الفصل السابق
أول مشهد
(جوري بنت عاصم وزينه من روايه المتملك والشرسة.... مراد ابن سيف البحيري ونور من روايه.. سيف منتقم)
علي ضفاف شاطيء اخر كانت تلك الطائرة تقلع عائده......!
ارتجفت دقات قلب( جوري) وتراجعت بظهرها للخلف بحركة خوف لااراديه منها ماان اقترب (مراد) منها حينما حاول ربط حزام الأمان لها وهم علي متن الطائرة العائده من شرم الشيخ حيث كانت آخر مكان برحله شهر عسلهم بعد زيارتهم لعده بلاد بعد زواجهم قبل عده اسابيع.... جمعت بينهم قصه حب سرعان ما كان الزواج يكللها .... سيف وعاصم رجال أعمال بمجال المقاولات ومراد سيف البحيري يتولى أعمال شركه نور وعدي للمعلومات وكانت تلك بدايه معرفته بجوري التي قابلها صدفه برفقه ابيها واجتذبته من اول وهله وسرعان ما تقدم لخطبتها ووافق ابيها....!
توترت نظرات مراد وهو يري تلك النظرة الرافضه لاقترابه او الأكثر تحديدا الخائفه من اقترابه ليقول وهو يضع يده فوق يدها : جوري حبيتي مالك..؟
قالت وهي تخفي نظرات عيونها بنظاراتها الشمسيه الداكنه : مفيش
قال مراد بتوجس : مفيش ازاي انتي صممتي نرجع فجأه ومش بتتكلمي معايا
قالت جوري باقتضاب : قولتلك مامي وحشتني يامراد وعندي صداع مش قادره اتكلم
ربت علي يدها بحنان ; سلامتك ياحبيتي هخلي المضيفه تجيبلك مسكن حالا
وضع يده فوق يدها برفق وهو يعطيها تلك الحبوب المسكنه قائلا :جوري حبيتي خدي الدوا
ابتعلت تلك الحبه وارتشفت القليل من الماء بشفاه مرتجفه بينما تريد سحب يدها من أسفل يده فكل جزء منها رافض لاقترابه لتغمض عيناها بعد ان اخذت ذلك المسكن وتتظاهر بالنوم بينما تغزو تفاصيل ليله البارحه مخيلتها مجددا..... لاتعرف ماذا حدث ولكنه لم يكن مراد الذي تعهده.... كان لأول مرة عنيف معها وشهواني بدرجه مخيفه ارعبتها وقلبت كيانها بينما مازالت بريئه لاتفهم تلك الأمور
انها مجرد فتاه رقيقه تفاجأت بسلوكه ليله امس....... اغمض مراد عيناه هو الاخر يحاول اقناع نفسه ان ماحدث بالامس ليس السبب بماتفعله معه الان.... وأنها ربما بالفعل متعبه .... سخنت أنفاسه بحنق من نفسه وهو يتذكر نظراتها المتألمه والرافضه بينما لم يتوقف وتجاهلها تماما غارقا بنشوته.... فهو يحبها ويعشقها وكانت نشتوته لا تضاهي بالأمس.....!
كانت فاتنه حد الجنون بملابسها الرقيقه ولم يستطيع السيطرة علي نفسه التي فقدها بقربها والان من تصرفاتها أدرك انه تسرع كثيرا في ماحدث منه من جرأه في علاقتهم ومازالوا في بدايه زواجهم.... ... ليبرر عقله ان ماحدث قد حدث من حبه فيها
فهذا شئ يجب أن يعجبها لا ان يضايقها ولكنه لايدري انه اخافها منه فهم مازالوا بشهر العسل ولأول مرة يكون بذلك العنف وكان عليه أن يراعي انها ماتزال غير معتاده عليه أو علي تلك الأمور...!!
حاول أن يبعد تلك الأصوات من راسه فهي ربما تفاجأت ولكن بالتاكيد ليس هذا سبب حالتها ولكنه تأكد بأن هناك شئ ما حينما أسرعت الي غرفتهم فور وصولهم وإلقاء تحيه سريعه علي نور التي اندهشت لعودتهم سريعا..... مالها جوري..؟
قال مراد وهو يتطلع في أثر زوجته :
ابدا مرهقه بس.... انا هطلع اشوفها
اومات نوروهي تحتضنه مجددا : ماشي ياحبيبي.... ارتاح وانا هجهز العشا
.......
: جوري
طرق مراد الباب ولكنها تظاهرت انها لم تسمعه طرقه علي الباب بسبب انهمار المياة وهي تاخد دوش
زم مراد شفتيه وظل يقطع الغرفه ذهابا وايابا بانتظار خروجها فهو سيجن ولابد ان يعرف سبب ماتفعله.... هل هو حقابسبب ماحدث بينهم
بينما جوري كانت في حاله خوف و لاتريد الا الارتماء بحضن والدتها
قال سيف بابتسامه واسعه بينما صعدت نور اليه لتخبره ان مراد قد عاد ليقوم سريعا ; بجد يانور...
:اه ياحبيبي من شويه
;طيب هشوفه
امسكت نور بذراعه : لا استني بلاش تطلعلهم ياسيف سيبهم يرتاحوا
: هسلم عليه يانور وحشتني اوي
انا بقول بس بلاش نزعجهم دلوقتي وكدة كدة ساعه ولا اتنين وهينزلوا نتعشى كلنا
:طيب اطلعي انتي وخليه ينزل ثواني اسلم عليه
اومات نور باستسلام لتصعد لغرفه ابنها وتطرق الباب بهدوء ... مراد
حبيي لو مفيش ازعاج بابا عاوزك يسلم عليك
اسرع مراد الي ابيه الذي قال وهو يضمه اليه : وحشتني
:وانت يابابا
ربت سيف علي كتفه : انتبسطوا
:اوي اوي
:امال مكشر ليه..؟
;ابدا مرهق بس شويه
:طيب يلا اطلع ارتاح وعلي مالعشا يجهز تكونوا صحيتوا نتعشي سوا
فتح مراد باب الغرفه ليجدها قد تكومت علي نفسها بطرف الفراش واستغرقت في النوم
عصفت به الظنون فماذا يحدث بعد كل هذا الحب والسعاده التي كانت بينهم.... لماذا تغيرت فجأه
اقترب منها وربت علي كتفها :جوري حبيتي
همهمت جوري ولم تفتح عيونها
انتي كويسه
اومات وجذبت الغطاء اكثر فوق جسدها النحيل دون قول شئ
تنهد مراد ثم دخل لياخد دوش لتفتح جوري عيونها التي لمعت بها الدموع ..... فهي تعامله بطريقه سيئه ولكنها خائفه منه ولاتعرف ماذا تفعل. تخشي ان يقترب منها مجددا..!
اغمضت عيناها بقوة سريعا ماان شعرت بخروجه
ارتدي مراد ملابسه وتمدد بجوارها لتشعر جوري بصدره يلتصق بظهرها بينما احتضنها
حاولت اخبار نفسها انه زوجها الذي تحبه ولا داعي لهذا الخوف الذي استوطن قلبها بمجرد اقترابه..... انها في حضنه الذي اعتادته خلال الأسابيع الماضيه ولكنها شعرت بالاختناق
شردت كثيرا حتي شعرت بانتظام أنفاسه الساخنه لتقوم بهدوء من جواره وهي تبعد يداه من فوقها....
بهدوء شديد كانت تسحب ملابسها وترتديها في الحمام ثم تخرج علي أطراف اصابعها من الغرفه ومنها الي باب المنزل الزجاجي لتفتحه وتغادر....
تفاجأت زينه بابنتها لتسرع ناحيتها :
جوري...
ارتسمت جوري بحضن والدتها : مامي
هلعت زينه وهي تري دموع ابنتها التي بكت فور ارتماءها بحضن امها لتمسك زينه بوجهها بقلق :جوري مالك ياحبيتي في ايه.... حصل ايه طمنيني..؟ طيب مراد كويس... اتخانقتوا... حصل ايه
اومات جوري لتقول بصوت متقطع : مامي.... انا عاوزة اتكلم معاكي بس من غير ما بابي يعرف
اومات زينه وهي تاخذ ابنتها للأعلي : تعالي معايا نطلع نتكلم فوق... بابا لسه مرجعش
......
بعد قليل كان عاصم يدلف بسيارته من البوابه ليبتسم بسعاده بينما يري سيارة ابنته
اسرع الحارس يفتح لعاصم الباب قائلا :حمد الله علي سلامه الهانم الصغيرة ياعاصم بيه
اومأ عاصم بسعاده ليدس بيده مبلغ مالي قائلا : شكرا ياعواد
اسرع عاصم بخطاه للداخل ينادي : زينه.... جوري
استقبلته شهد الخادمه : حمد الله على السلامة ياعاصم بيه
اومأ لها : الله يسلمك.... فين زينه
:فوق
صعد عاصم الي غرفه ابنته التي أخبرت امها بماحدث من مراد.....!
توترت ملامح زينه ووضعت يدها برفق فوق يد ابنتها...... فهل الزمن سعيد نفسه فهاهي ابنتها بنفس موقفها مع عاصم قبل سنوات طويله .... ولكن ابنتها لاتشبهها فهي روضت عاصم ذو الطباع الصعبه وعانت منه كثيرا ولاتريد لابنتها ان تعيش بنفس المعاناه وايضا
عليها ان تكون حكيمه معها وحازمه معه ولكن لسوء الحظ قبل أي تفكير كانت تري موضع نظرات ابنتها لتدرك ان عاصم قد عاد واستمع لحديث ابنته الذي اطار عقله بأكلمه وجعل الدماء تغلي بعروقه
ارتبكت نظرات جوري وبسرعه حاولت مسح دموعها حينما وقعت عيناها علي ابيها الذي بدا من ملامح وجهه الغاضبه انه استمع لشكواها من زوجها مراد الي امها... أدارت زينه راسها حيث موضع نظرات جوري ابنتها لتفهم علي الفور من مغادره عاصم بتلك الخطوات الغاضبه انه لابد وان استمع لحديث ابنتها معها
وضعت يدها علي يد ابنتها : اهدي ياجوري وانا هرجعلك علي طول
أسرعت زينه خلف عاصم الذي اشتعلت براكين برأسه بينما استمع لكلام ابنته الصغيرة جوري مع امها
دخلت زينه الي الغرفه لتجده يمسك بقميصه ويرتديه علي عجاله
عاصم.... انت رايح فين..؟
أشار لها بيده الا تتحدث بينما يضع القميص فوق جذعه القوي... لتعيد زينه الحديث : عاصم ممكن تهدي وتفهمني انت راين فين.؟
قال من بين أسنانه بغضب شديد : رايح اخليه يطلقها ابن ال.....
انصدمت ملامح زينه لتقترب منه في محاوله منه لتهدئة الموقف ; عاصم طلاق ايه اللي بتتكلم عنه.... مجرد خناقه عاديه بتحصل بين اي اتنين متجوزين... وبعدين انت سمعت جزء من الكلام فمفيش داعي للي بتعمله وافهم الاول
هدر عاصم مزمجرا : افهم ايه.... افهم ايه من اللي عمله الحيوان ده..؟!
هتفت زينه بغضب : وهو عمل ايه ياعاصم.... ؟!
واحد ومراته يااخي بتدخل ليه
هتف بانفعال من بين أسنانه : عشان مراته تبقي بنتي
وانا مش هسمحله يعمل كدة فيها
رفعت زينه عيناها الي عاصم باتهام : ما انت نفسك عملت كده
انصدمت ملامح عاصم لتكمل زينه بعقلانية : قبل ما تنفعل وتكبر الموضوع حط نفسك مكانه.... ... اه جايز غلط بس ده مش معناه ان الطلاق الحل والا كنت انا اتطلقت منك من زمان
هتف عاصم بجنون
..........انتي بتقولي ايه..... بتقارني اييييه
دي بنتي بنتي
عقدت زينه حاجبيها بحده : وانا ايه ياعاصم
هتف بانفعال : زينه بلاش مزادات و متجننيش
امسكت زينه بذراعه : اهدي ياعاصم لو سمحت واسمعني .... مراد اه غلط بس الموضوع احنا سمعناه من جوري وجايز في حاجة غلط وموضوع زي ده بالذات مش عاوز اي تدخل منك..... سيبهم يحلو مشاكلهم مع بعضهم هو بيحبها ومش هيأذيها
هتف عاصم بغضب :هيطلقها غصب عن عين اهله
انفلت لسان زينه بانفعال :وهو انت طلقتني زمان
صاح عاصم بعصبيه : زينه متتكلميش عن اللي فات
هزت راسها : هتكلم وهفكرك لو كنت قولت اللي حصل بينا لهشام كان موقفك هيبقي ايه
ياعاصم اهدي شويه...... جوري بس خايفه وعشان كده لازم مراد يعرف شعورها ده منها هي وانا واثقه انه مش هيكررها... عاصم بتدخلك انت هتهد العلاقه بينه وبين جوز بنتك وتصغره قدامك....هو برضه شاب وصغير معندوش خبره وجايز اتسرع مش اكتر
جاهدت زينه وهي تقنعه ولكنه كان جالس علي جمر ملتهب بينما شعرت جوري انها تسرعت حينما رأت نظرات ابيها الملتهبه و الذي لم يقل كلمه ولكنها تدرك انه لن يصمت ابدا
كل ما ارادته هو كلام امها المطمئن وشرحها لما حدث فهي فتاه لم تتعرض لمثل هذا الموقف وهذا مااخافها.... تنهدت وهي تدرك مقدار تسرعها فاان تحدثت مع مراد نفسه لكان طمئنها او شرح موقفه ولكن فات الأوان وهاهو الأمر تطور لتدخل ابيها.....
عقد مراد حاجبيه حينما تقلب في الفراش ووجد مكان جوري بجواره فارغا... ليعتدل جالسا وسرعان ما ينهض من الفراش وعيناه تبحث عنها ..
نظرت نور بجبين مقطب الي مراد الذي نزل درجات السلم ركضا وعيناه مشتته لتسأله : في ايه يامراد مالك ياحبيبي..؟
حاول أن يبدو ثابتا وهو يسأل والدته : جوري فين.. ؟
هزت نور كتفها بتساؤل مندهشه : جوري.. ؟! هي مش كانت نايمه
هز راسه واتجه للحديقه دون قول شئ ليبحث عنها علها تكون هناك وتمحي تلك الظنون التي عصفت به ان تكون قد تركته...!
تتركه.... لا لايمكن.... تتركه ومن اجل ماذا... ؟!
ماذا حدث لكل هذا.... أخطأ ربما ولكن لماذا لم تتحدث معه وتخبره بما ضايقها منه... ؟!
لحظات وبدأت أنفاسه تسخن حينما خرجت الخادمه من المطبخ واتجهت الي نور قائلة بخفوت : انا شفت مدام جوري خارجة من فتره وحضرتك كنتي فوق
شعرت نور ان هناك خطب ما خاصه بعد تلك النظرة التي ارتسمت على ملامح مراد وهو يصعد مجددا الي الغرفه بعد كلام الخادمه عن خروج زوجته ....!
امسك مراد بهاتفه واتصل بها لتثور ثائرته حينما توالي الرنين دون يلقي اجابه..... صعدت نور خلفه لتجده يرتدي ملابسه علي عجاله بينما بأصابع منفعله يمسك هاتفه ويعيد الاتصال بها..... لتتفاجيء به يلقي الهاتف بعنف علي الفراش وقد نسي اي شئ عن فعلته التي لابد وأنها السبب في ذهابها بتلك الطريقه وكل ما فكر به بتلك اللحظة انها خرجت دون ان يعرف بل ولم تعتبر اي اعتبار لوجوده .... فحتى لو ضايقها فلماذا لك تتحدث معه وتخبره ويحاولان إصلاح الأمور...؟!
قالت نور بهدوء : مالك يامراد في ايه... ؟
قال باقتضاب وهو يغلق ازارا قميصه : مفيش حاجة
قالت نور وهي تهز راسها : مفيش ازاي
اكيد في حاجة هو انتوا اتخانقتوا... ؟في حاجة حصلت بينكم وانت مش عاوز تقول
هز مراد راسه دون قول شئ لتقول نور : طيب انت رايح فين يامراد ... ؟
لم يجيب لتقول نور : مراد رد عليا وفهمني لو سمحت
تهكم من نفسه : مش لما افهم انا الاول.... وافهم ليه ما هو اصل واضح ان انا ماليش وجود ولا مالي عينيها
زمت نور شفتيها واتجهت الي ابنها تحاول تهدئته فجوري بنت مهذبه ولن تفعل شئ كهذا الا بسبب قوي
لتقول نور : لا طبعا ياحبيبي.... هو بس تلاقي اكيد مامتها وحشتها وراحت تشوفها
زمجر مراد بغضب ; من غير ماتقولي.... ايه طرطور
قالت نور في محاوله منها لتهدئه الوضع :معلش ياحبيبى متكبرش الموضوع ..... انت كنت نايم وجايز محبتش تقلقك.... وعموما لو انت اتضايقت انها خرجت من غير ما تقولك اتكلم معاها براحة لما ترجع وان شاء الله مش هتكررها
سحب مراد نفس مطولا يحاول ان يهديء نفسه بكلام والدته ولكن ذلك الخجل والشعور بالخزي المتفاقم بداخله يبحث عن أي سبيل ليكون ليس وحده المخطيء فيلقي باللوم عليها أيضا ... بينما نور كانت تدرك ان ذهاب مراد الي منزل عائله زوجته سينتج عنه مشاحنه لذا حاولت اثناءه عن الذهاب
قال مراد باحتدام ; ماما لو سمحتي متدافعيش عنها
قالت نور بعقلانيه : هي مغلطتش عشان ادافع عنها
هتف بعناد : لا غلطت
قالت نور بحنان وهي تمسك بيد ابنها وتجلسه بجوارها : ياحبيبي بلاش الحاجات الصغيرة دي تزعلكم من بعض انتوا لسه في أول حياتكم..... وبعدين استني هي زمانها راجعه واسمع منها
هنا داهم قلبه السؤال.... هل ستعود..؟
وسؤال قاده لسؤال.... هل أخبرت احد بما حدث بينهما.... ماهو موقفه امام الجميع أن أخبرتهم ....هل أخطأ لتلك الدرجه ام انها زوجته ويحق له ان يستمتع معها كيفما يريد...!!
أخطأ نعم حينما لم يتفهم خوفها وعدم تقبلها وتابع مايفعله بأنانيه بحته ولكن كل هذا كان بسبب كونه لم يكن بكامل وعيه ....!
.......... ....
حاولت زينه بكافه الطرق أثناء عاصم عن التدخل في شئون ابنته لتلوم جوري نفسها الف مرة وهي تفرك يدها بتوتر... ابيها لن يصمت ومراد لابد وانه جن حينما اكتشف مغادرتها للمنزل.... اخطأت كما قالت امها ولكن دون ارادتها.... فقط كانت بحاجة للتحدث مع امها وبالفعل ارتاحت ولكن لم تتوقع ابدا ان يعرف ابيها شئ ....!
هتف عاصم بانفعال شديد وهو يرفع يده امام وجهه زينه : زيييينه انتي اللي متتدخليش ..... ولو فاكرة اني ممكن اسمع كلامك واسيب بنتي لحظة واحدة لواحد يذلها مهما كان.... انسي....!
دي بنت عاصم السيوفي مش واحدة جايبها مش الشارع تلبي طلباته
سرت رجفه هزت جسد زينه باكمله بينما غص حلقها بشده من تلك الكلمات التي ألقاها بوجهها بينما كانت هي وهو بنفس الموقف قبل سنوات ..... اهي كانت هكذا بالنسبه له...؟! مجرد اداه لتلبيه رغباته
وما قبله عليها منذ سنوات لا يقلبه علي ابنته الان بالرغم من ان ماحدث مع ابنته لايضاهي بافعاله...؟!
تماوج عقلها وضج بالذكريات التي لاتقارن بما حدث مع ابنتها...... لقد تعامل معها عاصم بعنف شديد اكثر من مرة.... نالت الكثير والكثير من انانيته والآن لايري الا ان زوج ابنته مخطيء..... تابع عاصم بعنفوان غير منتبه لقسوة كلماته ووقاحتها : في نسوان زباله كتير يقدر يعمل معاهم كدة....... إنما بنتي لا....!
سار عاصم خطوة باتجاه الباب بينما تجمدت أقدام زينه بالأرض لتنازع وجع قلبها وتحاول التحرك خلفه دون أن تستطيع....!
ليأتي لها الخلاص من صوت شهد الخادمه التي أسرعت تهتف : عاصم بيه.. الحق ياعاصم بيه..... الحق ياعاصم بيه
عقد حاجبيه مزمجرا : في ايه..؟
قالت الخادمه : عمر بيه جاي سايح في دمه
انتفض عاصم من وقفته وأسرع للخارج ليهتف بصوت جهوري وهو يقتحم غرفه ابنه : اتخانقت تااااااني....!
تنهد زينه بينما ظلت واقفه مكانها فهاهو ابنها الأصغر عمر لابد وانه تورط بمشاجرة اخري...! يشبه طبع اباه كثيرا مندفع ويداه تسبق عقله وتفكيره .. لايمر يوم بدون مشكله..... لتتهكم ملامحها.. الا يري انعكاس طبعه في ابنه ويلقي اللوم كله علي مراد....!
أسرعت جوري بعيون باكيه الي امها : مامي بابي ناوي علي ايه
تنهدت زينه دون قول شئ لتقول جوري بدموع: مامي مراد مش وحش...... انا بس بس استغربت من اللي حصل وخوفت لأننا لسه مش واخدين علي بعض..... وفهمت لما اتكلمت معاكي... ده كان كل اللي عاوزاه... حد يطمني ويتكلم معايا إنما مش عاوزة ابدا بابي يعمل حاجة وحشه مع مراد.....هو مش وحش ابدا وعمره ماضايقني الا المرة دي.... انا مش عازة اتطلق منه انا بحبه يامامي
ربتت زينه علي يد ابنتها قائلة ; عارفه ياحبيتي انه مش وحش
قالت جوري بترقب : طيب بابي ناوي على ايه
زمت زينه شفتيها بتفكير فعاصم لن يحسن التصرف ابدا وهي من عليها ان تتصرف حتي لا تتأثر حياه ابنتها لتتنهد قائلة وقد اتخذت قرارها ; تعالي ياجوري يلا هترجعي بيتك
قالت جوري بتردد : بس يامامي... بابي هيوافق
قالت زينه بجراه وتصميم : متشغليش بالك انا هتصرف... يلا هاتي شنطتك وبسرعه انزلي ورايا قبل ما عاصم يخلص كلامه مع اخوكي
........
...
هتف عاصم باحتدام بينما كان عمر ذلك الشاب فارع الطول ذو العضلات واقف يضمد جروح قبضه يده ; تاني خناقه
قال عمر بهدوء : مفيش حاجة يابابا اطمن
صرخ عاصم بانفعال من أفعال ابنه الذي ليتحدث قدر ما يستخدم ذراعه : مفيش حاجة اييييه..... كل يوم خناقه
: محصلش حاجة خناقه عاديه.... عيل كسر عليا وكمان بيبجح هسكت له
يعرف ابنه بطيشه وسباق يده لعقله وتفكيره
ليهتف بتهكم : وطبعا روحت القسم
زفر عمر قائلا : لا الناس خلصوه من ايدي
ضيق عاصم عيناه بغضب مزمجرا : واخرتها...؟!
قال عمر بعدم اكتراث : آخره ايه.... ؟!
: عمايلك وطيشك... ايييه هستني يوم لما تموت واحد في ايدك
وضع عمر يداه علي كتف ابيه لتلطيف الاجواء مشاكسا : لا متقولش كدة يا عاصم بيه اطمن
ابعد عاصم يد ابنه عنه بغضب قائلا بحزم : هات مفاتيح عربيتك
نظر له عمر بعدم فهم ليصيح عاصم بغضب : سمعت انا قولت اييييه.... هات المفاتيح
مد عمر يداه الي جيبه ليخرج مفتاح سيارته لتسبقه يد عاصم بغضب ويخرج محفظته ويسحب منها كافه الكروت البنكيه لينظر له عمر باستهجان ; انت بتعمل ايه يابابا
هتف عاصم بسخط : بربيك..... من النهارده خروجك ودخولك معايا من الشركه للبيت وبس.... مفيش خروج مع شويه الصيع اللي بتخرج معاهم الا لما تتربي وتعرف انك بقيت راجل مش لسه عيل فرحان بعضلاته
تجمعت نظرات الرفض بعيون عمر ولكنه لم ينطق بشئ فهاهو عاصم السيوفي الذي يخشاه لذا الصمت افضل..... سحب عاصم نفس مطولا وهو يضم قبضته ليهتف مزمجرا بتحذير ; ده اخر تحذير ليك.... فاهم
خرج وصفق الباب خلفه بعنف لتتفجر البراكين برأسه اكثر واكثر حينما لم يجد زينه وابنته بالمنزل...!
........
كانت نور مازالت تتحدث مع مراد حينما دخل سيف الي الي الغرفه قائلا : مراد... قوم تعالي عاوزك
نظرت نور الي سيف متساءله : في حاجة ياسيف... ؟
قال سيف باقتضاب وهو يشير لابنه : مفيش يانور.... قوم يامراد
قام مراد خلف ابيه ليغلق سيف باب المكتب وينفض هدوءه ورزانته وهو يسأل ابنه : عملت ايه خلي مراتك تسيب البيت...؟!
حاول مراد التحدث ليقول : سابت البيت ايه بس....
قال سيف بحزم ; مراد من غير لف ود روان مراتك سابت البيت ليه...
: يابابا.... قاطعه سيف بانفعال : قولتلك من غير لف ولا دوران.... انتوا راجعين بدري من شهر العسل واول ما البنت رجعت سابت البيت ومشيت يبقي حالا تقولي عملت ايه
خفض مراد راسه بخجل وتوتر وتردد في اخبار ابيه بما حدث
ليتحدث سيف بنفاذ صبر : انطق عملت ليها ايه...؟
اتسعت عيون سيف بينما جاهد مراد اخبار ابيه بتلك التفاصيل التي ظنها عاديه وتحدث بين الأزواج..... نعم كذلك ولكن كان عليه احترام رفضها وكونها حديثه العهد ولم تأخذ عليه....
نظر مراد الي ابيه لينهي حديثه قائلا : يعني مفيش حاجة كبيرة.... انا بس اندفعت شويه ومكنتش اعرف ان الموضوع ده هيضايقها
نظر له سيف باستفهام : يعني ايه.. ؟
قال مراد بحرج : فقدت سيطرتي شويه وفكرتها مش قاصده ترفض..... هز كتفه بخزي وتابع : مكنتش اعرف ان هيحصل كده
نظر له سيف بانفعال وهو يسأله : كانت اول مرة تكونوا مع بعض
هز مراد راسه : لا..... انا بس سهرت مع جماعه صحابي قابلتهم صدفه وعزموني نحتفل و... و
نظر له سيف بترقب : و ايه انطق..؟
ابتهل سيف ان تخلف اجابه ابنه ظنونه
ليقول مراد بتبرير : واحد منهم اداني سيجاره وشربتها ولما طلعت الاوضه.... يعني... يعني مقدرتش اسيطر علي نفسي
لم يتوقف سيف لسماع المزيد ليطبق بتلابيب ابنه مزمجرا بعصبيه شديده وقد انفتحت جروح الماضي.....
هل يري عدي في ابنه....؟!
دخلت نور لتنصدم بما يفعله سيف
: سيف.... ابعد عنه في ايه
ابعدها سيف بغضب شديد ; اوعي ومتدخليش
اخرجها من الغرفه وعاد لابنه صارخا بكمد وقهر : اييييه
قال مراد بتعلثم : يابابا اسمعني.... ؟!
: اسمع اييييه..... اسمع خيبه أملي في ابني
ابني الراجل جري زي العيال يجرب سيجارة..... ابني اللي مكانش عنده رجوله وهو بيستقوي علي مراته عشان ينبسط....!
ركل سيف الطاوله بعنف لتتطاير الأجزاء الزجاجه مصدره ضجيج قوي جعل قلب نور ينتفض فماذا حدث لكل هذا.... لتطرق الباب مجددا : سيف افتح...!
.........!
أوقفت زينه سيارة ابنتها امام بوابه المنزل الحديديه والتفتت لها قائلة : فهمتي ياجوري
اومات جوري بابتسامه باهته لتسألها : وبابي
قالت زينه بابتسامه مشجعه : متقلقيش انا هتصرف معاه
اومات لتنزل زينه وتترك جوري تدخل بسيارتها للمنزل.....!
قال مراد بدفاع عن نفسه : يابابا والله انا بحبها ومقصدش ابدا اضايقها.... والسيجارة دي مش اكتر من حاجة هبله بيني وبين صحابي واول واخر مره هجربها لاني معنديش استعداد اضايقها تاني
نظر سيف لابنه لحظة يستشف صدقه قبل ان يجذب يده ويضعها فوق المصحف قائلا :
: احلف.... احلف انها اول واخر مرة
اومأ مراد واقسم ليكمل مراد : انا معنديش استعداد اخسرها
: ولا تخسر نفسك حاجة.... وده اهم حاجة
اومأ مراد ليقول : طيب يابابا هعمل ايه مع جوري
فرك سيف وجهه بحيرة فما موقف ابنه امام اهل زوجته ان أخبرتهم
.......... بنفس اللحظة كانت نور تطرق الباب قائلة : مراد.. جوري رجعت
لم يصدق نفسه حينما استمع لصوت امه لينظر الي ابيه لحظة قبل ان يوميء له سيف ليخرج.... اسرع يفتح الباب قائلا بلهفه : رجعت ياماما
اومات نور وهي تنظر الي سيف بتساؤل عن سبب حالته ; اه ياحبيبي طلعت فوق
........
فتح الباب بلهفه لتتراجع جوري خطوة للخلف بتوجس من رد فعله ...!
تسمر مراد مكانه ليقول : جوري
مد يده لها قائلا : انتي خايفه مني
ظلت واقفه مكانها ليقول مراد بهدوء :
تعالي ياجوري متخافيش.... خلينا نتكلم مع بعض
صدق كلام والدتها فالحديث بين الزوجين اول الطريق الصحيح لتخطي صعاب الحياه الزوجيه وعقباتها
ماان وضعت جوري يدها بيده حتي وجدت نفسها بين ذراعيه حيث جذبها مراد ووضعها بحضنه واغدقها بالقبلات وهو يقول ; متزعليش مني ياحبيتي مكنتش اقصد ابدا اضايقك
استكانت جوري لحظات بين ذراعيه قبل ان ترفع عيناها اليه بعتاب صامت ليقول : اسف اني خوفتك مني ..!
عقد مراد حاجبيه بعدم فهم بينما تعطيه جوري تلك الوساده والغطاء : ايه ده..؟
: هيكون ايه..... خد دول عشان هتنام علي الكنبه
عقد مراد حاجبيه بعدم فهم : جوري
انا قولتلك اللي حصل
اومات : وانا لسه زعلانه منك
قال برجاء وهو يحيط خصرها بذراعه : جوري حياتي
قالت جوري بجديه : السيجارة دي كان ممكن تنهي حياتنا...!
: حبيتي مش هتتكرر
هزت كتفها بدلال : اضمن منين
قال مراد بجديه وهو يتطلع لعيونها : كلمتي عهد
قربها اليه اكثر ليقول بحب : خليني انسيكي اللي عملته
........!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك