يديه وهي لا تفكر بشيء فقط استسلمت لاجتياح عاصفه تلك المشاعر ... بدأت يداه بأبعاد حمالات فستانها وانحني ليقبل كتفها العاري فوجدت يدها ترتفع لتتخلل خصلات شعره الفحميه لتبدأ إرادته بالتبخر أمام عشقها لتتحرك يداه تجاه تجاه سحاب فستانها ويكاد يخطو مجددا داخل أسرها بمليء إرادته لولا صوت عقله الذي تعالي بداخله بتلك اللحظه الفاصله ... فجأه وجدته صبا يبتعد عنها بينما لاتدرك كم جاهد رعد نفسه لينتزع نفسه من.  بين أحضانها ....فتحت عيناها ببطء وقد لاحت الصدمة علي وجهها حينما وجدته يطالعها بتلك النظرة العابثة التي أتقن رسمها وهو يرفع الغطاء نحو كتفها العاري وهو يقول ببرود :آسف يابنت الحريري مش قادر اكمل.... مش عاوزك  

نهض من جوارها واولاها ظهره ووقف يعيد ارتداء قميصه بينما هو بقوة يحاول التحكم في نفسه ويستعيد بروده بعد تلك العاصفه الناريه التي اجتاحت كيانه

... ظلت صبا مكانها للحظات غير مستوعبة مافعله للتو أو ما نطق به بعد ما جعلها تعيشه بتلك اللحظات وهي كالساذجه الغبيه ركضت الي أحضانه دون ادني مقاومه بعد كل ما فعله بها 

.. شعرت بالنيران تتاجج بداخلها اثر مافعله بها فقد تعمد اذلالها بتلك الطريقة المهينه فأخذ صدرها يعلو ويهبط من الغضب فصرخت به بانفعال حينما فهمت من نظراته المتشفيه أنه قصد التلاعب بها بتلك الطريقه المهينه لتندفع الدموع الي عيونها وهي تلملم أطراف ثوبها وترفعه فوق أكتافها لتنظر اليه بعدها بحقد متولد من فعلته وتهتف به  :انا بكرهك 

تابع رعد إغلاق ازرار قميصه وهو يقول بهدوء مزيف يخفي به كراهيته لنفسه ولغضبه الذي ينفثه بها بطريقه استغرب بها نفسه  :واضح ....

اندفعت بغضب تجاه باب الغرفه ليمسك رعد بذراعها يوقفها : رايحه فين ؟!

نزعت ذراعها من يده وهي تهتف به 

صارخه بقهر واضح في نبرتها : ملكش دعوه بيا ....نظرت له بعيون مقهورة حبست بداخلها دموعها وهي تتابع : 

انت قصدت تذلني وتهني وخلاص وصلت للي انت عاوزه.. يبقي تطلقني

نظر اليها ولم يتحدث فيما تعالي صوتها المختنق بالدموع وهي تحاول تجاوزه نحو باب الغرفة : انا مش عاوزة اقعد هنا سيبني في حالي بقي وكفايه 

امسك رعد بذراعها يوقفها ولكن حقا لم تسعفه اي كلمات بينما حاولت صبا التخلص من ذراعيه القوية التي أمسكت بها  لتصرخ به بحدة واصرار : قلتلك مش عاوزة افضل هنا 

جذبها رعد تجاهه متجاهل مقاومتها له ورفضها له وهي تهتف به : ابعد عني قولتلك مش هقعد هنا 

جذبها رعد تجاهه أكثر لتصطدم بأنفاسة الساخنه ورائحة عطره الرجولي الاخاذ بينما اقترب بعد منها قائلا بحزم : هتقعدي 

رفعت صبا عيناها التي احتقنت بها الدموع هاتفه : ليييه

انت عملت اللي انت عاوزة  ...سيبني في حالي بقي وابعد عني وعن حياتي 

للحظه لم يستطيع رعد السيطرة علي اهتزاز نظراته 

ليس لرفضها الدائم له ولكن لأنه متقين أن تلك المره هو من دفعها لتبتعد عنه بعد ما فعله بها 

وماذا كان يتوقع منها لترفع صبا راسها إليه وتنظر له بعيون منكسرة وهي تقول : انت وعدتني انك هتطلقني ...

صمت لحظة ليتذكر وعده لها أنه سينهي كل شيء لينفلت عتابه الاذع من شفتيه : ما انتي كمان وعدتيني... 

نظرت الي عيناه لتري بها مجددا ذلك الرجل الذي دوما ما يخبرها أنه الضحيه بكل الحكايه وليست هي ....سيطر رعد علي نفسه واستعاد مجددا صلابه ملامحه ليشيح  بوجهه عنها وتتراخي  ذراعية من حولها ويتركها 

ويتجه ليجلس علي احد المقاعد واضعا احدي قدميه فوق الاخري ويشعل سيجارة ليحاول أن يكون بتلك الصورة البارده وهو يتحدث : عموما... متخافيش انا هطلقك .....نظر لها وتابع :  مش عشان وعدي لا.. عشان مش عاوزك خلاص .. 

قالها بجدية ولا مبالاه أتقن رسمها مما جعل وجهها يحمر أكثر من فرط تعمده اهانتها وتماديه في اخبارها أنها لاشيء بالنسبه له كما ظن أنها دوما ما تفعل به هذا

تابع بنفس الهدوء وهو ينفخ دخان سيجارته : مش هينفع اطلقك دلوقتي المفروض ان جوازنا يبان طبيعي كام شهر وبعدين نتطلق 

عاد مجددا ينفث دخان سيجارته ثم قال بلهجة إمرة ; اقعدي 

ظلت واقفة مكانها تنظر الية بينما صدرها يعلو ويهبط من فرط انفعالها فهو عذبها بما فيه الكفايه ومع ذلك هي ما تزال واقفه تتحدث معه .....عن أي زواج يتحدث وعن اي أشهر ستبقي معه بعد كل ما حدث ... تجلت نظرات الاستهجان في عيونها وهي تتطلع الي الرجل الذي تحول إليه ...بارد قاسي جبروت لا يقهر ....ماذا حدث له وايضا يتهمها أنها السبب به ...! 

تقابلت عيناه بنظرات عيونها المشتته ...نفس تلك النظرات الضائعه التي لا ترسو علي بر ....يري بها نفس التردد وعدم اتخاذ قرار ....نفس الفتاه التي اختارها دون عن الجميع وهي لاتدري ماذا تختار ....

ليقبض علي معصمه بغيظ منها وهو يقول : احكيلي عن كل اللي حصل في اليوم ده 

نظر لها وتابع باتهام : بعد ما وعدتيني انك تديني فرصه وهربتي ....ازدادت حده اتهامه : هربتي ليه ؟

قالت بدون تفكير : كنت خايفة 

صدمته كلماتها فلم يتوقع ان تنطق بتلك الكلمه ...ليفيض الكيل بصبا التي نطقت بكل ما يجول بصدرها  ... خوفت اكسر وعدي لبابا... 

نزلت دموعها وقالت بألم :وقبل ماتقول اي حاجة عنه أو تتهمه بحاجه اعرف انك بتتكلم عن بابا .. اللي انت عمال تجيب سيرته وتذلني بيه ده يبقي ابويا.. ابويا اللي مات قدامي بعد ماشوفتك بتهدده .....ابويا اللي اخر كلمه قالها ليا اوعديني ...كنان الحريري يبقي ابويا... مهما قولت عنه أو اتهمته هيفضل ابويا وعمري ما هصدق عنه اي حاجه وحشه .... 

.... نظرت له باتهام وتابعت :  انت شايف أنه تاجر سلاح وانا شايفه أنه ابويا وأنه بريء من كل اللي بتتهمه بيه ...

استشرست نظرات رعد الذي لوي شفتيه بتهكم مقصود : شايف وبريء ...؟! 

قام من مقعده واتجه ليقف امامها هاتفا بانفعال : انتي لسه بتضحكي علي نفسك ومصدقه أنه رجل الأعمال التقي .....ضحك بسخريه جارحه وتابع : خليكي عايشه في الوهم ده كتير براحتك ...مش فارق معايا اثبتلك طالما شايفاه بريء 

احتدمت نظرات صبا التي أزاحت دموعها بظهر يدها ونظرت له بمواجهه: امال ايه اللي فارق معاك 

نظر لها رعد باتهام مماثل : هربتي ليه بعد ما وعدتيني انك تديني فرصه ؟

هزت صبا كتفها وقالت بسخريه مريره : وانت كنت متوقع مني اعمل اية بعد اللي عملته ..... احافظ علي وعدي معاك واديك فرصة وانسي ان ابويا مات بسببك...؟!

قطرت نبرتها المزيد من المرارة وهي تتابع بلسان ساخر بينما هو من يتهمها أنها تعيش في الأوهام وهو من يعيش بأكبر وهم بعد أن ظن أنه الضحيه وليست هي . : كنت متوقع مني اعتبر الورقه اللي جبرتني امضي عليها دي جواز صح ...... كنت متوقع مني اسمعك بعد اللي عملته معايا وانت سكران... كنت متوقع مني اسلمك نفسي وانت حابسني وبتهددني يااتجوزك ياتغتصبني.... كان لازم اهرب منك عشان مكنتش هتحافظ علي وعدك... زي ماوعدتني ان محدش هياذيني طول مانت موجود وسيبتني بايدك لرجالتك... زي ماوعدتني انك مش هتاذيني وضربتني وهنتني وذلتني ولسه عمال تهين فيا وتذلني ومفيش علي لسانك الا بنت الحريري ....كل كده ومش هتأذيني 

احتدمت نبرتها ورفعت عيناها إليه وهي تتابع اخر كلماتها :كنت خايفة منك بعد اللي عملته معايا واللي مخلاش جوايا ذره ثقه فيك 

كان وجهه بلا تعبير وهو يستمع اليها ولكنه كان يضغط علي يده حتي ابيضت مفاصله.. : ومقولتليش لية ؟ كان هذا صوته الذي خرج بهدوء يتنافي مع انهيارها لتقول :اقولك اية؟... هو انت كنت هتسمعني اصلا...مكنش قدامي الا اني اهرب و أدهم هو اللي وقف جنبي 

احتدمت نظراته الغيورة وهو يقول من بين أسنانه : وقف جنبك .....ايه البيه كان قديس وانتي قاعده في بيته ؟!

عقدت حاجبيها واستنكرت سؤاله لتهتف به باندفاع : ... انت اتجننت.. ادهم ده صديقي واكتر من اخويا.. هو اكتر حد بثق فيه 

اندفع بغضب من دفاعها عن ادهم ليزمجر بها بغضب  ; صوتك ميعلاش عليا واخرسي خالص ...

 تجرأت صبا لتصيح به بانفعال : لا مش هخرس ... امسك ذراعها بعنف ودفع بظهرها الي الحائط وقبض بيده علي فكها وهو يقول بغضب : لو اتكلمتي معايا كدة تاني هقطع لسانك.. 

طفرت الدموع من عيناها بألم من وحشيته معها ... بينما هو شعر بغصة في قلبه حينما راي دموعها واخيرا قد تحررت من مقلتيها.. ليتركها ويكمل وهو يخفي امتعاضة من نفسة بمزيد من الاتهامات : وياتري وقفه البيه جنبك كانت مقابل ايه ...؟!

انصدمت ملامح صبا لتندفع ناحيته صارخه بغضب شديد :مقابل ايه وازاي اصلا تنطق عني كلمه زي دي .....انا مش كده ....رفعت راسها بكبرياء وتابعت : انا صبا الحريري اللي حبستها ومقدرتش تقرب منها .....

نظرت له باحتقار ورشقته بغضب كلماتها : بابا كان عنده حق في رأيه فيك 

التفت لها وتوهجت عيناه بالغضب ليزمجر بصوت جهوري  

 :متجبيش سيرته تاني بينا

قالت بتحدي وهي ترفع وجهها إليه فقد تقبلت الكثير ولن تسمح له بالمساس بشرفها أو تربيتها . : انت اللي متجبش سيرته تاني... مش هسمحلك

احتدمت نظرات رعد العدوانية :وانتي مين عشان تسمحيلي او متسمحليش متنسيش نفسك يابنت الحريري ...

عاد مجددا لاذلالها ولكنها تلك المرة لن تصمت فوقفت في مقابلته وقالت بتحدي : انا منستش نفسي.... انا صبا الحريري اللي بقالك سنين بتجري وراها وانت عارف انها بنت تاجر سلاح زي ما بتقول ... ياريت انت بقي اللي متنساش نفسك وتقول كل شوية انك مش عاوزني وانت مش بتشوف نفسك قدامي بتبقي عامل ازاي... توقفت عن كلماتها الجريئه التي نطقت بها والتي لم يكن أبدا من العقل نطقها امامه فلا تعرف كيف تجرأت علي النطق بها والتي لم تكن سوي لاستفزازه وندمت اشد الندم علي حينما رات تلك التعابير علي وجهه والتي لم تستطع تفسيرها فبدأ صدرها يعلو ويهبط لشدة توترها فأمسكت ببقايا فستانها وعادت بضع خطوات للخلف وهي تقول :رعد انااا مكنتش اقصد انا بس.....توقفت الكلمات في حلقها وهي تراه واقف امامها وقد اصطدمت بعضلات صدره القوي فيما انحي نحوها وقال والشر يقفز من عيناه :عيدي بقي كنتي بتقولي اية .....سيطر الرعب علي قلبها وهي تقول..:انت..أنت اللي استفزتني

أبتسم بسخرية وهو يقول : اية جرحت مشاعرك يابنت الحريري لما قلت مش عاوزك 

أومات صبا بثبات زائف : ابعد ومتقربش مني ..... 

نظر لها ساخرا : ايه مش لسه قايله اني مش بشوف نفسي ببقي عامل ازاي قدامك ....!

امسك بذراعها فنفضت يدها بغضب وهي تنظر اليه بعيناها التي حملت شراسه مع بقايا دموعها : متلمستنيش...وكفايه بقي تخوفني 

....انت مش خلاص وصلت للي انت عاوزة..هنتني و ذلتني .. اخدت حقك وانتقمت مني 

انفجرت الدموع التي حبستها بداخل جفونها وهي تتابع : كفايه ....انا بنت تاجر السلاح وانت الضابط الشريف ...مفيش طريق هيجمعنا يبقي طلقني 

نظر اليها وهي تبكي بحرقة شديدة جعلته يشعر بالذنب فهي لاتعرف مقدار السعادة التي شعر بها وهي بين ذراعية وانتزع نفسه من فوقها انتزاعا لانه خشي ان تتركه مجددا كما فعلت من قبل ... رق قلبه وهو ينحني نحوها ورفع يده بتردد ووضعها علي رأسها قائلا بهدوء سرعان ما تبدل به غضبه بشتات بينما بالفعل لم يعد يدري ماذا يفعل فقط كفايه ...فليكتفي وليهدأ كلاهما بعد كل تلك الجروح التي وضعها كل منهم بالآخر : اهدي.. خلاص متعيطيش

أبعدت راسها عن لمسه يداه وهي تقول : ملكش دعوة بيا.. انا عمري ماهسامحك علي اللي عملته فيا... طلقني 

تنهد بقوة وهو يقول :صبا قولتلك قبل كدة مفيش طلاق ....خلينا نهدي خلاص انا مش هعملك اي حاجه 

هزت راسها بإصرار ; هتطلقني ودلوقتي 

زفر بضيق قائلا :انتي شكلك اتجننتي 

رفعت عيناها الباكيه إليه وهي تقول :ايوة اتجننت وهتطلقني يعني هتطلقني... لو مطلقتنيش ههرب تاني

حمقاء غبية هكذا تنطق بلا تفكير.. تريد ان تجرحة كما جرحها ....أشعلت مجددا الوسط بينهم لتتراقص الشياطين أمامه في تلك اللحظة ويعود غضبه يشتعل فامسك ذراعها وجذبها لتقف امامه ويضغط عليها بقوة وهو يقول بتحذير شرس : ابقي فكري تعمليها ومتلوميش غير نفسك يابنت الحريري... 

نظرت له بغضب وحاولت نزع ذراعها من يده لتعقد حاجبيها بألم شديد وهي تضع يدها الأخري فوق موضع قبضته تدلكها من الالم 

نظر رعد الي ذراعها وقد رأي اثار اصابعه عليه ليقول بخنق من نفسه علي كل اذيته لها : بلاش تستفزيني 

اندفع الي الحمام وتركها ....فأن ظل معها لحظة اخري سيفقد اي ذرة عقل لدية.. . اغمض عيناه وهو يتذكر قسوته عليها... انها لاتعرف انه يعاقب نفسه قبل ان يعاقبها... نفسه التي تريد الارتماء بين يديها طالبه العفو... ولكن كرامته لا تسمح له فهو لن يتسول حبها مجددا... وهي مازالت تعايره بذلك الحب..وتهدده بالهروب... غبي لو ظن انه سينال حبها يوم ما... تنهد وهو يفكر بأنه سيرضي ان تظل امام عيناه وسيكتفي بهذا.. ولكن حبها لن يطمح في الوصول اليه..! 

. مسح شعره الي الخلف بينما كان الماء يتغلغل بين خصلاته الناعمة يريد مسح كل ماحدث فهو لم يكن هكذا كما قالت ....أنه قاسي يعاقبها علي مشاعره هو 

... بعد قليل خرج وهو يلف المنشفة حول خصره والاخري علي كتفه يجفف بها شعره ليجد الغرفه خاويه كما توقع ....جذب بنطال قطني ارتداه والقي المنشفه من حول كتفه ثم نزل للاسفل بخطوات هادئه فهو اغلق كل الابواب وهي لن تغادر ...

.. بالفعل لم تستطيع المغادره لتجلس بخزلان واستسلام علي أحدي الدرجات الرخاميه التي تحيط بالبهو بينما افترشت غيمه ثوبها الابيض حولها وقد نكست راسها بين يديها ..... استمعت لصوت خطواته خلفها و لكنها لم ترفع راسها ليتوقف رعد خلفها لحظات وقد المته جلستها بتلك الطريقه ....لم يتوقع أن يجرحها هكذا ولكن شظايا عشقه المكسور إصابتها من فرط وجعه ...

استمعت لصوت تنهيدته قبل أن يقول بصوت هاديء وهو. اقف خلفها : صبا انتي كويسة 

هتفت به بغيظ بينما تجرأ وسأل سؤال كهذا بعد كل أفعاله :ملكش دعوة بيا ..!

هز كتفه واتجه ليجلس بجوارها علي الدرج لتلتفت له صبا بعيون غاضبه : عاوز ايه ؟! افتح الباب خليني امشي 

تحدث بهدوء وكأنه لم يكن نفس الشخص الذي كان يشتغل غضبا وحقدا قبل قليل : عاوز نتكلم بهدوء ....مينفعش تمشي 

صمتت ليس لأنها تريد الصمت ولكن لأنها تعبت ليتحدث رعد بهدوء شديد : صبا انا عارف انك مش عاوزة الجوازه دي ....هز رأسه وتابع بكذب ؛ وانا كمان مش عاوزها بس خلاص حصل واتفرضت علينا. .... كام شهر ونتطلق 

نظرت له بطرف عيناها بينما ساذجه وغبيه توقعت اعتذار وتبرير ولكنه مازال يخبرها أنها لاشيء ...: انا اتهورت وانتقمت منك بس ده بسبب اللي بيني وبين ابوكي ...خلاص مش هغصبك علي اي حاجه بس المره دي هتوعديني بجد 

نظرت إليه بجبين مقطب ليكمل بهدوء : الكام شهر دول هتفضلي هنا وقدام الناس احنا متجوزين ...مفهوم 

تركها مكانها دون قول شيء آخر ليصعد الي غرفته بينما بقيت هي مكانها .

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. أمينة ام ياسين16 نوفمبر 2022 في 9:58 ص

    جميلة جدا وكنت منتظرة علي نااار

    ردحذف
  2. 😍😍😍😍

    ردحذف
  3. حلوه اوي اوي

    ردحذف
  4. رائع تسلم ايديك

    ردحذف
  5. ررووع ة متشوقة للفصول القادمة

    ردحذف
  6. تحفه تسلم ايدك أبدعت

    ردحذف
  7. جميل جدا تسلم ايدك ❤️

    ردحذف
  8. حلوة أوىىىىى

    ردحذف
  9. بتجننن اجمل رواية عندك عم اقرأها للمرة الرابعة

    ردحذف
  10. حلوه اوي اوي اوي اوي

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !