القاسي الفصل السادس عشر

1


 الفصل السابق

قال كامل مرحبا بينما يطلب عثمان ابنته شيرين لاخيه : طبعا موافق ياعثمان يشرفني 

قال عمار : يبقي نكتب الكتاب اخر الاسبوع 

قال كامل بدهشة : بسرعه كدة..... طيب قول خطوبه

: مفيش داعي... خير البر عاجله

ابتسم كامل قائلا : انا عن نفسي معنديش اي مانع.....  ناخد رأي العروسه.... وربنا يتمم بخير

التفت الي زوجته قائلا : عبير ياريت تطلعي تتكلمي مع شيرين وتخليها تنزل تقعد معانا 

اومات عبير بترحيب لتصعد الي غرفه ابنتها والسعاده مرتسمه علي محياها 

: شيرين حبيتي... الف الف مبروك

نظرت تلك الفتاه الجميله ذات الشعر الاسود الطويل والعيون العيله والوجه الأبيض المستدير الي والدتها قائلة : علي ايه يامامي.. 

قالت عبير بسعاده : عمار الباشا تحت وطلب ايدك من بابا وبابا وافق.... 

تجمدت شيرين مكانها من الصدمه بينما جذبتها امها الي حضنها : الف مبروووك 

قالت شيرين بعدم تصديق : عمار 

اومات امها لها بسعاده : اه..... يلا بقي تجهزي بسرعه وانزلي عشان تقابليهم.... بابا عاوز ياخد رايك قدامهم

وقفت شيرين مكانها بصدمه بعد خروج انها لا تعرف ماذا تفعل لتذهب الي خزانتها انتقي شئ جميل لترتديه ثم تمسك بهاتفها تتصل بأقرب صديقه لها وتعود للمراه لتنظر لنفسها ومازالت غير مصدقه فعل يبتسم لها القدر ويرسل لها شاب مثله تتمناه اي فتاه...! 

.......... 

.... 

ضيق اسامه عيناه بانتصار وهو يغلق الهاتف لينظر الي وليد قائلا : عشان تبقي تصدقني.... اهو مفيش توثيق لأي عقد جواز بينهم... تبقي مراته ازاي بقي 

زفر وليد بملل وهو يغلق الملف الذي امامه ;انت ليه برضه ورا الموضوع ده 

اومأ له ; اه وهفضل وراه لغايه مااعرف الحقيقه 

: حقيقه ايه بس..؟ 

: اية اللي مخوف ليلي من اللي اسمه عثمان ده 

: وانت مالك ومالها اذاك كانت بنفسها قالت إن مفيش اي خطف ولاحاجة والراجل طلع عمها 

: طلعه بعلاقاته واهو عمها من وقتها باع بيته واختفي... صدقني ياوليد في حاجة في الموضوع ده وليلي دي اكيد محتجالي بس خايفه

ضحك وليد بخبث : محتجالك...؟ اية يااسامه الصنارة غمزت 

: مش عارف بس مش مبطل تفكير فيها.... نظرات عينها كلها حزن.. نفسي بس تفتح ليا قلبها.... 

قطع حديثهم رنين هاتف اسامه ليتطلع وليد 

بدهشه لتلك السعاده التي ارتسمت علي محياه 

: اية يااسامه الفرحة اللي انت 

فيها دي... ؟

قال اسامه وهو يجمع اشياءة ويتجه للخارج :  اللي اسمه الباشا اسمه جه في مصيبه تانيه عادل كلمني من قسم باب شرق وقالي ان في واحد مقدم بلاغ ضده بالتعدي عليه هروح اشوف ايه الموضوع 

حاول وليد إيقافه : يااسامه بلاش

ولكن اسامه لم يستمع لاحد... 

............! 


قام يوسف من مكانه مسرعا ماان سمع صوت المفتاح يدور بالباب ظنا منه انها نادين كما وعدته انها ستاتي في الصباح ولكنه تفاجيء بعماد الذي قال بمغزي : ايه 

كنت مستني حد..؟ 

هز يوسف كتفه : لا ابدا 

قال عماد بدون مقدمات : طيب اسمع بقي انا مش هلف ولا هدور..... اية آخره اللي احنا فيه لان واضح ان مش انت لوحدي اللي زهقت 

قال يوسف : قولتلك آخرته.... جوزني نادين تضمن انت مستقبل بنتك واضمن انا حياتي 

تهكم عماد : وانت اية اللي مخليك متأكد اوي، كدة... ما انا ممكن عادي اقتلك بعد ما اجوزهالك

قال يوسف بحنق : تقدر..... بس وقتها بنتك هتحصلني لما الفيديو يظهر 

اطبق عماد بتلابيب يوسف مزمجرا : اسمع ياواد انت انا عماد الرواي اللي محدش يلوي دراعه.... جواز من بنتي مش، هيحصل و

الفيديو لو ماخدوتش مش هتخرج من هنا

قال يوسف بثبات : ولو اخدته برضه مش هخرج من هنانظر اليه عناد شزرا ليبعد يوسف يد عماد عنه قائلا : نغير اتفاقنا.... 

