اسيري ( الفصل الثاني عشر)

10




الفصل السابق
 لاتدري صبا كم مر عليها  من وقت وهي مازالت علي جلستها الا حينما فتحت عيناها علي ذلك الالم الذي انتاب مؤخرة راسها بينما تهاوي جسدها حينما غفت وسقط جسدها للخلف ليسقط علي الأرض الرخاميه خلفها والتي بقيت جالسه عليها منذ أن تركها ...وضعت يدها تدلك موضع الالم وهي تتلفت حولها بهذا المنزل الذي اكتنفه الظلام ....لملمت أطراف ثوبها من حولها وقامت بثقل تتحرك علي تلك الانوار الخافته التي تناثرت في بعض الأركان ....لقد تركها وصعد وبقيت هي كما تبقي دوما في الوسط دون أن تدري اي خطوة عليها ان تخطوها .....

ترددت في الصعود للاعلي بينما اوجعتها كرامتها للبقاء بمنزله بعد كل تلك الإهانات التي وجهها إليها ولكنها مضطره بعد أن أغلق عليها الباب ....اتجهت الي أحدي الارئك لتجلس فوقها بانهاك ثم جذبت أحدي الوسائد الحريريه من جانبها ووضعت عليها راسها ونامت ....بينما بالاعلي كان رعد يصارع نفسه حرفيا وهو يجبر عيناه علي النوم بعد أن ختم كلماته بقراره الذي أخبرها به ...أنها ستبقي زوجته بضعه اشهر وبعدها تذهب بلا رجعه من حياته بأكملها ....طال صراعه مع النوم الذي لم يداعب جفونه ليقوم من مكانه ويزفر بضيق من نفسه التي تهفو إليها برغبه عارمه في الاطمئنان عليها ليظل يقاوم طويلا حتي بدأت الشمس في ابعاد الظلام شيئا فشيئا وتبدأ في نثر أشعتها ....نزل الي الأسفل بخطوات بطيئه بعد أن اتجه الي غرفتها ولم يجدها بها ليجدها نائمه فوق تلك الأريكة ومازالت ترتدي فستانها الأبيض ذلك الذي طالما حلم بأن ترتديه له ولكن تفاصيل الحلم لم تكن تمت بصله لما حدث بينهم بالأمس ....لقد ختم قلبها بكراهيته والان أدرك خطأ الطريق الذي سار به حتي وان كان من أجلها إلا أنه كان طريق خاطيء اوصلهم الي طريق مسدود لم تعد به عوده ....

تحركت صبا في نومتها الغير مريحه لتفتح عيونها بارهاق وعلي الفور تشعر بهذا الحرقان يسري بعيونها من فرط البكاء ....تراجع رعد للخلف حينما لمح استيقاظها ليعود الي غرفته بينما اعتدلت صبا لتجلس وهي تشعر بالالم في كافه انحاء جسدها .... ببطء نظرت في ارجاء البهو وهي تتذكر أحداث الامس لتدقق في الساعة الانيقة المعلقه علي الحائط لتجدها الثامنه صباحا 

 لقد نامت بضع ساعات فقط وهاهي تستيقظ ولا تعرف ماذا ستواجهه من جديد مع هذا الرجل ....!

 قامت من مكانها وهي تحمل طيات ثوبها لتلقي نظره الي الباب المغلق ثم ترفع نظرها الي الأعلي وهي تقرر خطوتها .....فتحت باب الغرفه بقليل من القوة بينما تأهبت للقاءه ومواجهته بتلك الحقيقه ...أنها لم تخطيء بشيء وهو من اخطيء بكل شيء منذ البدايه ...كان عليه أن يحترم قرارها بالرفض اي أن يكون سببه !

تنفست باحتراق حينما لم تجده بالغرفه لتسمع صوت المياه اتيه من خلف الباب المغلق ....استدارت لتغادر ولكن عيناها تقابلت بانعكاس صورتها بالمرأه لتنظر الي نفسها بكراهيه وهي ترتدي هذا الثوب وعلي الفور اتجهت الي الغرفه التي كانت بها لتبدل ثيابها ولكنها لم تجد شيء لتعود بخطوات غاضبه الي تلك الغرفه ومنها الي خزانه الملابس ....وجدت ملابسها لتتجه إليها ولكن عيناها تعلقت بملابسه لتتمهل خطواتها وتتوقف امامها تنظر إليها باهتمام بينما كانت مرتبة بعناية من المعاطف والقمصان والاحذية موضوعة علي الرفوف.. لتصل إلي حيث اجتذب نظرها بتلك الأركان احدي بدلاته حينما كان ضابط يبدو انه يحتفظ بها كذكري يعتز بها.. اقتربت منها وتلمستها بازرارها الذهبية.. ليخفق قلبها دون إرادتها وهي تحدث نفسها وتغييم عيناها بالك الذكريات عنه قبل أن يتحول الي هذا الرجل ... لقد تخلي عن عمله الذي يحبه من أجلها.. لم يستسلم حين رفضه والدها وترك حلمه من اجلها ...ثابر كثيرا وعمل كثيرا ليمحي أي معوقات بينهم ....تنهدت وهي تتذكر كلمات ابيها عنه وبنفس الوقت تتذكر كلام رعد عن ابيها وتلك الاتهامات 

لتبتسم لنفسها بسخرية وهي تفكر بشتات اي منهم عليها تصديقه ...هل كانت ساذجة حينما صدقت كلام والدها عنه بينما كان يجب أن تصدق رعد..! 

ام انها ستكون بلهاء إن صدقت كلام رعد وكذبت ابيها ! 

هزت راسها بحنق من تلك الدائرة التي يجب عليها الخروج منها لتتجه الي ملابسها وتجذب منها بنطال وتيشرت دون أن تختار شيء فقط تريد خلع هذا الثوب ....!

اتجه رعد الي غرفه الملابس لتصطدم عيناه بوجودها أمامه بينما كانت منحنيه تربط رباط حذاءها الرياضي ...رفعت عيناها إليه وسرعان ما عادت تخفضها حينما وجدته يحيط خصرها بتلك المنشفه ....

نظر لها وحقا لم يجد شيء ليقوله وفشلت محاولته في استدعاء ملامحه الغاضبه ولكن هاهي رحمته من إيجاد كلمات حينما قامت من مكانها وقالت بحزم بينما تمر من جواره وتتجه الي الخارج ...انا تحت عاوزة اتكلم معاك 

لم يفكر بنا تريد قوله واقنع نفسه أنه لا يهتم ليرتدي ملابسه وينزل إليها بخطوات بارده كبروده ملامحه التي انقضت ملامح صبا التي كانت تتحرك ذهابا وإيابا بخطوات عصبيه 

وقف امامهاون قول شيء لترفع صبا عيناها الغاضبه إليه وايضا ترفع اصبعها في وجهه وهي تقول : افتح ليا الباب ده واياك تحاول تمنعني أخرج من هنا ...

رفع رعظ حاجبه من كلماتها لينظر لها باستخفاف ثم يتجه بصمت وخطوات هادئه الي المطبخ ....اتجهت صبا خلفه بحنق : بقولك افتح الباب وخليني امشي من هنا 

فتح علبه القهوة التي فاحت رائحتها بالمكان وركز نظراته علي قهوته التي بدأ بصنعها وهو يتجاهلها لتهتف به صبا بغضب وهي تجذب ذراعه بحنق: بقولك افتح الباب 

قابل ثورة غضبها ببرود وتجاهل وكأنه لم يفعل شيئ فلم تقل شيء بل ظلت علي وقفتها المتأهبه لينتهي من صنع قهوته ويحملها باحدي يداه بينما يشير إليها بيده الأخري بهدوء : ابقي جهزي لنفسك فطار 

.. انتي مأكلتيش حاجة من امبارح 

تجاهلت كلماته وقالت بحنق :انت هتفضل حابسني كتير 

قال ببرود وهو يتجه الي خارج المطبخ :اه.. 

اتجهت لتقف امامه بغضب :يعني اية؟ 

قال بهدوء وهو يهز كتفه : يعني هتفضلي محبوسة في البيت لحد ماتعقلي وتبطلي شغل العيال ده .... احنا اتفقنا اني كام شهر وهطلقك 

; يعني هتسجني الكام شهر دول 

:احسبيها زي ماتحسبيها 

.. الاكل عندك لما تجوعي ابقي كلي 

قالها بلامبالاه وهو يخرج من المطبخ

لتندفع صبا خلفه بغضب : اقف هنا انا بكلمك 

نظر لها ببرود : خير ...عندك كلام جديد 

زفرت بحنق : مفيش بينا كلام ....واعرف كويس اوي أن الوضع ده انا مش قبلاه

هز رأسه ببرود استفزها : ولا انا قابله ولا عاوزة ...بس مضطر له 

تركها مكانها قبل أن تقول شيء ليدخل الي تلك الغرفه بنهايه البهو ويغلق الباب خلفه 

_____________________________

لم تتحمل هنا بعد جاسر عنها أكثر من ذلك فمكوثة بتلك الغرفة بعيدا عنها يقتلها... لقد توقعت ان يسامحها بعد كل هذا الوقت ولكن كل يوم يزداد فتوره نحوها بينما تموت هي شوقا له... كانت الساعة قد قاربت الثالة فجرا وهنا ماتزال غير قادرة علي النوم فاخذت قرارها بالذهاب الية ولن تتتظر حتي الصباح.. اما ان يسامحها او يطلقها هكذا ستخيره

توجهت نحو غرفته وقلبها يدق بحماس وشغف ونظراتها معلنة اشتياق وتلهف.. فتحت الباب بهدوء وخطت بقدميها للداخل فوجدته غافيا.. تحركت نحوه وشعرت بوخزة في قلبها لتوبخ نفسها علي حماقتها فيما افتعلته كيف لها ان تعشقه لهذا الحد وبتفكيرها الطائش تجرحه.. دنت من سريره وجلست بجواره فيما تاملت وجهه الغافي.. اسفة سامحني

رددت بهمس وطبعت قبلة صغيرة فوق جبهته... تدثرت بجواره وهي ماتزال تتامل ملامحه الرجولية البحته رغم مايحمله من وسامة نظراتها نحوه كانها تراه لاول مرة وليس كانها زوجته منذ عام... رفعت يدها وبدات بتمريرها علي خصلاته الناعمة.. كان قد بدأ جاسر يتنمل في نومه وفتح عينه ببطء ليجدها جالسة جواره تتلمس وجنته... قال بغضب :انتي اية اللي جابك هنا 

أمسكت بذراعه وهي تقول :وحشتني 

نزع ذراعه منها بقسوة 

ونهض من الفراش فيما تتبعته نظراتها الحزينة وهو يقول :اطلعي بره ومش عاوز اشوفك تاني في اي مكان انا فيه 

شهقت من صدمتها وقالت ببكاء شديد :جاسر.. بعد كل اللي بينا مش عاوز تسامحني علي غلطة واحدة عملتها... 

لم يرد عليها وإنما اتجهه نحو علبه سجائره وقداحته المسنودة علي الطاولة ليشعل منها واحدة وينفث دخانها ببرود بينما هي اشتعلت غضبا فهدرت بعصبية :رد عليا... انت بجد مش هتسامحني 

قلص المسافة بين حاجبيه وردد بابتسامة جانبية متهكمة :بالسهولة دي عاوزاني اسامحك بعد اللي انتي عملتيه 

ادركت خطأها لتعاود توسلها وهي تقول بهدوء حزين : قولي اعمل اية عشان تسامحني مش معقول هتكسر قلبي بسهولة كدة وانت متاكد اني بحبك وماليش غيرك... جاسر انا اتحديت الدنيا كلها عشانك مش معقول غلطة صغيرة تضيع كل الحب اللي بينا... انسابت دموعها دون ان تبكي ليزوغ هو في حديثها المتوسل.... تنهد بهدوء وقال بمعني : ولما انتي بتحبيني كدة لية تزعليني وتعملي اللي مش هيعجبني وانتي متاكدة اني هتضايقك وخدعتيني 

:عشان غبيه 

قالتها بندم شديد مصاحب لبكاءها... نظر لها جاسر بجمود من الخارج ولكن بداخله لامست كلماتها احاسيسه... لم ينكر حبه الشديد لها وتحديها الجميع من اجله... ومثابرتها علي محاولة ارضاءه... نعم اخطأت ولكن عليه ان يلتمس لها العذر

ترقبت هنا بانفاس محبوسه رده ليرد هو بجديه : بعد كدة مفيش خروج بره نهائي من غيري..اومات له وابتسمت ونهضت من علي الفراش باتجاهه وقتها انتبه جاسر لهذا القميص الفاتن الذي ترتديه ويبرز مفاتنها

قالت بحب وهي تحتضنه; مش عاوزة اخرج..هفضل محبوسة عشان بحبك 

ضغط جاسر علي شفتيه السفلي ليكتم ابتسامته وحاوط خصرها لتلامس يديه الباردة جسدها الدافئ... مدت يدها حول رقبته فانحني نحوها وقال بنبرة ماكرة اسعدتها:دلوقتي انتي قلقتيني من النوم الساعة ٣ الفجر... لازم تعويض

رفعت رأسها نحوه وقبلت شفتيه السفلي برقة قائلة:كدة كويس 

انحني ليحملها وهو يقول :توء توؤ شكلك هعلمك من اول وجديد 

وضعها برفق علي السرير واقترب منها ليتلهم شفتيها في قبلة مشغوفة تبث شوقه اليها طوال هذه الايام... 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تحفه جدا

    ردحذف
  2. روعه تسلم ايدك ❤️

    ردحذف
  3. أمينة ام ياسين25 نوفمبر 2022 في 6:13 ص

    جميلة جدا تسلمي وبالنجاح والتوفيق يا رونا

    ردحذف
  4. إيه الراجل اللي بيتصالح بسرعه ده

    ردحذف
  5. الرواية جميلة بس في أخطاء صبا لبست فستان فضي في الفرح وقطعت الابيض ورعد كان لابس قميص اسود مع بدلة الفرح في مشهد بعد الفرح قلتى ابيض

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !