اختطفها ولكن ( الفصل السابع والعشرون )

8


 الفصل السابق

التفتت مني حولها لتتاكد من انشغال حسين بالتحدث في هاتفه بالشرفه قبل أن تستدير الي تلك المراه قائله : وانتي مالك يا ست انتي ....؟! اياك تتحشري في حياتي 

اتسعت عيون فتحيه وهي تتطلع الي قله تهذيب تلك الفتاه التي لم تتوقعها ....!

لتنطق بانفعال : انتي ازاي تردي عليا كده يا بت 

أحاطت مني صدرها بذراعيها ونظرت الي فتحيه من أعلي الي اسفل قائله ببرود : زي الناس ويكون في علمك من هنا ورايح الكلمه كلمتي انا وبس 

احتقن وجه فتحيه بقوة حتي كاد ينفجر من الغضب وكل الكلمات الغاضبه تندفع لعقلها ردا علي وقاحه تلك الفتاه التي لم تكد تضع قدمها بالمنزل وتتحدث معها بتلك الطريقه ...لحظه واحده وكادت تفتك بها بينما نظرات مني تجعلها تريد جذبها من خصلات شعرها بقوة ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول بينما تنظر إليها بوعيد : بقي الكلمه كلمتك 

أومات مني ببرود :اه 

نظرت إليها فتحيه وقالت من بين اسنانها : ليه ملكيش راجل ؟!

ضحكت مني بمياعه قائله وهي تنظر إلي عيون فتحيه : ليا يا حبيتي بس تقدري تقولي كده زيه زي قلته ...خاتم في صباعي وكل اللي انا أقوله عليه بينفذه ...يعني متتعبيش نفسك 

نظرت إليها فتحيه من أعلي الي اسفل وبادلتها مني النظرات الواثقه للحظه قبل أن تستدير حيث ركزت فتحيه نظراتها لتتفاجيء بحسين واقف خلفها .

.........

عقد سليم حاجبيه وبدأ يهديء من سرعه سيارته حينما لمح سميحه تسير علي جانب الطريق بخطوات غاضبه 

التفتت حور تجاه ما اجتذب نظر سليم حينما هديء من سرعه السيارة لتسأله : في ايه يا سليم ؟

قال وهو يتوقف جانبا : مفيش ....هشوف سميحه 

نزل من السيارة واتجه خطوتين تجاه ابنه خالته التي التفتت إليه : سليم ؟!

قال باستفهام وهو يريملامح وجهها الغاضبه : في ايه يا سمحيه مالك ؟!

ترددت في اخبارة بما حدث من عامر القناوي حتي لا تضعه بمشكله لذا قالت بهدوء : مفيش 

اوما لها قائلا : طيب انتي رايحه فين كده ؟

تنهدت قائله : كنت هروح لفرح شويه 

هز رأسه قائلا : طيب تعالي اوصلك ... انا واخد حور هنام 

لم تستطع حور ان تخفي نظراتها الغيورة تجاه سميحة التي ركبت بالخلف بينما استمعت من قبل أنها كانت مرشحه لتكون زوجه لسليم ...استغربت الشعور بالغيرة من لا شيء لتدرك أنه فقط لأنها وقعت بحبه أصبحت تغار عليه من اي شيء ومن لا شيء فالغيرة شعور يسير في أحيان كثيرة مع الحب  .... 

التفت سليم الي حور قائلا : علي فكرة ياحور انتي وسميحة متعرفتوش علي بعض قبل كده 

اغتصبت حور ابتسامة زائفة : اه 

نظرت سميحه الي حور التي استدارت لها وقالت بمرح : اكيد سمعتي عني خطط ماما وخالتي المستقبليه 

وضحت الاجابه علي ملامح حور بالرغم من أنها لم تقول شيء لينظر سليم إليها بطرف عيناه ثم يعود الي الطريق وهو واثق أن سميحه قادره علب اذابه الجليد بينهما وبالفعل كانت سميحه تقول بمرح :  سيبك من اي حاجة سمعتيها قبل كدة ....مدت يدها إليها : انا مبسوطه اني شوفتك....حاولت حور ان تصافحها ببرود ولكن سميحة لم تعطي لها فرصة امام سلامها الحار... 

ومع وصولهم وجدت حور الجليد يذوب فعلا وان برودها لا داعي منه امام تلك الفتاة الودودة التي لم تنفك تضحك وتتحدث بعفوية طوال الطريق ....!

............

....


دخلت وفاء الي غرفه ابنتها لتعقد حاجبيها بقلق حينما رأت الدموع في عيونها.......

لتقول بلهفه : وهج... مالك؟

استمعت وفاء لابنتها التي كانت تبكي وتخبرها بكل ما يجيش به صدرها لتضمها اليها تربت علي كتفها غير مصدقه ان كل هذا تحملته ابنتها

وهي بعيدة عنها... : بس ياحبيتي.. اهدي وكل حاجة هتبقي كويسة...

رفعت وهج عيناها الي والدتها قائله : هتبقي كويسة ازاي وهو رافض اي كلام في الموضوع ده...وانا هتجنن ونفسي اجيب اخ أو اخت لسليم... ده انا حتي بطلت اخد الحبوب من ساعة مارجعنا وقولت هيفرح اوي لما اقوله اني نفسي نخلف تاني الاقيه يقولي اللي قاله.. انا عاوزة اتطلق

هتفت وفاء بهلع : تطلقي اية... تفي من بوقك... فارس بيحبك وخايف عليكي...

: خايف من اية... الدكتور طمني..

صمتت وفاء بضع لحظات تفكر ثم قالت : طيب اهدي دلوقتي ... احنا نروح لدكتور وعشرة وبعدين نشوف واهم حاجه صحتك 


......

.......

.. 

أخذ فارس يتحرك هنا وهناك بخطوات غاضبه ليقول فهد بقلق : في أية يافارس مالك؟

قال بغضب وهو يشيح بوجهه : مفيش 

قطب جبينه... مفيش ازاي وانت رايح جاي ووشك مقلوب كده  ؟

اخبره بماحدث ليقول فهد : طيب يافارس طالما الدكتور قالها مفيش مشكلة من محاولة تانية ما توافق يااخي

قال باندفاع : أوافق علي اية.. افرض مكملش الحمل ده كمان..اقف اتفرج عليها وهي بتنهار وتدمر تاني... لا يعني لا

قال في محاولة لاقناعه : مايمكن ربنا يريد المرة دي..

يافارس حقها تخلف حرام تمنعها

قال بنفاذ صبر : خايف عليها.

: طيب اتكلم معاها براحه وفهمها انك خايف عليها

نظر له فارس ساخرا : وانت فاكرها هتقتنع.. دي مراتي مربيها علي أيدي، وعارف انها مش هتهدي غير لما تنفذ اللي في دماغها..

زم فهد شفتيه قائلا : وانت ناوي علي اية

قال فارس بجمود : مش هرجع في كلامي وكمان هسيب ليها البيت خالص تبقي توريني هتخلف ازاي..

افلتت من فهد ضحكة ليلكمه فارس بكتفه:بتضحك علي اية ياحيوان انت..

كتم فهد ضحكته قائلا : ولاحاجة... من أمتي هتقدر تبعد عنها

وكزه فارس بغيظ : هقدر واسكت بقي انا مش ناقص 

...

.....

جلس سليم خلف مكتبه ينظر في بعض الأوراق التي وضعها اسماعيل محاسبه امامه : كدة حسابات السنه تمام ياسليم بيه هز سليم رأسة قائلا : طيب سيبهم هبقي اراجعهم وامضيهم

: اللي تشوفه يابيه

.... رفع راسه تجاه الطرقات علي الباب ليقول بصوته الاجش مبتسما ما أن رأي طارق  :تعالي ياطارق 

وقف سليم مرحبا بطارق الذي دخل مبتسما : ازيك ياسليم.. اية ياراجل بقالي يومين مشوفتكش

أشار له ليجلس بأحد المقاعد قائلا : معلش كنت مشغول شوية 

قال طارق وهو يهز رأسه : طيب طالما مشغول يبقي اجيلك وقت تاني عشان كنت عاوزك في موضوع 

قال سليم برفض وهو يغلق الاوراق التي أمامه : لا طبعا أنا افضي نفسي مخصوص ....اتكلم ياطارق خير 

حمحم طارق قبل أن يقول : بصراحه يا سليم ....انا كنت طالب القرب منك

عقد سليم حاجبيه باستفهام : القرب ؟!

اوما طارق وبدأ يخبره باعجابه بسميحه منذ المره التي رآها فيها 

بعد قليل  

اوما سليم قائلا  : بصراحة أنا عن نفسي معنديش اي مانع  ...بس الرأي الاول والاخير ليها ولوالدتها ... هتكلم معاهم في الموضوع ده وابلغك ردهم في اقرب وقت 

اتسعت ابتسامة طارق قائلا : متشكر ياسليم.. اصل انا عندي شغل كتير ومضطر ارجع القاهرة خلال ايام ومش عاوز ارجع قبل مااكون متمم كل حاجة...

اومأ له سليم : اكيد يا طارق...

دخل متولي يحمل القهوة وضعها أمامهم ليقول طارق : اخبار المصنع اية..؟

تناول سليم رشفة من قهوته قائلا : تمام المكن وصل والمهندسين هتبدأ تركبه من بكرة

: عظيم... وانا كمان خلاص كلها اسبوع واسلمك أساسات المباني كامله.. قبل مااسافر

: متشكر ياطارق... تعبتك...

وقع علي احد الشيكات ومد يده تجاه طارق قائلا : ودي آخر دفعه..

هز طارق رأسة : لا لما تستلم الأول وتشوف الشغل.

أصر سليم قائلا : مش محتاج اشوف وراك..

.....

......


عقدت حور حاجبيها باستفهام : مجتش برضه تاني 

أومات فرح بتردد قبل أن تخبر حور بكل شيء عما حدث سابقا من مني وتاليا من وفاء تجاه سعاد لتخفض حور راسها بتأثر : اكيد زعلت من كلام مامتك ....داده سعاد عندها عزه نفس 

خشيت فرح أن تكون قد جعلت حور تشعر بالغضب من والدتها لتقول بتبرير : والله ياحور انا عن نفسي اتضايقت عشانها وقولت لماما أن ملهاش ذنب في عمايل بنتها بس انتي عارفه ماما عصبيه شويه ...حمحمت وتابعت : وبصراحه ياحور مني دي قليله الادب اوي ..انا مرضتش اقول لفهد علي اللي عملته 

الان فهمت حور وبدأت قطعه تكتمل من الصورة لديها لسبب طرد فرح لمني ولكن بقي باقي الصورة ناقص فلماذا تفعل مني اشياء كتلك ....

.............

....

سيطرت مني سريعا عن اهتزاز نظراتها حينما تفاجأت بحسين خلفها ولا تدري كم من الحديث استمع إليه لتتسع عيون فتحيه حينما وجدتها بمنتهي البجاحه تتحدث : كويس انك جيت يا حسين وشوفت هي واقفه تتكلم معايا ازاي وبتتحشر في .....ابتلعت مني باقي حديثها حينما قال حسين باستهجان : هي ....نظر لها بحده وتابع : امي بقي اسمها هي وبتتحشر ....؟!

دق قلب مني بقوةاخل صدرها بينما رأت في نظراته شيء جديد ....أنه كلمات والدته التي فتحت عيناه لرؤيه معدنها والذي واضح وضوح الشمس أنه لا يستحق 

لتقول مني بتعلثم : اصل ...اصل يا حسين 

نظر لها حسين باستهجان : اصل ايه ...ازاي تكلمي امي كده اصلا 

قالت بدفاع عن نفسها متناسيه ما قالته عنه هو حيث ما ألهب نيران غضبه هو اهانتها لوالدته قبل اهانتها له: ماهي اللي جايه ...زمجر حسين مقاطعا : برضه هي ....ايه متعلمتيش الربايه ولا ازاي تتكلمي مع اللي اكبر منك 

هتفت فتحيه بحنق : قولتلك من الاول البت دي متنفعش ليك يا ابني 

نظرت مني تجاه حسين حينما قال موافقا علي حديث والدته : عندك حق يا اما 

قالت مني وهي ترمش بعيونها : يعني ايه ؟

قال حسين بثبات : يعني ملتزمنيش يابت الناس .... اللي تهين راجلها وعيلته متلزمنيش 

رقصت الفرحه بعيون فتحيه لتنظر الي مني بشماته بينما وقفت مني مكانها لا تستوعب كيف بلحظه طارت كل أحلامها ....اتجه حسين بغضب يغادر لتنظر فتحيه تجاه مني التي ظلت واقفه مكانها بعدم استيعاب وحسره لتهتف بها : لسه واقفه عندك ليه ....الحمد لله ابني فاق قبل ما يدخل واحده زيك علينا ....  يلا برا 

شهقت مني حينما مدت فتحيه يدها تجاه عنقها وجذبت بعنف تلك السلسله الذهبيه هاتفه بسخط : هاتي دي ...انتي متستاهليهاش ...يلا برااا 

بثينه ...رضوى خدوا البت دي ارموها برا 

...........

....

ابتسمت سعاد بسماحه لحور قائله وهي تربت علي يدها : مش زعلانه يا بنتي ....انا بس كبرت ومبقتش اقدر علي الشغل 

نظرت لها حور بتأثر : يعني هتسيبينا بعد العمر ده كله 

ابتسمت لها سعاد بالرغم من ترقرق الدموع بعيونها : معلش يا بنتي ...ان الاوان اني ارتاح انا كنت باقيه عشان اخد بالي منك والحمد لله دلوقتي اطمنت عليكي انك بقيتي في بيت جوزك ومبسوطه عشان انتي اتعذبتي كتير 

ابتسمت حور متنهده وهي تقول : الحمد لله مبسوطه اوي ...سليم طلع راجل طيب وبيعاملني كويس وعوضني عن اللي شوفته ....

احتقن وجهه مني بالغل بينما استمعت لآخر كلمات نطقت بها حور وهي تدخل الي المنزل بعد خيبه الامل التي نالتها ....لتتجه تجاه حور بلا مقدمات هاتفه بغل : انتي ايه اللي جابك هنا ...جايه ليه ...ايييه جايه تغيظيني 

اتسعت عيون حور بصدمه وكذلك سعاد بينما لم تكن صدمه أكثر من خزلان يوالي اخر من ابنتها التي افنت عمرها بتربيتها واتضح كم فشلت بها 

قالت حور بعدم فهم وهي تعتدل واقفه : اغيظك ليه يا مني ...انا مش فاهمه 

اتجهت مني ناحيتها بغل : مش فاهمه ايه يا برنسيسه ...ايه يا اختي عامله نفسك غلبانه ومحبوسه وانتي حظك احسن من الف غيرك ....الكل بيتمني ليكي الرضي عاوزة ايه تاني 

انصدمت حور من كميه الحقد المتولد بنبره تلك الفتاه التي طالما اعتبرتها صديقتها والان اكتمل الجزء الناقص بصورتها لتعرف سبب تصرفات مني ...

اندفعت سعاد تجاه ابنتها تهدر بها بحده وهي تمسك ذراعها : بس يا بت اخرسي وبطلي حقد وغل 

بجحود دفعت مني يد سعاد بعيدا عنها صارخه : اوعي يا وليه انتي وابعدي عني 

تجمعت الدموع بعيون سعاد التي تقهقرت للخلف بضع خطوات تقول بأسي : ياخسارة تربيتي وعمري اللي ضاع عليكي  

اندفعت مني ناحيتها تقول بصوت غاضب : عمرك ايه اللي ضاع   ...أشارت حولها : عملتي ليا ايه ....خدامه وعاوزاني ابقي خدامه زيك انتي وابنك 

انهمرت دموع القهر من عيون سعاد لتتجه حور إليها تهتف بها بتوبيخ وهي تنتوي ضم سعاد إليها التي تمزق قلبها من أجلها : عيب عليكي ....ازاي تكلمي امك كده ...تعالي يا ....صرخه قويه قاطعت كلمات حور حينما تفاجأت بمني بحقد وغل تنقض عليها و تدفعها صارخه : اوعي انتي واياك تتدخلي 

صرخه متألمه صدرت من حور بينما انصدمت  ملامح سعاد ووقفت مكانها وكأنها أصابها الشلل وهي تري تلك الدماء تسيل من رأس حور التي اصطدمت بطرف الطاوله 

لتقف مني مكانها بذهول ...! 

..........

....

اتجه حسين الي سليم قائلا : خلاص يا سليم بيه ...المخزن تمام 

اوما سليم قائلا : ماشي روح انت ياحسين 

خرج حسين ليرفع سليم عيناه تجاه فارس الذي دخل إليه ليعقد حاجبيه: سليم عاوزك في كلمتين 

اوما سليم قائلا : طيب تعالي اقعد 

هز فارس رأسه : لا خلينا نتمشي برا ونتكلم 

تابع فارس حديثه مع سليم : انا مش محتاج اقولك اني خايف عليها .... قولت هسكت ومش هتكلم وكمان هبعد شويه بس مقدرتش ....يا سليم انا وهج حياتي كلها واي دمعه تنزل من عينها افديها بروحي ومش عاوز حاجه في الدنيا تضايقها 

حك سليم ذقنه قائلا : بس انت ضايقتها 

اوما فارس قائلا : غصب عني عشان خايف عليها 

زم سليم شفتيه قائلا : طيب وجاي تكلمني ليه 

قال فارس برجاء : عشان تكلمها انت وتقنعها تطلع موضوع الخلفه ده من دماغها 

: وهي هتسمع كلامي 

اوما فارس : اه ...

اوما سليم وهز كتفه متبرطما : المفروض يعملوا مجنون وهج زي مجنون ليلي كده 

دون إرادته افلتت ضحكه فارس ليربت سليم علي كتفه : هكلمها ...تغيرت نظراته الي الحنق لتتلاشي ابتسامه فارس بينما كور سليم قبضته وهو يهتف من بين أسنانه. : اللي مصبرني علي عمايلك انك بتحبها لدرجه برج من دماغك طار 

.....

....

بهلع ركضت سعاد تجاه حور التي كانت تتأوه بخفوت بينما داهمتها تلك الدوامات السوداء من قوة ارتطامها بطرف الطاوله جثت سعاد بجوارها هاتفه بقلب لهيف: حور ....حور ردي عليا يا بنتي 

وقفت مني بأقدام هلاميه لتلك المصيبه التي دفعت بنفسها بها أن حدث شيء لها لترفع عيونها بفزع حينما انفتح الباب ودخل منه أخيها الذي التاعت نظراته لرؤيه هذا المنظر ليهتف بفزع : ايه اللي حصل 

وضعت سعاد يدها علي جرح حور النازف وهي ترفع رأسها من علي الأرض وهتفت بجزع : الحقني يا حمدي .....شوف اختك عملت ايه ....

تراجعت مني بخوف للخلف بينما جثي حمدي بجوار والدته التي عدلت من جلسه حور ثم ركضت تحضر منشفه نظيفه تضعها علي جرح حور وهي تجفف دموعها المنهمر بكم جلبابها وتدعي علي ابنتها .....تحركت جفون حور بثقل ليقول حمدي بلهفه : قومي معايا ياست حور اخدك الوحده الصحيه 

هزت حور راسها واستندت الي ذراع سعاد لتعتدل واقفه : ملوش لزوم انا كويسه 

قالت سعاد ببكاء : كويسه ازاي دي دماغك مفتوحه 

وضعت حور يدها علي جرح جبينها بتألم : انا كويسه ....عاوزة اروح 

قالت سعاد ببكاء : طيب نروح الوحده نطمن عليكي 

هزت راسها ليقول حمدي لوالدته : خليها براحتها ....شوفي قماشه لفي بيها راسها علي ما اجي 

أسرعت سعاد تجذب قطعه نظيفه من القماش تحيط بها راس حور التي كان العالم يدور بها من جرح راسها ومن صدمتها في فتاه اعتبرتها صديقتها الوحيده طوال سنوات ..... شهقت مني بفزع حينما دخل حمدي غرفتها بعيون تنذر بالشر : ده انتي حسابك تقل معايا اوي يا بنت انتي 

قبل أن تفتح فمها كان يجذب وشاح راسها ويربط به كلتا يديها هاتفا من بين أسنانه : هوصل الست حور وارجع اوريكي ازاي تمديد ايدك علي امك وكمان تعملي كده في الست اللي طمرت فيها تربيه امك ودافعت عنها 

خرج حمدي واغلق الباب علي مني ليساعد والدته في إسناد حور الي الخارج ليوقف سيارة اجره وياخذها الي منزل ابيها .....ربتت سعاد علي كتفها قائله بأسف وعيونها مازالت تنهمر منها الدموع : حقك عليا ياحور 

أومات حور وربتت علي يدها : المهم انتي متزعليش نفسك ....هي مجربتش يعني ايه ميكونش ليها ام 

ارتمت في حضن سعاد باكيه : ياريت امي كانت عايشه

ربتت سعاد علي كتفها بحنان قائله بقلب ملكوم: ياريت ما كان ليا بنت زيها 

............

....

اغتسلت حور وارتدت ملابسها ووقفت امام المراه تنظر إلي جرح جبينها وهي تفكر ماذا ستخبر سليم بينما يكفي سعاد ما تعانيه بينما هي متاكده أن سليم لن يصمت علي ما فعلته مني .....جذبت بعض خصلات شعرها تحاول اخفاء الجرح بها واتجهت الي فراشها تتوسده وعيونها شارده في كل ما حدث وكلمات مني السوداء تتردد في أذنها .

.........

....

التفت ادم خلفه تجاه حارس ابيه الذي وضعه خلفه قائلا : هتفضل ماشي ورايا كتير يا عمران 

قال الرجل بصوت خشن : أوامر سلطان بيه 

هتف به ادم بحنق : انا مش عيل صغير ...يلا امشي واياك تيجي ورايا 

وقف الحارس مكانه بينما اسرع ادم بخطواته تجاه تلك الزروع الكثيفه يتخطاها الي الجانب الآخر للشونه حيث يخزنون الغلال .... تباطأت خطوات ادم وهو يلمح ذلك الخيال ليعقد حاجبيه ويتبعه ....

بصوت هامس هتف الرجل في هاتفه : وصلت يا عامر بيه ....

قال عامر الجالس في سيارته : اوعي حد يشوفك يا خيري 

همس الرجل : متقلقش يا بيه 

سحب عامر القناوي نفس عميق بيننا لم تتوقف أنامله من الطرق علي المقود حيث جلس بسيارته وبجانبه اخر رجاله بانتظار أن ينهي خيري مهمته 

: مش كنا خلصنا عليه يا عامر بيه وخلصنا 

هز عامر رأسه قائلا باستنكار : نخلص علي مين يامخبل انت ....ده كانت عيله الهاشمي تقطع نسلنا لو مسينا سليم ..

قبل أن يتحدث الرجل كان عامر يشير له : اسكت خالص وخليني اشوف خيري اتاخر ليه ...

امسك بهاتفه واتصل بخيري ليطول الرنين لحظات قبل أن يهتف : اتاخرت كده ليه يا مخبل 

اتسعت عيون عامر بصدمه حينما تفاجيء بصوت مكتوم نابع من رجله الذي كممه ادم : الو ...الو 

زجر ادم خيري الذي لوي ذراعه خلفه هاتفا : كلمه 

قال خيري بجزع : الحقني يا عامر بيه ....ادم الهاشمي مسكني ومصمم يبلغ عني 

تبرطم عامر بكافه الألفاظ قبل أن يتمالك أعصابه ويتحدث قائلا : ادم بيه ....احنا مصلحتنا واحده وعدونا واحد ...خلينا نتكلم وشوف كلامي هيعجبك ولا لا  

هتف ادم بحده : مصلحه ايه وعدو مين   ؟!

قال عامر بخبث : سليم ابن عمك اللي خطف منك عروستك .....تمهل وهو يتابع : ايه مش عاوز تاخد تارك منه ؟!.

..........

...

ابتسمت حور الي سليم الذي جلس بجوارها علي طرف الفراش فور عودته قائلا بحنان : عامله ايه ...وحشتيني 

وضعت رأسها علي صدره وكم كانت بحاجه اليه لتقول بمشاعر جارفه : وانت كمان وحشتني اوي 

ابتسم سليم بسعاده واغمض عيناه وأخذ يمرر يداه بين خصلات شعرها بينما وضعت رأسها علي صدره 

لتمر دقائق وكلاهما صامت فقط قلوبهما تدق ...عقد سليم حاجبيه بقلق حينما لامست يداه ذلك الشيء الخشن علي جبينها لتتأوه حور بخفوت  ...رفع سليم راسها وهو يمسك بوجهها بين يديه وعيناه يقفز منها القلق وهو يري جرح جبينها : ايه اللي حصل يا حور 

ابتلعت وهي تقول : ابدا ...اتخبطت 

نظر إلي جرح جبينها بقلب لهيف : اتخبطي ازاي وفين ؟

هزت حور كتفها وقالت بهدوء وهي تمسك بيده : عادي يا سليم خبطه بسيطه متقلقش انا كويسه 

هز رأسه قائلا : قومي اخدك للدكتور ...ازاي متقوليش ليا 

ابتسمت حور واستندت الي الوساده  خلفها وقالت بدلال وهي تري لهفته وقلقه عليها : خايف عليا اوي كده 

اوما سليم واتجه إليها ليكوب وجهها بين يديه : طبعا خايف عليكي يا حوريه ....

ابتسمت له ووضعت يديها فوق يداه : انا كده خلاص خفيت ....خدني بس في حضنك 

مال ناحيتها يقبل طرف شفتيها ثم بحنان جذبها الي حضنه لتضع راسها التي تعج بالافكار فوق صدره الذي امتليء بمشاعره الحاره لها 


..قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. البارت تحفة يا رونا بجد الرواية كلها علي بعضها تحفة جميلة بشكل متتوصفش 💙💙

    حبيت علاقة سليم وحور وصبره وطولة باله وانه ماجبرهاش وحسيت انها فعلا اتجوزتها بمزاجها رغم انه خطفها 💙💙

    وحبيت كمان حب فارس لوهج اختلفنا او اتفقنا معاه محديش ينكر حب المجنون لوهج وانه مستعد يعمل عشانها اي حاجة وكمان ميقدرش يبعد عنها بصراحة اكتر حب حبيته في الرواية كلها 💙💙

    انا رغم اني متعاطفة مع سعاد لكن بلوم عليها سلبيتها مع بنتها، وان الاب والام مسئولين دايما عن سلوك ولادهم وان اللي فيه مني مظهرش مرة واحدة يعني هي كبرت علي الحقد والغل بس عشان حور كانت بريئة مقدرتش تفهم ده

    ورغم ان مني عندها حاجات حلوة في حياتها مش عند حور الا ان الانسان الغير سوي دايما بيشوف اللي في حياة غيره ومبيشكرش ربنا علي اللي في حياته، ومافيش احسن من اللي تربي ولادها وتطلعهم سويين اهم من دكتور او مهندس يقبلوا غيرهم وان في حد احسن منهم، واحسن حاجة ان حسين شاف حقيقتها بدري لان فعلا متستاهلهوش …..

    ادم حاليا مالوش اي حق عند سليم كان ليه وقت ما سليم راح عشان يخطفها كان وقفله دلوقتي لا اتمني يفهم ده قبل ما يعمل حاجة متهورة …..

    ودايما كده يا رونا مبدعة وجميلة في كل حاجة بتكتبيها دمتي بخير دايما يا حبيبتي Rona Foaud 💙💙💙💙💙

    ردحذف
  2. فصل ممتع وكله احداث جميله... دمتى مبدعة

    ردحذف
  3. تسلم ايدك يا رونا بجد البارت حلو جدا و عجبنى جدا حاله الامان و السلام و الحب إللى وصلت ليه حور مع سليم و سعيده جدا أن اخيرا منى انكشفت قدام حور

    ردحذف
  4. ده مش تعديل ده جديد خالص

    ردحذف
  5. تحفة .. علاقة سليم و حور تنامت بشكل تدريجي و بخطا ثابتة و اصبح لها أسس متينة و اعمدة صلبة يكتمل عليها بناء جدران المستقبل

    ردحذف
  6. البارت رائع بس الأروع اللي حصل لمنى

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !