قيد من دهب الفصل السادس

0


 الفصل السابق
الفصل السادس 


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


جلس مهران خلف مكتبه يستمع إلي فاروق الذي حمحم قائلا : احنا موافقين علي حكمك يا كبير ....موافقين اننا نناسب حميد ونوقف العداوه بينا 

أسند مهران ظهره باريحيه يتابع سماع حديث وفاروق الذي تابع : بنت زيدان اخويا الله يرحمه علي وش جواز وانا ورحيم اتكلمنا ووافقنا علي النسب 

نظر له مهران بطرف عيناه بينما يميل الي جواره يمسك بحقيبه جلديه سوداء يضعها أمامهم بوسط المكتب ثم يستعيد جلسته المعتدله 

وهو يقول : حيث انكم رضيتوا بحكمي يبقي دة تمن الأرض

عقد فاروق حاجبيه باستفهام ممزوج بالتوجس بينما يكمل مهران : الأرض تلزمني وانا هدفع تمنها

ظل رحيم وفاروق صامتين لا يفهمون شيئا بانتظار المزيد من حديث مهران الذي تابع دون مراوغه ...بس انا هدفع تمن الأرض لحميد 

انصدمت ملامح فاروق ورحيم ليهب كلاهما واقفين : الأرض بتاعتنا يامهران بيه يعني ايه تدفع تمنها لحميد ؟! ده مكانش اتفاقنا 

قال مهران بنبرة ثابته كانت كافيه باعادتهم الي أماكنهم : انا لسه مخلصتش كلامي 

نظروا إليه باستفهام ونفاذ صبر ليكمل مهران : انا هشتري الأرض من حميد بس هسيبها ليك ياحاج فاروق 

نظر له فاروق بعدم فهم اختفي سريعا وحل محله الدهشة حينما انهي حديثه : وهتجوز انا بنت اخوك ...!!!

.....

......

عقدت مي حاجبيها باستنكار بينما تخطو خلف مالك الذي دخل الي المنزل في الصباح الباكر ويتجه مباشرة الي غرفه ابنه النائم يقبل جبينه ثم الي غرفته يخرج حقيبته ويضع بها ملابسه. .....مالك انت بتعمل ايه ؟!

لم يقل شيء بل تابع أخذ القليل من أشياءة ويضعها بداخل الحقيبه ثم يغلقها ويتجه الي باب الغرفه أسرعت مي إليه تمسك بذراعه : مالك انا بكلمك. .....رد عليا 

انت واخد هدومك ورايح فين 

التفت لها قائلا باقتضاب : مسافر شغل 

استهجنت ملامحها : مسافر ولا خلاص هتسيبني

زفر مالك بضيق بينما تابعت : بتعاقبني عشان قولتلك أن ليا حقوق عليك انا وابنك زي عيلتك .....

هز مالك رأسه بيأس من تفكيرها الذين يتغير ليتابع طريقه ويغادر المنزلون قول شيء .....جلست مي بكمد علي الاريكه تتصل بوالدتها تبكي وبعدها سرعان ما اتصلت بجاسر الذي فتح عيناه بانزعاج علي رنين الهاتف .....اسرع يجيب حينما وجدها مي 

: مالك يامي ....؟! 

أخبرته ما حدث لتختم حديثها : انا هاخد ادم واسيب البيت انا كمان 

هتف جاسر بحزم : بطلي شغل عيال وخليكي في بيتك يامي قولتلك انا هتكلم معاه

هتفت بنفاذ صبر : امتي ياجاسر.....

: قولتلك هكلمه خلاص بقي 

زفرت بضيق متبرطمه: طبعا وانا افرق معاك في ايه .....انت في بيتك جنب مراتك وانا اولع 

سحب جاسر نفس مطول قائلا من بين أسنانه : ولازمته ايه كلامك السخيف 

: سخيف ولا الحقيقه 

قاطعها جاسر بحنق : مي احنا لسه الصبح بطلي كلام وقولتلك سيبي ليا الموضوع ده 


..........

ظلت ماس نائمه بينما لم تهتم لسماع شيء من صوت مي الغاضب ولن تهتم ما دام جاسر بجوارها .......نظر جاسر في ساعته ثم احتضنها ودفن رأسه في ثنايا عنقها يداعبها بأنفه يوقظها ....يلا يا كسلانه عشان اوصلك شغلك ....


أسرعت ماس تأخذ فنجان القهوة التي انهاها جاسر لتغسله بينما تسكب لنفسها هي الأخري قهوة استعدادا لتشربها سريعا قبل أن تنزل الي عملها برفقته .... شهقت عندما أطاحت بكوب قهوتها دون أن تقصد ليسقط متحطم علي الأرض وتتناثر القهوة بجميع انحاء المطبخ ... 

جاءها صوت جاسر الذي انتهي من ارتداء ملابسه. .. ماس ياحبيتي جاهزة 

أومات سريعا وهي تغسل يدها بعد أن انتهت من تنظيف المطبخ : اه ياحبيبي ثواني 

اسرعت تنظر إلي نفسها في المراه وتعدل من شعرها وملابسها وتلحق به ....

انطلق جاسر بها في طريقهم لتجده بعد قليل يتوقف لدي أحد الأماكن ثم التفت لها قائلا : تحبي تفطري هنا ولا تاخدي الفطار معاكي الشغل.

نظرت له بتساؤل ليبتسم ويداعب شعرها بحنان : فاكرة اني مااخدتش بالي انك وقعتي القهوة ونزلتي من غير فطار 

اتسعت ابتسامتها : بصراحه مفكرتش انك هتهتم اصلا 

ضحك قائلا : ظلماني علي طول كدة 

هزت راسها ومالت عليه قائله بحب : ربنا يخليك ليا

غمز لها قائلا : طيب ايه رايك .... ننزل نفطر سوا 

أومات بحماس : طبعا ....

جلست معه تتناول الأفطار بينما تطايرت الفراشات حول قلبها بسبب لفتته الرقيقه معها لتقول وهي تضع يدها فوق يده : تعرف انك احلي حاجة في اليوم النهاردة 

ابتسم واحتضن يدها قائلا : وانتي احلي حاجة في حياتي كلها 

قبلها وتركها اسفل عملها وذهب الي عمله لتنظر ريم الي وجهها المشرق قائله بمرح : 

ده شكل صحتنا جت علي الجواز 

أومات ماس بنبره حالمه : جدا جدا .....انا بحبه اوي ياريم 

رفعت ريم حاجبها : وانتي لسه عارفه كدة دلوقتي 

هزت ماس راسها : اكيد لا .....بس تعرفي اني دلوقتي بس اتاكدت اني مكنتش هكون مبسوطه مع حد غيرة أشارت بيدها وهي تصفه وتتابع : هو ميكس كدة اسمه جاسر بدران سواء عصبي حنين غيران مجنون عاقل هادي ....كله علي بعضه انا بحبه 

أومات ريم قائله : 

ماهو ده الحب...انك تقبيله بكل عيوبه 

هزت ماس كتفها وتابعت بتفكير : كتير كنت بتضايق بس منكرش اني بحبه مهما تكون متضايقه منه.....

قالت ريم بجديه : 

ياحبيتي الرجاله كلها دماغها واحده.... مش بيجيوا بالعند 

قالت ماس بدفاع : مش دايما ....يعني برضه لازم يكون لينا رأي

أومات ريم قائله : اه .....بس الذكاء بقي انك تعرفي ازاي وامتي تقولي رايك 

نظرت ماس بحماس الي ريم وسرعان ما فتحت حاسوبها وبدأت أناملها تسطر الكلمات التاليه ( المراه أن أرادت أن تسير بين دروب عقل الرجل عليها أن تكون أكثر ذكاء بحيث لا يعلم هذا ويظل وحده يعتقد أنه الاذكي  

فهو كالطفل الذي يريد من والدته ان تفهم طباعه جيدا ولكنه لايريد منها أن تعرف أين خبأ لعبته ...... عامليه بذكاء عزيزتي حواء بحيث لا يدرك انك تفهميه أكثر من نفسه ويظن أن فهمك هو الوحيد الذي استطاع الوصول إليه ) طرقت اخر زر ثم نظرت إلي تلك الكلمات بحماس قبل أن تنشرها بتلك المدونه التي تكتب عليها بين الحين والآخر .....

...........


...............

...

امتزجت صورتها أمامه بينما تشعشعت نظرات الرغبه في عيناه وهو يتذكرها منذ أن وقعت عيناه عليها ..... كم كانت كما جميله أثره ما ان تطأ قدماها المكان حتي تجذب أنظار الجميع .....كان زياد يعمل لدي ابيها عاملا منذ سنوات طويله ..... كان وقتها مازال شاب صغير ولكنه كان مجتهدا ذكيا يعرف كيف يشق طريقه ليمر عام والآخر ويكون في بائع واجهه أحد اكبر محلات ابيها 

......كان يعرف كيف يبيع الكلام قبل الذهب وبالرغم من اجتهاده واجتذابه لكل من حوله إلا أنها الوحيده التي كانت تعرف كيف تجذبه امامها ......كان دوما لا شيء امامها ولم تلقي إليه ولو نظرة إلا أنه كان دوما مبهور بها   

وهنا قرر الا يكتفي بالبقاء كبائع....... لن تراه إلا أن جلس مكان ابيها وقد ساعده في البدايه ذكاءه وفي النهايه غباء والدها الذي تعرف من خلاله علي هذا الوسط من تجار تتاجر بكل شيء ليتغلغل وسطهم ويعرف الكثير من أسرارهم وخباياهم 

وتمر الايام ويمتلك اول محل له والآخر والاخر وبنفس الوقت لم يترك علاقته لأبيها الذي ظل ملاصق له كظله بحجه الطالب الذي يتعلم من أستاذه ولا يعلم أنه كان الأستاذ والمايسترو الذي يقود خطوات ابيها من صاله مقامرة الي أخري يجعله يفقد الكثير ويربح هو......ربح الكثير وأصبح يتلاعب بالاموال وأصبح له اسم وسط التجار ...... وليس تجارة الذهب فقط .....بل تاجر بكل شيء وظلت هي الحلم الذي طالما طمح إليه وهاهي في منزله الان يتمني لو تنسي الماضي كما نساه...... يريدها أن تراه كما يراه الجميع زياد غنيم 

وليس العامل لدي ابيها الذي كان لا شيء بينما هو الآن يمتلك كل شيء ......

لم يستطيع زياد البقاء أكثر بينما صورتها تتخلل كل تفكيرة المنحرف ليغلق حاسوبه ويتجه صاعدا إليها ولكن قبل أن يخطو بضع خطوات للدرج كان عماد يصل للمنزل 

: جيت اطمن علي ياسمين 

اوما زياد : وماله .... ارتاح علي ما ابلغها انك هنا

جلس عماد بالصالون الأنيق لينادي زياد علي امتثال : اطلعي بلغي الهانم أن عماد بيه عاوز يطمن عليها 

صعدت امتثال الي ياسمين التي كانت تتحدث مع خالتها ليليان التي بوجع بالغ ربتت علي قلبها وهي تسال ياسمين : عامله ايه يا حبيتي ؟! 

قالت ياسمين بصوت مختنق بالدموع : 

انا حاسه اني هموت يا خالتو 

....يومين بس عدوا عليا ومش عارفه هكمل ازاي .... 

قالت ليليان بحنان : طيب اهدي يابنتي ومتعمليش في نفسك كدة 

بكت ياسمين بقهر : انا استاهل عشان أنا اللي عملت في نفسي كدة .....بس غصب عني ياخالتو ....غصب عني و الله عشان خاطر عبد الرحمن ....

غص حلق ليليان بينما تابعت ياسمين : محدش وقف جنبي ... وكنت لوحدي وبابا هيتسجن .....كنت هعمل ايه؟

ابتلعت ليليان غصه حلقها : ربنا شاهد انك ضحيتي عشان خاطر اخوكي المريض وهيقف جنبك 

تنهدت ياسمين من وسط دموعها : يارب ...انا حاسه اني عايشه كابوس .....هزت راسها وتابعو : انا ليه وافقت وانا عارفه اني مش بحبه انا تعبت اوي ياخالتو ...

صمتت ليليان بضع لحظات حتي هدا بكاء ياسمين قبل أن تتحدث بعقلانيه : ياسمين يابنتي مش كل الجواز بيكون عن حب .....

انا مش هقول الكلام ده عشان اضايقك انا هتكلم معاكي في مصلحتك......حاولي يابنتي تقبلي بالأمر الواقع وأنه اتجوزك خلاص

حاولي تقبليه يمكن يكون انسان كويس 

غص حلق ياسمين قائله : كويس .....

كويس ازاي وهو اشتراني 

قالت ليليان : طول ما انتي بتفكري كدة مش هتنجحي 

........حاولي يابنتي تقبلي حياتك معاه يمكن يكون كويس 

ابتلعت ياسمين مرارة حلقها حينما استمعت لهذا الصوت بجوار خالتها ....طنط ...

قالت ليليان وهي تحاول خفض صوتها : ثواني يا مها ياحبيتي جايه ليكي 

قالت الفتاه من خلف الباب بتهذيب : براحتك ياطنط ..انا كنت بطمن علي حضرتك 

عادت ليليان الي حديثها مع ياسمين التي انهمرت دموعها بصمت علي خديها بينما تسأل خالتها : خطيبه صالح ؟! 

تعلثمت ليليان وانشطر قلبها علي ابنه اختها المسكينه لتتهرب من الاجابه وهي تقول : انا جنبك ومش هسيبك 

ياياسمين بس انتي استهدي بالله وفكري في كلامي وحاولي تبدأي من جديد .....

مسحت ياسمين دموعها ونظرت الي امتثال التي دخلت إليها قائله : عماد بيه عاوز يطلع لحضرتك 

أغمضت ياسمين عيناها بألم قائله : مش عاوزة اشوف حد 

حاولت امتثال قول شيء لتهتف بها : اطلعي وسبيني 

.....

ابتسم زياد حينما شعرت الأمور كما أراد و توقع وقصد رفضت ياسمين مقابلته ليري نظرات الخزي بعيون عماد الذي قال بإصرار :: انا هطلع لها

اوقفه زياد ببرود واضح : تطلع فين .... اهي قدامك قالت مش عاوزة تقابلك 

هتف عماد باحتدام : زياد ...ددي بنتي وحقي اطمن عليها متقدرش تمنعني

هز زياد كتفه ببرود : وانا منعتك....؟! هي مش عاوزة 

احتقن وجهه عماد ليعتدل واقفا بينما يقول : ماشي يازياد ....عموما انا مش هحذرك تاني انك تأذيها

نظر زياد إليه باستخفاف ولم يجيب علي تحذيره ليقول بقله لياقه : شرفت 

ضغط عماد قبضته بينما يكرر كلامه : ياسمين بنتي الوحيده ولو عرفت انك اذيتها تاني 

هب زياد من مقعده بتحدي : هتعمل ليا ايه ...؟!

ابتلع عماد لعابه بصعوبه بينما يعرف أنه باع وقبض الثمن لذا هو بلا حيله أمامه ليقول بنبره لينه : خدها بالسياسة يازياد ...ياسمين مش بتيجي بالعند 

وقف زياد أمامه بوجهه بارد دون قول شيء ليغادر عماد منكسر بينما يري بشاعه فعلته ..... لو كانت ابنته ممن يرضون بالمال لكان اختلف كل شيء ولكنه الآن يدرك أنها لن تستسلم و ستكون بخطر ما دامت تتحدي زياد الذي عاد ليتجه الي غرفتها ....

وضعت ياسمين سريعا تلك الادويه التي كانت علي وشك اخذها من يدها حينما دخل الغرفه ليتأهب كل انش في جسدها حينما رأته يدخل الي غرفتها 

ابتسم قائلا : ايه ياحبييتي ...عامله ايه دلوقتي ؟! 

لم تقل ياسمين شيء بل ظلت مكانها تنظر إلي نبرته وابتسامته بتوجس ليقترب بخطواته منها : ايه ياحبيتي مالك بتبصي ليا كدة ليه ....متخافيش 

جلس بجوارها لتضم ياسمين جسدها بوجل إليها مبتعده عنه بحركه لا اراديه .... ولكنها تفاجات به يمسك الدواء من جوارها قائلا : يلا خدي الدوا بتاعك عشان تخفي 

ابتلعت الدواء من يده التي مدها أمام شفتيها بينما تسارعت انفاس زياد الذي كانت عيناه تتابع شفتيها المكتنزة بنظرات راغبه تهدر بعروقه 

اجفلت ياسمين حينما مد زياد يداه الي خصلات شعرها يمرر أنامله بينهم ..... استنشق عبيرها بانتشاء بينما يتمتم : اااه.... لو تعرفي انا عاوزك اد ايه 

تحرك قلب ياسمين بينما ظنت لوهله أنه خدعها بنبرته الهادئه وكلام خالتها يعرف طريق الي عقلها حتي نطق باعترافه أنه يريد شيء اشتهاه منذ زمن ليس أكثر ...!!!

........

.روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


....

تجمدت ملامح فيروز بصدمه قبل أن تندفع الدماء الحارة بعروقها ويحتقن عقلها بينما تتوعد هذا الرجل الذي فتح علي نفسه باب الهلاك حينما وجدت زوجه عمها عزيزة تأتي لتزف لها خبر تقدم عريس لها فلم تنتظر لسماع شيء أو تفاصيل تعرفها أخفاها عمها كما اخفي نيته ببيعها مقابل تلك الارض لتهتف بحده بالغه ....ومين قال اني عاوزة اتجوز 

نظرت لها والدتها برجاء : وطي صوتك يافيروز عمك يسمع

هتفت فيروز بصوت جهوري : ما يسمع ......هو فاكر نفسه مين عشان يقرر حياتي بدالي ....انا هنزل بنفسي أقوله الكلام ده 

أسرعت تندفع تجاه الباب لتسرع عزيزة تمسك بيدها ...استني بس يا فيروز يابنتي مش تعرفي مين العريس الاول 

قالت فيروز بانفعال : مش عاوزة اعرف حاجه ولا هتجوز اصلا ....

حاولت زوجه عمها إيقافها هي ووالدتها خوفا من صدام بينها وبين عمها لتتنهد المرأتان حينما وجدوا أن فاروق قد انصرف ....

أمسكت وداد بكتفها : اهدي بقي يابنتي وتعالي نتكلم بالعقل 

أبعدت فيروز يد والدتها عنها بغضب : مش ههدي ولا هتجوز .....

أسرعت تندفع كالسهم من خلال الباب ولم تفلح اي من والدتها أو زوجه عمها في إيقافها لتسير فيروز بخطوات تحمل غضب وقهر وشراسه وتحدي .....تلك هي معركتها ولن تخسر بتلك السهولة .....

ضيق فاروق عيناه التي وقعت علي تلك التي تسير بخطي مسرعه الي جانب الطريق ليستدير سريعا بسيارته ويلحق بها .......

هتفت فيروز بغضب شديد : عاوزة أكلمه 

قال الحارس بضيق : هو انتي كل يوم يا ست انتي 

زجرته فيروز بغضب : بقولك نادي عليه .....

أوقف فاروق سيارته ونزل منها بغضب ليمسك بذراع ياسمين التي تفاجيء بها امام بوابه منزل عمران ...

انتي بتعملي ايه هنا يابت انتي ؟!

انتزعت ياسمين ذراعها من يده بقوة ولكنه أحكم قبضته علي ذراعها مجددا مزمجرا : قدامي بدل ما ادفنك مكانك 

قاومته ياسمين التي اعماها القهر وفتحت فمها لتتحدث ولكنها وجدت نفسها تتحرك كعروس ماريونيت للجهه الأخري لتجد نفسها واقفه خلف جدار ضخم وصوت جهوري يزمجر : ايدك متتمدش علي اللي يخص مهران عمران 

تفاجيء فاروق بظهور مهران ودفاعه عن فيروز التي وقفت لحظات تحاول استدراك ماحدث بينما كانت بكل غل تاتي إليه لتهدده وهاهو يحميها من براثن عمها .....: انا بربي بنت اخويا يامهران بيه ....صالحها ايه تيجي لغايه هنا 

عقد مهران حاجبيه بغضب : بنت اخوك بقت تخصني من وقت ما اتكلمت عليها والست اللي تخص مهران مش محتاجه ربايه ...... أما بقي جايه ليه 

حقها جايز جايه تقولي شروطها 

هل ما فهمته صحيح . .....؟! 

احتقن وجهه فاروق لتسري الراحه بعروق فيروز وتنظر له بتشفي بينما لم يشغلها شيء بتلك اللحظه الا كمد عمها أمام هذا الرجل .....

التفت مهران إليها لتفيق من تفكيرها وتعود كرة الخيوط الضخمه بداخل عقلها تتشابك ويظهر السؤال في عيونها ..... اتفضلي يا انسه نتكلم في مكتبي 

نظر إلي فاروق بعدم لياقه ....بعد اذنك ياحاج فاروق هتكلم مع العروسه كلمتين واظن دي الأصول 

علي مضض زم فاروق شفتيه ليقف مكانه يتمني لو يطبق بعنق تلك الفتاه .....

...

......

تجمدت الدماء بعروق ياسمين حينما شعرت بيد زياد تتحرك فوق ملابسها وبخفه يرفع طرف فستانها كاشفا عن ساقها لتتسارع أنفاسه ويقترب منها أكثر ......تراجعت ياسمين للخلف واغمضت عيناها وبرأسها تدور الآلاف الصور والأصوات ....... حاولت أن تتقبل قربه منها ....حاولت أن تتقبل أنفاسه التي امتزجت برائحه سجائرة وعطره القوي الخانق .....حاولت أن تتقبل نظراته الراغبه .....حاولت ولكنها لم تستطيع ولم يساعدها حينما تطاولت لمساته الوقحه علي جسدها دون مقدمات لتجفل ياسمين وتتراجع للخلف بخوف واضح جعل الانزعاج يغلف ملامح زياد الذي هتف بغضب : ايه يا بنت ال ....مش طايقه اقربلك 

وختم حديثه بصفعه قويه أشعلت وجهها نارا بينما إنتاج بغضب من نفورها الواضح منه ولم يدرك كم حاولت ولكنه لم يدع لها أي فرصه .....

دار حول نفسه بغضب شديد ليركل الطاوله الزجاجيه بساقه فتتطاير متحطمه أشلاء تناثرت بكل ارجاء الغرفه ....انكمشت ياسمين علي نفسها بخوف من غضبه لينظر زياد لها بغل يزداد بكل مرة يشعر بها أنه أقل منها .....

نظرت له بخوف ورعب حينما اقترب منها فجاه ليطبق علي ذراعها المتلونه بالكدمات ويجذبها بعنف مسبب لها الالم ...نظر في عيونها قائلا بغضب شديد : انا اقدر اخدك دلوقتي وغصب عنك ...بس انا هصبر لغايه ما تخفي ...عارفه ليه ...؟! 

نظرت له ياسمين بخوف جعل دقات قلبها تقرع بقوة داخل صدرها ليكمل بحقارة شديده وهو يمرر يداه بوقتحه علي جسدها : عشان اتمتع بكل حته فيكي .....التوت شفتاه بابتسامه شيطانيه وتابع بينما يداه تتحرك فوق جسدها .... كل حته فيكي هتبقي بتاعتي ...بمزاجك أو غصب عنك 

فقط الدموع التي تحجرت بعيونها هي كل ما استطاعت أن تفعله بتلك اللحظه . ... حتي لم تحاول أبعاد يده عنها أو الدفاع عن نفسها ليتركها زياد دافع بها الي الخلف متعمدا اذلالها أكثر لعله يشبع نفسه التي تعاني من مرض النقص أن رأي ذلها واهانتها .....

..........

....

نظر مهران الي هجوم فيروز عليه ليقول بدفاع هاديء عن نفسه وهو يجلس خلف مكتبه 

: انا مجيتش في سكتك يا بنت الحلال. ..انتي اللي طلعتي قدامي ....

هتفت ياسمين بغضب وهي تضرب طرف المكتب بكلتا يديها. ..اوعي تكون فاكر اني زي اي بنت مغلوبه علي أمرها هنا ...هتقول حاضر ونعم 

لمعت عيناهون إرادته فلو كانت كذلك لما فكر بها ولكن لسانه قال ببرود : أمال هتقولي ايه ؟! 

هتفت بغضب وهي تضرب المكتب للمرة الثانيه : هقولك لا ....لا 

قام مهران من خلف مكتبه واتجه إليها قائلا وهو يشير الي يدها : وحياتك بلاش تخبطي ليا علي المكتب كدة ....رجاله بشنبات متقدرش تعملها 

نظرت له فيروز بتحدي : انا اقدر اعمل اي حاجة 

هز كتفه وقد وصل لمبتغاه: يبقي هتقدري تتجوزي مهران عمران ....

..........

.....

عقدت ماس حاجبيها لحظه قبل أن تنظر مجددا الي ذلك السوار الذهبي الذي فتحه جاسر امامها قائلا : ايه ياحبيتي ...مش عاجبك 

هزت رأسها سريعا للحظه قبل أن تقفز بحضنه ...مبروك يا حبيبي ...الف مبروك الترقيه 

ابتسم لها وهو يحتضنها ليرفع يدها إليه ويضع حولها السوار بيننا تقول ماس بعتاب : يعني انت تترقي وانت اللي تجيب ليا هديه 

اوما بسعاده : انا نفسي اجيبلك الدنيا كلها 

قالت بعتاب : ربنا يخليك ليا ياحبيبي ... بس كان لازم تقولي 

ابتسم قائلا : حبيت اعملهالك مفاجاه 

............

....

انتبهت ليليان الي مها خطيبه ابنها : ها ...لا ابدا يابنتي مفيش 

قالت مها وهي تنظر إلي حماتها : مفيش ازاي ياطنط

ده شكل حضرتك متضايقه ... أوعي يكون صالح زعلك 

هزت ليليان راسها : لا يابنتي مفيش 

ابتسمت مها لها قائله : طيب ايه بقي مش هتعلميني ازاي اعمل الزر بلبن اللي صالح بيحبه

قالت ليليان سريعا : حاضر ياحبيبتي ... تعالي

.....

خرج زياد من الاستحمام يحيط اسفل جسده ببشكير قاتم ويفرك خصلات شعره بحنق بينما رأسه يحترق ...يريدها ولكنه لا يريد أن يعرف الطريق الصحيح إليها ..متغافل أنها انثي يرضيها بابسط الكلمات ويكسبها بالحنان والود وليس بالقهر والإذلال ..!!

كرهت ياسمين ضعفها ولم تكن يوما ضعيفه ولكن دون إرادتها تشعر بأنها ورقه واقفه في مهب ريح قوي دون أي ظهر ....جلس باريحيه علي الأريكة الزرقاء التي توسطت جانب الغرفه ليجذب من جوارة سترته يخرج منها أحد الاكياس التي تحمل البودرة التي يتعاطاها ليبدأ بلف أحدي الاوراق الماليه الخضراء ويميل تجاه تلك الأسطر يستنشق منها السطر يلو الاخر ......أغمضت ياسمين عيناها باشمئزاز وبداخلها تحاول اخفاءها خوفا من غضبه الذي لن يرحم ضعفها ولكن جبروته لم يسمح لها لتتفاجيء به يقوم ناحيتها بينما ترك بعض من تلك المادة علي الطبق واتجه به ناحيتها ....بعنف جذب راسها تجاه الطبق ليغرس وجهها به 

مش عاجبك اني بشم يا سنيوريتا....شمي معايا !!!

.....


علي أطراف أصابعها وقفت ماس خلف باب الحمام تستمتع لصوت المياه حيث دخل جاسر ليستحم لتحرك يدها ببطء وحذر تغلق الباب بالمفتاح 

اسرعت بعدها الي الخزانه تقف أمامها لتخرج بضع ملابس ثم تتجه الي الباب تفتحه وتستلم تلك العلب التي طلبتها وتعود للداخل

عقد جاسر حاجبيه حينما مد يداه للباب ولم ينفتح 

ماس ..

ماس 

أسرعت إليه : ايه ياحبيبي

: الباب مش بيفتح 

قالت بمكر وهي تتظاهر بالبراءه : ازاي ..

حاول جاسر مجددا فتح الباب الموصد بينما تسرع ماس الي المراه وتمسك بقلم أحمر الشفاه تمرره فوق شفتيها

قطب جاسر جبينه بينما يحاول فتح الباب قائلا : ماس في ايه ؟!

قالت ببراءة وهي تصفف شعرها : مش عارفه ياحبيبي ...استني شويه وهشوف 

هتف بنفاذ صبر: استني ايه ؟!

قالت وهي تكتم ضحكتها : هشوف الباب مش بيفتح ليه ؟!

أو هشوف نجار 

رفض. جاسر سريعا : لا ياماس متفتحيش لحد الباب وانتي لوحدك

كتمت ماس ضحكتها : لوحدي ايه ياحبيبي ما انت معايا 

: لا برضه ...خليكي وانا هتصرف 

اسرعت تكمل مكياجها بينما جاسر بالداخل يحاول فتح الباب ليقول اخيرا : ماس ابعدي ياحبيتي عن الباب عشان هكسرة 

تعالت ضحكتها : تكسر ايه ياجاسر ....حبيبي حد يكسر الباب من جوه ...اهدي بس وانا هتصرف 

وقف لحظة بعدم فهم حينما استمع لصوت المفتاح يدور بالباب لتتجمد قدماه بينما وقفت أمامه بتلك الهيئه المهكله وقد تزينت وارتدت قميص حريري قصير جعل الكلام يقف بحلقه ...ابتسمت ماس وهي تري وقع المفاجاه عليه بينما تحركت عيناه في ارجاء الغرفه التي اقامت له بها احتفال بترقيته

مش لوحدك اللي بتعرف تعمل مفاجات ياحضرة الضابط..!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !