الجزء السابق
نظر لها خالد لتكمل لتنظر له هايدي بعتاب وكأنه لا يدري شيء عن سبب نطقها لتلك الكلمه لتنظر له مطولا قبل أن تبدأ الكلمات المنفعله تخرج من بين شفتيها : تعبت ياخالد ....تعبت من اني أشيل المسؤوليه لوحدي ....تعبت من اني مش لاقياك جنبي في تفاصيل يومي انا او بنتك
تعبت من بصتك ليا وكأني مجنونه بخترع اسباب عشان نتخانق ...تعبت من الشغل وتعبت من البيت ومن كل حاجه ....ازدادت نبرتها انفعال وهي تتابع : انت مبقتش شايفني ولا شايف اي حاجه من اللي انا بعملها ...بترجع اخر اليوم وبس بتشوف اني بقيت ست عصبيه نكديه ....عمرك ما فكرت انا بقيت كده ليه .... نسيت اني انسانه زيك ببقي نفسي أخرج مع صحابي وافصل من المسؤوليه لو ساعتين علي بعض ...عارف انا بقالي اد ايه معملتش شعري ولا اخدت دوش مره وانا مش مستعجله ....عارف انا اد ايه ببقي نفسي اسهر اتفرج علي مسلسل ولا فيلم ولا حتي اقري روايه من غير ما افكر ورايا ايه بكرة ....عارف اني ببقي نفسي البس وأحط مكياج من غير ما اكون مستعجله وبجري من هنا لهنا اجهز هدوم وفطار والبس البنت ....عارف اني مره ببقي نفسي اخلص غدا واقعد اشرب قهوتي زيك من غير حتي ما أشيل طبق .... انا بدور في نفس الحلقه كل يوم شغل وبيت ومدرسه وتمارين ودكاترة واهتمام بكل حاجه لغايه ما تعبت وطاقتي استنزفت ومبقاش عندي طاقه اكمل ومع ذلك مكمله ....نظرت له بشراسه مقترنه بانفعالها : انت مبقتش تساعدني في أي حاجه ...اخدت اني بعمل كل حاجه ومع ذلك مبقاش اسمع منك اي تقدير وكأن اللي بعمله عادي .....ازدادت نبرتها شراسه وهي تتابع : حتي لو عادي وكل الستات بتعمل كده عمرك فكرت بقي أن العادي منك تقدرني وتشكرني .....
نظرت له بعتاب شديد وتنهدت قائله : ساكت ليه ....لم تسعفه الكلمات لتتابع هايدي بخزلان : ولا اقولك متقولش اصلا انا عارفه ردك ....تهكمت شفتيها وهي تتابع : سيبي الشغل.... انتي بتعملي ايه طول اليوم كل الستات بتعمل زيك .
خفضت عيناها التي بدأت تلمع بها الدموع لتكمل : اقولك علي حاجه ...انسي كل اللي قولته ولا كأني قولت حاجه
امسك خالد بيدها قبل أن توليه ظهرها وتعود لنومها لينظر لها بانزعاج ليس منها ولكن من نفسه : هايدي انتي عمرك ما اتكلمتي مع اني دايما بسألك مالك
أومات له ونظرت له بعتاب : عشان عمرك ما قولت ليا مالك وانت حاسسها ولا كل مرة بتقولها تحصيل حاصل وبمجرد ما اتكلم وشك يتغير وأشوف اد ايه كلامي ممل بالنسبالك زي ما انا بقيت ممله ....
هز رأسه ومال يقبل راسها قائلا بحنان : معلش .!
نظرت الدماء الحاره بعروق هايدي لترفع إليه عيناها الغاضبه وتردد باستنكار : معلش !
أوما لها وهو يستدعي المزيد من الكلمات لتدفع هايدي يداه بعيدا عنها صارخه بغضب :هو ده بس اللي قدرت عليه ؟!
انفعل خالد دون إرادته : عاوزاني اقولك ايه يا هايدي ما انا بقولك معلش واللي بيضايقك هاخد بالي منه بعد كده ..؟!
نظرت له هايدي بغيظ وحنق بينما لم تري في عيناه معني حقيقي للإعتذار لتهتف به : وليه جاي علي نفسك ...انت زي ما انت ومش هتتغير ...أناني ومش بتفكر الا في نفسك
زم خالد شفتيه بحنق : انتي شايفه كده ؟!
أومات له ليقول بغضب : ماشي ياهايدي طالما انتي شيفاني كده فأي كلام هقوله مش هيفرق معاكي
اندفعت هايدي تقوم من الفراش بغضب وهي تصيح : عشان مش عاوزاك تقول كلام ...عاوزه أفعال
تركته وغادرت الغرفه صافقه الباب خلفها بعنف ....زفر خالد وقام من مكانه يفرك رأسه بغضب .... ماذا فعل لكل هذا ....حتي محاولته صدتها .
جلست هايدي بغرفه ابنتها الصغيرة تغلي من الغضب الذي منعها من رؤيه شيء في محاوله خالد ...كانت بحاجه للانفجار وانفجرت وكل ما كان عليه فعله هو أن يجنب نفسه ويحتوي انفعالها لا أن يتشاجر معها .
....
........بصدمه نظر امير مجددا تجاه تلك الواجهه الزجاجيه لتتسع عيناه بعدم تصديق بينما يري ليندا جالسه الي أحد طاولات ذلك المقهي وبالمقعد المقابل لها جلست ورد ...!!
شردت ليندا وهي تتابع حديث ورد الودي معها لتبتسم ورد وتميل تجاه الطفله الجميله صديقه ابنها تلاعبها
لترفع ورد عيناها مجددا الي ليندا قائله بمرح : يامن بقي عكس ورد خالص اول يوم مدرسه كان متعرف علي تغلب الولاد ...هزت كتفها وتابعت : مش عارفه طالع اجتماعي اوي كده لمين مع اني انا وباباه مش كده
تنهدت ليندا وحاولت أن تقول هي الأخري بنبره مرحه : ورد خجوله جدا وبصعوبه تتعرف علي حد وعشان كده حبيت اوي نخرج ونتعرف علي بعض لما حكت ليا عن يامن ...نظرت إلي ورد وتابعت : اسمه حلو مسن اختاره
ابتسمت ورد قائله : جدته ...مامه فريد هي اللي اختارت الاسم
داعبت شعر ابنها بحنان قائله : اصلا انا مكنتش مصدقه أن في يوم من الايام هيكون عندي طفل
عقدت ليندا حاجبيها : ليه ؟!
بدأت ورد تخبرها بقليل مما عاشته في صعوبه حملها وعيون ليندا تلمع بالحزن بينما تري تلك المراه مثاليه تستحق أن يقع زوجها امير في حبها ....ابتسمت لها بشجن وتابعت : واضح أن جوزك بيحبك اوي
أومات ورد بابتسامه خجوله : وانا كمان ...هو راجل حنين جدا وطيب ووقف جنبي كتير ...بصراحه هو كتير اوي عليا .
هزت ليندا راسها : انتي انسانه جميله يا ورد
ابتسمت ورد قائله : وانتي كمان ....اصلا دخلتي قلبي بسرعه وانا في العادي مش باخد علي حد بسرعه كده
نظرت في ساعتها قائله : معلش بقي انا مضطره اقوم عشان فريد قرب يرجع من شغله
أومات لها ليندا قائله : بس اكيد هنتقابل تاني
هزت ورد راسها بتأكيد : اكيد طبعا
بصعوبه وافق يامن علي ترك صديقته والذهاب مع ورد التي وقف فريد علي باب المطبخ يستمع لها وهي تخبره بما حدث ليسألها بدهشه : وانتي من أمتي بتخرجي مع حد لسه متعرفيهوش ؟!
ضحكت ورد قائله : ابنك يا سيدي حكم رأيه يلعب مع ورد اللي بقاله اسبوع كل يوم يحكيلي عنها ....من اول ما جت جديد المدرسه وهو بسرعه صاحبها...هي عسوله اوي وهو حابب أن اسمها علي اسمي
ابتسمت ورد واتجهت ناحيته بحماس : اه يا فريد لو تشوف البنوته جميله اد ايه ماشاء الله عليها ....وضعت يدها علي بطنها وتابعت : نفسي البيبي يكون بنت وتكون حلوة كده
اوما لها فريد وداعب شعرها بحنان : هتطلع حلوة لمامتها اكيد
ابتسمت ورد له وهزت كتفها بخجل : يعني انا لسه حلوة
امسك فريد بوجهها بين يديه ونظر الي ملامحها الجميله التي يعشقها ومال تجاه شفتيها يقبلها هاتفا بشغف : احلي ست شوفتها في حياتي
أغمضت ورد عيونها واستقبلت قبلته بحراره لترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها للحظات طويله لم يقطعها سوي صوت يامن الذي ركض ناحيتهم ....لتبتعد ورد سريعا وتهندم من خصلات شعرها
انحني فريد يحمل ابنه الصغير ويجلسه علي طرف الطاوله الرخاميه يداعبه بمرح : ايه بقي ياسياده المستشار من دلوقتي بتصاحب بنات
ضحك يامن قائلا بعفويه : زيك يا بابي
ضخك فريد بصخب وهو يهز رأسه : مين قالك كده ...ده انا كنت بكرهه البنات من اللي عماتك بيعملوه فيا
ولم يكد يكمل جملته حتي تعالي رنين هاتفه : فريد انا عاوزة اتطلق
كانت تلك كلمات هايدي التي قالتها دون مقدمات ليقول فريد بصدمه : في ايه يا هايدي ...اهدي بس واحكيلي ايه اللي حصل
قالت ببكاء : مش عاوزة احكي حاجه انا عاوزة اتطلق ....طلقني منه وخلاص
اوما فريد قائلا بهدوء : طيب حاضر اهدي بس دلوقتي وانا جايلك علي طول
اغلق لتساله ورد بقلق : في ايه يا فريد مالها هايدي
هز كتفه ؛ شكلها متخانقه مع خالد ...اتغدوا انتوا انا هلبس واروح اشوفها
..........
...
أشارت هديل هنا وهناك لتلك الفتاه والشاب الواقفين ليدونوا بعض ما تطلبه ثم يتجهون الي أحد الزوايا يرفعون باقي المقاسات لتلتفت هديل الي هانيا : ها هيخلص امتي الشغل ده ياهانيا
هزت هانيا راسها قائله : في اسرع وقت متقلقيش ...سامح ورقيه شاطرين اوي وهيخلصوا
أومات هديل متنهده : اه يا نونو عاوزاكي تفضلي وراهم لغايه ما يعملوا كل التجديدات اللي قولت ليهم عليها في الجيم .....نظرت امامها وتابعت بأمل : عاوزة هاشم يرجع احسن من الاول
ربتت هانيا علي كتف اختها بتشجيع : هيرجع متقلقيش
غمزت لها وتابعت بشقاوة : ده كابتن اتش برضه
ابتسمت هديل لترفع هاتفها وتشير الي اختها : بصي بقي انا عملت اللي قولتي ليا عليه وعملت الاعلانات الجديده وكلمت واخده صاحبتي هتتابع الصفحه
أومات هانيا : حلوة اوي فكرة الاعلانات دي
ربتت علي كتفها : انتي جدعه اوي
وكانت تلك نفس الكلمه التي نطقت بها عيون هاشم حينما عرف بكل ما فعلته : هديل انتي جدعه اوي
ابتسمت له وتابعت بغرور محبب : امال ايه يا كابتن ..في ضهرك راجل
ضحك هاشم وأحاط كتفها بذراعه قائلا بهمس بجوار أذنها : قطع لسان اللي يقول كده ....انتي احلي ست انا شوفتها
نظرت له هديل بخجل ليمسك بيدها وياخذها الي خلف أحد الخزانات في غرفه تبديل الملابس بالصاله الرياضيه ويميل تجاه شفتيها يقبلها قبله لا تعبر عن شيء من الحب الذي يمليء قلبه تجاه تلك الفتاه ...اسند جبينه فوق جبينها لتغمض هديل عيناها وتقول بنبره حالمه : عارف نفسي في ايه يا اتش
قال بهيام وهو يتطلع الي ملامحها : نفسك في ايه ياعيون اتش
قالت بشغف : نفسي في طبق محشي ورق عنب
اتسعت عيون هاشم الذي هبط بقوة من تلك السحابه الورديه التي كان يحلق بها لتنفجر هديل ضاحكه علي هيئته المصدومه وتوكزه في ذراعه المكدس بالعضلات : بلاش اتوحم يا اتش ولا ايه
صدمته مجددا لينظر لها ببلاهه قبل أن تهز راسها : أيوة يا اتش انا حامل تاني
قبل أن يستوعب كانت ذراعيه تلتف حولها ويحيط بها يضمها الي صدره ويغمرها بالقبلات ليرفع وجهها إليه بعد قليل ويسالها : بتتكلمي جد ؟!
أومات له بابتسامه واسعه : جد جدا ....التفتت حولها وهي تقول : ها بقي يا اتش لسه مش عندك دافع ترجع احسن من الاول
هز رأسه وقال بثقه : عندي اجدع زوجه واقفه جنبي وفي ضهري
احتضن كتفها وقبل راسها بحب قائلا : يلا نروح نجيب زينه من عند ماما ونروح اي مكان تحبيه نأكل محشي
ضحكت وهزت راسها بحماس : يلا
..........
...
هتف خالد بامتعاض : اهو شايف يافريد كل اللي على لسانها طلقني طلقني وانا ساكت
اندفعت هايدي بعصبيه : لا والله كتر خيرك انك ساكت ومتحمل
وكزت هاجر هايدي والتي لجأ إليها فريد لتأتي حينما رأي احتدام الخلاف بين أخته وزوجها فأتصل بهاجر لتأتي لعلها تهديء من انفعال هايدي
لتاخذها هاجر الي الداخل : تعالي بقي معايا ياهايدي وبلاش تتكلموا خالص وانتوا متعصبين كده
أشارت إلي فريد : فريد خد خالد واقعدوا في أي مكان
اوما فريد ليجذب ذراع خالد : تعالي نروح نقعد عند هاشم شويه
زفر خالد بضيق : مش عاوز يافريد ....انا قاعد اشوف اخرتها ...هو انا كنت عملت ايه يعني ؟!
نظر له فريد بجدية: اسمع كلامي ياخالد ...بلاش تتكلموا مع بعض دلوقتي
.........
..
اتسعت عيون هاشم قائلا : وهو يعني ياخالد ملقتش كلمه الا معلش تقولها ليها
هتف خالد بامتعاض : كنت اقول ايه يعني ؟
تدخل اياد قائلا : حقك عليا مكنتش اقصد انا بقدرك طبعا اهو اي كلام تحسسها انك فعلا مهتم إنما معلش
تبرطم فريد هاتفا بتهكم : معلش دي تقولها لما تبقي تنسي تجيب فينو وانت راجع مش لما تبقي شايطه بالشكل ده
فرك خالد رأسه قائلا : اهو اللي حصل بقي ؟
قال ايهم بهدوء : عموما متقلقش هي اخواتها هيهدوها وان شاء الله تعدي ...انت بس هات بوكيه ورد وهديه حلوة وصالحها
نظر خالد له : تفتكر هترضي ... ده انا من ساعه فتحت عيني الصبح وهي علي نغمه طلقني
قال فريد بخبث : معلش
رفع خالد عيناه تجاه فريد بغيظ لينفجر الآخرون ضاحكون
.......
...
نظرت هانيا وورد الي هاجر التي قالت بعقلانيه : غلطك الوحيد انك سكتتي يا هايدي وحملتي نفسك فوق طاقتك ...ياحبيبتي اوعي تفكري انك لما تشيلي كل المسؤوليه دي حد هيعملك تمثال ... لا ياحبيتي ده هيلخوكي تشيلي اكتر طالما قادره تشيلي واوعي تنسي أن في اخر الطريق هتسمعي كلمه محدش قالك تعملي كل ده
ياهايدي يا حبيتي غلطه اغلب الستات مننا هي أنها يا تبقي زي الاخت هانيا أو زي سيادتك
نظرت لها هانيا بجبين مقطب لتهز راسها : أيوة يا تبقي متدلعه واوفر وتطهق الراجل في عيشته يا تبقي بطله وتشيل كل حاجه والبيه ياخد علي الدلع واول ما تقول مش قادره يقوم يقول نكديه ....ياحبيبتي ربنا عطانا عقل وقلب نفكر ونوزن بيه الأمور .... ادي بيتك وجوزك اهتمام ومعاهم ادي نفسك شويه اهتمام واوعي تنسي انك انسانه ليكي حقوق زيهم عشان لو مطلبتيش حقوقك محدش هيديهالك .... .
وافقت ورد قائله : عندك حق يا هاجر في كل كلمه قولتيها
وافقت هديل قائله : فعلا يا هايدي ....اقفي جنبه لما تحسي أنه محتاج ليكي من غير تفكير إنما في نفس الوقت اقفي جنب نفسك واشحني طاقتك عشان تقدري تكملي متديش كل حاجه لغيرك وانتي تنسي نفسك ومتهتميش بيها
أومات هايدي لتقول بغصه حلق : كنت فاكره لما هديله كل اهتمامي هيهتم هو بيا
وبالفعل قد تنسي المراه كل شيء عاشته مع الرجل الا عدم الاهتمام الذي يقتل اي حب مهما كان كبيرا فالاهتمام يخلق حب من العدم واختفاءه يقتل أعظم حب فالمراه قد تترك شخص يعشقها ولكنها لا تترك ابدا ذلك الذي يأثرها باهتمامه بادق تفاصيلها ..!
..........
عقد امير حاجبيه وظل يتحرك بعصبيه وانفعال ذهابا وإيابا أمام رائف الجالس خلف مكتبه في بناء المصنع القديم الذي أصبح يقضي به اغلب وقته وأصبح مكانه المفضل ويدير منه مصنع أخاه الاخر الذي بذل مجهودات كبيرة به وأصبح اكبر واكبر ولكنه عاد وفتح مصنع أبيه مجددا فهو يريد لابناءه أن يكملون مسيرة أبيه كما يفعل هو .....: اقعد بقي يا امير وكفايه عصبيه
هتف امير به بانفعال : هتجنن يا رائف .... تعرفها منين وكانت قاعده معاها ليه ...هز رأسه بحنق وتابع : ياتري قالت لها ايه عني ؟
تنهد رائف ونظر إليه بحيرة : طيب وليه مسألتهاش ؟
هز امير رأسه بضيق : مش هينفع اتكلم معاها في الموضوع ده قدام البنت ....الصبح لما ورد تنزل المدرسه هروح واتكلم معاها
اوما رائف قائلا: صح كده ....واهم حاجه تتكلم معاها براحه من غير عصبيتك دي
هتف امير بانفعال : واهدي ازاي بس وانا علي نار .....نظر إلي رائف واهتزت نظراته بينما يسأله : تفتكر تكون قالت ليها حاجه عن اللي حصل زمان ؟
: انت مش حكيت ليها علي كل حاجه ؟
فرك امير رأسه بعنف : قولتلها اني كنت بحبها زمان واتجوزت غيري وخلاص ... هز رأسه وتابع : اكيد مش هقولها علي اللي عملته معاها .... استحاله تبص في وشي تاني لو عرفت حاجه زي دي
مرر رائف يداه علي عنقه قائلا : عندك حق
..............
......
ارجع فريد رأسه الي الخلف ناظرا بعيون ثاقبه الي تلك المرأه التي هزت راسها وقالت بارتجاف : هو ده كل اللي حصل يا بيه
نظر لها فريد بصمت لتندفع دموع الخوف من عيونها وهي تهتف به برجاء : انت وعدتني أني لو قولت علي الحقيقه هتسيبني في حالي ومحدش هيقرب مني
اوما فريد لها متنهدا : متقلقيش يا وداد انا عند كلمتي
أسرعت المراه ناحيته تحاول تقبيل يداه ليسحبها فريد بسرعه قائلا : استغفر الله .... اخرج من جيبه بضع ورقات ماليه ومد يداه لها بهم : خدي دول
هزت راسها بعزه نفس : تسلم يا بيه
أصر فريد قائلا : اسمعي الكلام وكلها بكرة ولا بعده وهكون رتبت ليكي الشغل اللي انتي طلبتيه مني
ابتسمت له المراه بامتنان : ربنا يخليك يا بيه ويبعد عنك ولاد الحرام .
.........
...عاد فريد الي المنزل ومازال عقله بتلك القضيه التي استطاع الوصول إلي حلها وعرف بالفعل أن ابن الرجل مظلوم وان تلك الفتاه التي ادعت عليه هي من رتبت لكل شيء ولكن الخادمه اخذت منه وعد الا يذكر اسمها بعد أن أخبرته بكل الحقيقه والتفاصيل التي ستجعله يضغط علي الفتاه ويواجهها بها فتنهار وتعترف بكل شيء
تنهد بارهاق وهو يخطو الي غرفته ليبتسم حينما وجد ورد جالسه في الفراش بانتظاره كعادتها مهما تأخر يعود ويجدها بانتظاره
ابتسامه عذبه ارتسمت علي ملامحه وسرعان ما كان يتجه إليها يضع نفسه بين ذراعيها ويتوسد صدرها هامسا بامتنان لوجودها دوما بجواره : وردتي واحلي حاجه في دنيتي
ابتسمت ورد ومررت يدها بين خصلات شعره : حبيبي ودنيتي كلها مش احلي حاجه بس
رفع رأسه يتطلع إليها بابتسامه : ايه الكلام الحلو ده يا وردتي
مالت عليه تقبل وجنته : انت تستاهل كل حاجه حلوة مش كلام بس
ضحك وداعب شعرها قائلا : ده شكل مزاجك رايق
أومات له قائله : طبعا عشان شوفتك راجع النهارده مش مهموم زي كل يوم الاسبوع اللي فات
تنهد وهز رأسه :معلش يا رورو كان عندي قضيه شاغله بالي بس الحمد لله اتحلت
ابتسمت ورد له : الحمد لله....سحبت هاتفها من جوارها قائله : ايه رايك بقي يا حبيبي علي ما تاخد دوش اطلب لينا بيتزا سي فود
اوما فريد قائلا بشقاوة : كنت ناوي نعمل جمبري سوا
ضحكت ورد بخجل : انت نسيت اخر مره لما يامن دخل علينا
ضحك فريد بصخب بينما يتذكر تلك اللحظه حينما كان واضع ورد فوق طاوله المطبخ وشفتيه تنهال فوق شفتيها بالقبلات ودخل ابنهم عليهم لتحمر ورد خجلا ولا تعرف ماذا تجيبه حينما سأله أبيه: هي مامي قاعده علي الترابيزة ليه ؟
ليجيب فريد وهو يرفع حاجبه : شقيه اعمل فيها ايه يا يامن
قال الطفل سريعا : تقعد في ال naughty corner
ضحك فريد وهز رأسه قائلا : حيث كده ارجع انت كمل نوم وانا هاخد مامي علي النوتي كونر
ضحك كلاهما علي هذا اليوم لتوكزة ورد بكتفه: انا شقيه ياسياده المستشار...امال انت تبقي ايه ؟!
أحاط فريد خصرها بذراعه وتسللت يداه اسفل ملابسها بينما يقول بوقاحه محببه : انا صايع مش شقي
ضحكت ورد بصخب : لا متقولش علي نفسك كده
غاب كلاهما بالضحك والحديث الذي انتهي بليله حب طويله بينهما ....
..........
...
التفتت هايدي بحنق تجاه خالد الذي وقفت توليه ظهرها: ها عاوز ايه ؟
رفع حاجبه هاتفا : ايه بقي يا دودو بقالي ساعه بصالحك
نظرت له هايدي بطرف عيناها : وهي كده خلاص خلصت يعني ؟!
أحاط خصرها بذراعه وادارها إليه قائلا : اه خلصت يا دودو ...مال يداعب انفها بطرف أنفه قائلا بتدليل : هو مش انا قولتلك حاضر ياستي هنفذ كل اللي انتي عاوزاه وهساعدك في كل حاجه ...عاوزة ايه تاني ؟
رفعت هايدي عيناها لتلتقي بعيناه التي نظرت إليها بحب بينما يقول بعتاب : وبعدين انا كمان زعلان منك ...بقي جالك قلب تقوليلي طلقني بالبساطه دي
اومات هايدي قائله : لما حسيت انك مبقتش تحبني زي زمان
هز رأسه قائلا : عمري يا حبيتي ما بطلت احبك ولا يوم واحد ....قربها إليه وغمرها بذراعيه قائلا بحنان : انا بموت فيكي ومقدرش ابعد عنك
تنهدت هايدي وهي تشعر بحضنه بعد طول افتقاد ليمرر خالد يداه علي جانب وجهها قائلا : ساكته ليه ؟
قالت هايدي متنهده : بسمعك بقالنا كتير متكلمناش مع بعض من غير خناق
ابتسم لها ورفع وجهه إليها مشاكسا بمرح : ماهو ياروحي انتي اللي غلطانه ....انا كنت اعرف منين كل ده
داعب ارنبه انفها بطرف إصبعه وتابع بمشاكسه : كنت مفكر ورايا راجل طلعتي خرعه ...
ضحك لتوكزة في كتفه بغيظ : لا والله علي اساس اني مش واقفه في ضهرك كل ده
ضمها إليه : حقك عليا انا اللي مكنتش واقف جنبك
ابتسمت له ليقبل راسها ويسحبها ويجلس علي طرف الفراش ويضعها بحضنه قائلا : طيب ايه رايك بقي يا حبي تسيبي الشغل
تغيرت ملامح هايدي وهبت واقفه : ايه ؟!
امسك خالد بيدها سريعا واجلسها مجددا بحضنه : تعالي بس انتي فهمتي ايه ...انا قصدي تسيبي الشغل يومين تلاته نسافر فيهم نتفسح ونغير جو
لانت نظرات هايدي مجددا لتقول بدلال : اه إذا كان كده هفكر
رفع خالد حاجبه : بقي كده ...
أومات وهي تقوم من حضنه وتتجه الي جانبها من الفراش : اه ويلا تصبح علي خير
اسرع خالد خلفها باستنكار : ايه تصبح علي خير دي ؟
نظرت له متظاهرة بعدم الفهم : ايه يا خالد الوقت اتاخر وانا عاوزة انام
اقترب منها ليلصق صدره بظهرها ويحشرها في زاويه الفراش هاتفا بعبث : بس انا مش عاوز انام
نظرت له باستفهام : امال عاوز ايه ؟
جذبها بخشونه محببه الي صدره ومال تجاه شفتيها هامسا بجوار أذنها بنبره لعوب : عاوز ......
افلتت ضحكه هايدي ليبتلعها خالد بين شفتيه التي ارتشفت من رحيق شفتيها مرارا وتكرارا قبل أن يسحب الغطاء فوقهما ويمد يداه يغلق النور بجوارهم .
........
....
نظر امير في ساعته وهو يزفر مجددا بينما اقتربت الساعه من الثامنه ولم تنزل ابنته ....لم يعد لديه اي صبر لينزل من سيارته ويتجه الي الاعلي
اتجهت ليندا سريعا الي الباب تفتحه بعد تعالي رنين الجرس لتتفاجيء بأمير امامها : امير
قال دون مقدمات : ورد منزلتش المدرسه ليه ؟
تهكمت بداخلها بمرارة ساخره فهو لا يهتم بها ولا يهتم بشيء إلا ابنته لتقول ببرود : الباص مش جاي وعز مش موجود يوصلها فقولت خليها في البيت
قال أمير وهو يدخل : طيب لو سمحتي جهزيها وانا هاخدها المدرسه
عقدت ليندا حاجبيها بعدم فهم : ليه ؟!
قال دون مناقشه : عاوز اتكلم معاكي لوحدنا
نظرت له برفض : مفيش بينا كلام
هتف امير بإصرار من بين أسنانه : ... يلا يا ليندا لو سمحتي جهزي البنت
بعد قليل اصطحب امير ابنته الي مدرستها بينما عقله لايتوقف عن التفكير والف سؤال يسأله لنفسه التي يطمئنها أن ليندا لم تعرف بشيء من هذا الماضي المشين ولكن يبقي سبب جلوسها مع ورد ....
أوقف فريد سيارته لتنزل ورد منها وتتجه الي الخلف تأخذ ابنها قائله : هدخله بسرعه وارجعلك يا حبيبي
اوما فريد وتتحرك بسيارته الي الجانب الآخر من الطريق والمخصص للانتظار ليرفع هاتفه يجري تلك المكالمه غافل عن تلك السيارة التي تتحرك خلفه ....
: صباح الخير
قال رائف بابتسامه : صباح الفل ياسياده المستشار....عاش من سمع صوتك ياراجل ..عامل ايه انت والعيله
قال فريد بهدوء : الحمد لله كله بخير ...وانت والولاد
: كلنا بخير
حمحم فريد قبل أن يقول : رائف كنت عاوز منك خدمه
قال رائف سريعا : اأمر يا فريد
قال فريد : كانت فيه واحده بتدور علي شغل
اوما رائف بلا تردد: بس كده ابعتها ليا علي المصنع علي طول
هز فريد رأسه بامتنان : متشكر يا رائف ...هبعتهالك
بس خد بالك منها
اوما رائف : مش محتاج توصيه ....انا كل يوم بكون في المصنع القديم ابقي خليني اشوفك
هز فريد رأسه : أن شاء الله
اعتدلت ورد واقفه وهدرت دقات قلبها بجنون داخل صدرها واحتبست أنفاسها بينما أشار يامن الذي أمسكت بيده واتجهت به الي باب المدرسه بحماس تجاه تلك السيارة التي نزلت منها فتاه صغيرة حملها ابيها ووضعها علي الأرض
ليقول : ورد !!!
تجمدت اقدام ورد مكانها بصدمه حينما اصطدمت عيناها بعيون امير الذي وقف هو الآخر مكانه لحظات طويله يتطلع إليها بينما غابت ورد بعالم آخر لم تخرج منه إلا علي صوت ابنها الذي هز يدها قائلا : باي يامامي
هزت ورد راسها بعقل مشتت ليخطو يامن الي الداخل وهو يشير لورد التي ركضت برفقته ....ظل امير واقف مكانه يري تلك الصدمه التي ارتسمت علي ملامحها فقط لمجرد رؤيته وكأنه كابوس بشع بينما ورد لاتدري كيف سارت تلك الخطوات بساقها المرتجفه عائدة الي سيارة فريد الذي أوقفها علي جانب الطريق بانتظار توصيل ورد لابنهما الي باب المدرسه ككل صباح
نظر فريد الي ملامح وجهها التي هربت منها الدماء قائلا بقلق : في حاجة ياورد ؟!
هزت راسها سريعا : لا ابدا
اوما واختطف نظرة إليها ثم إدار السيارة وتحرك بها بينما ورد لاتدري كيف تسيطر علي دقات قلبها بينما عاد هذا الكابوس الي حياتها متمثلا في رؤيتها لامير ليعيد راسها الآلاف المرات ذلك المشهد لتلك الفتاه الصغيرة التي حملها ابيها ووضعها علي الأرض والذي كان امير ...!!
.............
...
سحبت ليندا كوب قهوتها وخرجت لتجلس علي الاريكه بغرفه الجلوس بانتظار امير وهي تناشد نفسها أن تستمر علي موقفها تجاهه بينما تذكر نفسها بكل ما قد يؤلم ويجرح كرامه امرأه وهي حب زوجها لامرأه أخري ....فهي ستحتمل جرح قلبها الذي يعشقه ولكنها ابدا لن تحتمل جرح كرامتها ..... تحركت دقات قلبها بقوة بين جنبات صدرها حينما استمعت لرنين الجرس لتضع علي الطاوله الكوب الذي انسكبت منه بضع قطرات بسبب ارتجافه يدها وتسحب نفس عميق وهي تتجه الي الباب حيث وقف امير وعقله لا تفارقه نظرات ورد له والتي كانت طوال الوقت هكذا وهو من كان يرفض رؤيتها ....فهي ابدا لم تنظر له بحب ولا حتي احترام .....فتحت ليندا الباب لتتقابل عيناه بعيونها وهنا يقرء لغه جديده بنظراتها التي كانت دوما ما تنظر له بها فهي نظرات تنطق بالحب والاشتياق ...الاحترام والشغف ...تراه امير وفارس أحلامها وليس ابشع كوابيسها ....اندهشت ليندا من نظراته لها وكأنه يراها لاول مره وبالفعل كان هو كذلك ....لا يراها لأول مرة ولكن يراها لاول مره بوضوح بعد أن زالت غشاوة تمسكه بالماضي من فوق عيناه : امير
رمش بعيناه يخرج من شروده لتقع عيناه علي ما ترتديه وعلي الفور تهدر الدماء بعروقه : ايه ده ؟!
نظرت له ليندا باستفهام : ايه ؟!
أشار إلي الشورت القصير من الجينز الذي ارتدته وفوقه بلوزة بيضاء بلا أكمام : ايه اللي انتي لابساه وبتفتحي الباب كده بيه ....بغيرة حاره اندلعت بعروقه دفعها برفق الي الداخل واغلق الباب : ازاي تفتحي الباب كده افرضي مكنتش انا
هزت ليندا كتفها وتظاهرات بالبرود بينما غيرته لاتعني لها شيء الان : عادي ...طول عمري بلبس كده
اوما بحنق : في امريكا في البيت اللي كان محدش غريب بيدخله ولا يخبط عليه
ابتلعت ليندا وهي تخرس دقات قلبها التي اشتاقت لغيرته عليها : عاوز ايه ياامير ...ايه اللي عاوز تتكلم فيه ...خلاص اللي بينا خلص
هز امير رأسه وعاد مجددا ينظر إليها بينما وقف بالضبط علي تلك الحافه بالمنتصف بين ورد وليندا ومقارنات لا تنتهي نشبت بخياله بينما يري تبخر كل تلك الاوهام من رأسه الواحد يلو الاخر .... لتخرج الكلمات من بين شفتيه : قابلتيها ليه ؟!
خزلان مرير ارتسم فوق ملامحها التي اكتست بالحزن وهي تقول ساخره : حبيت اشوفها ؟!
نظرت له وحاولت التحلي بكل قوتها وهي تسخر من نفسها قبل أن يكون منه: كان عندي فضول اشوف مين اللي واحد يقدر يحبها السنين دي كلها ... ابتلعت غصه خلقها وتابعت وهي تهز كتفها تحاول التظاهر بالبرود : كان لازم افوق من وهم انك هتحبني في يوم من الايام واواجه الحقيقه .... قدمت لروزي في نفس مدرسه ابنها وفضلت كل يوم اشوفها وهي مع جوزها وابنها واسأل نفسي ....رفعت إليه عيناها التي امتلئت بالدموع ولكنها ظلت تحتجزها خلف اهدابها الكثيفه وهي تتابع : عارف كنت بسال نفسي ايه ؟!
نظر لها امير بقلب منفطر لما تعانيه لتتابع ليندا : كنت بسأل نفسي فيها ايه زياده عني عشان جوزها يحبها اوي كده ....افلتت دمعه حارة من عيونها وهي تتابع بصوت متحشرج : ومش بس جوزها ....جوزي انا كمان ..!
دون تفكير شعرت ليندا بيد امير تجذبها بقوة اليه لتجد نفسها بين ذراعيه وصوته يتعالي : مش بحبها ...بحبك انتي يا ليندا !
توقف العالم عن الدوران لحظه تستوعب فيها ما نطق به .....هذا الاعتراف الذي تأخر كثيرا وهو يركض خلف وهم حب زائف بينما الحب الحقيقي أمامه ....حب امراه أجبرته علي حبها وهي تأثره باهتمامها بكل تفاصيله ....امرأه قبلت ببقايا قلب استطاعت أن تكتب له شهاده ميلاد جديده بقلب جديد يتعرف علي حلاوة الحب المتبادل بينهما .....قبل أن تستوعب كان يطبق علي شفتيها بشفتيه وهو يكرر اعترافه الذي استعذبه قلبه قبل لسانه : بحبك يا ليندا .
...........
....
ابتسمت هانيا وهزت راسها قائله : طبعا يا رورو اوي اوي
قالت ورد بامتنان : شكرا يا هانيا معلش هتعبك بس مش قادرة انزل
قالت هانيا وهي تهز راسها : فين التعب ....هنزل اخد يامن من المدرسه واجيبهولك علي طول
أغلقت ورد الهاتف بينما مازالت لاتشعر باعصابها التي انهارت منذ رؤيته ...جلست وحاولت تهدئه نفسها وهي تمرر يدها برفق فوق بطنها لتحاول أن تهدأ ...لقد انتهي الماضي فلماذا تشعر بكل هذا الانقباض في قلبها ..؟!
.........
...
باكتفاء ورضي تام جذب امير ليندا لتتوسد صدره العاري بعد انفجار مشاعره تجاهها ونوبه الحب العاتيه التي اغرقها بها لتغمض ليندا عيونها بسعاده بينما حتي الآن لا تستوعب ماحدث ....كلماته الحاره ومشاعره التي ارتسمت فوق كل انش من ملامحه وهو يطلب منها فرصه ...فرصه أخري ليس لتحبه بل لتدعه يحبها ويعوضها عن كل ما بدر منه ...طبع امير قبله فوق خصلات شعرها هامسا : بحبك
ارتسمت ابتسامه حالمه علي طرف شفتيها وهي ترفع عيناها إليه قائله بشقاوة : انت لسه من دقيقه قائل بحبك
داعب شعرها قائلا : عارف وكل شويه هقولها لغايه ما تزهقي
ابتسمت له لتسحب الغطاء حول جسدها وتجلس تتطلع إليه : امير انت بجد بتحبني ولا بتقول كده عشان مننفصلش
هز رأسه وامسك بوجهها يتطلع إليها : بحبك بجد وبحق وحقيقي واصلا عمري ما عرفت كلمه بحبك الا دلوقتي ...
خفضت عيناها وسألته بصوت متقطع : و.. هي ...قاطعها قبل أن تكمل : هي مجرد وهم انا كنت عايشه
قربها الي صدره يحتضنها ويشعر بها بين ضلوعه : إنما انتي حقيقه ..
..........
....
اهتزت نظرات هانيا : ايه ؟!
هزت المسؤوله عن الاطفال راسها : والدته اخدته ؟!
استغربت هانيا كثيرا لتخرج من باب المدرسه وتمسك بهاتفها وهي تنظر في ساعتها : أنها لم تتأخر فلماذا أخذته ورد ...
اتصلت بها وحينما لم تجيب اتصلت بفريد : فري عامل ايه ....بقولك في حاجه غريبه
سألها فريد باهتمام : في ايه ؟!
: ابدا ورد كلمتني اخد يامن بدالها من المدرسه بس المدرسه بتقول انها اخدته
عقد فريد حاجبيه : طيب كلمتيها
هزت هانيا راسها : مش بترد
قال فريد : طيب يا حبيتي انا هكلمها متشغليش بالك انتي
رفع فريد هاتفه ليتصل بها ولكن قبل أن يتصل كان هاتفه يرن بهذا الرقم الغريب : متدورش علي ابنك يا سياده المستشار ...ابنك في الحفظ والصون .
..........
...خرجت ورد من الاستحمام بعد أن هدأت قليلا لتمسك بهاتفها وتتصل بهانيا حينما وجدتها اتصلت بها لتتجمد مكانها وتهدر الدماء بعروقها وهي تردد بصدمه : يامن ؟!.
......
....
بجنون اندفع فريد الي سيارته والف خطوة ينتوي أن يخطوها والف توعد ينتويه ولكن بنفس اللحظه شعر بالشلل وكلمات هذا الرجل المهدده تتردد في أذنه : ابنك بخير و كلها كام ساعه ويكون في حضنك ....اتنحي عن التحقيق ...!
انا ميهمنيش الا حياه ابني زي ما انت بالضبط مش هيهمك الا حياه ابنك ... بوعدك وعد اب اول ما تمضي عن قرار تنحيك عن القضيه هتلاقي ابنك قدامك .
.........
..
بخطوات متعثرة ركضت ورد تجاه الشارع وكل انش بها يرتجف وعقلها يردد بلا توقف : ابني اتخطف
علي الجانب الآخر تمسك فريد بكل عقلانيته وهو يفكر بحديث محمود البداروي الذي وضع حياه ابنه يامن أمام قرار تنحيه عن تلك القضيه التي يتولاها ضد ابنه
ليسحب نفس عميق ويدير سيارته من أمام مقر قسم الشرطه حيث تراجع عن تقديم البلاغ ليتجه الي منزله وهو يتمسك باعصابه وهدوءه ليصل الي التصرف السليم في موقفه الذي لا يحسد عليه ....ورد مؤكد ستكون عرفت شيء من هانيا وعليه أن يهدئها فهي حامل ومسؤليه اعاده ابنها الي حضنها تقع عليه وحده بينما الذنب ذنبه فلن يدعها هي تدفع الثمن .....اهتزت نظراته بينما لمح علي بعد بضع سيارات تلك التي تشير بهوجائيه لأحد سيارات التاكسي وتركب بها .....ضغط علي البوق للسياره التي امامه بصبر معدوم وهو ينحني يمسك بهاتفه يتصل بورد التي ركضت الي هذا التاكسي كالمجنونه ....لم تجيب واصلا ليس معها هاتف ليضغط فريد علي دواسه الوقود وبرعونه يتجاوز السيارة التي أمامه وينطلق خلف هذا التاكسي الذي سبقه ببضع أمتار ...
.........
....
أشار امير الي ورد التي حملتها ليندا حينما ذهب الي المدرسه وعاد بها قبل قليل ليقول : يلا يا روزي ساعدي مامي تجهز شنطها وانا هروح لاونكل رائف شويه وارجع اخدكم
هزت ليندا راسها بابتسامه ومالت تجاهه ليقبل وجنتيها هامسا بحرارة : مش هتأخر
أومات ليندا وعادت للداخل بابتسامه بينما طلب منها امير أن تعود معه الي منزله حتي ميعاد سفرهم بعد بضعه أيام وهي وافقت دون تفكير ...
........
...
قال رائف بتوبيخ : يعني من الصبح قالب الدنيا عليك تليفونات وفي الاخر لسه فاكرني دلوقتي
قال أمير بمزاج هاديء وهو يجلس علي المقعد المقابل لمكتب رائف : معلش يا رائف كنت قافل التليفون واهو اول ماشوفت المكالمه جيت علي طول
تنهد رائف بغيظ : وقافله ليه ...مش تطمني ياأخي عملت ايه مع مراتك
ابتسم امير قائلا : خلاص
نظر له رائف بجبين مقطب : خلاص ايه !
قال أمير متنهدا براحه : صالحتها
نظر إليه رائف بعدم تصديق : بتتكلم جد
اوما له امير : اه الحمد لله
قال رائف بلهفه : احكيلي
بدأ امير يخبر رائف بكل شيء ليتنهد رائف قائلا : اخيرا عرفت أنه كان وهم
اوما امير وقبل أن يقول شيء كان يتجمد مكانه حينما اقتحمت ورد الغرفه وهدرت بصوت باكي : ابني فين يا أمير ؟!
.......
انتفض سائق التاكسي وضغط سريعا المكابح حينما أوقف فريد سيارته أمامه ونزل منها مسرعا : فين اللي كانت راكبه معاك
قال الرجل بتعلثم : نزلت ...نزلت
عقد فريد حاجبيه وسأله بانفعال : نزلت فين ؟!
اخبره السائق ليقطب فريد جبينه بعدم فهم وبسرعه كان يعود الي سيارته ويستدير بها الي ذلك الشارع الجانبي حيث أخبره السائق وهو يكذب نفسه ...فلماذا تذهب الي هذا المكان المتمثل بمصنع خاله القديم ..!
.......
...
وقف رائف مكانه بعدم فهم ولا استيعاب وكذلك فعل امير الذي وقف مصدوم أمام ورد التي ظلت تهذي ببكاء حار : فين ابني يا أمير ....
لم ينطق امير بكلمه وهو لا يفهم شيء إلا أنها تتهمه باختطاف ابنها وكان هذا هو أول ما فكر به عقلها حينما عرفت باختفاء ابنها ....انصدمت ملامح امير حينما
جثت ورد علي ركبتيها أمام امير الواقف امامها بلا حراك وهتفت بنحيب : رجع ليا ابني ....هعمل كل اللي انت عاوزه بس رجع ليا ابني .... رجع ليا ابني وانا هبعد عن فريد ..!
لم يكد امير يستوعب ما نطقت به ليرفع عيناه تجاه الباب حيث وقف فريد الذي لاحت الصدمه القويه علي وجهه وكأنه تلقي رصاصه بصدره
وهو يستمع إلي تلك الكلمات ..!
...........
....
قال ايهم بقلب لهيف : طيب ياهانيا هتصرف اهدي انتي بس
قالت هانيا ببكاء : اهدي ازاي ...بقولك ابن فريد مش لاقينه
قال ايهم بتشديد : وطي صوتك عشان ماما هاله متسمعش وانا هتصرف
اغلق معها وتابع الاتصال بفريد الذي لم يجيب الا بعد وقت طويل ليقول باقتضاب : يامن كويس
قال ايهم بلهفه : ايه اللي حصل ؟!.
: بعدين يا ايهم ....هبقي افهمك بعدين
اغلق الهاتف والتفت تجاه ورد التي انزوت في جانب السيارة بيننا أوقفها وقال باقتضاب : اطلعي البيت وكلها ساعه ويامن يكون في حضنك
نظرت له بعيون باكيه وحاولت اخراج كلمه من جوفها المحترق كما حال قلبها وقلبه : فريد
اشار لها بنبره قاطعه : انزلي .
بايدي مرتجفه فتحت الباب ونزلت لتسير بضع خطوات الي داخل العمارة بعدها تجثو علي الدرج وتنهار ببكاء مرير وهي تتذكر نظره فريد لها والتي امتلئت خزلان ....
!
وضع فريد امضاءه علي تلك الأوراق واعتدل واقفا وهو يغلق ملف القضيه التي تنحي عنها ليتجه الي خارج مكتبه بضع خطوات قبل ان يلتفت بقلب لعيف تجاه صوت ابنه : بابي
اغمض فريد عيناه التي لمعت بها الدموع بينما شك قلبه للحظه أن الرجل سيخلف بوعده ولن يري ابنه مجددا ليخفي دموعه سريعا وينحني تجاه ابنه الذي ركض الي حضنه بينما بلحظه كانت تلك المراه تتبخر من سرايا النيابه وقد نفذت مهمتها ....بنفس اللحظه تعالي رنين هاتفه فريد : انا كنت قد كلمتي معاك يا سياده المستشار ياريت تفهم موقفي واني اب بحمي ابني واللي حصل يفضل بينا ومفيش داعي ندخل في مشاكل
حمل فريد ابنه واستجمع نفسه بينما يقول بثبات : وانا كنت قد كلمتي ومضيت قرار التنحي عن القضيه ... صمت لحظه ثم تابع : ومع قرار التنحي اتنحيت عن دوري في إثبات براءه ابنك اللي كانت بين ايديا يا محمود بيه
انصعقت ملامح الرجل ليغلق فريد الهاتف بنفس اللحظه ويتابع سيره وهو يحمل ابنه الذي ضمته ورد إليها واغرقته بالقبلات والدموع التي لم تتوقف عن الانهمار من عيونها ......
يضعه ايام مرت وتغير ما تغير وبقي ما بقي ....تغيرت قلوب وأصبحت تشعر بالحب الحقيقي كما حال امير الذي احتضنت ذراعه كتف ليندا وهم يصعدون الي الطائرة وتغيرت طباع خالد وهو واقف بابتسامه أمام عمل هايدي في انتظار انتهاءها وتغيرت ملامح هاشم الي الانبهار وهو يري مشروعه بتلك الصورة التي غيرتها هديل ولم تتغير نظرة الحب في عيون آياد لهاجر التي تغيرت الي أخري بشخصيه قويه واثقه كما لم تتغير نظرات الحب والحنان بعيون هاله لابناءها بينما هناك عيون أخري تتطلق شررا كعيون رائف تجاه ذلك الشاب الذي وقع بغرامة ابنته من سوء حظه وهاهي نظرات ورد لم تتغير تجاه فريد الذي بعد طول خصام وجفاء وعتاب اخيرا استمع لعذر قلبها ( معنديش في الدنيا اغلي من ابننا يافريد اللي هو حته منك )
لم يطاوعه قلبه كثيرا للقسوة عليها لينسي معها تلك اللحظه التي خانتها بها شجاعتها حينما كان ابنها بالوسط .....لتمر بضعه أشهر وتتعالي تلك الأنغام من سيارة هاشم الذي انطلق بها وبرفقته فريد وأيهم واياد في رحله شبابيه سمحت لهم بها الفتيات لقضاء يوم في الساحل بدونهم وهاهي اغنيه عمرو دياب سينجل تتعالي ليهتف الشباب بحقد : الراجل ده عامل عظمه .....ياريتنا نرجع سينجل زيك ياعمور ....♥️♥️♥️
وكويس اوي أن البنات مسمعوش الكلمه دي ....ورد فريد حكايات لا تنتهي بس الروايه خلصت ....اتمني تكون عجبتكم الحلقات وكانت علي قدر توقعاتكم
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
دمتم سالمين والي اللقاء في روايه جديده ❤️
اتمنى يكون ليها جزء تانى
ردحذفرواية جميلة جدا انت كاتبة مبدعة
ردحذف❤️❤️❤️
ردحذفرونا الجميله تسلم ايدك بجد من اجمل روايات دومتي جميله ومبدعه
ردحذف💜💜💜💜💜💜💜💜💜