نظر له عماد ليقول يوسف : عشرة مليون جنيه 

: خمسه 

: مش هنفاصل وبعدين استني اسمع باقي اتفاقي 

نظر اليه عماد ليكمل : وتخرجني من القضيه 

: ازاي  ؟ 

: ازاي دي بتاعتك.... انت كل ده معشمني انك هتخلص القضيه وتجوزني بنتك بس طالما مش عاوز يبقي اضمن حياتي من السجن 

:ولو ضمن حياتك من السجن...... مين هيضمنهالك من عثمان الباشا 

توترت ملامح يوسف ليكمل عماد : دي مقدرش اضمنهالك

:طلعني من القضيه وانا هسافر واختفي 

: وهي فين القضيه..... القضيه اتقفلت ضد مجهول حادث طريق عادي 

: بس السواق شاهد وهتتفتح في اي لحظة 

: عاوزني اقتله 

: لا عاوز القضيه تتقفل رسمي..... 

: ازاي 

قال يوسف بتفكير : هقولك 

............ 

.... 

قام عمار من مكانه حينما نزلت شيرين التي كان قد رآها بضع مرات برفقه عائلتها ولاينكر انها فتاه جميله ولكن اليوم أجمل كثيرا بفستانها الرقيق ذو اللون الرمادي 

ابتسم ابيها قائلا : تعالي ياشيري سلمي علي عمار وعثمان 

احمرت وجنتها خجلا وهي تمد يدها اليه : اهلا 

لتتعلق نظراته بوجهها الجميل لحظات قبل ان يقول بتهذيب : اهلا بيكي 

صافحت عثمان وجلست في المقعد المقابل لعمار ليتحدث ابيها : عمار طلبك مني وانا وافقت ياشيري 

قالت بخفوت : اللي تشوفه حضرتك يابابا

ابتسم الجميع ليقول كامل : حيث كدة نقرأ الفاتحه

............. 

حملت ليلي ادم ووضعته فوق الكاونتر بالمطبخ وهي تقول : ها بقي يااستاذ ادم تحب تتعشي ايه 

قال ادم بغرور محبب : ادم باشا لو سمحتي 

ضحكت ليلي : بقي كدة 

اومأ لها بثقه : طبعا..... انا ادم الباشا زي خالو

قالت بمشاكسة وهي تداعب وجنته الممتلئة :وياتري زي اي خالو فيهم 

قال بثقه : خالو عثمان 

قطبت جبينها بطريقه مسرحيه خوفا من الاسم  لتكتم هدي ضحكتها متظاهرة بالجديه وهي تقول : عنك ياانسه ليلي.. انا هجهز للباشا العشا

ضحكت ليلي بمرح : لا سيبلي انا الباشا الصغير 

بادلتها هدي الضحك بتتابع عملها بينما وقفت ليلى تعد لآدم العشاء الذي طلبه بينما لم يتوقف عن الحديث معها ومشاكستها 

انتهي ادم من تناول عشاءه لتقول ليلي : يلا نطلع عشان تنام ياباشا 

هز راسه وركض ليجلس علي الاريكة الانيقه بغرفه المعيشه : لا هستني خالو 

نظرت في ساعتها التي قاربت التاسعه : لا ياباشا شكلهم هيتاخروا يلا عشان تنام 

نظر لها برجاء : بليز يالولو هستني شويه صغيرين 

بعد إلحاح وافقت لتجلس بجواره ولكنه سرعان ماكان يضع راسه فوق ساقها يشاهد الكارتون بينما تلعب بخصلات شعره الكثيف......! 

............ 

... 

نظرت عبير لأبنتها التي انفلت الحديث من شفتيها : بسرعه كدة 

قالت عبير : عمار مستعجل

قال عمار ; يعني انا مش شايف سبب للتاجيل

: هنلحق نجهز بيت و فرح واجيب فستان في اسبوع 

قال عمار ببساطه : البيت موجود لو حابه تغيري فيه اي حاجة معنديش اي مانع وفستان اطلبي اللي يعجبك حتي لو من برا... بس بالنسبه للفرح بعد اذنك ياسياده اللواء مش هيكون في الا حفله صغيرة لكتب الكتاب وطبعا ده لظروف موت ندي

تنهد كامل قائلا : اه طبعا طبعا ياابني... عموما انا اللي يهمني انكم موافقين علي المبدا الشكليات دي بتاعتكم .... تقدر تاخد شيرين وقعدوا مع بعض تتفاهموا وتسيبوني اتكلم مع عثمان شويه 

اومأ عمار وقام لتقوم شبرين خلفه لاحد الصالونات لاكمال حديثهم بينما قال كامل بتهذيب : تسمحي ياعبير تعملي فنجانين قهوة ليا انا وعثمان 

التفت عثمان الي كامل الذي قال : عثمان انا متعود منك علي الصراحه... انت مش موافق علي جواز اخوك من بنتي 

عقد عثمان حاجبيه : ليه بتقول كدة ياسياده اللواء

: انت متكلمتش طول القعده

تنهد عثمان قائلا : سيادتك قلت من شويه... موافق علي المبدا والشكليات والترتيبات دي بتاعتهم 

اومأ كامل بارتياح لتاتي عبير بالقهوة وتضعها امامهم لتبتسم بود قائلة : مبروك ليك ياعثمان كامل قالي انك اتجوزت

امسك عثمان بقهوته واومأ لها دون قول شئ لتكمل : اسمها ايه مراتك..؟ 

: ليلي...... كان هذا صوت عمار الذي عاد بعد ان اتفق مع شيرين علي بعض الأساسيات 

رفع عثمان عيناه لاخيه الذي تابع : هي بتهتم بأدم والا كانت جت معانا بس ان شاء الله تعرفوا عليها قريب 

ضحكت عبير بود قائلة : اكيد هتكون لطيفه وحبوبه.... ماهي ذوق عثمان الباشا 

قال عمار بمرح : وزي القمر كمان 

.......... 

..... 

وقع خالد علي أقواله ضد عثمان الذي اصدرت النيابه امر باستدعاءه لمباشره التحقيق في واقعه اعتداءه علي خالد 

...... خرج خالد ليجلس اسامه برفقه عادل ظابط القسم ويساله عن التفاصيل 

: ابدا ده عم الولد راح يشوفه ويطمن عليه قام عثمان اعتدى عليه هو ورجالته وهدده انه هيخلص عليه 

: وانت قررت ايه..؟ 

:ابدا هجيبه أحقق معاه 

........... 

... 

قاد عثمان خارج بوابه منزل اللواء كامل بينما الحنق مرتسم علي محياه وعمار يعرف السبب جيدا ليزيد من جرعه مشاكسته وهو يقول : اوعي تكون زعلت اني قلت عليها زي القمرر

اشاح عثمان بوجهه الذي أسقط قناع حنقه 

وارتدي قناع البرود قائلا : وانا اية اللي يزعلني زي القمر ولا زي الشمس..... خلينا في المهم انت واثق من الخطوة اللي اخدتها

قال عمار : انت عندك اعتراض 

هز كتفه : لا... انت عارف علاقتي باللواء كامل 

:طيب وشايف شيرين كويسة 

: انت اللي تشوف مش انا 

: وانت اخويا وباخد رايك زي ماالمفروض تاخد برأي وتتمم جوازك من ليلي 

تجاهل عثمان كلام عمار الذي سيفتح به مجال عن تلك الفتاه.... 

; عثمان بكلمك 

تابع عثمان القياده دون الرد ليضيق عمار عيناه بمكر ويتابع : ماشي ياباشا براحتك 

عموما انا هسهر مع صحابي.. نزلني هنا 

............

  ..... عاد عثمان للمنزل ليقابله حسان : اية الاخبار.. ؟

: كله تمام... لسه جاي من عند سامح وطمنا مراته عليه

اومأ له ليقول حسان : عم الانسه ليلي باع بيته وسافر الغردقه

هز عثمان راسه ليكمل حسان : كدة ياباشا اللي اسمه يوسف مالوش مكان يرجع له

قال عثمان باقتضاب : عنيكم علي الست امه 

:متقلقش ياباشا عند اختها وواحد من رجالتي متابعها 

دخل عثمان للمنزل لتقابله هدي : حمد الله علي السلامه ياباشا.... تحب اجهز العشا

هز راسه : لا... ادم اتعشى 

اومات له : الانسه ليلي عملت له العشا اللي طلبه واكل وكان قاعد معاها بيتفرج على التلفزيون 

هز راسه قائلا : طيب روحي انتي 

اتجه للدرج ثم توقف مكانه بتردد قبل ان يتجه ناحيه غرفة المعيشه.....توقف مكانه لدي الباب حينما وقعت عيناه علي ادم الغافي علي ساق ليلي التي غفت هي الاخري وهي جالسه 

اقترب بضع خطوات وانحني ينتوي حمل ادم لغرفته لتداعب وجهه تلك الأنفاس الرقيقه..      رفع عيناه ببطء ليجد وجهه امام وجهها لتخونه عيناه وتتحرك فوق ملامحها يتأمل ببطء خصلات شعرها المتناثرة حول وجهها واهدابها الكثيفه التي اخفت بداخلهم عيونها الخضراء التي تزداد حضرتها لمعانا كلما نظرت له بشراسه....... جالت عيناه فوق وجهها الجميل وجنتها الممتلئة وشفتيها الدقيقه.....!! تراجع للخلف سريعا وهو يغمض عيناه لابعاد صورتها عن عيناه ليحمحم بصوت مسموع نسبيا لتستيقظ

: ادم نايم كدة ليه..؟ 

كان هذا الصوت الرجولي هو أول مااستمعت له مااان فتحت عيونها التي التقت بعيناه ذات النظرات الحاده والتي لاتعرف انها مجرد قناع لإخفاء ارتباك نظراته الحقيقيه 

لتستجمع سريعا يقظتها وهي تخفض عيناها وتنظر لأدم قائلة بخفوت : كان مستني عمار 

هز راسه وتحرك ليحمل ادم ولكنها كانت الأسرع بمد يدها قائلة : انا هطلعه اوضته

حملت ادم وتحركت به للخارج..... تجاهلها فتعمدت تجاهله... لن تقول ان ادم انتظره هو 

بينما يعاملها بتلك الحجه وكانه لايريد التحدث اليها..... وهي أيضا لاتريد 

........... 

اتجه لمكتبه ليعمل حتي لا ينفرد تفكيره به أن صعد للنوم..... فهو يعلم أن تلك الملامح لن تتركه بحاله اليوم ليفشل بفعل اي شئ ويحد نفسه بعد قليل يصعد لغرفته ليسير بالرواق بنفس توقيت خروج ليلي من غرفه ادم.... لم ينظر اليها وتابع الطريق لغرفته لتتجه هي الاخري لغرفتها لولا تعالي رنين هاتفه 

: ايوة انا..... خير... طيب انا جاي حالا 

كل ماجال بخاطرها بعد تلك الكلمات التي استمعت لها أن هذا اتصال من المشفي بخصوص والدها.....! 

لم تفكر مرتين ووجدت نفسها تنزل بخطوات مسرعه خلفه 

التفت بدهشه لتلك التي فتحت باب السيارة وركبت بجواره 

: انتي بتعملي ايه...؟ 

قالت بتوتر : دي المستشفي كلمتك عشان بابا مش كدة 

هز راسه وهو يزفر الهواء الذي بصدره فمن أين خرجت له تلك الفتاه الان.... لا 

: بابا حصله حاجة ..... مش كدة 

قال وهو يشير لها لتنزل : قلت لا 

... يلا انزلي 

انفلت السؤال من شفتيها : امال مين بيكلمك..؟ 

رفع حاجبه بعدم تصديق : نعم

قالت بثبات وهي تهز كتفها فهو كاذب ولابد ان هناك شئ ما حدث لابيها : حد كلمك وهتخرج فجأه يبقي حاجة حصلت لبابا 

هز راسه وضرب كفوفه بعدم تصديق : لا والله..... انتي يابنتي في وعيك... اية المسلسل اللي بتقوليه ده 

انتفخت وجنتها غضبا : انا مش بنتك.... ولو سمحت الزم حدودك وبلاش تتريق عليا 

تنهد بنفاذ صبر : طيب حاضر.... يلا ياماما اتفضلي انزلي عشان عندي مشوار مهم 

انفجرت بغضب من استهزاءه بها : اية ماما دي.....

زفر بنفاذ صبر : عاوزاني اقولك اية..... ياهانم 

طيب ياهانم انزلي 

: لا انا جايه معاك 

رفع حاجبيه : نعم..... جاية معايا فين ان شاء الله 

هزت كتفها وربطت حزام المقعد : مكان ماانت رايح.....مش بتقول مش المستشفي طيب تمام انا جايه

:لا ده انتي مجنونه رسمي.... يلا انزلي انا مستعجل ومش فاضيلك 

: مش هرد عليك 

: ياصبر أيوب 

: مستعجل سوق 

انفجر بها : انا رايح القسم جايه معايا 

اومات له بدون تفكير : اه 

ان كانت عنيده فهو اعند منها...... افرغ غيظة من تلك الفتاه بدواسه الوقود ليسرع بالسيارة بينما ليلي تفرك كفيها فهي محقه ولابد وان ابيها قد حدث له مكروه...... ولكن مهلا..... أين توقف.... انفلتت شفتيها التي عضت عليها بقوة من حماقتها : انت رايح القسم فعلاة

... نظر لها عثمان بنظرات حانقه وهو يوقف السيارة امام قسم الشرطة قائلا بسخريه : لا كنت بهزر معاكي ياحلوة 

احمرت وجنتها غضبا منه ومن غباءها وتسرعها فماذا سيظن بها وهي من الحت عليه  بالذهاب معه ..... قال وهو يشير باصبعه محذره بينما ينزل من السيارة :متتحركيش من مكانك 

والي ابن ستذهب هي بالأساس تسمرت مكانها ولاتريد شئ إلا انشقاق الارض وابتلاعها فهي تقريبا القت بنفسها عليه..... ماذا سيظن بها الان..... ؟! 

......... 

.... 

قال الضابط عادل : أقوال سيادتك ياباشا 

قال عثمان بعنجهيته المعهوده : تقوللي في ايه..؟ 

: في اعتداءك علي المدعو خالد طارق 

هز عثمان كتفه ببرود : في شهود علي كلامه 

قال الضابط : الحرس بتوعك

ارتسمت ابتسامه ساخره علي شفاه عثمان الذي تابع بثبات ; ادي انت قولت بنفسك ياحضرة الضابط... الحرس بتوعي.... تفتكر هيشهدوا ضدي

تفاجأ الضابط بجرأه عثمان الذي تابع : انا شايف تقفل مخضرم ياحضرة الضابط.... عشان مالوش، لازمه

نظر له الضابط ليقوم عثمان من مقعده ويعدل من وضع سترته ويتابع بثقه : ولو مش حابب تقفله مفيش مشكله.... هبعت المحامي بتاعي الصبح يكمله معاك 

لو مفيش، حاجة تانيه تسمحلي 

اومأ الضابط قائلا : اتفضل 

.......... 

تنهد عادل مطولا وهو يأمر بإغلاق المحضر الذي لم يكن له سبب من الأساس ولكنه عمله...! 

......... 

اتجه اسامه ناحيه السيارة حيث جلست ليلي مقررا انه سيواجهها بما عرفه.....!

فهو لن يبتعد ولن يترك هذا قبل معرفه سر علاقه الباشا بها ولماذا تقبل البقاء بمنزله دون زواج.... مؤكد انه يهددها كما فعل مع عمها الذي باع منزله وسافر.....! 

...... 

تفاجأت ليلي به... انت...!! 

قال اسامه وهو يتفحص ملامحها المرتبكه والغاضبه بنفس الوقت : عاوز مني ايه تاني.. ؟

: عاوز اساعدك.... انا عارف انه بيهددك وانك مش مراته زي مابيقول..... 

اغتلت ملامحها منه لتقول بانفعال : انا مش،محتاجة مساعده منك ولو سمحت متدخلش في حياتي الشخصيه 

: دي اخر فرصه بديهالك.....الراجل ده لو بيهددك بحاجة قوليلي وانا هساعدك 


(هي مش قالتلك مش عاوزة مساعدتك) التفتت بفزع لعثمان الذي ظهر من الفراغ خلف الضابط لتتواجهه نظراته بنظرات اسامه المتحديه : هي مش مراتك زي ماقولت... انا اتاكدت 

كور عثمان قبضته لتختطف نظرات ليلي المفزوعه متوقعه اشتباك حامي بينهم ولكن عثمان بلحظة كان يخالف توقعاتها وهو يتقنع بالبرود بينما اقترب من اسامه ومال تجاه اذنه هامسا ببرود مستفز : وانت مال اهلك....! 

احتقن وجهه اسامه بالغضب ليكمل عثمان بتحذير من بين أسنانه : لو قربت منها تاني..... مش هتلحق تندم 

........... 

.... 

أسقط قناع البروج وعادت الوحشيه لنظراته التي ركزها فوق الطريق الذي قطعه بسرعه فائقه...... نزلت من السيارة واتجهت للداخل بعد ان فشلت كل محاولاتها في قول شئ طوال الطريق فهذا الضابط يوترها ويخيفها بعد مافعله بعمها وتخاف ان يعيد الكره مره اخري بعمها....! 

............ 

... لم تستطيع ليلي النوم الا حينما اتصلت بعمها واطمانت عليه بينما عثمان اتفقت ملامح وجهها وشخصيتها القويه وكلماتها معا عليه ليجد نفسه غارق بتذكر تلك الملامح التي انطبعت بذاكرته ويخرج منها ليتذكر ردها علي الضابط بشراسه بالرغم من خوفها الذي لمسه وينتهي اخيرا بابتسامه خانته علي طرف شفتيه وهو يتذكر موقفها واصرارها علي ذهابها معه..... طفله 

.......... 

.... 

في الصباح التالي

اتجه المهندس منير الي مصطفي قائلا : 

: باشمهندس مصطفي في حد عاوزك فوق في مكتبك 

نظر مصطفي الذي كان يباشر عمله بالإشراف علي احد الآلات الملاحيه قائلا : مين.. 

قال منير : واحدة معرفهاش 

فتح مصطفي الباب بعد ان توجه الي مكتبه ليتفاجيء بمروة امامه.... مين حضرتك 

قالت مروة بخفوت وهي تتلفت حولها : انا من طرف يوسف

نظر اليها مصطفي لتتابع : لو سمحت يوسف باعتني عشان عاوزك ضروري 

............ 

.... 


عقد ادم جبينه ولوي شفتيه بدلال لتميل ليلي عليه تصالحه قائلة : متزعلش مش هتأخر وعد

كان عثمان ينزل الدرج صباحا ليري محاوله ليلي لمصالحه ادم العابس 

قالت برجاء : هما ساعتين تلاته وارجع علي طول  

هز كتفه قائلا بعبوس : 

لا انتي لما بتروحي لباباكي بتسبيني لوحدي كتير.... 

داعبت وجنته بحنان قائلة : معلش يادومي.. أصله بيوحشني اوي

قال الطفل ببراءه وحنين : وانا كمان بابي وحشني بس مش هعرف اشوفه 

تأثرت ليلى لتمرر يدها برفق علي شعره قائلة :معلش ياحبيبي هو مسافر اول مايخلص شغلة هيرجع

نظر لها الطفل بعتاب : انتي بتضحكي عليا زي خالو...... بابي مش هيرجع هو كمان زي مامي  

لمعت عيونها بالدموع واتخانق صوتها بحنجرتها لتجذبه اليها تحتضنه بحنان جارف : لا ياحبيبي.... انفلتت دموع ادم ليقبض عثمان علي يده يكبح تاثره 

قالت ليلي بحنان وهي تمسح دموعه  ; انا خلاص هفضل معاك ومش هروح اي مكان المهم متزعلش 

نظر لها ادم بشك لتهز راسها بابتسامه راجيه الا يبكي ...... اقترب عثمان بعد ان تمتلك نفسه وهو ينحني لأدم ;الباشا ماله مكشر ليه..؟ 

يعرف ان ليلي احتوت حزن الطفل ولذا قرر إكمال ما بدأته هي 

قال ادم ;كنت زعلان عشان ليلى هتسبيني وتروح لباباها بس خلاص هتفضل معايا

حمله وداعب وجنته الجميله قائلا : يعني خلاص مش زعلان

هز ادم راسه وتعلق بعنق خاله الذي قال دون ان ينظر لها : طيب اية رايك عشان هي كمان متزعلش ناخدها لباباها 

رفعت عيناها تجاهه بعدم تصديق بينما هتف ادم بحماس بجد

اومأ له عثمان وهو ينظر لتعبيرات وجهها بطرف عيناه..... يالله ماذا تريد منه الان بأحمرار وجنتها بتلك الطريقه وهي تقول بحرج ; مفيش داعي .... انا.. قاطعها بنبرته القاطعه وهو يقول : 

اجهزي وخلي هدي تجهز ادم علي مااشرب قهوتي 

.....

امزل ادم الذي ركض للدرج بينما ظلت ليلي واقفه مكانها... كم هو محير.. تاره وحش غاضب وتاره انسان...؟! 

اصطدام عمار بأدم الذي يركض تجاه غرفته : اية ياباشا واحده واحده 

: انا رايح مع خالو وليلي 

تسائل عمار بدهشه ;رايحين  فين..؟ 

: نزور باباها 

ابتسم عمار قائلا وهو يقبل وجنته :طيب يلا 

عشان متتأخرش وخالو يقفش

.... نظر عثمان لليلي ولكنه سرعان مابعد عيناه عنها قائلا بجمود : واقفه ليه..؟ 

: اصل... أصل.. يعني هتتعطل 

: يبقي خلصي واجهزي عشان متعطلنيش

عاد الغيظ يملأ نظراتها له لتوليه ظهرها وتتجه لغرفتها وهي تتبرطم ; مش طبيعي ابدا... 

قابلت عمار الكس قال بابتسامه ; صباح الخير 

ابتسمت له ; صباح النور 

: قوليلي مبروك... انا هتجوز

قالت بسعاده ; بجد..... الف مبروك 

ابتسم لها قائلا : الله يبارك فيكي..... هي بنت واحد من معارفنا كويسة ولطيفه رحت انا وعثمان طلبناها امبارح 

اومات له ليكمل :  انا بقولك عشان تجهزي علي اخر الاسبوع هنكتب الكتاب في بيتها 

قالت بسعاده : الف مبروك 

: الله يبارك فيكي..... عقبالكم

اندفعت الدماء لوجنتها وتجاهلت مانطق به عمار لتقول بحرج ; بعد اذنك 

اومأ لها وهو يتطلع لها بمكر...... مؤكد لنفسه انه قريبا بالفعل سيحدث مايتمناه

......... 

قال عثمان ماان وصلوا للمشفي : 

انا هاخد ادم ونقعد في مكتب حاتم 

اومات دون أن تنظر اليه : تمام 

جلست برفقه ابيها تتطلع اليه والي حالته التي لاتتحسن بالرغم من طمأنه الممرضه لها انه بخير : طيب مش هيفوق

قالت الممرضه بتعلثم ; ان شاء الله هيفوق .. بس الغيبوبه ساعات بتطول كدة 

: يعني ده طبيعي...؟ 

اومات لها واستاذنت لتنصرف 

امسكت ليلي بيد ابيها الموصوله بالمحاليل المغذيه تناجيه بحنين واشتياق جارف : وحشتني اوي..... قوم بقي يابابا 

خرجت من غرفه ابيها بعد وقت لتبدو عيناها منتفخه من البكاء....  ركض اليها ادم واحتضنها وهو يمسح برفق بيداه الصغيرة دموعها.. بتعيطي ليه يا لولو..؟ 

قالت وهي تنقي صوتها : مش بعيط ياحبيبي 

....... 

... 

نظر عثمان في مراه السيارة لأدم الذي قال :

خالو 

:  نعم ياحبيب خالو 

قال ببراءه محببه : هات لليلي حاجة حلوة عشان هي كانت بتعيط 

ابتسمت بحنان لهذا اللطف والبراءه من ادم  بعد قليل ركن عثمان السيارة ونزل منها دون قول شيء.....  عاد بعد قليل لتتفاجيء به يمد يده اليها دون النظر لها بتلك العلبه من الشيكولاته السويسريه قائلا وهو يدير محرك السيارة : حاجة حلوة عشان متعيشطيش

ابتسم الطفل بينما الصدمه والمفاجاه ارتسمت علي وجهه ليلى 

قال ادم : وانا ياخالو ..؟ 

قال عثمان بحنان وهو يخرج من جيبه مغلف اخر : مقدرش انساك ياحبيب خالو


هل هذا نفس الشخص ام انه لطيف بزياده منذ الصباح....! سؤال ظل يراود ليلي طوال اليوم لتهتف بنفسها تعنف عقلها : أخرس يازفت انت.... حدثت عقلها الكي لايتوقف عن التفكير وهي تضع يدها علي صوت عقلها مؤكده : مين اللي بتفكر فيه ..... مش ناقصين وجع قلب ياليلي كفايه اللي حصل 

انتي هنا عشان ادم وبس

.... ضمنت لحظة لتطرأ تلك الفكرة علي راسها وتكمل ; عمار لما يتجوز هترجعي بيتك مش هيكون في داعي لوجودك ياليلي 

أكدت لنفسها قبل ان تجبر عيونها علي النوم 

........ 

في اليوم التالي كان عمار جالس برفقه شيرين التي جاءت برفقه امها لرؤيه المنزل 

: صباح الخير.... ليلي تعالي اعرفك على شيرين ومدام عبير والدتها 

اتجهت البهم بابتسامه ليقول عمار : ليلي مرات عثمان.... شيرين خطيبتي ومدام عبير والدتها 

نظرت اليها شيرين مليا بينما بدت الصدمه واضحة مليا علي وجه ليلي مما نطق به عمار عز انها زوجه أخيه... ليبستم عمار ويتابع التعارف بينما

علقت عبير بلطف ;  يعني دي اللي روضت الوحش

قال عمار بمرح : الباشا مش الوحش ياعبير  هانم.... مش عاوزين مشاكل 

ضحك الجميع بينما ارتجفت دقات قلب ليلى فجأه وعادت بتفكر به من جديد....... ركض لدم تجاههم فتعلق بعنق خاله عمار الذي قال :الباشا الصغير 

ابتسمت شيرين ووالدتها للطفل ليقول ادم ببراءه ; هتعيش معانا.... زي ليلى 

اومأ عمار قائلا : مظبوط ياباشا... موافق

اومأ ادم لتستاذن ليلي وتتركهم لجلستهم 


أخذ عمار شيرين للدور الأعلي لرؤيه المنزل قائلا :اية رايك.. ؟

قالت شيرين ; حلو 

: انا هغير الفرش وكل حاجة هتبقي تمام 

بفضول قالت وهي تتطلع لنهاية الرواق 

: دي اوضه ادم 

هز راسه قائلا : اه اوضه عثمان وآدم اللي في الاخر هناك 

اومات له ثم قالت بتوتر : بس انا برضه شايفه اسبوع قليل 

قال عمار بقليل من الحزم : افتكر اننا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة 

حاولت إخفاء توترها وهي تهز راسها : اه... انا بس بفكر... يعني ورانا حاجات كتير 

قال بابتسامه لطيفه : كله هيخلص متقلقيش

..... 

في المساء تحاشي عثمان وجوده معهم علي العشاء فيكفي الغداء الذي ظل به امامها وعلي مقربه منها لوجود شيرين وامها معهم 

دخل اليه عمار قائلا : اية ياعثمان متعتشتش معانا ليه..؟ 

قال وهو ينظر في الأوراق امامه : عندي شغل 

اومأ له وجلس في المقعد المقابل له ليصمت قليلا قبل ان يقول... عثمان 

همهم عثمان : ممم

قال عمار بدون مقدمات : ... ماتكتب كتابك معايا 

زفر عثمان قائلا : عمار مش رايق لهزارك

هز عمار كتفه ;وفين الهزار... انا بتكلم بجد النهارده كنا عيله حلوه اوي انا وانت وليلى وشيرين وآدم... غمز لاخيه بمرح وتابع : شكلك بتدخل غلط... تحب اطلبهالك انا 

زجرة عثمان بغضب قائلا : عمار امشي من قدامي 

قال عمار بجديه ; اية مشكلتها انك تطلبها تاني يااخي 

رفع عثمان عيناه لاخيه قائلا بانفعال : وهو انا كنت طلبتها اولاني... اسمع ياعمار عشان دماغك متروحش لبعيد..... انا كل اللي بعمله عشان ادم وبس......  جايز انت شايف اني اتغيرت بس زي ماانا..... بكره صنفهم و

مش هنسي ابدا ان وجودها كان بسبب موت ندي 

انا بس عامل نفسي ناسي عشان خاطر ادم....! 

هل بهذا الكلام يتحدث بالفعل عن ليلي ام انه يحدث نفسه حتي يخرس تلك المشاعر الغريبه عليه ويؤكد لنفسه انه لم يتغير


........ 

انتفضت ليلي من مكانها حينما أظلمت الغرفه فجأه لتتلفت حولها بفزع من هذا الظلام الدامس الذي أحاط بها... مدت يدها بتوتر الي زر الكهرباء عده مرات بلاجدوي قبل ان تبحث بأيدي مرتعشه عن هاتفها ولكنها تذكرت انه بالأسفل.....! 

تلمست بخطي مرتبكة خائفه مقبض الباب لتفتحه وتخرج لتزداد رجفتها ماان اصطدمت عيناها بالظلام الذي خيم علي المنزل بأكمله 

شهقت ليلي بفزع شديد حينما اصطدمت بهذا الشئ الصلب والذي لم يكن الا عثمان الذي ظهر من الظلام...... 

خرجت نبرته مطمئنه ; متخافيش.... ده انا 

قالت بتوتر ممزوج بخوفها الشديد الذي غلب عليها : النور..... النور

قال بهدوء وبساطه  : النور اتقطع 

لايعرف لماذا ابتسم تلقائيا وهو يسالها باستنكار بينما يفتح كشاف هاتفه  ;بتخافي من الضلمه 

هزت كتفها بشجاعه مزيفه رأها علي نور الهاتف الخافت  : لا بس يعني هو هنا كمان النور بيتقطع

هز كتفه ببساطه  ; ليه لا..؟ 

قالت باستنكار ; بيت زي ده النور عادي يتقطع فيه يعنى 

ابتسم مجددا لتلقائيها ليهز راسه بحيرة قائلا :

هي اول مرة تحصل فأكيد في حاجة غلط 

..... هنزل اشوف 

اوقفه صوت عمار الذي خرج هو الاخر من غرفته ليكون المنقذ لها من البقاء وحدها بالظلام : خليك ياعثمان انا نازل

قالت بتوتر ماان وجدت نفسها بالظلام وهذا الوحش علي مقربه منها تستطيع رؤيه كم يعجبه اشتمام خوفها : هدخل اطمن علي ادم .... 

أعطاها هاتفه لتتده لغرفه ادم.... أطمئنت ان الصغير نائم 

لتتجه مجددا للخارج فتكاد تصطدم به مجددا قالت بتعلثم وهي تتراجع للخلف :   نايم

اومأ لها لتجده مازال واقف مكانه لتقول بتعلثم وهي تعطيه هاتفه  ; هو في ايه.... النور اتقطع ليه 

قال بهدوء : في حاجة حصلت في كابينه الكهرباء وبيصلحوها

اومات له لتضع يدها البارده بجيبوها وتخفض عيناها عن تلك العيون  التي تتطلع اليها 

سألها عثمان : خايفه..؟ 

هزت كتفها وقالت دون النظر اليه : مش بحب الضلمه؟ 

قال بفضول مستغرب هذا الخوف الذي يراه في عيونها لأول مرة : ليه...؟ 

ارتجف جانب شفتيها بتوتر بينما داهمتها تلك الذكري ليقول :

لو مش عاوزة تتكلمي بلاش

هزت راسها وسحبت نفس عميق وهي تقولة: لا بس... يعني بحس اني خايفه ومخنوقه 

امتزج صوتها بالغصه وهي تكمل بتلقائيه ;بفتكر يوم موت ماما      .... 

كنت صغيرة اوي و تفاصيل اليوم كلها راحت من دماغي الا احساس الخوف اللي كان في قلبي لما اخدتني في حضنها لما النور اتقطع لغايه مانمت..... ازدادت نبرتها بطء، بينما داهمت الذكريات راسها وهي تكمل : 

.... اول ماصحيت لقيت نفسي لوحدي... خرجت من اوضتي لقيت بابا بيجري عليا وبيحضني اوي و عرفت ان ماما ماتت

ابتلع غصه حلقه وابعد عيناه وشكر الظلام الذي اخفي مشاعره التي اثارتها بحديثها ليتذكر موت ابيه وموت ندي وتلك الخائنه وحضن الام الذي لم ينعم به لا هو و احد من إخوته منها يوما...... قال وهو يشيح بوجهه 

: انا هنزل اشوف عملوا ايه

سار خطوتين ثم توقف مكانه والتفت اليها قائلا : تعالي معايا بلاش تقفي لوحدك في الضلمه  

اتجهت اليه ليترك لها المساحة تنزل خلفه علي نور هاتفه...... ااااه 

صدرت اهه منها حينما التوي كاحلها فجأه وتعثرت..... 

اسرع عثمان بسرعه بديهه يتراجع بجسده يحتجزها بين الدرابزين وبين جسده حتي لاتسقط بينما هي كادت توقعه لتستند بكامل جذعها علي ذراعه.... التفت لها وامسك بذراعيها يعدل من وضعيتها وهو يتطلع اليها بقلق :انتي كويسه

قالت بارتباك وحرج : كويسه 

بنفس اللحظة أتت الكهرباء لتتقابل عيناه بهذا الوجهه الذي يكاد ينفجر من الحمره

لتخفض ليلي عيونها سريعا و تتمسك بالسور وتقوم وتسرع الي غرفتها 

......! 

وكأن القدر يعانده ويعاقبه علي مانطق به امام أخيه عن انه لن ينسي علاقتها بموت ندي وان لا شئ قد تغير ليجد تلك المشاعر الغريبه تنتابه وتلك الذاكرة القويه لم تترك كلمه او حركة او نظرة منها الا وتذكره بها...! 

وهاهي عيونها معلقه بحقيبتها التي تحتوي تلك العلبه الذهبيه من الشيكولاته التي لم تتناولها وكأنها فاكهه محرمه....!! 

.......... 

.... 

نظرت عبير الي ابنتها بضيق ; وبعدين ياشيرين اظن اننا اتكلمنا كتير في الموضوع ده 

ابعدت شيرين عيناها عن امها قائلة بتذمر : الله ياماما... يعني اتجوز من غير الفستان  اللي بحلم بيه

دخل كامل الي الغرفه ليقطب جبينه قائلا : في أية.... ؟

قالت عبير بسخط : ابدا بنتك عاوزة تأجل الفرح عشان الفستان.... 

شوفلك حل معاها 

ارتجفت نظرات شيرين امام والدها الذي قال : اية الكلام ده ياشيرين... ؟! 

.......... 

...


اية رايكم وتوقعاتكم 

الباشا ابتدي يتحرك 

وليلي الغلبانه وقعت 

عماد ويوسف 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !